الحلقة 273
"بمَ عليّ أن أؤمن لأنال الخلاص؟"
ينصّ قانون الإيمان الأثَنَاسْيوسي على وجوب إيمان المسيحيين بأن المسيح إله ليخلُصوا. إلا أنّ الكتاب المقدّس لا يشترط ذلك أبدًا، لأن المسيح ليس إلهًا.
أهلًا بكم الى راديو فرصة العالم الأخيرة، التابع لخدمة راديو فرصة العالم الأخيرة وورلدز لاست تشانس، وهو خدمة مخصّصة لتعلّم كيفيّة العيش في استعداد دائم لعودة المخلّص.
طوال ألفي عام، والمؤمنون من كل جيل يتوقون إلى أن يكونوا الجيل الأخير. ولكن، خلافًا للاعتقاد الشائع، لم يعطِ المسيح المؤمنين «علامات الأزمنة» لينتبهوا إليها، بل على العكس، حذّر يهوشوا مراراً من أن مجيئه سيفاجئ حتى المؤمنين. وأوصاهم بإلحاح بأن يكونوا مستعدين دائمًا إذ قال:
" لِذَلِكَ كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا مُسْتَعِدِّينَ، لِأَنَّهُ فِي سَاعَةٍ لَا تَظُنُّونَ يَأْتِي ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ." (متى٢٤: ٤٤)
راديو فرصة العالم الأخيرة: نُعلّم العقول ونُعدّ القلوب لعودة المسيح المفاجئة.
الجزء الأول
سامي صابر: بعد أن فُتح باب السجن عند منتصف الليل بفعل الزلزال، وأُطلق سراح جميع السجناء، كان السجّان على وشك الانتحار، مُفكّرًا في إنقاذ نفسه من ذلّ الإعدام العلني وعاره. فجأةً، صرخ بولس وسيلا: لاَ تَفْعَلْ بِنَفْسِكَ شَيْئًا رَدِيًّا! لأَنَّ جَمِيعَنَا ههُنَا".
صُدم سجّان فيلبي لدرجة أنه جثا على ركبتيه أمام بولس وسيلا متوسلاً: "يَا سَيِّدَيَّ، مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ أَفْعَلَ لِكَيْ أَخْلُصَ؟" [أعمال الرسل ١٦: ٣٠] فَقَالاَ: «آمِنْ بِالرَّبِّ يَهوشوا الْمَسِيحِ فَتَخْلُصَ أَنْتَ وَأَهْلُ بَيْتِكَ».
سؤال السجان سؤالٌ يطرحه المسيحيون منذ ذلك الحين. لكنّ الإجابة، مع مرور الوقت، تغيّرت. فكثيرٌ من المخلِصين يؤمنون بأنه ليخلُص المرء، عليه أن يؤمن بأن يهوشوا هو الله المتجسد في جسد بشري.
مرحباً. أنا سامي صابر، وأنتم تستمعون إلى إذاعة "فرصة العالم الأخيرة" حيث نتناول مواضيع متنوعة تتعلق بالكتاب المقدس، والنبوءة، والتقوى العمليّة، والمعتقدات الكتابيّة، والعيش في استعداد دائم لعودة المخلص غير المتوقعة، في أي موعد كانت.
إذا كنتم تستمعون إلى برنامجنا، فمؤكد أنكم ترغبون في معرفة ما يجب عليكم فعله للخلاص. وتريدون أن تعرفوا ما يجب أن تؤمنوا به للخلاص. إذًا: هل من الضروري الإيمان بألوهية المسيح للخلاص؟ إذا كان الأمر كذلك، فمن أين جاء هذا الاعتقاد وأين يرد في الكتاب المقدس؟
وفي فقرة لاحقة، ستشارك ناديا يعقوب وعدًا لكل من يبحث ويتوق إلى ملكوت يهوه، وأقول إنه يشملنا جميعًا، لذا سترغبون في الاستماع إليها.
لكنّ المعتقدات مهمة لأنها تُوجه أفكارنا وأفعالنا. اليوم، سيُقدّم الينا يوسف دراسةً حول ما يجب على المسيحيين الإيمان به للخلاص.
يوسف؟ مرحباً.
يوسف راضي: شكرًا سامي.
أنت مُحقٌّ في ما يتعلق بأهمية معتقداتنا. فكما أشرتَ، مسارُ أفعالنا تُمليه علينا معتقداتنا إلى حدٍّ كبير. في الواقع، يُمكن ربط الكثير من المخاوف عبر القرون بمعتقدات خاطئة تتعلّق، تحديدًا، بالتكنولوجيا!
سامي صابر: كيف ذلك؟
يوسف راضي: الناس اليوم يخشون الاختراق، أو… الخداع بواسطة الذكاء الاصطناعي. حتى الفيديوهات قد تكون مُزيّفة، ويكاد يكون مستحيلًا التأكّد من عدم صحتها. لذا، طبيعي أن يشعر الناس بالقلق حيال هذه الأمور.
سامي صابر: يبدو أن الناس يخشون دائمًا التكنولوجيا المتطوّرة أكثر. عندما ظهرت القاطرات البخاريّة لأوّل مرة، حذّر بعضهم من أن جسم الإنسان لا يتحمل سرعة عالية تصل إلى ثمانين كيلومترًا في الساعة. وحذروا من أن أجساد البشر ستذوب بسبب السرعة العالية.
يوسف راضي: ليس هذا فحسب، بل كانوا قلقين تحديدًا من أن جسد الأنثى غير مُصمّم لتحمّل سرعة مماثلة. وكانوا قلقين من أن أرحام النساء، على حدّ تعبيرهم، "ستطير من أجسادهن عند تسارعها إلى هذه السرعة".
سامي صابر: أتساءل كم عدد النساء اللواتي أتيحت لهن الفرصة لركوب القطارات ولكنهن رفضن خوفًا من أن تطير أرحامهن!
يوسف راضي : ربما ليس كثيرًا. أظن أن تذاكر القطار كانت باهظة الثمن بالنسبة إلى معظم الناس آنذاك، لكنّ الفكرة هي أن معتقداتنا تؤثر على أفعالنا. يجب أن يثير هذا الأمر قلقنا، لأنه من الواضح أن المعتقدات الخاطئة يمكن أن تؤدي إلى أفعال غير صحيحة.
سامي صابر: بالتأكيد. أذكر عندما أدركتُ لأوّل مرّة أن شريعة يهوه لا تزال مُلزمة، وأنه علينا أن نستمر في العبادة يوم السبت الكتابي. آنذاك، ظننتُ أنه يوم السبت الغريغوري. هذا كل ما كنتُ أعرفه، لكنني كنتُ مُخطئًا. فالسبت الغريغوري ليس سبت الكتاب المقدس مع أنني كنت أحسب ذلك.
يوسف راضي: مثالٌ رائع. ما قاله بولس وسيلا لسجّان فيلبي كان بسيطًا ومباشرًا: "آمِنْ بِالرَّبِّ يَهوشوا الْمَسِيحِ فَتَخْلُصَ أَنْتَ وَأَهْلُ بَيْتِكَ". وهذه هي الحقيقة…
سامي صابر: في إجابتك نوع من الشرط.
يوسف راضي: نعم ولا. لا، لأن هذه هي الحقيقة. ولكن نعم، لأن بعض الناس يؤمنون خطأً بأنه للخلاص، من الضروري الإيمان بألوهية المسيح. وكما ذكرنا في حلقات أخرى، لم يكن المخلص إلهًا. بل كان إنسانًا كاملًا. كان لا بد من أن يكون كذلك ليموت من أجل خطايانا.
سامي صابر: إذن، متى أُضيف هذا كشرط للخلاص؟
يوسف راضي: منذ القرن الرابع ميلادي، يؤكد قانون الإيمان النيقاوي على أن يهوشوا كان إلهًا، لكنّ قانون الإيمان الأثَنَاسْيوسي، بعد مئتي عام، أكّد على ضرورة الإيمان بألوهية المسيح للخلاص. بمعنى آخر، لم يصبح هذا الإيمان أرثوذكسيًا إلا بعد خمسمئة عامٍ من ميلاد المسيح.
تفضل… طبعتُ العقيدة. لن نستغرق وقتًا طويلًا لقراءتها كاملةً، لكنني لوّنتُ بعض الأجزاء التي أودُّ منك قراءتها. فقط المُظلَّلة بالأصفر.
سامي صابر:
"في هذا الثالوث، لا أحد يسبق الآخر ولا أحد بعده، ولا أحد أعظم ولا أقل منه. بل الأقانيم الثلاثة جميعهم أزليون ومتساوون. ولذلك، كما ذُكر آنفًا، يجب في كل شيء عبادة الوحدة في الثالوث، والثالوث في الوحدة. فمن أراد الخلاص، فليفكر في الثالوث هكذا.
علاوة على ذلك، من الضروري/ لنيل الخلاص الأبدي، أن يؤمن الإنسان إيمانًا راسخًا بتجسد ربنا يسوع المسيح. فالإيمان الصحيح هو أن نؤمن ونعترف بأن ربنا يسوع المسيح، ابن الله، هو إله وإنسان… هذا هو الإيمان الجامع، الذي لا يمكن للإنسان أن يخلص إلا إذا آمن به إيمانًا راسخًا وصادقًا."
يوسف راضي: هذا تصريح قاطع: ما لم تؤمن بأن المسيح هو الله، فلن تتمكّن من الخلاص.
المشكلة هي أن الكتاب المقدس لا يُعلّم في أي مكان أن المسيح إله. هذا الافتراضٌ ظهر بعد مئات السنين. في الواقع، ما هي الطريقة المُفضّلة التي كان المسيح يُشير بها إلى نفسه؟
سامي صابر: ابن الإنسان؟
يوسف راضي: صحيح! وإذا بحثتَ عن هذه العبارة في اليونانية، فستلاحظ أن الاسم الذي يُطلقه على نفسه مرارًا وتكرارًا هو… "إنسان". هذا ما تعنيه هذه العبارة.
والآن، ورغم أن، ليس كل الكنائس تتلو هذه العقيدة كل يوم أحد، إلا أن معظمها لا يزال يؤمن بأنها صحيحة.
John Piper وهو عالِم لاهوت أميركي وراعٍ معمداني إصلاحي، ومؤسس منظمة "خدمات الرغبة في الله"، ولعل أشهر ما اشتهر به هو بودكاسته "اسأل الراعي جون"، في إحدى المقابلات، طرح ادعاءً وثيق الصلة بموضوع نقاشنا.
يبدأ باقتباس العبارة نفسها من أعمال الرسل السادس عشر: "آمِنْ بِالرَّبِّ يَهوشوا الْمَسِيحِ فَتَخْلُصَ أَنْت"، ثم يُضيف إليها في شرحه لهذه العبارة البسيطة زاعمًا، أقتبس: "أرسل الله ابنه إلى العالم. لذا يجب أن تؤمنوا بألوهية يسوع". إنتهى الاقتباس. ثم في سؤال لاحق، سُئل بايبر: "ليخلص المرء، يجب أن يفهم الثالوث؟"
طبعتُ ردّه. إقرأه لنا.
سامي صابر:
"بالتأكيد لن يكونوا بحاجة إلى معرفة هذه الكلمة، ولن يكونوا بحاجة إلى إتقان نطقها. لكن ما عليهم فعله هو عدم إنكار أمور جوهرية فيها. لذا، قد لا يكون الشخص سمع عن عقيدة الثالوث ومع ذلك نال الخلاص. لكن إذا سألته: يسوع الذي تؤمنون به، أهو إله أو مجرد إنسان؟ إذا أجاب أنه ليس إلهًا، فهذه مشكلة كبيرة."
يوسف راضي: إنه يضيف إلى كلمة يهوه وينبغي ألا نفعل ذلك.
وهو ليس الوحيد الذي يفعل ذلك! في مقالٍ نُشر على موقع "كاريزما نيوز" بعنوان " إنجيلي: لا يُمكنك القول إنك مسيحي إن لم تعبد يسوع"، يزعم الإنجيلي Chris Mikkelson قائلًا : " إذا غابت عن الناس حقيقة أن يسوع كان أكثر من مجرد نبي – وأنه في الواقع جزء من الثالوث، وبالتالي هو الله – فإنهم ليسوا مسيحيين حقيقيين".
سامي صابر: مرة أخرى، يضيف إلى كلمة يهوه.
يوسف راضي: بالضبط. لو كان الإيمان بأن يهوشوا المسيح إلهٌ ضروريًا للخلاص، لكان بولس وسيلا قالا ذلك. لا شك في أنهما اتقنا المفردات اللازمة للتعبير عن هذه الفكرة، لكنهما لم يستعملاها.
لديّ هنا نسخة من كتاب "اللاهوت النظامي: المنظور الخمسيني". الفصل الخامس بعنوان "الثالوث الأقدس". انتقل إلى الصفحة مئة وثمانية وستين واقرأ لنا الفقرة بين قوسين؟ إنها من تأليف Kerry McRoberts.
سامي صابر: "عند التأمل، يتساءل المرء عما إذا كان الإيمان بعقيدة الثالوث ضروريًا للخلاص. وردًا على ذلك، تاريخيًا ولاهوتيًا، لم تكن الكنيسة عادةً تشترط إعلانًا صريحًا بالإيمان بعقيدة الثالوث للخلاص."
يوسف راضي: علماء الكتاب المقدس يعرفون هذا. فلماذا لا يعرفه أبناء رعيتهم؟
سامي صابر: سؤال وجيه.
أعلم أننا قضينا وقتًا طويلًا في حلقات أخرى نستعرض الأدلة الكتابية، بالإضافة إلى الأدلة التاريخية، التي تُثبت أن عقيدة الثالوث جاءت من الوثنية. فهي في الواقع، لا ترد في الكتاب المقدس. ولكن لمن فاتتهم تلك الحلقات، أيمكنك تخصيص بضع دقائق فقط لمراجعة بعض الأدلة التي تقول إن عقيدة الثالوث لا ترد أبدًا في الكتاب المقدس؟
يوسف راضي: بالتأكيد! مع ذلك، أنصح مستمعينا بزيارة موقعنا الإلكتروني والاطلاع على هذا الموضوع إن لم يفعلوا ذلك بعد. لدينا مقالات وفيديوهات وحلقات إذاعية كثيرة حول هذا الموضوع.
من المثير للاهتمام أن الكثير من علماء الكتاب المقدس يعترفون صراحةً باستحالة إثبات وجود ثالوث إلهي من الكتاب المقدس. وهم يعلمون ذلك! لماذا لا يُعرف ذلك أبناء رعيتهم؟
سامي صابر: سؤال جيّد. أعْلم أنني، شخصيًا، لم أسمع بهذا إلا بعد أن بدأتُ الدراسة بنفسي. كان مجرد "مفهوم مشترك" يُردَّد باستمرار.
يوسف راضي: جمعتُ قائمةً باقتباساتٍ من علماء مختلفين للكتاب المقدس، وأودُّ أن تقرأها لنا. وخلال قراءتك لها، ضع في الاعتبار أن بعض هؤلاء العلماء، إن لم يكن جميعهم، هم أنفسهم أعضاء في كنائس تؤمن بعقيدة الثالوث وتُعلِّمها! من الشائع جدًّا أن يُقرَّ عالِمٌ نزيهٌ فكريًّا بأنَّ الثالوث غير موجودٍ في الكتاب المقدس… حتى لو كان يؤمن بذلك!
سامي صابر: رائع.
يوسف راضي: إذن، ما الاقتباس الأول؟
سامي صابر: أهذا من A. W. Argyle؟
يوسف راضي: كان Aubrey William Argyle كاتبًا مسيحيًا. وكان محاضرًا في اللاهوت في جامعة أكسفورد.
سامي صابر: كان مثقفًا.
يوسف راضي: بالتأكيد. ماذا قال عن عقيدة الثالوث؟
سامي صابر: الصفحة مئة وثلاثة وسبعون من كتابه " الله في العهد الجديد". يقول: "العقيدة المسيحية المُتطورة التي تقول إن الله ثلاثة أقانيم في لاهوت واحد، لم تُذكر صراحةً في العهد الجديد". نهاية الاقتباس.
هذا مثير للاهتمام. يقول إن " العقيدة المسيحية المُتطورة ". يبدو الأمر كما لو أن العقيدة تطورت على مراحل عبر الزمن.
يوسف راضي: هذا ما حدث بالضبط.
من التالي؟
سامي صابر: William N. Clarke
يوسف راضي: كان راعيًا معمدانيًا وعالم لاهوت. عاش من عام ألف وثمان مئة وواحد وأربعين إلى عام ألف وتسع مئة وإثني عشر. تجدر الإشارة إلى أن المعمدانيين يؤمنون بالثالوث. يؤمنون بثالوث إلهي. ولكن ماذا قال الراعي كلارك؟
سامي صابر: من الصفحة مئتين وثلاثين حتى مئتين وواحد وثلاثين من العقيدة المسيحية حول الله، يكتب:
"لم تُستخدم كلمة "الثالوث" قط، وما من إشارة إلى أن فكرة الثالوث قد تبلورت. لطالما كان من الشائع قراءة العهد الجديد كما لو أن أفكار عصر لاحق حول هذا الموضوع ترد فيه، لكنها ليست كذلك. في أيام الرسل، لم تكن عقيدة الثالوث قد وُضعت بعد… بعد مرور ثلاثة أو أربعة قرون، وُضعت عقيدة الثالوث… اختلف هذا المبدأ التاريخي اختلافًا كبيرًا عن بساطة الإيمان الأول."
رائع!
يوسف راضي: هذا بيانٌ مُذهل، أليس كذلك؟ إقراره بأن فرض أفكار العهد الجديد التي طُوّرت لاحقًا على تفسيرنا له هو أمرٌ مُعتادٌ منذ زمنٍ طويل، وهو إقرارٌ صائبٌ. نواجه هذا الأمر مرارًا وتكرارًا في عددٍ من العقائد المختلفة.
وهو ليس الوحيد! كثير من العلماء يتفقون معه. أكمل .
سامي صابر: أوه… يكتب A. T. Hanson في الصفحة سبعة وثمانين من كتاب صورة الإله غير المرئي:
"لا يدّعي أيُّ باحثٍ مسؤولٍ في العهد الجديد أنَّ عقيدةَ الثالوثِ قد علَّمها يسوع، أو بشَّر بها المسيحيون الأوائل، أو اعتنقها أيٌّ من كُتّاب العهد الجديد بوعي. في الواقع، جرى تطويرُها تدريجيًا على مدار القرون القليلة الأولى في محاولةٍ لتقديم عقيدةٍ واضحةٍ عن الله."
يوسف راضي: هل لاحظتَ ذلك؟ لن يدّعي أيُّ باحثٍ مسؤولٍ في العهد الجديد أنَّ أيَّ كاتبٍ للكتاب المقدس قد تبنّى هذه النظرةَ عن الطبيعة الإلهية. هذا يُشيرُ إلى أمر ما!
هل هناك المزيد؟
سامي صابر: اقتباس آخر John McKenzie. في قاموسه للكتاب المقدس، يقول: "تُعرّف الكنيسة الثالوث الإلهي على أنه الاعتقاد بأن في الله ثلاثة أقانيم قائمة في طبيعة واحدة. لم يُتوصل إلى هذا الاعتقاد إلا في القرنين الرابع والخامس الميلاديين وبالتالي فهو ليس اعتقادًا كتابيًا صريحًا ورسميًا".
يوسف راضي: في أمور كهذه، لا يواجه علماء الكاثوليك أي صعوبة في قول الحقيقة. بالنسبة إلى الكاثوليك، تقاليد الكنيسة صحيحة كالكتاب المقدس. لذا، لا يهمهم عدم ورودها في الكتاب المقدس.
سامي صابر: أعلم، ولكن هؤلاء الرجال الآخرون؟ البروتستانت؟ كيف يؤمنون بصحة أمر ما وهم يعترفون بأنه ليس في الكتاب المقدس؟ ماذا عن إشعار الإصلاح البروتستانتي " الكتاب المقدس فحسب"؟
يوسف راضي: أسئلة سديدة.
سؤال جيد آخر هو—
أراك تُشير إلى الساعة. حسنًا. سنأخذ استراحة قصيرة، ونتناوله عند عودتنا.
إعلان
من السهل أن يعتبر المسيحيون اليوم أن العبادة فعل إخلاص ينبغي تقديمه الى يهوه. وبصفته خالقنا، يهوه هو الوحيد الذي ينبغي أن يتنعّم بعبادتنا وتعظيمنا الكاملين. لكنّ قبول العبادة لا يحوّل مَن يتلقاها إلى إله.
نعم، يُعبَد يهوشوا، وهذا حقٌّ. فهو، في نهاية المطاف، فادينا. لكن هذا لا يُثبت ألوهيته. هل تَعلم أن الكتاب المقدس يتحدث عن عبادة بشر آخرين؟ وليس بأي معنى وثني. بينما تجوز عبادة يهوه وحده باعتباره الخالق الإله، هناك أفراد آخرون عملوا لدى يهوه، وبعضهم لم يعمل، كانوا يُعبَدون هم كذلك. لذا، فإن عبادة الإنسان ليست دليلًا على الألوهية.
استمعوا إلى سامي ويوسف وهما يستكشفان هذا الموضوع الذي غالبًا ما يُساء فهمه. ابحثوا عن الحلقة مئتين وواحد وستين على موقع WorldsLastChance.com/arabic. ما عليكم سوى النقر على رمز راديو فرصة العالم الأخيرة، واختيار لغتكم، ثم التمرير للأسفل للعثور عليها. إنها الحلقة مئتان وواحد وستون وعنوانها "عدم أهمية عبادة يهوشوا".
الجزء الثاني
يوسف راضي: إذًا، في فقرتنا الأخيرة، قرأتَ للتوّ كلَّ تلك التصريحات لعلماء العهد الجديد التي تُؤكِّد على أنَّ عقيدة الثالوثِ الإلهيِّ غير موجودةٍ في الكتابِ المُقدَّس. علاوةً على ذلك، لم يتصوَّرْ أيٌّ من كُتّاب الكتاب المُقدَّسِ عقيدة كهذه. كانوا جميعًا موحِّدين مُتزمِّتين.
السؤال التالي الذي علينا التفكير فيه هو: هل يُعلّم الكتاب المقدس عقيدة التجسد؟ نَعلم أنه لا يُعلّم في الواقع أن المخلص إله. ولكن هل تُعلّم أي نصوص فكرة تجسد المخلص؟
إليك اقتباسًا آخر لتقرأه لنا. إنه من المجلد الأول من كتاب " المسيح والروح" لـ James Dunn. هلّا تقرأه؟
سامي صابر: يقول:
"في الطبقات الأولى من تقاليد يسوع، ثمة أدلة جوهرية على أن يسوع ادّعى التحدث بوحي وتفويض إلهي، بصفته ممثل الله. ولكن، ما من دعم لفرضيّة أن يسوع رأى نفسه، بمعنى ما، إلهًا، تجسيدًا للإله… لذا، من غير المرجح أن تكون فكرة التجسد جزءًا من الإيمان المسيحي الأوّل."
يوسف راضي: وجهة نظره هي أن فكرة تجسّد يهوشوا، كما هو الحال في ما يتعلّق بعقيدة الثالوث، قد تطوّرت مع مرور الوقت.
سامي صابر: هذا منطقي. لو كنتَ تَعلم أنه إنسانٌ كامل، لما كنتَ تراه إلهًا متجسدًا في إنسان. يجب أن تسبق عقيدةُ الثالوث أولًا.
يوسف راضي: بالضبط. يؤكد قاموس هاربِر كولينز Harper Collins للكتاب المقدس، طبعة ألف وتسع مئة وستة وتسعين، هذا. أقتبس: "لم تتطوّر نظريّة متكاملة للتجسّد إلا مع آباء الكنيسة في القرنين الثالث والرابع".
سامي صابر: هذا مثير للاهتمام. يبدو أنه تطوّر بالتزامن مع عقيدة الثالوث. أحدهما يستلزم الآخر نوعًا ما.
يوسف راضي: نعم، ولكن: كيف يُمكن أن يكون الإيمان بالثالوث الإلهي وتجسد المسيح شرطًا للخلاص إذا لم يُنشأ إلا بعد قرون من المسيح؟ هل ضُلّ المؤمنون الأوائل لعدم إيمانهم به؟ هل هو اعتقاد صحيح أصلًا ونحن نَعلم أنه غير وارد في الكتاب المقدس؟
سامي صابر: أسئلة سديدة. ثم تحويلها للخلاص؟ هذا جريء حقًا.
يوسف راضي: أجل، صحيح. وحتى لو لم يكن عضو كنيستك يعلم بذلك، العلماء يعلمون. Millard Erickson وهو أستاذ لاهوت أميركي وعالم لاهوت مسيحي إنجيلي، يُصرّ على أن الثالوث، أقتبس: "لا غنى عنه في الإيمان المسيحي"، ثم يُقرّ بأنه، أقتبس، "غير مُعلَّم بوضوح أو صراحة في أي مقطع من الكتاب المقدس".
سامي صابر: أين يقول ذلك؟
يوسف راضي: في الصفحتين الحادية عشرة والثانية عشرة من كتابه " الله في ثلاثة أقانيم". عنوان الكتاب الفرعي مُلفت للنظر. فهو "تفسير معاصر للثالوث". لا بد من أنه معاصر، فلم يُعلّم أيٌّ من كُتّاب الكتاب المقدس ذلك! بل تطوّر لاحقًا.
وهنا تكمن المشكلة. إذا كنتَ ستدّعي أن بعض نقاط العقيدة "لا غنى عنها"، أفلا يجب أن نتوقع ورودها في الكتاب المقدس؟
سامي صابر: بلى. ألا يمكننا الاعتماد على الكتاب المقدس ليُعلّمنا كل ما نعرفه للخلاص؟
يوسف راضي: بلى، علينا ذلك! انتقل إلى أعمال الرسل العشرين. واقرأ ما قاله بولس عن تعاليمه في الآيتين العشرين والسابعة والعشرين.
سامي صابر: حسنًا… "كَيْفَ لَمْ أُؤَخِّرْ شَيْئًا مِنَ الْفَوَائِدِ إِلاَّ وَأَخْبَرْتُكُمْ وَعَلَّمْتُكُمْ بِهِ جَهْرًا وَفِي كُلِّ بَيْتٍ،… لأَنِّي لَمْ أُؤَخِّرْ أَنْ أُخْبِرَكُمْ بِكُلِّ مَشُورَةِ يهوه. "
يوسف راضي: لا تجد عقيدة الثالوث في أي مكان في كتابات بولس. ببساطة، إنها غائبة. ولا عقيدة التجسد. ومع ذلك، يُصرّح بولس بأنه علّم "مشورة يهوه الكاملة".
سامي صابر: لم يكن ليقول ذلك بصراحة لو أنه تخلى عن العقائد الأساسية للخلاص.
يوسف راضي: صحيح. هذا يعني أن هذه العقائد خاطئة. ولم يُعلّمها لأنه لم يؤمن بها.
سامي صابر: إذن ماذا يقول الكتاب المقدس فعليًا؟
يوسف راضي: فلنقرأها. لا يمكننا التطرق إلى جميع المقاطع التي تتناول هذا الموضوع، لكننا سندرس يوحنا، وأعمال الرسل، ورومية.
فلننتقل أولاً إلى يوحنا الثالث. هذا حوار بين يهوشوا ونيقوديموس. كان نيقوديموس، بصفته عضوًا في السنهدريم، مثقفًا وعالم لاهوت، مما مكّن المسيح من الانخراط مباشرةً في حوار عميق معه. ماذا قال له في الآية الثالثة؟
سامي صابر: "الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنْ فَوْقُ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَى مَلَكُوتَ ياه."
يوسف راضي: عبارة "مرة أخرى" مشتقة من الكلمة اليونانية " أنوثين"، التي تعني حرفيًا "من فوق". إذًا، تعتمد الحياة الأبدية على الإيمان بيهوشوا. وتتكرر هذه النقطة في جميع أجزاء الأصحاح.
إقرأ الآيتين الرابعة عشرة والخامسة عشرة.
سامي صابر: "وَكَمَا رَفَعَ مُوسَى الْحَيَّةَ فِي الْبَرِّيَّةِ هكَذَا يَنْبَغِي أَنْ يُرْفَعَ ابْنُ الإِنْسَانِ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ."
يوسف راضي: والآية السادسة عشرة؟
سامي صابر: "لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ يهوه الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ."
يوسف راضي: والثامنة عشرة؟
سامي صابر: "اَلَّذِي يُؤْمِنُ بِهِ لاَ يُدَانُ، وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ قَدْ دِينَ، لأَنَّهُ لَمْ يُؤْمِنْ بِاسْمِ ابْنِ يهوه الوحيد".
يوسف راضي: هذا المقطع بأكمله يدور حول ما يجب الإيمان به للخلاص. لو كان الإيمان بألوهية المسيح وتجسده ضروريًا للخلاص، لكانا وردا هنا، لكن لم يردا. لا يُذكر هنا أي شيء عن الثالوث أو التجسد.
انتقل الآن إلى الآية السادسة والثلاثين. هنا، يربط يوحنا الإيمان بالمسيح بالطاعة. تابع القراءة.
سامي صابر: "الَّذِي يُؤْمِنُ بِالابْنِ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ بِالابْنِ لَنْ يَرَى حَيَاةً بَلْ يَمْكُثُ عَلَيْهِ غَضَبُ يهوه.".
يوسف راضي: تُرجمت هذه العبارة في بعض الترجمات إلى "من يرفض الابن لن يرى الحياة". ما يقصده هو أن الموافقة الفكرية الباردة لا تكفي، فالإيمان الحقيقي يتجلى في الطاعة.
سامي صابر: فلنخرج قليلاً عن الموضوع، ما معنى الاعتقاد بأن يهوشوا هو الابن؟ بصفتي مؤمنًا بالثالوث، افترضتُ أن هذا يعني الاعتقاد بأنه الأقنوم الثاني في اللاهوت، ولكن من دون ذلك، ماذا يعني هذا؟
يوسف راضي: الجواب في يوحنا الحادي عشر. قالت مارثا ليهوشوا إن أخاها ما كان ليموت لو كان موجودًا. ماذا قال يهوشوا ردًا على ذلك؟ من الآية الخامسة والعشرين حتى السابعة والعشرين.
سامي صابر: قَالَ لَهَا يهوشوا: «أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا، وَكُلُّ مَنْ كَانَ حَيًّا وَآمَنَ بِي فَلَنْ يَمُوتَ إِلَى الأَبَدِ. أَتُؤْمِنِينَ بِهذَا؟» قَالَتْ لَهُ: «نَعَمْ يَا سَيِّدُ. أَنَا قَدْ آمَنْتُ أَنَّكَ أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ، الآتِي إِلَى الْعَالَمِ».
يوسف راضي: مرة أخرى، من المنطقي إدراج شرح للطبيعة الإلهية الثالوثية أو التجسد. ولكن لم يُذكر أي أمر عن ذلك. بدل ذلك، علينا أن نؤمن بأن يهوشوا هو الممسوح، ابن يهوه.
إن كون المرء "ابن الله" لا يعني بالضرورة "الله الابن". فعبارة "ابن الله" تشير إلى يهوشوا بصفته مسيح يهوه. لكن هذا لا يعني أنه إله. كما أن آيات أخرى تشير إلى "أبناء الله" تجعل الكائنات الأخرى – بشرًا وملائكة – إلهية. فكون المرء "ابن الله" لا يجعل منه إلهًا.
سامي صابر: إذن، الاعتقاد بأن يهوشوا هو المسيح المنتظر، هو الذي يجلب الخلاص، وليس أنه إله.
يوسف راضي: صحيح. لأن الكتاب المقدس لا يزعم ذلك أبدًا.
انتقل الآن إلى يوحنا العشرين. يشرح يوحنا سبب كتابته إنجيله، ويؤكد على كيفية الحصول على الخلاص. اقرأ الآيتين الثلاثين والواحدة والثلاثين.
سامي صابر: وَآيَاتٍ أُخَرَ كَثِيرَةً صَنَعَ يهوشوا قُدَّامَ تَلاَمِيذِهِ لَمْ تُكْتَبْ فِي هذَا الْكِتَابِ. وَأَمَّا هذِهِ فَقَدْ كُتِبَتْ لِتُؤْمِنُوا أَنَّ يهوشوا هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ ياه، وَلِكَيْ تَكُونَ لَكُمْ إِذَا آمَنْتُمْ حَيَاةٌ بِاسْمِهِ.
يوسف راضي: هذه نقطة بالغة الأهمية، حتى أن يوحنا كرّرها في رسالته. هلّا قرأتَ رسالة يوحنا الأولى، الأصحاح الخامس، الآية العشرين، من فضلك؟
سامي صابر: "وَنَعْلَمُ أَنَّ ابْنَ اللهِ قَدْ جَاءَ وَأَعْطَانَا بَصِيرَةً لِنَعْرِفَ الْحَقَّ. وَنَحْنُ فِي الْحَقِّ فِي ابْنِهِ يَهوشوا الْمَسِيحِ. هذَا هُوَ الإِلهُ الْحَقُّ وَالْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ.."
يوسف راضي: هو لا يقول إن يهوشوا هو الإله الحقيقي، بل يقول إن يهوه، أو "الذي هو الحق"، هو الإله الحقيقي. هذا ما يجب أن نؤمن به. ما من ذكر عن الإيمان بطبيعة الثالوث الإلهيّة أو التجسد.
سامي صابر: هذا واضح جدًا.
ماذا عن الكنيسة الأولى؟ أتشرح لنا بعض المقاطع التي أظهرت ما آمن به المسيحيون الرسوليون؟ فلو كان الإيمان بالثالوث الإلهي أو التجسد بالأهمية نفسها التي يدّعيها الناس اليوم، لوجدنا توثيقًا له مع بدء انتشار الإنجيل بين الأمم.
يوسف راضي: أنت محق، لذا انتقل إلى أعمال الرسل، الرابع عشر. هذا مثير للاهتمام، ففي مدينة لِسْتْرَةَ، شفى بولس رجلاً أعرج. ظنّ أهل لسترة أن… انتظر… بولس وبرنابا كانا إلهين متجسدين في جسد بشري! ماذا تقول الآية الحادية عشرة؟
سامي صابر: "فَالْجُمُوعُ لَمَّا رَأَوْا مَا فَعَلَ بُولُسُ، رَفَعُوا صَوْتَهُمْ بِلُغَةِ لِيكَأُونِيَّةَ قَائِلِينَ: «إِنَّ الآلِهَةَ تَشَبَّهُوا بِالنَّاسِ وَنَزَلُوا إِلَيْنَا»."
يوسف راضي: هذا هو التجسد. ظنّوا أن برنابا هو زَفْسَ، وبولس هو هرمس، وبطبيعة الحال، أرادوا تكريمهما. اقرأ الآية الثالثة عشرة.
سامي صابر: "فَأَتَى كَاهِنُ زَفْسَ، الَّذِي كَانَ قُدَّامَ الْمَدِينَةِ، بِثِيرَانٍ وَأَكَالِيلَ عِنْدَ الأَبْوَابِ مَعَ الْجُمُوعِ، وَكَانَ يُرِيدُ أَنْ يَذْبَحَ."
يوسف راضي: شعر بولس وبرنابا بالفزع! إقرأ الآن ما يلي، ولاحِظ خلال القراءة أن بولس يصف هذا الاعتقاد بأن فكرة الله يتجسد، بأنه اعتقاد "لا قيمة له". الآيات الرابعة عشرة حتى الثامنة عشرة.
سامي صابر:
فَلَمَّا سَمِعَ الرَّسُولاَنِ، بَرْنَابَا وَبُولُسُ، مَزَّقَا ثِيَابَهُمَا، وَانْدَفَعَا إِلَى الْجَمْعِ صَارِخَيْنِ وَقَائِلِينَ: «أَيُّهَا الرِّجَالُ، لِمَاذَا تَفْعَلُونَ هذَا؟ نَحْنُ أَيْضًا بَشَرٌ تَحْتَ آلاَمٍ مِثْلُكُمْ، نُبَشِّرُكُمْ أَنْ تَرْجِعُوا مِنْ هذِهِ الأَبَاطِيلِ إِلَى الإِلهِ الْحَيِّ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَالْبَحْرَ وَكُلَّ مَا فِيهَا، الَّذِي فِي الأَجْيَالِ الْمَاضِيَةِ تَرَكَ جَمِيعَ الأُمَمِ يَسْلُكُونَ فِي طُرُقِهِمْ مَعَ أَنَّهُ لَمْ يَتْرُكْ نَفْسَهُ بِلاَ شَاهِدٍ، وَهُوَ يَفْعَلُ خَيْرًا: يُعْطِينَا مِنَ السَّمَاءِ أَمْطَارًا وَأَزْمِنَةً مُثْمِرَةً، وَيَمْلأُ قُلُوبَنَا طَعَامًا وَسُرُورًا». وَبِقَوْلِهِمَا هذَا كَفَّا الْجُمُوعَ بِالْجَهْدِ عَنْ أَنْ يَذْبَحُوا لَهُمَا.
يوسف راضي: هكذا كان الاعتقاد بالتجسد راسخًا بعمق بين هؤلاء الوثنيين.
فلننتقل الآن إلى أعمال الرسل الثاني. سأتناول عظة بطرس يوم الخمسين. مرة أخرى: إذا كان الإيمان بالثالوث أو التجسد ضروريًا للخلاص، فسيرد هنا.
لكن، مجددًا، ليس هنا. بدل ذلك، بدأ بطرس عظته باقتباس طويل من سفر يوئيل لشرح معمودية الروح القدس التي شهدها الجميع. ثم يوضح هذا المقطع من يوئيل ما هو مهم للخلاص (الآية الواحدة والعشرون)
سامي صابر: " وَيَكُونُ كُلُّ مَنْ يَدْعُو بِاسْمِ يهوه يَخْلُصُ.
يوسف راضي: ومن هذه النقطة، يواصل بطرس الحديث عن يهوشوا، وكيف تم مسحه لتنفيذ عمل خاص، وتم صلبه وقيامته مرة أخرى.
فلنقرأ ملخص رسالته. من الآية السادسة والثلاثين حتى التاسعة والثلاثين.
سامي صابر: فَلْيَعْلَمْ يَقِينًا جَمِيعُ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ أَنَّ اللهَ جَعَلَ يهوشوا هذَا، الَّذِي صَلَبْتُمُوهُ أَنْتُمْ، رَبًّا وَمَسِيحًا». فَلَمَّا سَمِعُوا نُخِسُوا فِي قُلُوبِهِمْ، وَقَالُوا لِبُطْرُسَ وَلِسَائِرَ الرُّسُلِ: «مَاذَا نَصْنَعُ أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِخْوَةُ؟» فَقَالَ لَهُمْ بُطْرُسُ: «تُوبُوا وَلْيَعْتَمِدْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَلَى اسْمِ يهوشوا الْمَسِيحِ لِغُفْرَانِ الْخَطَايَا، فَتَقْبَلُوا عَطِيَّةَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. لأَنَّ الْمَوْعِدَ هُوَ لَكُمْ وَلأَوْلاَدِكُمْ وَلِكُلِّ الَّذِينَ عَلَى بُعْدٍ، كُلِّ مَنْ يَدْعُوهُ يهوه إِلهُنَا».
يوسف راضي: استخدام بطرس للقب "الله" مُلفتٌ للنظر. فهو يُفرّق بين يهوه ويهوشوا، مُظهرًا أن يهوه إله، بينما يهوشوا ليس كذلك.
إنه المكان المناسب لإثبات ألوهية يهوشوا! إنه المكان المناسب للتبشير بتجسد الله. ومع ذلك، يلتزم بطرس الصمت التام حيال هذه النقطة. لماذا؟ لأنه لم يؤمن بأن يهوشوا كان إلهًا أو "الله المتجسد في جسد بشري". الأمر بهذه البساطة.
إعلان
قيل إن الحب وحده يوقظ الحب، وهذا صحيح! عندما نرى أن أحدهم يحبنا، وعندما ندرك ونعترف باللطف والرحمة غير المستحقين اللذين أظهرهما لنا، تلين قلوبنا وتنفتح لمن أحبنا حبًا جمًا.
لهذا السبب، من المهم أن تقضي وقتًا في التعرف إلى يهوه، خالقك الرحيم وأبيك المُحب. لا يسعك إلا أن تنجذب إلى شخص يُحبك حبًا جمًا لدرجة أنه كان مستعدًا لتقديم أي تضحية من أجلك. ابحث عن الحلقة الثالثة وعنوانها: "محبة يهوه لك". ما عليك سوى زيارة موقع WorldsLastChance.com/arabic والنقر على رمز راديو فرصة العالم الأخيرة ثم التمرير للأسفل للعثور على "محبة يهوه لك". استمع وشاهد بعينين جديدتين محبة الآب لك.
وقفة منتصف البرنامج
أنتم تستمعونَ إلى راديو "فرصةُ العالمِ الأخيرة"!
راديو "فرصةُ العالمِ الأخيرة": نُعلّم العقول ونُعدّ القلوب لعودة المسيح المفاجئة!
إعلان
يركّز المسيحيون – ولا سيّما المسيحيون الثالوثيون – كلّ حبهم وعبادتهم على المخلص، متجاهلين الآب الذي أرسله.
لكنّ المخلص جاء ليكشف عن ماهية الآب كشخص. فالتضحية بالنفس على الصليب لا تكشف وحدها عن شخصية الآب. بل تكشف أحداثٌ ولقاءات وتفاعلات أخرى في حياة المخلص عن جوانب خفية من شخصية الآب، كاشفةً عن محبته ولطفه وصبره، بل وحتى كاشفةً عن جانب فكاهيّ! هل فكرتم يومًا في أن يهوه يتمتع بروح الدعابة؟ إنه كذلك!
إذا كنتم ترغبون في معرفة المزيد، ابحثوا عن حلقة إذاعية بُثّت سابقًا بعنوان "رؤية الآب في الابن". إنه الحلقة مئتان وتسعة وخمسون: "رؤية الآب في الابن". سيتعزز إيمانكم، وتزداد محبتكم عندما ترون بنظرة جديدة حقيقة الآب. ابحثوا عنها على WorldsLastChance.com/arabic.
الجزء الثالث
سامي صابر: هل يمكننا الحديث عن معنى الدعاء باسم يهوه؟ لا يُدهشني أن بطرس وكتّاب العهد الجديد اقتبسوا هذه الوصية، إذ تتكرر كثيرًا في العهد القديم. يُقال لنا مرارًا "ادعُ باسم الرب"، مع أنه، بالطبع، لا يقول "الرب". في النص العبري الأصلي، يقول "ادعُ باسم يهوه".
ولكن لماذا يطبق بطرس في أعمال الرسل الثاني ذلك على يهوشوا الذي نَعلم أنه لم يكن إلهًا؟
يوسف راضي: سؤالٌ ملهم. يسعدني أنك طرحته. أول ما يجب أن نتذكره هو أن الجمهور الأصلي لم يكن القراء المعاصرين، بل كان الجمهور الأصلي المستهدف هو اليهود. فالكتب المقدّسة كُتبت من قِبل اليهود، ولأجلهم في الأصل. لذا، علينا أن نأخذ في الاعتبار وجهة نظرهم الفريدة: كيف كانوا يفسرون الأمور.
إن جمهورًا يهوديًا من القرن الأول، عندما سمع بطرس يأخذ اقتباس يوئيل – الذي كان ينطبق في الأصل على يهوه – ويطبقه على يهوشوا، لم يكن ليفترض فجأةً أن بطرس كان يُعلن أن يهوشوا جزء من ثالوث إلهي. لم يظنوا ذلك.
سامي صابر: لا، كانوا توحيديين متزمتين.
يوسف راضي: صحيح. إذًا، بسماعهم ذلك، فهموا أن بطرس كان يُقدّم المسيح كوكيل ليهوه، وممثله المُمسوح والمُعيّن من ياه.
سامي صابر: هذا منطقي. سجّلنا مؤخرًا حلقة عن يهوشوا كوكيل لياه. هذا تصنيف قانوني.
يوسف راضي: صحيح. هذا هو موقف الفكر التوحيدي: يهوشوا هو الممثل الشرعي ليهوه.
هل ترى الكتاب هناك؟ عنوانه " قاموس يسوع والأناجيل". تناوله وافتح الصفحة ثلاث مئة وسبعة وسبعين. المدخل تحت عنوان "إنجيل يوحنا". كتبته الدكتورة Marianne Meye Thompson. وهي عالمة لاهوت أميركية وأستاذة العهد الجديد في معهد Fuller اللاهوتي. حتى إنها كانت إحدى مترجمات إنجيل يوحنا في ترجمة الكتاب المقدس الحية الجديدة.
سامي صابر: مذهل.
يوسف راضي: تتمتع بمعرفة واسعة عن الموضوع. إقرأ الاقتباس بين القوسين في الصفحة ثلاث مئة وسبعة وسبعين.
سامي صابر:
"في الكتابات الحاخامية، ترد إشارة إلى شخصية الصالح [أو الشالِيَا]، التي تعني حرفيًا "الشخص المُرسَل"… الشاليا هو وكيل يُرسل في عمل أو مهمة بتعليمات محددة وسلطة لتنفيذها. وفقًا للتلمود، يمكن للشاليا، من بين أمور أخرى، إجراء معاملات تجارية، وإبرام معاهدات ملزمة، وترتيب الزيجات. كان هناك قول شائع بين الحاخامات وهو: "الشخص المُرسَل مثل الشخص الذي أرسله" أو "وكيل الرجل يعادل نفسه". لأن الشاليا يتصرف نيابة عن الشخص الذي أرسله. عندما يتعامل المرء مع الشاليا، يكون الأمر كما لو كان يتعامل مع الشخص الذي أرسله.
يوسف راضي: هذا جانبٌ بالغ الأهمية من شخصية يهوشوا، لم نفهمه نحن القراء المعاصرين. يهوشوا، كما قلنا في حلقةٍ سابقة، هو وكيل يهوه. إنه وكيل يهوه البشري. لذا، عندما تعامل الناس مع يهوشوا، كانوا، في الواقع، يتعاملون مع يهوه لأن يهوشوا كان نائب يهوه: أي وكيله.
لديّ اقتباس آخر يؤكد ذلك. إنه من موسوعة الديانة اليهودية. هلا تقرأه لنا؟
سامي صابر: أجل، في الصفحة الخامسة عشرة، تحت عنوان "الوكيل"، ورد ما يلي: "النقطة الأساس في الشريعة اليهودية للوكالة مُعبَّر عنها في القول المأثور: 'وكيل الشخص يُعتبر هو نفسه'. لذلك، فإن أي فعل يرتكبه وكيل مُعيَّن رسميًا يُعتبر فعلًا ارتكبه الشخص الأصلي."
يا إلهي! باختصار، يُمكن القول إن يهوه أحبّنا حبًا جمًا حتى إنه مات من أجلنا. كان لا بدّ من أن يكون مُخلّصنا بشرًا – وهو المسيح – ولكن بصفته وكيلًا ليهوه، مات من أجلنا. باختصار، مات يهوه من أجلنا بشخص وكيله.
يوسف راضي: أليس هذا رائعًا؟
سامي صابر: هلا تشاركنا أمثلة أخرى في الكتاب المقدس، عمل فيها شخص ما كوكيل ليهوه؟
يوسف راضي: بالتأكيد! إقرأ لنا الخروج الثالث والعشرين الآيات عشرين حتى الثالثة والعشرين.
سامي صابر:
«هَا أَنَا مُرْسِلٌ مَلاَكًا أَمَامَ وَجْهِكَ لِيَحْفَظَكَ فِي الطَّرِيقِ، وَلِيَجِيءَ بِكَ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي أَعْدَدْتُهُ. اِحْتَرِزْ مِنْهُ وَاسْمَعْ لِصَوْتِهِ وَلاَ تَتَمَرَّدْ عَلَيْهِ، لأَنَّهُ لاَ يَصْفَحُ عَنْ ذُنُوبِكُمْ، لأَنَّ اسْمِي فِيهِ. وَلكِنْ إِنْ سَمِعْتَ لِصَوْتِهِ وَفَعَلْتَ كُلَّ مَا أَتَكَلَّمُ بِهِ، أُعَادِي أَعْدَاءَكَ، وَأُضَايِقُ مُضَايِقِيكَ. فَإِنَّ مَلاَكِي يَسِيرُ أَمَامَكَ وَيَجِيءُ بِكَ إِلَى الأَمُورِيِّينَ وَالْحِثِّيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ وَالْكَنْعَانِيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ، فَأُبِيدُهُمْ.
يوسف راضي: هنا الملاك يعمل كوكيل ليهوه.
لاحظ أن يهوه في الآية الواحدة والعشرين يشرح أن اسمه موجود في الملاك. مجددًا، يؤكد أن هذا الملاك كان وكيل يهوه الفاعل. ولهذا السبب كان على الناس أن يعاملوه باحترام.
سامي صابر: الأمر نفسه ينطبق على السفراء. يُعامَلون باحترام لأنهم يمثلون وطنهم. يُعامَل الأمير ويليام، أمير ويلز، باحترام. لماذا؟ لأنه، وإن لم يكن ملكًا بعد، فهو يمثل العرش.
يوسف راضي: مثال جيد. ويهوشوا، بصفته وكيلًا لياه، كان يحمل أيضًا اسم يهوه. إنه تفصيل آخر أغفلناه، لأننا، في عقولنا المعاصرة، لم نفهم بعد معنى اسم يهوه.
فلننتقل إلى يوحنا السابع عشر. هذا قبل خيانة يهوشوا مباشرةً، وهو يصلي ليهوه. ماذا يقول؟ الآيتان الحادية عشرة والثانية عشرة.
سامي صابر:
وَلَسْتُ أَنَا بَعْدُ فِي الْعَالَمِ، وَأَمَّا هؤُلاَءِ فَهُمْ فِي الْعَالَمِ، وَأَنَا آتِي إِلَيْكَ. أَيُّهَا الآبُ الْقُدُّوسُ، احْفَظْهُمْ فِي اسْمِكَ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي، لِيَكُونُوا وَاحِدًا كَمَا نَحْنُ. حِينَ كُنْتُ مَعَهُمْ فِي الْعَالَمِ كُنْتُ أَحْفَظُهُمْ فِي اسْمِكَ. الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي حَفِظْتُهُمْ، وَلَمْ يَهْلِكْ مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلاَّ ابْنُ الْهَلاَكِ لِيَتِمَّ الْكِتَابُ.
يوسف راضي: إذًا، من الواضح أن إطلاق اسم يهوه على شخص ما لا يعني أن من يحمل اسم يهوه هو إله. أنا لست إلهًا. أعلم أنك لست إلهًا!
سامي(ضاحكًا): أنت تعرفني جيدًا!
يوسف راضي: ما أقصده هو أن اقتباس بطرس من يوئيل – القائل إن كل من يدعو باسم يهوه يخلص – وتطبيقه على يهوشوا هو ببساطة تأكيد على دور يهوشوا كوكيل يهوه. يهوشوا هو الوسيلة الإلهية للخلاص.
سامي صابر: إذن … دعوة يهوشوا هي في الأساس دعوة يهوه نفسها لأن يهوه عيّن يهوشوا ليتصرف نيابة عنه، كوكيل له، ونائب عنه.
يوسف راضي: فهمت، هذا صحيح.
انتقل الآن إلى أعمال الرسل الرابع. في هذا الأصحاح، اقتيد بطرس ويوحنا إلى السنهدريم. كانا قد شفيا رجلاً مُقعدًا وانتهزا الفرصة للتحدث عن يهوشوا. فأُلقي القبض عليهما وأُخذا إلى السنهدريم. فلنقرأ ما قاله بطرس. من الآية الثامنة حتى الثالثة عشرة.
سامي صابر: حِينَئِذٍ امْتَلأَ بُطْرُسُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَقَالَ لَهُمْ: «يَا رُؤَسَاءَ الشَّعْبِ وَشُيُوخَ إِسْرَائِيلَ، إِنْ كُنَّا نُفْحَصُ الْيَوْمَ عَنْ إِحْسَانٍ إِلَى إِنْسَانٍ سَقِيمٍ، بِمَاذَا شُفِيَ هذَا، فَلْيَكُنْ مَعْلُومًا عِنْدَ جَمِيعِكُمْ وَجَمِيعِ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ، أَنَّهُ بِاسْمِ يَهوشوا الْمَسِيحِ النَّاصِرِيِّ، الَّذِي صَلَبْتُمُوهُ أَنْتُمُ، الَّذِي أَقَامَهُ اللهُ مِنَ الأَمْوَاتِ، بِذَاكَ وَقَفَ هذَا أَمَامَكُمْ صَحِيحًا. هذَا هُوَ: الْحَجَرُ الَّذِي احْتَقَرْتُمُوهُ أَيُّهَا الْبَنَّاؤُونَ، الَّذِي صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ. وَلَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلاَصُ. لأَنْ لَيْسَ اسْمٌ آخَرُ تَحْتَ السَّمَاءِ، قَدْ أُعْطِيَ بَيْنَ النَّاسِ، بِهِ يَنْبَغِي أَنْ نَخْلُصَ». فَلَمَّا رَأَوْا مُجَاهَرَةَ بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا، وَوَجَدُوا أَنَّهُمَا إِنْسَانَانِ عَدِيمَا الْعِلْمِ وَعَامِّيَّانِ، تَعَجَّبُوا. فَعَرَفُوهُمَا أَنَّهُمَا كَانَا مَعَ يهوشوا.
يوسف راضي: لاحِظ مرة أخرى الاستخدام المتعمد للقب هنا. "الله" (يهوه) … أقام يهوشوا … من بين الأموات. وبالتالي، لا يمكن أن يكون يهوشوا "إلهًا".
إشعياء الثالث والأربعون الآية الحادية عشرة تقول: "أَنَا أَنَا يهوه، وَلَيْسَ غَيْرِي مُخَلِّصٌ.". لذا، عندما يقتبس بطرس أنه ليس اسم آخر تحت السماء أُعطي للبشرية ينبغي أن نخلُص به، ذلك لأن يهوشوا كان نائب يهوه، وكيله. وأُعطي اسم يهوه. لم يكن إلهًا، ولكنه كان يحمل اسم ياه.
سامي صابر: نقاط سديدة. لاحظتُ أيضًا أن بطرس لم يقل "الله أقام الله" من بين الأموات.
يوسف (ضاحكًا): حسنًا، لا. لأن الألوهية، بحكم تعريفها، خالدة. ولذلك اضطر يهوه إلى استخدام وسيط بشري كامل ليتلقى اسمه ويعمل نيابةً عنه.
فلننتقل الآن إلى أعمال الرسل الخامس. أُلقي القبض مجددًا على بطرس وبعض الرسل. عندما طالبهم السنهدريم بالكف عن الحديث عن يهوشوا، ما كان ردهم؟ من الآية التاسعة والعشرين حتى الثانية والثلاثين.
سامي صابر:
فَأَجَابَ بُطْرُسُ وَالرُّسُلُ وَقَالُوا: «يَنْبَغِي أَنْ يُطَاعَ اللهُ أَكْثَرَ مِنَ النَّاسِ. إِلهُ آبَائِنَا أَقَامَ يهوشوا الَّذِي أَنْتُمْ قَتَلْتُمُوهُ مُعَلِّقِينَ إِيَّاهُ عَلَى خَشَبَةٍ. هذَا رَفَّعَهُ اللهُ بِيَمِينِهِ رَئِيسًا وَمُخَلِّصًا، لِيُعْطِيَ إِسْرَائِيلَ التَّوْبَةَ وَغُفْرَانَ الْخَطَايَا. وَنَحْنُ شُهُودٌ لَهُ بِهذِهِ الأُمُورِ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ أَيْضًا، الَّذِي أَعْطَاهُ اللهُ لِلَّذِينَ يُطِيعُونَهُ».
يوسف راضي: مرة أخرى، استخدامٌ مُثيرٌ للاهتمام وحكيمٌ للقب "الله". الله – يهوه – هو من رفع يهوشوا إلى يمينه. لا يُمكن لمظهرين مُتساويين لنفس "الإله" أن يُمجّد أحدهما الآخر.
سامي صابر: ولكن ماذا عن سجّان فيلبي؟ بولس وسيلا نصحاه بأن يؤمن بالرب يهوشوا المسيح.
يوسف راضي: فلننتقل إلى أعمال الرسل السادس عشر.
سامي صابر: لماذا لم يطلب منه بولس وسيلا أن يؤمن بيهوه؟ هذا ما كنت سأفعله!
يوسف راضي: وأنا أيضًا. ولكن هذا لأننا كنا من أتباع الثالوث الأقدس سابقًا، ولم نفهم أهمية عمل يهوشوا كوكيل ليهوه.
لكنهما فهما ذلك. قيل لنا إن السجّان وجميع أهل بيته آمنوا واعتمدوا. اقرأ الآية الرابعة والثلاثين.
سامي صابر: وَلَمَّا أَصْعَدَهُمَا إِلَى بَيْتِهِ قَدَّمَ لَهُمَا مَائِدَةً، وَتَهَلَّلَ مَعَ جَمِيعِ بَيْتِهِ إِذْ كَانَ قَدْ آمَنَ بِاللهِ.
يوسف راضي: هذا لا يدل على أن السجّان كان يؤمن بأن يهوشوا إله. بل يمكننا أن نعرف أن السجان كان يؤمن بيهوشوا لأنه كان يفهم مبدأ الوكالة. لذا، عندما يلخص لوقا هذا الأمر برمته، يُصرّح بشكل صحيح أن السجان كان يؤمن بـ… الله. يهوه.
عندما نؤمن بيهوشوا، فإننا نؤمن حقًا بقوة يهوه الإلهية التي تدعمه.
ويهوشوا قال نفسه ذلك. اقرأ يوحنا الخامس الآية الرابعة والعشرين.
سامي صابر: "اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كَلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ، بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ."
يوسف راضي: ويكرر ذلك في يوحنا الثاني عشر الآية الرابعة والأربعين. إنتقل إليها.
سامي صابر: "فَنَادَى يَهوشوا وَقَالَ: «الَّذِي يُؤْمِنُ بِي، لَيْسَ يُؤْمِنُ بِي بَلْ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي."
يوسف راضي: هذه هي الوكالة، أي الحل محل يهوه. عندما تؤمن بالوكالة، أنت في الواقع تؤمن بمن يمثلها.
قال القديس أوغسطينوس، أحد آباء الكنيسة الأوائل، إن من ينكر الثالوث يفقد خلاصه. أما من يحاول فهمه فهمًا حقيقيًا، فسيفقد عقله.
هل يبدو هذا كأمر سيفعله يهوه؟ أو يُعلّمه؟
سامي صابر: لا!
يوسف راضي: إقرأ لنا تِيمُوثَاوُسَ الثَّانِية، الثالث الآيتين السادسة عشرة والسابعة عشرة.
سامي صابر: "كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحًى بِهِ مِنَ يهوه، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ، لِكَيْ يَكُونَ إِنْسَانُ يهوه كَامِلاً، مُتَأَهِّبًا لِكُلِّ عَمَل صَالِحٍ."
يوسف راضي: تعاليم الكتاب المقدس كافية لخلاصنا. لسنا بحاجة إلى إضافة تعاليم جديدة إليها.
سأختم برومية العاشر الآيتين التاسعة والعاشرة.
سامي صابر: "لأَنَّكَ إِنِ اعْتَرَفْتَ بِفَمِكَ بِالرَّبِّ يَهوشوا، وَآمَنْتَ بِقَلْبِكَ أَنَّ اللهَ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ، خَلَصْتَ. لأَنَّ الْقَلْبَ يُؤْمَنُ بِهِ لِلْبِرِّ، وَالْفَمَ يُعْتَرَفُ بِهِ لِلْخَلاَصِ."
يوسف راضي: هذا بسيط، وواضح، وحقيقي. ما من إشارة إلى ضرورة الإيمان بالثالوث أو التجسد، لأن هذا خطأ.
وعد اليوم
مرحباً! هنا راديو فرصة العالم الأخيرة، معكم ناديا يعقوب في وعد اليوم من كلمة ياه.
التثنية الثامن والعشرون الآية الثانية عشرة تقول لنا: "يَفْتَحُ لَكَ يهوه كَنْزَهُ الصَّالِحَ، السَّمَاءَ، لِيُعْطِيَ مَطَرَ أَرْضِكَ فِي حِينِهِ، وَلْيُبَارِكَ كُلَّ عَمَلِ يَدِكَ، فَتُقْرِضُ أُمَمًا كَثِيرَةً وَأَنْتَ لاَ تَقْتَرِضُ."
منذ عدة سنوات، عندما كانت زيمبابوي لا تزال تُسمّى روديسيا Rhodesia الجنوبية، أُرسِل إليها مبشّر أميركي يُدعى إيرا شولتز Ira Schultz مع عائلته لنقل الإنجيل إلى الروديسيين. توجّب على إيرا العمل بشكل وثيق مع أحد الروديسيين المحليين فأصبح الرجلان صديقين حميمين. لا أعرف اسم عائلة الرجل الروديسي، لكنّ إيرا كان يعرفه بالحرفين الأولين فقط من اسمه: S.J وهكذا كان يعرفه الجميع. زوجته وأصدقاؤه وزملاؤه في العمل وأعضاء الكنيسة… الجميع كانوا يسمونه S.J
في أحد الأيام، بينما كان الرجلان يعملان معًا، سأل إيرا S.J قائلاً: "إذن، ما الذي يرمز إليه الحرفان الأولان من اسمك؟ لا أعتقد أنني سمعت اسمك الحقيقي من قبل."
فابتسم له S.J ابتسامة عريضة وقال: "هذا لأنني لا أخبر أحداً باسمي".
"أوه، هيا،" أجابه إيرا. "لا يمكن أن يكون الأمر بهذا السوء!"
أخيراً، وبعد الكثير من الإصرار والإلحاح، وافق S.J على البوح باسمه شرط أن يعده إيرا بعدم الضحك. الاسمان اللذان كشف عنهما على مضض، كانا يعنيان باللغة الإنكليزية "مربى الفراولة" أو Strawberry Jam
أعتقد أنه يمكننا جميعًا أن نفهم لماذا كان S.J يفضل استخدام الحرفين الأولين من اسمه! ومع ذلك، أعتقد أن القصة وراء تسمية "مربى الفراولة" هي قصة قيّمة للغاية. على ما يبدو، قبل سنوات، عندما كانت والدة S.J حاملاً به، قدم اليها أحدهم عبوة صغيرة من مربى الفراولة. وكان محتوى العبوة من أطيب ما ذاقته المرأة الشابة في حياتها، لذلك، عندما ولد ابنها، لم تستطع التفكير في اسم تطلقه على طفلها العزيز أفضل من اسم أطيب طعام أكلته في حياتها.
عندما أخبرتني ابنة أخت إيرا بهذه القصة، ذكّرتني بـ كورنثوس الأولى، الثاني الآية التاسعة، التي تقول:
" مَا لَمْ تَرَ عَيْنٌ، وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ، وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى بَالِ إِنْسَانٍ: مَا أَعَدَّهُ يهوه لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ".
أستطيع أن أتخيل المشهد تماماً، يهوه والملائكة: مفعمون بحماسة شديدة، ينتظرون بشغف لا يوصف متى ينقل يهوه مملكته إلى الأرض، ليفتح أبواب المدينة المقدسة ويرحّب بعودة أبنائه إلى ديارهم. سيفوق الأمر كلّ ما يمكن أن يتخيله أحد، وسيعجز الكلام عن وصفه. إنه الانتظار فقط للذين سيقبلون عطية الخلاص.
وحتى الآن، لدينا عيّنة صغيرة للفرح الذي سيأتي. يقول لنا بولس في أفسس الثالث: " وَالْقَادِرُ أَنْ يَفْعَلَ فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ، أَكْثَرَ جِدًّا مِمَّا نَطْلُبُ أَوْ نَفْتَكِرُ، بِحَسَبِ الْقُوَّةِ الَّتِي تَعْمَلُ فِينَا، لَهُ الْمَجْدُ فِي الْكَنِيسَةِ فِي الْمَسِيحِ يَهوشوا إِلَى جَمِيعِ أَجْيَالِ دَهْرِ الدُّهُورِ!" [أفسس٣: ٢٠و٢١]
حتى الآن، يستطيع يهوه أن يفعل أكثر بكثير مما يمكننا أن نطلبه أو نتخيله، وهو يفعل ذلك فقط لأنه يحبنا حباً جماً.
لقد مُنحنا وعوداً عظيمة وثمينة. إبدأوا بالمطالبة بها!
الجزء الرابع
يوسف راضي: أعتقد أن أبراهام لينكولن، رئيس الولايات المتحدة من عام ألف وثمان مئة وواحد وستين حتى اغتياله عام ألف وثمان مئة وخمسة وستين، هو من قال: "عندما يخطئ رجل صادق يحمل الحق في قلبه، فإنه إما يتوقف عن ارتكاب الأخطاء أو يتوقف عن أن يكون صادقًا".
سامي صابر: يا لها من عبارة معبرة! هذا صحيح تمامًا.
يوسف راضي: أجل، كانت عباراته موجزة ومفيدة. النقطة التي أريد توضيحها هي أن الصدق لا يغني عن الخطأ. جميعنا، في جهلنا، اعتنقنا معتقدات خاطئة. ومن المرجح أن بعض معتقداتنا حتى الآن غير صحيحة، ولن نكتشف ذلك إلا بعد أن يضيء لنا الطريق.
ليس من الخطيئة أن تخطئ. ولكن إن كنتَ صادقًا بحق، وإن كنتَ تُقدّر الصدق الفكري، عندما يُكشف لك خطأك، ستتخلى عنه، وتتخلى عن معتقداتك السابقة – مهما كانت عزيزة عليك – من أجل اعتناق الحق واتّباعه.
سامي صابر: هذا ما يسمى باتّباع الحَمَل أينما ذهب.
يوسف راضي: بالضبط. وقد يكون ذلك مخيفًا. فنحن نحب أن نحيط أنفسنا بأشخاص ذوي آراء متشابهة. هذا يؤكد لنا أننا على صواب إذا كان من نعرفهم ونحبهم يؤمنون بالآراء عينها.
لكن يا جماعة، مع أن هذا التأكيد جميل، لستم بحاجة إليه. كل ما تحتاجون إليه هو تأكيد ذلك الصوت الهادئ الخافت القائل: "هذا هو الطريق. اسلكوه".
سامي صابر: قد يكون اتّباع الحق بمثابة رحلة منعزلة للغاية.
يوسف راضي: بالتأكيد، هذا صحيح، وغالبًا ما يكون كذلك. لهذا السبب تُشدد أمثال المسيح غالبًا على تكلفة التلمذة.
- الرجل الذي وجد كنزًا مخفيًا في الحقل كان عليه أن يبيع كل ما يملك من أجل شراء الحقل.
- كان التاجر يريد شراء لؤلؤة عظيمة الثمن، فاضطر إلى بيع كل ما يملك من أجل الحصول عليها.
وهناك أمثلة أخرى أيضًا. المرأة التي فقدت قطعة ذهبية لم تهدأ ولم تستسلم حتى فتشت منزلها ووجدتها. تطلّب الأمر مثابرة، وثابرت. وهذا ما يجب علينا فعله نحن كذلك.
سامي صابر: سأضيف أمرًا، وهو أنه إذا لم يتفق أصدقاؤك أو عائلتك مع هذا النور الجديد، فلا تجادلهم. لا تقطع صلتك بهم. إذا قطعت صلتك بهم، فستعزل نفسك فعليًا عن أي منصب قد يُمكّنك من الشهادة لهم في المستقبل.
يوسف راضي: هذه نقطة ممتازة. وينبغي ألا نفترض أنهم يفتقرون إلى الصدق لمجرد اختلافهم معنا. أخبرتَنا عدة مرات كيف أنك قبل بضع سنوات لم توافق على نقطة عقائدية معينة. إذ لم تكن الحجج التي قدّمتْها مقنعة.
سامي صابر: هذا صحيح. وبعد ثلاث سنوات تقريبًا، قُدِّمت أدلة أخرى، كانت برأيي، أكثر إقناعًا. لكن لو أن الشخص الذي حاول مشاركتي إياها أولًا قد استبعدني عن حياته، لو أنه شجبني، لما كنتُ سأكون مستعدًا بالتأكيد لسماع أي أمر آخر سيقوله لاحقًا!
وكما فعل المسيح في مشاركة الحقائق، ينبغي لنا دائمًا أن نتحلى باللطف والرحمة والتعاطف.
انتهى وقتنا لليوم. أشكركم على متابعتكم. إذا استمتعتم بحلقة اليوم وترغبون في مشاركتها مع الآخرين، يمكنكم العثور عليها على موقع WorldsLastChance.com/arabic. انقروا على رمز راديو فرصة العالم الأخيرة، واختاروا اللغة التي تريدونها، ثم انتقلوا للأسفل إلى الحلقة مئتين وثلاثة وسبعين وعنوانها: "بم عليّ أن أؤمن لأنال الخلاص؟" على موقعنا WorldsLastChance.com/arabic.
نأمل أن تتمكنوا من الاستماع إلينا غدًا من جديد. وحتى ذلك الحين، تذكروا: يهوه يحبكم. . . وهو جدير بثقتكم!
تسجيل الخروج
كنتم تستمعون إلى راديو فرصة العالم الأخيرة.
هذه الحلقة والحلقات السابقة من راديو فرصة العالم الأخيرة متاحة للتنزيل على موقعنا. إنها رائعة للمشاركة مع الأصدقاء ولاستخدامها في دراسات الكتاب المقدس! كما أنها مصدر ممتاز لأولئك الذين يعبدون يهوه بمفردهم في المنزل. للاستماع إلى الحلقات التي بُثّت سابقًا، زوروا موقعنا WorldsLastChance.com/arabic وانقروا على رمز راديو فرصة العالم الأخيرة المعروض على صفحتنا الرئيسية.
في تعاليمه وأمثاله، لم يقدّم المخلّص أي "علامات للأزمنة" يجب الانتباه إليها. بدل ذلك، فحوى رسالته كان… اليقظة المستمرة. إنضموا إلينا مرة أخرى غدًا للحصول على رسالة أخرى مليئة بالحق بينما نستكشف مواضيع مختلفة تركّز على عودة المخلّص وكيفية العيش في استعداد دائم للترحيب به بحرارة عندما يأتي.
راديو فرصة العالم الأخيرة: نُعلّم العقول ونُعدّ القلوب لعودة المسيح المفاجئة.