WLC Radio
بالإيمان نسلك لا بالعيان
الحلقة 250بِالإِيمَانِ نَسْلُكُ لاَ بِالْعِيَانِ
أهلًا بكم الى راديو فرصة العالم الأخيرة، التابع لموقع وورلدز لاست تشانس، وهو خدمة مخصّصة لتعلّم كيفية العيش في استعداد دائم لعودة المخلّص.
طوال ألفي عام، والمؤمنون من كل جيل يتوقون إلى أن يكونوا الجيل الأخير. ولكن، خلافًا للاعتقاد الشائع، لم يعطِ المسيح المؤمنين «علامات الأزمنة» لينتبهوا إليها، بل على العكس، حذّر يهوشوا مراراً من أن مجيئه سيفاجئ حتى المؤمنين. وأوصاهم بإلحاح بأن يكونوا مستعدين دائمًا إذ قال:
" لِذَلِكَ كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا مُسْتَعِدِّينَ، لِأَنَّهُ فِي سَاعَةٍ لَا تَظُنُّونَ يَأْتِي ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ." (متى٢٤: ٤٤)
راديو فرصة العالم الأخيرة: نُعلّم العقول ونُعدّ القلوب لعودة المسيح المفاجئة.
الجزء الأوّل
سامي صابر: كان مارتن لوثر كينج الابن، خادمًا أميركيًا مشهورًا بنشاطه الاجتماعي. فاز بجائزة نوبل للسلام عام ألف وتسع مئة وأربعة وستين عن محاربته لعدم المساواة العرقية بالمقاومة اللاعنفية. وهو من أفضل من استند إلى الإيمان لتحقيق الأعمال الصائبة. كَتب مرة: "الإيمان هو اتّخاذ الخطوة الأولى حتى إن كنت لا ترى السلالم بالكامل". ويُعبّر المؤلف والشاعر والمُعلّم باتريك أوفيرتون Patrick Overton، في بيان مشابه تمامًا لبيان الروائية الإيرلندية الكندية أو. آر. ميلينج O. R. Melling، عن الأمر بطريقة أخرى. يقول: "عندما تصل إلى نهاية كل النور المتوفر لديك، ويجب أن تخطو خطوة في ظلام المجهول، كن واثقًا من أن أمرًا من أمريْن سيحدث. إما سيكون أمامك شيء صلب تقف عليه، أو ستتعلّم التحليق".
مرحبًا، أنا سامي صابر، وأنتم تستمعون إلى راديو فرصة العالم الأخيرة حيث نغطي مواضيع متعلقة بالكتاب المقدس والنبوءة والمعتقدات الكتابيّة والتقوى العمليّة والاستعداد الدائم لعودة يهوشوا، في أي وقت. لا أعرف من قدّم هذه المقولة أولاً، أوفيرتون أو ميلينج، لكنني أردت ذكر اسميهما لأن تصريحاتهما متشابهة للغاية. واضح أن أحدهما استوحى الإلهام من الآخر، إن لم يكن سرقه تمامًا. لكنها مقولة جيدة توضح الإيمان. وهو معرفة أن يهوه سيوفر لنا أساسًا للوقوف عليه، أو سيعطينا أجنحة لنحلّق عاليًا.
اليوم، سيشاركنا يوسف ما يعنيه العيش بالإيمان وليس بالعِيان.
يوسف؟ الإيمان ضروري للمسيرة المسيحية. كلنا نعرف ذلك. ولكن ماذا يعني العيش بالإيمان وليس بالعِيان؟ على المستوى العملي، كيف تفسّر ذلك؟
يوسف راضي: سؤالك سديد. فلنبدأ بمقطع الكتاب المقدس حيث ترد هذه العبارة. إنتقل إلى كورنثوس الثانية، الخامس واقرأ لنا الآية السابعة.
سامي صابر: تقول: "لأَنَّنَا بِالإِيمَانِ نَسْلُكُ لاَ بِالْعِيَانِ." الآية قصيرة ولا ترد فيها معلومات وافرة.
يوسف راضي: فلنقرأها ضمن السياق. الأصحاح الخامس هو تتمة لتعاليم بولس في الأصحاح الرابع. يبدأ الأصحاح الرابع بقول بولس: "مِنْ أَجْلِ ذلِكَ، إِذْ لَنَا هذِهِ الْخِدْمَةُ كَمَا رُحِمْنَا لاَ نَفْشَلُ".
لماذا لا نفشل؟ لأننا نتحلى بالإيمان. إقرأ الأصحاح الرابع الآيتين السادسة والسابعة.
سامي صابر: "لأَنَّ يهوه الَّذِي قَالَ: «أَنْ يُشْرِقَ نُورٌ مِنْ ظُلْمَةٍ»، هُوَ الَّذِي أَشْرَقَ فِي قُلُوبِنَا، لإِنَارَةِ مَعْرِفَةِ مَجْدِ يهوه فِي وَجْهِ يَهوشوا. وَلكِنْ لَنَا هذَا الْكَنْزُ فِي أَوَانٍ خَزَفِيَّةٍ، لِيَكُونَ فَضْلُ الْقُوَّةِ ِمن يهوه لاَ مِنَّا."
يوسف راضي: الكنز الذي نحمله في قلوبنا هو النور الذي يشرق من معرفة ياه. وهذا ما يبعث الإيمان فينا. رومية الثاني عشر الآية الثالثة تقول إن يهوه منح كلًا منا قدرًا من الإيمان. والإيمان هو الذي يقوينا في وجه تجارب الحياة. ماذا تقول الآيتان الثامنة والتاسعة؟
سامي صابر: "مُكْتَئِبِينَ فِي كُلِّ شَيْءٍ، لكِنْ غَيْرَ مُتَضَايِقِينَ. مُتَحَيِّرِينَ، لكِنْ غَيْرَ يَائِسِينَ. مُضْطَهَدِينَ، لكِنْ غَيْرَ مَتْرُوكِينَ. مَطْرُوحِينَ، لكِنْ غَيْرَ هَالِكِينَ."
يوسف راضي: الإيمان هو الذي يجعلنا "مُكْتَئِبِينَ فِي كُلِّ شَيْءٍ، لكِنْ غَيْرَ مُتَضَايِقِينَ". في الحياة سنكون في حيرة من أمرنا مرات كثيرة، "لكِنْ غَيْرَ يَائِسِينَ. مُضْطَهَدِينَ، لكِنْ غَيْرَ مَتْرُوكِينَ. مَطْرُوحِينَ، لكِنْ غَيْرَ هَالِكِينَ". هذا ما يفعله الإيمان بنا. يقوينا لنتمكن من التحمل والصمود.
انتقل الآن إلى الآية السادسة عشرة.
سامي صابر: آه… "لذلك-"
يوسف راضي: لذلك. نتيجة لذلك. لهذا السبب… ماذا؟
سامي صابر: "لِذلِكَ لاَ نَفْشَلُ، بَلْ وَإِنْ كَانَ إِنْسَانُنَا الْخَارِجُ يَفْنَى، فَالدَّاخِلُ يَتَجَدَّدُ يَوْمًا فَيَوْمًا. لأَنَّ خِفَّةَ ضِيقَتِنَا الْوَقْتِيَّةَ تُنْشِئُ لَنَا أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ ثِقَلَ مَجْدٍ أَبَدِيًّا. وَنَحْنُ غَيْرُ نَاظِرِينَ إِلَى الأَشْيَاءِ الَّتِي تُرَى، بَلْ إِلَى الَّتِي لاَ تُرَى. لأَنَّ الَّتِي تُرَى وَقْتِيَّةٌ، وَأَمَّا الَّتِي لاَ تُرَى فَأَبَدِيَّةٌ.
يوسف راضي: إنها النقطة الرئيسة في رسالة بولس. المستقبل الذي ينتظر المؤمنين – الحياة الأبدية في فرح مملكة يهوه – تستحق أي قدر من النضال في هذه الحياة.
وبولس يتوق إلى ذاك المستقبل الموعود، والجائزة التي تنتظره هي التي تبقيه مدركًا للأمور. فهو لا يسمح لمشكلات الحياة اليومية بتشتيت انتباهه. ويحافظ على اهتماماته وهذا ما يجعله يستمر في الكرازة في مواجهة الاضطهاد الشديد الذي واجهه. وهو يَعلَم أنه حتى لو خسر حياته الدنيوية، إذا بقي مخلِصًا، فسينال الحياة الأبدية.
يدعو بولس جميع المؤمنين إلى تبني ذلك. ويخبرنا أنه يمكننا الوثوق بوعود يهوه. وهذا ما يجعلنا نركز على المستقبل، وليس على التجارب الحالية. فلنتابع. ابدأ القراءة بكورنثوس الثانية، الخامس الآية الأولى. سيستخدم بولس استعارة هنا، إذ يشبّه أجسادنا المادية الحالية بخيمة أرضية.
تفضل.
سامي صابر:
"لأَنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّهُ إِنْ نُقِضَ بَيْتُ خَيْمَتِنَا الأَرْضِيُّ، فَلَنَا فِي السَّمَاوَاتِ بِنَاءٌ مِنَ ياه بَيْتٌ غَيْرُ مَصْنُوعٍ بِيَدٍ، أَبَدِيٌّ. فَإِنَّنَا فِي هذِهِ أَيْضًا نَئِنُّ مُشْتَاقِينَ إِلَى أَنْ نَلْبَسَ فَوْقَهَا مَسْكَنَنَا الَّذِي مِنَ السَّمَاءِ. وَإِنْ كُنَّا لاَبِسِينَ لاَ نُوجَدُ عُرَاةً. فَإِنَّنَا نَحْنُ الَّذِينَ فِي الْخَيْمَةِ نَئِنُّ مُثْقَلِينَ، إِذْ لَسْنَا نُرِيدُ أَنْ نَخْلَعَهَا بَلْ أَنْ نَلْبَسَ فَوْقَهَا، لِكَيْ يُبْتَلَعَ الْمَائِتُ مِنَ الْحَيَاةِ. وَلكِنَّ الَّذِي صَنَعَنَا لِهذَا عَيْنِهِ هُوَ يهوه، الَّذِي أَعْطَانَا أَيْضًا عَرْبُونَ الرُّوحِ.
فَإِذًا نَحْنُ وَاثِقُونَ كُلَّ حِينٍ وَعَالِمُونَ أَنَّنَا وَنَحْنُ مُسْتَوْطِنُونَ فِي الْجَسَدِ، فَنَحْنُ مُتَغَرِّبُونَ عَنِ الرَّبِّ. لأَنَّنَا بِالإِيمَانِ نَسْلُكُ لاَ بِالْعِيَانِ."
يوسف راضي: الآية السابعة قصيرة، ولكنها تلخّص كل ما سبق وقاله بولس: نحن نعيش بالإيمان، وليس بالعيان. إنه تباين بين ما يجب علينا فعله وما يجب علينا ألا نفعله. يجب علينا أن نعيش بالإيمان. هذا ما يجب علينا فعله. يجب ألا نعيش بالعِيان.
سامي صابر: الإيمان بالمسيح؟
يوسف راضي: الإيمان بيهوه وما فعله من أجلنا في حياة يهوشوا وموته. قلنا ذلك قبلًا، ولكنه يستحق التكرار: الإيمان ليس ملموسًاا! الإيمان هو ما تمارسه عندما لا يكون ملموسًا. عندما تكون خائفًا؛ عندما تفتقر إلى الثقة. آنذاك تمارس الإيمان.
تناول قاموسك من الخلف واقرأ لنا تعريف الإيمان.
(ممازحًا) لاحظتُ أنك تحتفظ به هنا طوال الوقت.
سامي(ضاحكًا) : أجل. يجب أن أحفظ تعريف الإيمان لأذكره عندما تطلبه مني. فلنرَ.. يقول "الإيمان" هو الاعتقاد؛ موافقة العقل على حقيقة ما يعلنها شخص آخر، بناءً على سلطته وصدقه، من دون دليل آخر؛ الحكم بأن ما يقوله أو يشهد به شخص آخر هو الحقيقة. [الإيمان هو] موافقة العقل على حقيقة اقتراح يقدمها شخص آخر؛ الاعتقاد، على الأرجح بناءً على دليل من أي نوع كان.
يوسف راضي: أساسًا، الإيمان يتلخّص في الاختيار. يروقنا الشعور بالشجاعة، وبالثقة. ولكن أحيانًا – بل غالبًا- تدفعنا الظروف إلى الشعور بالخوف والافتقار إلى الثقة. وفي تلك الأوقات نمارس الإيمان: نختار أن نصدق أن ما قاله يهوه هو الحق بسبب من هو ككائن، يمكن الوثوق به. إنه جدير بالثقة.
سامي صابر: إنه كلي القدرة.
يوسف راضي: وهذا يساعد أيضًا. عندما تشعر بحاجة ما، تتيح لك معرفة أنه الخالق وله كل القوة تؤمن
-يمكن لعقلك أن يوافق على أن الوعد حقيقي – نظرًا لشخصية صاحب الوعد وقدرته وقوته. هذا، بالإضافة الى أنه محب بلا حدود.
نجد هذا المفهوم في العبرانيين الحادي عشر. ماذا تقول الآية الأولى؟
سامي صابر: امهلني بعض الوقت…
تقول: "وَأَمَّا الإِيمَانُ فَهُوَ الثِّقَةُ بِمَا يُرْجَى وَالإِيقَانُ بِأُمُورٍ لاَ تُرَى".
يوسف راضي: الإشارة الهامشية لكلمة "جوهر" هي "الأساس". الإيمان هو القاعدة أو الأساس للأمور المرجوة. لكن كاتب الرسالة إلى العبرانيين لم يكتفِ بهذا الحد. بل ذهب إلى أبعد من ذلك. يقول إن الإيمان هو الدليل -الإثبات- على أمور لم تُرَ بعد. هذا تصريح واضح.
وحقيقة أن لدينا إيمانًا- لأن ياه أعطى لكل شخص جزءًا من الإيمان – حقيقة أن لدينا إيمانًا هي دليل على الأمور التي لم تُرَ بعد.
علينا التمسك بإيماننا ورجائنا بيهوه. قد يبدو المستقبل مظلمًا؛ والحاضر ساحقًا ومحبطًا و… مربكًا. ولكن بدل النظر إلى ما يحيط بنا، علينا التركيز على ما هو غير مرئي. هذا هو ممارسة الإيمان.
الإيمان كان ما أراد يهوشوا أن يفهمه مستمعوه. كان يقول أمورًا مثل، لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَل لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِهذَا الْجَبَلِ: انْتَقِلْ مِنْ هُنَا إِلَى هُنَاكَ فَيَنْتَقِلُ.
سامي (يضحك بحزن): اختبرت ذلك عندما كنت طفلاً. كنا نزور جبل بن لوموند Ben Lomond في اسكتلندا في عطلة صيفية، وقررت أن أختبر ما إذا كان إيماني بقدر حبة الخردل.
يوسف(ضاحكًا): وهل تأكدت من الأمر؟
سامي صابر: أراد والدي أن يتسلق الجبل ولم أكن أرغب في ذلك، لذا حسبت أنه إذا قمت بنقل الجبل، فلن أضطر إلى ذلك! لذا، في ذلك الصباح بعد الفطور، خرجت، وتحليت بإيماني، وأشرت إلى جبل بن لوموند وقلت له، "إختفِ!"
يوسف(مستمتعًا): وماذا حصل؟
سامي صابر: حسنًا، بما أنه لم يتحرك، قررت أن أصيغ الأمر بالطريقة نفسها التي وردت في الكتاب المقدس. لذا، استخدمت إيماني مرة أخرى، وأشرت إلى الأفق البعيد وأمرته: "انتقل إلى هناك!"
يوسف(مستمتعًا): و؟
سامي صابر: فلنقل إنهم لم يضطروا إلى إعادة رسم أي خرائط بسببي.
يوسف(ضاحكًا): أتخيلك وأنت تحاول ذلك! من الواضح أن ما لم يفهمه سامي الصغير هو أن المسيح كان يتحدث بشكل مجازي. عندما نواجه جبلًا من الصعوبات، يمكننا بالإيمان أن نطالب بوعد ونرى طريقًا مفتوحًا أمامنا.
يرد تعريف ممتاز للإيمان في قصة قائد المئة. فلنقرأها. إنتقل إلى متى الثامن واقرأ الآيات الخامسة حتى العاشرة.
سامي صابر:
"وَلَمَّا دَخَلَ يَهوشوا كَفْرَنَاحُومَ، جَاءَ إِلَيْهِ قَائِدُ مِئَةٍ يَطْلُبُ إِلَيْهِ وَيَقُولُ: «يَا سَيِّدُ، غُلاَمِي مَطْرُوحٌ فِي الْبَيْتِ مَفْلُوجًا مُتَعَذِّبًا جِدًّا».
فَقَالَ لَهُ يَهوشوا: «أَنَا آتِي وَأَشْفِيهِ».
فَأَجَابَ قَائِدُ الْمِئَةِ وَقَالَ: «يَا سَيِّدُ، لَسْتُ مُسْتَحِقًّا أَنْ تَدْخُلَ تَحْتَ سَقْفِي، لكِنْ قُلْ كَلِمَةً فَقَطْ فَيَبْرَأَ غُلاَمِي.
لأَنِّي أَنَا أَيْضًا إِنْسَانٌ تَحْتَ سُلْطَانٍ. لِي جُنْدٌ تَحْتَ يَدِي. أَقُولُ لِهذَا: اذْهَبْ! فَيَذْهَبُ، وَلآخَرَ: اءْتِ! فَيَأْتِي، وَلِعَبْدِيَ: افْعَلْ هذَا! فَيَفْعَلُ».
فَلَمَّا سَمِعَ يهوشوا تَعَجَّبَ، وَقَالَ لِلَّذِينَ يَتْبَعُونَ: «اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَمْ أَجِدْ وَلاَ فِي إِسْرَائِيلَ إِيمَانًا بِمِقْدَارِ هذَا!"
يوسف راضي: لو حظينا بشرف الشهادة على هذا التبادل، لكنا سمعنا قائد المئة يقول: لَسْتُ مُسْتَحِقًّا أَنْ تَدْخُلَ تَحْتَ سَقْفِي، لكِنْ قُلْ كَلِمَةً فَقَطْ فَيَبْرَأَ غُلاَمِي. لأَنِّي أَنَا أَيْضًا إِنْسَانٌ تَحْتَ سُلْطَانٍ. لِي جُنْدٌ تَحْتَ يَدِي".
والأمر التالي الذي كنا لنسمعه هو يهوشوا وهو يقول: " لَمْ أَجِدْ وَلاَ فِي إِسْرَائِيلَ إِيمَانًا بِمِقْدَارِ هذَا!"
إنه الإيمان الذي يجب أن نمارسه في حياتنا اليومية؛ فليكن من عادتنا تصديق كلمة ياه في الأمور كافة. ونفعل ذلك من خلال التركيز على ما هو غير مرئي. هذه هي الطريقة التي نعيش بها بالإيمان. لتوضيح وجهة نظره، يقدم بولس تباينًا. يقول: "نسلك بالإيمان … و-"؟
سامي صابر: "لا بالعِيان".
يوسف راضي: لا بالعِيان. هذا صحيح يتعلق الأمر كله بما نختار صب التركيز عليه. يخبرنا بولس أنه يتعين علينا أن نركز انتباهنا، وإيماننا على الحقائق غير المرئية، بدل التركيز على العالم ـ الظروف ـ المحيطة بنا. يكون التركيز ومحور حياتنا على الحقائق غير المرئية.
العيش بالعيان يحوّل حياتنا ــ انتباهنا، وطاقتنا ــ إلى العالم من حولنا. وهذا ما ينبغي ألا نفعله.
سامي صابر: الأمر صعب، أليس كذلك؟
يوسف راضي: نعم! والتكنولوجيا تزيد التحديات. هل تَعلم أن مدى انتباه الناس أصبح أقصر حرفيًا؟ هناك وفرة مستمرة من المعلومات، وكلها متاحة بسهولة. نحن نتعرض باستمرار لكمّ حقيقي من المعلومات. فالتكنولوجيا توفر ثروة من المكتبات والصحف والسينما والروايات الأكثر مبيعًا وغيرها على هواتفنا! وهذه لم تعد تعلَّق على الحيطان. بل نحملها معنا أينما ذهبنا. وهي تؤدي إلى حالة ذهنية مضطربة وغير هادئة، ما يُصعّب سماع الصوت الهادئ الخافت.
سامي صابر: ناهيك عن كل عوامل التشتيت في الحياة الحديثة. وسائل التواصل الاجتماعي هي مصدر تشتيت كبير للكثيرين. أَعلمُ أن صحتي العقلية تحسّنت عندما توقفت عن استخدامها.
وكما قلتَ، لا يتعين علينا الانتظار لقراءة الأخبار في الصحيفة المسائية. تتوفر أحدث الأخبار باستمرار على هواتفنا التي نحملها معنا في كل مكان. من الصعب حقًا عدم التركيز على العالم من حولنا.
يوسف راضي: من السهل جدًا أن نعيش بالعيان. والشيطان حرص على ذلك. يتطلب الأمر جهدًا واعيًا من جانبنا لنختار توسيع تركيزنا إلى ما هو أبعد مما هو على مرأى منا. إذا كنت تستقل القطار للعمل، فيمكنك استخدام هذا الوقت لحفظ مقاطع من الكتاب المقدس، بدلاً من التمرير عبر أحدث العناوين الرئيسة أو المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي. إذا كنت تستمتع بالركض، أو ربما تمارس الأعمال اليدوية، بدلاً من الاستماع إلى أحدث الأغاني الشعبية أو حتى البرامج الحوارية باستخدام سماعات الأذن، فاستمع إلى عظة بدلاً من ذلك. هذه كلها خيارات يمكننا اتخاذها ليتعزز تركيزنا ويصل إلى الحقائق غير المرئية، بدل العالم المادي من حولنا.
سامي صابر: قول ذلك أسهل من فعله.
يوسف راضي: لأننا نكافح طبيعتنا الساقطة. فطبيعتنا الساقطة تختار الطريقة السهلة. نهرب من ضغوط الحياة الحديثة بمشاهدة فيلم أو قراءة رواية أو ممارسة لعبة على الكمبيوتر.
سامي صابر: كيف نبقي تركيزنا على الأمور السماوية بدل العالم من حولنا؟ أهناك إرشادات عملية يمكننا استخدامها؟
يوسف راضي: يقدم الينا بولس بعضًا منها في فيلبي. يمكن أن يحتوي عالمنا الحديث على عوامل تشتيت لم تكن متوافرة لدى الأجيال السابقة. لكنّ الانجذاب إلى التركيز على العالم المرئي بدل العالم غير المرئي كان دائمًا محط إغراء.
فلنر ما نصح به بولس. انتقل إلى فيلبي الرابع واقرأ الآية الثامنة.
أو فلنقرأها في سياقها، ولنبدأ بالآية السادسة.
سامي صابر:
"لاَ تَهْتَمُّوا بِشَيْءٍ، بَلْ فِي كُلِّ شَيْءٍ بِالصَّلاَةِ وَالدُّعَاءِ مَعَ الشُّكْرِ، لِتُعْلَمْ طِلْبَاتُكُمْ لَدَى ياه. وَسَلاَمُ يهوه الَّذِي يَفُوقُ كُلَّ عَقْل، يَحْفَظُ قُلُوبَكُمْ وَأَفْكَارَكُمْ فِي الْمَسِيحِ يَهوشوا.
أَخِيرًا أَيُّهَا الإِخْوَةُ كُلُّ مَا هُوَ حَق، كُلُّ مَا هُوَ جَلِيلٌ، كُلُّ مَا هُوَ عَادِلٌ، كُلُّ مَا هُوَ طَاهِرٌ، كُلُّ مَا هُوَ مُسِرٌّ، كُلُّ مَا صِيتُهُ حَسَنٌ، إِنْ كَانَتْ فَضِيلَةٌ وَإِنْ كَانَ مَدْحٌ، فَفِي هذِهِ افْتَكِرُوا."
حسنًا! هذا يستبعد معظم الأمور في وسائل الإعلام الحديثة، أليس كذلك؟
يوسف راضي: إلى حد كبير! ولكن إذا فعلنا هذا، فسنلاحظ أنه من الأسهل بكثير التركيز على الحقائق غير المرئية.
في الواقع، أريد أن أوجه تحديًا إلى مستمعينا. صوموا! لا أقصد صومًا جسديًا؛ ليست كل أنواع الصيام جسدية. صوموا روحيًا. صوموا عن وسائل التواصل الاجتماعي. كل ما يستهلك أفكاركم واهتمامكم، صوموا روحيًا تستبعدون في صيامكم تلك الأمور من حياتكم.
ربما تكون ألعاب الكمبيوتر. ربما تكون روايات أو أفلام أو … لا أعرف. تيك توك. فيسبوك. تويتر – أو أيًا كان ما يسمونه الآن.
سامي صابر: X؟ Z ؟ لا أعرف.
يمكن أن تكون الرياضة أو مقاطع فيديو يوتيوب. أخبار المشاهير.
يوسف راضي: كل ما يجذب انتباهنا ويبعد تركيزنا عن الحقائق الروحية. حاولوا استبعاده من حياتكم لمدة أسبوع واحد فقط واستخدموا ذلك الوقت بدلاً من ذلك للتركيز على الحقائق الروحية. أضمن لكم أنكم ستشهدون تحولاً هائلاً في قدرتكم على التركيز على الحقائق الأبدية.
ومن المحتمل أنكم مع نهاية ذلك الأسبوع ستقررون الاستمرار في ذلك.
سامي صابر: يُقال إن الأمر يستغرق واحدًا وعشرين يومًا؟ ثلاثة أسابيع لتكوين عادة جديدة؟
يوسف راضي: قد تعُتبر الثلاثة أسابيع كثيرة كبداية، ولكن إذا تمكنتم من تجربة الأمر لأسبوع واحد فقط، فإن تخميني هو أن التأثير الذي سترونه على حياتكم الروحية عندما تملأون الوقت المتبقي بالمسائل الروحية سيكون كبيرًا لدرجة أنكم لن تكونوا راغبين حتى في العودة إلى حياتكم السابقة.
ماذا تقول فيليبي الرابع الآية السابعة إنه سيحدث إن فعلنا ذلك؟
سامي صابر: "وَسَلاَمُ يهوه الَّذِي يَفُوقُ كُلَّ عَقْل، يَحْفَظُ قُلُوبَكُمْ وَأَفْكَارَكُمْ فِي الْمَسِيحِ يَهوشوا."
يوسف راضي: لا يمكننا فعل هذا بقوتنا الذاتية. فنحن نتحلى بطبيعة ساقطة. والرغبات العليا تتخبط في حرب مستمرة مع إنسان الخطيئة.
لهذا السبب قال بولس في رومية السابع: "لأَنِّي لَسْتُ أَفْعَلُ الصَّالِحَ الَّذِي أُرِيدُهُ، بَلِ الشَّرَّ الَّذِي لَسْتُ أُرِيدُهُ فَإِيَّاهُ أَفْعَلُ".! ولكن إذا اخترنا التركيز على ما هو حق وطاهر ومقدس وحسن السمعة، فإن سلام ياه سيساعدنا عبر الحفاظ على قلوبنا وعقولنا.
سامي صابر: يا له من وعد رائع!
حسنًا. سنأخذ استراحة قصيرة. وسنعود في الحال.
إعلان
من المقدر أنه يوجد ما يقارب الأربعين تقويمًا مختلفًا قيد الاستخدام في العالم اليوم. بالنسبة إلى الدول التي تبرم اتفاقيات تجارية مع الولايات المتحدة، فإنها تعتمد دائمًا في هذه الاتفاقيات الدولية التقويم الغريغوري الشمسي، المسمى على اسم البابا غريغوريوس الثالث عشر. وقد أصبح التقويم الغريغوري شائع الاستخدام في الغرب، لدرجة أن كثيرين يفترضون أن أسبوعه المستمر المكوّن من سبعة أيام يمثل الأسبوع المكون من سبعة أيام الذي أُسّس عند التكوين.
وهذا أبعد ما يكون عن الحق. فالتقويم البابوي الغريغوري هو تعديل للتقويم اليولياني الوثني.
في الواقع، لم يتم فقدان أي يوم من أيام الأسبوع عندما تحوّل التقويم من اليولياني إلى الغريغوري، لكنّ هذا لا يثبت أن السبت الغريغوري هو السبت الكتابي أو أن الأحد هو يوم قيامة المسيح.
وكان التقويم اليولياني في الواقع في زمن المسيح يحتوي على أسبوع مكون من ثمانية أيام. لذا من المؤكد أن اليهود لم يستخدموا تقويم مضطهديهم الرومان! بل كانوا يستخدمون التقويم الذي أنشأه يهوه عند التكوين. وهذا التقويم القمري-الشمسي يختلف كثيرًا عن التقويم الشمسي المستخدم في مختلف أنحاء العالم اليوم.
إذا كان تكريم ياه بعبادته في سبته الحقيقي أمرًا مهمًا بالنسبة إليك، فعليك معرفة هذه الحقائق التاريخية. ابحث على موقعwww.worldslastchance.com/arabic عن مقال بعنوان: "ثمانية أيام في الأسبوع؟ تاريخ التقويم اليولياني". ستبهرك الحقائق وتصدمك في الوقت نفسه. ابحث عن "ثمانية أيام في الأسبوع؟ تاريخ التقويم اليولياني". على كل مؤمن أن يعرف هذه المعلومات. اقرأها اليوم!
الجزء الثاني
سامي صابر: تحدثنا عن معنى العيش بالإيمان وليس بالعِيان: يجب أن نوسع تركيزنا ليصل إلى الأمور التي نراها بالإيمان بدل تشتيت انتباهنا بسبب ظروف وصراعات حياتنا على الأرض.
يوسف راضي: هذا لا يعني التقليل من شأن هذه الصراعات. فهي حقيقية جدًا، ومهمة. يهوه يهتم بحياتنا اليومية، والأمور التي تهمنا، سواء أكان العمل، أو المدرسة، أو الأطفال، أو الوالدين؛ العلاقات الشخصية. كل هذه الأمور مهمة، وكأب محب لنا، يهتم يهوه بهذا الجانب من حياتنا. لذلك، ينبغي ألا نتجاهل صراعاتنا. فهي حقيقية وفعلية.
ولكن علينا ألا نسمح للظروف بأن تملي علينا إيماننا.
سامي صابر: ماذا تقصد؟
يوسف راضي: لا نريد أن يكون إيماننا ضعيفًا عندما تكون الحياة صعبة وقويًا عندما تكون الحياة هادئة. عندما تكون الحياة صعبة، نحتاج إلى ممارسة الإيمان!
نحن نعيش في عالم من الخطيئة. وسنواجه الكثير من الصراعات والمتاعب. ولكن ينبغي ألا تستحوذ على انتباهنا. لدينا امتياز العيش بالإيمان بدلاً من مظهر ظروفنا.
سامي صابر: فلننتقل إلى المستوى العملي. كيف نطبق ذلك في حياتنا اليومية؟
يوسف راضي: حسنًا، أول ما يجب فعله هو أن نكون حذرين حتى لا نركز على الأمور المرئية – السياسة التي تقلقنا، والفواتير الباهظة التي تخيفنا. وكلمة " تركيز" تعني حرفيًا " تثبيت العين أو الانتباه على" … أي أمر يستهلك انتباهنا ويجذبه بعيدًا عن ياه.
سامي صابر: لأكون منصفًا، من السهل حقًا التركيز على ما يحدث حولنا. نعتقد أنه إذا خصصنا السبت الكتابي للأمور الروحية، فإننا نبلي بلاءً حسنًا.
يوسف راضي: بالتأكيد. ولكن إذا كانت أنماط تفكيرنا المعتادة هي التركيز على المسائل الزمنية في الأيام الستة الأخرى، حين تتجه الحياة نحو الأسوأ …- وهذا يحدث لنا جميعًا. فالحياة لها إيجابياتها، والكثير من السلبيات أيضًا – عندما يحدث ذلك، يسهل أن تشعر وكأن كل الأمور تنهار. أين مرساتك؟ أين دعمك؟
ولكن كمؤمنين، نحن محظوظون لأننا قادرون على اتباع نهج مختلف للحياة. بدلاً من التركيز على الأحداث الجارية، أو صراعاتنا اليومية، لدينا امتياز للنظر إلى ما هو أبعد من ذلك، إلى الحقائق الأبدية.
سامي صابر: كيف نفعل ذلك؟ كيف نحافظ على تركيزنا على الحقائق الأبدية؟
يوسف راضي: حسنًا، أولاً، يجب أن نعتبر قضاء الوقت مع ياه في كلمته من أولوياتنا. إذا لم أقضِ وقتًا مع ياه، وأتعرف إليه، وأدرس الكتاب المقدس، وأتأمل في ما تعلمته، فلن أتمكن من الإبقاء على تركيزي هناك. هذا خيار يمكننا جميعًا اتخاذه. هل سنبقى مستيقظين حتى ساعة متأخرة نقرأ ونشاهد التلفاز، أممم… نلعب ألعابًا على هواتفنا أو أجهزة الكمبيوتر حتى نشعر بالتعب الشديد في الصباح التالي ولا نستطيع الاستيقاظ في الوقت المناسب لدراسة الكتاب المقدس؟ يمكننا اختيار نقاط التركيز، وتركيزنا هو ما نختار التفكير فيه خلال وقت فراغنا.
بوقت الفراغ، أعني في العمل أو في المدرسة، يجب أن ننتبه لما نفعله. فهذا سيشغل عقولنا ويجب ذلك. ولكن ما الذي تحبون أن تفكروا فيه في وقت فراغكم؟ أين تصبون تركيزكم؟
سامي صابر: قولك إنه اختيار راقني. أرى ذلك حقًا. ربما تكون طبيعتنا ساقطة، لكن ما زال بوسعنا اختيار كيفية قضاء وقت فراغنا، وأين نصب تركيزنا.
يوسف راضي: وهذا يقودني إلى النقطة التالية: اختر إبقاء انتباهك مركّزًا على ما هو أمامك.
شبّه كاتب الرسالة الى العبرانيين ذلك بالسباق. فلنقرأه. العبرانيين الثاني عشر الآيات الأولى حتى الثالثة.
سامي صابر:
"لِذلِكَ نَحْنُ أَيْضًا إِذْ لَنَا سَحَابَةٌ مِنَ الشُّهُودِ مِقْدَارُ هذِهِ مُحِيطَةٌ بِنَا، لِنَطْرَحْ كُلَّ ثِقْل، وَالْخَطِيَّةَ الْمُحِيطَةَ بِنَا بِسُهُولَةٍ، وَلْنُحَاضِرْ بِالصَّبْرِ فِي الْجِهَادِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا، نَاظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَهوشوا، الَّذِي مِنْ أَجْلِ السُّرُورِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَهُ، احْتَمَلَ الصَّلِيبَ مُسْتَهِينًا بِالْخِزْيِ، فَجَلَسَ فِي يَمِينِ عَرْشِ ياه. فَتَفَكَّرُوا فِي الَّذِي احْتَمَلَ مِنَ الْخُطَاةِ مُقَاوَمَةً لِنَفْسِهِ مِثْلَ هذِهِ لِئَلاَّ تَكِلُّوا وَتَخُورُوا فِي نُفُوسِكُمْ."
يوسف راضي: هذا يلقننا درسًا مهمًا: تحمل المسيح الصليب من خلال إبقاء عينيه على الجائزة الموضوعة أمامه. وبما أنه مثال يحتذى به في الأمور كافة، فهذا ما علينا فعله نحن أيضًا.
مثالا على ذلك رياضي أوليمبي. عام ألفين وستة عشرة، سجل وايد فان نيكيرك Wayde Van Niekerk، العداء من جنوب إفريقيا، رقمًا قياسيًا عالميًا جديدًا في سباق الأربع مئة متر، وهو رقم لم يسبق أن سُجّل.
سامي صابر: ما الوقت الذي سجله؟
يوسف راضي: ثلاثًآ وأربعين ثانية وثلاث مليثوانٍ
سامي صابر: مدهش!
يوسف راضي: ولأعطيك فكرة عن مدى السرعة المذهلة التي حققها، كان الأمريكي مايكل جونسون ثاني أسرع عداء على الإطلاق في سباق الأربع مئة متر عام ألف وتسع مئة وتسعة وتسعين. كان وقته ثلاثًا وأربعين ثانية وثماني عشرة مليثانية، لذا في عالم السباق، يُعدّ هذا فارقًا كبيرًا.
عندما يركض هؤلاء الرجال، هل ينظرون إلى الخلف؟
سامي صابر: لا.
يوسف راضي: ينظرون إلى الأمام، أليس كذلك؟ إذا نظروا خلفهم، فقد ينحرفون إلى مسار آخر أو حتى يتعثرون ويسقطون. بدل ذلك، يستمرون في النظر إلى الأمام. وهذا ما يجب علينا فعله. يجب أن نبقي أعيننا على جائزة الحياة الأبدية في مملكة يهوه. من خلال إبقاء أعيننا على الجائزة، سنتحلى بالقوة ونتحمل الصعوبات.
بالطبع، هذا ليس سهلًا.
سامي صابر: ما من أمر جدير بأن نحصل عليه سهل على الإطلاق.
يوسف راضي: وعدنا يهوشوا بالسلام، وليس بالسهولة. وعد بأن يكون معنا دائمًا، ووعد بحياة أكثر وفرة، لكنه لم يعدنا أبدًا بمسيرة سهلة. وهذا أمر جيد. إذا كان معنا، فهذا يكفي.
ونحن نعمل على أن يكون كافيًا بتذكير أنفسنا بالحق.
- نذكّر أنفسنا: "لأَنَّ أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ، وَأَمَّا هِبَةُ ياه فَهِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ بِالْمَسِيحِ يَهوشوا رَبِّنَا." (رومية٦: ٢٣)
- نذكّر أنفسنا: "وَإِنَّمَا إِنْ كَانَ أَحَدُكُمْ تُعْوِزُهُ حِكْمَةٌ، فَلْيَطْلُبْ مِنَ ياه الَّذِي يُعْطِي الْجَمِيعَ بِسَخَاءٍ وَلاَ يُعَيِّرُ، فَسَيُعْطَى لَهُ." (يعقوب١: ٥)
- لا ننسى أن يهوه سيكون لَنَا مَلْجَأٌ وَقُوَّةٌ. عَوْنًا فِي الضِّيْقَاتِ وُجِدَ شَدِيدًا. (المزمور٤٦: ١)
- نتذكّر وعد ياه بأنه "لاَ يُهْمِلُكَ وَلاَ يَتْرُكُكَ". (التثنية٣١: ٦)
هكذا نحوّل تركيزنا نحو الحقائق الأبدية، ونبقي أعيننا على الجائزة، من خلال الاحتفاظ بهذه الحقائق في أذهاننا باستمرار.
سأختم بملاخي الثالث الآية السادسة عشرة. هذه آية غير معروفة تمنحنا لمحة مثيرة للاهتمام حول مدى أهمية تذكير أنفسنا بالحق.
سامي صابر:
"حِينَئِذٍ كَلَّمَ مُتَّقُو يهوه كُلُّ وَاحِدٍ قَرِيبَهُ، وَيهوه أَصْغَى وَسَمِعَ، وَكُتِبَ أَمَامَهُ سِفْرُ تَذْكَرَةٍ لِلَّذِينَ اتَّقُوا يهوه وَلِلْمُفَكِّرِينَ فِي اسْمِهِ."
يوسف راضي: إنها قيمة كلماتنا التي نحمد بها يهوه، وأهمية أن نتأمل ونتحدث عن الحقائق التي نعرفها لأن ذلك سيثبّت إيماننا، وبالتالي مهما حدث، يتعزز إيماننا، ونتمكن من العيش بالإيمان وليس بالعيان.
سامي صابر: هذا جميل. بالنسبة إلي، أشعر بقوة هائلة عندما أتذكر كيف باركني يهوه في الماضي. هذا يمنحني الثقة للمستقبل. إن الحفاظ على هذا الموقف من الامتنان يجعلني أركز على ياه.
في ما يلي: لماذا عاقب يهوه داود على أمر "حثّه" على تنفيذه؟ الجواب في حقيبة البريد اليومي. ابقوا معنا.
وقفة منتصف البرنامج
أنتم تستمعونَ إلى راديو "فرصةُ العالمِ الأخيرة"!
راديو "فرصةُ العالمِ الأخيرة": نُعلّم العقول ونُعدّ القلوب لعودة المسيح المفاجئة!
إعلان
"الاختطاف". وعد ثمين؟ أو تهديد مرعب؟
هذا يعتمد حقًا على الموعد الذي تؤمن بأن الاختطاف سيحدث فيه. رغم تحذيرات المسيح الكثيرة بأن عودته ستفاجئ حتى المؤمنين، تبحث الغالبية العظمى من المسيحيين اليوم عن "زمن الضيق" أو "الضيقة العظيمة" ليكونوا حذرين عندما تقترب عودته. يؤمن الكثيرون بأنهم سيُختطفون من العالم قبل زمن الضيق المتوقع في ما يسمى "الاختطاف قبل الضيقة". ويؤمن عدد قليل من المسيحيين بأنهم سيختبرون اختطاف منتصف الضيقة، بينما يؤمن آخرون بأنهم سيُختطفون في نهاية زمن الضيق.
مما لا شك فيه أن الكتاب المقدس يُعلّم عن الاختطاف ولكنه لا يذكر بوضوح "الضيقة العظيمة" كعلامة تحذيرية على أن عودة المسيح باتت وشيكة. إذن متى، وفي أي ظروف سيحدث الاختطاف؟ إنضموا إلى سامي ويوسف فيما يناقشان هذا الموضوع بالذات في الحلقة مئتين وثمانية وأربعين وعنوانها: "حقيقة الاختطاف".
بمجرد أن تفهموا متى سيحدث الاختطاف، لن تخافوا أبدًا من أن "تُتركوا في الخلف" مرة أخرى. ابحثوا عن "حقيقة الاختطاف" على موقعناwww.worldslastchance.com/arabic .
أكرر: الحلقة مئتان وثمانية وأربعون، "حقيقة الاختطاف". يمكنكم أيضًا الاستماع إلى الحلقات التي بُثّت سابقًا على اليوتيوب!
البريد اليومي
سامي صابر: سؤال اليوم يأتي من بلد فيه أدنى معدلات الطلاق في العالم.
يوسف راضي: دعني أخمّن، ليست دولة غربيّة!
سامي صابر: أصبت! هي دولة تضم أطول تمثال في العالم.
يوسف راضي: أطول تمثال؟؟ إما الولايات المتّحدة بسبب تمثال الحرية أو البرازيل بسبب تمثال المسيح المخلِّص. لكنك قلت إنها ليست دولة غربية؟
سامي صابر: صحيح. يبلغ ارتفاع تمثال الحرية ستة وأربعين مترًا أو مئة وواحد وخمسين قدمًا. مع القاعدة التي يقف عليها، يبلغ ثلاثة وتسعين مترًا أو ثلاث مئة وخمسة أقدام.
المسيح المخلّص في البرازيل يبلغ طوله ثلاثين مترًا أو ثمانية وتسعين قدمًا.
وهذا التمثال يرتفع إلى مئة واثنين وثمانين مترًا أو ست مئة قدم.
يوسف راضي: رائع؟ ما الإجابة؟
سامي صابر: يُسمى بتمثال الوَحدة. وهو يكرِّم رجلًا يُدعى سردار باتيل Sardar Patel. كان أحد زعماء الاستقلال في ولاية غوجارات الغربية في الهند.
يوسف راضي: أمر لا يصدق. أود رؤيته.
سامي صابر: رأيتُ صورًا له وهو رائع حقًا.
حسنًا. كتب Pranev، "سلام يا إخوتي باسم يهوشوا. كنت أنا وزوجتي ندرس حياة داود وقد أزعجنا أمر واحد. هل يمكنكم أن تشرحوا لنا سبب انزعاج يهوه من داود بسبب إحصائه لإسرائيل؟ هذا أمر يربكنا حقًا لأن الكتاب المقدس يقول إن يهوه نفسه "حرّض" داود على فعل ذلك. فلماذا كان غاضبًا جدًا من داود لفعله ما دفعه هو نفسه إلى فعله؟ "
يوسف راضي: يسعدني أن تتاح لي الفرصة للإجابة عن هذا السؤال! وسبب معرفتي بالإجابة هو أن الأمر كان يزعجني أنا كذلك. فقررت التعمق في دراسته. فلنكتشف أولاً ما إذا كان يهوه هو الذي حرّض داود على الخطيئة، لأنه إذا فعل ذلك، فهذه مشكلة.
فلنبدأ بقراءة المقطع الذي يتحدث عنه Pranev. إرجع إلى صموئيل الثاني، الرابع والعشرين واقرأ الآيتين الأولى والثانية.
سامي صابر: حسنًا.
"وَعَادَ فَحَمِيَ غَضَبُ يهوه عَلَى إِسْرَائِيلَ، فَأَهَاجَ عَلَيْهِمْ دَاوُدَ قَائِلاً: «امْضِ وَأَحْصِ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا». فَقَالَ الْمَلِكُ لِيُوآبَ رَئِيسِ الْجَيْشِ الَّذِي عِنْدَهُ: «طُفْ فِي جَمِيعِ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ مِنْ دَانَ إِلَى بِئْرِ سَبْعٍ وَعُدُّوا الشَّعْبَ، فَأَعْلَمَ عَدَدَ الشَّعْبِ".
يوسف راضي: يبدو هذا وكأن يهوه أثّر على داود ليفعل ما عاقبه عليه لاحقًا. وهذا، بالطبع، لن يكون عادلاً إذا كان هذا صحيحًا. لذا علينا البحث بشكل أعمق لمعرفة ما حدث. انتقل إلى أخبار الأيام الأول، الواحد والعشرين، الآيتين الأولى والثانية. هذا سرد موازٍ لما قرأتَه للتو في صموئيل الثاني.
تفضل.
سامي صابر: "وَوَقَفَ الشَّيْطَانُ ضِدَّ إِسْرَائِيلَ، وَأَغْوَى دَاوُدَ لِيُحْصِيَ إِسْرَائِيلَ. فَقَالَ دَاوُدُ لِيُوآبَ وَلِرُؤَسَاءِ الشَّعْبِ: «اذْهَبُوا عِدُّوا إِسْرَائِيلَ مِنْ بِئْرِ سَبْعٍ إِلَى دَانَ، وَأْتُوا إِلَيَّ فَأَعْلَمَ عَدَدَهُمْ".
يوسف راضي: هذا منظور مختلف تمامًا. لكن، أحد التفسيرات هو القول إن يهوه، في علمه المسبق، سيسمح للشيطان بالتصرف بطرق تؤدي في النهاية إلى اختيار المؤمنين. مثلًا، في كورِنثوسَ الثّانية ، الثاني عشر، يقول بولس إنه أُعطي "شوكة في الجسد"، "ملاك من الشيطان" لتعذيبه. والتفسير الوحيد هو: سمح ياه للشيطان بتجربة داود، وبالتالي كشف ما كان في قلب داود.
سامي صابر: أتوافق على هذا التفسير؟
يوسف راضي: حسنًا… يمكن تطبيق هذا التفسير أحيانًا، ولكن في ما يتعلق بهذا المقطع تحديدًا، برأيي يجوز التفسير المختلف. ويجب ذلك. "الشوكة في الجسد" أثّرت على بولس فقط. وأدت خطيئة داود إلى موت الكثير من الإسرائيليين، لذلك برأيي علينا البحث عن تفسير آخر.
فلنقرأ صموئيل الثاني، الرابع والعشرين الآية الأولى في بعض الإصدارات الأخرى. هلا تبحث عنها على شاشتك؟ أعني الترجمات الأخرى؟
سامي صابر: بالتأكيد. اء…لا، … لا. التفسيران الأولان مماثلان: "وَعَادَ فَحَمِيَ غَضَبُ يهوه عَلَى إِسْرَائِيلَ، فَأَهَاجَ عَلَيْهِمْ دَاوُدَ"…
فلنحاول … حسنًا. هذا يقول: "وعاد حمي غضب يهوه على إسرائيل، فدفع داود ضدهم."
يوسف راضي: ممتاز. أي تفسيرات أخرى؟
سامي صابر: إنه مختلف. يقول "وعاد حمي غضب يهوه على إسرائيل، فدفع الغضبُ داود ضدهم."
يوسف راضي: تقول بعض الترجمات "هو" أي يهوه بينما هذا يقول "هو" أي الغضب. بمعنى آخر، كان "غضب يهوه" هو الذي حرّض داود على إسرائيل.
سببُ هذه الاختلافات في الترجمة هو أنه، في الأصل العبري، الفعل "حرّض" لا يُخصَّص له فاعل. لذا الأمر متروك للقارئ ليقرر من أو ما الذي حرّض داود.
سامي صابر: هذا مثير للاهتمام. ما الترجمة الحرفية؟
يوسف راضي: يمكنك القول "ثمة من حرّض داود ضدّهم."
سامي صابر: وهذا يبدو غريبًا.
يوسف راضي: أو يمكنك القول، "لأن أحدهم حرّض داود ضدّهم." مرة أخرى، الأمر غير واضح. يَفترض بعض المترجمين، كما رأينا، أنه يهوه أو غضبه. لكن هذا مجرد افتراض. كان من الممكن أن يكون خَيال داود الشرير. فهو كان إنسانًا. أو خوفه، خوفه من عدو أقوى منه.
سامي صابر: ربما كان الشيطان، كما ورد في المثال الموازي في أخبار الأيام الأوّل.
يوسف راضي: بالتأكيد! أخبار الأيام الأول تقول "وَوَقَفَ الشَّيْطَانُ ضِدَّ إِسْرَائِيلَ، وَأَغْوَى دَاوُدَ". كلمة "الشيطان" تعني ببساطة "الخصم". ربما قدّم أحد مستشاري داود نصيحة سيئة اليه. الحقيقة هي أننا ببساطة لا نعرف ذلك. مع العلم أن اللغة العبرية الأصلية لا تقول في الواقع إنه يهوه وكان ذلك افتراضًا من المترجمين، أنا أميل إلى الاعتقاد بأنه لم يكن يهوه.
سامي صابر: هذا يستبعد الظلم.
يوسف راضي: لا أؤمن بأن الأدلة تدعم أنه كان يهوه لأنه في الآيات التالية، يحاول يهوه ثني داود عن اتباع هذا المسار من خلال تقديم المشورة السليمة له. اقرأ صموئيل الثاني، الرابع والعشرين الآيتين الثالثة والرابعة.
سامي صابر: "فَقَالَ يُوآبُ لِلْمَلِكِ: «لِيَزِدِ يهوه إِلهُكَ الشَّعْبَ أَمْثَالَهُمْ مِئَةَ ضِعْفٍ، وَعَيْنَا سَيِّدِي الْمَلِكِ نَاظِرَتَانِ. وَلكِنْ لِمَاذَا يُسَرُّ سَيِّدِي الْمَلِكُ بِهذَا الأَمْرِ؟» فَاشْتَدَّ كَلاَمُ الْمَلِكِ عَلَى يُوآبَ وَعَلَى رُؤَسَاءِ الْجَيْشِ، فَخَرَجَ يُوآبُ وَرُؤَسَاءُ الْجَيْشِ مِنْ عِنْدِ الْمَلِكِ لِيَعُدُّوا الْشَعْبَ، أَيْ إِسْرَائِيلَ."
يوسف راضي: أحيانًا، يتحدث يهوه من خلال البشر، في محاولة للتأثير على مسار عمل أفضل، وبرأيي هذا ما يحدث هنا.
سامي صابر: أريد أن أرى ما ورد في أخبار الأيام الأوّل. (قارئًآ) آآآآه…
تقول الأمر عينه تقريبًا.
"فَقَالَ يُوآبُ: «لِيَزِدِ يهوه عَلَى شَعْبِهِ أَمْثَالَهُمْ مِئَةَ ضِعْفٍ. أَلَيْسُوا جَمِيعًا يَا سَيِّدِي الْمَلِكَ عَبِيدًا لِسَيِّدِي؟ لِمَاذَا يَطْلُبُ هذَا سَيِّدِي؟ لِمَاذَا يَكُونُ سَبَبَ إِثْمٍ لإِسْرَائِيلَ؟» فَاشْتَدَّ كَلاَمُ الْمَلِكِ عَلَى يُوآبَ. فَخَرَجَ يُوآبُ وَطَافَ فِي كُلِّ إِسْرَائِيلَ ثُمَّ جَاءَ إِلَى أُورُشَلِيمَ."
يوسف راضي: هذا أكثر وضوحًا. يقول يوآب لداود إنه إذا فعل ذلك، فسيسبب الذنب لإسرائيل. هذا سبب آخر يجعلني أؤمن بأن الترجمات التي تقول إن يهوه هو الذي حرّض داود غير صحيحة. ياه لا يجرّب.
سامي صابر: نقطة سديدة حقًا. يعقوب الأول الآية الثالثة عشرة تقول: "لاَ يَقُلْ أَحَدٌ إِذَا جُرِّبَ: «إِنِّي أُجَرَّبُ مِنْ قِبَلِ يهوه»، لأَنَّ يهوه غَيْرُ مُجَرَّبٍ بِالشُّرُورِ، وَهُوَ لاَ يُجَرِّبُ أَحَدًا."
يوسف راضي: آية ممتازة. لم أفكر في ذلك، لكنك محق. هذا يقودنا إلى الجزء الآخر من السؤال وهو سبب غضب يهوه مما فعله داود. لماذا كان فِعله خطيئة؟
سامي صابر: لأن الحكومات اليوم تجري الإحصاءات طوال الوقت. هل هذا خطيئة؟
يوسف راضي: الفرق هو أنه في إسرائيل، كان لديك الحق في عدّ أو "إحصاء" ما يخصّك. وكانت إسرائيل ليهوه وليس لداود.
سامي صابر: أووووه!
يوسف راضي: كان الإحصاء ينفَّذ قبل خوض الحرب. لمعرفة عدد الرجال المقاتلين. لم يكن داود يريد شنّ الحرب. علاوة على ذلك، كان هذا سببًا – ذريعة – لداود لفرض ضرائب على الشعب. انتقل إلى الخروج الثلاثين واقرأ الآيتين الحادية عشرة والثانية عشرة.
سامي(مقلبًا الصفحات): "وَكَلَّمَ يهوه مُوسَى قَائِلاً: «إِذَا أَخَذْتَ كَمِّيَّةَ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِحَسَبِ الْمَعْدُودِينَ مِنْهُمْ، يُعْطُونَ كُلُّ وَاحِدٍ فِدْيَةَ نَفْسِهِ ليهوه عِنْدَمَا تَعُدُّهُمْ، لِئَلاَّ يَصِيرَ فِيهِمْ وَبَأٌ عِنْدَمَا تَعُدُّهُمْ."
يوسف راضي: كان من حق يهوه أن يطلب إجراء إحصاء السكان. ومن الروايات الواردة في صموئيل الثاني وأخبار الأيام الأول، لا أعرف ما إذا كان داود قد طلب من إسرائيل دفع الضرائب أو لا. أظنه فعل ذلك على الأرجح، لكن هذا مجرد تخمين. في كلتا الحالتين، كان من الخطأ أن يفعل داود ذلك ولهذا شعر بالذنب. ولهذا احتج الجنرال يوآب وحذّره من خطأ.
اقرأ صموئيل الثاني الرابع والعشرين الآية العاشرة.
سامي صابر: "وَضَرَبَ دَاوُدَ قَلْبُهُ بَعْدَمَا عَدَّ الشَّعْبَ. فَقَالَ دَاوُدُ لِيهوه: «لَقَدْ أَخْطَأْتُ جِدًّا فِي مَا فَعَلْتُ، وَالآنَ يَا يهوه أَزِلْ إِثْمَ عَبْدِكَ لأَنِّي انْحَمَقْتُ جِدًّا»."
يوسف راضي: كان هذا قبل أن يرسل يهوه نبيًا إلى داود ليحذره. فداود كان يَعلم أنه كان من الخطأ إحصاء إسرائيل لكنه فعل ذلك. ولهذا شعر بالذنب. كانت إسرائيل ملكًا لياه، وليس لداود. لذلك كان من الوقاحة أن يفعل داود ذلك.
سامي صابر: أصبح الأمر منطقيا أكثر. لطالما تساءلت عن ذلك أيضًا. شكرًا، Pranev، على سؤالك الرائع!
لدينا وقت لسؤال واحد آخر، شرط أن تكون إجابتك موجزة.
يوسف راضي: حسنا. اسألني سؤالًا موجزًا.
سامي صابر: كليف Cliff من باري Barrie في أونتاريو، كندا لديه سؤال حول البث المباشر. يقول: "كنت أستمع إلى بثكم على اليوتيوب ولكنني أود معرفة ما إذا كان بإمكاني الاستماع إلى الراديو على الموجات القصيرة. أين أجد أوقات البث؟ "
يوسف راضي: على صفحتنا الرئيسة على www.worldslastchance.com/arabic ، قم بالتمرير لأسفل، وسترى قسمًا بعنوان " WLC Shortwave Radio Broadcast." في هذا القسم سترى بعض الارتباطات التشعبية. أحدها هو WLC Radio Schedule أو "جدول راديو فرصة العالم الأخيرة ". انقر فوقه لمعرفة جدول المواعيد حسب اللغة.
يجب أن أضيف أننا لم نبدأ البث بجميع اللغات بعد. لا تزال بعض الحلقات الإذاعية الخاصة باللغات متاحة على موقعنا على الويب وعلى اليوتيوب فحسب. نبث حاليًا باللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإسبانية والبرتغالية. لكن، تحقّق مجددًا. إذ نأمل أن نتمكن من بث اللغات الأخرى على الهواء قريبًا.
حتى ذلك الحين، لا يزال بإمكانك الاستماع إليها على اليوتيوب وفرصة العالم الأخيرة.
هل كانت الإجابة موجزة كفاية؟
سامي(ضاحكًا): أجل. أحسنت.
سأضيف شيئًا واحدًا وهو، عندما تشارك الناس حول راديو فرصة العالم الأخيرة، تذكّر أن أناسًا كثيرين ثنائيو اللغة أو متعددو اللغات. أو ربما تستمع إلينا بلغة واحدة. لكن، قد يشعر شخص آخر براحة أكبر إذا كانت لغته الأم مختلفة. لذا، تحقق من قائمة اللغات المتوفرة. على موقعنا، في أعلى الصفحة الرئيسة، رمز راديو فرصة العالم الأخيرة WLC. انقر فوقه لتظهر قائمة باللغات المختلفة التي نبث فيها. قد تفضل الاستماع إليها باللغة العربية ولكن، يمكن أن يعتبر صديق أو قريب أنه من الأسهل الاستماع إليها باللغة الإنكليزية أو الإسبانية أو … لا أعرف. الماندرين.. أياً يكن. أعني، خيارات كثيرة متاحة.
حسنًا! التالي ناديا يعقوب في وعد جميل آخر من الكتاب المقدس. ابقوا معنا.
إعلان
"سمة الوحش". واحدة من أكثر النبوءات رعباً وإثارة للخوف في الكتاب المقدس.
تمّ التكهن بأن سمة الوحش ستكون بطاقة هوية وطنية، أو رمزًا شريطيًا موشومًا على المعصم أو الجبهة، أو شريحة إلكترونية مثبتة تحت الجلد. ومع تقدم التكنولوجيا، تقدمت النظريات والتكهنات المتعلقة بهذا التحذير.
لكنّ الحقيقة المذهلة هي أن هذه النبوءة – على عكس الرأي السائد – لا تصف حدثاً سيقع في نهاية العالم. بل هي ترتبط بتدمير أورُشليم منذ ما يقارب الألفي عام!
لا داعي للخوف من الوحش أو سمة الوحش. بل يجب أن ينصبّ كل انتباهنا على الاستسلام الكامل والعيش في يقظة دائمة لأن يهوشوا حذّر من أن مجيئه سيفاجئ حتى المؤمنين.
لمعرفة المزيد، زورواwww.worldslastchance.com/arabic . وابحثوا عن مقال بعنوان "تم الكشف عن سمة الوحش". أكرر "تم الكشف عن سمة الوحش". اقرأوه اليوم على: www.worldslastchance.com/arabic
وعد اليوم
مرحباً! هنا راديو فرصة العالم الأخيرة، معكم ناديا يعقوب في وعد اليوم من كلمة ياه
خلال تذكره لصديق راحل من أصدقائه، وصفه عازف الروك البريطاني رود ستيوارت Rod Stewart بأنه "ألطف شخص عرفته في حياتي". بالنسبة إليّ، اللطف هو أجمل سمة شخصيّة. وتروقني آيات الكتاب المقدس التي تصف لطف يهوه. فاللطف يجذب القلوب أكثر من أيّ أمر آخر.
عندما كانت ليسا شيرلي شيفيلد Lesa Shirley-Sheffield في التاسعة عشرة من عمرها فقط، كانت تعمل كمصففة شعر. ذات يوم، دخلت إحدى السيدات الصالون. من الواضح أنها كانت منهكة وتحت ضغوط هائلة. عندما سألتْها ليسا عما إذا كان بإمكانها مساعدتها، أوضحت المرأة أن أختها مريضة للغاية وتريد قصّ شعرها. لكن، لم يستقبلها أي صالون لأن المرأة كانت على كرسي متحرك. كادت تبكي وهي توضح لها أنها غسلت لها شعر؛ وكل ما تحتاج إليه هو قصّه.
طمأنت ليسا المرأة قائلة: "تسعدني مساعدتك". كانت المرأة ممتنة لها للغاية، وشكرت ليسا مرارًا فيما كانت تخرج إلى السيارة لإحضار أختها. في تلك الأثناء، ذهبت ليسا إلى كرسيها الهيدروليكي ودفعته بعيدًا لتوفّر مكانًا واسعًا للكرسي المتحرك، حتى تتمكن المرأة من البقاء جالسة على كرسيها ولا تضطر إلى مغادرتها.
عندما عادت المرأتان، كافحت ليسا لإخفاء صدمتها. لم يسبق لها أن واجهَت في حياتها شخصًا كان على وشك الموت مثل أخت المرأة. فتمالكت نفسها، وتقدمت مبتسمة. وخلال استرجاعها لتلك اللحظة، تستشهد قائلة: "وكأنني منحتهما مليون دولار لمجرد أنني نقلت الكرسي لتسهيل الأمور عليهما." وبينما كانت ليسا تصفف شعر الأخت، تبادلت النسوة الأحاديث والضحك. كان لقاءً لم تنسه ليسا أبدًا. لكنّ الأمر لم ينته عند هذا الحد. إذ عند مغادرتهما، طلبت المرأة السليمة معلومات عن ليسا. فأعطتها الأخيرة بطاقتها الشخصية.
بعد أسبوعين، تلقت ليسا مكالمة من دار للجنازات تسأل عما إذا كانت ستذهب وتصفف شعر امرأة ماتت. فصعقت ليسا للخبر. إذ لم يسبق لها أن تلقّت مثل هذا الطلب قبلًا ولم تعرف اسم المرأة المتوفية.
"هل أنت متأكد من أنني الشخص المطلوب؟" سألت. فأكد لها المسؤول في دار الجنازات قائلًا إن لديه بطاقتها الشخصية ومغلفًا لها. لكن رغم حيرتها، رتّبت ليسا موعدًا لزيارتهم. عندما وصلت، تعرّفت إلى وجه المرأة المريضة التي قصّت لها شعرها قبل أسبوعين فقط والتي خذلها عدد من مصففي الشعر. كانت باقةٌ من الزهور موضوعةً بجانب مغلف عليه اسم ليسا.
بعد تصفيف شعر المرأة بعناية، فتحت ليسا المغلف. كان يحتوي على ورقتين من فئة المئة دولار ورسالة. تقول الرسالة:
عزيزتي ليسا،
ربما لن نلتقي مجددًا في هذه الحياة، لكنني أردت أن تعرفي معنى لطفك بالنسبة إلي وإلى أختي. لم يقبل أحد استقبالنا في ذلك اليوم وعاملونا بوقاحة. إن مشاهدة شخص يموت أمر صعب بما فيه الكفاية ولكنّ الشعور بأن أحدًا لا يهتم عندما نُحتضر أمر فظيع. أختي عملت بتصفيف الشعر لسنوات، وكانت إحدى أمنياتها الأخيرة أن تقص شعرها قبل وفاتها. ليس الأمر مهمًا لبعضهم، لكنها كانت رغبتها وتوسلت الكثيرين لقصّه. معاملتك اللطيفة في ذلك اليوم أثّرت في أختي، وقالت لي عندما غادرنا، "طلبي أن تصفّف ليسا شعري عندما أموت، وأنا أَعلم أنها ستفعل ذلك لأنها اللطف بحد ذاته".
لم تتمكن ليسا من حبس دموعها أكثر. فذاك الأمر البسيط الذي عنى الكثير للراحلة حطّم قلبها. حاولت إعادة المال لكنّ مسؤول دار الجنازات رفض، قائلًا إن أخت المتوفية كانت مصرة على أن تستلمها ليسا.
ما لم تكن المرأة تعرفه، فيما يهوه كان يعرفه، هو أن سيارة ليسا كانت معطلة. والتكلفة الإجمالية لإصلاحها؟ مئتا دولار.
سفر الجامعة الحادي عشر الآية الأولى تقول: "اِرْمِ خُبْزَكَ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ فَإِنَّكَ تَجِدُهُ بَعْدَ أَيَّامٍ كَثِيرَةٍ."
لقد مُنحنا وعوداً عظيمة وثمينة. إبدأوا بالمطالبة بها!
الجزء الرابع
يوسف راضي: كما تَعلّمنا مؤخرًا في فرصة العالم الأخيرة WLC، لن يكون لعودة المسيح علامات تحذير واضحة. فيهوشوا حذّر مرارًا من أن عودته ستكون غير متوقعة وستفاجئ المؤمنين حتى. لذا، سيتحقق المجيء الثاني عندما تبدو الحياة "عادية كالمعتاد".
لهذا من المهم أن يتعلّم المؤمنون العيش بالإيمان وليس بالعِيان. ذات يوم، سيعود المسيح. لكنّ ذاك الصباح عندما تستيقظ وتتناول الفطور لن يكون مختلفًا عن أي يوم آخر سبقه. لذا ضروري أن نُذكّر أنفسنا بما هو صحيح، ونركّز انتباهنا على المستقبل، وعلى ما نعرفه وليس ما نراه. ثم، سواء أعاد غدًا أو بعد موتنا، سنكون مستعدين للقائه بسلام.
سامي صابر: ومن الواضح بالنسبة إلى كلٍّ منا، أن عودته وشيكة جدًا.
يوسف راضي: صحيح.
سامي صابر: شكرًا على انضمامكم إلينا اليوم. إذا أعجبتكم حلقة اليوم وترغبون في مشاركتها مع الأصدقاء أو العائلة، فيمكنكم العثور عليها على موقعنا www.worldslastchance.com/arabic أو على اليوتيوب. ابحثوا عن الحلقة مئتين وخمسين، "بِالإِيمَانِ نَسْلُكُ لاَ بِالْعِيَانِ". أكرر "بِالإِيمَانِ نَسْلُكُ لاَ بِالْعِيَانِ"، الحلقة مئتان وخمسون .
إذا كنتم تستمعون إلينا على اليوتيوب، فأخبرونا عن رأيكم في التعليقات. وإذا استمتعتم بحلقتنا، فعبّروا عن إعجابكم لمساعدة الآخرين في العثور على قناتنا. انقروا زر التنبيه لتلقي إشعارات عند تحميل حلقات جديدة.
نأمل أن تتمكّنوا من الاستماع إلينا غداً من جديد، وحتى ذلك الحين، تذكروا: يهوه يحبّكم وهو جدير بثقتكم!
تسجيل الخروج
كنتم تستمعون إلى راديو فرصة العالم الأخيرة.
هذه الحلقة والحلقات السابقة من راديو فرصة العالم الأخيرة متاحة للتنزيل على موقعنا. إنها رائعة للمشاركة مع الأصدقاء ولاستخدامها في دراسات الكتاب المقدس! كما أنها مصدر ممتاز لأولئك الذين يعبدون يهوه بمفردهم في المنزل. للاستماع إلى الحلقات التي بُثّت سابقًا، زوروا موقعنا WorldsLastChance.com/arabic وانقروا على رمز راديو فرصة العالم الأخيرة المعروض على صفحتنا الرئيسية.
في تعاليمه وأمثاله، لم يقدّم المخلّص أي "علامات للأزمنة" يجب الانتباه إليها. بدل ذلك، فحوى رسالته كان… اليقظة المستمرة. إنضموا إلينا مرة أخرى غدًا للحصول على رسالة أخرى مليئة بالحق بينما نستكشف مواضيع مختلفة تركّز على عودة المخلّص وكيفية العيش في استعداد دائم للترحيب به بحرارة عندما يأتي.
راديو فرصة العالم الأخيرة: نُعلّم العقول ونُعدّ القلوب لعودة المسيح المفاجئة.
Comments