WLC Radio
الكلمة صار جسداً
يرى الثالوثيون أن يوحنا الأول هو دليل على ألوهيّة المسيح، غير أن هذا التفسير يتغاضى عن الأدلة السياقيّة التي تثبت أن المسيح لم يكن إلهًا.
أهلًا بكم الى راديو فرصة العالم الأخيرة، التابع لموقع وورلدز لاست تشانس، وهو خدمة مخصّصة لتعلّم كيفية العيش في استعداد دائم لعودة المخلّص.
طوال ألفي عام، والمؤمنون من كل جيل يتوقون إلى أن يكونوا الجيل الأخير. ولكن، خلافًا للاعتقاد الشائع، لم يعطِ المسيح المؤمنين «علامات الأزمنة» لينتبهوا إليها، بل على العكس، حذّر يهوشوا مراراً من أن مجيئه سيفاجئ حتى المؤمنين. وأوصاهم بإلحاح بأن يكونوا مستعدين دائمًا إذ قال:
" لِذَلِكَ كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا مُسْتَعِدِّينَ، لِأَنَّهُ فِي سَاعَةٍ لَا تَظُنُّونَ يَأْتِي ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ." (متى٢٤: ٤٤(
راديو فرصة العالم الأخيرة: نُعلّم العقول ونُعدّ القلوب لعودة المسيح المفاجئة.
الجزء الأول
سامي صابر: يبدأ إنجيل يوحنا ببعض الكلمات الأكثر شعرية في الكتاب المقدس بأكمله. فالآية الأولى تقول: "في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله".
تشكّل هذه الآية، بالإضافة إلى الآية الرابعة عشرة، الدليل الأساس الذي يستخدمه الثالوثيون كدليل على وجود إله ثالوثي مكون من الله الآب، والله الابن، والله الروح القدس.
ولكن كما قلنا في حلقات سابقة، الكتاب المقدس لا يُعلّم في الواقع أن "الله" هو ثالوث. بل إن الدليل الساحق هو أنه لا يوجد سوى إله واحد، وهو يهوه. وطبيعته، مثل أي شخص آخر، "توحيديّة"، أي لا يوجد سوى واحد منه.
مرحبًا، أنا سامي صابر، وأنتم تستمعون إلى راديو فرصة العالم الأخيرة حيث نغطي مواضيع متعلّقة بالكتاب المقدس، والنبوءة، والتقوى العمليّة، والمعتقدات الكتابيّة، والعيش في استعداد دائم لعودة المخلّص غير المتوقّعة، في أي موعد كان. اليوم، طلبت من يوسف أن يشاركنا المشاكل التي تواجهونها عندما تحاولون فرض تفسير ثالوثي على يوحنا الأول وكيف يتناسب هذا – أو لا يتناسب – مع بقية الكتاب المقدس. لاحقًا، تخصص لنا ناديا يعقوب وعدًا لحماية أولئك المعرَضين للخطر.
يوسف؟ ماذا تخبرنا عن هذا التفسير الخاطئ ليوحنا الأول؟ من أين جاء هذا التفسير وكيف يؤثر على بقية الكتاب المقدس؟
يوسف راضي: كلها أسئلة رائعة سامي، وسنتناولها اليوم. لكن أولًا، لدي سؤال: أسبق لك أن شاهدت فيديوهات لأشخاص مصابين بعمى الألوان وهم يرون الألوان لأول مرة؟ اخترعوا نظارات خاصة تسمح لهم برؤية الألوان. أسبق لك أن شاهدت أيًا من هذه الفيديوهات؟
سامي: أجل! إنها فيديوهات حقيقية تبعث على الشعور بالسعادة. أتتخيّل أن تعيش حياتك وأنت ترى ظلال اللون الرمادي فقط، ثم بمجرد وضع نظارة خاصة، ترى مجموعة كاملة من الألوان؟
يوسف: لا أستطيع تخيّل ذلك. ويمكنك أن ترى التأثير الذي يحدث على الناس عندما يضعون النظارات. فعادةً ما ينفجرون بالبكاء.
سامي: بالتأكيد! فالفرق شاسع.
يوسف: هذا ما أطبقه على يوحنا الأول. عندما تقرأ الكتاب المقدس من خلال عدسة الثالوث، ستراه في كل مكان – حتى حيث لا وجود له. وهنا تكمن المشكلة. لأنه عندما تفرض عقيدة الثالوث على تفسيرك للكتاب المقدس، ستفوّت ما يقوله الكتاب المقدس حقًا.
قبل أن نواصل، سأوضح بعض المصطلحات. يكشف الكتاب المقدس أن يهوه هو الإله الوحيد. إنه الإله الحقيقي الوحيد ولا أحد سواه. وبالتالي طبيعته، مثل طبيعتنا، هي توحيدية، أي واحدة فقط. وهي ليست ثالوثية.
معظم المسيحيين اليوم، لا يعرفون أن عقيدة الثالوث جاءت بعد المسيح بمئات السنين—
سامي: من الوثنية القديمة!
يوسف: صحيح. معظم المسيحيين اليوم، ومن دون أن يدركوا، يؤمنون بثالوث إلهي. يقولون إن الثالوث واحد في الطبيعة وواحد من حيث الغرض. ويعتقد كثيرون أنهم واحد في الجوهر. لذا عندما أقول اليوم "الله"، يجب أن تفهم أنني لا أشير إلى يهوه، خالقنا. بل أشير إلى هذا المفهوم الوثني للثالوث الإلهي في واحد. وعندما أستخدم اسم "يسوع"، أشير إليه بالمعنى الثالوثي باعتباره ثلث الثالوث.
سامي: حسنًا.
يوسف: فلنبدأ بيوحنا الأول الآية الأولى. إقرأها لنا. أو إذا كنت تعرفها، فقلها.
سامي: " في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله."
يوسف: يقول الثالوثيون إن يسوع هو كلمة الله، لذا عندما يقرؤون هذه الآية التي تقول "الكلمة كان الله"، يقولون: "أوه، انظر! الكتاب المقدس يقول إن يسوع هو الله! إنه إله!"
ونحن نَعلم أن يهوشوا هو في الواقع مجرد إنسان.
سامي: سيقول الثالوثيون إنه إنسان بالكامل. نشأت في طائفة ثالوثية. وتَعلّمنا أن يسوع كان إنسانًا بنسبة مئة في المئة وإلهًا بنسبة مئة في المئة.
يوسف: إنه أمر سخيف. لا أحد يتمتع بطبيعة مزدوجة، حتى يهوه نفسه. ولأن الألوهية لا يمكن أن تموت، كان لا بد من أن يكون المخلص إنسانًا بالكامل ليموت من أجل خطايانا. إذا لم يمت أي جزء منه، فهذا يعني أنه لم يمت حقًا.
سامي: إذن، بما أننا نَعلم أنه مات، لا يمكن أن يكون يهوشوا إلهًا.
يوسف: عندما تفسر هذه العبارة "كان الكلمة الله" من منظور الثالوث، فإن هذا المقطع يُثبت أن يسوع هو الله. اقرأ الآن الآية الرابعة عشرة. ماذا تقول؟
سامي: "وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْدًا كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ، مَمْلُوءًا نِعْمَةً وَحَقًّا."
يوسف: هاتان الآيتان، بالنسبة إلى الثالوثيين، تشكلان "الدليل" الأساس على ألوهية المسيح. ولنكن منصفين، يبدو هذا للوهلة الأولى وكأنه استنتاج منطقي يمكن استخلاصه… إذا كنت تقرأه من خلال عدسات الثالوث. المشكلة هي أن "الله" ككيان ثالوثي لا يظهر في أي مكان في إنجيل يوحنا. في الواقع، تُستخدم كلمة "ثيوس" اليونانية التي تعني "الله" في العهد الجديد منذ عام ألف وثلاث مئة وعشرين. وإذا خصصتَ الوقت الكافي للبحث في هذه المقاطع، فستكتشف أنها لم تُستخدم للإشارة إلى الثالوث. ولا مرة واحدة.
سامي: إذن … "الإله" المشار إليه هنا لا يمكن أن يكون الإله الثالوثي.
يوسف: لا. سمعت وعّاظًا وكتّابًا دينيين يزعمون أن يوحنا كان يركز على ألوهية يسوع، وأن يسوع، باعتباره الله الابن، جاء ليكشف عن الله الآب.
لكنّ الحقيقة هي أن يهوشوا كشف عن يهوه الخالق وليس الثالوث.
انتقل إلى يوحنا السابع عشر. كانت هذه صلاة تلاها يهوشوا قبل خيانته مباشرة. ماذا يقول في الآية الثالثة؟
سامي: "وَهذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَهوشوا الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ."
يوسف: لاحِظ أن يهوشوا لا يشير إلى نفسه باعتباره "الله" أو حتى ثلث "الله". بل يرسم فرقًا واضحًا بين يهوه باعتباره "الإله الحقيقي الوحيد" وبين نفسه. حتى إنه يضع حرف "و".
"و" هي حرف عطف. وهي تربط بين أمرين ولا تحولهما إلى الأمر عينه تلقائيًا. يقول يهوشوا إن الحياة الأبدية هي معرفة يهوه باعتباره الإله الحقيقي الوحيد – ومعرفة يهوشوا الذي أرسله الإله الحقيقي الوحيد. هذا ليس إلهًا ثالوثيًا يصفه هنا.
كلمة ثيوس أو الله هنا تشير إلى يهوه حصريًا. وهكذا تُستخدم الكلمة باستمرار في العهد الجديد.
سامي: عندما تقرأ الآيتين الأولى والرابعة عشرة من يوحنا، تلاحظ أن الكلمات التي يمكن الاستدلال منها على الثالوث نادرة. ويفترض أن يتوقف مصيرنا الأبدي على هذه العقيدة المهمة للغاية؟
يوسف: هذا لا معنى له، أليس كذلك؟ ولنفسرَ هاتين العبارتين الصغيرتين على أنهما تعنيان أن يهوشوا هو جزء من ثالوث، يتعيّن علينا أن نتجاهل ما قاله هو نفسه عن أعظم الوصايا، وهي أن يهوه واحد. وليس ثلاثة في واحد. بل واحد فقط.
هذا النوع من إخراج العبارات من سياقها هو الذي يحرّف الحق ويخلق الطوائف.
سامي: صحيح. لا أعرف عدد الكلمات الواردة في يوحنا في كل اللغات، ولكن في اللغة الإنجليزية، تحتوي الترجمة على أكثر من ثمانية عشرة ألف كلمة. ويفترض أن نصدق أن عشر كلمات صغيرة، إذا أخرجناها من سياقها، يمكن اعتبارها دليلاً على ألوهية المسيح؟
يوسف: الحقيقة هي أنك لن تجد إشارة إلى "الله الابن" في الكتاب المقدس. فهي لا ترد فيه. هناك الكثير من الإشارات إلى أن يهوشوا هو "ابن الله" ولكن هذا مختلف تمامًا.
سامي: نعم، يشير بولس إلى المؤمنين باعتبارهم أبناء الله. لذا فإن تسمية يهوشوا بـ "ابن الله" لا يجعل منه "الله الابن" تلقائيًا.
يوسف: ألا تعتقد أن الرسل لو كانوا يؤمنون بأن يهوشوا إله، لكانوا صرّحوا بذلك؟ ولكن انظر إلى ما تحدثوا عنه، محور عظاتهم. لم يكن الأمر يتعلق مطلقًا بكون يهوشوا إلهًا.
فلنلقِ نظرة على بعض المقاطع. اقرأ لنا أعمال الرسل الثالث الآية الخامسة عشرة.
سامي : "وَرَئِيسُ الْحَيَاةِ قَتَلْتُمُوهُ، الَّذِي أَقَامَهُ اللهُ مِنَ الأَمْوَاتِ، وَنَحْنُ شُهُودٌ لِذلِكَ".
يوسف: واضح أن هذا الاستخدام لكلمة "ثيوس" يشير إلى يهوه. وما هو جوهر الرسالة؟ قتلتم يهوشوا، لكنّ يهوه أعاده إلى الحياة.
ماذا عن أعمال الرسل الخامس الآية الثلاثين؟
سامي: "إِلهُ آبَائِنَا أَقَامَ يَهوشوا الَّذِي أَنْتُمْ قَتَلْتُمُوهُ مُعَلِّقِينَ إِيَّاهُ عَلَى خَشَبَةٍ."
يوسف: تسجل أعمال الرسل الثاني عظة بطرس في يوم الخمسين، وقد أمضى بطرس وقتًا طويلاً – من الآية الثانية والعشرين حتى السادسة والثلاثين – في شرح هذه النقطة بالذات. كان هذا جوهر عظة بطرس. كان الناس يخلُصون ولم يُعلَّموا أن يهوشوا إله. ولم يتم إعلامهم أن "الله" هو في الواقع ثلاثة أشخاص يشتركون في جوهر واحد، وذلك لأن الرسل لم يؤمنوا بذلك. يأتي هذا الاعتقاد من الفلسفة الوثنية.
سامي: من المثير للاهتمام أن نفكر في الطريقة التي يُقدَّم بها يهوشوا في بقية العهد الجديد. فهو لا يُقدَّم باعتباره "إلهًا" أو جزءًا من "الله". بل يُقدَّم باعتباره جالسًا عن يمين الله. هل هو جالس عن يمين نفسه؟ هذا غير منطقي.
يهوشوا هو كيان منفصل. إنه إنسان. وقد تم تعظيمه ليكون جالسًا عن يمين يهوه، الوحيد الذي هو إله.
يوسف: صحيح، يوحنا لا يُعلّم عن التجسد بل عن الوكالة.
سامي: ماذا تقصد؟
يوسف: لا يُعلّم يوحنا ولا بقية العهد الجديد أن يهوشوا كان "الله" المتجسد في جسد بشري. لا يرد ذلك في الكتاب المقدس. بدل ذلك، ما يُعلّمه الكتاب المقدس هو أن يهوشوا كان وكيل يهوه، ممثله على الأرض المفوض للعمل نيابة عنه. وهكذا تحدث يهوشوا عن نفسه. عندما قال، "أبي أعظم مني"، كان يقول ذلك لأنه صحيح. إنه إنسان! ويهوه هو الإله الوحيد.
ولكن لو كان يقول ذلك كجزء من الثالوث، فهو كاذب.
هل تعرف قصة الأمير الضفدع الخيالية؟
سامي: أجل، أليست قصة خرافية ألمانية؟ ضفدع يساعد أميرة ثم يطلب منها في المقابل أن يعيش معها. تشعر الأميرة بالاشمئزاز بطبيعة الحال، ولكن في النهاية يتبين أن الضفدع كان أميرًا تحت تعويذة شريرة.
يوسف: إنها هي. يمكننا القول إن الأمير تجسد في جسد الضفدع. كان داخل جسد الضفدع.
وأولئك الذين يؤمنون بأن المسيح إله يقولون أكثر من ذلك. يقولون إنه رغم أن المسيح أصبح إنسانًا بالكامل، ظل إلهًا بالكامل. وهذا يشبه القول إن الأمير الضفدع كان "إنسانًا بالكامل وضفدعًا بالكامل".
يضحك سامي: حتى الحكاية الخيالية لا تدعي ذلك. فهي تقول إن الإنسان كان محاصرًا في جسد ضفدع؛ ولا تحاول أن تزعم أن الأمير كان إنسانًا وبرمائيًا بالكامل في الوقت عينه. ظل إنسانًا وتمكن أخيرًا من الهروب من جسد الضفدع.
يوسف: ولذلك بالتحديد يجب أن يكون المخلص إنسانًا بالكامل. فبحكم التعريف، لا يمكن أن تموت الألوهية. يقول الثالوثيون إنه كان إنسانًا بالكامل وإلهًا بالكامل. كان إنسانًا بنسبة مئة في المئة بينما كان إلهًا بنسبة مئة في المئة.
سامي: ولكن بما أن الألوهية لا يمكن أن تموت، لم يكن ليموت حقًا، إذن!
يوسف: بعيدًا عن التصريحات الواضحة في الكتاب المقدس بخصوص طبيعة يهوه والطبيعة البشرية الكاملة ليهوشوا، هذا هو الدليل الأوضح على أن المخلص لم يكن إلهًا. لم يكن ممكنًا أن يكون كذلك ومع ذلك مات من أجل خطايانا.
حسنًا. إذا نظرنا مجددًا الى يوحنا الأول الآية الرابعة عشرة، فنلاحظ أنه يقول: "الكلمة صار جسدًا". وهذه هي الطريقة التي تترجِم بها أغلب الترجمات الحديثة، المتأثرة بعقيدة الثالوث، هذه الآية. ولكن قِلة قليلة تترجمها على أنها "الكلمة حُوّل إلى جسد". وهذا يتفق إلى حد ما مع المعنى اليوناني الذي يعني حرفيًا " التسبب في الوجود ".
سامي: لم أفهم.
يوسف: المشكلة هي أن هذا مجهول. هل كان "الله الابن" يفتقر إلى القدرة على تجسيد نفسه؟ هل كان بحاجة إلى مساعدة؟
أيهما؟
سامي: إذا تناولنا الأمر هكذا، فسنرى أنه يؤكد على التحول. وهذه مشكلة أيضًا، حتى لو اخترت ترجمة "صار جسدًا". يقول قانون الإيمان النيقاوي – ما زلت أحفظه عن ظهر قلب – عن المسيح إنه " إله من إله، نور من نور، إله حق من إله حق، مولود غير مخلوق، مساوٍ للآب في الجوهر". فهل توقف عن كونه مساويًا للآب في الجوهر عندما اتخذ جسدًا بشريًا؟ ولكن كيف يظل إلهًا إذا كان الأمر كذلك، إذ كونه مساويًا للآب في الجوهر – أو من جوهر الآب نفسه – هو جزء مما يحدده على أنه إله؟
يوسف: سؤال وجيه. عندما تَحوّل الأمير الضفدع إلى ضفدع ولم يعد له جسد بشري، لم يعد إنسانًا بالكامل. الأمر نفسه يُطبّق على اليرقة، مثلًا. بمجرد أن تتحوّل إلى فراشة، لم تعد يرقة. عندما تتخذ جسدًا بشريًا، لم تعد كما كنت قبل أن تتخذ جسدًا بشريًا. هل تفهم ما أقصد؟ لقد تحولت. لا يمكنك التشبث بتعريف ما كنت عليه من قبل والقول إن شيئًا لم يتغير. لا يُطبّق ذلك.
سامي: ولهذا السبب يتعاطى علماء اللاهوت الثالوثي بحذر شديد مع هذه القضية. فهم لا يعترفون بأن الله الابن تحوّل إلى جسد بشري. بل يحاولون بدل ذلك أن يزعموا أنه اتخذ ببساطة طبيعة ثانية.
يوسف: صحيح. ولكن كما رأينا، لا أحد، بما في ذلك يهوه نفسه، لديه طبيعة مزدوجة. وبحكم التعريف، لا يمكن لأي شخص أن يتمتع إلا بطبيعة واحدة. وإذا بحثتَ عن كلمة "طبيعة" في القاموس، فالمعنى الذي نستخدمها به هو التعريف التالي: " السمات الأساسية أو المتأصلة لأمر ما، ولا سيما عندما يُنظر إليها باعتبارها سمة مميزة له".
إذن، من غير الممكن أن يكون هناك طبيعتان. إما أن يكون لديك إحداهما أو الأخرى. كان المسيح إلهًا أو كان إنسانًا. لم يكن من الممكن أن يكون كليهما في الوقت عينه. وكما رأينا، لم يكن من الممكن أن يكون إلهًا ويموت من أجل الخطيئة لأن الألوهية، بحكم تعريفها، لا يمكن أن تموت.
إعلان
يؤمن الثالوثيون وعلى نطاق واسع بأن يهوشوا كان له وجود سابق قبل ولادته في بيت لحم. وهذا منطقي. إذ لو كان يهوشوا إلهًا حقًا، فلا بد أن يكون له وجود سابق.
إذا كنتم تستمعون إلى إذاعة فرصة العالم الأخيرة منذ فترة طويلة، فأنتم تعرفون أننا في WLC نؤمن بالتوحيديّة. لا نؤمن بأن الكتاب المقدس يُعلّمنا عن الثالوث الأقدس ولدينا مقالات كثيرة وفيديوهات وحلقات إذاعية بُثّت سابقًا وتغطي الأدلة على ذلك. هناك مقطع في كتابات بولس يبدو أنه يدعم فكرة وجود المسيح مسبقًا. في الواقع، ينص هذا المقطع على أن يهوشوا كان الصخرة التي حصل منها بنو إسرائيل على الماء. ويضيف أن هذه "الصخرة" كانت تتبعهم خلال تجوالهم في البرية.
إن الحقيقة، بطبيعة الحال، لا تناقض نفسها أبداً. لذا هناك طريقة منطقية للتوفيق بين تصريح بولس وحقيقة أن يهوشوا لم يكن موجوداً قبل ولادته. وللحصول على نظرة متأنية بخصوص هذا الموضوع، استمعوا إلى حلقة إذاعية بعنوان "المسيح الصخرة". ورقمها مئة وستة وثمانون على WorldsLastChance.com/arabic. يمكنكم أيضاً العثور عليها وعلى غيرها من الحلقات التي بُثّت سابقاً على اليوتيوب!
الجزء الثاني
يوسف: أسبق لك أن لاحظت أن الثالوثيين لديهم طريقة محددة جدًا للحديث عن التجسد؟
سامي: ماذا تقصد؟
يوسف: معظم الترجمات المتأثرة بالثالوث ستترجم يوحنا الأول الآية الرابعة عشرة على أنها "الكلمة صار جسدًا". ولكن، لا يصيغون الأمر بهذه الطريقة عندما يتحدثون عن طبيعة المسيح. بدل ذلك، يقولون إن المسيح اتخذ الطبيعة البشرية.
سامي: نعم. حتى إنني سمعت شخصًا يقول إنه "أضاف" الطبيعة البشرية، وكأنها نوع من البرامج الإضافية التي تضيفها إلى طبيعته الإلهية.
يوسف: هل لاحظتَ كيف أنهم في مثل هذه السياقات لا يحبون أن يقولوا "الجسد"؟ هل سمعتَ أحد الثالوثيين يقول " أضاف الله جسدًا"؟
سامي (يضحك): هل سمعتَ ذلك؟
يوسف: لا، وكأنهم يتجنبون استخدام هذه الكلمة. فهي حرفية للغاية بالنسبة إليهم. وبدل ذلك، يفضلون استخدام مصطلحات أكثر تجريدية مثل "الطبيعة البشرية".
سامي: صحيح.
يوسف: بعد الإصرار على أن يوحنا الأول الآية الرابعة عشرة تُعلّمنا أن "الله" اتخذ جسدًا بشريًا حرفيًا، وتجسد، بدأوا بتغيير الحوار والإشارة إليه على أنه "اتخذ الطبيعة البشرية". وهذا مختلف. ولكن عندما تكون عالِم لاهوت، عندما يتم تعليمك تحليل الأمور، تدرك أن العبارات في يوحنا الأول الآية الرابعة عشرة تطرح إشكالية. لذا تبدأ بالادعاء بأن المسيح "اتخذ الطبيعة البشرية".
سامي: هل تقول إنهم لا يؤمنون حقًا بأن الله الابن أصبح أو تحوّل إلى جسد؟
يوسف: الأمر حرفي بعض الشيء. فهم يفضلون أن يكون الأمر أكثر تجريدية. بدل القول إن الطبيعة الجديدة لله الابن كانت جسداً، يقولون إنه اتخذ أو "أضاف" طبيعة إضافية. لكنّ اتخاذ طبيعة إضافية ليس مماثلاً لأن تصبح تلك الطبيعة الجديدة.
لذا فإن سؤالي للثالوثيين هو: هل كان المسيح وهمًا؟ هل صار جسدًا بشريًا بالكامل؟ أو جزئيًا فقط؟ ولكن إذا كان جزئيًا فقط، ماذا ستفعلون بشأن يوحنا الأول الآية الرابعة عشرة التي تقول إنه صار جسدًا؟
سامي: وجهة نظر جيدة. وإذا كان المسيح قد تجسد، فهل أصبح إلهًا مرة أخرى عند قيامته أو صعوده؟
يوسف: وإذا كان أحد الثالوث الإلهي قد تجسد، فهل يمكن أن يُقال عنهما حقًا إنهما من الجوهر عينه؟ أو أن الابن لم يعد مساويا للآب والروح القدس؟ تواجه المزيد والمزيد من المشكلات، كلما حاولت فرض تفسير ثالوثي على الكتاب المقدس.
وينطبق على اعتباره لاهوتًا وثنيًا –
سامي: أو قصةً خيالية!
يوسف: لكنه، يحمل دليلًا خاطئًا على الطبيعة الحقيقية ليهوه والطبيعة الحقيقية لابنه. يهوشوا هو ابن الله؛ وهو ليس الله الابن. إن جعْل المسيح إنساناً كاملاً، حتى لو حاولت أن تصر على أن هذه الطبيعة مجرد طبيعة إضافية، يغير جوهرياً من هو. فكيف إذن يمكن لثلث الثالوث أن يكون مختلفاً عن الثلثين، ويظل كل منهما كياناً واحداً متماثلاً في الجوهر؟
سامي: لم أفكر في هذا الأمر من قبل، ولكنني أفهم وجهة نظرك. لا عجب في أن يفضّل الثالوثيون ترك الأمر في إطاره المجرد!
يوسف: عليك أن تقول الأمر وضده إذا كنت متمسكًا بعقيدة الثالوث. انتقل إلى العبرانيين الثالث عشر الآية الثامنة. هذه الآية يستشهد بها الثالوثيون كثيرًا لإثبات ألوهية المسيح. أتقرأها لنا؟
سامي: "يهوشوا الْمَسِيحُ هُوَ هُوَ أَمْسًا وَالْيَوْمَ وَإِلَى الأَبَدِ."
يوسف: يستخدمون هذه الآية في محاولة لإثبات ألوهية المخلص من خلال إظهار أنه مثل يهوه لا يتغير. ولكن كيف يمكنك أن تقول إنه لا يتغير عندما يكون قد تغير بمجرد اتخاذه الطبيعة البشرية؟! لا يمكنك استخدام هذه الآية لإثبات ألوهية المسيح لأن تجسده غيّره. حتى لو حاولت أن تصر بغباوة على أنه إنسان كامل وإله كامل، فإنه تناقض يسيء إلى يهوه وكذلك إلى يهوشوا.
سامي: ليس هذا فحسب، بل هل لاحظت أن يوحنا لم يتحدث أبدًا عن ميلاد يهوشوا أو الحمل به. لا يتحدث عنهما على الإطلاق. إن مسيح يوحنا يظهر بشكل كامل في السرد. في الواقع… سأنتقل إليه… لاحقًا في الأصحاح عينه عندما دعا فيليبس نثنائيل، قال: «وَجَدْنَا الَّذِي كَتَبَ عَنْهُ مُوسَى فِي النَّامُوسِ وَالأَنْبِيَاءُ يَهوشوا ابْنَ يُوسُفَ الَّذِي مِنَ النَّاصِرَةِ».".
يوسف: ليس هذا الوصف إلهيًا فحسب، بل إذا عدت ودرست كل ما قاله موسى والأنبياء عن المسيح القادم، فستكتشف أن لا أحد منهم تحدث عن إله ثالوثي أو عن تجسد يهوه. إذا كان هذا ما قصده يوحنا، فلماذا لم يقضِ وقتًا طويلاً في وصف هذا الحدث المعجزة؟
لن أتخطى هذه النقطة بسرعة كبيرة. فكّر فيها لبعض الوقت. يقول الثالوثيون إن إنجيل يوحنا هو المصدر الأساس في العهد الجديد لتعليم أن الله أصبح إنسانًا. ومع ذلك، يُفترض أن نقبل أن يوحنا كان يؤمن بأن يسوع كان الله الذي يتجسد، الله الذي يتخذ جسدًا بشريًا، ولم يكلف نفسه عناء الحديث عن مثل هذا الحدث؟ ولا حتى عن زيارة الملاك لمريم؟؟
سامي: هذا ليس منطقيًا.
يوسف: لا أبدًا. كل هذا المفهوم يدور حول هذه العبارة الصغيرة: الكلمة صار جسدًا. ومع ذلك، لا يتم وصف هذا الفعل أو التحدث عنه في إنجيل يوحنا على الإطلاق.
وعندما ننتقل إلى الأناجيل الأخرى، نرى أوصافًا للحمْل المعجزة ليوحنا المعمدان وولادته. نقرأ أن ملاكًا يزور مريم ليخبرها بأنها ستلد المسيح. لكننا لا نجد في أي مكان بيانًا بأن الألوهية تتجسد، أو أن الله يتجسد ويصبح إنسانًا، أو حتى أن الله يضيف طبيعة أخرى!
انتقل إلى لوقا الأول الآية الخامسة والثلاثون. يشرح الملاك لمريم ما سيحدث. سألت مريم للتو كيف يمكن أن يحدث هذا وهي عذراء. تفضل واقرأ إجابة الملاك.
سامي: "فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لَها: «اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ."
يوسف: هذه الفقرة هي المثالية لشرح تجسد الإله في الإنسان، لكنه لم يقل ذلك. بل لم يقل حتى إن المولود سيُدعى الله الابن.
سامي: نعم، وكما قلت، هناك فرق كبير بين هذا و"ابن الله". حتى البشر، وأحيانًا الملائكة، يُطلق عليهم تسمية أبناء الله.
يوسف: يقول الثالوثيون إن الله ثلاثة أشخاص في جوهر واحد، متحدون لغرض واحد. وهذا ما يدفعهم إلى الزعم بأنهم موحِّدون.
سامي: قرأتُ في مكان ما أن الثالوث هو ثلاثةُ "مَن هو" في واحدِ "ماذا."
يوسف (ضاحكًا): هذا لطيف. يبدو الأمر غير منطقي، لكنه لطيف.
المشكلة هي أن الوصف الثالوثي لله لا يتناسب حتى وتعريفهم له.
سامي: ماذا تقصد؟
يوسف: يبنون إيمانهم على يوحنا الأول الآيتين الأولى والرابعة عشرة، وهما تقولان إن الله الكلمة صار جسدًا. أليس كذلك؟ هذا هو الوصف. لكنّ التعريف هو أن الله هو ثلاثة أشخاص في جوهر واحد. ولكن إذا كان أحد هؤلاء الثلاثة إنسانًا، بعد أن اتخذ جسدًا بشريًا، فكيف تقول إن الثلاثة ما زالوا من جوهر واحد؟
لكي ينجح التعريف الثالوثي، يجب أن يكون لله الآب أيضًا طبيعتان إلهيتان بالكامل وإنسانيتان بالكامل. يجب أن يكون لله الروح القدس أيضًا طبيعتان إلهيتان بالكامل وإنسانيتان بالكامل. وإلا، فلا يمكنك أن تزعم أنهم جميعًا لهم الجوهر عينه.
إذا كان دينك كله يقوم على أن الله أصبح إنسانًا، أفلا ينبغي أن يكون "الله" (الثلاثة كلهم) ذو طبيعتين؟ لا يمكنك تعريف "الله" على أنه واحد ثم تستدير وتقول إن ثلث الله له طبيعتان في الواقع … لكنّ الثلثين الآخرين لهما طبيعة واحدة فقط.
سامي يضحك: يا للفوضى المربكة!
يوسف: الخطأ مربك.
إليك سؤالي: إذا كنتَ من الثالوثيين، فكم طبيعة يملك الله؟ أنا لا أسألك عن عدد الطبائع التي يملكها الله الابن. فأنا أعْلم أنهم يؤمنون بأن له طبيعتين. لكنهم يقولون أيضًا إنهم يعبدون إلهًا واحدًا فقط. كم طبيعة يملك هذا الإله الثالوثي؟ إذا كان تعريفك الرئيس هو أن الله ثلاثة أشخاص في طبيعة واحدة، فإن جزء الجسد البشري من الله الابن قد تم إنكاره للتو. لا يمكن أن يكون إلا شخصًا واحدًا بطبيعة واحدة – نفس الطبيعة التي يملكها الشخصان الآخران من الثالوث.
إذن أيهما هو الصحيح؟ هل صار الله جسدًا؟ أو أن الثالوث الإلهي له طبيعة واحدة؟ لا يمكن أن يكون كلاهما صحيحًا.
سامي: هل يمكنني أن أقول أمرًا هنا؟ سأخرج عن الموضوع قليلاً وأجازف بإهانة بعض الناس، لكنني أظن أن هذه نقطة تستحق العناء. وهي أن المسيحيين المحافظين الذين يتمسكون بعقيدة الثالوث يتصرفون بنفاق عندما يدينون الأفراد المتحولين جنسياً.
يوسف: هذا مثير للاهتمام. تابع.
سامي: يَعلم العلماء أن الجنس معقد، إذ يوجد الذكور والإناث والخنثى ومجموعة كاملة من الطفرات الأخرى. هذه حقيقة؛ هذا ليس اختيارًا.
هذا تبسيط مفرط، ولكن لأغراض التوضيح، فقط تقبّلْه. فلنفترض أن شخصاً ولد بكل مكونات الرجل، ولكن بسبب ضعف انقسام اللوزة الدماغية، يخبره دماغه: "مهلاً! أنا في الجسم الخطأ. أنا أنثى". لذا، تخضع لعملية جراحية لإعادة تحديد الجنس وتقول: "الآن أنا أنثى. ضميري هو هي". وسيأتي مسيحي محافظ ويقول: "لا. أنت لا تزال ذكراً. أنت ذكر مريض عقلياً".
ثم يصر نفس المسيحي على أن "الله" هو ثلاثة أشخاص في جوهر واحد… في حين يتجاهل الحقيقة المفترضة بأن أحد هؤلاء الأشخاص متحول الطبيعة. وسيصرون على أن يسوع هو إنسان كامل وإله كامل. وسيكون الأمر أشبه بشخص متحول جنسياً يقول: "أنا ذكر بنسبة مئة في المئة وأنا أنثى بنسبة مئة في المئة".
يوسف: لم أفكر في ذلك من قبل. ومثْل الأفراد المتحولين جنسياً الذين يغيرون ضمائرهم، يفعل الثالوثيون ذلك أيضاً. فهم يشيرون إلى إلههم بالضمير الشخصي المفرد "هو"، رغم وجود ثلاثة أمثاله، وبالتالي فإن "الله" ينبغي أن يُشار إليه بشكل أكثر دقة بـ "هم".
سامي: أصبت. أثبت العِلم الطبي أن الأفراد المتحولين جنسياً لديهم اختلافات فعلية في بنية الدماغ تتوافق مع الجنس الذي يقولون إنهم يتماهون معه وليس الجنس الذي نميل إلى النظر إليهم على أنهم يملكونه بناءً على الخصائص الجنسية الثانوية. ولكن حتى مع هذا، فإن الكثير من المسيحيين الثالوثيين المحافظين سينددون بالأفراد المتحولين جنسياً ويسخرون منهم علناً بينما يتجاهلون في الوقت نفسه حقيقة أن إلههم الثالوثي له جوهر متحول وسيشيرون إليهم بإصرار باستخدام ضمائر مفردة.
يوسف: هذه ملاحظة مثيرة للاهتمام. نعم، ربما أزعجتَ بعض المستمعين.
سامي: آسف.
يوسف: لا أقول إنك مخطئ. بل هي طريقة مفيدة لدراسة الأمر. وهي تحوله إلى أمر أقرب إلى الواقع.
هناك نقطة أخرى يجب أن يعرفها الثالوثيون وهي أن التاريخ ضدهم. كان ما يسمى بـ "آباء الكنيسة" يتمتعون بتعليم جيد جدًا. كما كانوا يميلون إلى أن يكونوا كتابًا غزير الإنتاج والكثير من كتاباتهم متوافرة حتى يومنا هذا. ونتيجة لذلك، يمكننا تتبع كيف ومتى أصبح الثالوث الإلهي أرثوذكسيًا مقبولًا في الكنيسة.
سامي: لم يكن التحول بين عشية وضحاها، أليس كذلك؟ فبعض المسيحيين فقدوا حياتهم بسبب رفضهم لهذه العقيدة الوثنية.
يوسف: أنت محق، فالخطأ كان ينتصر دائمًا على دماء الشهداء.
نَعلم أن المسيحيين الرسل، مثل اليهود من قبلهم، كانوا توحيديين صارمين. كانوا يعتقدون أن يهوه وحده هو الإله وأن يهوشوا، باعتباره ابن يهوه، كان إنسانًا كاملاً رغم كونه الابن الوحيد ليهوه.
بعد مرور نحو مئة عام، بدأ آباء الكنيسة، الذين كانوا على دراية تامة بالفلسفة الأفلاطونية، بتكييف أفكار أفلاطون عن " اللوغوس" أو "الكلمة" و يوحنا الأول. وقرروا أن "الكلمة" تشير إلى إله ثانوي، إله أدنى ليس مساوياً ليهوه، الإله الأسمى، ولا أزلياً معه. ومن هنا جاءت فكرة المسيح الموجود قبل الوجود.
سامي: مباشرة من الوثنية.
يوسف: صحيح. عندما تنظر إلى الأمر، تجد أن قانون الإيمان النيقاوي ليس ثالوثيًا تمامًا.
سامي: كيف تقول ذلك؟ هذا ما تم التصويت عليه في مجمع نيقية عام ثلاث مئة وخمسة وعشرين ميلادي؟
يوسف: انظر إلى صياغتها. العبارة الافتتاحية هي: "نؤمن بإله واحد، آبٍ ضابط الكلّ، خالق السّماء والأرض، كلّ ما يُرى وما لا يُرى".
ولكن هذا لا يعني أن النص يقول "إله واحد"، بل يشير إلى "الآب" فقط باعتباره "الإله الواحد". وكان المسيحيون في القرن الرابع يصرون على أنهم يؤمنون بإله واحد من خلال التأكيد على أن الآب هو الأسمى. ولم يزعم المسيحيون غير اليهود في تركيا اليوم أن إلههم هو ثلاثة أشخاص في جوهر واحد إلا في وقت لاحق من القرن عينه، بعد ما يناهز ثلاث مئة وخمسين عاماً من ميلاد المسيح.
سامي: يا إلهي، في القرن السابع عشر تقريبًا، مضى وقت طويل منذ ذلك الحين!
يوسف: الحقيقة هي أن المسيحيين لم ينظروا دائمًا إلى المسيح باعتباره مساويًا ليهوه أو حتى مساويًا له في الأزلية. لكنّ معظم المسيحيين اليوم لا يعرفون تاريخهم أو تطور العقيدة التي أدت إلى المسيحية الحديثة.
وتثبت وثائق كثيرة ذلك. وأود أن أشجع مستمعينا على البدء بالبحث. فالمسيحية اليوم تشبه الوثنية القديمة أكثر من تشابهها بالمسيحية الرسولية. إن فكرة تحول الله إلى إنسان كانت مفهوماً ظهر أولاً في الوثنية. لذا، فإن المتحولين من الأمم، الذين نشأوا وتعلّموا في الوثنية، جلبوا معهم هذا المفهوم وطبقوه على إنجيل كتبه يهودي موحِّد من القرن الأول. وهنا يحدث فساد الحقيقة. ولهذا، يقرأ المسيحيون حتى يومنا هذا الكتاب المقدس من خلال عدسات وثنية ثالوثية.
ولكن هذا تحريف للحقيقة.
وقفة منتصف البرنامج
أنتم تستمعونَ إلى راديو "فرصةُ العالمِ الأخيرة"!
راديو "فرصةُ العالمِ الأخيرة": نُعلّم العقول ونُعدّ القلوب لعودة المسيح المفاجئة!
إعلان
كلمة "نائب" كلمة لا نسمعها كثيراً. بل يمكننا برأيي أن نقول إن هذه هي المرة الوحيدة التي نسمع فيها هذه الكلمة في إشارة إلى البابا بالنسبة إلى أغلبنا. ولكنّ البابا هو نائب يهوه الذي نصّب نفسه نائباً له. ويكشف لنا تاريخ اضطهاد كل من اختلف مع البابا عن نوع الممثل الذي يمثله البابا.
وعلى النقيض من ذلك، يهوشوا هو نائب عيَّنه يهوه بنفسه. وهذا مكّنه من التحدث والتصرف بسلطان إلهي كامل بينما كان لا يزال إنسانًا كاملاً. دراسة حياة المسيح وفهم أن كل عمل قام به، وكل كلمة
نطق بها، كانت بمثابة الممثل الفعّال والشرعي ليهوه، تسلط الضوء بشكل رائع على حياة المخلص.
ابحثوا عن الحلقة مئتين وثمانية وخمسين بعنوان "نائب يهوه (ليس البابا!)" عندما ترون كيف استقبل المسيح، بصفته نائب يهوه، الخطأة بعطف وتفهم، ستشعرون أن هذا يبعث الثقة في أن يهوه سيستقبلكم بالطريقة عينها. تجدونها على WorldsLastChance.com/arabic. الحلقة مئتان وثمانية وخمسون، بعنوان "نائب يهوه (ليس البابا!)".
الجزء 3
يوسف: سأخصص بقية وقتنا للنظر في الآيتين الأولى والرابعة عشرة من يوحنا الأول في سياقهما. وهذا السياق هو كل ما تبقى من إنجيل يوحنا. ماذا يقول يوحنا في بقية إنجيله؟ هل يرد أي أمر من شأنه أن يدعم فكرة المخلص ذي الطبيعة المزدوجة؟ أو يُعلّمنا عن الثالوث الإلهي أو أن "الله" أصبح إنسانًا في جسد بشري؟
وما نجده مراراً في إنجيل يوحنا هو أن يهوشوا يُقدَّم باعتباره وكيلاً ليهوه. هذا كل شيء.
سامي: هذا تمييز مثير للاهتمام. إذن، ما تقوله هو إن ما فسرناه على أنه مقاطع تتحدث عن كشف الابن عن الآب من خلال التجسد، كإله يتجسد ويصبح إنسانًا، هي في الواقع مقاطع تقدم يهوشوا كممثل قانوني ليهوه، مخوّل بالكامل للعمل نيابة عنه.
يوسف: نعم، وهذا هو التعيين القانوني. كان يهوشوا مخولاً بالكامل للتحدث والتصرف نيابة عن الآب. هذا ما نجده في إنجيل يوحنا – والأناجيل الأخرى في الواقع، ولكن في مناقشتنا اليوم سنركز على يوحنا.
لا نجد هذا في تفسير يوحنا فحسب، بل نجده أيضًا في كلمات يهوشوا نفسه! فقد قيل لنا مرارًا إن يهوشوا أُرسل من الله.
سامي: ومن الواضح أنه إذا كان "الله" قد أرسله، فلا يمكن أن يكون هو الله نفسه. هل أرسل الله نفسه؟ هذا غير منطقي.
يوسف: إقرأ إنجيل يوحنا من منظور يهوشوا باعتباره ممثلاً ليهوه. أعتقد أنك ستحصل على منظور مختلف تمامًا، وستتساءل لماذا فرضْت الثالوث على تفسيرك للكتاب المقدس.
سامي: هلا تشاركنا بعض المقاطع التي توضح هذا الأمر؟
يوسف: بالتأكيد! فلنبدأ من يوحنا الثاني عشر الآيتين الرابعة والأربعين والخامسة والأربعين.
سامي: "فَنَادَى يَهوشوا وَقَالَ:« الَّذِي يُؤْمِنُ بِي، لَيْسَ يُؤْمِنُ بِي بَلْ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي. وَالَّذِي يَرَانِي يَرَى الَّذِي أَرْسَلَنِي."
يوسف: ميّز يوحنا مرارًا بين يهوشوا والله. بطبيعة الحال، كان يوحنا يهوديًا. وبالتالي، كان توحيديًا حقيقيًا. "الإله" الوحيد الذي اعترف به يوحنا هو يهوه.
نرى هذا في يوحنا الثالث الآية السادسة عشرة. "لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ.". هناك شخصان منفصلان يشار إليهما هنا.
سامي: نعم. لو كان المسيح هو الله بالمعنى الثالوثي لكان لقال: "لأن الله أحب العالم حتى بذل نفسه". وهذا يتوافق واللاهوت الثالوثي. لكن هذا ليس ما يقوله.
يوسف: في يوحنا الثامن الآية الأربعين، يقول يهوشوا إنه سمع الحق … من الله. ليس من نفسه؛ بل من الله. مرة أخرى: هذا ليس إلهًا ثالوثيًا. إنه يتحدث عن يهوه.
ماذا يقول يوحنا الخامس عشر الآية الأولى؟
سامي: آه … " أنا الكرمة الحقيقية، وأبي هو الكرّام."
يوسف: واضح أن يهوشوا ويهوه ليسا الأمر عينه، فهما كيانان مختلفان وكائنان منفصلان.
وعَلِم التلاميذ هذا! لم يرتكبوا الخطأ الذي ارتكبناه نحن، بافتراض أن يهوشوا كان إلهًا. فماذا قالوا للمسيح في يوحنا السادس عشر الآية الثلاثين؟
سامي: "اَلآنَ نَعْلَمُ أَنَّكَ عَالِمٌ بِكُلِّ شَيْءٍ، وَلَسْتَ تَحْتَاجُ أَنْ يَسْأَلَكَ أَحَدٌ. لِهذَا نُؤْمِنُ أَنَّكَ مِنَ اللهِ خَرَجْتَ».."
يوسف: لو كان التلاميذ يؤمنون بأن يهوشوا كان إلهًا، لما كان لهذا البيان أي معنى.
آية أخرى: يوحنا الرابع عشر الآية الأولى.
سامي: "لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ. أَنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ فَآمِنُوا بِي."
يوسف: "أَنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ فَآمِنُوا …"؟
سامي: أيضا بي.
يوسف: "أيضًا" هي ظرف يعني "بالإضافة إلى". الآن، لا يمكن أن يكون "الله" ويقول هذه العبارة. هذا غير منطقي. لكن هذا ما نراه في يوحنا مرارًا: التمييز بين يهوه ويهوشوا.
سامي: ماذا عن قول يهوشوا: "أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئًا. كَمَا أَسْمَعُ أَدِينُ، وَدَيْنُونَتِي عَادِلَةٌ، لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.".
يوسف: مقطع آخر عظيم. فهو لا يثبت عدم ألوهية المسيح فحسب، بل يثبت أيضًا دوره كوكيل ليهوه، يعمل نيابة عنه.
سامي: أوافقك الرأي. لكن لدي سؤال. ماذا عن المقاطع التي يقول فيها يهوشوا عبارات مثل "أنا والآب واحد"؟ [يوحنا العاشر الآية الثلاثون] كيف تفسر هذه العبارات؟
يوسف: ليس ضروريًا أن تكون إلهًا لتكون "واحدًا" مع يهوه.
سأكرر: ليس عليك أن تكون إلها لتكون "واحدًا" مع يهوه.
لأن الثالوثيين يقولون إن الآب والابن والروح القدس "واحد" في الغرض، فقد جعلنا ذلك جزءًا صوفيًا من كوننا إلهيين. لكنّ الأمر ليس كذلك. انتقل إلى يوحنا السابع عشر. إنها واحدة من آخر صلوات المخلص المسجلة في الكتاب المقدس. وبينما تقرأها، لاحِظ كيف حتى هنا، يثبت يهوشوا الفرق بينه وبين الآب، ثم يختتم ببيان حول كون البشر واحدًا مع يهوه.
ابدأ بالآية الأولى.
سامي: تَكَلَّمَ يَهوشوا بِهذَا وَرَفَعَ عَيْنَيْهِ نَحْوَ السَّمَاءِ وَقَالَ:« أَيُّهَا الآبُ، قَدْ أَتَتِ السَّاعَةُ. مَجِّدِ ابْنَكَ لِيُمَجِّدَكَ ابْنُكَ أَيْضًا، إِذْ أَعْطَيْتَهُ سُلْطَانًا عَلَى كُلِّ جَسَدٍ لِيُعْطِيَ حَيَاةً أَبَدِيَّةً لِكُلِّ مَنْ أَعْطَيْتَهُ. وَهذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَهوشوا الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ. أَنَا مَجَّدْتُكَ عَلَى الأَرْضِ. الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ. [يوحنا 17: 1-4]
يوسف: في الأساس، يقول، "أرسلتني لأتصرف نيابة عنك. وقد فعلتُ ذلك. فعلت كل ما طلبت مني أن أفعله". تقول الآية الحادية عشرة: " وَلَسْتُ أَنَا بَعْدُ فِي الْعَالَمِ، وَأَمَّا هؤُلاَءِ فَهُمْ فِي الْعَالَمِ، وَأَنَا آتِي إِلَيْكَ. أَيُّهَا الآبُ الْقُدُّوسُ، احْفَظْهُمْ فِي اسْمِكَ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي، لِيَكُونُوا وَاحِدًا كَمَا نَحْنُ."
انتقل إلى الآية عشرين.
سامي: "وَلَسْتُ أَسْأَلُ مِنْ أَجْلِ هؤُلاَءِ فَقَطْ، بَلْ أَيْضًا مِنْ أَجْلِ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِي بِكَلاَمِهِمْ، لِيَكُونَ الْجَمِيعُ وَاحِدًا، كَمَا أَنَّكَ أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ فِيَّ وَأَنَا فِيكَ، لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضًا وَاحِدًا فِينَا، لِيُؤْمِنَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي. وَأَنَا قَدْ أَعْطَيْتُهُمُ الْمَجْدَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي، لِيَكُونُوا وَاحِدًا كَمَا أَنَّنَا نَحْنُ وَاحِدٌ. أَنَا فِيهِمْ وَأَنْتَ فِيَّ لِيَكُونُوا مُكَمَّلِينَ إِلَى وَاحِدٍ، وَلِيَعْلَمَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي، وَأَحْبَبْتَهُمْ كَمَا أَحْبَبْتَنِي." [يوحنا 17: 20-23]
يوسف: هذه ليست اللغة التي يستخدمها أحد الآلهة للتحدث إلى شريك آخر مساوٍ له في الألوهية والجوهر. إنها كلمات وكيل عن رئيسه. ولاحِظ أنه ينهي حديثه بالصلاة من أجل أن يصبح المؤمنون واحدًا.
سامي: هناك نقطة أخرى خطرت على بالي للتو: يهوشوا لا يتوقف عن الحديث عن الناس الذين يرون … يهوه. لم يروا "الله الابن" لأن لا وجود له. كانوا يرون يهوه من خلال وكيله، يهوشوا.
يوسف: صحيح. واضح أن يهوشوا لم يكن "الله الآب" حرفيًا، لكنه كشف عن الآب في أثناء عمله كممثل قانوني له. ولهذا قال بولس في كولوسي الأول، الآية الخامسة عشرة إن يهوشوا هو "صورة الله غير المنظور".
سامي: ثمة نقطة أخرى. إذا كان يهوشوا هو "الله" حقًا بالمعنى الثالوثي، فلما كان من الممكن رؤيته لأنه لا يمكن لأي إنسان خاطئ أن يرى الألوهية ويعيش. ولأن الثالوثيين يقولون إن يسوع كان لا يزال إلهًا بالكامل بينما كان لا يزال إنسانًا بالكامل، هذا لم يكن ليغير الأمور. ومع ذلك، لم يكن من الممكن رؤيته.
يوسف: نقطة سديدة. في الواقع، لم يكن موسى هو الوحيد الذي قيل له إنه لا يستطيع رؤية وجه يهوه والعيش. يكرر يوحنا هذا في الآية الثامنة عشرة. أتقرأها لنا؟
سامي: "اَللهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. اَلابْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ."
يوسف: مرة أخرى، التمييز بين الله -الذي هو يهوه وحده- والابن الوحيد الذي ولد ليكون وكيلًا ليهوه، يكشف كيف سيكون الآب لو كان إنسانًا. لكن واضح أن يهوشوا لا يمكن أن يكون "الله"، بما أن الحشود شاهدته.
سامي: أليك نقطة للتوضيح: هل كان يهوشوا هو الكلمة؟
يوسف: الكلمة هي فكر يهوه وخطته قبل خلق العالم. يهوشوا هو ذلك الفكر الذي أصبح ماديًا، ومرئيًا، ومسموعًا.
انتقل إلى يوحنا الأولى، الأول واقرأ الآيات الثلاثة الأولى. سترى أنه يشير إلى يهوشوا، ولكن خلال القراءة، اسأل نفسك: أيمكن أن تكون هذه الآية صحيحة إذا كان يهوشوا هو الله، لأن الخطأة لا يستطيعون رؤية الله؟
تفضل.
سامي: اَلَّذِي كَانَ مِنَ الْبَدْءِ، الَّذِي سَمِعْنَاهُ، الَّذِي رَأَيْنَاهُ بِعُيُونِنَا، الَّذِي شَاهَدْنَاهُ، وَلَمَسَتْهُ أَيْدِينَا، مِنْ جِهَةِ كَلِمَةِ الْحَيَاةِ. فَإِنَّ الْحَيَاةَ أُظْهِرَتْ، وَقَدْ رَأَيْنَا وَنَشْهَدُ وَنُخْبِرُكُمْ بِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَ الآبِ وَأُظْهِرَتْ لَنَا. الَّذِي رَأَيْنَاهُ وَسَمِعْنَاهُ نُخْبِرُكُمْ بِهِ، لِكَيْ يَكُونَ لَكُمْ أَيْضًا شَرِكَةٌ مَعَنَا. وَأَمَّا شَرِكَتُنَا نَحْنُ فَهِيَ مَعَ الآبِ وَمَعَ ابْنِهِ يَهوشوا الْمَسِيحِ.
يوسف: إن تأكيد يوحنا على أن أعينهم رأت المسيح، وأن أيديهم لمسته، يمنع أن يكون يهوشوا "إلهًا"، لأن الخطأة لا يستطيعون رؤية الله والعيش.
لن تجد في الكتاب المقدس أي عبارة "الله الابن" ناهيك عن إنجيل يوحنا. ولن تجد أي عبارة "الله الكلمة" أيضًا.
سامي: هذا يذكرني بحلقة أذيعت مؤخرًا عما قصده توما عندما قال: "ربي وإلهي". لم يقل يهوشوا أبدًا. "عندما تراني، ترى الله الابن". ولم يقل حتى: "عندما تراني، ترى الإله".
وبدل ذلك، عندما طلب فيليبس رؤية الآب، قال يهوشوا: "الذي رآني فقد رأى الآب".
يوسف: مرة أخرى، أريد أن أميز بين الإثنين. "الإله" الذي كشف عنه يهوشوا لم يكن هويته الخاصة لأنه لم يكن إلهًا. كان دائمًا وكيلًا ليهوه، تم تعيينه لتمثيله. لذا فإن "الإله" الذي كشف عنه يهوشوا كان دائمًا يهوه. لا أحد غيره.
الأمر الذي يجب أن ندركه هو أنه عندما نفرض عقيدة الثالوث على كلمات يوحنا، ونفسر يوحنا الأول على أنه يتحدث عن أن الله أصبح إنسانًا، نحن في الواقع نتجاهل الغرض الذي ذكره يوحنا في كتابة إنجيله في المقام الأول!
سامي: كيف ذلك؟
يوسف: إقرأ يوحنا عشرين الآيتين الثلاثين والواحدة والثلاثين.
سامي: "وَآيَاتٍ أُخَرَ كَثِيرَةً صَنَعَ يهوشوا قُدَّامَ تَلاَمِيذِهِ لَمْ تُكْتَبْ فِي هذَا الْكِتَابِ. وَأَمَّا هذِهِ فَقَدْ كُتِبَتْ لِتُؤْمِنُوا أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ، وَلِكَيْ تَكُونَ لَكُمْ إِذَا آمَنْتُمْ حَيَاةٌ بِاسْمِهِ."
يوسف: لهذا السبب كتب يوحنا إنجيله! حتى نؤمن… ماذا؟ أن يهوشوا هو الله؟
سامي: لا، إنه ابن الله.
يوسف: كما قلنا من قبل، "ابن الله" و"الله الابن" ليسا مماثلين. كان بإمكان يوحنا أن يقول إنه كتب إنجيله حتى نؤمن بأن يهوشوا هو الله الابن. واضح أنه كان لديه المفردات اللازمة للتعبير عن ذلك. كل ما عليك فعله هو إعادة ترتيب الكلمات. لكن ليس هذا ما قاله، لأنه ليس ما قصده.
هناك نقطة أخيرة مهمة ويجب توضيحها وهي أنه إذا قلنا أن يوحنا الأول يصف تجسد الألوهية في الإنسانية، فإننا ننكر فعليًا أن يهوشوا الناصري كان إنسانًا.
سامي: غريب أن الطريقة المفضلة لدى يهوشوا للإشارة إلى نفسه كانت "ابن الإنسان"، أو إذا بحثت عن الكلمات في اليونانية، كان يطلق على نفسه مرارًا اسم "كائن بشري".
يوسف: أعلم أن معظم الثالوثيين لم يدركوا أهميّة هذا الأمر، لذا فلنتطرق إليه.
يقول الثالوثيون إن يسوع كان إلهًا بالكامل وإنسانًا بالكامل. ما يغفلونه هو أنه من أجل أن يكون لديهم مسيح واحد، يجب عليهم أن ينكروا إنسانيته وإلا فسيكون لديهم يسوعان يتجولان.
سامي: لم أفهم قصدك.
يوسف: هل سمعت بمجمع خَلقيدونية؟
سامي: لا.
يوسف: كان مجمعًا مسكونيا عُقد عام أربع مئة وواحد وخمسين. أي بعد أكثر من أربع مئة عام من ميلاد المسيح.
وفي هذا المجمع تقرر أن طبيعتي المسيح الإلهية والإنسانية تتعايشان في شخص واحد وشخصية واحدة، غير منفصلتين أو منقسمتين إلى شخصين.
لذا، لو كان المخلص شخصًا واحدًا فقط، وعلى مر القرون، لكانت العقيدة التي بناها علماء اللاهوت هي أن الله الابن هو، على حد تعبيرهم، "شخص الله الأبدي"، إذن لا يمكن أن يكون المسيح إنسانًا.
سامي: فهمت. لأنه لا يمكنك أن تكون إلهًا أبديًا وتظل إنسانًا. ولكن لماذا لا يكون هو إلهًا في جسد بشري؟
يوسف: لأن اللاهوت الأرثوذكسي يقول إنه شخص، شخص إلهي.
هل تتذكر الحكاية الخيالية التي تحدثنا عنها سابقًا؟ كان الأمير لا يزال أميرًا حتى عندما كان في جسد ضفدع. لم يكن الضفدع شخصًا ضفدعًا. كان مجرد جسد ضفدع. هذا كل ما في الأمر. لكنّ الأمير ظل أميرًا حتى عندما حوصر في جسد ضفدع. لم يصبح شخصًا ضفدعًا.
الآن، طبّقْ ذلك على عقيدة الثالوث. قيل لنا إن يسوع كان الله في جسد بشري. وهذا يعني أنه كان لا يزال الله، ولكنه كان محاصرًا في بذلة من لحم بشري. وهذا لا يجعله إنسانًا. لا يمكنك أن تجمع بين الأمرين.
ويَعلم علماء الدين هذا. لدي هنا اقتباس من William Lane Craig، وهو مؤلف مسيحي ومدافع عن المسيحية. أتقرأه لنا؟
سامي: يقول الاقتباس: "… هناك شخص واحد فقط في المسيح. لا يوجد شخص بشري. لا يوجد رجل اسمه يسوع الناصري وهو شخص بشري. لديك شخص إلهي له طبيعة بشرية".
رائع!
يوسف: إذا كان المسيح هو الله مع إضافة طبيعة بشرية فقط، فهل هو إنسان كامل حقًا؟
سامي: لا، لا يمكن أن يكون كذلك.
يوسف: بهذه الطريقة تنكر عقيدة الثالوث وفكرة تجسد الله في جسد بشري إنسانية المسيح – الإنسانية، كما أشرت، حاول المسيح نفسه أن يؤكدها مرارًا.
عندما تتعمق في هذه البدعة، تبدأ بإدراك أن فكرة الإله المتجسد ليست من الكتاب المقدس على الإطلاق. إنها فكرة وثنية.
وعد اليوم
مرحبًا! هنا راديو فرصة العالم الأخيرة، معكم ناديا يعقوب في وعد اليوم من كلمة ياه.
ما من موقف واحد في الحياة لم يقدم يهوه وعدًا خاصًا به!
يُقال إنه خلال الحرب العالمية الأولى، كان لدى إحدى الكتائب في جيش المشاة الأميركي قائد يؤمن بقوة وعود يهوه. أعطى كل جندي في قيادته بطاقة صغيرة طُبع عليها المزمور الحادي والتسعون. وكان الرجال يتلونه معًا كل يوم، ويطالبون بالوعود التي يحتويها في الصلاة.
بِخَوَافِيهِ يُظَلِّلُكَ، وَتَحْتَ أَجْنِحَتِهِ تَحْتَمِي. تُرْسٌ وَمِجَنٌّ حَقُّهُ… يَسْقُطُ عَنْ جَانِبِكَ أَلْفٌ، وَرِبْوَاتٌ عَنْ يَمِينِكَ. إِلَيْكَ لاَ يَقْرُبُ. إِنَّمَا بِعَيْنَيْكَ تَنْظُرُ وَتَرَى مُجَازَاةَ الأَشْرَارِ. لأَنَّكَ قُلْتَ: «أَنْتَ يَا يهوه مَلْجَإِي». جَعَلْتَ الْعَلِيَّ مَسْكَنَكَ، لاَ يُلاَقِيكَ شَرٌّ، وَلاَ تَدْنُو ضَرْبَةٌ مِنْ خَيْمَتِكَ. لأَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ لِكَيْ يَحْفَظُوكَ فِي كُلِّ طُرُقِكَ. عَلَى الأَيْدِي يَحْمِلُونَكَ لِئَلاَّ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ.
لاحقًا، خاضت هذه المجموعة من الجنود ثلاث معارك من أكثر المعارك دموية في الحرب العالمية الأولى. وتكبدت وحدات أميركية أخرى خاضت المعارك عينها خسائر بلغت تسعين في المئة! لكن هذه المجموعة لم تتكبد أي خسائر بشرية جراء القتال.
ولم تكن تلك المرة الأخيرة التي طلب فيها جنود في خطر الوعود الإلهية. فقد أُسقِطت طائرة مقاتلة في الحرب العالمية الثانية وسُجِن الطيار في معسكر اعتقال. وفي أحد الأيام، بعد أن أمضى ما يقارب العامين كأسير حرب، نظر إلى السماء ليرى السماء مليئة بقاذفات بي-أربع وعشرين وبي-سبعة عشر. وبدأ الأسرى يصرخون فرحاً، متوقعين تحريرهم قريباً.
ولكن سرعان ما تحول فرحهم إلى رعب، إذ أدركوا أنهم قد لا يعيشون ليروا الحرية. وقفز الطيار، الذي كان في المستوصف في ذلك الوقت، تحت طاولة حديدية. وزحف معه جنديان آخران، أحدهما يهودي والآخر كاثوليكي روماني. ومرتعبًا، اتجهت أفكار الطيار إلى ياه وبدأ بتلاوة المزمور الحادي والتسعين، فتدخل الصبي اليهودي على الفور: "وَلاَ مِنْ وَبَاءٍ يَسْلُكُ فِي الدُّجَى، وَلاَ مِنْ هَلاَكٍ يُفْسِدُ فِي الظَّهِيرَةِ.
صلّى الصبي الكاثوليكي قائلًا: "يا رب، لا أعرف ذلك عن ظهر قلب، ولكن آمين! آمين! آمين!"
عندما انتهت المعركة، تحول معسكر الاعتقال، ومستوصف السجناء، والثكنات، إلى كومة من الأنقاض. كل ما تبقى هو طاولة حديدية كان يجلس تحتها ثلاثة شبان يطالبون بالوعود الواردة في المزمور الواحد والتسعين.
طالبوا بوعود يهوه، فسمع وعوده لهم ووفى بها.
هل أنت خائف؟ هل تحتاج إلى مساعدة؟ هل تحتاج إلى إرشاد؟ اطلب وعدًا! يلتزم يهوه بكل وعد قطعه، وسيفي بوعوده لك.
لقد مُنحنا وعوداً عظيمة وثمينة. إبدأوا بالمطالبة بها!
الجزء الرابع
سامي: أشكركم على حسن استماعكم إلى حلقة اليوم بعنوان "الكلمة صار جسداً". حلقة اليوم، رقمها مئتان وخمسة وستون، وهي متاحة أيضًا على موقعنا بالإضافة إلى الحلقات السابقة.
نأمل أن تتمكنوا من الاستماع إلينا غدًا من جديد، وحتى ذلك الحين، تذكروا: يهوه يحبكم. . . وهو جدير بثقتكم!
تسجيل الخروج
كنتم تستمعون إلى راديو فرصة العالم الأخيرة.
هذه الحلقة والحلقات السابقة من راديو فرصة العالم الأخيرة متاحة للتنزيل على موقعنا. إنها رائعة للمشاركة مع الأصدقاء ولاستخدامها في دراسات الكتاب المقدس! كما أنها مصدر ممتاز لأولئك الذين يعبدون يهوه بمفردهم في المنزل. للاستماع إلى الحلقات التي بُثّت سابقًا، زوروا موقعنا WorldsLastChance.com/arabic وانقروا على رمز راديو فرصة العالم الأخيرة المعروض على صفحتنا الرئيسية.
في تعاليمه وأمثاله، لم يقدّم المخلّص أي "علامات للأزمنة" يجب الانتباه إليها. بدل ذلك، فحوى رسالته كان… اليقظة المستمرة. إنضموا إلينا مرة أخرى غدًا للحصول على رسالة أخرى مليئة بالحق بينما نستكشف مواضيع مختلفة تركّز على عودة المخلّص وكيفية العيش في استعداد دائم للترحيب به بحرارة عندما يأتي.
راديو فرصة العالم الأخيرة: نُعلّم العقول ونُعدّ القلوب لعودة المسيح المفاجئة.
Comments