WLC Radio
إعادة استكشاف الحقائق القديمة حول النبوءة
الحلقة 251إعادة استكشاف الحقائق القديمة حول النبوءة
أهلًا بكم الى راديو فرصة العالم الأخيرة، التابع لموقع وورلدز لاست تشانس، وهو خدمة مخصّصة لتعلّم كيفية العيش في استعداد دائم لعودة المخلّص.
طوال ألفي عام، والمؤمنون من كل جيل يتوقون إلى أن يكونوا الجيل الأخير. ولكن، خلافًا للاعتقاد الشائع، لم يعطِ المسيح المؤمنين «علامات الازمنة» لينتبهوا اليها، بل على العكس، حذّر يهوشوا مراراً من أن مجيئه سيفاجئ حتى المؤمنين. وأوصاهم بإلحاح بأن يكونوا مستعدين دائمًا إذ قال:
" لِذَلِكَ كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا مُسْتَعِدِّينَ، لِأَنَّهُ فِي سَاعَةٍ لَا تَظُنُّونَ يَأْتِي ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ." (متى٢٤: ٤٤)
راديو فرصة العالم الأخيرة: نُعلّم العقول ونُعدّ القلوب لعودة المسيح المفاجئة.
الجزء الأول
سامي صابر: إن توق المسيحيين في كل مكان هو العيش ليشهدوا عودة يهوشوا. عند صعود المسيح إلى السماء، قال ملاكان للتلاميذ: «أَيُّهَا الرِّجَالُ الْجَلِيلِيُّونَ، مَا بَالُكُمْ وَاقِفِينَ تَنْظُرُونَ إِلَى السَّمَاءِ؟ إِنَّ يَهوشوا هذَا الَّذِي ارْتَفَعَ عَنْكُمْ إِلَى السَّمَاءِ سَيَأْتِي هكَذَا كَمَا رَأَيْتُمُوهُ مُنْطَلِقًا إِلَى السَّمَاءِ».
ومنذ ذلك الحين، أصبحت عودة المسيح الحلم الذي طال انتظاره لكل جيل من المسيحيين. ونحن نكرز بهذا الأمر ونرنّم الترانيم المتعلقة به. كما وُضعت كتب، لاهوتية وخيالية، عن زمن الضيق المتوقع أن يحدث على نطاق واسع قبل عودة المخلّص مباشرة.
وشاركت فرصة العالم الأخيرة في ذلك. فأنتجنا مقالات وفيديوهات وحتى عدد كبير من الحلقات الإذاعية التي تركز على تحقيق النبوءات في المستقبل وكيفية تحقيقها بحسب اعتقادنا.
ولكن… كنا… مخطئين.
مرحبًا، أنا سامي صابر، وأنتم تستمعون إلى راديو فرصة العالم الأخيرة حيث نغطي مواضيع متعلّقة بالكتاب المقدس والنبوءة والمعتقدات الكتابية والتقوى العملية والاستعداد الدائم ليهوشوا، سواء في الموت أو عند عودته.
اليوم، سيشرح يوسف الاختلافات بين التاريخية والسابقية. لا تخافوا من المصطلحات. فتفسيرها بسيط، لكنّ تأثيرها على فهمنا للحق كبير. ستلاحظون على موقعنا، وكذلك في البث الإذاعي القادم، فرقًا ملحوظًا في موقفنا من النبوءة. اليوم، سنناقش هذا التغيير تحديدًا، وسبب تغيّر معتقداتنا. هذا ما سترغبون بالتأكيد في سماعه.
أما في فقرة البريد اليومي، فسيتناول يوسف مشكلة الحزن والعار. غالبًا ما يتم الخلط بين الحزن والشعور بالذنب، ويمكن للعار أن يجعل الحزن أسوأ بكثير. وجميعًا يمكننا أن نواجه هذه المشكلة في وقت أو في آخر. ماذا يستطيع المؤمن أن يفعل إذا شعر بالحزن والعار؟
ثم، ستشاركنا ناديا يعقوب وعدًا لأولئك الذين يتّسمون بالرحمة. الرحمة هي واحدة من أجمل صفات الشخصية الإلهية. إنها تعني "المعاناة مع الآخر". يمكن أن يكون التعاطف مؤلمًا عندما ترى شخصًا يعاني وتشعر بالأسى تجاهه. أنت تتعاطف معه. الرحمة هي وعي عميق بمعاناة شخص آخر مقترنًا برغبة طيبة في المساعدة لتخفيف معاناته. هذا ما في قلب الآب بالنسبة إلينا، وكيف يمكننا، كبشر ساقطين، أن نعكس صورته للآخرين.
يوسف؟ التاريخية. السابقية. قبل أن نتطرق إلى أي موضوع آخر، هلا تُعرّف لنا هذان المصطلحان؟ فالمصطلحات اللاهوتية التقنية لا نرغب عادةً في طرحها. ماذا يعني هذان المصطلحان؟
يوسف راضي: هما يتعلّقان بالنبوءة. وتحديدًا، عندما تعتقد بأن النبوءة تحققت أو أنها ستتحقق. تستند المدرسة التاريخية الفكرية إلى أفراد محددين، وأحداث محددة، وحتى دول محددة لتفسير الرموز المختلفة المستخدمة في الكتاب المقدس. ويُعتقد بأن نبوءات الكتاب المقدس توضح بتفاصيل دقيقة أحداث الماضي والحاضر والمستقبل. لذا لا تدع وصف التاريخية يخدعك. سيخبرك المؤرخون أن نبوءات كثيرة لم تتحقق بعد.
سامي صابر: أتقول إن المصطلح يعني ببساطة أن النبوءة تُصوّر التاريخ، أي الماضي والمستقبل؟
يوسف راضي: نعم، بالضبط. فرصة العالم الأخيرة كانت تاريخية تقليديًا. ورَكّز قدر كبير من محتواها على النبوءة. قلنا مثلًا، "النبوءة هي هبة ياه للجيل الأخير" و"يريد يهوه أن نعرف ما سيحدث، لهذا أعطانا النبوءة".
بينما تعترف التاريخية بأن بعض النبوءات قد تحققت، يُصَب تركيز هائل على النبوءات التي يُتوقع أن تتحقق في المستقبل.
من ناحية أخرى، تدّعي السابقية أن جميع النبوءات سبق وتحققت. وتنصّ السابقية الجزئية على أن معظم النبوءات قد تحققت ولم يتبقَ سوى القليل منها لتتحقق في المستقبل. ولكنّ النبوءات التي تدّعي أن التاريخية لم تتحقق بعد كثيرة.
سامي صابر: يأتي أعضاء فريق فرصة العالم الأخيرة من خلفيات طائفية متنوعة، لكن معظمنا نشأ في طوائف كانت شديدة التعصب للتاريخية.
يوسف راضي: صحيح. وللأسف، هذه الخلفية اللاهوتية تركتنا مع أعباء ثقيلة يلزمنا وقت للتخلص منها. فكما أن الحقيقة تبني على نفسها، كذلك يفعل الخطأ. ويستغرق الأمر وقتًا لتفكيك صرح من العقائد التي بنيت على أخطاء وافتراضات وتقاليد البشر.
في التاريخية، أهم سِفْريْن لفهم النبوءة في الكتاب المقدس، والموقع الذي نعتقد أننا فيه في مجرى التاريخ، هما دانيال والرؤيا. وانعكس ذلك في محتوانا. فقد كانت لدينا مقالات وحلقات إذاعية عن ملك الشمال، وأخرى عن ملك الجنوب، وأكثر من ذلك عن الملك "العنيد". كل هذا من دانيال.
كما تطرقنا إلى كنائس سفر الرؤيا، وختوم الرؤيا، وأبواق الرؤيا.
سامي صابر: ناهيك عن وحوش الرؤيا—
يوسف راضي: وحوش سفر دانيال وسفر الرؤيا!
سامي صابر: صورة الوحش، وسمة الوحش، وتطبيق سمة الوحش، وغيرها. وكأننا كنا نراقب الوحش، صحيح يوسف؟
يوسف(ضاحكًا): وصف رائع! انشغل أعضاء الفريق الذين يعملون على موقعنا الإلكتروني بحذف مئات المقالات والدورات الإلكترونية والفيديوهات والحلقات الإذاعية التي نَعلم بأنها مليئة بأخطاء تاريخية.
وحان الوقت لإعادة نظرنا إلى الحمَل والحقائق التي عَلّمها، بدل الفهم الذي فرضناه على الكتاب المقدس. كانت التاريخية حاجزًا، أو عصابة للعينين، إذا صح التعبير، تمنعنا من رؤية ما علّمه يهوشوا عن عودته. وهذا مدهش لأننا لطالما كنا نعرف ما قاله. حتى إننا اقتبسنا عنه! لكن يبدو وكأننا لم نصدق كلامه.
سامي صابر: صحيح. التاريخية تفسّر بعضًا من أوضح التصريحات التي أدلى بها المسيح بشأن عودته.
يوسف راضي: وهي فتحت أعيننا على أهمية ثلاثة أصحاحات أخرى من الكتاب المقدس وهي متّى الرابع والعشرون ومرقس الثالث عشر ولوقا الواحد العشرون. في الماضي، كنا نؤمن ونُعلّم أن هذه الأصحاحات، عَلّمنا فيها يهوشوا عن تدمير أورُشليم ونهاية العالم. في الواقع، إذا اطّلعت على بعض نسخ الكتاب المقدس، فستلاحظ أن المحررين أضافوا عناوين فرعية إلى تلك الأصحاحات تقول إنها تتحدث عن تدمير أورشليم ونهاية العالم. هذا ما نشأتُ لأؤمن به.
سامي صابر: وأنا مثلك.
يوسف راضي: ولكن بعد القراءة المتأنية لكل المواضيع في سياقها، أصبح واضحًا أن المسيح كان يتحدث عن تدمير أورُشليم فقط. لم يكن يخلط بين تدمير أورشليم ونهاية العالم. اتّهمْنا التلاميذ بخلط الإثنين، لكن نحن فعلنا ذلك!
سامي صابر: يا للسخرية!
هل تقول إن هذه المسائل خَلاصيّة؟
يوسف راضي: بالتأكيد.
سامي صابر: حقًا! لم أكن أتوقع ذلك. لا أعتبر مسائل كثيرة خَلاصيّة. لماذا تقول إنها كذلك؟
يوسف راضي: التمسك بالخطأ خطير. كما قلنا للتو، تمامًا كما تبني الحقيقة نفسها، كذلك يفعل الخطأ. وكما رأيتَ في الأسابيع القليلة الماضية، أدى التخلي عن خطأ التاريخية إلى تغييرات هائلة وكارثية حقًا في معتقداتنا.
أقول إن هذه المسائل خَلاصيّة لأن التاريخية أثرت على معتقداتنا في الماضي حتى إنها منعتنا من فهم تصريحات المسيح الواضحة في الرؤيا. وليس في الرؤيا فحسب، بل في جميع أنحاء الأناجيل أيضًا، وخصوصًا في كلماته لبطرس وأندراوس ويعقوب ويوحنا عندما كان يتحدث عن تدمير أورشليم كما جاء في متى الرابع والعشرين ومرقس الثالث عشر ولوقا الواحد والعشرين.
الأمر لا يقتصر علينا. أي شخص يبني تفسيره للنبوءة على أساس تاريخي سيُفوّت بعض التعاليم المهمة. عندما تفرض تفسيرًا تاريخيًا على هذه المقاطع، تفوّت تحذيرات واضحة جدًا من المسيح يجب أخذها في الاعتبار.
كنا منشغلين جدًا بالبحث عن "علامات الأزمنة" ومراقبتها، لدرجة أننا تجاهلنا تمامًا ما قاله المسيح إنه سيحدث عند عودته. وهذا خطير!
سامي صابر: إذن … تقول إن التاريخية تتناقض وتعاليم المسيح.
يوسف راضي: تمامًا. إنها تتعارض مع تصريحات واضحة أدلى بها، ومع حقيقة أننا – رغم قراءتنا لهذه التصريحات من قبل- إما عللناها أو لم نلاحظ أهميتها.
تحدثتُ عن التغييرات الكارثية الحقيقية التي أحدثها هذا التحوّل في فهمنا للكتاب المقدس والنبوءة، و… الكثير من المجالات. لكنّ الحقيقة هي أن التخلّص من الخطأ واستبداله بالحق هو تجربة مبهجة.
سامي صابر: إنها صعبة كذلك.
يوسف راضي: بالطبع. صعبة. عندما تعتمد هذا النوع من التحوّل في معتقداتك، عليك أن تعيد النظر في الأمور كافة لأنك ستكتشف أن مجالات كثيرة قد تأثرت أكثر مما كنت تدركه في البداية. ولكن رغم صعوبة الأمر، أجد ذلك مثيرًا. مثير أن نتعلّم نورًا جديدًا؛ ونكتسب فهمًا أكثر وضوحًا للحق.
سامي صابر: أنت محق.
يوسف راضي: انتقل إلى إشعياء الثامن والخمسين. إنه أصحاح مميز موجه للمؤمنين. ماذا تقول الآية الأولى؟
سامي صابر: "نَادِ بِصَوْتٍ عَال. لاَ تُمْسِكْ. اِرْفَعْ صَوْتَكَ كَبُوق وَأَخْبِرْ شَعْبِي بِتَعَدِّيهِمْ، وَبَيْتَ يَعْقُوبَ بِخَطَايَاهُمْ."
يوسف راضي: لا يروقنا تحديد خطايانا. فهذا ليس ممتعًا. نفضل أن نقول: هذا لليهود الذين كانوا دائمًا في تمرد. ولكن هل نحن مختلفون؟ هذا الأصحاح هو دعوة للعودة إلى يهوه وعبادته بأكثر من مجرد الأقوال. بل بأعمال أيدينا وقلوبنا وأرواحنا. وعندما نفعل ذلك، سنعامل الآخرين كما عاملهم المسيح: أي نساعدهم ونشجعهم ولا ننتقدهم ونحدد أخطاءهم. يمكنك قراءة الأصحاح بكامله لاحقًا وسترى أن هذا وصف للدين الحقيقي. ماذا تقول الآية السادسة؟
سامي صابر: "أَلَيْسَ هذَا صَوْمًا أَخْتَارُهُ: حَلَّ قُيُودِ الشَّرِّ. فَكَّ عُقَدِ النِّيرِ، وَإِطْلاَقَ الْمَسْحُوقِينَ أَحْرَارًا، وَقَطْعَ كُلِّ نِيرٍ."
يوسف راضي: وإذا فعلنا هذا، فالوعد هو أن يهوه سيتقرّب منا ويقودنا شخصيًا. اقرأ الآيات التاسعة إلى الثانية عشرة.
سامي صابر:
"حِينَئِذٍ تَدْعُو فَيُجِيبُ يهوه. تَسْتَغِيثُ فَيَقُولُ: هأَنَذَا. إِنْ نَزَعْتَ مِنْ وَسَطِكَ النِّيرَ وَالإِيمَاءَ بِالأصْبُعِ وَكَلاَمَ الإِثْمِ وَأَنْفَقْتَ نَفْسَكَ لِلْجَائِعِ، وَأَشْبَعْتَ النَّفْسَ الذَّلِيلَةَ، يُشْرِقُ فِي الظُّلْمَةِ نُورُكَ، وَيَكُونُ ظَلاَمُكَ الدَّامِسُ مِثْلَ الظُّهْرِ. وَيَقُودُكَ يهوه عَلَى الدَّوَامِ، وَيُشْبعُ فِي الْجَدُوبِ نَفْسَكَ، وَيُنَشِّطُ عِظَامَكَ فَتَصِيرُ كَجَنَّةٍ رَيَّا وَكَنَبْعِ مِيَاهٍ لاَ تَنْقَطِعُ مِيَاهُهُ. وَمِنْكَ تُبْنَى الْخِرَبُ الْقَدِيمَةُ. تُقِيمُ أَسَاسَاتِ دَوْرٍ فَدَوْرٍ، فَيُسَمُّونَكَ: مُرَمِّمَ الثُّغْرَةِ، مُرْجعَ الْمَسَالِكِ لِلسُّكْنَى."
يوسف راضي: ليس سهلًا اتباع الحق أينما يقودنا. يتطلب الأمر أن نكون على استعداد لتجاهل المعتقدات التي اعتززنا بها لزمن طويل إذا كان ثقل الأدلة يشير إلى غير ذلك. علينا أن نكون على استعداد للسير بمفردنا إذا لزم الأمر، وفي الوقت نفسه نعامل أولئك الذين لم يدركوا بعد النور الجديد باللطف والرحمة كما نريد أن يعاملونا عندما نكون على خطأ – وليس بالتوبيخ والإدانات.
سامي صابر: ما لاحظتُه انه عندما نتخلى عن الخطأ الموروث، نلاحظ مدى عدم فهمنا للكتاب المقدس. كنا نفترض بعض الافتراضات الكبيرة. ولكن عندما نعود ونقرأ كل المسائل في سياقها ونتناولها كما هي عليه، تصبح واضحة وبسيطة. نسجنا افتراضات من خلال الكتاب المقدس وهذا ما سبّب الخطأ.
يوسف راضي: السابقية ليست وجهة نظر شائعة بين المسيحيين. نحن نحب أن يكون لدينا "علامات الأزمنة" للإشارة إليها. نحب أن نعرف ونقول: أوه.. هذا حصل، وهذا يعني: هذا سيحدث لاحقًا. ولكن إذا وضعنا جانباً كل تلك الافتراضات التي خلطناها بتفسيراتنا للكتاب المقدس وقبلناه كما هو، فسنحظى بنور جديد، وهذا ثمين للغاية.
إعلان
في عظته على الجبل، قال المخلّص إن المؤمنين هم نور العالم وملح الأرض. وهذا جيد عندما تكون الأمور على ما يرام، ولكن كيف تبقى ملحًا ونورًا عندما تتعامل مع مواقف مزعجة أو أسوأ من ذلك، عندما تتعامل مع أشخاص مزعجين؟ في الواقع، إذا كانت الأمور تعمل لخير أولئك الذين يحبون يهوه، فلمَ يسمح الآب لمثل هؤلاء الأشخاص والظروف بدخول حياتنا حيث يكون الأمر الوحيد الذي يفعلونه غالبًا هو إحداث الفوضى أو التسبب بالتوتر؟
هذه أسئلة منصفة. إذا تساءلت يومًا عن كيفية الاستجابة بطريقة تكرّم يهوه، فعليك الانضمام إلى سامي ويوسف وهما يدرسان هذا الموضوع في الحلقة مئتين وتسعة عشرة وعنوانها: "أبناء أبيكم الذي في السماوات".
تعلّم ما يعنيه، على المستوى العملي، أن تكون ابنًا من أبناء الآب السماوي. ابحث عن "أبناء أبيكم الذي في السماوات". يمكنك العثور عليها على موقعنا وعلى اليوتيوب!
الجزء الثاني
يوسف راضي: تُناقض التاريخية تعاليم المسيح بطريقتين مهمتين. الأولى هي أنها دفعت ملايين المؤمنين في كل العصور إلى انتظار المجيء الثاني في أيامهم. للوهلة الأولى، تبدو غير مهمة. فهي طريقة رائعة لإثارة خوف الناس حتى يستعدوا، أليس كذلك؟ إذا كان المسيح قادمًا في أيامنا، فالأفضل أن نجهز!
سامي(بحزن): نعم، أنا قضيت حياتي كلها هكذا.
يوسف راضي: المشكلة هي أن هذا الاعتقاد كان له عواقب وخيمة. إذ صبّ الناس تركيزهم أكثر على مراقبة علامات عودة المسيح بدل عيش حياتهم لتمجيد يهوه. وأنا أقول هذا كشخص قضى حياته في: دراسة علامات الأزمنة، مقتنعًا دائمًا بأنها تشير إلى أن عودة المسيح باتت وشيكة.
سامي صابر: حتى إن بعض الناس يحددون التواريخ. حماتي تفعل ذلك. إنها مقتنعة بأن يهوشوا سيعود في غضون الأشهر الثمانية عشرة القادمة. حرفيًا، في غضون الأشهر الثمانية عشرة القادمة. وبقيَت على قناعتها هذه لسنوات.
يوسف راضي: الناس يفعلون ذلك منذ أجيال. وثمة مصطلح يصف ذلك: الألفية، أو "حمى الألفية". أفادت بعض التوقعات أن المسيح سيعود عام ست مئة ميلادي، وأخرى عام ألفين أو بعد ذلك بفترة وجيزة.
سامي صابر: نعم، أتذكّر كل الذعر الذي سببه العام ألفين للعالم. هل سبّب العام ألف، قبل ألف عام مثل هذا الذعر؟
يوسف راضي: ليس بالقدر الذي كان عليه في تسعينيات القرن العشرين حتى العام ألفين. ولكن، بالتأكيد في أوقات معينة توقّع المؤمنون عودته. وعندما لم يحدث ذلك، ماذا حصل برأيك؟
سامي صابر: هل حددوا الأسباب لاختيار تاريخ مختلف؟
يوسف راضي: هذا ما حدث بالضبط. مرات عدة. وحين يفقد البعض إيمانهم عندما يمر تاريخ معين، تحدد الغالبية ببساطة تاريخًا جديدًا تستند إليه.
هذا ما حدث في ثلاثينيات القرن التاسع عشر. فقد اقتنع أمريكي يُدعى ويليام ميلر William Miller بأن المسيح سيعود عام ألف وثمان مئة وثلاثة وأربعين. ومع انتشار أخبار "اكتشافاته" في سفر دانيال، تبنى عدد أكبر من الأشخاص الاعتقاد بأن المسيح سيعود قريبًا وبدأوا بنشر الكلمة. انتشرت هذه الفكرة في جميع أنحاء العالم، رغم أنها كانت تُكرز بشكل أساس في أوروبا وأميركا الشمالية. وتُسمى هذه الحركة بالحركة المِيلِّرِيَّة.
عندما لم يأتِ المسيح عام ألف وثمان مئة وثلاثة وأربعين، كثّفوا دراستهم – ولحسن حظهم – اكتشفوا التقويم الكتابي القديم. وباستخدامه، حددوا الثاني والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر من عام ألف وثمان مئة وأربعة وأربعين كتاريخ لعودة المسيح.
سامي صابر: ألم يتبرّع بعض الناس بممتلكاتهم وحيواناتهم وما إلى ذلك، لأنهم كانوا يؤمنون بأن يهوشوا آتٍ؟
يوسف راضي: بلى، ولم يحصدوا محاصيلهم. لماذا؟ لأن المسيح كان قادمًا!
واضح أنه لم يعد كما كان متوقَعًا. ولكن بدل الاعتراف بأن المشكلة كانت في الطريقة التاريخية لتفسير النبوءة وبغض النظر عن ذلك، ضاعف العديد منهم إيمانهم. وتشكلت طوائف عديدة استمرت في بناء معتقدات عقائدية معقدة بالكامل بناءً على هذه الطريقة الخاطئة للتفسير الكتابي.
سامي صابر: ألم تنشأ كنيسة الأدفنتست-السبتيين من ذلك؟
يوسف راضي: بلى. مع أكثر من إثنين وعشرين مليون عضو في جميع أنحاء العالم، فهي أكبر طائفة نشأَت منها. ولكن هناك طوائف أخرى. فقد نشأت طائفة مسيحيي المجيء الثاني من الحركة الميلّيرية كما فعلت كنيسة الله (السبتيون)، من بين غيرها.
سامي صابر: إنه أمر مأساوي. بدل التعلّم من خطئهم، استمروا في تكراره. وعقائدهم، التي بنيت على هذه الطريقة الخاطئة في تفسير النبوءة، منعت حرفيًا ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم من فهم سفر الرؤيا بشكل صحيح، بالإضافة إلى تحذيرات المسيح الواضحة بشأن عودته.
يوسف راضي: تحديد التاريخ هو جزء مغرٍ من دراسة النبوءة.
سامي صابر: وكذلك الحال في ما يتعلق بمراقبة "علامات الأزمنة". يمكنك قراءة عناوين الأخبار والشعور وكأنك أنهيت تأملاتك الصباحية لأنك ترى مؤشرات كثيرة تدعم اعتقادك بأن عودة المسيح وشيكة.
يوسف راضي: لا يشارك كل المسيحيين الذين يتمسكون بالطريقة التاريخية لتفسير النبوءة، في تحديد التاريخ، ولكن تحديد التاريخ والطريقة التاريخية يؤديان بطبيعة الحال إلى ما يتناقض وتعاليم المسيح أي … مراقبة العلامات.
سبق وذكرنا ذلك ولكنني سأتوسع في الموضوع. كما قلت، يمكنك قراءة الأخبار والشعور وكأنك قد انتهيت من تأملاتك الصباحية لأن كل الأمور السيئة في الأخبار هي مجرد دليل آخر على أن المجيء الثاني بات وشيكًا.
لكنّ المشكلة هي أن قراءة الأخبار ليست بمثابة قراءة الكتاب المقدس!
سامي صابر: صحيح! لاحظتُ أن هذا ما كانت عليه إحدى قريباتي. كل هذه المراقبة للعلامات حوّلتها إلى شخص سلبيّ بشكل لا يصدق. كلما كانت الأخبار التي تقع عليها أسوأ، كلما كانت قصص الشر والمعاناة أسوأ، كلما تأكدت من أن "يهوشوا سيأتي قريبًا لوقف ذلك". أحد أدلتها المفضلة هو تكرارها إلى حد الإزعاج لعدد الأطفال الذين يموتون كل يوم من الجوع. حتى إنها احتسبت عدد الذين يموتون في الدقيقة. إنه لأمر محبط.
في يوم من الأيام، شعرت زوجتي، المتعاطفة إلى حد كبير، بالإحباط عند سماع هذه الإحصائية المحزنة تُستخدم مرة أخرى وسألت هذه القريبة، "لماذا تتحدثين دائمًا عن الأمر؟ وكأنها الإحصائية المفضلة لديك. إنه أمر محزن، لكن لا يسعني فعل شيء حيال ذلك!"
يوسف راضي: وما كان ردها؟
سامي صابر: قالت، " إنه أسوأ مثال على الإطلاق. "فبسببه نَعلم أن المسيح سيعود قريبًا ليدعو إلى التوقف عن ذلك لأن الأمور لا يمكن أن تزداد سوءًا."
الحقيقة هي أن الأمور يمكن أن تزداد سوءًا – وتصبح أسوأ بكثير. في الواقع، حدث ذلك! مثلًا، المعاناة في الصين خلال الثورة الثقافية، والمجاعات الإرهابية التي شنّها ستالين، والجنود السوفييت الذين كانوا يدفنون المسيحيين وهم أحياء، ومجاعة البنغال في الهند عام ألف وتسع مئة وثلاثة وأربعين، والإبادة الجماعية للأرمن، والإبادة الجماعية للتوتسي Tutsis في رواندا عام ألف وتسع مئة وأربعة وتسعين، حيث شارك المسيحيون في ذبح مواطنيهم …
يمكن للوضع أن يزداد سوءًا لأنه أصبح أسوأ بالفعل! وذلك خلال المئة عام الماضية تقريبًا.
يوسف راضي: أتقصد أن هذا النوع من مراقبة العلامات حوّل قريبتك إلى شخص سلبيّ؟
سامي صابر: نعم. من خلال التركيز المستمر على السلبية والشر في العالم، أصبحَت شخصًا سلبيًا. ولكن بطريقة مؤذية، يغذي هذا اعتقادها بأن يهوشوا قادم قريبًا، لأنها تكرر كثيرًا: "لا يمكن أن يزداد الأمر سوءًا".
يوسف راضي: والأسوأ من ذلك؟ هذه ليست حتى العلامات التي أعطانا إياها المسيح للتنبه إليها!
عندما ترى الأحداث الجارية، لا تركّز على الكتاب المقدس. وربما الأسوأ من ذلك كله، أنك لا تستطيع "مراقبة العلامات" وقبول ما قاله المسيح عن مجيئه. مراقبة "علامات الأزمنة" تتعارض مع ما طلبه المسيح منا.
سامي صابر: كيف؟
يوسف راضي: لطالما آمنّا بأن متّى الرابع والعشرين، ومرقس الثالث عشر ولوقا الواحد والعشرين، تنبأت بتدمير أورُشليم ونهاية العالم. كنا نؤمن بأن لها تطبيقًا مزدوجًا. هذا ما تربينا على الإيمان به.
ولكن عندما عدنا ودرسنا تلك الأصحاحات في سياقها وبالتزامن مع كل ما علّمه المسيح عن عودته، أصبح واضحًا أن معظم متى الرابع والعشرين يتحدث عن تدمير أورشليم. وفي آخر الأصحاح، ينتقل إلى الحديث عن نهاية العالم، لكنّ هذا الانتقال واضح وما من تطبيق مزدوج للنبوءة عينها على حدثين منفصلين.
عندما تنظر إلى مجمل ما قاله المسيح عن عودته، تتجلّى نقطة واحدة، وهي أن عودته ستكون عندما لا يتوقعها أحد. وستفاجئ الجميع.
سامي صابر: هلا نخصّص بضع دقائق لدراسة بعض تلك المقاطع؟ هذا عكس كل ما تربينا عليه أنا وأنت. ظننّا أننا إذا ترقبنا علامات الأزمنة، وإذا عرفنا النبوءة، فسنعرف موعد عودة المسيح.
يوسف راضي: لم نكن نعرف ما لم نعرفه.
فلنبدأ بمتّى الرابع والعشرين. يبدأ الأصحاح بإعلام التلاميذ بأن أورشليم ستُدمَّر ولن يبقى حجر على حجر. أرادوا أن يعرفوا متى سيحدث هذا، فخُصِّض معظم الأصحاح لذلك. ولكن في الآية السادسة والثلاثين، ينتقل للحديث عن المجيء الثاني. بينما تقرأ هذا المقطع، انتبه لما قاله المسيح عن علامات عودته.
سامي صابر: "وَأَمَّا ذلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ، وَلاَ مَلاَئِكَةُ السَّمَاوَاتِ، إِلاَّ أَبِي وَحْدَهُ."
(متى٢٤: ٣٦)
لكن… الآية لا تقول إن أحدًا لن يعرف أبدًا، أو إننا لا نستطيع أن نعرف متى أصبحت وشيكة.
يوسف راضي: بلى. تابع القراءة.
سامي صابر: "وَكَمَا كَانَتْ أَيَّامُ نُوحٍ كَذلِكَ يَكُونُ أَيْضًا مَجِيءُ ابْنِ الإِنْسَانِ. لأَنَّهُ كَمَا كَانُوا فِي الأَيَّامِ الَّتِي قَبْلَ الطُّوفَانِ يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ وَيَتَزَوَّجُونَ وَيُزَوِّجُونَ، إِلَى الْيَوْمِ الَّذِي دَخَلَ فِيهِ نُوحٌ الْفُلْكَ، وَلَمْ يَعْلَمُوا حَتَّى جَاءَ الطُّوفَانُ وَأَخَذَ الْجَمِيعَ، كَذلِكَ يَكُونُ أَيْضًا مَجِيءُ ابْنِ الإِنْسَانِ."
يوسف راضي: "وَلَمْ يَعْلَمُوا حَتَّى جَاءَ الطُّوفَانُ وَأَخَذَ الْجَمِيعَ، كَذلِكَ يَكُونُ أَيْضًا مَجِيءُ ابْنِ الإِنْسَانِ."
سامي صابر: ولكن ألا يشير إلى الضالين؟
يوسف راضي: لا. أكمل. تخطَّ الآيتين التاليتين. يستخدم البعض هاتين الآيتين لمحاولة إثبات الاختطاف السري، ولكن كما قلنا في حلقة سابقة، هذا تفسير خاطئ للآيتين. ابدأ بالآية الثانية والأربعين ولاحِظ إن كان أي أمر يرد فيها يشير إلى أن الضالين هم الذين سيُؤخذون على حين غرة، أو إلى أن الصالحين سيعرفون متى سيأتي.
سامي صابر:
"اِسْهَرُوا إِذًا لأَنَّكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ فِي أَيَّةِ سَاعَةٍ يَأْتِي رَبُّكُمْ. وَاعْلَمُوا هذَا: أَنَّهُ لَوْ عَرَفَ رَبُّ الْبَيْتِ فِي أَيِّ هَزِيعٍ يَأْتِي السَّارِقُ، لَسَهِرَ وَلَمْ يَدَعْ بَيْتَهُ يُنْقَبُ. لِذلِكَ كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا مُسْتَعِدِّينَ، لأَنَّهُ فِي سَاعَةٍ لاَ تَظُنُّونَ يَأْتِي ابْنُ الإِنْسَانِ." (متى٢٤: ٤٢الى٤٤)
يوسف راضي: ما من إشارة إلى أن الصالحين سيعرفون موعد مجيء المسيح. بل على العكس، الآية الثانية والأربعون تقول: اِسْهَرُوا إِذًا لأَنَّكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ… ماذا؟ فِي أَيَّةِ سَاعَةٍ يَأْتِي رَبُّكُمْ.
يتكرر هذا في جميع أمثال المسيح عن عودته. في الأصحاح التالي، أي متى الخامس والعشرين، يرد مثَل العذارى الحكيمات والجاهلات. هذا المثل، يكشف بالإضافة إلى أمثال أخرى كثيرة، عن تأخير لم يتوقعه المنتظرون. هذه نقطة مهمة.
لا وقت لقراءة المثَل بالكامل، ولكننا سنكتفي بقراءة متى الخامس والعشرين الآيات الخمسة الأولى.
سامي صابر:
"حِينَئِذٍ يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ عَشْرَ عَذَارَى، أَخَذْنَ مَصَابِيحَهُنَّ وَخَرَجْنَ لِلِقَاءِ الْعَرِيسِ. وَكَانَ خَمْسٌ مِنْهُنَّ حَكِيمَاتٍ، وَخَمْسٌ جَاهِلاَتٍ. أَمَّا الْجَاهِلاَتُ فَأَخَذْنَ مَصَابِيحَهُنَّ وَلَمْ يَأْخُذْنَ مَعَهُنَّ زَيْتًا، وَأَمَّا الْحَكِيمَاتُ فَأَخَذْنَ زَيْتًا فِي آنِيَتِهِنَّ مَعَ مَصَابِيحِهِنَّ. وَفِيمَا أَبْطَأَ الْعَرِيسُ نَعَسْنَ جَمِيعُهُنَّ وَنِمْنَ."
يوسف راضي: ما كانت نتيجة تأخر العريس؟ هل نامت العذارى الجاهلات؟ الآية الخامسة.
سامي صابر: "نعسن جميعهن ونمن".
يوسف راضي: صحيح. إذن ما هو الدرس الذي يريد المسيح أن يتعلّمه المؤمنون من هذا المثل؟ الآية الثالثة عشرة.
سامي صابر: " فَاسْهَرُوا إِذًا لأَنَّكُمْ لاَ تَعْرِفُونَ الْيَوْمَ وَلاَ السَّاعَةَ".
يوسف راضي: علينا أن نسهر، وأن نكون مستعدين، لأننا لا نعرف متى سيحدث المجيء الثاني. هذا ما علّمه المسيح وهذا ما تجاهلناه في تركيزنا على "علامات الأزمنة". لن تتوفر أي علامات. مجيئه سيفاجئ الجميع.
وقفة منتصف البرنامج
أنتم تستمعونَ إلى راديو "فرصةُ العالمِ الأخيرة"!
راديو "فرصةُ العالمِ الأخيرة": نُعلّم العقول ونُعدّ القلوب لعودة المسيح المفاجئة!
إعلان
نحميا الثامن الآية العاشرة تقول لنا: "فرح يهوه هو قوّتكم". والفرح المطلق بحضور ياه هو ما يُكسب المؤمنين القوة والشجاعة والقدرة على التحمّل. لذا، إذا كنت ترغب في اختبار السلام الذي يفوق الفهم، وتريد القوة للتغلب على التجارب، والقدرة على التحمّل من أجل الصمود في أسوأ الأوقات، إذا كنت تريد الراحة، والفرح الذي يأتي مع حضور ياه، فمن المهم أن تتعلّم كيف تعيش في الحضرة الإلهية، في كل الأوقات.
استمعوا إلى سامي ويوسف وهما يناقشان أموراً مختلفة يمكننا فعلها، تساعدنا على العيش في حضرة يهوه. ابحثوا عن حلقة بُثَّت سابقًا وعنوانها: "حياة في ياه". يمكنكم العثور عليها على موقعنا وعلى اليوتيوب. أكرر، عنوان الحلقة "حياة في ياه"، وهي الحلقة الثانية والأربعون. تعلّموا كيفية العيش في حضرة يهوه يوماً بعد يوم، ساعة بعد ساعة، لحظة بعد لحظة. ستتغيّر حياتكم تماماً بعد أن تقرروا العيش في حضرة أبيكم السماوي المحب.
البريد اليومي
سامي صابر: سؤال اليوم يأتينا من دولة قدّمت الى العالم أوّل تقويم يتألف من ثلاثمئة وخمسة وستين يومًا.
يوسف راضي: أتقصد روما؟ إيطاليا؟ جميع التقاويم القديمة كانت تستخدم القمر لاحتساب الأشهر، لكنّ السنة القمرية كانت تتألف من ثلاثمئة وأربعة وخمسين يومًا فقط، وليس ثلاثمئة وخمسة وستين مثل السنة الشمسية.
سامي صابر: أنت على الطريق الصحيح. ولكن، لم يكن الرومان مَن أعطانا أول تقويم يتألف من ثلاثمئة وخمسة وستين يومًا. بل المصريون القدامى! كان لديهم إثنا عشر شهرًا يتكون كل منها من ثلاثين يومًا. ولأنّ مجموع ذلك هو ثلاثمئة وستون يومًا فقط، فقد أقحموا خمسة أيام إضافية ليصبح العدد الإجمالي ثلاثمئة وخمسة وستين.
يوسف راضي: كم هي مذهلة المعرفة التي كان يملكها القدامى عن حركة الأجرام السماوية. إذن، ما هو سؤالنا اليوم؟
سامي صابر: أظنه سؤالًا يفكر فيه الكثيرون. امرأة تُدعى نور كتبت لنا تقول: "عشت طفولتي في بيت يفتقد إلى السعادة. توفيت والدتي عندما كنت في السابعة من عمري، وكانت زوجة أبي تسيء معاملتي بينما كان والدي بعيداً عني وغير معني بشؤوني. لا أظنني أحمل أيّ ضغينة. فقبل سنوات، اتخذت قرارًا واعيًا بأن أسامحهما، لكنني أشعر بالخجل لأنني ما زلت أتألم من كلماتهما وأفعالهما – أو عدمها. أَعلم أنه آن الأوان لأتجاوز المسألة برمتها، لكنها لا تزال تؤثّر عليّ. أشعر بالخجل من التحدث عن مشكلتي مع أي شخص كان. أيمكنكما المساعدة؟ "
يوسف راضي: الخزي والأسى. إنه مزيج قاتل، ومع ذلك تجده أينما كان! الناس يشعرون بالأسى؟ وغالبًا ما يعانون من الشعور بالخزي أيضًا.
فلنفترض أنك تواجه مخاوف صحية. في البداية، يمد الناس يد العون لك. ولكن بعد فترة، يواصلون حياتهم بشكل عادي، وربما قد يعبّرون عن استيائهم لأنك تأخرتَ بالعودة إلى الوضع "الطبيعي". إذن، ماذا تفعل؟ تحاول إخفاء معاناتك لأنك تخجل من كونك لا تزال تعاني.
سامي صابر: أو ربما تفقد صديقًا أو أحد أفراد أسرتك. وبعد مرور عام على وفاته، ما زلت تشتاق إليه ويقول لك الناس إنك بحاجة إلى "المضي قدمًا"، فتشعر بالخجل لأنك لم تتجاوز الأمر حتى الآن.
يوسف راضي: بالضبط. الخجل والحزن يشكلان تركيبة رهيبة. لسوء الحظ، إنها تركيبة شائعة جدًا.
والمثير للسخرية هو أنّ الخزي، أو الخجل، بالتعريف، هو الإذلال أو الألم الذي تشعر به لارتكابك خطأ ما. لذا، مثلًا، هل يكون أحد الوالدين الذي فقد طفله قد ارتكب خطأ ما إذا لم يكن قد "تجاوز" معاناته بعد مرور عام على وفاة الطفل؟
سامي صابر: لا. لا، قطعاً لا.
يوسف راضي: ومع ذلك، فإننا نحكم على أنفسنا مرارًا وتكرارًا بقسوة، ونشعر بالخزي.
فنلق نظرة على تجربة نور. فقدت والدتها وهي صغيرة. كانت زوجة أبيها تسيء معاملتها. وكان والدها غير معني بشؤونها. ونستنتج من دون شك أنه لم يحاول حمايتها من زوجته.
ثمة أمور كثيرة تسبّب الحزن والأسى. وهل في كل هذه الأمور ما تخجل منه؟ هل ارتكَبَت أيّ خطأ؟
سامي صابر: لا. ولكن ليس هذا ما قالته. أظنها تقول إنها تشعر بالخجل لأنها ما زالت تحت تأثير نشأتها. إنها تخجل من كونها لم تتجاوز حتى الآن المشاكل التي واجهتها خلال نشأتها.
يوسف راضي: نشأتنا تؤثر علينا! كلنا نحمل معنا أثقالاً من الطفولة بشكل أو بآخر. فهل ارتكبَت نور أيّ خطأ – هل أخطأتْ بطريقة ما – لأنها لا تزال متأثرة بنشأتها البائسة؟ تذكّر، لقد سامَحَتهما. فهل ترتكب الإثم بطريقة ما؟
سامي صابر: لا أظن ذلك.
يوسف راضي: إنها النقطة التي تشعرنا بالحيرة. من حقنا أن نحزن! أراد يهوه أن يحمينا من نتائج الخطيئة، لكننا لا نزال نعيش في عالم خاطئ. ستكون لدينا تجارب ومواجهات تترك جروحاً وحتى ندوباً. عميقة جداً. ولكن هذا ليس خطيئة!
التعرض للأذى، والتأثر بعواقب الخطيئة – خطيئتنا أو خطيئة غيرنا – بعد وقت طويل من وقوعها، ليس خطيئة. فنحن لم نرتكب أيّ خطأ.
إنتقل إلى الرؤيا الحادي والعشرين واقرأ الآيات الأولى إلى الرابعة، لأنّ هذا المقطع يوضح لنا أنّ التعرّض للإساءة، أو الأذى، أو الشعور بالحزن هي أمور مختلفة عن الخطيئة.
سامي صابر: يقول…
"ثُمَّ رَأَيْتُ سَمَاءً جَدِيدَةً وَأَرْضًا جَدِيدَةً، لأَنَّ السَّمَاءَ الأُولَى وَالأَرْضَ الأُولَى مَضَتَا، وَالْبَحْرُ لاَ يُوجَدُ فِي مَا بَعْدُ. وَأَنَا يُوحَنَّا رَأَيْتُ الْمَدِينَةَ الْمُقَدَّسَةَ أُورُشَلِيمَ الْجَدِيدَةَ نَازِلَةً مِنَ السَّمَاءِ مِنْ عِنْدِ يهوه مُهَيَّأَةً كَعَرُوسٍ مُزَيَّنَةٍ لِرَجُلِهَا. وَسَمِعْتُ صَوْتًا عَظِيمًا مِنَ السَّمَاءِ قَائِلاً: "هُوَذَا مَسْكَنُ يهوه مَعَ النَّاسِ، وَهُوَ سَيَسْكُنُ مَعَهُمْ، وَهُمْ يَكُونُونَ لَهُ شَعْبًا، وَيهوه نَفْسُهُ يَكُونُ مَعَهُمْ إِلهًا لَهُمْ. وَسَيَمْسَحُ ياه كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِمْ، وَالْمَوْتُ لاَ يَكُونُ فِي مَا بَعْدُ، وَلاَ يَكُونُ حُزْنٌ وَلاَ صُرَاخٌ وَلاَ وَجَعٌ فِي مَا بَعْدُ، لأَنَّ الأُمُورَ الأُولَى قَدْ مَضَتْ".
يوسف راضي: واضح أنّ هذه الأمور ستحدث في المستقبل الأبدي. ولكن، لا تزال هناك جروح تحتاج إلى المواساة. ودموع تحتاج إلى مَن يمسحها، وسيوفر يهوه نفسه تلك المواساة. لذا، مرة أخرى، الحزن ليس سببًا للخزي، رغم أنه غالبًا ما يختلط في أذهاننا بهذه الطريقة.
فلتذكر أنّ الحزن ليس المشكلة. الحزن طبيعي، بل وصحيّ أيضاً.
سامي صابر: نعم، قرأتُ ذات يوم أمرًا بقي عالقاً في ذهني. في إطار الحديث عن الحزن الذي عاناه شخص ما بعد فقدان أحد اصدقائه المخلِصين، كتب أحدهم معلّقاً، "لا يُفترض أن يكون الأمر سهلاً". لطالما تذكرتُ هذه العبارة. ستكون هناك مشكلة إذا أصابنا مكروه ولم نشعر بالحزن والأسى!
يوسف راضي: بالضبط. المشكلة هي عندما نخلط الخزي مع حزننا. الحزن هو جزء مهم من عملية التعافي ولكن الخزي يمكن أن يبقينا محاصرين في حزننا. وجزء كبير من المشكلة هو أنّ الخزي غير مرئي. تحديداً لأننا نشعر بالخجل، نحاول دفن مشاعرنا، نكافح وحدنا مع هذه المشاعر الغامرة. أما معظم العبارات المبتذلة التي نقدمها الى بعضنا البعض، مثل: "انظر إلى الجانب المشرق" أو "إنها في مكان أفضل" أو. . . غيرها، فهي عبارات غالباً ما تستند إلى الخزي. إنها تجعل الشخص الحزين يشعر كما لو أنه لا يحقّ له أن يحزن، وهذا ما يحول دون انتقاله إلى مرحلة التعافي.
سامي صابر: ملاحظة سديدة. فَقَدَ أخي وزوجته طفلهما عندما كانت حاملاً في شهرها السادس. من العبارات الأكثر إيلاماً والأقل فائدة التي قيلت لهما، تلك التي قالها والد زوجة أخي، وأنا لا أمزح هنا، قال لهما "انظرا إلى الجانب المشرق: يمكنكما الآن محاولة الحمل مرة أخرى! بصحّتكما!"
يوسف(مذعورًا): أحقاً قال ذلك؟
سامي صابر: نعم. هذا ما قاله بالضبط.
يوسف راضي: هذا مريع. هل ترى كيف يمكن لمثل هذه العبارات أن تحرم الحزانى من حقّهم في الحزن؟ معظم الناس يتحلون بالوعي الاجتماعي الكافي للامتناع عن التفوّه بهذه الكلمات المسيئة، ولكن، ثمة عبارات مبتذلة كثيرة نميل إلى قولها وهي تحرم الحزين حقه في الحزن. أكرر، الحزن ليس المشكلة. الحزن أمر طبيعي. الشعور بالخزي والخجل هو المشكلة.
سامي صابر: اذاً، ماذا يفترض أن نفعل؟ نجد أنفسنا في حالة من الحزن، ثم ينتابنا الشعور بالخزي، ماذا يفترض بنا أن نفعل حيال ذلك؟
يوسف راضي: أن نفهم تعريف الخزي هو خطوة أولى جيدة. إذا كان بإمكانك أن تحلل وضعك وتدرك أنك لم تفعل ما تخجل به – والحزن ليس سببًا للخجل – فذلك يمكن أن يساعدك في تحليل مشاعرك بمزيد من الوضوح. من السهل الخلط بين الحزن والخزي.
وأهم شيء هو منح نفسك الإذن بالحزن. سواء أكان ذلك بسبب خسارة وظيفة، أو خسارة صداقة، أو أيّ خسارة أخرى، وفي حالة نور، خسارة طفولة سعيدة وآمنة … أيًا كان السبب، امنح نفسك الإذن بالحزن. لديك كل الحق في تلك المشاعر، وقمعها لن يشفيك منها.
سامي صابر: أتذكر أنك قلتَ ذات مرة إنّ يهوه خلقنا لتكون لدينا مشاعر، وبالتالي، ليس خطيئة أن نشعر بها.
يوسف راضي: صحيح. يهوشوا نفسه صرخ على الصليب، "إلهي! إلهي! لماذا تركتني؟" كم واحدًا منا، عندما يشعر بمثل هذا اليأس العميق، سيشعر بالذنب بسبب مشاعره تلك؟
سامي صابر: معظمنا، على الأرجح.
يوسف راضي: صحيح. ومع ذلك، من الواضح أنها لم تكن خطيئة أن يشعر يهوشوا بهذه المشاعر ويعبّر عنها.
أكرر، امنح نفسك الإذن بالحزن. وعندما يراودك الشعور بالخزي، لا تقمعه. كنْ على دراية به. قم بتحليله. إسأل نفسك ما إذا كنت قد أخطأتَ فعلاً، بأي شكل من الأشكال، وإذا لم تخطئ، امنح نفسك الإذن للتخلص من الخزي. إن فعلتَ ذلك، سيصبح الأمر أسهل.
يمكنك أيضًا، عندما تراودك هذه المشاعر، أن تقول لنفسك: "هذا ليس خطئي". قلها بإصرار: "هذا ليس خطئي." من المهم أن نتحمل المسؤولية عندما نخطئ، ولكن لدينا أيضًا الحق في رفض مشاعر الخزي التي لا نستحقها.
سامي صابر: ماذا عن العلاج النفساني؟
يوسف راضي: قد يساعد أيضاً. في السنوات الأخيرة، تم تطوير طرق مختلفة لمساعدة قدامى المحاربين الذين يعانون اضطرابات ما بعد الصدمة. وهذه الأساليب نفسها ساعدت الأشخاص الذين يعانون من مشاكل أخرى.
أَعلم أنّ المسيحيين غالبًا ما يشعرون بأنه لا يجدر بهم أن يطلبوا المساعدة من أجل الصحة العقلية، ولكن، إذا كانت أجسادنا عرضة للأمراض، أفلا تظن أنّ أدمغتنا هي كذلك أيضًا؟ من الاختلالات الكيميائية التي تسبب الاكتئاب إلى الانزلاق إلى عادات التفكير الضارة بعد الصدمة أو الخسارة، يمكنك الحصول على المساعدة وينبغي ألا نخجل من ذلك.
هل تعرف مَن تكون إليزابيث كوبلر روس Elisabeth Kubler-Ross؟
سامي صابر: أجل! إنها طبيبة نفسانية سويسرية أميركية، نشرت كتاباً بعنوان "حول الموت والاحتضار".
يوسف راضي: صحيح. حددت المراحل الخمسة للحزن على أنها الإنكار والغضب والمساومة والاكتئاب والقبول. وطبّقت ذلك على الأشخاص الذين يُحتضرون، لكن برأيي، هذه المراحل تنطبق أيضًا على الحزن. لدي اقتباس هنا منها أريدك أن تقرأه. إقرأ المقطع المعلَّم.
سامي صابر: "الحقيقة هي أنك ستحزن إلى الأبد. لن "تنسى" فقدان أحد الأحباء؛ ستتعلّم كيف تتعايش مع ذلك. ستتعافى وستعيد بناء نفسك حول محور الخسارة التي عانيت منها. ستكون كاملًا مجددًا ولكنك لن تعود أبدًا إلى حالتك السابقة. ويجب ألا تكون كما كنتَ في السابق ولا أنت ترغب في ذلك".
يوسف راضي: نحن لا نزال في عالم من الخطيئة والحزن. لا يزال لدينا الكثير من الأمور، والجروح، والتجارب التي تسبّب لنا الحزن، وسيستمر حزننا حتى يمسح يهوه نفسه كل الدموع. هو وعدنا بأنه سيمسحها. حتى ذلك الحين، إذا وجدت نفسك حزينًا، فاعلم أنه لا بأس بأن تحزن. يهوه لا يحكم عليك. كن لطيفاً مع نفسك؛ امنح نفسك الإذن بالحزن وسترى أنّ ذلك سيكون خطوة كبيرة في رحلتك العلاجية.
سامي صابر: حسنًا. لدينا الوقت لسؤال واحد أخير. يقول سيباستياو Sebastião من ألفورادا Alvorada في البرازيل، "أعمل لساعات طويلة وليس لدي الكثير من الوقت للدراسة. لا أستطيع الجلوس أمام الكمبيوتر لقراءة مقالات طويلة أو مشاهدة الفيديوهات على يوتيوب. هل لدى موقع فرصة العالم الأخيرة خيارات أخرى للبقاء على اطلاع بما يجري ومعرفة الحق؟ "
يوسف راضي: نعم، لدينا خيارات أخرى. يمكنك دائمًا تنزيل مقال على هاتفك لقراءته في الطريق من وإلى العمل – إذا كنت لا تستخدم سيارتك- ولكن، بالنسبة إلى الذين يعيشون في البلدان التي تتوفر فيها وسائل التواصل الاجتماعي، لدينا أيضًا مجموعة تعليمية على فايسبوك تدعى World’s Last Chance. وننشر أمورًا مختلفة على تويتر.
أَعلم أنّ هذه المنصات غير متوفرة في جميع البلدان، ولكن إلى الذين تتوفر لديهم، يمكنكم من خلالها مشاركة وتبادل الأفكار السريعة، خصوصاً وأنّ معظم الناس يملكون اليوم هواتف ذكية. يمكنكم دائمًا تنزيل المواد لقراءتها في أوقات فراغكم.
سامي صابر: يعتبر الكثيرون أنّ حفظ الكتاب المقدس هو وسيلة رائعة للاستفادة من الوقت خلال التنقل من وإلى العمل.
يوسف راضي: وهذا جيّد أيضاً.
سامي صابر: هذه كل الأسئلة التي يسمح لنا الوقت بالإجابة عنها اليوم. إذا كان لديكم أيّ سؤال أو تعليق … أو طلب صلاة، فأرسلوا لنا رسالة. زوروا موقعنا وانقروا على رمز راديو فرصة العالم الأخيرة. يسرّنا سماع أخبار مستمعينا.
التالي ناديا يعقوب ووعد اليوم. ابقوا معنا.
إعلان
الترنيم والوعظ والصلاة وحتى الحلم بموعد النهاية أمور تشكل جزءًا كبيرًا من الثقافة الفرعية المسيحية. حتى إنه أُنتجت أفلام عن زمن الضيق أو كما هو معروف على نطاق واسع "الضيقة العظيمة" المتوقع حدوثها قبل عودة يهوشوا.
بقدر ما يجد العديد من المؤمنين فكرة الضيقة العظيمة مخيفة، بقدر ما هناك أيضًا راحة معينة في البحث عن "علامات الأزمنة" التي تتيح لك معرفة مكانك في مجرى الزمن.
غير أن الحقيقة مختلفة تمامًا عن السيناريو الذي تصوّره غالبية المسيحيين. في الواقع، يهوشوا لم يقدّم "علامات الأزمنة" للتحذير من اقتراب مجيئه. إنما قدّمها للإشارة إلى تدمير أورُشليم، ولكن ليس لنهاية
العالم. بدل ذلك، كان تحذيره المتكرر: اِسْهَرُوا وَصَلُّوا لِأن مجيئي سيفاجئكم.
لمعرفة المزيد، زوروا موقعنا. ابحثوا عن مقال بعنوان: "لم يتنبأ يهوشوا قط بنهاية العالم".
إنه أمر خطير ويجب أن تعرفوه. اقرأوا "لم يتنبأ يهوشوا قط بنهاية العالم" على: www.worldslastchance.com/arabic .
وعد اليوم
مرحبا! هنا راديو فرصة العالم الأخيرة، معكم ناديا يعقوب في وعد اليوم من كلمة ياه.
أي شخص قاد سيارته في ساعة الذروة، وأيّ شخص حاول الوصول إلى موعد في الوقت المحدد خلال القيادة عبر حركة المرور المزدحمة، يعرف مدى الضغط الذي يسببه ذلك. الأمر ليس مملاً فقط، إنما الجلوس في السيارة والتقدّم ببطء، مثير للغضب أيضًا، إذ تنشأ خلافات بين السائقين أحيانًا. وهو ليس موقفًا يمكن للمرء أن يتوقع فيه أن يلقى اللطف أو المساعدة أو حتى التسامح من الغرباء.
وجدت كريستاليا ماري Krystalya Marie نفسها في موقف مماثل بعد ظهر أحد الأيام إذ كان عليها أن تقود سيارتها عبر وسط مدينة هيوستن، في تكساس، ساعة الذروة. الطريق رقم عشرة السريع بين الولايات، يدور حول وسط مدينة هيوستن في حلقة كبيرة وفيه مخرج يؤدي إلى زيادة حركة المرور على الطريق السريع. عندما اقتربت كريستاليا من المخرج، وقعت على منطقة بناء أدت إلى تباطؤ حركة المرور بشكل أكبر، ما أدى إلى تضييق أربعة مسارات لتصبح خطين فقط.
أدركت كريستاليا أنها ستتأخر على موعدها التالي، لكن بما أنه لا يمكنها فعل أي شيء حيال ذلك، رفعت صوت الموسيقى وغنت بينما كان السائقون من حولها يشتمون ويقطعون الطريق، ويطلقون الأبواق في حالة من الإحباط.
وعلى مسافة بعيدة، رأت كريستاليا شاحنة تقف إلى الجانب الأيمن من الطريق. في البداية، لم تهتم بالأمر، ولكن عندما تقدمت، استطاعت أن ترى أن الشاحنة ذات الـثماني عشرة عجلة تحاول الاندماج في حركة المرور، لكنّ أحدًا لم يسمح لها بذلك. أدركت أنها لمساعدتها، سيتعيّن عليها إغلاق كلا المسارين، وإلا فإن المركبات من المسار الأيسر ستقطع أمامها ببساطة، ما يعيق مرور الشاحنة. ومع اقترابها منها، بدأت كريستاليا بقيادة سيارتها ببطء إلى جانب الطريق، ولكن بدل الانتقال بالكامل إلى المسار التالي، بقيت في نصف الطريق، بين كلا المسارين.
بمجرد أن توقفت خلف سائق الشاحنة مباشرة، وجهت أضواءها نحوه ثم أدارت سيارتها، ما أدى إلى سد كلا المسارين بالكامل. كانت الأبواق تُطلق بغضب خلفها بينما قام سائق الشاحنة بسحب الشاحنة الضخمة ذات الثماني عشرة عجلة إلى مسارها. ثم، توقفت الشاحنة، وخرج السائق ووقف على جانب شاحنته، واستدار نحو كريستاليا، وخلع قبعة رعاة البقر الخاصة به وانحنى انحناءة رسميّة كاملة معبرًا عن شكره لها. صمتت الأبواق عندما استدار وعاد إلى شاحنته وواصل القيادة. كان هذا تصرفًا لطيفًا لا يُذكر من كريستاليا، لكنه أحدث فرقًا كبيرًا بالنسبة إلى رجل عالق على جانب الطريق، غير قادر على الحركة حتى يهتم شخص بما يكفي لإظهار التعاطف مع ما يعانيه.
في كولوسي الثالث الآية الثانية عشرة، يحثّ بولس المؤمنين على تذكر أنه باعتبارهم مختاري يهوه، عليهم أن: "يلْبَسُوا كَمُخْتَارِي يهوه الْقِدِّيسِينَ الْمَحْبُوبِينَ أَحْشَاءَ رَأْفَاتٍ، وَلُطْفًا، وَتَوَاضُعًا، وَوَدَاعَةً، وَطُولَ أَنَاةٍ".
في الأمور الصغيرة، في بعض التصرفات اللطيفة اليوميّة، يمكن للمؤمنين أن يكشفوا أكثر عن شخصيّة يهوه على الأرض. ليس ضروريًا أن تكون لفتة كبيرة. يمكن أن يكون الأمر بسيطًا، كتخصيص لحظة لفتح الباب لشخص خلفك، والابتسام متفهمًا بدل التنهد بتململ على أم تكافح لتهدئة طفلها الباكي. أو تخصيص نصف ساعة إضافية لإزالة الثلج عن رصيف جارك خلال تواجدك هناك أو إمساك يد شخص مسن ضعيف لمساعدته على عبور الشارع. بهذه الطرق تشرق أشعة نور محبة يهوه في العالم اليوم.
كُورِنْثُوس الثانية، الأول الآيتان الثالثة والرابعة تقولان: "مُبَارَكٌ ياه أَبُو رَبِّنَا يهوشوا الْمَسِيحِ، أَبُو الرَّأْفَةِ وَإِلهُ كُلِّ تَعْزِيَةٍ، الَّذِي يُعَزِّينَا فِي كُلِّ ضِيقَتِنَا، حَتَّى نَسْتَطِيعَ أَنْ نُعَزِّيَ الَّذِينَ هُمْ فِي كُلِّ ضِيقَةٍ بِالتَّعْزِيَةِ الَّتِي نَتَعَزَّى نَحْنُ بِهَا مِنَ يهوه."
لقد مُنحنا وعوداً عظيمة وثمينة. إبدأوا بالمطالبة بها!
الجزء الثالث
سامي صابر: من المخيف نوعًا ما إدراك أننا قضينا سنوات في البحث عن العلامات الخاطئة لعودة يهوشوا.
يوسف راضي: بالفعل! إنه أمر مهيب، ونحن مباركون لأننا بتنا نعرف الحق.
يتلخص خطر مراقبة العلامات دائمًا في أنه عندما لا ترى العلامة التي تتوقعها، تخال أنه أمامك المزيد من الوقت: للنوم، وارتكاب الخطايا، وقبل تعهدك بشكل كامل وشامل ليهوه.
لكننا لا نتمتع بهذه الرفاهية. من يدري؟ الحوادث تحصل طوال الوقت. قد يتعرض أي منا لحادث مميت في عودته إلى المنزل. لذا لا وقت لنضيعه.
لكنّ البحث عن علامات واضحة مثل غزو فضائي، أو ضيقة عظيمة، أو المسيح الدجال أو الضربات السبعة الأخيرة … لن نرى هذه الأمور أبدًا وإذا كنت تراقبها، فستفاجئك عودة المسيح.
الجميع سيتفاجأون.
سامي صابر: وماذا عن المؤمنين؟
يوسف راضي: المؤمنون أيضًا.
سامي صابر: ولكن إذا بقينا مستعدين، فلن نتفاجأ.
يوسف راضي: لكنك ابتعدت عن سؤالك الأصلي. سألتَ عما إذا كان المؤمنون سيتفاجأون، وقلتُ نعم لأن هذا ما قاله المسيح. هل تتذكر ما قرأتَه في لوقا الثاني عشر الآية أربعين؟ قال يهوشوا، "فَكُونُوا أَنْتُمْ إِذًا مُسْتَعِدِّينَ، لماذا؟ لأَنَّهُ فِي سَاعَةٍ لاَ تَظُنُّونَ يَأْتِي ابْنُ الإِنْسَانِ".
لهذا يجب أن نكون مستعدين؛ لهذا يجب أن نكون حاضرين. الاستعداد ليس مماثلًا للتفاجؤ. الاستعداد ضروري لأننا سنتفاجأ.
سامي صابر: إذًا، القضية هي الاستعداد وليس القدرة على معرفة متى سيعود حتى لا تتفاجأ.
يوسف راضي: بالضبط. القول إن المؤمنين لن يتفاجأوا يتعارض مع ما قاله يهوشوا.
- يجب أن نكون مستعدين لأنه سيعود عندما لا نتوقعه.
- يجب أن نكون مستعدين لأن هناك تأخيرًا.
- يجب أن نكون مستعدين لأنه في أثناء التأخير، يتعب الجميع وينامون.
سامي صابر: هذا لا يبدو منطقيًا بالنسبة إلي. كيف يمكنك أن تكون مستعدًا ومع ذلك تتعب وتنام وأنت تنتظر؟ ألا يتعارضان؟
يوسف راضي: ليس وفقًا للمسيح. خذ مثَل العذارى الحكيمات والجاهلات. أكّدَ على أنهن جميعًا تعبن ونمن. ومع ذلك، عندما سمعن الصراخ "هُوَذَا الْعَرِيسُ مُقْبِلٌ، فَاخْرُجْنَ لِلِقَائِهِ!" هل كانت العذارى الحكيمات مستعدات؟
سامي صابر: نعم! في الواقع كن مستعدات. أحضرن معهن الزيت الإضافي، ورغم نومهن، فقد أعددن التحضيرات.
يوسف راضي: وهذا ما يمكننا فعله لا سيما أنه لن تتوفر علامات مرئية لنراقبها. يمكننا أن نوجه انتباهنا إلى الاستعداد روحيًا عند عودته أو في حال توفينا قبل عودته.
سامي صابر: هذا يحوّل التركيز بالكامل. أشعر بالقشعريرة عندما أفكر في مدى فظاعة الأمر لو استمررت في النوم، باحثًا عن علامات لن تأتي أبدًا. الحمد لياه لأنه وفر لنا المزيد من النور!
يوسف راضي: آمين.
سامي صابر: شكرًا على حسن استماعكم إلينا اليوم. إذا استمتعتم بحلقة اليوم وترغبون في مشاركتها مع الأصدقاء أو العائلة، فتجدونها على موقعنا www.worldslastchance.com/arabic . وقد حمّلناها على اليوتيوب أيضًا. ما عليكم سوى البحث عنها ورقمها مئتان وواحد وخمسون وعنوانها: "إعادة استكشاف الحقائق القديمة حول النبوءة".
وإذا كنتم تستمعون أصلًا إلى حلقاتنا على اليوتيوب، فأطلعونا على رأيكم في التعليقات. وإذا كنتم تستمتعون بها، ففكروا في تقديم الإعجاب لتسهيل العثور على قناتنا على الآخرين. إذا كنتم ترغبون في تلقي إشعارات عند تحميل حلقات جديدة، ما عليكم سوى النقر على زر الاشتراك.
نأمل أن تتمكّنوا من الاستماع إلينا غداً من جديد، وحتى ذلك الحين، تذكروا: يهوه يحبّكم وهو جدير بثقتكم!
تسجيل الخروج
كنتم تستمعون إلى راديو فرصة العالم الأخيرة.
هذه الحلقة والحلقات السابقة من راديو فرصة العالم الأخيرة متاحة للتنزيل على موقعنا. إنها رائعة للمشاركة مع الأصدقاء ولاستخدامها في دراسات الكتاب المقدس! كما أنها مصدر ممتاز لأولئك الذين يعبدون يهوه بمفردهم في المنزل. للاستماع إلى الحلقات التي بُثّت سابقًا، زوروا موقعنا WorldsLastChance.com/arabic وانقروا على رمز راديو فرصة العالم الأخيرة المعروض على صفحتنا الرئيسية.
في تعاليمه وأمثاله، لم يقدّم المخلّص أي "علامات للأزمنة" يجب الانتباه إليها. بدل ذلك، فحوى رسالته كان… اليقظة المستمرة. إنضموا إلينا مرة أخرى غدًا للحصول على رسالة أخرى مليئة بالحق بينما نستكشف مواضيع مختلفة تركّز على عودة المخلّص وكيفية العيش في استعداد دائم للترحيب به بحرارة عندما يأتي.
راديو فرصة العالم الأخيرة: نُعلّم العقول ونُعدّ القلوب لعودة المسيح المفاجئة.
Comments