الحلقة 61حقيقة التقويم
مقدمة: منى حداد
هنا دبليو بي سي كيو، نقدّم لكم راديو "فرصةُ العالمِ الأخيرة" Worldslastchance.com من مونتايسلو في ماين في الولايات المتحدة الأميركية.
جرائمُ عنف! اضطرابٌ سياسيّ! عدمُ استقرارٍ مالي! كلُّ شيءٍ يشيرُ إلى أن أزمةً لا مثيلَ لها على وشكِ الحدوث.
استَمعوا إلى راديو "فرصةُ العالمِ الأخيرة" لتعرفوا كيف يمكنُكم أن تَستعِدُّوا روحيًا لما سيأتي.
راديو "فرصةُ العالمِ الأخيرة"، نُحضِّرُ الناسَ لرجوع المخلص الوشيك!
* * *الجزء الأول: (إبراهيم ويوسف)
إبراهيم نادر: : مرحباً! أهلاً بكم في راديو فرصة العالم الأخيرة WLC. أنا مضيفكم إبراهيم نادر.
يوسف راضي: وأنا يوسف راضي. شكراً لأنكم جعلتمونا جزءاً من يومكم.
إبراهيم نادر: كما تعلمون، إن سبق أن استمعتم إلينا، نحن في فرصة العالم الأخيرة World’s Last Chance، نفضل استخدام الاسم الشخصي للخالق، أي يهوه أو ياه. واسم ابنه هو يهوشوا وكما تلاحظون الإسمان متشابهان.
يوسف؟
يوسف راضي: شكراً إبراهيم. اليوم سنناقش افتراضاً زائفاً وهو مشترك لدى الكثير من المسيحيين.
إبراهيم نادر: الافتراضات! ليست أسساً جيدة ليشيَّد عليها نظام معتقدات قوي ولا يدحض.
إذاً ما هو؟
يوسف راضي: معظم المسيحيين يمارسون العبادة يوم الأحد. والسبب في ذلك يعود إلى الاعتقاد بأن المخلص قام من الموت يوم الأحد، أول أيام الأسبوع. أما اليهود والبروتستانت الذين يمارسون العبادة يوم السبت، فيفعلون ذلك لأنه سابع يوم من أيام الأسبوع. ويسند كلا الفريقين اعتقادهما وبالتالي ممارساتهما إلى افتراض.
والافتراض هو أن الأسبوع الحديث مماثل للأسبوع الكتابي. لذلك، أقتبس "الاستنتاج المنطقي" نهاية الاقتباس هو أن السبت الغريغوري هو السبت الكتابي والأحد هو اليوم الذي قام فيه يسوع من الموت.
إبراهيم نادر: أجل، إنه افتراض شائع. وإن حاولت أن تقول لهم لا، يهوشوا لم يقم في الواقع من الموت يوم الأحد. لا، والسبت الغريغوري ليس في الواقع يوم السبت الكتابي، فسيستبعدونك. إذ إن فهمهم، ونموذجهم مختلف تمامًا عما تحاول مشاركته، الى حد أنهم يعجزون عن محاولة استيعاب ما قلته كونه يختلف عما لطالما عرفوه.
يوسف راضي: حتى إن بعضهم أحياناً قد يغضب. فقد صادفت رد فعل مماثل في أحيان كثيرة.
إبراهيم نادر: إنه استجابة للخوف. فلا أحد يحب أن تُتحدى معتقداته. لكن هذا موضوع هام: هام جداً لذلك لا يمكنك استبعاده بهذه البساطة من دون دراسته بعمق.
يوسف راضي: ما يحدث غالباً هو أنه عندما تشارك أحدهم أن الأحد ليس يوم قيامة المسيح
وأن قولك يمكن أن يبرهَن…
إبراهيم نادر: وبالتالي يضمحل سبب قصد الكنيسة يوم الأحد
يوسف راضي: وأن السبت الغريغوري ليس السبت الكتابي___
إبراهيم نادر: وبالتالي يضمحل سبب العبادة يوم السبت.
يوسف راضي: ما يحدث هو أن الأشخاص يبدأون البحث في هذا الموضوع ويصلون إلى عام ألف وخمس مئة واثنين وثمانين، ويرفضون الموضوع ويعلنون بكل فخر: "أنت على خطأ!".
أتعرف عام ألف وخمس مئة واثنين وثمانين، قدمت الكنيسة الكاثوليكية الرومانية التقويم الغريغوري. هذا هو التقويم الذي أصبح الآن التقويم المدني الفعلي للعالم. ويُستخدم في جميع أنحاء العالم في المعاهدات الدولية، والوثائق الحكومية والحياة اليومية وإلى آخره.
فالتقويم الذي كان يُستخدم قبل التقويم الغريغوري، على الأقل في البلدان المسيحية، كان التقويم اليولياني. وعندما تم الانتقال من التقويم اليولياني إلى التقويم الغريغوري، تمت إزالة تواريخ توازي أسبوعاً ونصف الأسبوع من التقويم.
إبراهيم نادر: لكن، ليس أيام الأسبوع.
يوسف راضي: لا، لم يؤثر ذلك في أيام الأسبوع. ولكن يوم الخميس الرابع من أكتوبرتشرين الأول تَبِعه يوم الجمعة الخامس عشر من أكتوبرتشرين الأول. هذه هي النقطة التي يتوقف عندها الأشخاص عن الدراسة.
إبراهيم نادر: كلنا سمعنا المثل الرائج الذي يقول إن أولئك الذين ينسون التاريخ محكوم عليهم بتكرار أخطاء التاريخ. أنت تقول إن أولئك الذين لم يتعلموا حقائق تاريخ التقويم، قاموا بإنشاء نظام الإيمان الكامل الخاص بهم على أساس خاطئ: الافتراض أن الأسابيع تدور بشكل مستمر ودون انقطاع منذ التكوين.
يوسف راضي: هذا بالضبط ما أقوله. إنها الحقيقة التي تقول: لم تُفقد أيام من الأسبوع عندما انتقل التقويم اليولياني إلى الغريغوري. ولكن هذا ليس دليلاً قاطعاً على أن يوم الأحد هو يوم قيامة المسيح، أو أن السبت الغريغوري هو السبت الكتابي. عليك أن تذهب إلى أبعد من ذلك بكثير للكشف عن الحق ولكن عندما تفعل ذلك، ستُصدم.
إبراهيم نادر: إن كان عليك تحديد مجال واحد يحدث فيه أكبر قدر من سوء الفهم، فماذا سيكون؟
يوسف راضي: حسناً… أود أن أقول الدورة الأسبوعية. بما أن الوقت متواصل، يفترض الناس أن الطريقة التي نقيس بها الزمن هي أيضًا متواصلة. وقد أدى هذا إلى الافتراض، الذي يتناول على نطاق واسع بين المسيحيين، أن الأسبوع ذا السبعة أيام الذي نعرفه اليوم قد استمر، من دون انقطاع منذ التكوين.
هذا ببساطة ليس الحال ويمكنني إثبات ذلك.
لكن دعونا لا نبدأ من هذه النقطة. فلنعد إلى روما. أعطتنا روما البابوية التقويم الغريغوري، ولكن روما الوثنية أعطتنا التقويم اليولياني.
فقد كان تقويم الجمهورية الرومانية يعتمد على المراحل القمرية، تماماً كتقويم التكوين.
إبراهيم نادر: سمعتُ أنه إن عدتَ في الزمن الى الوراء بما يكفي، فستجد أن التقاويم القديمة كلها تستخدم القمر لتعقب الوقت.
يوسف راضي: إنه التقويم الذي نشأ قبل الطوفان مع نوح وأبنائه.
في التقويم الغريغوري، علينا إقحام سنة كبيسة كل أربع سنوات في التاسع والعشرين من شباطفبراير. ولكن في التقويم القمري-الشمسي، الذي كانت فيه الأشهر قمرية والسنوات شمسية، كان عليهم إضافة شهر إضافي كل بضعة أعوام.
في روما، كان الكهنة الوثنيون، الذين يطلق عليهم اسم الباباوات أو الأحبار، مسؤولين عن الإضافة عند الحاجة. ويمكن لهؤلاء الباباوات أن يتمتعوا بمناصب سياسية. لذلك، يتبين لك كيف يمكنهم استغلال الوضع. فمن الممكن أن تؤدي إضافة شهر إضافي إلى إبقاء السياسيين المفضلين في المنصب لفترة أطول، في حين أن عدم إضافة الشهر قد يؤدي إلى اختصار فترة عهد الخصوم السياسيين.
إبراهيم نادر: سمعت أن السبب الذي استند إليه يوليوس قيصر لإنشاء "تقويمه اليولياني" يعود إلى عدم توافق الأشهر مع الفصول.
يوسف راضي: لم تكن تتوافق أبداً. ولإضافة شهر واحد، كان يجب أن يكون "بونتيفيكس ماكسيموس" في روما. وكان يوليوس قيصر بونتيفيكس ماكسيموس، لكنه كان منشغلاً مع كليوباترا ويخوض كل حروبه، لذا أصبح التقويم محرفاً.
إبراهيم نادر: وكيف قام بإصلاح التقويم؟
يوسف راضي: طبعتُ اقتباساً من موسوعة بريتانيكا أو Encyclopedia Britannica يشرح فيه كيف تم ذلك. اقرأه.
إبراهيم نادر: "في منتصف القرن الأول قبل الميلاد، طلب يوليوس قيصر من سوسيغنيس Sosigenes، الفلكي الإسكندري، أن ينصحه فيما خص إصلاح التقويم، وقرر سوسيغنيس أن الخطوة العملية الوحيدة هي التخلي عن التقويم القمري كلياً. فوجب ترتيب الأشهر على أساس موسمي واستخدام سنة استوائية (شمسية)، كما هو الحال في التقويم المصري…"
يوسف راضي: لاحِظ أن ابتكار سوسيغنيس Sosigenes الكبير كان التخلي عن الاحتساب القمري للتقويم. وهذا التغيير هو الذي أدى إلى الافتراض الحديث الذي يقول إن الأسبوع كما نعرفه اليوم، وصل إلينا من دون أي تغيير من التكوين.
تابع القراءة.
إبراهيم نادر: "كانت الصعوبة الكبيرة التي يواجهها أي مصلح [للتقويم] هي غياب أي طريقة لإحداث تغيير سيسمح للأشهر بالتوافق مع مراحل القمر، وللسنة بالتوافق مع الفصول. كان من الضروري تنفيذ خرق أساسي مع الحساب التقليدي لوضع تقويم موسمي فعال".
يوسف راضي: تطلّب التقويم الجديد ليتوافق مع المواسم المطلوبة إضافة تسعين يومًا إلى السنة. وقد تم ذلك عام خمسة وأربعين قبل الميلاد، وخُلقت سنة تحوي أربع مئة وخمسة وأربعين يوماً.
إبراهيم نادر: واو! أي ثلاثة أشهر إضافية! لقد ابتعدت كثيراً عن الواقع، أليس كذلك؟ لم أعِ كم ابتعدت الأشهر عن الفصول.
يوسف راضي: فعلَت ذلك حقاً.
الآن، ما يجب أن تفهمه حول التقويم اليولياني الأول، هو أن الأسبوع اليولياني الذي وضع عام خمسة وأربعين قبل الميلاد، لم يكن يشبه الأسبوع اليولياني عندما قام البابا غريغوريوس الثالث عشر بتعديله. هذا هو الافتراض الأول الذي قام به اليهود والمسيحيون، بغض النظر عن اليوم الذي يعبدون فيه.
إبراهيم نادر: إذاً، بعبارة أخرى، لم يكن يشبه أسبوعنا الحالي.
يوسف راضي: لا لم يكن يشبهه.
إبراهيم نادر: ما الفرق بينهما؟
يوسف راضي: طول الأسبوع. فالتقويم اليولياني، مثل تقويم الجمهورية السابق له، كان يحوي دورة من ثمانية أيام.
إبراهيم نادر: كان الأسبوع يتألف من ثمانية أيام. هل أنت جاد؟
يوسف راضي: أجل. كان التقويم اليولياني الأول يتضمن "أسبوع سوق" من ثمانية أيام.
إفياتار زيروبافيل Eviatar Zerubavel، هو عالم وضع كتاباً عن تاريخ الأسبوع.
في كتابه: "دائرة الأيام السبعة: تاريخ الأسبوع ومعناه"، فسر كيف هو الأمر. وقال، أقتبس:"
يُعرف الأسبوع الروماني الذي يحوي ثمانية أيام باسم "التمرين الداخلي" أو "الفترة بين أحداث اليوم التاسع". (يجب فهم هذا المصطلح في سياق ممارسة الرياضيات الرومانية القديمة للعد الشامل، حيث يتم أيضًا اعتبار اليوم الأول من الدورة هو اليوم الأخير من الدورة السابقة). "قضية اليوم التاسع" التي كان يتمحور حولها الأسبوع كانت ما يُعرف بالنوندينا nundinæ، وهو يوم السوق الدوري الذي كان يعقد بانتظام كل ثمانية أيام.
إبراهيم نادر: هذا غريب. أعني، سمعتُ عن اختلاف مدة الأسابيع. إذ كانت هناك مجتمعات في الأمريكتين تتمتع بأسابيع من أربعة أو خمسة أيام. لكن، لم أكن أعلم أن التقويم اليولياني لا يحوي أسبوعاً من سبعة أيام.
إذاً، كيف كانت الأسابيع؟ فاليوم، لدينا الأحد والاثنين والثلاثاء الخ. ما هو الكوكب الذي سموا بحسبه اليوم الثامن؟
يوسف راضي: في الواقع. لم يفعلوا ذلك. فأيام الأسبوع كان يُشار إليها بواسطة الأحرف من ألف حتى دال. في ذلك الوقت، كان يتضمن التقويم اليولياني دورة أسبوعية متواصلة.
إبراهيم نادر: وهل ما زالت هناك تقاويم يوليانية قائمة في أيامنا هذه؟
يوسف راضي: أجل! يمكنك البحث على موقع غوغل عن صور عنها. فتقويم فاستي أنتياتس Fasti Antiates هو التقويم الوحيد العائد للجمهورية الرومانية الذي ما زال قائماً. لكن، هناك عدد من التقاويم اليوليانية السابقة التي ما زالت هي أيضاً قائمة.
إبراهيم نادر: هذا مفيد. أنا متأكد من أن الرومان كانوا يميلون إلى حفر كل شيء على الأحجار وعدم تغييرها.
يوسف راضي: بالفعل. ولكن عند هذه النقطة يصبح الأمر مثيراً للاهتمام حقا. فكل التقاويم اليوليانية الأولى التي لا تزال قائمة تعود إلى عهدي قيصر أغسطس وتيبريوس قيصر Tiberius Caesar.
إبراهيم نادر: ما طول الفترة الزمنية التي نتحدث عنها هنا؟
يوسف راضي: من عام سبعة وعشرين قبل الميلاد إلى عام سبعة وثلاثين ميلادي.
إبراهيم نادر: هذا رائع. وهذا يشمل الفترة الزمنية التي كان فيها يهوشوا على الأرض. لم أفكر في ذلك من قبل. لكن، من الواضح أن اليهود لما كانوا ليستخدموا تقويم ظالميهم الرومان، أليس كذلك؟ فقد استخدموا التقويم الكتابي.
يوسف راضي: أدركت ما هو قصدي! نعم أنت محق.
إذا كان الافتراض صحيحًا، افتراض أن يوم السبت الغريغوري الحديث هو السبت الكتابي لمجرد أن الدورة الأسبوعية لم تتوقف عند تغيير التقويم من يولياني إلى غريغوري، في هذه الحالة يمكننا إثبات ذلك بسهولة من التقاويم اليوليانية الأولى التي ما زالت قائمة.
بالطبع، نحن الآن في برنامج إذاعي. ولا يمكنني عرض الصورة على المستمعين كلهم. ولكنني أحث مرة أخرى كل واحد منكم على دخول الإنترنت والبحث على موقع غوغل عن: early Julian fasti وما إن تُفتح الصفحة انقروا على: صوَر.
إبراهيم نادر: كيف تتم تهجئتها؟
يوسف راضي: ف- ا- س- ت- ي F-A-S-T-I. أو يمكنك البحث على موقع غوغل عن "تقاويم يوليانية قديمة". ستجد بعض الصور لـفاستي أنتياتس Fasti Antiates، التي، في الحقيقة، هي آخر عينة قائمة من تقويم الجمهورية الرومانية.
ابحث عن الصور التي تظهر حروفاً محفورة على الحجر. إنها تقاويم الفاستي اليوليانية الأولى. وستتمكن بوضوح من تمييز الحروف A حتى H في اللغة الإنكليزية، ما يثبت أن الأسبوع ذا ثمانية أيام كان لا يزال قيد الاستخدام من قبل الرومان خلال حياة المسيح ومباشرة في الفترات اللاحقة لها.
إبراهيم نادر: هذا مهم حقاً. مستحيل أن يكون اليهود قد مارسوا العبادة في اليوم الثامن من التقويم اليولياني. أنت تعلم أنه لا بد من أنهم كانوا يستخدمون التقويم القمري-الشمسي الذي وضع عند التكوين.
يوسف راضي: صحيح، صحيح
إبراهيم نادر: حسناً. إبقوا معنا. سنعود بعد قليل.
* * *
الإعلان # 24
تؤدي مدينة أورشليم دوراً بارزاً في سيناريوهات نهاية الزمن لديانات العالم الإبراهمية الثلاثة.
فلكل من اليهودية والمسيحية والإسلام توقعات حول القيامة تتمحور حول هذه المدينة القديمة.
ولكن يجب أن يكون الجميع حذرين، لأن هذه المعتقدات هي جزء لا يتجزأ من تضليل معقد خاص بنهاية الزمن وذي أبعاد هائلة.
اعرفوا المزيد عن هذا التضليل الخطر على موقع WorldsLastChance.com. وابحثوا عن "أورشليم: مفتاح لنهاية الأيام؟" على موقعنا WorldsLastChance.com.
أكرر، "أورشليم: مفتاح لنهاية الأيام؟" على موقعنا WorldsLastChance.com.
زوروا موقعنا اليوم!
* * *
الجزء الثاني (إبراهيم ويوسف)
إبراهيم نادر: : أنا مندهش حقًا من حقيقة أن الرومان كانوا يستخدمون تقويمًا يختلف بوضوح عن أي شيء كان يستخدمه اليهود.
يوسف راضي: أجل. من الهام أن نتذكر أن الأسبوع الكتابي كوحدة منفردة من الوقت كما حدد في الإصحاح الأول من سفر التكوين كان يتضمن سبعة أيام فقط: ستة أيام عمل يتبعها اليوم-السابع السبت الذي هو يوم عطلة، في اليوم الأخير من الأسبوع. كانت دورة الأيام الثمانية في التقويم اليولياني قيد الاستخدام في زمن المسيح!
إبراهيم نادر: مستحيل أن يكون الإسرائيليون قد استعملوا التقويم الوثني الشمسي اليولياني الذي يتضمن أسبوعاً من ثمانية أيام. أنت تعرف ذلك! لكان الأمر وثنياً بالنسبة إليهم!
يوسف راضي: لما كانوا قد استطاعوا ذلك واحتفظوا باليوم-السابع السبت. حتى لو كانوا يمارسون العبادة في اليوم السابع من الأسبوع اليولياني، فاليوم الإضافي فيه كان تسبب بتحريف العد.
والأهم من ذلك، هو أن التقويم الكتابي قد استخدم القمر للأشهر وهذا ما تخلص منه التقويم اليولياني. لم يريدوا اعتماد أي تقويم يستخدم القمر بأي طريقة كانت.
حتى لاحقاً، عندما اختُصر الأسبوع اليولياني وأصبح سبعة أيام، بقي لا يتوافق مع الدورة الأسبوعية الخاصة بالأسبوع الكتابي، كما بقي لا يشبه الأسبوع الحديث الذي يستخدم حالياً.
إبراهيم نادر: متى اعتمد التقويم اليولياني الأسبوع الؤلف من سبعة أيام؟ لماذا تقول إنه لم يكن كالتقويم الكتابي؟
يوسف راضي: تذكّر، الدورة الأسبوعية في التقويم الكتابي كانت تبدأ من جديد في القمر الجديد مع كل شهر.
إبراهيم نادر: أجل! إذاً، كيف كانت تختلف عن أسبوعنا الحديث؟
يوسف راضي: بدأ رفض الأسبوع الروماني المؤلف من ثمانية أيام في القرن الأول ويعود سبب ذلك إلى عنصرين:
العنصر الأول، توسع الإمبراطوريّة الرومانية. نتيجة لذلك، تعرض الرومان إلى ديانات أخرى وبالتالي أدى ذلك إلى العنصر الثاني، أي نهضة العقيدة المِيثْرانية.
إبراهيم نادر: هذا مثير للاهتمام. فالمِيثْرانية كانت منافساً قوياً للمسيحية القديمة. ما كانت علاقة الميثرانية، بإعادة هيكلة الأسبوع اليولياني؟ كان الأسبوع يتألف من سبعة أيام حينئذٍ، أليس كذلك؟
يوسف راضي: نعم، لكنه لم يكن مطابقاً لأسبوعنا الحديث. قال ر. ل. أودوم R. L. Odom، في كتابه، "يوم الأحد في الوثنية الرومانية"، أقتبس: " يبدو وكأن بعض العباقرة الروحيين الذين يسيطرون على العالم الوثني قد رتبوا الأمور ليتم تقديم أسبوع الكواكب الوثني في الوقت المناسب للأشخاص ذوي عقيدة عبادة الشمس الشعبية من جميع الأعمار ليتوافقوا ويمجدوا يوم الشمس كيوم يفوق الأيام الأخرى ويكون أكثر قداسة منها. من المؤكد أن هذا لم يكن مصادفة."
إبراهيم نادر: هذا مثير للاهتمام. وكأن الشيطان أدخل عمداً الميثرانية لإخفاء هذه المسألة.
يوسف راضي: أظن ذلك. في ظل هذين العامليْن من التوسع والتعرض للميثرانية، بدأ الأسبوع اليولياني عملية تطورية استمرت لقرون انتهت بالأسبوع كما هو معروف اليوم. لكنه لم يكن تغييرًا بين ليلة وضحاها، ولم يحدث في كل أصقاع الإمبراطورية الرومانية في الوقت عينه.
لكن دعنا الآن نتحدث عن أسبوع الكواكب. إن أسبوع الكواكب الأصلي الذي يمتد على سبعة أيام هو الدليل الأخير الذي يثبت أن السبت ليس يوم السبت الكتابي، كما أن الأحد ليس اليوم الأول من الأسبوع الكتابي.
كما سبق أن قلت، هذا التحويل استغرق مئات الأعوام. فرانز كومونت Franz Cumont وهو عالم آثار ومؤرخ بيلجيكي كان مقدَّراً كثيراً بصفته مرجعية كبيرة أو خبيراً معروفاً في موضوع الميثرانية.
وقد ربط في كتاباته بين قبول الأسبوع المؤلف من سبعة أيام من الأوروبيين وشعبية الميثرانية في روما الوثنية. أود منك أن تقرأ اقتباساً من أحد كتبه.
إبراهيم نادر: حسناً. يقول:" لا يجوز الشك في أن انتشار الأسرار الإيرانية [الفارسية] كان له دور كبير في تبني الوثنيين العام للأسبوع واعتبار الأحد كيوم مقدس. إن الأسماء التي نستخدمها، لا شعورياً، للأيام الستة الأخرى، أصبحت مستخدمة في الوقت نفسه حين اكتسبت الميثرانية أتباعها في المقاطعات في الغرب، وليس من الإهمال إقامة علاقة مصادَفة بين انتصارها وتلك الظاهرة المصاحبة لها."
يوسف راضي: وبعبارة أكثر بساطة، يقول، إن تأثير الميثرانية في الغرب هو ما أدى إلى اعتماد أسبوع اعتَبر يوم الأحد يومًا مقدسًا. علاوة على ذلك، يضيف أن الأسماء الحديثة لأيام الأسبوع دخلت التقويم في الوقت نفسه حين بدأت فيه الميثرانية – التي كانت في الأصل دينًا فارسيًا غامضًا – بكسب المؤمنين الجدد في الإمبراطورية الرومانية الغربية.
في كتابه: "علم التنجيم والدين بين اليونان والرومان"، يؤكد كومونت Cumont مرة أخرى على الأصول الوثنية في الأسبوع الحديث واعتبار يوم الأحد كيوم مقدس. هذا لا يعود إلى أيام الرسل، أو التكوين. إنه اعتماد مباشر من عبادة وثنية غامضة. تفضل، اقرأ لنا هذا الاقتباس.
إبراهيم نادر: "إن التفوق الذي تم تعيينه لدايز سوليس dies Solis (أو يوم الشمس) ساهم أيضًا بالتأكيد بالاعتراف العام بالأحد كيوم عطلة. وهذا مرتبط بحقيقة أكثر أهمية، وهي اعتماد جميع الدول الأوروبية للأسبوع ".
يوسف راضي: هذا مهم جداً، هل فهمت ما المقصود؟
إبراهيم نادر: أخبرني، أعلمني بالأمر.
يوسف راضي: ببساطة، هذا يعني أن يوم الأحد لا يمكن أن يكون اليوم الذي قام فيه المسيح من الموت، لأنه لم يكن موجوداً في التقويم اليولياني عندما كان المسيح على الأرض. ولا يمكن أن يكون يوم السبت، اليوم-السابع السبت الكتابي لأن … اسمع: أسبوع الكواكب الوثني بدأ أصلاً يوم السبت.
إبراهيم نادر: ماذا؟ السبت كان أول يوم من الأسبوع؟
يوسف راضي: أجل
إبراهيم نادر: وما كان آخر يوم من الأسبوع؟
يوسف راضي: الجمعة.
إبراهيم نادر: حقاً؟
يوسف راضي: نعم، في الواقع تُظهر بعض التقاويم اليوليانية هذا التكوين للأيام. وكانت حمامات تيتوس Titus حمامات عامة بنيت في روما عام واحد وثمانين للميلاد. وكان يُعرض على الحائط ما يسمى بتقويم "العصا". إنه مذهل. عندما يتوفر لديك الوقت، ابحث عنه على غوغل. اطبع فقط: حمامات تيتوس تقويم العصا.
إبراهيم نادر: حسناً، سأفعل ذلك. لكن، الآن هلا تعطيني وصفاً مختصراً عنه؟
يوسف راضي: بالتأكيد! في الوسط، هناك دائرة تعرض اثني عشر برجاً من الأبراج. وكان يُنقل وتد أو مسمار معدني صغير من برجٍ إلى آخر لإظهار الشهر.
على جانبي الأبراج الفلكية كان هناك أعمدة مخصصة للأرقام: من واحد حتى خمسة عشر إلى اليسار. ومن السادس عشر حتى الثلاثين إلى اليمين. ومرة أخرى، كان الوتد أو المسمار المتحرك يتعقب تواريخ الشهر.
إبراهيم نادر: يبدو عملاً مبتكرًا جدًا.
يوسف راضي: لكن ما يثير الاهتمام حقًا هو كيفية تتبعهم لأي يوم من أيام الأسبوع. في الأعلى رسومات آلهة الكواكب السبعة. الإله الأول المذكور هو زحل. كان إله اليوم الأول من الأسبوع: يوم زحل. كإله الزراعة، كان يظهر في هذا الموقع الهام، وهو حامل رمزه، المنجل.
تليه، صورة لإله الشمس، لأنه كان إله اليوم الثاني من الأسبوع. وتنبعث من رأسه إشعاعات نور.
إبراهيم نادر: الأحد: أول أيام الأسبوع لدينا، هو يومهم الثاني. رائع حقاً!
يوسف راضي: في اليوم الثالث من الأسبوع كان هناك رسم يصور إلهة القمر، لُونا. يمكنك رؤيتها بوضوح، وهي تضع إكليلاً على شكل هلال.
إبراهيم نادر: وهو ما يعادل اليوم بالطبع، اليوم الثاني من الأسبوع: الاثنين أو Monday الذي يعني Moon’s day – أو "يوم القمر".
يوسف راضي: ويكمل ذلك من خلال آلهة الكواكب المختلفة لبقية الأسبوع. فهناك دايس مارتيس dies Martis أي (يوم المريخ) أو الثلاثاء لدينا. ودايس ميركوري dies Mercurii أي (يوم عطارد) وهو يوم الأربعاء لدينا؛ ودايس خوفيس dies Jovis أي (يوم المشتري) – يوم الخميس ؛ واليوم الأخير له رسم يظهر الإلهة، فينوس، لدايس فينيريس dies Veneris. وهذا يعادل يوم الجمعة الحديث، ولكن على تقويم العصا، في موقع اليوم السابع، وليس السادس، من الأسبوع.
إبراهيم نادر: سأبحث عن هذا التقويم حقاً!
يوسف راضي: أتمنى أن تفعل. فهو يكشف عن أمور كثيرة. أحد الأمور التي أريد التطرق إليه هو أسماء أيام الأسبوع.
ما زلنا نرى تأثير أسماء الأيام الفلكية الوثنية في أسماء أيام الأسبوع في تقويمنا الغريغوري. فاللغات التي تعتمد على اللاتينية، مثل الإسبانية، تحتفظ بالأسماء الفلكية من الإثنين إلى الجمعة، ويظهر التأثير المسيحي واضحاً في أسماء: يوم الأحد (دومينغو Domingo، أو يوم الرب) والسبت (سابَدُو Sabado، أو اليوم-السابع السبت).
إبراهيم نادر: هناك لغات عديدة حول العالم تستخدم شكلًا من أشكال "اليوم-السابع السبت" للإشارة إلى يوم زحل، وهو اليوم السابع الحديث من أسبوعنا. كيف تفسر هذا؟
يوسف راضي: أنت على حق، وبعض الناس يحاولون استخدام ذلك كذريعة للإصرار على أن أسبوعنا الحديث قد تابع ووصل إلينا، بلا انقطاع، من أيام التكوين. إليك ما لا يفهمونه: عندما نشر المبشرون المسيحية في جميع أنحاء العالم، نقلوا معهم التقويم اليولياني، أولاً. وفي الآونة الأخيرة، نقلوا التقويم الغريغوري.
حقيقة أن يوم السبت Saturday/ يوم زحل الحديث Saturn’s day يُطلق عليه اسم "اليوم-السابع السبت" ويوم الأحد Sunday/ يوم الشمسSun’s day يشار إليه بيوم الرب، تعود إلى البابا سيلفستر الأول.
إبراهيم نادر: كيف ذلك؟
يوسف راضي: حسناً، وفقاً لرابانوس ماوروس Rabanus Maurus، رئيس أساقفة ماينز Mainz ، في ألمانيا في القرن الثامن، حاول البابا سيلفسترSylvester الأول إعادة تسمية أيام أسبوع الكواكب لتتوافق مع أسماء الأسبوع الكتابي. وقد سمي الأسبوع الوثني نسبة لآلهة الكواكب الوثنية، ولكن أيام الأسبوع، كما نرى بسهولة في الكتاب المقدس، هي ببساطة مرقمة: اليوم الأول، واليوم الثاني، واليوم الثالث، إلخ. وأراد سيلفستر في الواقع تطبيق ذلك على الأسبوع اليولياني، أيضاً.
إبراهيم نادر: هل يمكنك أن تتخيل مدى الارتباك والخداع الذي كان سيحدث لو أنه نجح في ذلك؟ واو!
يوسف راضي: أظن أن ياه منعه من القيام بذلك. كما أفاد أحد الباحثين في القرن السابع، بيدي Bede الموقر، عن محاولات البابا تغيير الأسماء الوثنية لأيام الأسبوع إلى أسماء كتابية.
تفضل، اقرأ هذا الاقتباس من عمله: "دي تيمبوريبوس De Temporibus". هذا بيدي Bede يتكلم.
إبراهيم نادر: "لكن سيلفيستر أمرهم بأن يطلق على أيام الأسبوع اسم" فِرِيا" feriæاو الأيام المقدسة، وسمى اليوم الأول "يوم الرب"؛ بهدف تقليد العبرانيين، الذين أطلقوا عليها: أول يوم من الأسبوع وثاني يوم من الأسبوع ، وما إلى هنالك" نهاية الاقتباس.
هذا مثير للاهتمام. قال إنه كان لتقليد العبرانيين.
يوسف راضي: لو كان الأسبوع قد أتى حقاً من العبرانيين، لما كانوا اضطروا الى محاولة تقليدهم لأن أيام الأسبوع كانت بالفعل مرقمة بدل أن تكون مسماة!
إبراهيم نادر: هذا صحيح. اذاً ماذا حصل؟
يوسف راضي: حسنا ، كانت الأسماء الفلكية متجذرة. رسمياً داخل الكنيسة الكاثوليكية الرومانية، المصطلحات الرسمية كانت يوم الرب، اليوم الثاني، اليوم الثالث، وما إلى ذلك. ومعظم البلدان أبقت كلياً أو جزئياً على أسماء الكواكب الأصلية الوثنية لأيام الأسبوع. استنادًا إلى بحثي، البرتغاليون وحدهم اعتمدوا على الترقيم لجميع أيام الأسبوع.
ما يثير الاهتمام هو أن هذا التأثير الفلكي لتسمية أيام الأسبوع بدا أكثر وضوحاً حول أطراف الإمبراطورية الرومانية.
إبراهيم نادر: حسناً. هذا صحيح. المسيحية وصلت لاحقاً. هل هناك لغات احتفظت بالأسماء الوثنية لأيام الأسبوع السبعة؟
يوسف راضي: نعم. الإنجليزية، والهولندية، والويلزية، والكورنيشية ، والبريتونية هي اللغات الأوروبية الوحيدة التي احتفظت بأسماء الكواكب الوثنية الأصلية، لكل أيام الأسبوع السبعة.
لكن، هذه المناطق كانت إلى حد كبير، إن لم يكن كلياً، خالية من أي تأثير مسيحي خلال الفترة الزمنية التي كان فيها الأسبوع الفلكي ذو السبعة أيام منتشراً في الإمبراطورية. هل تحمل كتابك المقدس؟ هلا تفتح على تسالونيكي الثانية الإصحاح الثاني؟
إبراهيم نادر: حسناً.
يوسف راضي: فواقع أن التقويم اليولياني وأسبوع الكواكب الوثني قد قبل المسيحيون باستخدامهما يكشف عن دمج عميق للمسيحية بالوثنية. وحذر بولس من هذا في تسالونيكي الثانية. إقرأ الآية السابعة حتى الثانية عشرة.
إبراهيم نادر: لأَنَّ سِرَّ الإِثْمِ الآنَ يَعْمَلُ فَقَطْ، إِلَى أَنْ يُرْفَعَ مِنَ الْوَسَطِ الَّذِي يَحْجِزُ الآنَ، وَحِينَئِذٍ سَيُسْتَعْلَنُ الأَثِيمُ، الَّذِي يهوشوا يُبِيدُهُ بِنَفْخَةِ فَمِهِ، وَيُبْطِلُهُ بِظُهُورِ مَجِيئِهِ. الَّذِي مَجِيئُهُ بِعَمَلِ الشَّيْطَانِ، بِكُلِّ قُوَّةٍ، وَبِآيَاتٍ وَعَجَائِبَ كَاذِبَةٍ، وَبِكُلِّ خَدِيعَةِ الإِثْمِ، فِي الْهَالِكِينَ، لأَنَّهُمْ لَمْ يَقْبَلُوا مَحَبَّةَ الْحَقِّ حَتَّى يَخْلُصُوا. وَلأَجْلِ هذَا سَيُرْسِلُ إِلَيْهِمُ ياه عَمَلَ الضَّلاَلِ، حَتَّى يُصَدِّقُوا الْكَذِبَ، لِكَيْ يُدَانَ جَمِيعُ الَّذِينَ لَمْ يُصَدِّقُوا الْحَقَّ، بَلْ سُرُّوا بِالإِثْمِ.
يوسف راضي: أسبوع الكواكب الوثني، مثل التقويم اليولياني الذي تبناه، هو وثني ولا يمكن إصلاحه. يكشف تاريخ علم الآثار أنه لا يمكن تحديد السبت الكتابي ولا اليوم الأول الكتابي باستخدام التقويم الحديث.
الآن إسأل نفسك: لمَ تذهب إلى الكنيسة يوم الأحد؟ تكريماً لقيامة المسيح؟
لماذا تعبد يوم السبت؟ لأن يهوه يقول "اذكر يوم السبت لإبقائه مقدسا"؟
إذا كان من المهم أن تمارس العبادة في يوم محدد، فمن المهم أيضًا معرفة التقويم الذي سيتم استخدامه لتحديد هذا اليوم الدقيق والمحدّد.
إبراهيم نادر: سأقوم بمداخلة، يوسف، وأطرح الفكرة التالية: لا ننال الخلاص بأعمالنا. ولا ننال الخلاص أيضاً عندما نكون في حالة تمرد واعٍ ضد مشيئة يهوه المعروفة.
يوسف راضي: جزء من العبادة يعتمد على الطاعة. سقط كل من الشيطان وآدم من خلال عصيانهما. لا يمكن أن نخلص إن كنا نرفض عمداً مشيئة ياه. فمن نطيع يكشف عمن حظي بولائنا. وفي النهاية، يكشف من نعبد.
إبراهيم نادر: أيام السبت والأحد (وكذلك الجمعة) هي أيام عبادة وثنية.
ما هو التقويم الذي ستستخدمه لإنشاء يوم عبادة خاص بك؟
* * *
وقفة منتصف البرنامج (منى حداد)
أنتم تستمعونَ إلى راديو "فرصةُ العالمِ الأخيرة"، عبر WBCQ على موجة 9330 كيلوهيرتز، وعلى تردّد 31 مترًا.
راديو "فرصةُ العالمِ الأخيرة" ! نُحضِّرُ الناسَ لرجوع المخلص الوشيك!
* * *الإعلان 30
هل تهتم لأمر أحد المعارف في حياتك؟ صديق؟ أو ربما زوج. ربما ولد من أولادك لا يرقى الى مستوى النور الذي يعرفه؟
إن كنت تريد أن تعرف المزيد عن علم الصلاة التشفعية، زر موقعنا على الرابط www.worldslastchance.com/arabic. فصلواتك يمكن أن تكون مباركة لخلاص الآخرين! بواسطة الصلاة، يمكنك أن تتعاون والهيئات السماوية لتكون بركة لكل من تتصل به وتتعامل معه.
للمزيد من المعلومات، راجع موقع www.worldslastchance.com/arabic وابحث عن مقالة بعنوان "الصلاة للآخرين". إقرأها اليوم! فيهوه يتنظر بشوق للاستجابة لصلواتك.
* * *البريد اليومي (إبراهيم ويوسف)
إبراهيم نادر: بيكيلي مسالاBekele Massala من أديس أبابا Addis Ababa في إيثيوبيا أرسل رسالة رائعة إلى بريدنا اليومي. وموضوعها لطالما تساءلت عنه أنا كذلك. يسأل: تحياتي أيها الإخوة باسم مخلصنا العظيم يهوشوا. هل يمكنكم أن تفسروا لي ما معنى أن يعمل الشخص على خلاصه بخوف ورعدة؟ هذا الأمر يشوشني."
يوسف راضي: فهذا تصريح قد يكون مشوِّشاً. وأنا سعيد لأنك سألت عنه، يا بيكيلي Bekele.
س
أولاً لنتوقف قليلاً ولنوضح أن الخلاص هبة. فهو ليس أمراً يمكننا كسبه بالأعمال. والكتاب المقدس واضح في ما يتعلق بهذه النقطة. إبراهيم، هلا تقرأ لنا تيطس الإصحاح الثالث الآيات الثالثة حتى السابعة؟
إبراهيم نادر: تيطس… تيطس. يصعب العثور قليلاً على تلك الرسالة.
ها هي، تقول، أقتبس: "لأَنَّنَا كُنَّا نَحْنُ أَيْضًا قَبْلاً أَغْبِيَاءَ، غَيْرَ طَائِعِينَ، ضَالِّينَ، مُسْتَعْبَدِينَ لِشَهَوَاتٍ وَلَذَّاتٍ مُخْتَلِفَةٍ، عَائِشِينَ فِي الْخُبْثِ وَالْحَسَدِ، مَمْقُوتِينَ، مُبْغِضِينَ بَعْضُنَا بَعْضًا. وَلكِنْ حِينَ ظَهَرَ لُطْفُ مُخَلِّصِنَا إلُوَه وَإِحْسَانُهُ لاَ بِأَعْمَالٍ فِي بِرٍّ عَمِلْنَاهَا نَحْنُ، بَلْ بِمُقْتَضَى رَحْمَتِهِ خَلَّصَنَا بِغُسْلِ الْمِيلاَدِ الثَّانِي وَتَجْدِيدِ الرُّوحِ الْقُدُسِ، الَّذِي سَكَبَهُ بِغِنًى عَلَيْنَا بيهوشوا الْمَسِيحِ مُخَلِّصِنَا. حَتَّى إِذَا تَبَرَّرْنَا بِنِعْمَتِهِ، نَصِيرُ وَرَثَةً حَسَبَ رَجَاءِ الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ".
يوسف راضي: لا يمكن أن يكون الأمر أكثر وضوحاً من ذلك. لا نخلص بأعمال البرّ التي قمنا بها، بل "بمقتضى رحمته"، نخلص.
لذلك، عندما يقول بولس إننا سنحقق خلاصنا بالخوف والرعدة، لا بد من أنه يشير إلى أمر آخر. سنقرأه في السياق. إفتح على فيليبي الإصحاح الثاني، الآية الثانية عشرة.
إبراهيم نادر: وجدتها. جاء فيها:" إِذًا يَا أَحِبَّائِي، كَمَا أَطَعْتُمْ كُلَّ حِينٍ، لَيْسَ كَمَا فِي حُضُورِي فَقَطْ، بَلِ الآنَ بِالأَوْلَى جِدًّا فِي غِيَابِي، تَمِّمُوا خَلاَصَكُمْ بِخَوْفٍ وَرِعْدَةٍ".
يوسف راضي: حسناً، هذا هو النص. لكن، كلمة "إذاً" تشير إلى أمر آخر كان قد ذكر للتو. إبدأ بقراءة الآيات السابقة من الآية التاسعة حتى الثالثة عشرة.
إبراهيم نادر: "لِذلِكَ رَفَّعَهُ ياه أَيْضًا، وَأَعْطَاهُ اسْمًا فَوْقَ كُلِّ اسْمٍ لِكَيْ تَجْثُوَ بِاسْمِ يهوشوا كُلُّ رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ عَلَى الأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الأَرْضِ، وَيَعْتَرِفَ كُلُّ لِسَانٍ أَنَّ يهوشوا الْمَسِيحَ هُوَ رَبٌّ لِمَجْدِ يهوه الآبِ. إِذًا يَا أَحِبَّائِي، كَمَا أَطَعْتُمْ كُلَّ حِينٍ، لَيْسَ كَمَا فِي حُضُورِي فَقَطْ، بَلِ الآنَ بِالأَوْلَى جِدًّا فِي غِيَابِي، تَمِّمُوا خَلاَصَكُمْ بِخَوْفٍ وَرِعْدَةٍ، لأَنَّ ياه هُوَ الْعَامِلُ فِيكُمْ أَنْ تُرِيدُوا وَأَنْ تَعْمَلُوا مِنْ أَجْلِ الْمَسَرَّةِ." نهاية الاقتباس.
على ما يبدو اختلف معنى كلمة: "إذاً".
يوسف راضي: لا بأس في ذلك. بولس يستعمل هذا الأسلوب. فعقله المثقف جداً يصيغ هذه الحجج الطويلة والمعقدة. "إذاً"، والمقصود بها: "بسبب ذلك"، "إذاً" فإن هذه هي النتيجة". وهذا ما يفعله هنا.
عندما تدرس سياق ما قرأتَه للتو، تلاحظ أن الإصحاح يبدأ بإعلان آخر يشير إلى أمر آخر. فالإصحاح الثاني يبدأ بالإعلان التالي: "فَإِنْ كَانَ وَعْظٌ مَا فِي الْمَسِيحِ. إِنْ كَانَتْ تَسْلِيَةٌ مَا لِلْمَحَبَّةِ. إِنْ كَانَتْ شَرِكَةٌ مَا فِي الرُّوحِ. إِنْ كَانَتْ أَحْشَاءٌ وَرَأْفَةٌ، فَتَمِّمُوا فَرَحِي حَتَّى تَفْتَكِرُوا فِكْرًا وَاحِدًا وَلَكُمْ مَحَبَّةٌ وَاحِدَةٌ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ، مُفْتَكِرِينَ شَيْئًا وَاحِدًا." (فيليبي 2: 1-2).
إبراهيم نادر: إذن، يبدأ الإصحاح عينه بعبارة "فإن كان" التي تشير الى الإصحاح السابق.
يوسف راضي: أجل. هذا يشير إلى فكرة أو بيان عُبّر عنه في الإصحاح الأول يجب أن نأخذه بعين الاعتبار. لكن، لن نقرأه على الهواء. إن أردتم، يمكنكم قراءته في المنزل في كتبكم المقدسة. ولكن، باختصار، في الإصحاح الأول من رسالته إلى الكنيسة في فيليبي، أخبرهم بولس أنه كان يصلي دائماً بفرح لهم، من أجل مشاركتهم في الإنجيل. في الآية السادسة، وصف هذه المشاركة في الإنجيل بأنها "عمل صالح"، ويقول إن يهوه ابتدأ فيهم وسيُكَمِّلُ إِلَى اليَوْمِ الذي يرون فيه يهوشوا.
هذا هو الموضوع الذي يستمر لبقية الإصحاح، موضوع المشاركة المرتكز على الحب.
إبراهيم نادر: أرى أن بولس يمضي قدمًا ويشارك بعض المصاعب التي واجهها.
يوسف راضي: نعم، وهو يلاحظ بسعادة أن هذه المصاعب ساعدت في الواقع على زيادة نشر الإنجيل. ثم يضيف أنه ما زال هناك عمل كثير يجب تنفيذه، وأنه يجب على جميع المؤمنين أن يسعوا معاً لتثبيت الإيمان بالإنجيل وألا يخافوا من أعدائهم.
إبراهيم نادر: أرى أنه يختم الإصحاح بالقول إنه عليهم، لا أَنْ يُؤْمِنُوا بِهِ فَقَطْ، بَلْ أَيْضًا أَنْ يتَأَلَّمُوا لأَجْلِهِ؟
يوسف راضي: صحيح. إنه السياق الذي وضع فيه الإصحاح الثاني من فيليبي الذي يقول لهم فيه أن يعملوا على خلاصهم بخوف ورِعدة. هو يقول لهم إنه عليهم أن يطبقوا بعض المبادىء، ليعملوا متحدين على نشر الإنجيل.
في الآيات الأولى حتى الرابعة من الإصحاح الثاني، يقول بولس لهم إن عليهم أن يفتكروا فكراً واحداً وأن يتواضعوا من أجل الآخر. ثم في الآيات الخامسة حتى الحادية عشرة، يقول لهم إن عليهم أن يسمحوا لفكر يهوشوا أن يكون فيهم. فهذا ما يعطيهم قلب الخادم ليتمكنوا من وهب حياتهم في سبيل نشر الإنجيل تماما كما فعل يهوشوا.
إبراهيم نادر: إذاً لتلخيص ما قلت، يقول بولس إن هناك عمل كثير يجب القيام به، وهم بحاجة إلى التعاون، وتكريس أنفسهم كلياً لعمل الإنجيل تماماً كما فعل يهوشوا. هل أصبت؟
يوسف راضي: أجل. إذاً، كون هذا السياق في عقله، يقول بولس في الإصحاح الثاني من فيليبي الآية الثانية عشرة، إنه بسبب ما فعله يهوشوا ليخلّصهم، ينبغي عليهم، بدورهم، أن يكونوا على استعداد دائمًا لسماع دعوة ياه إلى أن " يتَمِّمُوا خَلاَصَهمْ بِخَوْفٍ وَرِعْدَةٍ " ثم، يتابع ويشرح أن يهوه نفسه هو العامل فيهم وقد زرع رغبة القيام بذلك، والقدرة أيضاً، لأن هذا يرضي ياه.
لهذا السبب، يشرح بولس أنه ينبغي عليهم جميعًا العمل معًا من دون خلافات ومشاحنات داخلية حتى يكونوا نوراً في العالم، ومثالًا ساطعًا لغير المؤمنين من حولهم.
إبراهيم نادر: إذاً فيليبي 2 الآية الثانية عشرة، ليست عن القيام بأعمال صالحة لكسب الخلاص على الإطلاق. بل تقول إنه بسبب هبة الخلاص، فقد تم منحنا كلا من الرغبة والقدرة على القيام بالأعمال الصالحة التي، بالطبع، ستستخدم لتبادل الإنجيل مع الآخرين.
يوسف راضي: تماماً. بعبارة أخرى، يهوه يقول لنا أن نعمل على خلاصنا أو نمارسه. ليس من المفترض علينا ألا نحرك ساكناً ونترك الآخرين يتبنون عمل نشر الإنجيل. بل علينا القيام بدورنا. علينا أن نمارس الرغبة والقدرة التي أعطانا إياها ياه لخلاص الآخرين. وعلينا أن نفعل ذلك حتى لا يعاني الآخرون من المصير عينه الذي عانينا منه، إن لم تخلّصنا نعمة ياه.
الأمر كله يتعلق بوضع إيماننا وتشغيله من أجل مساعدة الآخرين. فقد زرع يهوه فينا الرغبة في تخليص الآخرين، وأعطانا القدرة على القيام بذلك أيضًا، لذا لا تكتفوا بالجلوس والمشاهدة! تحركوا وهبوا لمساعدة الآخرين ليعرفوا كل شيء عن الخلاص!
إبراهيم نادر: إذاً ما معنى ذلك في الحياة الواقعية، أن تعمل على خلاصك الخاص؟
يوسف راضي: يعطينا بولس الجواب في الآية الثانية من تيموثاوس الثانية 4.
إبراهيم نادر: حسناً. امنحني بعض الوقت لأنتقل إليها.
جاء فيها، اقتبس: "اكْرِزْ بِالْكَلِمَةِ. اعْكُفْ عَلَى ذلِكَ فِي وَقْتٍ مُنَاسِبٍ وَغَيْرِ مُنَاسِبٍ. وَبِّخِ، انْتَهِرْ، عِظْ بِكُلِّ أَنَاةٍ وَتَعْلِيمٍ".
يوسف راضي: هكذا نمارس خلاصنا. نخوله العمل من خلال مشاركة الحق. كلما كان لدينا فرصة في حياتنا اليومية، لمشاركة الحق، ولتشجيع، وتوجيه شخص ما إلى المخلص، لنختبر محبة يهوه المتسامح في حياتنا، علينا القيام بذلك، وعندما نفعل هذا، نكون نتعاون مع ياه لخلاص النفوس. ونعمل على خلاصنا الخاص.
إبراهيم نادر: أظن أن هناك طريقة أخرى يمكننا العمل بها على خلاصنا، أو ممارسة خلاصنا الخاص، وهي من خلال التحلي بالصبر حيال إخفاقات الآخرين. ومشاركة الحقائق التي نعرفها. والبحث عن المزيد من الحق ، حتى نصبح أنقياء من حيث المعتقد. هذه هي كل الطرق التي يمكن أن يعمل خلاصنا بواسطتها على نشر الإنجيل.
يوسف راضي: وعندما نفعل هذا، تماما مثل أي شخص يمارس الرياضة البدنية بإخلاص، سنصبح أقوى في مسيرتنا مع ياه. سنكون قادرين على تحقيق المزيد، وإنجاز المزيد لخلاص الآخرين، وكل ذلك بفضل محبتنا وامتناننا للأب.
إبراهيم نادر: وسنحب أكثر لأنه تمت مسامحتنا أكثر، وسنرغب في أن نمرر ذلك إلى الآخرين.
يوسف راضي: بالضبط. هكذا نجعل خلاصنا يعمل لأجلنا. "نعمل على خلاصنا الخاص."
تذكّر التالي: عندما يبدو أن آية واحدة تتناقض مع ما تقوله فقرات أخرى من الكتاب المقدس، علينا أن نبحث عن تفسير يتوافق مع كل شيء آخر. فالحق ليس متناقضاً. قد يبدو الأمر كذلك إن لم نفهمه بشكل صحيح، لكن الحق بذاته متناسق دوماً.
عندما نبحث عن موضوع الخلاص في الكتاب المقدس، نلاحظ أنه يعلّم بوضوح أن الخلاص هو هبة مجانية.
إبراهيم نادر: أَفَسُس2 الآيتان الثامنة والتاسعة: "لأَنَّكُمْ بِالنِّعْمَةِ مُخَلَّصُونَ، بِالإِيمَانِ، وَذلِكَ لَيْسَ مِنْكُمْ. هُوَ عَطِيَّةُ ياه. لَيْسَ مِنْ أَعْمَال كَيْلاَ يَفْتَخِرَ أَحَدٌ."
يوسف راضي: بالضبط! لذلك، عندما ندرسها مع جميع الفقرات الأخرى من الكتاب المقدس، يمكننا معرفة أن هذه الآية في الإصحاح الثاني من فيليبي حول العمل على خلاصنا الخاص، لا علاقة لها بالخلاص بواسطة الأعمال. لكن، لها علاقة بكل ما يتعلق بالمحبة والامتنان لخلاصنا، وبأننا سنتعاون مع السماء في العمل على خلاص الآخرين لأننا مخلّصون.
إبراهيم نادر: في الواقع هذا منطقي. وهو متناسق. وهذا ما يجب علينا تذكره دائمًا. إن وجدنا تناقضًا واضحًا، فهذا بمثابة إنذار يخبرنا أنه علينا مواصلة البحث لأن هناك أمراً لا نفهمه، أو حقاً أكبر علينا استخراجه.
شكراً على سؤالك، بيكيلي. تعلمت أمراً جديدًا أنا أيضًا!
إن كانت لديكم أسئلة أو تعليقات، راسلونا! زوروا موقعنا www.worldslastchance.com/arabic وانقروا على رمز راديو فرصة العالم الأخيرة. يروقنا التواصل مع مستمعينا.
* * *وعد اليوم (ليال نصر)
مرحبا! هنا راديو فرصة العالم الأخيرة، معكم ناديا يعقوب في وعد اليوم من كلمة ياه.
إحدى الرحلات التي قمت بها والتي تعتبر متعبة جداً، كانت تتألف من ثلاث رحلات متتالية، نقلتني من جانب إلى جانب آخر من العالم، ومن نصف الكرة الأرضية إلى نصفها الآخر. وقد استغرقت ثلاثاً وعشرين ساعة .
رغم أنها كانت متعبة إلا أنها لم تكن مجهدة. كانت مملة، أجل. ولكن مجهدة، لا. مع ذلك: كان لدي بعض التحفظات.
في المرة القادمة التي تكون فيها في أحد المطارات، خصص وقتًا قصيرًا لمراقبة الاختلافات بين الركاب الذين يحملون تذاكر مؤكدة مقابل أولئك الذين هم على لوائح الانتظار.
فالأشخاص الذين لديهم تذاكر مؤكدة يقرأون أو يرسلون رسائل نصية. ويدردشون مع أصدقائهم. وحتى إن بعضاً منهم ينامون!
في المقابل أولئك الذين هم على لائحة الانتظار يحومون حول شباك التذاكر. يتنقلون ذهابًا وإيابًا، ويضربون بأقدامهم، ويلعبون بالفكة التي في جيوبهم، ويدخنون (إن كان مسموحاً بذلك)، ويتمشون.
الفرق بين المجموعتين يكمن ببساطة في عامل الضمانة. فمجموعة واحدة تعرف أنها ستصل إلى وجهتها المطلوبة في الوقت المتوقع. فيما المجموعة الأخرى متوترة جداً لأن أعضاءها لا يعرفون متى – أو حتى إن كانوا – سيتمكنون من إجراء جميع الإتصالات المرجوة.
يقدم الكتاب المقدس ضمانة هائلة للمؤمنين. في حين أن أناساً كثيرين يسارعون إلى الاعتقاد بإن هذه الضمانة-عندما يقبلون في بادئ الأمر يهوشوا كرب ومخلص لهم- غالباً ما تتلاشى عندما يرتكبون غلطة ويقعون في الخطيئة – مرة أخرى.
عبرانيين 10 الآيتان الخامسة والثلاثون والسادسة والثلاثون تحثان المؤمنين على، أقتبس: "فَلاَ تَطْرَحُوا ثِقَتَكُمُ الَّتِي لَهَا مُجَازَاةٌ عَظِيمَةٌ.ل أَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى الصَّبْرِ، حَتَّى إِذَا صَنَعْتُمْ مَشِيئَةَ ياه تَنَالُونَ الْمَوْعِدَ."
إن ضمانة المؤمن هي هبة رائعة! إن كنتم تعرفون أن غداً سيتم استدعاؤكم لتمثلوا أمام عرش ياه عند الدينونة، فماذا سيكون رد فعلكم؟ هل ستكونون متوترين؟ تتأرجحون ذهابا وإياباً؟ هل ستكونون خائفين؟ هل سيقول لكم: "إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي".
أو أنكم ستطمئنون وترتاحون لأن دم يهوشوا قد غطى إخفاقاتكم وستمثلون أمام ياه وكأنكم لم تخطئوا أبداً من قبل؟
إنها الهبة التي يقدمها يهوه إليك. فيليبي 1 الآية السادسة تقول: "وَاثِقًا بِهذَا عَيْنِهِ أَنَّ الَّذِي ابْتَدَأَ فِيكُمْ عَمَلاً صَالِحًا يُكَمِّلُ إِلَى يَوْمِ يهوشوا الْمَسِيحِ".
الجأ إلى الآب. وأعطه مشيئتك. واطلب منه أن يحضّرك وهو سيفعل ذلك!
لقد مُنحنا وعوداً ثمينة. إبدأوا بالمطالبة بها!
* * *الجزء الثالث (إبراهيم ويوسف)
إبراهيم نادر: أريد أن أشكرك يا يوسف على الوقت الذي خصصته لمشاركتنا الحقائق. حقائق قابلة للتوثيق يمكننا البحث عنها بأنفسنا. لطالما أحببت التاريخ، ولكن هذا تاريخ لم أسمع به من قبل!
يوسف راضي: تم إخفاؤه عمداً. فقد لعب الشيطان لعبته الطويلة الأمد. إنه خِداع كان منذ آلاف السنين – حرفياً!
لكنه كان يعلم أنه إن تمكن من وضع تقويم ذي دورة أسبوعية متواصلة، وإن كان بإمكانه أن يجعله مقبولاً على نطاق واسع الى حد يجعل الناس يعتبرونه أمراً مفروغاً منه، فلن يفكروا حتى أبداً في التشكيك فيه. وهذا بالضبط ما حدث.
كما قلنا سابقًا، نظرًا لأن الوقت نفسه متواصل، ولأن التقويم الغريغوري البابوي يتمتع بدورة متواصلة ذات سبعة أيام في الأسبوع، فقد افترض الناس ببساطة أن الأسبوع الحالي الذي يدوم سبعة أيام قد ورثناه من التكوين. لذا فإنهم يمارسون العبادة يوم السبت، ويذهبون إلى الكنيسة يوم الأحد، ظانين أنهم يكرمون ياه، في حين، أنهم في الواقع، يكرمون الشيطان عن جهل.
إبراهيم نادر: ما يهمني أكثر من أي شيء هو أن الرؤيا واضحة جدا بخصوص الاختبار النهائي الذي سيكون حول العبادة.
في الرؤيا 14 لدينا ملاك طائر وسط السماء يقول: «خَافُوا ياه وَأَعْطُوهُ مَجْدًا، لأَنَّهُ قَدْ جَاءَتْ سَاعَةُ دَيْنُونَتِهِ، وَاسْجُدُوا لِصَانِعِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَالْبَحْرِ وَيَنَابِيعِ الْمِيَاهِ». (رؤيا 14 : 7) إنها لغة الوصية الرابعة.
بينما في الوقت عينه، في الرؤيا 13، هناك الوحش الذي يفرض عبادة صورة الوحش، وإن لم تلتزم بذلك، فلن تتمكن من الشراء أو البيع، ولن تكون قادرًا على الاحتفاظ بعملك، أو دفع فواتيرك…
يوسف راضي: أو إعالة عائلتك.
إبراهيم نادر: وإن بقيت مصراً على عدم الاستسلام ولم تعبد صورة الوحش، فسيصدرون في النهاية مرسومًا بالإعدام لإجبارك على ذلك.
الأمر جدي، يا أصدقاء. الوضع خطير. كم من الناس المخلصين يذهبون إلى المسجد للصلاة يوم الجمعة، أو يرتدون ملابس الكنيسة لزيارتها أو زيارة الكنيس يوم السبت. كم منهم يذهبون إلى الكنيسة يوم الأحد، وهم يجهلون تماماً حقيقة أنهم يكرمون أيام عبادة زائفة لم يضعها سوى الشيطان نفسه؟
يوسف راضي: لا يعرفون ما يجهلون. وأنت على حق: الوضع خطير.
اسمعوا أيها الأصدقاء: نحن لا نطلب منكم أن تصدقوا كلمتنا كما هي. لن نفعل ذلك أبداً في الواقع، إن قال لكم شخص ما:
"ثق بكلامي في هذا الخصوص، فأنا حائز على دكتوراه في اللاهوت."
"ثق بكلامي في هذا الخصوص، فأنا كاهنك، راعيك."
"ثق بكلامي في هذا الخصوص، فأنا عالِم في الكتاب المقدس"
إبراهيم نادر: اعتبر الأمر بمثابة تحذير لك، لتدرس بمفردك.
يوسف راضي: بالضبط. وهذا ما نطلب منك القيام به: لا تصدق كلمتنا كما هي. ادرس الموضوع بنفسك.
لدينا فيديوهات كثيرة على اليوتيوب، ولدينا مقالات كثيرة على موقعنا الإلكتروني تشرح كيفية عمل التقويم الكتابي، وتوضح من الكتاب المقدس الطبيعة الملزمة لناموس ياه. يمكنك البدء من هناك، لكن، لا تتوقف عند هذا الحد. استمر في الدراسة. استخدم المواد المتوفرة على موقعنا الإلكتروني كنقطة انطلاق للتعمق في الدراسة.
إبراهيم نادر: مقالات كثيرة تحتوي على تعليقات ختامية. راجع المصادر بنفسك. اقرأها في السياق. فنحن لا نحاول إخفاء أو تغطية أي شيء. بل نحاول ببساطة مشاركة ما نحن مقتنعون بأنه حق.
يوسف راضي: ليس حقاً شائعاً، ولكنه الحق لهذه الأيام الأخيرة. يا إبراهيم، إن ما زال الكتاب المقدس على مقربة منك، إقرأ لنا أشعياء الإصحاح الثامن والخمسين؟
إبراهيم نادر: وجدته. "«نَادِ بِصَوْتٍ عَال. لاَ تُمْسِكْ. اِرْفَعْ صَوْتَكَ كَبُوق وَأَخْبِرْ شَعْبِي بِتَعَدِّيهِمْ، وَبَيْتَ يَعْقُوبَ بِخَطَايَاهُمْ. (أشعياء 58: 1)
إبراهيم نادر: هذه الرسالة موجهة إلى شعب ياه. هم من يحاول ياه أن يظهر لهم تجاوزاتهم. ومع ذلك، تقرأ أنهم يجهلون خطاياهم!
ليس لدينا وقت لقراءة الفصل بالكامل، ولكنه مفيد. انتقل الآن للقراءة من الآية الثانية عشرة.
إبراهيم نادر: وَمِنْكَ تُبْنَى الْخِرَبُ الْقَدِيمَةُ. تُقِيمُ أَسَاسَاتِ دَوْرٍ فَدَوْرٍ، فَيُسَمُّونَكَ: مُرَمِّمَ الثُّغْرَةِ، مُرْجعَ الْمَسَالِكِ لِلسُّكْنَى. «إِنْ رَدَدْتَ عَنِ السَّبْتِ رِجْلَكَ، عَنْ عَمَلِ مَسَرَّتِكَ يَوْمَ قُدْسِي، وَدَعَوْتَ السَّبْتَ لَذَّةً، وَمُقَدَّسَ ياه مُكَرَّمًا، وَأَكْرَمْتَهُ عَنْ عَمَلِ طُرُقِكَ وَعَنْ إِيجَادِ مَسَرَّتِكَ وَالتَّكَلُّمِ بِكَلاَمِكَ، فَإِنَّكَ حِينَئِذٍ تَتَلَذَّذُ بيهوه، وَأُرَكِّبُكَ عَلَى مُرْتَفَعَاتِ الأَرْضِ، وَأُطْعِمُكَ مِيرَاثَ يَعْقُوبَ أَبِيكَ». (أشعياء 58: 12-14)
يوسف راضي: هذا هو العمل الذي علينا أن نقوم به في هذه الأيام الأخيرة. علينا أن نبني الخرب القديمة، لإصلاح خرق ناموس ياه.
إبراهيم نادر: لقد منح آدم الخيار: أن يأكل أو لا يأكل. ونحن أيضاً منحنا الخيار. في الحالتين، يعود الأمر إلى الطاعة. هل تحب ياه كفاية لتطيعه؟
إستمعوا إلينا غداً من جديد، وحتى ذلك الوقت، تذكّروا: يهوه يحبّكم…وهو جدير بثقتكم!
تسجيل خروج مسجل مسبقاً (منى حداد)
أنتم تستمعونَ إلى راديو "فرصةُ العالمِ الأخيرة".
هذه الحَلقة، بالإضافةِ إلى الحلقاتِ السابقةِ من راديو "فرصةُ العالمِ الأخيرة"، متوفرةٌ للتحميلِ على موقعِنا الإلكتروني. إنها حلقاتٌ رائعةٌ لكي تشاركَها مع الأصدقاءِ ومع زملائِكَ في دراسةِ الكتابِ المقدس! وهي حلقات لا غنى عنها للذين يعبدونَ يَهوَه في بيوتِهم. إذا رغبتَ في الاستماعِ إلى برامجِ راديو "فرصةُ العالمِ الأخيرة"، زُرْ موقعَنا www.worldslastchance.com
انقر على رمزِ راديو "فرصةُ العالمِ الأخيرة" الموجودِ أعلى الصفحةِ الرئيسيةِ لجهةِ اليمين. هكذا يمكنكُ تحميلُ كلِّ الحلقاتِ بلغتِكَ المُفضّلة. هناك أيضًا مقالاتٌ وفيديوهاتٍ بمجموعةٍ مختلفة من اللغات.
انضموا إلينا غدًا لتَستمِعوا إلى رسالةٍ مليئةٍ بالحقِّ عبر WBCQ على موجة 9330 كيلوهيرتز، وعلى تردّد 31 مترًا.
راديو "فرصةُ العالمِ الأخيرة" ! نُحضِّرُ الناسَ لرجوع المخلص الوشيك!