WLC Radio
محبّة ياه لك – أنظر بأعين جديدة إلى حبّ يَهوَه لك
الحلقة الثالثة
محبّة ياه لك
أنظر بأعين جديدة إلى حبّ يَهوَه لك
مقدّمة
هنا دبليو بي سي كيو، نقدِّمُ لكم راديو "فرصةُ العالمِ الأخيرة"
World’s last chance من مونتايسلو في ماين في الولايات المتحدة الأميركية.
جرائمُ عنف! اضطرابٌ سياسيّ! عدمُ استقرارٍ مالي! كلُّ شيءٍ يشيرُ إلى أن أزمةً لا مثيلَ لها على وشكِ الحدوث.
استَمِعوا إلى راديو "فرصةُ العالمِ الأخيرة" لتعرِفوا كيف يمكنُكم أن تَستعِدُّوا روحيًا لما سيأتي.
راديو "فرصةُ العالمِ الأخيرة"، نُحضِّرُ الناسَ لرجوع المخلص الوشيك!
***
الجزء الأول: حبّ يَهُوشُوَه لك
أنور: مرحبًا وأهلاً بكم إلى حلقةِ اليوم، أنا أنور ابراهيم
أمير: وأنا أمير نجّار، نشكرُكم لأنكم تستمعونَ إلى هذه الحلقة.
أنور: في حلقةِ اليوم سيخبرُنا أميرُ عن أعظمِ قوةٍ في الكون. ولا نَعني بذلك قوةَ الإعصارِ ولا البركان ولا القنبلة الذرّية، بل قوةُ المحبة.
أمير: أريدُ أن أضيفَ يا أنور، أننا لا نتحدّثُ عن مجرّدِ أيةِ محبة. إنها ليست محبتَنا لفريقٍ رياضيِّ ما أو للحلوى. ولا حتى محبةَ الرجلِ لزوجته أو محبةَ الأمِّ لطفلها. بل هي بالتحديد المحبةُ الإلهية.
أنور: هذه نقطة جيدة. هناك بالتأكيد بدائلُ مشوّهة وأنانية تُدعى المحبة. لكن المحبَّةَ الحقّة، المحبَّةَ الطاهرة، المحبَّةَ غيرِ المشروطة، مصدُرها الوحيدُ هو من قلبِ يَهوَه.
أمير: هذا صحيح. عندما تفكّرُ بهذا، فالمحبةُ هي القوةُ الدافعةُ الحقيقيَّةُ التي أَوْجَدَتِ العالم!
أنور: إذا كنتَ تستمعُ إلينا للمرةِ الأولى، أريدُ أن أشرحَ لك بأننا لن ندعوَ الخالقَ بلقَبَي "الله" أو "الرب". لأن "يَهوَه هو الإسمُ الفعليُّ الشخصيُّ لله. إنه لامتيازٌ أن نعرِفَ اسمَهُ الشخصيّ. لذا نفضّلُ أن نستعملَه بدلَ التعابيرِ التي يمكنُ أن تشيرَ إلى الآلهةِ المزيَّفة… أو ألقابِ النبلاء. أذكِّرُك أن "يَهوَه" أو "ياه" هو اسمُ الآب، وأن "يَهُوشُوَه" هو اسمُ الإبن.
أمير: لقد غطّى لقبا "الربَّ" و"الله" اسمَ الآبِ لمدّةٍ طويلة. وهذا مؤسفٌ بالفعل، لأن الأسفارَ تذكُرُ بشكلٍ محدَّد أن علينا أن ندعوَه باسمه!
أنور: حقًا؟ أيمكنك أن تعطيني مثالاً؟
أمير: حسنًا، نجِدُ التحذيرَ لنا بأن ندعوَ باسم يَهوَه عبرَ كلِّ الأسفارِ المقدَّسة. هناك مقطَعٌ مهمٌّ جدًا في الإصحاحِ الثالثِ من صَفَنْيا ويبدو بأنه يكشفُ عن معرفةِ يَهوَه المُسبَقة بأن اسمَهُ سوف يُغَطَّى، وأن الناسَ ستَفوتُهم معرفةُ اسمِه الحقيقيّ.
أنور: هه. يبدو هذا مثيرًا للاهتمام، ماذا يقول؟
أمير: في هذا المقطع يتحدّث عن ما سيحدث ما بعد أيام صَفَنْيا. يقولُ: " حِينَئِذٍ" – لاحظ حِينَئِذٍ المستقبَليَّة – "لأَنِّي حِينَئِذٍ أُحَوِّلُ الشُّعُوبَ إِلَى شَفَةٍ نَقِيَّةٍ، لِيَدْعُوا كُلُّهُمْ بِاسْمِ الرَّبِّ، لِيَعْبُدُوهُ بِكَتِفٍ وَاحِدَةٍ". وإذا بحثتَ عن الكلمة "الرَّب"، ستجدُ أنها في الواقع اسم يَهوَه.
إذًا فالمعنى الضمنيِّ هو أن الناسَ قد فقدوا معرفةَ اسمِه. لكنه يَعِدُ بأن يُحوِّلَ " الشُّعُوبَ إِلَى شَفَةٍ نَقِيَّةٍ لِيَدْعُوا كُلُّهُمْ بِاسْمِ يَهوَه". لأن هذا ما يقولُه في الأصل، " لِيَدْعُوا كُلُّهُمْ بِاسْمِ يَهوَه".
أنور: أتعلم؟ بما أنكَ ذكرتَ هذا يا أمير، هناك الكثيرُ من الشواهدِ في الأسفارِ المقدَّسة، التي تطلُبُ منا أن "ندعوَ باسمِ الرَّب"، ومع ذلك، ما تقولُهُ أنت هو أنها في الأصلِ تطلُبُ منا أن "ندعوَ باسم يَهوَه".
أمير: صحيح، صحيح. بالضبط. إنها تطلُبُ منا مرارًا وتكرارًا أن "ندعوَ باسمِ يَهوّه". لكن لكي تدعوَهُ، يجب أن يكونَ لديكَ الثِّقةُ بأنه سَيسمعُ وسيستجيب. وهذا هو صلب الموضوع، لأنه… يحبّك.
أنور: وهذا ما سنتحدّثُ عنه اليوم. محبَّةُ يَهوَه للجنسِ البشري.
أمير: أجل، إن محبّتَهُ بلا حدود. إنها أوسعُ وأعمقُ مما يمكنُ أن تتصوَّرَه عقولُنا البشريّة. في العامِ ألفٍ وتسعِمئة وثمانيةٍ وخمسين، سجّلَ فريقٌ غنائيٌّ يُدعى "دُمى الدِّبَبَة"…
أنور: دُمى الدِّبَبَة؟
أمير: ماذا عساني أقول؟ كانت تلك مرحلةُ المخمسينيّات، وكانت موسيقى الروك ما زالت في مرحلةِ الطفولة.
أنور: هذا واضح! دُمى الدِّبَبَة! إذًا ماذا سجَّلَ فريق دُمى الدِّبَبَة؟
أمير: حسنًا، كان أحدُ أعضاءِ الفريقِ قد فَقَدَ والدَه. وكتَبَتْ عائلتُهُ على شاهدِ قبرِ الوالد "إن كنت تعرفُهُ، فهذا يعني أنك تحبُّهُ". وهذا أوحى له بأغنيةٍ عنوانُها "أن تعرِفَه هو أن تحبَّهُ". وهذا يصُحُّ على يَهوَه أيضًا. فالمحبّةُ هي أقوى قوة دافعة في الكون ومع ذلك، ويا للأسف، معظمُ الناس لا يحبّونَ الآب السماويَّ حقًا، وهم لا يحبّونَهُ لسببٍ بسيط، لأنهم لا يعرفونه.
أنور: أنت تعني الأشخاصَ غيرِ المسيحيِّين. إنهم لا يعرفونَ الآبَ، لذا فمن البديهيِّ أنهم لا يحبُّونَه.
أمير: كلا، بل المسيحيونَ أيضًا! فكِّرْ بهذا لِلَحظة. كيف يمكنُ أن تحبَّ شخصًا ما، إذا كنت تعتقدُ أنك إذا كنتَ ضالاً، إذا لم تَتُبْ بشكلٍ كافٍ، إذا كنتَ لا تفيْ بشكلٍ ما معاييرَ الخلاص، فسوفَ تحترِقُ في الجحيمِ طوالَ الأبدية؟ كيف يمكنُ أن يكونَ شخصٌ ما ظالِمًا لدرجةِ أن يحكُمَ حُكمًا بالعذابِ الأبديِّ على خطايا ارتُكِبَتْ خلالَ دورَةِ حياةٍ واحدة على الأرض؟ فحتى البشرُ لا يفعلونَ هذا.
أنور: هذا صحيح. سيكونُ ذلك صعبًا، أليس كذلك؟ لأن أسوأَ حُكمٍ يُعلَنُ على أسوأِ الجرائمِ هو حكمُ الموت – وحتى هذا لا يُطبَّقُ في كلِّ البُلدان! فمُعظمُ البلدانِ الأوروبيَّة قد أَلْغَتْ حُكمَ الإعدام. وحتى في قضايا تتعلّقُ بأشنعِ الجرائمِ لا يُحْكَمُ على أحدٍ بسنواتٍ من العذابِ الجسديّ، فكيف بأبديَّةٍ يُمضيها وهو يحترقُ حيًّا!
أمير: أترى كيف أن مُعتقدًا كهذا يُمكنُ أن يرسِّخَ الخوفَ من يَهوَه! وأنا أفهمُ لماذا الأشخاصُ الذين يؤمنونَ بهذه الطريقةِ يعبُدونَ "اللهَ" من شِفاهِهِم، لكنَّهم في الحقيقةِ لا يكِنّونَ له محبَّةً عاطفيَّةً عميقة، وليسوا على تواصلٍ مستمرٍّ معه. إذ كيف يستطيعونَ ذلك؟
أنور: كيف يمكن أن يستطيعَ أن يحبَّهُ أيُّ شخصٍ يخاف منه؟
أنور: بالضبط. ومع الأسف، ليس فقط من يؤمنونَ بالاحتراقِ الأبديِّ في الجحيمِ هم الذين لا يعرفونَ الآب – لأنه امتيازٌ لنا أن نعرِفَهُ – لكن الكثيرَ من الناسِ لا يعرِفونَهُ. والسببُ هو، مع أن ما سأقولُهُ سيصدُمُك، لكن بمعنى ما، إن نقلَ تركيزِنا بعيدًا عن الآبِ إلى الإبنِ هو بمثابةِ زنى.
أنور: مهلاً، أجل، هذا يسبِّبُ صدمةً بالفعل. يُفتَرَضُ بنا أن نحبَّ وأن نُكرِمَ الإبن. فعلى كلِّ حال، يَهُوشُوه هو ابنُ يَهوَه – الإبنُ "الذي سرَّ به الآب". إنه مخلِّصُنا! ويَهُوشُوَه بنفسِهِ قالَ إنه والآبُ واحد. إذًا كيف يمكنُ أن يكونَ التركيزُ على الإبنِ زنى؟
أمير: حسنًا، دعني أسألُكَ سؤالاً يا أنور.
أنور: حسنًا.
أمير: عندما كان أولادُك صغارًا، علَّمتَهم أن يُصَلًّوا، صحيح؟
أمير: بالطبع، حسنًا، زوجتي هي من علَّمَهم أكثرَ مني، لكن أجل، نحن علّمناهم أن يصلّوا.
أمير: حسنًا، لمن علَّمتموهُم أن يصلّوا؟ للآب؟ أو للإبن؟
أنور: في الواقع نحن علّمناهم أن يصلّوا للإبن. وعندما يصلّي الأولادُ، ما زالوا يكرِّرونَ هذا.
أمير: صحيح. نحن نعلّم الأولاد أن يصلّوا "حبيبي يسوع". هناك ناحية أخرى نشهد فيها نقل التركيز بعيدًا عن الآب إلى الإبن وهي الترانيم.
أنور: الترانيم؟ لكن، لكنها تغني مجدًا ليَهوّه!
أمير: حقًا؟ أو هي ربما ترنّم في المقام الأول عن الإبن؟
كريس: حسنًا…
أمير: لا يهمني اللغة التي تتحدّث عنها، معظم الترانيم هي عن يَهُوشُوه. لدينا في اللغة العربية:
"ربّي يسوع الغالي"، "يسوعُ ما أجوده"، "كل مالي في الحياةِ مُلكُ فاديَّ يسوع"
من ثم هناك الترانيمُ التي تتحدّثُ كلماتُها عن ولادتِهِ، عن دمِهِ، وعن قيامتِهِ.
في اللغة الإسبانية هنا ترنيمة تدعى "مجيء المسيح الثاني" “La segunda venida de Cristo
باللغة السواحيلية هناك ترنيمة Kamili ni Yesu Pekee، لست متأكدًا من أنني ألفظها كما يجب، لكن ترجمتها هي إلى يسوع المخلّص وحدّه.
لا يهمّني أية لغة تنطق بها، ستجد أن معظم الترانيم تركّز كلّها على الإبن: محبته هو، لطفه هو، صلاحه هو، مغفرته هو.
أنور: هذا مثيرٌ للاهتمام.
أمير: المثيرُ للاهتمامِ بالفعل يا أنور، هو عندما تقارنُ الترانيمَ للآب المعدودةَ على أصابع اليد، مع الترانيمِ الكثيرةِ التي تمجّد يَهُوشُوَه.
هناك ترنيمةٌ قديمةٌ بالإنجليزية تدعى "الإله الخالد الذي لا يُرى، الإله الحكيم وحده". لكن الترنيمةَ تركِّزُ بالكاملِ على جلالةِ وعظَمَةِ يَهوَه. تتحدّثُ الأبياتُ عن أنه مَهوبٌ ومنيرٌ لدرجةِ أننا لا نستطيعُ أن نقتربَ منه. هناك بيتٌ آخرُ يقول "في نورٍ لا يُدنى منه، مَخفيٌّ عن أعيننا". وهناك بيتٌ آخرُ يتحدّثُ عن كيف أن الملائكةَ عليها أن تغطيَ نفسَهَا في محضرِهِ.
لكن أيمكنُ لترنيمةٍ كهذهٍ حقًا أن تجعلكَ ترغبُ في التوجُّهِ إليه عندما تُفْسِدُ الأمورُ أو عندما ترتكِبُ خطأً ما؟ هل يجذِبُ هذا النوعُ من الترانيمِ قلبَك إليه ويؤكّدُ لقلبِكَ محبَّتَهُ الأبدية؟
أنور: كلا، كلا. بحديثك عن هذا، جعلت الآن ذهني يمتَلِئُ بعناوينِ الترانيم، وأنتَ على حق. فمعظمُها هو عن يَهُوشُوه. أما التي هي عن يَهوَه، فموضوعُها كلُّها هو عن عظمتِه ومجدِه. لا يمكن أن أتذكّرَ بالفعلِ أيَّ ترنيمةٍ عنه تكونُ رقيقةً ومريحة.
أنور: لأنه لا يوجدُ الكثيرُ منها!
أنور: لا يدركُ الكثيرُون أن مارتن لوثر، أبَّ الإصلاحِ البروتِستانتيِّ كتبَ أيضًا الكثيرَ من الترانيم. ما أعرفُهُ هو أنه كتَبَ أكثر من 20 ترنيمة.
أمير: لم أكن أعرفُ هذا!
أنور: أجل، كان غزيرَ الإنتاج. وكان معظمُها بالطبع باللُّغةِ الأَلمانية. لكن يُقالُ إن ترنيمةً منها كانت الأكثرَ شهرةً، وتُرجِمَت إلى عدَّةِ لُغات.
أمير: أي واحدة منها؟
أنور: إنها تدعى "اللهُ ملجأٌ لنا"
أمير: آه، أجل، تعجبُني هذه.
أنور: وأنا أيضًا، لكن، كما أَشَرت، إنها بالحقيقةِ لا تُظهِرُ الجانبَ الرقيقَ اللطيفَ من الآب. فهي مليئةٌ بتشابيهَ تصويريَّة لمعركة، وبإشاراتِ إلى القوَّة والقُدرة. حتى أنها دُعيَت "ترنيمةُ معركةِ الإصلاح البروتستانتي".
أمير: أظن أنني أعرفُ السَّبب! وإليك شيئًا ما ربما لا تعرفُهُ…
أنور: وما هو؟
أمير: بحسبِ التقاليد، فإن ملكَ السُّويدِ اللُّوثَري غوستافوس أدولفوس، كان يأمُرُ بأن تُذاعَ هذه الترنيمةُ على جيوشِهِ بينما كانت تتقدَّمُ إلى المعركةِ خلال حرب الثلاثين عامًا!
أنور: يا لهذا، كلا، لم أكُن أعرفُ هذا. من ثم هناك الترنيمةُ الإنجليزية "أمامَ عرشِ يَهوَه الرهيب".
أمير: أجل، هذه الترنيمة مميَّزة بالفعل. لكن أترى، كلُّ واحدةٍ من هذه تشدِّدُ على قُدرة يَهوَه، على قوَّتِهِ، على جلالِهِ، وحتى على غضَبِهِ! هذه الترانيمُ تؤكّدُ كم أن المقارنَةَ ضئيلةٌ وعديمةُ الأهمية. إذ لا يوجدُ شيءٌ في تلك الترانيمِ ما يجذُبُ القلبَ ويوحي بالثِّقة بأن هذا الكائنَ العليَّ والقدير، يمكنُ أن يحبَّكَ أنت الصغيرُ المُسِن.
أنور: أنت على حق، أنت على حق، وهذا مؤسف.
أمير: هذا مؤسفٌ حقًا. ولهذا نحن نعلِّمُ أولادَنا أن يصلّوا ليسوع. ومن أولى الأغاني التي يتعلّمُها أولادُنا هي "ربّي يسوعُ يحبني دومًا، لا شيءَ عنه يرُدُّني يومًا". ويبقى الآبُ ذلك الشخصُ الغامضُ المُخيفُ الأكبرُ والأقدرُ من أن يحبَّ ولدًا صغيرًا رقيقًا ومن أن يسامحَ خطايا الخُطاة.
أنور: هذا أمر مؤسفٌ جدًا. عرفتُ الآن لماذا قلتَ إن تركيزَنا يبتَعدُ عن الآبِ وينصَبًّ حصريًا على الإبن.
أمير: تكتَبُ القصائدُ عن لُطفِ وأمانةِ يَهُوشُوَه. نحن نرنِّمُ ترانيمَ محبّتِهِ وتضحيتِهِ بذاتِهِ. والواعظونَ يعظونَ عن حياتِه وموتِه. ومع ذلك، كم من هذه القصائدِ والترانيمِ والعِظاتِ تكونُ عن محبَّةِ الآب؟
أنور، مفكرًا: هممم، ليسَ الكثير.
أمير: مع أن كلَّ هدَفَ مجيءِ الإبنِ إلى الأرضِ هي ليُظْهِرَ محبَّةَ الآب. ولكن نتيجةً لذلكَ يركّزُ الناسُ على الإبنِ ولا يُعطُون من انتباهِهم إلا القليلُ للآبِ الذي أتى الإبنُ لكي يُظِهرَهُ!
أنور: يَهوَه قويٌّ وقدير، ومع ذلك هو أيضًا لطيفٌ ومحبٌّ، رقيقٌ وهو حامينا. أعني، فكِّر بذلك: لهذا السبب دعانا يَهُوشُوَه أن ندعوَ يَهوَه "أبانا".
أمير: بالضبط.
أنور: إنجيلُ يوحنا يتوسَّع في هذا النطاق. تقولُ الآيةُ في يوحنا 10 "أنا والآبُ واحد". من ثم هناك كلماتُ يَهُوشُوَه لمريم مباشرةً بعد قيامته حيثُ يقول: "إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلهِي وَإِلهِكُمْ".
أمير: صحيح! يريدُنا يَهوَه أن نراهُ كأبٍ محب. لكن بتركيزِنا الحصريِّ على الإبن، على لطفِهِ، على عناية محبَّتِهِ، على غفرانِهِ ووداعتِهِ، نسينا أن هذه ميزاتِ شخصيَّةِ الآبِ نفسِهِ!
أنور: يا لهذا، أنتَ على حق. بالحقيقة، أنا لم أفكِّرُ بهذا من قبل. لكن عندما تصوغُ أنتَ الأمرَ هكذا، أدركُ حقًا ماذا تقول.
أمير: اسمع، هذا مهمٌ جدًا: لو نزلَ يَهوَه بنفسِهِ إلى الأرض وعاشَ حياتَهُ هنا، لو أَخفَى مجدَهُ واتّضَعَ آخذًا جسدًا بشريًا لكي نستطيعَ أن نراه، لما كان سيتغيَّرُ تاريخُ يَهُوشُوَه قيدَ أُنمُلة في مقدارِ كلماتِ محبَّتِهِ وأعمالِهِ الرَّحيمة.
في كلِّ عَمَلٍ عمِلَهُ الإبن، في كلِّ درسٍ علَّمَهُ، يجب أن نرى وأن نسمعَ وأن نتعرّفَ على الآب. في النَّظَرِ، في السَّمع وفي التأثير، إنه قبولُ المحبة والابتسامةِ اللطيفةِ وتحرُّكاتُ وأعمالُ الآب نفسُهُ!
فقط، فقط دعْ فِكرَكَ يستوعِبُ هذا لِلَحظة. كان يَهُوشُوَه يستمتِعُ بضيافَةِ العشّارينَ والخطاة. إنه أحدُ الأسبابِ التي جَعَلتِ الفرّيسيِّينَ يرفضونَه! لأنه قَبِلَ المنبوذينَ في المجتمع. كان مستعدًا أن يكون ضَيفًا في منازلهم. كان يقولُ كلماتٍ لطيفةً لأمَّهاتِهم. كان صبورًا ولطيفًا مع كبارِ السن. لقد رحَّبَ بالأولاد، ولم يصرِفْهم بعيدًا عنه. عندما كان الناسُ يرتكبونَ الأخطاءَ، كان مستعدًا أن يسامِحَهُم بسرعة!
أنور: هذا جميل!
أمير: أجل! إنه جميل. ومع ذلك، ما علينا أن نتذكّرَه هو أنه في كلِّ كلمةٍ وعملٍ عمِلَهُ يَهُوشُوَه، علينا أن نرى ما كان الآبُ ليقولَهُ، كيف كان سيتصرَّفُ، لو كان إنسانًا!
أنور: يا للروعة، هذا مذهل. حقًا، أنا لم أفكرْ بالأمرِ بهذا الشكل.
أمير: عندما يركّزُ الناسُ حصريًا على قوةِ الآب، على قدرتِهِ ومجدِه، من السَّهلِ بمكانٍ أن ينسوا أن المحبةَ الرَّقيقةَ الواضحة في حياة المخلّص، تكشف تمامًا ما في قلبِ الآبِ وطريقةَ كلامِهِ وأعمالِهِ وغفرانِهِ، لو كان هو إنسانًا!
أنور: أدركُ ما تقول، لكن مهلاً، تتحدّثُ الأسفارُ المقدّسةُ عن أن مخافةَ يَهوَه أمرٌ جيّد. خذ مثلاً أمثال 9 حيثُ يقول: " بَدْءُ الْحِكْمَةِ مَخَافَةُ الرَّبِّ، وَمَعْرِفَةُ الْقُدُّوسِ فَهْمٌ".
أمير: أنت على حق. وليس هذا المكانَ الوحيد. في أمثال 1 كما في المزامير، تذكر الأسفارُ المقدّسة أن " مَخَافَةُ الرَّبِّ رَأْسُ الْمَعْرِفَةِ" أو الحكمة.
أنور: إذًا القليل من المخافةِ الصحيّةِ ليس بالأمرِ السيءِ على ما يبدو.
أمير: كلا بصراحة، لا أظنُّ أن "القليلَ من الخوفِ الصحيِّ" هو أمرٌ جيد.
أنور: لكن هذا ما يقولُه الكتابُ المقدّس!
أمير: حسنًا، اصبِرْ عليَّ قليلاً، لأنني أريدُ أن أكونَ مدقِّقًا بعضَ الشيء.
أنور: حسنًا! تفضّل.
أمير: إذا بحثتَ عن الكلمة "خوف" في قاموسِ الكتابِ المقدّس، تجدُ أنه يقولُ "تَوقير". يقولُ خوف، لكنه أيضًا يقول توقير.
أنور: إذًا فهو يقول "خوف".
أمير: أجل، لكن مهلاً لحظة. ما يجبُ أن نتذكّرَهُ هو أن اللُّغاتَ تتغيّر، إذ انها تتطوّرُ مع الوقت.
لقد أخبَرْتَني ذلك اليومَ عن ذلك القاموسِ القديمِ الذي وجدتَهُ من السنة ألفٍ وثمانمئة وثمانية وعشرين. وطلبتُ منك أن تحضرَهُ اليومَ لأنني أردتُكَ أن تبحثَ عن الكلمة "توقير". هيا ابحث عنها، كيف يحدِّدُ هذا القاموسُ الكلمة توقير؟
أنور: توقير… يقول "الخوفُ الممزوجُ بالاحترامِ والتقدير، تبجيل".
أمير: جيد، شكرًا لك. قبل أن نصبحَ على الهواءِ بحثتُ فيه أنا أيضًا عن الكلمة "خوف". أتريدُ أن تعرفَ ما يقول؟
أنور: ماذا؟
أمير: حسنًا، هناك في الواقع أكثرُ من تحديدٍ للخوف. من بينِها "الخوفُ هو عبادةُ يَهوَه" ويقول "التوقير، الاحترام، إيلاءُ الاعتبارِ الواجِب"
أمير: هه! هذا مثير للاهتمام.
أمير: لكن لا تنسَ أن هذا القاموسَ يعود لمئتيِّ سنة! بحثتُ عن معنى الكلمتَين ووجدت مَعنَيَيْنِ مُختَلِفَين.
التحديد العصريُّ للتوقيرِ هو: "الإكرامُ أو الشعورُ بالاحترام والتعبيرُ عنه: "احترامٌ وتعبُّدٌ وخِشيَةٌ عميقة"، وهذا التحديد ينسجِمُ مع التحديدِ للخوفِ الذي عمرُهُ 200 سنة، أليس كذلك؟
أنور: أجل، أجل صحيح.
أمير: حسنًا، لكن أريدكَ أن تقرأَ التحديدَ العصريَّ للخوف. هاكَ، لقد طبعتُهُ لكَ، اقرأه.
أنور: حسنًا، يقول "الخوفُ هو شعورٌ غيرُ مُسِرٍّ أو مزعجٌ من الهَيَجَانِ والقَلقِ سبَبُهُ وجودُ خطرٍ داهِم. إنه شعورٌ من القَلَقِ والخِشيَة.
أمير: هكذا يحدّدُ معظمُ الناسِ الخوف. وحتى عندما تستطيعُ أن تجدَ قاموسًا فيه تحديدٌ للتوقير، فلن يفكِّرَ معظمُ الناسِ عندما يسمعونَ هذه الكلمة بذلك التحديد، أي "الاحترامُ والتعبُّدُ والخِشيَةُ العميقة"! بل سيفكرونَ عوضًا عن ذلك بالشعورِ البَشِعِ الذي يسبِّبُهُ وجودُ خَطَرٍ ما"
ولأن الترانيمَ والعِظاتِ عن يَهوَه تركِّزُ دائمًا على قوّتِهِ، بينما الترانيمُ عن يَهُوشُوَه تركِّزُ على لُطفِهِ، وعنايَةِ محبَّتِهِ، ما عليك إلا أن تحزَرَ ما هي المشاعرَ التي يشعرُ بها الناسُ تجاه يَهوَه؟
أنور: الخوف.
أمير: بالضبط.
أنور: حسنًا، وأنت ورثت معتقدًا أنك إذا كنت لا ترقَى إلى معاييرَ عالية مستحيلة في التصرُّف، إذا كنتَ ضالاً، فستُمضي الأبديةَ وأنت تحترقُ حيًا. هذا لا يساعدُ الأمور، أليس كذلك؟
أمير: كلا، ولا بدَّ أن للشيطانِ يدٌ في هذا.
أنور: ماذا تعني؟
أمير: إذا كنت لا تستطيعُ أن تجعلَ الناسَ ينسونَ المخلص، عندها فالأمر التالي الذي هو أفضل، هو أن تجعلَهم ينسونَ أن المخلِّصَ أتى ليكِشفَ عن ماهيَّةِ الآب.
لكنَّ مجيءَ المخلِّص لم يكُنْ فقط لكي يموت، بل كان أيضًا لكي يكشِفَ عن شخصيَّة الآبِ المُحبَّةِ، اللطيفةِ، الصَّبورةِ، الفَرِحةِ، الغافِرَةِ، المُهتَمَّةِ بالآخرين، أفضلُ صديقٍ يمكنُ أن تحصُلَ عليه. لذا، أريدُ أن أتحدَّثَ عما نعرفُهُ عن شخصيَّةِ الآبِ، أن نعرِفَه هو بالفعل أن نحبَّهُ.
أنور: يبدو هذا جيدًا حقًا وأرغبُ أن أسمعَهُ. سنأخذُ استراحةً قصيرةً ومن ثم سنعود. وسنتحدَّثُ عن ماهيَّةِ يَهوَه كشخص. انتظرونا، سنعودُ حالاً!
***
إعلان
"فرصةُ العالمِ الأخيرة" مكرّسةٌ لنشرِ الحقيقةِ في العالم. تجدونَ مئاتِ المقالاتِ على موقعِنا الإلكترونيّ، والتي تغطي كلَّ نواحي الحياةِ المسيحيةِ المُنتصرة، التقوى العَمَليَّة، اتجاهاتُ العقيدةِ الحالية، النُبوّة، أحداثُ اليومِ الأخيرِ وغيرِها! زوروا موقعَنا Worldslastchance.com لتعلموا مّا تحتاجونَ أن تعرفوه لكي تنجوا في أوقات المِحَنِ هذه.
***
الجزء الثاني: حبّ يَهُوشُوَه لك
أنور: نرحِّبُ بكم من جديد، من راديو "فرصةُ العالم الأخيرة". معَكم أنور ابراهيم ومعي أمير نجّار. كنا نتحدّثُ عن محبَّةِ يَهوَه للجنسِ البشري. وليسَ الجنسَ البشريِّ كَكُل، بل محبَّتُهُ اللامتناهيةُ لكلِّ َفرْدٍ، لكَ أنتَ ولي أنا.
في القسمِ الأخير، كان أميرُ يشيرُ إلى أن معظمَ انتباهَ المؤمنينَ مركَّزٌ على المخلَّصِ بدلاً من الآبِ الذي أتى المخلِّصُ ليُظهِرَهُ. نحن نتحدّثُ عن محبةِ ومغفرةِ المخلِّص،ِ لكن عندما يتعلَّقُ الأمرُ بيَهوَه، فنحن نركِّزُ على قُدرَتِهِ وقوَّتِهِ.
أمير: لا مشكلة في أن تعرفَ أن شخصًا ما هو كليُّ القُدرةِ، طالما أنت تعرفُ أنه صالحٌ وأنه يحبُّكَ.
أنور: هذا صحيح.
أمير: إذًا هذا هو الجزءُ الثاني. اسمحْ لي أن أقدِّمَ لك بطريقةٍ جديدةٍ تمامًا أفضلَ صديقٍ يمكنُ أن نحظَى به على الإطلاق.
المقطعُ الوحيدُ في الأسفارِ المقدّسة على الأرجح، الذي يتضمَّنُ ميزاتِ شخصيَّةِ يَهوَه أكثرَ من غيرِهِ هو سِفْرُ الخروج إصحاح 34. أنت تذكرُ أن موسى عندما غمَرَتْهُ المحبة، كان قد توسَّلَ يَهوَه في المقطعِ السابق قائلاً له "أَرِنِي مَجْدَكَ".
أنور: صحيح، أتذكّر هذا.
أمير: حسنًا، لا يتحدّث هنا عن النور اللامع.
أمير: عندما تُستَعمَلُ الكلمة "مَجد" في العِبريَّة في ما يتعلّقُ بيَهوَه، فهي تمثِّل ميزةً من ميزاتِهِ التي يُعرفُ بها.
أنور: قُلْ هذا مجددًا؟
أمير: عندما الكلمة "مَجد" المُترجَمة من العِبرية تطبَّق على يَهوَه، فهي لا تتحدَّثُ عن الهروبِ من محضرِهِ. بل تتحدّثُ عن ميزاتِهِ، عن شخصيَّتِةِ، عن مرتَبتِة التي يُعرَفُ بها. يمكنُ القولُ إن شخصيتَه إحدى الصفاتِ التي تكشِفُ عن مجده.
أنور: آه! حسنًا، هذا إذًا منطقيٌّ أكثر. لطالما تساءلتُ لماذا طلبَ موسى أن يرى مَجدَ يهوه، الجواب هو " أُجِيزُ كُلَّ جُودَتِي قُدَّامَكَ".
أمير: بالضبط. كان يَهوَه سيكشِفُ عن اسمِهِ لكِيانِ موسى الداخليّ، لأفكارِهِ ولمشاعرِهِ.
أنور: يا للروعة.
أمير: أنت إذًا تتذكّرُ القِصَّة. خبأ يَهوَه موسى في شِقٍّ في الصخرِ وغطَّاهُ بيدِهِ لأنه لا يمكنُ أن يواجِهَ أحدٌ يَهوَه ويعيش. من ثم عبَرَ أمامه. وتقولُ الأسفارُ المقدَّسة إنه أعلن اسمه.
أنور: هل يقول هذا؟
أمير: أجل، يقول في سِفرِ الخروج 34: الأعداد 5 إلى 7 " فَنَزَلَ الرَّبُّ فِي السَّحَابِ، فَوَقَفَ عِنْدَهُ هُنَاكَ وَنَادَى بِاسْمِ يَهوَه. فَاجْتَازَ يَهوَه قُدَّامَهُ، وَنَادَى يَهوَه: «الرَّبُّ إِلهٌ رَحِيمٌ وَرَؤُوفٌ، بَطِيءُ الْغَضَبِ وَكَثِيرُ الإِحْسَانِ وَالْوَفَاءِ. حَافِظُ الإِحْسَانِ إِلَى أُلُوفٍ. غَافِرُ الإِثْمِ وَالْمَعْصِيَةِ وَالْخَطِيَّةِ"
وأيضًا أحبُّ الآيةَ التاليةَ إذ تقول: " فَأَسْرَعَ مُوسَى وَخَرَّ إِلَى الأَرْضِ وَسَجَد"
أنور: حسنًا، أجل! لكنتُ فعلتُ هذا أنا أيضًا!
أمير: أنا أيضًا. لقد أُعْطِيَ لمحةً رائعةً عن قلبِ السرمديِّ. وما رآه كان الطهارة، الجمال… المحبة.
أنور: يا له من اختبارٍ مذهل. وكم هو جميلٌ أن الكشفَ عن مَجدِ يَهوَه يركِّزُ كُليًا على شخصيتِه.
أمير: هذا صحيح! وهذا ما علينا أن نفعلَهُ نحن أيضًا. ولن يكونَ لدينا ذلك الرابطُ العاطفيُّ مع الآبِ كما لدينا مع الإبن، إلا عندما نقتنِعَ على عمق مستوى أرواحنا، أنه يحبُّنا بكلِّ كيانه.
أنور: يعجبُني هذا، أنت على حق. إذ بتركيزنا على قُدرتِهِ وقوَّتِهِ، نتغاضى عن قلبِهِ وروحِهِ الذي هو المحبُّة الصافيَة! أخبِرنا المزيدَ إذًا عن الميزاتِ الشخصيَّة التي يكشِفُ عنها هذا المقطع.
أمير: أنا مسرورٌ لأنك طلبتَ هذا. غالبًا ما نستعملُ الكلماتٍ بشكلٍ اعتباطيّ؛ كلماتٌ لدينا معنىً عمليّ لها، لكننا لا ندرِكُ معناها ذِهنيًا. لا يمكنُ أن نحدّدَها دائمًا بتفسيرِها بكلماتٍ أخرى.
خُذِ الكلمة "رحمة" مثلاً. يقولُ في الخروج 34 إن يَهوَه شفوق. لكن ماذا يعني ذلك لك أنت؟
أمير: أمممم، أن تُشفِقَ على أحد؟ أن تكون لطيفًا؟
أمير: حسنًا، لقد أصَبْتَ!
أنور: لقد غلَبَتني، كان عليَّ أن أحزر هذا.
أمير: تُحَدَّدُ "الرحمةُ" بأنها النزعةُ إلى الخير، اللّينِ ورقّةِ القلب. مما يجعلُ الشخصَ يتغاضى عن الجروح، أو يعاملَ المسيءَ بأفضلِ مما يستحق. إنها النزعةُ إلى العدالة التي تحثُّ الشخصَ المجروحَ على أن يغفِرَ الإِساءاتِ والضرر، وأن يكُفَّ عن القَصاص، أو أن يقاصِصَ أقلَّ مما تكْفَلُهُ العدالةُ أو الشريعة.
أنور: يا للروعة! لم أكن أعلمُ هذا! إذًا عندما يقولُ إن يَهوَه رَحيم، فهو يشيرُ إلى تلك الناحيةِ من شخصيّتِهِ، التي هي حنونةٌ جدًا. إذ إنه يُسرعُ إلى المغفرةِ، حتى أنه يتغاضى عن الضَّرَرِ الشَّخصي.
أمير: بالضبط. وإذا طُبِّقَ القِصاص، فهو مُلَطَّفٌ بالرقّة وهو أقلُ مما تتطلَّبُهُ الشريعةُ أو العدالةُ البَحتَة.
أنور: هه. هذا أمرٌ ينبغي التفكيرُ به. لأنه عادةً، عندما نفكّرُ بيَهوَه، نكونُ مدركينَ لواقعِ أننا خُطاة. ما أن أخطأ آدمَ وحوّاء، حتى أصبحَ قِصاصَ الموتِ مسلّطًا فوق رأسَيهما. وهذا يمنعُهُما من التفكير الفوريِّ بالمغفرةِ وبالرحمةِ.
أمير: أعلمُ هذا. وأنت لستَ بمفردِكَ. معظمُ الناسِ يفترِضونَ أن "غضبَ يَاه" قد هدأ فقط لأن يَهُوشوَه أتى وقالَ "أنا سآخذُ اللومَ، قاصِصني عِوضًا عن ذلك".
أنور: حسنًا، أجل. هذا، هذا يختصِرُ الأمرَ نوعًا ما.
أمير: لكن هذا خاطئ.
أنور: حقًا؟ قل المزيد، لأنني سأقول لك، بما أن الوعود الأبدية بالقصاص سيف مساّط فوق رؤوسنا، قد يصعب علينا أن نرى هذا.
أمير: حسنًا، أريدُ أن أسألَكَ شيئًا يا أنور.
أنور: حسنًا.
أمير: عندما يُسيءُ إليكَ أحد، أعني يُسيءُ إليك بشكل جدّي… قل، عندما يغشُّكَ أحدٌ في عملِكَ وينقلِبُ ضدَّكَ ويُفسِدُ سُمعتَكَ، ويسبِّبُ لك المزيدَ من الألمِ، ويؤثِّرُ سلبًا على قدرتِكَ أن تكسَبَ عيشَكَ وأن تُعيلَ عائلتَكَ، ماذا تكونُ ردّةُ فعلِكَ الغريزيَّةِ التِّلقائيَّةِ الأولية؟
أنور: حسنًا، هذا سهل. إنه يذخِّرُ لنفسِهِ عقابًا أكيدًا على خطاياهِ إذا لم يتراجع عن كلِّ كلمةٍ قالها. وأنا لن أثقَ بهم مجددًا بالطبع.
أمير: أنا معكَ في هذا! وأنا أيضًا أجيدُ حملَ الضَّغينةِ إذا استفزَّني أحدُهُم بالمقدارِ الكافي!
أنور: أوافق على هذا!
أمير: لكن أتعلم، هذه ليست ردَّةُ فِعلِ يَهوَه. ليست ردّةُ فعلِهِ الأوليةِ التِّلقائيَّةِ أن يُهينَ ويجرحَ، بل أن يغفِر. لهذا يمكنُنا القولُ أنه ما أن أصبحَ هناك خطية، أصبحَ هناك مُخلّص. لم يُمْحَ آدمُ وحوَّاءُ من الوجودِ فورًا عندما تعدّوا، لماذا؟ لأن يَهوَه غفرَ لهما فورًا!
أنور: ما نتحدّثُ عنهُ هنا هو الفرقُ بين الفِعلِ وردَّةِ الفعل. أنت معتادٌ أن تفكِّرَ بمغفرةِ يَاه على أنها فِعل. ماتَ يَهوشُوَه من أجل خطايانا. لهذا، يتّخذُ يَهوَه القرارَ الواعي وذلك بأن يختارَ أن يغفِرَ لنا.
لكن ما تقولُهُ هو أنه، حتى قبل ذلك، كانت ردَّةُ فعلِهِ هي المغفرة.
أمير: هذا صحيح، لقد أدركت الأمر.
أنور: هذا مفهومٌ كنت أشرحُهُ لابني ذلك اليوم. الكثيرُ من الشُّبانِ يهدُرُون سِنِيَّ شبابِهم بردَّاتِ الفعلِ على الظروفِ المحيطةِ بهم. وكنت أشجّعُهُ أن يكون استِباقيًا. أن يتّخِذَ قراراتٍ واعيةٍ وخيارات. أن يكونَ في حياتِهِ ممن يفعلونَ ولا يقومون بردّاتِ الفِعل.
أمير: هذه نصيحةٌ جيدة. يجب أن نتصرَّفَ كلُّنا بمنطقٍ بدَلَ ردَّةِ الفعل. عندما نظهِرُ ردّةَ فعلٍ على عملٍ صدرَ عن شخصٍ آخر، نحن في الواقعِ لا نفكِّرُ بها. أفعالُنا مصدرُها أدمغتَنا. لكن ردَّاتَ فعلِنا تأتي من أحشائِنا، من قلوبِنا. نحن نُظهرُ ردَّةَ فعلٍ دون أن نفكَّرَ بها.
وهذا هو قصدي من الكلام. يَهوَه رحيم. هذا يعني أن ردّةَ فعلِهِ الأوليَّةِ ليست أن يُهينَ أو يجرحَ، بل المغفرةَ الفورية. ليس الضغينة بل المغفرة فقط. استعداده أن يرى الناحية الجيّدة حتى في من يسيء.
أنور: هذا جميل.
أمير: هذا هو يَهوَه.
أنور: آمين!
أمير: حسنًا، الميزةُ الشخصيَّةُ التاليةُ المُعطَاةُ تقول إن يَهوَه "كريم". وهذا يعني أنه كريمُ الخُلُق، ودود، أليس هذا رائعًا؟ أليس هذا تجسيدًا جميلاً للكليِّ القدرة؟ إنه ودود!
أنور: أعجبَني هذا حقًا. ويجبُ أن أعترفَ أنني لم أفكرْ أبدًا بهذه الكلمة فيما يتعلّقُ به.
أمير: أعلمُ ذاك، ولا أنا أيضًا. لكنه كذلك بالفعل! إنه لطيف. إنه صديق، وتعريف الكلمة "كريم" يتضمّنُ معنى الخَيِّر.
أنور: هذه كلمةٌ قديمة لم تَعُدْ رائجة. مهلُك قليلاً لكي أبحثَ عنها.
أنور: وعندما تجدُها اقرأْها علينا.
أنور: حسنًا، لقد وجدتُها… تقول: الخيِّرُ هو الشخصُ صاحبُ النزعةِ أو الميولِ الطبيعيَّة لأن يفعلَ الخير. إنه حبُّ للبشر تصاحبه الرغبة في زيادة سعادتهم.
أمير: كلمةُ أخرى تتكرَّرُ هنا هي "مترفِّق". تقول الآية 13 من رسالة كورنثوس الأولى إن "المحبةَ تتأنى وتترفَّق"، ابحثْ لنا عن معنى الكلمة مُتَرَفِّق.
أنور: حسنًا.
أمير: ماذا يقول؟
أنور: يقول، المترفّقُ هو المَفْطُورُ على فِعلِ الخيرِ للآخرين، وعلى إسعادِهم، وذلك بأن يؤمِّنَ لهم طلَباتِهم ويمدَّهم باحتياجاتِهم أو يساعدَهم في الضيق، لأنه لطيفٌ وطيّبٌ بالطبيعة.
أمير: هذا جميل! حسنًا، لقد تحدَّثنا عن "مترفّق، كريم، خيِّر، رحوم"، لكن هناك المزيد. في مزمور 111 يقول :" حَنَّانٌ وَرَحِيمٌ هُوَ يَهوَه".
أنور: هذه كلمةٌ أخرى من الكلماتِ التي نتفوَّهُ بها دونَ أن نتمكَّنَ من تحديدِ معناها الدَّقيق. لحظة، كدت أعثُرُ عليها.
ها هي، رحيم "التألُّمُ مع الآخرين، شعورٌ بالحزنِ بسببِ محنةِ أو مصائبِ الآخرين. الرحيمُ يشعرُ بمشاعرَ مُختلَطة من المحبَّةِ والحُزن". هذا يعني أن يَهوَه يتألّمُ عندما نتألّمُ لأنه يحبُّنا.
أمير: هذا صحيح. وأنا أيضًا بحثتُ عن الكلمة "رحيم". الشخصُ الرَّحيمُ هو الذي "قلبُهُ رقيقٌ ويتأثّرُ بسرعة من ضيقاتِ وآلامِ واحتياجاتِ وعيوبِ الآخرين".
أنور: هذا جميل! في الواقع الكلمة "جميل" تقصِّر عن أن تصفَ شخصيةً كهذه. أيمكنُ أن لا تحبَّ شخصًا يحبُّكَ هكذا؟
أمير: هذا مستحيل. لا يمكنكَ إلا أن تحبَّ شخصًا كهذا! ولهذا أقولُ إن الناسَ الذين لا يحبُّون يَهوَه، هم ببساطة لا يعرفونَه. بالفعل، أن تعرفَه يعني أن تحبَّهُ!
أنور: هذه الميزاتُ الشخصيَّةُ تتخطّى ما يمكنُ أن يشعرَ به الناسُ من تلقاءِ أنفسِهِم.
أمير: آه، أوافِقُكَ الرأيَ في هذا! دعني أخبرُكَ عن زوجتي. إنها مثلَ الأمِ اللّبوة عندما يتعلّقُ الأمر بأولادنا. أعني يمكن لتلك المرأةِ أن تحمِلَ ضغينةً بشكلٍ لا يصدَّق عندما يتعلَّقُ الأمرُ بالدفاعِ عن أولادِنا وحمايتِهم.
أنور: هكذا تكون الأمّهات عادةً.
أمير: أجل، زوجتي هي كذلك بالفعل. عندما وُلِدَتِ ابنتُنا الكبرى، كنا أصدقاءَ مع زوجٍ وزوجتِهِ، وكان لديهما صبيٌّ صغيرٌ بعمرِ ابنتِنا تقريبًا.
وذلك الصبيُ الذي كان طفلاً أيضًا، كان يؤذي ابنتَنا. لم يفعلْ ذلك عن قصد. كان هو أيضًا مجردَ طفل. أذكرُ مرةً حين أمسَكَتِ ابنتُنا الصغيرةُ بقَعر جارورٍ وشدَّت نفسَها إلى أعلى لكي تَقف. كانت تقريبًا… آه، لا أعلم. ربما كان عمرُها عشرةَ أشهر؟ على كلِّ حال، بينما كانت تتمسَّكُ بالجارور، دفعَ الطفلُ الجارور إلى الداخل، فتأذَّت أصابعها.
وطبعًا بدأَت تبكي لأن هذا مؤلم! وحدَثَ أن ذلك تكرَّرَ عدةَ مرات، سبَّبَ فيها ذلك الطفلُ الأذى لابنتِنا الصغيرة. ولم يَطُلِ الأمرُ حتى قرّرَت زوجَتي أن ذلك الصبيَ لا يعجبُها. إنها تحبُ الأولاد، لكنها لا تحبُّ ذلك الولدَ بالذات الذي أساء إلى طفلتَها الصغيرة – بالرغم من أن الولدَ الآخرَ هو طفلٌ أيضًا!
لكن أتعلم؟ لقد نمَّت ضغينةً تجاه ذلك الصبي! لم تكن لئيمةً معه أبدًا، لكن حتى الآن مع أن سنواتٍ قد مرَت، ما أن تَذكرَ ذلك الصبيّ (دعني أضيفُ بأنه كَبُرَ وأصبحَ شابًا جيدًا)، حتى تتَّقُد عيناها. لم تكن ردّةُ فعلِها أن تحبَّ ولا أن تغفِرَ. بل كانت الضغينةَ والنَّقمةَ لأنه تجرأَ على أن يؤذيَ ابنتَها الصغيرة!
أنور: هذه هي اللّبوةُ الأم بالنسبة لك! يمكنُ أن أتخيّلَ ردّةَ فعلِها إذا سبّب أحدّهم الأذى أو عذَّبَ ولدَها عن قصد.
أمير: آه! " بفت! لا أريدُ حتى أن أفكّرَ بهذا.
أنور: ومع ذلك، مع أنها ردّةُ فعلٍ بشرية، فهي مناقضةٌ تمامًا لردةِ فعل يَهوَه، أليس كذلك؟ هذا يذكِّرُني بإنجيل يوحنا الآية العاشرة التي تقول " لِهذَا يُحِبُّنِي الآبُ، لأَنِّي أَضَعُ نَفْسِي"..
ما يقولُه بكلماتٍ أخرى هو "أبي يحبُّكم كثيرًا، حتى أنه يحبُّني أكثر لأنني مستعدٌ أن أبذلَ حياتي من أجلِكُم"
أمير: آمين، هذا صحيح. وهذه هي المحبةُ التي غابت عن أنظارِنا، الآب نفسُهُ… يحبِّكُم. وما هو أكثر، أنه يريدُ أن يفعلَ أشياءَ لكم. إنه يستمتعُ بأن يجعلَكُم سعداء. ويتألَّمُ عندما تتألمون، أقولُ مجددًا إنه يحبُّكم.
أنور: آمين! المجد لـ "ياه".
ابقّوا معنا على السَّمَع لأننا سنعودُ حالاً وفي جعبتِنا بعضُ الأسئلِة من بريدِنا اليومي.
***
إحداثيات البث – إعلان ما بين الفترتين
أنتم تستمعونَ إلى راديو "فرصةُ العالمِ الأخيرة" عبر WBCQ
على موجة 9330 كيلوهيرتز، وعلى تردّد 31 مترًا.
راديو "فرصةُ العالمِ الأخيرة"! نُحضِّرُ الناسَ لرجوع المخلص الوشيك!
***
إعلان ما بين الفترتين
الوقت هو عَطِيَّة، لكنه يمضي بسرعة. ومع ذلك، كلّما اقتربنا إلى النهاية، كلّما استخدمَ الشيطانُ أساليبَ إضافيّة ليحوّلَ انتباهَنا عن ما هو مهمُّ بالحَق.
يسعى الشيطانُ دائمًا لأن يُفسِدَ عطايا السماءِ ومن ضِمنِها عطيةُ الوقت. فالتكنولوجيا التي يمكنُ أن تًستَخدَمَ لنشرِ الإنجيل، لا تًستعملُ في معظمِ الأوقاتِ إلا لقتلِ الوقت. لدى الشيطانُ الكثيرَ من وسائلِ الترفيهِ المصمَّمَةِ لكلِّ نوعٍ من الشَّخصياتِ، والتي تناسِبُ كلَّ الأذواق.
زوروا موقِعَنا www.worldslastchance.com/arabic وانقُرُوا على رابط "الترفيهُ وعطيَّةُ الوقت".
نُذَكِّرُ أن الموقعَ هو www.worldslastchance.com/arabic ، اقرأوا "الترفيهُ وعطيَّةَ الوقت". تعلَّموا كيف يمكنُكُم أن تستعمِلوا بحكمةٍ عطيَّةَ الوقتِ التي مَنَحَكم اياها يَهوَه
***
البريد اليومي
أنور: أهلاً بكم من جديد إلى بريدِ راديو "فرصةُ العالمِ الأخيرة"، معكم أنور ابراهيم.
أمير: وأنا أمير نجّار، يبدو أن لدينا بعضَ الأسئلة المُهِمَّة اليوم.
أنور: أجل بالفعل. فلنرَ. سؤالُنا الأول يأتي من كامِل حامد من السودان، يقولُ "أنا وعائلتي نرتادُ كنيسةً بيتيّةَ لأنه لا يوجدُ من حولِنا من يشاركُنا معتقداتِنا عينها. لديَّ ابنٌ يبلغُ من العمرِ أربعَ عشرة سنة، وهو يرغبُ في أن يعتَمِد. أنا لست قِسًا ولا حتى شمّاسًا مكرَّسًا. ماذا يمكنُنا أن نفعل؟
أمير: هذا سؤال جيد.
أنور: إنها معضلةُ يواجهُها المزيدُ والمزيدُ من الناسِ بينما ينفصِلونَ عن الكنائسِ التي رفَضَتِ النورَ المُتزايد، ماذا يمكنُهم أن يفعلوا؟
أمير: بالتأكيد، هناك سابقةٌ واضحة في الأسفارِ المقدّسة، أن الذين تكرَّسوا بوضعِ الأيدي كانوا هم الذين يعمّدون الناس. لكن اسألْ نفسَكَ هذا السؤال: إذا كان الخُدَّامُ المكرَّسون هم وحدُهُم من يستطيعُ أن يعمِّد، فمن عمَّدَ إذًا يوحنا المعمدان؟
أنور: حسنًا، لا بدَّ أنه، لا بدّ أنه يَاه، أليس كذلك؟
أمير: أجل! إذ لم يكن هناك شخصٌ آخرُ في البريَّةِ ليقومَ بهذاا. ولأن يَهوَه لا يتغيّر، لا بدَّ أن هذا ما يفعلُه اليومَ أيضًا للَّذين دعاهم لكي يخرجوا، الذين يؤمِنون بأزمنةِ ردِّ كلِّ شيءٍ عبرَ روحِ إيليا. هذا هو الروح نفسه الذي خدَمَ به يوحنا!
أنور: هذا منطقي. إذا أعلنَ يَهوَه بذاتِهِ في ملاخي الإصحاحِ الثالث "أنا يَهوَه الذي لا يَتغيَّر".
أمير: إذا كان من حولِك مؤمنونَ آخرون، يمكن أن يعمِّدَ واحدُكُم الآخر.
أنور: ماذا لو كنتُ وحيدًا؟ أعني أن بعضَ الناسِ هم وحيدون تمامًا في معتقداتهم.
أمير: في الواقع، هناك عددٌ كبيرٌ من الناسِ في وِحدةٍ تامَّة، حتى أن أفرادَ عائلاتِهم لا يشاركونَهم قناعاتِهم. إذ يمكن أن تكونَ هذه مسيرةٌ انفراديَّةٌ للغاية.
أنور: أجل. لكن الفردَ المؤمِنَ هو ثمينٌ على قلبِ يَاه، تمامًا مثلَ جموعِ المؤمنين!
أمير: هذا صحيح جدًا. حسنًا، إذا كنت وحيدًا تمامًا، فليسَ في الأسفارِ المُقدّسة ما يُوجِبُ أن يقومَ بالمعموديةِ شخصٌ آخر. إذا دَعَتِ الضرورة، يمكنُك أن تصلّي قائلاً: "أقبلُ معموديَتَكَ باسم يَهُوشُوَه"، ومن ثم غطِّس نفسَكَ بالماء. المهمُ هو أن تعتمِدَ باسمِ يَهُوشُوَه وبالإيمانِ باستحقاقِ دمِهِ. هذا هو الشيءُ المُهِمُّ، وليسَ الشخصَ الذي يُجرِي المَعمودية.
أنور: أتعلم، هناك شيءٌ آخرُ يا أمير. أشعرُ بأن عليَّ أن أذكُرَ هنا أن المعموديةَ بحدِّ ذاتِها تغيّرَت منذ أيامِ الرُسُل.
أمير: ماذا تعني؟
أنور: حسنًا، العديدُ من كنائسِ اليوم يعمِّدونَ الناسَ لينضمّوا إلى طوائفِهمِ أو مذاهبِهِم المعيَّنة. هناك مجموعةٌ من المعتقداتِ يجب أن يوافِقَ الشخصُ عليها قبلَ أن يعمِّدَهُ الراعي. إذ هم لا يعتَمِدونَ "إلى جسَدِ المسيح" إذا جازَ التعبير، بل يعتمِدونَ إلى مذهبٍ معيَّنٍ أو إلى طائفةٍ معيَّنة لها معتقداتُها العقائديَّة المحدَّدَة.
أمير: هذه نقطة جيدة يا أنور. أجل، لأن كلَّ طائفةٍ منظَّمَة لديها بعضُ الأخطاء، أو بأفضلِ الأحوال قد رفَضَت بعضًا من أشعةِ النورِ المُتزايد، فلا يمكنُ للمؤمنينَ المُخْلِصِين أن يعتَمِدوا لطائفةٍ معينة. لأن هذا يتطلّبُ قبولَ بعضِ المُعتقداتِ الخاطئة.
أنور: يتشرّف راديو "فرصة العالم الأخيرة" على الداوم بالتواصلِ مع المُستمعين. إذا كان لديكَ سؤالُ أو تعليق، زُرْ موقعَنا www.worldslastchance.com ، وانقُرْ على رمزِ راديو "فرصةُ العالمِ الأخيرة" لتعرفَ كيفية الاتِّصالِ بنا. قد لا نستطيعُ أن نجيبَ على كلِّ شيءٍ على الهواء، لكننا سنبذُلُ كلَّ ما بوسعِنا. نذكِّرُ أن موقعَنا الإلكترونيِّ هو www.worldslastchance.com نودُّ أن نسمَعَ منك!
***
الوعد اليومي
معكم سارة الحاج مع الوعدُ اليوميُّ من كلمةِ يَهوه.
كان يومًا طويلاً جدًا. وكانت حشودُ الناسِ قد تجمَّعَت. لأن مشاهدةَ شفاءِ أحدِهِم أمرٌ يثيرُ الحماس! وما هو أفضلُ من سَماعِ الكلماتِ الجميلةِ المشجَّعةِ الخارجَةِ من فَمِ المخَلِّص؟
أخيرًا، دخَلَ يَهُوشُوَه وتلاميذُه المركِبَ الصَّغير. كان المخلّصُ مُرهقًا، فاستلقى أسفلَ المركِبِ وغرِقَ في النومِ حالاً.
كانت الرحلةُ جميلةً في البداية. الشمسُ الغاربةُ تلمَعُ مثلَ الألماسِ على صفحةِ الماء المُتمَوِّجَة، بينما كان الرُّسُلُ يناقشونَ ما قد اختبروهُ في ذلك اليوم. لكن الهدوءَ لم يستمرَّ طويلاً. إذ هبَّتْ عاصفةٌ غيرُ متوقَّعَة. انكبَّ الصيادونَ الأقوياءَ على المجاذيفِ، مؤكِّدينَ لغيرِ الصيَّادينِ أنهم قد واجّهوا في السابق عواصفَ أسوأ من ذلك.
لكن ما لبِثَ أن بدا لهم أنهم لم يواجِهوا من قبلِ ما هو أسوأ. والبرقُ الذي هو دائمًا خطرٌ داهمٌ على الماء، كان يطعنُ صفحةَ الماء بسكِّينِه الحادِّ اللامِعِ، واقتربَ منهم بشكلٍ خَطِر. بدَتِ الريحُ مثلَ حَشْدٍ من الشَّياطين، تنفُخُ الأمواجَ بزوابعَ تضرِبُ الرجالَ الذين يرتَجِفون.
كان يَهُوشُوَه نائمًا طوالَ الوقت. كان مُتعبًا من الجُهد، لأنه كان يصنعُ مشيئةَ أبيهِ طَوالَ ذلك اليوم. والآن، حتى القاربُ المتأرجِحُ بشِدَّة، وزخّاتِ الماءِ البارِدة، لم تكن كافيةً لكي توقظَه.
فعَلَ التلاميذُ ما بوسعِهِم. لكن ذلك لم يكن كافيًا، وكان هو يعرفُ هذا. من دون المساعدةِ الإلهيَّة، سيغرَقونَ كلُّهُم. أخيرًا صرخوا بيأسٍ ومزَّقَ صراخُهمُ الظلامَ والعاصفةَ، "يا سيد أعنّا! نحن نغرق!"
هذه الصلاة هي التي تستجاب دائمًا وفورًا.
عندما لم تفلحْ لا الريحُ ولا الأمواجُ ولا الرعدُ ولا البرق في إيقاظِ المخلِّص، أيقظَهُ صراخُ التلاميذِ اليائس. لقد جلسَ وهو واثقٌ من أبيهِ كما هو دائمًا، وقال بهدوء: "اسكُتْ، اهدَأْ".
يعلنُ المزمور 34: " هذَا الْمِسْكِينُ صَرَخَ، ويَهوَه اسْتَمَعَهُ، وَمِنْ كُلِّ ضِيقَاتِهِ خَلَّصَهُ".
هل تحتاجُ إلى مساعدة؟ اصرخ إليه وهو سوف يسمعك وسوف يستجيب لك.
لقد أُعْطِينَا مواعيدَ عظيمة وثمينة. اذهب وابدأِ الإعلان عنها.
***
الجزء الثالث: حبّ يَهُوشُوَه لك
أنور: لقد استمتعتُ حقًا ببرنامج اليوم. أتعلم يا أمير، لقد سبَّبْتَ لي نوعًا من الصدمة في أولِ البرنامج.
أمير: حقًا؟
أنور: أجل، عندما قلتَ إن التركيزَ على المخلِّصِ حَصريًا هو مبدئيًا زنى…
أمير: آسف بشأن هذا!
أنور: أجل، حسنًا، أنا أدركُ الآن ما الذي تعنيه. لقد أتى يَهُوشُوَه لكي يكشِفَ عن الآب، لكننا ننشغِلَ بالإبنِ لدرجةِ أننا ننسى ذلكَ الواقِع.
أمير: أجل، أجل! اسمع، إذا أردتَ أن تعرف يَهوَه على حقيقتِهِ، من الداخلِ، من صميمِ قلبه، كلُّ ما عليك أن تفعلَهَ هو أن تقرأَ رسالةَ كورِنثوس الأولى الإصحاح 13. وفي كلِّ مرةٍ تقرأُ الكلمة محبَّة، ضع مكانَها اسمَ يَهوَه.
أنور: حسنًا.
أمير: استمِعْ إليَّ وأنا أقرأ.
ياه يتَأَنَّى وَيرْفُقُ.
يَاه لاَ يحْسِدُ
يَاه لا يتَفَاخَرُ، وَلاَ ينْتَفِخُ
يَاه لاَ يُقَبِّحُ
يَاه لاَ يطْلُبُ مَا لِنَفْسِه
يَاه لاَ يحْتَدُّ، وَلاَ يظُنُّ السُّؤَ
يَاه لاَ يفْرَحُ بِالإِثْمِ بَلْ يفْرَحُ بِالْحَقِّ
يَاه يحْتَمِلُ كُلَّ شَيْءٍ، وَيصَدِّقُ كُلَّ شَيْءٍ، وَيرْجُو كُلَّ شَيْءٍ، وَيصْبِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ.
ياه لا يسقُطُ أبدًا.
أنور: هممم، هذا جميل.
أمير: حسنًا، يمكنُ أن أؤكّدَ لك أنني لا أستطيعُ أن أقولَ هذا عن نفسي. ماذا يحدثُ لو قرأَ كلُّ واحدٍ منا وكلُّ فردٍ من المستمعين أيضًا، لو قرأَ المقطعَ ذاتَه بعد أن يضعَ اسمَهُ هو بدلَ اسمِ يَهوَه.
أنور: أنا… لا يمكنُني أن أتخيلَ أن الأمرَ سيكونُ مماثلاً، أو أنه سيبدو تصريحًا صادقًا.
أمير: فلنحاوِل.
أمير يتَأَنَّى وَيرْفُقُ…. أوووو
أمير لا يحسد …. همممم، حسنًا
أمير لا يُقَبِّحُ…. آوتش!
أمير لاَ يحْتَدُّ، وَلاَ يظُنُّ السُّؤَ، آوتش آوتش!
أمير لاَ يفْرَحُ بِالإِثْمِ بَلْ يفْرَحُ بِالْحَقِّ
أمير يحْتَمِلُ كُلَّ شَيْءٍ، وَيصَدِّقُ كُلَّ شَيْءٍ، وَيرْجُو كُلَّ شَيْءٍ، وَيصْبِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ.
أمير لا يسقُطُ أبدًا.
لم أُفلِحْ كثيرًا عندما وضعتُ اسمي هنا، ماذا عنك أنت؟
أنور: ولا أنا أيضًا. في الواقع، هذا يجعلُني أريدُ أن أتذلَّلَ لأنني أفكرُ بالأوقاتِ التي فشلتُ فيها بشكلٍ كبير.
أمير: أصدِقُكَ القول. لكن الأمرَ الرائعَ هو أننا نستطيعُ أن نثقَ بأبينا السماوي. لقد حلَّتِ النهاية! نحن نعيشُ في الأيامِ الختاميَّةِ من تاريخِ الأرض. ولا يوجدُ طريقةٌ لكي يستعدَ أيُّ واحدٍ منا من تلقاءِ نفسِهِ. ومع ذلك، عبر الإيمانِ وصلاحِ ومحبَّةِ ياه، يمكنُنا أن نثقَ به لكي يجعلَنا نستعد.
وهذا ما أريدُ أن يأخذَهُ الجميعُ معَهم اليوم. لا يهمُّ ماذا فعَلْت، لا تهمُّ الأخطاءُ التي ارتكبْتَها في الماضي، ولا الكذِب الذي صدّقتُهُ. كلُّ ما يَهُم هو أن الآبَ يحبُّكَ وأنه جعلَ كلَّ شيءٍ تحتاجُ إليه متاحًا لك بحرِّية لكي تستعد.
أنور: ولقد فاتَ وقتُ الاستعداد.
أمير: الأمرُ حقًا كذلك!
أنور: توتراتُ الشرقِ الأوسط سوفَ تنتشِرُ إلى أوروبا مع تدفُّقِ المهاجِرينَ المُسلمين، والذين لا يحترمُ معظمُهُم حقَّ الأوروبيِّين بأن يكونَ إيمانُهم مختلفًا عما يؤمنُ به المسلمون.
أمير: بالإضافةِ إلى أن أعمالَ البابا مصمَّمةٌ بوضوحٍ لتجعلَه يبدو الخيارَ المنطقيَّ لتمثيلِ الجنسِ البشريِّ وليكونَ قائدَهُ الروحي. هل تعلمُ يا أنور أن البابا والبطريركَ الروسيِّ الأورثوذكسيِّ التقَيا في كوبا قبل ذهابِ البطريرك مباشرةً إلى قارةِ القُطبِ الجنوبيِّ؟
أنور: كلا، لم أكنْ أعرفُ هذا. وهذا يجعلُنا نتساءلُ عن السبب، أليس كذلك؟
أمير: أجل بالفعل. لكن هناك شيءٌ وحيدٌ مؤكّد. وهو أنه سيُرْفَعُ بالتأكيدِ إلى منصبٍ أكثرَ قوةً ونفوذًا من الذي يتمتعُ به الآن. وعندما يحدثُ هذا، ستَتِمُّ نبوءاتُ الرؤيا في تَتَابُعٍ سريعٍ للغاية.
رؤيا 8 و 9 يكشِفان عن أنه في الأيامِ المُقبلة ستَظهَرُ الشياطينُ في هيئاتِ مخلوقاتٍ فضائيةٍ، وستحتلُّ الأرض. وفي موجةِ الهلعِ التي لا بدَّ أن تتبَعَ ذلك، سيكون البابا الخيارَ المنطقيَّ للتفاوضِ على معاهدةِ سلامٍ بين المخلوقاتِ الفضائيَّة المزعومةِ وبين سكّانِ الأرض. خلال تلك الفترة، كلُّ الذين يساندونَ الحقَّ بصرامةٍ رافضينَ المساومةَ على مبادئِهِم، سوف يواجهونَ الإضطهاد.
أنور: الآن هو الوقتُ لكي تستعد. الآن هو الوقتُ لكي تَستَسلِمَ بالكامل. الآن هو الوقتُ لكي تعرفَ يَهوَه معرفةً حقَّة حتى تُنكِرَ أدلَّةَ حواسِكَ، وتتمسَّكَ بالكتابِ المقدَّس، وبالكتابِ المقدَّسِ وحدَهُ. إذًا إجعلِ الإيمانَ والثِّقَةَ عادَتَين لديك. لأنه فقط إذا أصبحتا عادتَين لديك الآن، ستتذكَّرُ أن تثِقَ به أن وتمارسَ إيمانكَ حينها.
أمير: هذا صحيح.
أنور: حسنًا، انتهى وقتنا لليوم. لاقونا مجددًا يوم الغد في ذات الوقت. مهمتُنا هي أن نُنذِرَ العالمَ أن مخلِّصَنا سوف يعودُ بعد قليل. ومهمتُنا أيضًا هي أن نساعدَكَ لكي تعرفَ الآبَ والإبنَ بطريقةٍ جديدةٍ أعمَق. إنهما يحبَّانك محبَّةً لا تستطيعُ حتى الأبديةُ عينُها أن تكشِفَ عنها كلِّها.
إلى اللقاء في الغد. تذكّر أن يَهوَه يحبُّك… وأنه يُمكنُكَ الوثوقَ به.
***
خاتمة
أنتم تستمعونَ إلى راديو "فرصةُ العالمِ الأخيرة".
هذه الحَلقة، بالإضافةِ إلى الحلقاتِ السابقةِ من راديو "فرصةُ العالمِ الأخيرة"، متوفرةٌ للتحميلِ على موقعِنا الإلكتروني. إنها حلقاتٌ رائعةٌ لكي تشاركَها مع الأصدقاءِ ومع زملائِكَ في دراسةِ الكتابِ المقدس! وهي أيضًا موادُ ممتازة للذين يعبدونَ يَهوَه في بيوتِهم. إذا رغبتَ في الاستماعِ إلى برامجِ راديو "فرصةُ العالمِ الأخيرة"، زُرْ موقعَنا www.worldslastchance.com
انقر على رمزِ راديو "فرصةُ العالمِ الأخيرة" الموجودِ أعلى الصفحةِ الرئيسيةِ لجهةِ اليمين. هكذا يمكنكُ تحميلُ كلِّ الحلقاتِ بلغتِكَ المُفضّلة. هناك أيضًا مقالاتٌ وفيديوهاتٍ بمجموعةٍ مختلفة من اللغات.
انضموا إلينا غدًا لتَستمِعوا إلى رسالةٍ مليئةٍ بالحقِّ عبر WBCQ
على موجة9330 كيلوهيرتز، وعلى تردّد 31 مترًا.
راديو "فرصةُ العالمِ الأخيرة"! نُحضِّرُ الناسَ لرجوع المخلص الوشيك!
Comments