World's Last Chance

!إعداد القلوب والعقول لعودة يهوشوا

WLC Free Store: Closed!
!إعداد القلوب والعقول لعودة يهوشوا

WLC Radio

التنبؤ بسقوط أورشليم

0:00
0:00
Note: The below transcript is an automatically generated preview of the downloadable word file. Consequently, the formatting may be less than perfect. (There will often be translation/narration notes scattered throughout the transcript. These are to aid those translating the episodes into other languages.)

الحلقة 278

التنبؤ بسقوط أورشليم

يساعد مرقس الثالث عشر ولوقا الحادي والعشرون، كونهما يتوجهان الى جمهور أمميّ، في توضيح المقصود في متى الرابع والعشرين.

أهلًا بكم الى راديو فرصة العالم الأخيرة، التابع لخدمة راديو فرصة العالم الأخيرة وورلدز لاست تشانس، وهو خدمة مخصّصة لتعلّم كيفيّة العيش في استعداد دائم لعودة المخلّص.

طوال ألفي عام، والمؤمنون من كل جيل يتوقون إلى أن يكونوا الجيل الأخير. ولكن، خلافًا للاعتقاد الشائع، لم يعطِ المسيح المؤمنين «علامات الأزمنة» لينتبهوا إليها، بل على العكس، حذّر يهوشوا مراراً من أن مجيئه سيفاجئ حتى المؤمنين. وأوصاهم بإلحاح بأن يكونوا مستعدين دائمًا إذ قال:

" لِذَلِكَ كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا مُسْتَعِدِّينَ، لِأَنَّهُ فِي سَاعَةٍ لَا تَظُنُّونَ يَأْتِي ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ." (متى٢٤: ٤٤)

راديو فرصة العالم الأخيرة: نُعلّم العقول ونُعدّ القلوب لعودة المسيح المفاجئة.

الجزء الأوّل

سامي صابر: عندما كنتُ في الثانية عشرة من عمري تقريبًا، أيّ عندما بدأتُ قراءة الكتاب المقدس

بنفسي وفهم ما يقوله، وقعت بالصدفة على متى الرابع والعشرين. تعلّمتُ الإيمان باختطاف سريّ قبل الضيقة العظيمة الأخيرة، وهذا الأصحاح يتوافق تمامًا مع ذلك. فهو وصَف بدقة – أو هكذا ظننتُ – ضيقة عظيمة.

كنت متحمّسًا جدًا لأنني وقعت على فقرة أفهمها، فبدأت أضع خطًا تحتها. وواصلت ذلك. وعندما انتهيت، كنت قد وضعت خطًا تحت النص بأكمله!

مع مرور الوقت والمزيد من الدراسة، أدركت أن الكتاب المقدس لا يُعلّم عن اختطاف سري. ولكن لفترة طويلة، ظننت أن عودة المخلّص سيسبقها "ضيقة" واضحة وجليّة.

عَلِمنا مؤخرًا أن متى الرابع والعشرين يُحذّر في الواقع من دمار أورشليم عام سبعين ميلادي. واستمعنا إلى الكثير من البرامج حول هذا الموضوع. لكن، ننصحكم بالاستماع إلى حلقة اليوم، لأن الاعتقاد بأن متى الرابع والعشرين يُحذّر من نهاية العالم شائعٌ جدًا بين المسيحيين، وستزوّدكم حلقة اليوم بأساسٍ متينٍ لمشاركة الحق مع المؤمنين الآخرين.

مرحباً، أنا سامي صابر، وأنتم تستمعون إلى راديو "فرصة العالم الأخيرة" حيث نغطي مواضيع متنوّعة تتعلّق بالكتاب المقدس، والنبوءة، والتقوى العمليّة، والمعتقدات الكتابيّة، والعيش في استعداد دائم لعودة المخلص غير المتوقّعة، بغض النظر عن موعدها. اليوم، سيتناول يوسف متى الرابع والعشرين في سياق مرقس الثالث عشر والواحد ولوقا العشرين. الأناجيل السينوبتيّة الثلاثة – أي متى، ومرقس، ولوقا – تذكر جميعها هذه المحادثة. اختار يوحنا عدم تضمينها في إنجيله، وهو أمر مثير للاهتمام لأنه، وفقًا لرواية مرقس، كان يوحنا واحدًا من أربعة تلاميذ فقط حضروا عندما ألقى يهوشوا هذا الخطاب!

ولاحقًا، ستقدّم ناديا يعقوب وعدًا الى أيّ شخص يتوق إلى الشعور بالقبول.

يوسف؟ لماذا برأيك لم يذكر يوحنا هذه المحادثة؟


يوسف راضي:
سؤالك رائع. يُعتقد بأن إنجيل يوحنا كان آخر إنجيل كُتب. وإذا كانت التواريخ صحيحة، فهو في الواقع كُتب بعد دمار أورُشليم، لذا ربما رأى أنه لا داعي لإضافته. بالإضافة إلى ذلك، يتنبأ سفر الرؤيا بمعظمه بدمار أورشليم. لذا، عندما كتب إنجيله، كتب عن هذا الموضوع بالتفصيل.

سامي صابر: صحيح.


يوسف راضي:
أنا ممتن لأن جميع الأناجيل السينوبتيّة تتضمّن هذا الخطاب، لأن كلًا منها يحتوي على فروق وتفاصيل لا ترد في الأناجيل الأخرى. يمكننا أن نتعلّم الكثير بدراسة متى الرابع والعشرين في سياق مرقس الثالث عشر ولوقا الواحد والعشرين.

سامي صابر: قبل أن تُكمل، سأطرح عليك سؤلًا بسيطًا. سألني أحدُ مستمعينا في أميركا الجنوبيّة مؤخّرًا عن سبب تخصيصنا هذا الكمّ من الحلقات لهذا الموضوع. بالنسبة إلى أولئك الذين استمعوا إلى حلقاتنا السابقة المتعلّقة بهذا الموضوع، لمَ نستمرّ في تغطيته؟

يوسف راضي: خلال سنواتي كمسيحي، بل وأكثر من ذلك، خلال سنوات دراستي للكتاب المقدس بنفسي، رأيتُ واختبرت أن العقول المختلفة تُقنَع بمستويات مختلفة من الأدلّة. لا يقتنع الجميع بالحجج عينها. الحق، بالطبع، أبدي، ويهوه سيقود كل من يرغب في معرفة الحق إلى تعلّمه. لكن تتعدّد الطرق للوصول إليه، حسب خلفيّاتنا، وكذلك معتقداتنا الماضية والحاليّة.

كذلك، الخطأ منتشرٌ بشكلٍ لا يُصدق. حظيَت المسيحيّة بحق عظيم. لكنّ الشيطان تسلّل إليه وأفسده بأخطاء كثيرة. نعم، عادةً ما يكون لدينا حلقات متعدّدة حول أي موضوع، لكن كل منها يتناول أدلةً مختلفةً ومن زوايا مختلفة. لماذا؟ لأن العقول المختلفة تحتاج إلى أدلةٍ مختلفة، ومنطقٍ مختلف، لرؤية الحق بوضوح.

سامي صابر: هذا منطقي.

لماذا تفترض أننا جميعًا افترضنا أن متى الرابع والعشرين – ومرقس الثالث عشر ولوقا الواحد والعشرين – قد تناولت نهاية العالم وعودة يهوشوا؟


يوسف راضي:
أظن أن جزءًا من الأمر يتعلّق بكيفيّة صياغة التلاميذ لسؤالهم كما يرد في متى الرابع والعشرين. ثم، عندما تكتشف أن مرقس الثالث عشر ولوقا الواحد والعشرين يتناولان الخطاب نفسه، يسهل أن نفترض أن الأصحاحات كافة تتناول نهاية العالم.

انتقل إلى متى الرابع والعشرين. سأوضح لك ما أقصده. اقرأ لنا الآيات الثلاثة الأولى.

سامي صابر:

ثُمَّ خَرَجَ يهوشوا وَمَضَى مِنَ الْهَيْكَلِ، فَتَقَدَّمَ تَلاَمِيذُهُ لِكَيْ يُرُوهُ أَبْنِيَةَ الْهَيْكَلِ. فَقَالَ لَهُمْ يهوشوا :«أَمَا تَنْظُرُونَ جَمِيعَ هذِهِ؟ اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ لاَ يُتْرَكُ ههُنَا حَجَرٌ عَلَى حَجَرٍ لاَ يُنْقَضُ!».

وَفِيمَا هُوَ جَالِسٌ عَلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ، تَقَدَّمَ إِلَيْهِ التَّلاَمِيذُ عَلَى انْفِرَادٍ قَائِلِينَ: «قُلْ لَنَا مَتَى يَكُونُ هذَا؟ وَمَا هِيَ عَلاَمَةُ مَجِيئِكَ وَانْقِضَاءِ الدَّهْرِ؟»

يوسف راضي: طريقة صياغة متّى لهذا الأمر – وَمَا هِيَ عَلاَمَةُ مَجِيئِكَ وَانْقِضَاءِ الدَّهْر؟ – تجعل الأمر يبدو وكأن التركيز على عودة يهوشوا. لذلك، كان سهلًا أن نفترض أن خطاب يهوشوا كان له تطبيق مزدوج على تدمير أورشليم وزمن الضيقة قبل عودته.

سامي صابر: نعم، هذا ما لطالما علّموني إياه.

يوسف راضي: وأنا أيضًا. والحق يُقال، من طريقة صياغة يهوشوا لبعض إجاباته، يبدو أنه يتحدث عن نهاية العالم.

سامي صابر: صحيح. استمع إلى الآيات التاسعة والعشرين إلى الواحدة والثلاثين. تقول:

وَلِلْوَقْتِ بَعْدَ ضِيقِ تِلْكَ الأَيَّامِ تُظْلِمُ الشَّمْسُ، وَالْقَمَرُ لاَ يُعْطِي ضَوْءَهُ، وَالنُّجُومُ تَسْقُطُ مِنَ السَّمَاءِ، وَقُوَّاتُ السَّمَاوَاتِ تَتَزَعْزَعُ. وَحِينَئِذٍ تَظْهَرُ عَلاَمَةُ ابْنِ الإِنْسَانِ فِي السَّمَاءِ. وَحِينَئِذٍ تَنُوحُ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ، وَيُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ آتِيًا عَلَى سَحَاب السَّمَاءِ بِقُوَّةٍ وَمَجْدٍ كَثِيرٍ. فَيُرْسِلُ مَلاَئِكَتَهُ بِبُوق عَظِيمِ الصَّوْتِ، فَيَجْمَعُونَ مُخْتَارِيهِ مِنَ الأَرْبَعِ الرِّيَاحِ، مِنْ أَقْصَاءِ السَّمَاوَاتِ إِلَى أَقْصَائِهَا.

وفي كتابي المقدس، أضاف المحرّرون عنوانًا فرعيًا لهذه الآيات تحديدًا، وهو: "مجيء ابن الإنسان".

يوسف راضي: صحيح! واضح أن إنجيل متى لم يُضِف هذا العنوان الفرعي. ولكن بما أن مُحرِّري كتابكم المقدس فعلوا ذلك، ولأنه يرد في النص، فمن السهل أن تتأثر به وتفترض أنه يتحدث عن المجيء الثاني.

سامي صابر: علينا أن نقرّ، بأن هذه الآيات تبدو وكأنه يصف نهاية العالم. أو على الأقل، كما تصورناها دائمًا بناءً على تفسيرنا لهذه الآية.


يوسف راضي:
بالتأكيد. وفي حلقات أخرى، درسنا كيفيّة تطبيق هذه الآيات على دمار أورُشليم، لذا لن نتطرّق إليها هنا. ما أريد فعله اليوم هو مقارنة متى الرابع والعشرين بالروايتين الموازيتين في مرقس الثالث عشر ولوقا الواحد والعشرين، لأننا سنكتشف أن افتراضاتنا حول هذا المقطع كانت خاطئة.

سامي صابر: ثمة اختلافات هامة بين روايات الأناجيل الثلاثة لهذا الخطاب، أليس كذلك؟

يوسف راضي: جميعها تُنذر بدمار أورشليم، ولكن تختلف طريقة كتابتها، لذا ما يجب تذكره عند دراسة هذه الروايات هو إحدى أهم قواعد تفسير الكتاب المقدس، وهي مراعاة جميع آيات الكتاب المقدس المتعلقة بأي موضوع. فـ متى الرابع والعشرون، ليس فصلًا مستقلًا، بل علينا أخذه في الاعتبار في سياق روايتي مرقس ولوقا للمحادثة عينها.

سامي صابر: نعم، من المهم دائمًا جمع كل المقاطع التي تتناول الموضوع نفسه ودراستها في السياق.


يوسف راضي:
كُتب إنجيل متى لجمهور يهودي في معظمه. ويصعب علينا فهم روايته لأن المصطلحات التي يستخدمها، وإن كان يفهمها القراء اليهود، ليست واضحة بالنسبة إلينا. لذا، افترضنا أن متى الرابع والعشرين يصف نهاية العالم.

من ناحية أخرى، كُتب إنجيلا مرقس ولوقا لجمهورٍ أمميّ: لوقا للأمم عمومًا، ومرقس لجمهورٍ روماني. وهما يميلان إلى تجنب استخدام التعابير الاصطلاحيّة التي يستخدمها متى. كان بإمكان متى أن يستخدم الكثير من التعابير الاصطلاحية اليهودية لأن جمهوره المستهدف كان يهوديًا، وهنا يكمن ارتباكنا. إذا لم تكن تعرف أن عبارة ما، هي عبارةٍ إصطلاحيّة، فستفسرها حرفيًا.

سامي صابر: نقطة سديدة.

يوسف راضي: فلنبدأ برواية مرقس. فمعظم العلماء يتفقون على أنها كُتبت أوّلًا. إرجع إلى الأصحاح الثالث عشر واقرأ الآيات…

في الواقع، إقرأ الأصحاح بالكامل. أعلم أنه طويل، لذا خذ وقتك، لكن علينا قراءته كاملًا، مُجرّدًا من المصطلحات اليهوديّة التي لم نفهمها.

تفضّل.

سامي صابر:

وَفِيمَا يهوشوا خَارِجٌ مِنَ الْهَيْكَلِ، قَالَ لَهُ وَاحِدٌ مِنْ تَلاَمِيذِهِ: «يَا مُعَلِّمُ، انْظُرْ! مَا هذِهِ الْحِجَارَةُ! وَهذِهِ الأَبْنِيَةُ!» فَأَجَابَ يَهوشوا وَقَالَ لَهُ: «أَتَنْظُرُ هذِهِ الأَبْنِيَةَ الْعَظِيمَةَ؟ لاَ يُتْرَكُ حَجَرٌ عَلَى حَجَرٍ لاَ يُنْقَضُ». وَفِيمَا هُوَ جَالِسٌ عَلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ، تُجَاهَ الْهَيْكَلِ، سَأَلَهُ بُطْرُسُ وَيَعْقُوبُ وَيُوحَنَّا وَأَنْدَرَاوُسُ عَلَى انْفِرَادٍ: «قُلْ لَنَا مَتَى يَكُونُ هذَا؟ وَمَا هِيَ الْعَلاَمَةُ عِنْدَمَا يَتِمُّ جَمِيعُ هذَا؟»

يوسف راضي: تُرجمت هذه الآية في نسخة جنيفا للكتاب المقدس، وهي ترجمة الإصلاحيين البروتستانت، كالتالي: " أخبرنا متى سيحدث هذا؟ وما هي العلامة التي ستُحقق كل هذه الأمور؟" إذًا، كما ترى، ما من ذكر للمجيء الثاني. إنهم يسألون: " متى سيحدث كل هذا؟" تابع.

سامي صابر:

فَأَجَابَهُمْ يَهوشوا وَابْتَدَأَ يَقُولُ: «انْظُرُوا! لاَ يُضِلُّكُمْ أَحَدٌ. فَإِنَّ كَثِيرِينَ سَيَأْتُونَ بِاسْمِي قَائِلِينَ: إِنِّي أَنَا هُوَ! وَيُضِلُّونَ كَثِيرِينَ. فَإِذَا سَمِعْتُمْ بِحُرُوبٍ وَبِأَخْبَارِ حُرُوبٍ فَلاَ تَرْتَاعُوا، لأَنَّهَا لاَبُدَّ أَنْ تَكُونَ، وَلكِنْ لَيْسَ الْمُنْتَهَى بَعْدُ. لأَنَّهُ تَقُومُ أُمَّةٌ عَلَى أُمَّةٍ، وَمَمْلَكَةٌ عَلَى مَمْلَكَةٍ، وَتَكُونُ زَلاَزِلُ فِي أَمَاكِنَ، وَتَكُونُ مَجَاعَاتٌ وَاضْطِرَابَاتٌ. هذِهِ مُبْتَدَأُ الأَوْجَاعِ.

فَانْظُرُوا إِلَى نُفُوسِكُمْ. لأَنَّهُمْ سَيُسَلِّمُونَكُمْ إِلَى مَجَالِسَ، وَتُجْلَدُونَ فِي مَجَامِعَ، وَتُوقَفُونَ أَمَامَ وُلاَةٍ وَمُلُوكٍ، مِنْ أَجْلِي، شَهَادَةً لَهُمْ. وَيَنْبَغِي أَنْ يُكْرَزَ أَوَّلاً بِالإِنْجِيلِ فِي جَمِيعِ الأُمَمِ. فَمَتَى سَاقُوكُمْ لِيُسَلِّمُوكُمْ، فَلاَ تَعْتَنُوا مِنْ قَبْلُ بِمَا تَتَكَلَّمُونَ وَلاَ تَهْتَمُّوا، بَلْ مَهْمَا أُعْطِيتُمْ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ فَبِذلِكَ تَكَلَّمُوا. لأَنْ لَسْتُمْ أَنْتُمُ الْمُتَكَلِّمِينَ بَلِ الرُّوحُ القدس.

وَسَيُسْلِمُ الأَخُ أَخَاهُ إِلَى الْمَوْتِ، وَالأَبُ وَلَدَهُ، وَيَقُومُ الأَوْلاَدُ عَلَى وَالِدِيهِمْ وَيَقْتُلُونَهُمْ. وَتَكُونُونَ مُبْغَضِينَ مِنَ الْجَمِيعِ مِنْ أَجْلِ اسْمِي. وَلكِنَّ الَّذِي يَصْبِرُ إِلَى الْمُنْتَهَى فَهذَا يَخْلُصُ. فَمَتَى نَظَرْتُمْ «رِجْسَةَ الْخَرَابِ» الَّتِي قَالَ عَنْهَا دَانِيآلُ النَّبِيُّ، قَائِمَةً حَيْثُ لاَ يَنْبَغِي. ­لِيَفْهَمِ الْقَارِئُ­ فَحِينَئِذٍ لِيَهْرُبِ الَّذِينَ فِي الْيَهُودِيَّةِ إِلَى الْجِبَالِ، وَالَّذِي عَلَى السَّطْحِ فَلاَ يَنْزِلْ إِلَى الْبَيْتِ وَلاَ يَدْخُلْ لِيَأْخُذَ مِنْ بَيْتِهِ شَيْئًا، وَالَّذِي فِي الْحَقْلِ فَلاَ يَرْجِعْ إِلَى الْوَرَاءِ لِيَأْخُذَ ثَوْبَهُ. وَوَيْلٌ لِلْحَبَالَى وَالْمُرْضِعَاتِ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ! وَصَلُّوا لِكَيْ لاَ يَكُونَ هَرَبُكُمْ فِي شِتَاءٍ. لأَنَّهُ يَكُونُ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ ضِيقٌ لَمْ يَكُنْ مِثْلُهُ مُنْذُ ابْتِدَاءِ الْخَلِيقَةِ الَّتِي خَلَقَهَا يهوه إِلَى الآنَ، وَلَنْ يَكُونَ.

وَلَوْ لَمْ يُقَصِّرِ الرَّبُّ تِلْكَ الأَيَّامَ، لَمْ يَخْلُصْ جَسَدٌ. وَلكِنْ لأَجْلِ الْمُخْتَارِينَ الَّذِينَ اخْتَارَهُمْ، قَصَّرَ الأَيَّامَ. حِينَئِذٍ إِنْ قَالَ لَكُمْ أَحَدٌ: هُوَذَا الْمَسِيحُ هُنَا! أَوْ: هُوَذَا هُنَاكَ! فَلاَ تُصَدِّقُوا. لأَنَّهُ سَيَقُومُ مُسَحَاءُ كَذَبَةٌ وَأَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ، وَيُعْطُونَ آيَاتٍ وَعَجَائِبَ، لِكَيْ يُضِلُّوا لَوْ أَمْكَنَ الْمُخْتَارِينَ أَيْضًا. فَانْظُرُوا أَنْتُمْ. هَا أَنَا قَدْ سَبَقْتُ وَأَخْبَرْتُكُمْ بِكُلِّ شَيْءٍ.

«وَأَمَّا فِي تِلْكَ الأَيَّامِ بَعْدَ ذلِكَ الضِّيقِ، فَالشَّمْسُ تُظْلِمُ، وَالْقَمَرُ لاَ يُعْطِي ضَوْءَهُ، وَنُجُومُ السَّمَاءِ تَتَسَاقَطُ، وَالْقُوَّاتُ الَّتِي فِي السَّمَاوَاتِ تَتَزَعْزَعُ. وَحِينَئِذٍ يُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ آتِيًا فِي سَحَابٍ بِقُوَّةٍ كَثِيرَةٍ وَمَجْدٍ، فَيُرْسِلُ حِينَئِذٍ مَلاَئِكَتَهُ وَيَجْمَعُ مُخْتَارِيهِ مِنَ الأَرْبَعِ الرِّيَاحِ، مِنْ أَقْصَاءِ الأَرْضِ إِلَى أَقْصَاءِ السَّمَاءِ. فَمِنْ شَجَرَةِ التِّينِ تَعَلَّمُوا الْمَثَلَ: مَتَى صَارَ غُصْنُهَا رَخْصًا وَأَخْرَجَتْ أَوْرَاقًا، تَعْلَمُونَ أَنَّ الصَّيْفَ قَرِيبٌ. هكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا، مَتَى رَأَيْتُمْ هذِهِ الأَشْيَاءَ صَائِرَةً، فَاعْلَمُوا أَنَّهُ قَرِيبٌ عَلَى الأَبْوَابِ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ يَمْضِي هذَا الْجِيلُ حَتَّى يَكُونَ هذَا كُلُّهُ. اَلسَّمَاءُ وَالأَرْضُ تَزُولاَنِ، وَلكِنَّ كَلاَمِي لاَ يَزُولُ.

«وَأَمَّا ذلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ، وَلاَ الْمَلاَئِكَةُ الَّذِينَ فِي السَّمَاءِ، وَلاَ الابْنُ، إِلاَّ الآبُ. اُنْظُرُوا! اِسْهَرُوا وَصَلُّوا، لأَنَّكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ مَتَى يَكُونُ الْوَقْتُ. كَأَنَّمَا إِنْسَانٌ مُسَافِرٌ تَرَكَ بَيْتَهُ، وَأَعْطَى عَبِيدَهُ السُّلْطَانَ، وَلِكُلِّ وَاحِدٍ عَمَلَهُ، وَأَوْصَى الْبَوَّابَ أَنْ يَسْهَرَ. اِسْهَرُوا إِذًا، لأَنَّكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ مَتَى يَأْتِي رَبُّ الْبَيْتِ، أَمَسَاءً، أَمْ نِصْفَ اللَّيْلِ، أَمْ صِيَاحَ الدِّيكِ، أَمْ صَبَاحًا. لِئَلاَّ يَأْتِيَ بَغْتَةً فَيَجِدَكُمْ نِيَامًا! وَمَا أَقُولُهُ لَكُمْ أَقُولُهُ لِلْجَمِيعِ: اسْهَرُوا».

يوسف راضي: هل ترى الاختلافات في المصطلحات؟

سامي صابر: رائع! أجل. واضح أنها الرسالة عينها، لكنّ طريقة صياغتها مختلفة بعض الشيء. هذا يُظهر مدى التفسير الذي أسقطناه على رواية متى.

يوسف راضي: لأننا لم نفهم أنه كان يَستخدم المصطلحات اليهودية.

سامي صابر: حسنًا، سنأخذ استراحة قصيرة، ولكن عندما نعود، سنتعمق في هذا الأمر أكثر.

ابقوا معنا.

إعلان

الألفية: تلك الفترة الزمنيّة الرائعة التي تلي عودة يهوشوا، حين… حسنًا، تختلف الآراء حول ما سيحدث بعد ذلك. فبعضهم يؤمن بأن القديسين سيعودون إلى السماء مع المسيح لألف عام. فيما يؤمن آخرون بأن يهوشوا والقديسين سيحكمون من أورشليم لألف عام. وأنا متأكد من توفر اختلافات أخرى حول هذا الموضوع.
المشكلة هي أن جميع هذه المعتقدات خاطئة. الحقيقة الصادمة هي أن الألفيّة هي في الواقع فترة زمنيّة رمزيّة تمتد من صعود المسيح إلى عودته. والكتاب المقدس يُثبت ذلك!
كما أن الرسل فهموا هذا المفهوم. أما المؤمنون المعاصرون، فغفلوا عنه لأننا لم نفهم أن الألفيّة فترة زمنيّة روحيّة رمزيّة.

لمعرفة ما يُعلّمه الكتاب المقدس عن "العصرين"، زوروا موقعنا الإلكتروني

WorldsLastChance.com/arabic وانقروا على رمز راديو فرصة العالم الأخيرة. ثم ابحثوا عن الحلقة مئتين وأربعة وستين بعنوان "الألفيّة: نظرة فاحصة على الأدلّة".

الجزء الثاني


يوسف راضي:
قرأتَ للتو مرقس الثالث عشر. أوّل ما يلفت انتباهك هو أن التلاميذ، على ما يبدو، يطرحون سؤالين بدل ثلاثة. في متى الرابع والعشرين الآية الثالثة، يبدو وكأنهم يطرحون ثلاثة أسئلة:

  • متى سيحدث ذلك؟
  • ما هي علامة مجيئك؟
  • وماذا عنا نهاية الدهر؟

في رواية مرقس، يسألون عن أمرين: متى سيحدث هذا – وهذا سؤال يتعلّق بالتوقيت – وما هي العلامة التي نبحث عنها والتي تشير إلى أن الأمور باتت وشيكة؟

سامي صابر: هذا مثير للاهتمام. لا يرد أي ذكر للمجيء الثاني أو نهاية العالم.

يوسف راضي: التي، كما قلنا في حلقات أخرى، نَعلم الآن أنها عبارة يهوديّة، وليست إشارة حرفيّة إلى نهاية العالم.

المشكلة التي واجهها معظمنا عند تفسير متى الرابع والعشرين بالإضافة إلى عدم فهمنا للتعابير اليهوديّة التي استخدمها، هي أننا قرأناه خارج سياقه تمامًا. أما مرقس، فقد أحسن وضع هذه المحادثة برمتها في سياقها.

سامي صابر: أجل. ما من فواصل للأصحاحات في الأناجيل الأصليّة.


يوسف راضي:
فلنعد إلى الأصحاح الثاني عشر. ولنرَ ما حدث للتوّ وما دفع التلاميذ إلى الإشارة إلى مجد هيكل يهوشوا. مرقس الثاني عشر الآيات الواحدة والأربعين إلى الرابعة والأربعين.

سامي صابر:

وَجَلَسَ يهوشوا تُجَاهَ الْخِزَانَةِ، وَنَظَرَ كَيْفَ يُلْقِي الْجَمْعُ نُحَاسًا فِي الْخِزَانَةِ. وَكَانَ أَغْنِيَاءُ كَثِيرُونَ يُلْقُونَ كَثِيرًا. فَجَاءَتْ أَرْمَلَةٌ فَقِيرَةٌ وَأَلْقَتْ فَلْسَيْنِ، قِيمَتُهُمَا رُبْعٌ. فَدَعَا تَلاَمِيذَهُ وَقَالَ لَهُمُ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ هذِهِ الأَرْمَلَةَ الْفَقِيرَةَ قَدْ أَلْقَتْ أَكْثَرَ مِنْجَمِيعِ الَّذِينَ أَلْقَوْا فِي الْخِزَانَةِ، لأَنَّ الْجَمِيعَ مِنْ فَضْلَتِهِمْ أَلْقَوْا. وَأَمَّا هذِهِ فَمِنْ إِعْوَازِهَا أَلْقَتْ كُلَّ مَا عِنْدَهَا، كُلَّ مَعِيشَتِهَا».

يوسف راضي: إنها نهاية الأصحاح الثاني عشر. الآيات التالية في الأصحاح الثالث عشر تتحدث عن التلاميذ الذين يلفتون انتباه يهوشوا إلى جمال الهيكل. كان التلاميذ، مثلنا تمامًا، من نتاج عصرهم. كانوا يُعجبون بالطبقة الأرستقراطية الثريّة، ويتمنون لو كانوا أغنياء مثلها.

سامي صابر: في الأساس، كانوا يحاولون تصحيح كلام سيدهم. كانوا يقولون: "انظر يا يهوشوا! هذا الهيكل الرائع لا يُمكن أن يُبنى ببضعة فلوس. فهو بُني بعطايا الأغنياء!"

يوسف راضي: في الأساس، نعم. هذا بالضبط ما يحدث هنا. رواية لوقا، التي سنتناولها لاحقًا، توضح الأمر أكثر: أرادوا أن يفهم يهوشوا أن الهيكل وخدماته بُنيوا – ودُعموا – بفضل عطايا الأغنياء المستمرة، وليس بما تستطيع أرملة فقيرة المساهمة به.

كان يهوشوا يتوجّه إلى تلاميذه في ما يتعلق بهذه الفكرة بالذات عندما تنبأ بالتدمير الكامل لكل ما كانوا معجبين به.

سامي صابر: نعم، فالثروة الماديّة لا تعني الكثير لمن هو وارث يهوه. الأمر أشبه بمحاولة عقد صفقة مع يهوه لأخذ كلّ ذهبك معك إلى أورشليم الجديدة. في مدينة مرصوفة بالذهب، هذا أشبه بالتفاوض اليائس لجلب أكياس الأسفلت!

يوسف راضي: صحيح! "كنوز" الدنيا لا تُقدّر بثمن لمن يرثها. لكن لا يُمكننا إغفال السياق عند محاولة فهم متى الرابع والعشرين.

أول ما يفعله يهوشوا هو شرح ما لا تمثله هذه العلامة.

  • ليسوا مسحاء دجالين أو حتى معلّمين يأتون باسمه ويُعلّمون الخطأ.
  • ليست حروبًا وشائعات عن الحروب.
  • ليست الزلازل أو المجاعات أو الكوارث الطبيعية الأخرى.
  • ليس حتى اضطهادًا في أشكاله المتعددة.

يقول إن كل هذه ليست سوى " بداية الأحزان". ولا ينتقل إلى شرح ماهيّة هذه العلامة إلا في الآية الرابعة عشرة. هلا تقرأها مرة أخرى؟

سامي صابر: "فَمَتَى نَظَرْتُمْ «رِجْسَةَ الْخَرَابِ» الَّتِي قَالَ عَنْهَا دَانِيآلُ النَّبِيُّ، قَائِمَةً حَيْثُ لاَ يَنْبَغِي. ­لِيَفْهَمِ الْقَارِئُ­ فَحِينَئِذٍ لِيَهْرُبِ الَّذِينَ فِي الْيَهُودِيَّةِ إِلَى الْجِبَالِ،".


يوسف راضي:
"الرِجْسَة التي تسبّب الخراب" أو "رجسة الخراب". "الخراب" كما يقول متى، يبدو نذير شؤم، يبدو وكأنه أمرٌ يتوّقع حدوثه خلال ضيقة عظيمة.

المشكلة هي أنه إذا كان هذا نذير نهاية العالم، فلا معنى لما يليه. عندما يعود يهوشوا، ما الفرق في أن "يهرب الناس إلى جبال اليهودية"؟ ما الفرق في أن لا يدخل شخص على السطح ليأخذ رداءه، أو أن لا يعود أحدٌ ليأخذ ثوبه؟ عندما يعود يهوشوا، لن يخطر هذان الأمران على بال أحد، ناهيك عن أن يكونا تجربة!

سامي صابر: صحيح. تصف مقاطع أخرى المجيء الثاني، وما يتضح هو مدى فجائيته، ومدى سرعة وقوع الأحداث.

استمع إلى التالي… إنها كورنثوس الأولى، الخامس عشر، الآيتان الواحدة والخمسون والثانية والخمسون. تقولان:

"هُوَذَا سِرٌّ أَقُولُهُ لَكُمْ: لاَ نَرْقُدُ كُلُّنَا، وَلكِنَّنَا كُلَّنَا نَتَغَيَّرُ، فِي لَحْظَةٍ فِي طَرْفَةِ عَيْنٍ، عِنْدَ الْبُوقِ الأَخِيرِ. فَإِنَّهُ سَيُبَوَّقُ، فَيُقَامُ الأَمْوَاتُ عَدِيمِي فَسَادٍ، وَنَحْنُ نَتَغَيَّرُ.".

يوسف راضي: "فِي لَحْظَةٍ فِي طَرْفَةِ عَيْنٍ" لن تفكر في الهروب إلى الجبال. لن يكون لديك الوقت! بالتأكيد لن تفكر في النزول إلى الطابق السفلي لأخذ سترتك حتى لو كنا في الشتاء!

سامي صابر يضحك: نقطة سديدة!


يوسف راضي:
يتحدث يهوشوا عن زمن من الضيقة العظيمة – وهذا ما تجاهلناه – والذي من الممكن الهروب من خلاله!

سامي صابر: أنت محق. لا أحد يستطيع "الفرار" من الضيقة العظيمة، أو زمن الضيق الذي يَفترض معظم المسيحيين أنه يسبق عودة المسيح.

يوسف راضي: لا أحد يستطيع الفرار من عودة المسيح. هذا غير منطقي.

لكننا نَعلم من يوسيفوس، الذي كان شاهد عيان على دمار أورشليم، أنه لم يُقتل أي مسيحي عند سقوط المدينة. لماذا؟ هربوا جميعًا. استمعوا إلى تحذير المسيح وغادروا.

في الآيات الرابعة والعشرين حتى الثانية والثلاثين، يُجيب يهوشوا عن سؤالهم حول التوقيت: متى سيحدث كل هذا؟

سامي صابر: يجب أن تعترف أن هذا المقطع يبدو كارثيًا. فهو يتحدث عن إظلام الشمس وتوقف القمر عن سطع نوره. كل هذا يبدو أشبه بنهاية العالم.


يوسف راضي:
نعم، إذا كنت لا تدرك أن هذه في الواقع لغة ورمزية العهد القديم.

فلننظر إلى بعض الأمثلة على ذلك، وسنلاحظ أن ما طبقناه على نهاية العالم هو اللغة المستخدمة عادة في العهد القديم لوصف أوقات دينونة يهوه على الأمم.

فلنبدأ بإشعياء الثالث عشر. إقرأ لنا الآيات السادسة حتى الثالثة عشرة.

سامي صابر:

وَلْوِلُوا لأَنَّ يَوْمَ يهوه قَرِيبٌ، قَادِمٌ كَخَرَابٍ مِنَ الْقَادِرِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. لِذلِكَ تَرْتَخِي كُلُّ الأَيَادِي، وَيَذُوبُ كُلُّ قَلْبِ إِنْسَانٍ.

فَيَرْتَاعُونَ. تَأْخُذُهُمْ أَوْجَاعٌ وَمَخَاضٌ. يَتَلَوَّوْنَ كَوَالِدَةٍ. يَبْهَتُونَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ. وُجُوهُهُمْ وُجُوهُ لَهِيبٍ.

هُوَذَا يَوْمُ يهوه قَادِمٌ، قَاسِيًا بِسَخَطٍ وَحُمُوِّ غَضَبٍ، لِيَجْعَلَ الأَرْضَ خَرَابًا وَيُبِيدَ مِنْهَا خُطَاتَهَا.

فَإِنَّ نُجُومَ السَّمَاوَاتِ وَجَبَابِرَتَهَا لاَ تُبْرِزُ نُورَهَا. تُظْلِمُ الشَّمْسُ عِنْدَ طُلُوعِهَا، وَالْقَمَرُ لاَ يَلْمَعُ بِضَوْئِهِ.

وَأُعَاقِبُ الْمَسْكُونَةَ عَلَى شَرِّهَا، وَالْمُنَافِقِينَ عَلَى إِثْمِهِمْ، وَأُبَطِّلُ تَعَظُّمَ الْمُسْتَكْبِرِينَ، وَأَضَعُ تَجَبُّرَ الْعُتَاةِ.

وَأَجْعَلُ الرَّجُلَ أَعَزَّ مِنَ الذَّهَبِ الإِبْرِيزِ، وَالإِنْسَانَ أَعَزَّ مِنْ ذَهَبِ أُوفِيرَ.

لِذلِكَ أُزَلْزِلُ السَّمَاوَاتِ وَتَتَزَعْزَعُ الأَرْضُ مِنْ مَكَانِهَا فِي سَخَطِ يهوه الْجُنُودِ وَفِي يَوْمِ حُمُوِّ غَضَبِهِ.

يوسف راضي: يبدو الأمر مثل نبوءة نهاية العالم بالتأكيد، أليس كذلك؟

سامي صابر: بالفعل.

يوسف راضي: لكنها ليست كذلك. تنص الآية الأولى على أن هذا، كما أقتبس: "وَحْيٌ مِنْ جِهَةِ بَابِلَ رَآهُ إِشَعْيَاءُ بْنُ آمُوصَ". ليست لغةً تنبؤية بنهاية العالم، بل هي لغة الدينونة.
ترد أمثلة كثيرة على ذلك في العهد القديم. في إشعياء مثلًا، في الأصحاحين التاسع عشر والرابع والثلاثين، وفي حزقيال الثاني والثلاثين، وفي يوئيل بأكمله.

سامي صابر: نعم، ويستشهد أعمال الرسل الثاني بيوئيل الثاني، الذي يزعم أن يوم الخمسين – منذ ألفي عام! – كان تحقيقًا لهذه النبوءة.

يوسف راضي: صحيح. اللغة المستخدمة في جميع هذه المقاطع لا تُوازي متى الرابع والعشرين فقط، إنما الرؤيا أيضًا. الفكرة هي أنه لن تتمكن من تفسير متى الرابع والعشرين أو الرؤيا بشكل صحيح من دون فهم شامل لنبوءات العهد القديم التي تُوازي هذه المقاطع. بدل ذلك، ستُرمز إلى ما يُفترض تفسيره حرفيًا، وتُترجِم حرفيًا ما هو رمزي في الواقع.

حسنًا. فلنلقِ نظرةً أخرى على مرقس الثالث عشر. إقرأ الآيات الثامنة العشرين حتى الواحدة والثلاثين. هذا ما يُوضّحه المسيح أكثر عن عنصر "التوقيت" في سؤال التلاميذ.

سامي صابر:

فَمِنْ شَجَرَةِ التِّينِ تَعَلَّمُوا الْمَثَلَ: مَتَى صَارَ غُصْنُهَا رَخْصًا وَأَخْرَجَتْ أَوْرَاقًا، تَعْلَمُونَ أَنَّ الصَّيْفَ قَرِيبٌ. هكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا، مَتَى رَأَيْتُمْ هذِهِ الأَشْيَاءَ صَائِرَةً، فَاعْلَمُوا أَنَّهُ قَرِيبٌ عَلَى الأَبْوَابِ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ يَمْضِي هذَا الْجِيلُ حَتَّى يَكُونَ هذَا كُلُّهُ. اَلسَّمَاءُ وَالأَرْضُ تَزُولاَنِ، وَلكِنَّ كَلاَمِي لاَ يَزُولُ.


يوسف راضي:
هذا واضحٌ جدًا! "لن يزول هذا الجيل – جيل الذين يسمعون كلامي – حتى يحدث هذا كله". في الآية الثانية والثلاثين، يقول إنه لا يمكن لأحد أن يعرف مُسبقًا يوم أو ساعة تدمير أورشليم، ولذلك يُكرّر في الآيات الثالثة والثلاثين حتى السابعة والثلاثين، مُؤكّدًا بشدة على ضرورة اليقظة. الآية السابعة والثلاثون: "ما أقوله لكم أقوله للجميع: اسهروا!"

هذا مُلِحّ! وهذا الإلحاح بالذات هو ما أنقذ حياة المسيحيين الذين كانوا يعيشون في أورشليم آنذاك. انتبَهوا الى تحذيرات المسيح، وسهروا. وعندما انسحبت الجيوش الرومانية لفترة وجيزة، هربوا.

وقفة منتصف البرنامج

أنتم تستمعونَ إلى راديو "فرصةُ العالمِ الأخيرة"،

راديو "فرصةُ العالمِ الأخيرة": نُعلّم العقول ونُعدّ القلوب لعودة المسيح المفاجئة!

إعلان

الحياة مُرهِقة، ومهما حاولنا إبطاء وتيرتها، سيبدو الأمر وكأننا نزداد انشغالًا. من المهم أن تُرتِّب أولوياتك بدقة. لكن مع كثرة المتطلبات من كلّ حدب وصوب – من العائلة، ومن الرؤساء والزملاء، ومن المعارف – قد يكون الأمر صعبًا.

ماذا تفعل عندما تشعر بأن الانهماكات كثيرة؟ الإجابة بسيطة للغاية: تأكد من أن أولوياتك تتوافق مع أولويات المسيح. إذا فعلتَ ذلك، فستصبح الأمور كافة في نصابها الصحيح.

إذا كنتم تواجهون صعوبة مماثلة، فعليكم الاستماع إلى الحلقة مئة وخمسة وأربعين، بعنوان "فلنُبقِ الأمر الرئيس رئيساً بالنسبة إلينا"، ستتعلّمون نصائح قيّمة حول كيفية التخلص من الأعباء الكثيرة التي تحاول أن تعيقنا، وبدل ذلك، مواءمة أولوياتكم مع أولويات المسيح. استمعوا إلى "فلنُبقِ الأمر الرئيس رئيساً بالنسبة إلينا"، الحلقة مئة وخمسة وأربعون، على موقع WorldsLastChance.com/arabic.

الجزء الثالث


يوسف راضي:
رواية لوقا أكثر وضوحًا من رواية مرقس. فهو يكتب لجمهور أمميّ عام، لذا أسلوبه أقل "يهودية".

إقرأ لوقا الواحد والعشرين الآيات الأولى حتى السادسة والثلاثين لنرَ كيف يصوغ لوقا الأمور.

سامي صابر:

وَتَطَلَّعَ يهوشوا فَرَأَى الأَغْنِيَاءَ يُلْقُونَ قَرَابِينَهُمْ فِي الْخِزَانَةِ، وَرَأَى أَيْضًا أَرْمَلَةً مِسْكِينَةً أَلْقَتْ هُنَاكَ فَلْسَيْنِ. فَقَالَ يهوشوا: «بِالْحَقِّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ هذِهِ الأَرْمَلَةَ الْفَقِيرَةَ أَلْقَتْ أَكْثَرَ مِنَ الْجَمِيعِ، لأَنَّ هؤُلاَءِ مِنْ فَضْلَتِهِمْ أَلْقَوْا فِي قَرَابِينِ يهوه، وَأَمَّا هذِهِ فَمِنْ إِعْوَازِهَا، أَلْقَتْ كُلَّ الْمَعِيشَةِ الَّتِي لَهَا».

وَإِذْ كَانَ قَوْمٌ يَقُولُونَ عَنِ الْهَيْكَلِ إِنَّهُ مُزَيَّنٌ بِحِجَارَةٍ حَسَنَةٍ وَتُحَفٍ، قَالَ: «هذِهِ الَّتِي تَرَوْنَهَا، سَتَأْتِي أَيَّامٌ لاَ يُتْرَكُ فِيهَا حَجَرٌ عَلَى حَجَرٍ لاَ يُنْقَضُ». فَسَأَلُوهُ قَائِلِينَ: «يَا مُعَلِّمُ، مَتَى يَكُونُ هذَا؟ ومَا هِيَ الْعَلاَمَةُ عِنْدَمَا يَصِيرُ هذَا؟»

فَقَالَ: «انْظُرُوا! لاَ تَضِلُّوا. فَإِنَّ كَثِيرِينَ سَيَأْتُونَ بِاسْمِي قَائِلِينَ: إِنِّي أَنَا هُوَ! وَالزَّمَانُ قَدْ قَرُبَ! فَلاَ تَذْهَبُوا وَرَاءَهُمْ. فَإِذَا سَمِعْتُمْ بِحُرُوبٍ وَقَلاَقِل فَلاَ تَجْزَعُوا، لأَنَّهُ لاَ بُدَّ أَنْ يَكُونَ هذَا أَوَّلاً، وَلكِنْ لاَ يَكُونُ الْمُنْتَهَى سَرِيعًا».

ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: «تَقُومُ أُمَّةٌ عَلَى أُمَّةٍ وَمَمْلَكَةٌ عَلَى مَمْلَكَةٍ، وَتَكُونُ زَلاَزِلُ عَظِيمَةٌ فِي أَمَاكِنَ، وَمَجَاعَاتٌ وَأَوْبِئَةٌ. وَتَكُونُ مَخَاوِفُ وَعَلاَمَاتٌ عَظِيمَةٌ مِنَ السَّمَاءِ. وَقَبْلَ هذَا كُلِّهِ يُلْقُونَ أَيْدِيَهُمْ عَلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ، وَيُسَلِّمُونَكُمْ إِلَى مَجَامِعٍ وَسُجُونٍ، وَتُسَاقُونَ أَمَامَ مُلُوكٍ وَوُلاَةٍ لأَجْلِ اسْمِي. فَيَؤُولُ ذلِكَ لَكُمْ شَهَادَةً. فَضَعُوا فِي قُلُوبِكُمْ أَنْ لاَ تَهْتَمُّوا مِنْ قَبْلُ لِكَيْ تَحْتَجُّوا، لأَنِّي أَنَا أُعْطِيكُمْ فَمًا وَحِكْمَةً لاَ يَقْدِرُ جَمِيعُ مُعَانِدِيكُمْ أَنْ يُقَاوِمُوهَا أَوْ يُنَاقِضُوهَا. وَسَوْفَ تُسَلَّمُونَ مِنَ الْوَالِدِينَ وَالإِخْوَةِ وَالأَقْرِبَاءِ وَالأَصْدِقَاءِ، وَيَقْتُلُونَ مِنْكُمْ. وَتَكُونُونَ مُبْغَضِينَ مِنَ الْجَمِيعِ مِنْ أَجْلِ اسْمِي. وَلكِنَّ شَعْرَةً مِنْ رُؤُوسِكُمْ لاَ تَهْلِكُ. بِصَبْرِكُمُ اقْتَنُوا أَنْفُسَكُمْ.

وَمَتَى رَأَيْتُمْ أُورُشَلِيمَ مُحَاطَةً بِجُيُوشٍ، فَحِينَئِذٍ اعْلَمُوا أَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ خَرَابُهَا. حِينَئِذٍ لِيَهْرُبِ الَّذِينَ فِي الْيَهُودِيَّةِ إِلَى الْجِبَالِ، وَالَّذِينَ فِي وَسْطِهَا فَلْيَفِرُّوا خَارِجًا، وَالَّذِينَ فِي الْكُوَرِ فَلاَ يَدْخُلُوهَا، لأَنَّ هذِهِ أَيَّامُ انْتِقَامٍ، لِيَتِمَّ كُلُّ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ. وَوَيْلٌ لِلْحَبَالَى وَالْمُرْضِعَاتِ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ! لأَنَّهُ يَكُونُ ضِيقٌ عَظِيمٌ عَلَى الأَرْضِ وَسُخْطٌ عَلَى هذَا الشَّعْبِ. وَيَقَعُونَ بِفَمِ السَّيْفِ، وَيُسْبَوْنَ إِلَى جَمِيعِ الأُمَمِ، وَتَكُونُ أُورُشَلِيمُ مَدُوسَةً مِنَ الأُمَمِ، حَتَّى تُكَمَّلَ أَزْمِنَةُ الأُمَمِ.

«وَتَكُونُ عَلاَمَاتٌ فِي الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ وَالنُّجُومِ، وَعَلَى الأَرْضِ كَرْبُ أُمَمٍ بحَيْرَةٍ. اَلْبَحْرُ وَالأَمْوَاجُ تَضِجُّ، وَالنَّاسُ يُغْشَى عَلَيْهِمْ مِنْ خَوْفٍ وَانْتِظَارِ مَا يَأْتِي عَلَى الْمَسْكُونَةِ، لأَنَّ قُوَّاتِ السَّمَاوَاتِ تَتَزَعْزَعُ. وَحِينَئِذٍ يُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ آتِيًا فِي سَحَابَةٍ بِقُوَّةٍ وَمَجْدٍ كَثِيرٍ. وَمَتَى ابْتَدَأَتْ هذِهِ تَكُونُ، فَانْتَصِبُوا وَارْفَعُوا رُؤُوسَكُمْ لأَنَّ نَجَاتَكُمْ تَقْتَرِبُ».

وَقَالَ لَهُمْ مَثَلاً: «اُنْظُرُوا إِلَى شَجَرَةِ التِّينِ وَكُلِّ الأَشْجَارِ. مَتَى أَفْرَخَتْ تَنْظُرُونَ وَتَعْلَمُونَ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَنَّ الصَّيْفَ قَدْ قَرُبَ. هكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا، مَتَى رَأَيْتُمْ هذِهِ الأَشْيَاءَ صَائِرَةً، فَاعْلَمُوا أَنَّ مَلَكُوتَ يهوه قَرِيبٌ.

اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ لاَ يَمْضِي هذَا الْجِيلُ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ. اَلسَّمَاءُ وَالأَرْضُ تَزُولاَنِ، وَلكِنَّ كَلاَمِي لاَ يَزُولُ. «فَاحْتَرِزُوا لأَنْفُسِكُمْ لِئَلاَّ تَثْقُلَ قُلُوبُكُمْ فِي خُمَارٍ وَسُكْرٍ وَهُمُومِ الْحَيَاةِ، فَيُصَادِفَكُمْ ذلِكَ الْيَوْمُ بَغْتَةً. لأَنَّهُ كَالْفَخِّ يَأْتِي عَلَى جَمِيعِ الْجَالِسِينَ عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ. اِسْهَرُوا إِذًا وَتَضَرَّعُوا فِي كُلِّ حِينٍ، لِكَيْ تُحْسَبُوا أَهْلاً لِلنَّجَاةِ مِنْ جَمِيعِ هذَا الْمُزْمِعِ أَنْ يَكُونَ، وَتَقِفُوا قُدَّامَ ابْنِ الإِنْسَانِ».

يوسف راضي: تشبه رواية مرقس. لدينا قصة الأرملة وقربانها، وتعليقات التلاميذ على جمال الهيكل – الذي بُني بوضوح بفضل عطايا الأغنياء – ثم يُخبرهم يهوشوا أن كل شيء سيُدمَّر.

الروايتان متقاربتان لدرجة أننا لسنا بحاجة إلى شرحهما بالتفصيل، ولكن ثمة اختلافات طفيفة بينهما. لا تتعارضان مع إنجيلي مرقس ومتى، وتساعدان في توضيح مقصد المسيح الأصلي في هذه الرسالة.

اقرأ الآية السابعة مرة أخرى. هنا يسأل التلاميذ يهوشوا عما يعنيه بهدم الهيكل.

سامي صابر: همم … «فَسَأَلُوهُ قَائِلِينَ: «يَا مُعَلِّمُ، مَتَى يَكُونُ هذَا؟ ومَا هِيَ الْعَلاَمَةُ عِنْدَمَا يَصِيرُ هذَا؟»

يوسف راضي: "هذا". ما هو؟ تحذيرات عن موعد المجيء الثاني؟ لو كان الأمر كذلك، لكان ضلّل ثاوْفيلس – الذي كتب لوقا إنجيله من أجله.

وكما هو الحال مع مرقس، فإن "العلامات" التي يجب الانتباه إليها ليست ظهور مسحاء دجالين، أو حروبًا وثورات، أو زلازل، أو مجاعات، أو أوبئة، أو اضطهادات، أو حتى "مخاوف وعلامات عظيمة من السماء". العلامة التي يجب الانتباه إليها مذكورة في الآية عشرين. وجُرِّدت كل الرموز من رواية لوقا، وهو يوضح بوضوح ما عناه المسيح. هذا ما يشير إليه متى ومرقس بـ"رجسة الخراب"، أو "الرجسة التي تسبب الخراب". كيف صاغ لوقا ذلك؟ الآية عشرون. هذا هو مفتاح فهم العلامة التي أراد المسيح أن يفهمها سامعوه.

سامي صابر: "وَمَتَى رَأَيْتُمْ أُورُشَلِيمَ مُحَاطَةً بِجُيُوشٍ، فَحِينَئِذٍ اعْلَمُوا أَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ خَرَابُهَا."

يوسف راضي: هذه هي العلامة. عندما ترى أورشليم مُحاطة بالجيوش، فاعلم أن دمارها وشيك. اهرب!

سامي صابر: ما من أمر أكثر وضوحًا من ذلك.


يوسف راضي:
لا، ما من رمزية هنا. وحتى متى، عندما أشار إلى "رجسة الخراب"، التزم بالتعليق بين قوسين: "ليفهم الـ". كان يستخدم لغة رمزية.

لوقا، في كتابه لجمهور أمميّ، تخلى عن الرمزية وقالها كما هي: متى رأيتم أورشليم محاطة بجيوش فاعلموا أن نهايتها قريبة واخرجوا منها.

فلننتقل الآن إلى متى الرابع والعشرين. مع الأخذ في الاعتبار كل ما تعلّمناه في المقاطع الموازية في إنجيلي مرقس ولوقا، فلننظر إلى كيفيّة مشاركة متى لهذا الخطاب مع جمهوره اليهودي.

سامي صابر: سؤالي الأوّل سيكون: هل طرح التلاميذ حقًا ثلاثة أسئلة، كما ورد في إنجيل متى؟ أو أن أسلوب متى الكتابي اليهودي يجعله يبدو كذلك للقراء المعاصرين؟

يوسف راضي: سؤال ممتاز. إقرأه مجددًا في متى الرابع والعشرين. الآية الثالثة.

سامي صابر: "وَفِيمَا يهوشوا جَالِسٌ عَلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ، تَقَدَّمَ إِلَيْهِ التَّلاَمِيذُ عَلَى انْفِرَادٍ قَائِلِينَ: «قُلْ لَنَا مَتَى يَكُونُ هذَا؟ وَمَا هِيَ عَلاَمَةُ مَجِيئِكَ وَانْقِضَاءِ الدَّهْرِ؟"

يوسف راضي: نقرأ "علامة مجيئك" فنقول تلقائيًا: "يا إلهي! يتحدثون عن عودة المسيح". لكن، لن يفترض الجمهور اليهودي ذلك. سيدرك قارئ يهودي من القرن الأول أن هذه العبارة إشارة إلى الدينونة القادمة، تمامًا كما تقرأ في إشعياء الثالث عشر.

يستخدم متى هذا في موضع آخر. اقرأ متى السادس عشر الآية الثامنة والعشرين.

سامي صابر: "اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مِنَ الْقِيَامِ ههُنَا قَوْمًا لاَ يَذُوقُونَ الْمَوْتَ حَتَّى يَرَوُا ابْنَ الإِنْسَانِ آتِيًا فِي مَلَكُوتِهِ»."

يوسف راضي: لا تشير جميع "مجيئات" المسيح إلى عودته المستقبلية التي ننتظرها جميعًا.
مثلًا،
تقول الآية الرابعة والأربعون من لوقا التاسع عشر: "وَيَهْدِمُونَكِ وَبَنِيكِ فِيكِ، وَلاَ يَتْرُكُونَ فِيكِ حَجَرًا عَلَى حَجَرٍ، لأَنَّكِ لَمْ تَعْرِفِي زَمَانَ افْتِقَادِكِ».

وهذا إشارة واضحة إلى تدمير أورشليم حيث لم يبق فيها حجر على حجر.

سامي صابر: ماذا عن الإشارة إلى "نهاية العالم"؟ وكأنه ذِكر لنهاية العالم. حتى إن بعض الترجمات تُترجمها إلى نهاية العالم.


يوسف راضي:
يبدو لي الأمر كذلك. ولكن هذا لأننا نُسقط فهمنا الحديث على هذه الآية. لكان فسّرها قارئ يهودي من القرن الأول بشكل مختلف.

أولاً، الكلمة المستخدمة في اليونانية هي "أيون" (aion )، أي "العصر". وليست " كوزموس" (kosmos )، أي "العالم". لذا، فإن ترجمتها إلى "نهاية العالم" غير صحيحة.

علينا كذلك ألا ننسى أن التلاميذ ما كانوا ليسألوا عن عودة يهوشوا في نهاية العالم لأنهم لم يدركوا أنه سيموت، ناهيك عن رحيله عن الأرض! مع أنه حذّرهم بوضوح في لوقا التاسع والثامن عشر، إلا أنهم لم يدركوا ذلك. في الواقع، يقول لوقا الثامن عشر الآية الرابعة والثلاثين "وَأَمَّا هُمْ فَلَمْ يَفْهَمُوا مِنْ ذلِكَ شَيْئًا، وَكَانَ هذَا الأَمْرُ مُخْفىً عَنْهُمْ، وَلَمْ يَعْلَمُوا مَا قِيلَ". كان هذا بعد أن أخبرهم المسيح صراحةً أنه سيُقبض عليه في أورشليم، ويُجلد ويُصلب. لذا، من المستحيل أنهم كانوا يتصورون ما ورد على أنه عودة المسيح في "نهاية العالم".

سامي صابر: نقطة سديدة.

يوسف راضي: في رواية مرقس لسؤال التلميذ، يستخدم كلمة جذرية مثيرة للاهتمام. تقول الآية الرابعة من مرقس الثالث عشر: "«قُلْ لَنَا مَتَى يَكُونُ هذَا؟ وَمَا هِيَ الْعَلاَمَةُ عِنْدَمَا يَتِمُّ جَمِيعُ هذَا؟» كلمة "نهاية" العصر في إنجيل متى مشتقة من الكلمة اليونانية نفسها التي تُرجمت في مرقس إلى "يتم".

سامي صابر: إذن، إذا لم يكن التلاميذ يسألون عن نهاية العالم، كما افترضنا، فماذا كانوا يسألون تحديدًا؟

يوسف راضي: أرى أن هناك احتمالين، كلاهما صحيح، في هذا السياق. الأوّل هو افتراضهم أن الوقت الوحيد الذي قد تُدمر فيه أورشليم والهيكل سيكون في نهاية العالم.

ثانيًا، بما أن كلمة "مجيء" تُرجمت من الكلمة اليونانية "باروسيا" Parousia التي تعني حرفيًا "حضور"، من المحتمل أنهم كانوا يتصورون مجيء يهوشوا إلى أورشليم ملكًا فاتحًا ينتزع السلطة من الرومان. وكثيرًا ما استُخدمت كلمة "باروسيا" للإشارة إلى مجيء الملك. لذا، أرى أنهم فسروها على هذا النحو.

سامي صابر: وأنا كذلك. أعني، آخر ما يُسجله الكتاب المقدس أنهم قالوا للمسيح قبل صعوده كان: "«هَلْ فِي هذَا الْوَقْتِ تَرُدُّ الْمُلْكَ إِلَى إِسْرَائِيلَ؟»؟" [أعمال الرسل ١: ٦] لم يكن لديهم أدنى فكرة، أليس كذلك؟

يوسف راضي: ليس بعد، لا. ولكن، بغض النظر عن تفسير التلاميذ لهذه الأمور، استخدام يهوشوا لهذه العبارة كان يشير إلى خراب الهيكل، كما يتضح من روايتي مرقس ولوقا للمحادثة.

يضيف متى بعض التفاصيل التي أغفلها مرقس ولوقا. مثلًا، يتحدث عن كرازة العالم أجمع بالإنجيل قبل "النهاية".

سامي صابر: كيف يمكنك تطبيق ذلك على القرن الأول؟


يوسف راضي:
بسهولة! في تحيته الافتتاحيّة للمؤمنين في كولوسي، يقول بولس : "الَّذِي قَدْ حَضَرَ إِلَيْكُمْ كَمَا فِي كُلِّ الْعَالَمِ أَيْضًا". [كولوسي ١: ٦]. وفي الآية الثالثة والعشرين، يضيف: "إِنْ ثَبَتُّمْ عَلَى الإِيمَانِ، مُتَأَسِّسِينَ وَرَاسِخِينَ وَغَيْرَ مُنْتَقِلِينَ عَنْ رَجَاءِ الإِنْجِيلِ، الَّذِي سَمِعْتُمُوهُ، الْمَكْرُوزِ بِهِ فِي كُلِّ الْخَلِيقَةِ الَّتِي تَحْتَ السَّمَاءِ، الَّذِي صِرْتُ أَنَا بُولُسَ خَادِمًا لَهُ.".

سامي صابر: وبولس استشهد قبل سقوط أورشليم، لذا …

يوسف راضي: لذا، كان هذا بالتأكيد إنجازًا في القرن الأول.

سامي صابر: ماذا عن الآية الواحدة والثلاثين؟ تقول: "فَيُرْسِلُ مَلاَئِكَتَهُ بِبُوق عَظِيمِ الصَّوْتِ، فَيَجْمَعُونَ مُخْتَارِيهِ مِنَ الأَرْبَعِ الرِّيَاحِ، مِنْ أَقْصَاءِ السَّمَاوَاتِ إِلَى أَقْصَائِهَا.".


يوسف راضي:
فكرة "جمع المختارين" هذه واردة في جميع مقاطع العهد القديم. بالتأكيد! قد تشير إلى جمع المؤمنين عند عودة المسيح، ولكنها قد تشير أيضًا إلى انتشار الإنجيل في العالم المعروف آنذاك؛ وقد تشير إلى جمع المؤمنين من أورشليم قبل دمارها. جمعهم لا يقتصر على نهاية العالم.

انتقل إلى التثنية الثلاثين الآية الرابعة. ماذا تقول هذه الآية؟

سامي صابر: "إِنْ يَكُنْ قَدْ بَدَّدَكَ إِلَى أَقْصَاءِ السَّمَاوَاتِ، فَمِنْ هُنَاكَ يَجْمَعُكَ يهوه إِلهُكَ، وَمِنْ هُنَاكَ يَأْخُذُكَ،".

يوسف راضي: هذا وعد بجمع إسرائيل بعد تشتتهم كعقاب على عبادة آلهة كاذبة.

ماذا عن إشعياء السابع والعشرين الآية الثالثة عشرة؟ لا يُستخدم في هذه الآية كلمة "يجمع"، لكن الفكرة لا تزال قائمة.

سامي صابر: «وَيَكُونُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ أَنَّهُ يُضْرَبُ بِبُوق عَظِيمٍ، فَيَأْتِي التَّائِهُونَ فِي أَرْضِ أَشُّورَ، وَالْمَنْفِيُّونَ فِي أَرْضِ مِصْرَ، وَيَسْجُدُونَ ليهوه فِي الْجَبَلِ الْمُقَدَّسِ فِي أُورُشَلِيمَ.».

يوسف راضي: يُفصّل متى أيضًا تحذير المسيح الذي علينا التنبه إليه. يُشبّه من يصغي إلى التحذير بنوح. بينما أُخذ العالم الشرير بأكمله على حين غرة، نجا نوح وعائلته من الدمار. وحدث الأمر نفسه للمؤمنين الذين راقبوا ولاحظوا علامة محاصرة الجيوش لأورشليم… فانسحبت الجيوش. وكنوح، نجوا.

فلنلقِ نظرة على مقطع آخر وهو في لوقا السابع عشر. في حين أن هذا المقطع ليس موازيًا لـ متى الرابع والعشرين ومرقس الثالث عشر ولوقا الواحد والعشرين، إلا أنه يحتوي على الكثير من العلامات نفسها، لكنها ليست بالترتيب نفسه.

سامي صابر: حسنًا، كانت مختلفة.

يوسف راضي: نعم. أتقرأه لنا؟ لوقا السابع عشر الآيات عشرين حتى السابعة والثلاثين.

سامي صابر:

وَلَمَّا سَأَلَهُ الْفَرِّيسِيُّونَ: «مَتَى يَأْتِي مَلَكُوتُ يهوه؟» أَجَابَهُمْ يهوشوا وَقَالَ: «لاَ يَأْتِي مَلَكُوتُ يهوه بِمُرَاقَبَةٍ، وَلاَ يَقُولُونَ: هُوَذَا ههُنَا، أَوْ: هُوَذَا هُنَاكَ! لأَنْ هَا مَلَكُوتُ يهوه دَاخِلَكُمْ».

وَقَالَ لِلتَّلاَمِيذِ: «سَتَأْتِي أَيَّامٌ فِيهَا تَشْتَهُونَ أَنْ تَرَوْا يَوْمًا وَاحِدًا مِنْ أَيَّامِ ابْنِ الإِنْسَانِ وَلاَ تَرَوْنَ. وَيَقُولُونَ لَكُمْ: هُوَذَا ههُنَا! أَوْ: هُوَذَا هُنَاكَ! لاَ تَذْهَبُوا وَلاَ تَتْبَعُوا، لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْبَرْقَ الَّذِي يَبْرُقُ مِنْ نَاحِيَةٍ تَحْتَ السَّمَاءِ يُضِيءُ إِلَى نَاحِيَةٍ تَحْتَ السَّمَاءِ، كَذلِكَ يَكُونُ أَيْضًا ابْنُ الإِنْسَانِ فِي يَوْمِهِ. وَلكِنْ يَنْبَغِي أَوَّلاً أَنْ يَتَأَلَّمَ كَثِيرًا وَيُرْفَضَ مِنْ هذَا الْجِيلِ.

وَكَمَا كَانَ فِي أَيَّامِ نُوحٍ كَذلِكَ يَكُونُ أَيْضًا فِي أَيَّامِ ابْنِ الإِنْسَانِ: كَانُوا يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ، وَيُزَوِّجُونَ وَيَتَزَوَّجُونَ، إِلَى الْيَوْمِ الَّذِي فِيهِ دَخَلَ نُوحٌ الْفُلْكَ، وَجَاءَ الطُّوفَانُ وَأَهْلَكَ الْجَمِيعَ. كَذلِكَ أَيْضًا كَمَا كَانَ فِي أَيَّامِ لُوطٍ: كَانُوا يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ، وَيَشْتَرُونَ وَيَبِيعُونَ، وَيَغْرِسُونَ وَيَبْنُونَ. وَلكِنَّ الْيَوْمَ الَّذِي فِيهِ خَرَجَ لُوطٌ مِنْ سَدُومَ، أَمْطَرَ نَارًا وَكِبْرِيتًا مِنَ السَّمَاءِ فَأَهْلَكَ الْجَمِيعَ.

هكَذَا يَكُونُ فِي الْيَوْمِ الَّذِي فِيهِ يُظْهَرُ ابْنُ الإِنْسَانِ. فِي ذلِكَ الْيَوْمِ مَنْ كَانَ عَلَى السَّطْحِ وَأَمْتِعَتُهُ فِي الْبَيْتِ فَلاَ يَنْزِلْ لِيَأْخُذَهَا، وَالَّذِي فِي الْحَقْلِ كَذلِكَ لاَ يَرْجعْ إِلَى الْوَرَاءِ. اُذْكُرُوا امْرَأَةَ لُوطٍ! مَنْ طَلَبَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا، وَمَنْ أَهْلَكَهَا يُحْيِيهَا. أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ يَكُونُ اثْنَانِ عَلَى فِرَاشٍ وَاحِدٍ، فَيُؤْخَذُ الْوَاحِدُ وَيُتْرَكُ الآخَرُ. تَكُونُ اثْنَتَانِ تَطْحَنَانِ مَعًا، فَتُؤْخَذُ الْوَاحِدَةُ وَتُتْرَكُ الأُخْرَى. يَكُونُ اثْنَانِ فِي الْحَقْلِ، فَيُؤْخَذُ الْوَاحِدُ وَيُتْرَكُ الآخَرُ». فَأَجَابوا وَقَالُوا لَهُ: «أَيْنَ يَا رَبُّ؟» فَقَالَ لَهُمْ: «حَيْثُ تَكُونُ الْجُثَّةُ هُنَاكَ تَجْتَمِعُ النُّسُورُ».

يوسف راضي: لدينا ثلاثة تفسيرات محتملة لهذه الفقرة.

أولاً، كان الروح القدس مشتتًا بعض الشيء في ذلك اليوم، وكان الأمر عبارة عن فوضى عارمة.

سامي (يضحك): هذا لا يُشير إلى أهمية الروح القدس! لذا … ليس هذا الخيار. ماذا أيضًا؟

يوسف راضي: يُمكن القول إن هذا المقطع بأكمله يُشير إلى المجيء الثاني ليهوشوا، ولا يُشير إلى دمار أورشليم إطلاقًا، رغم تشابهه مع المقاطع الأخرى التي تُشير إلى دمار أورشليم. مع ذلك، لا أعتقد أن هذا تفسير مُقنع.
فصياغة هذا المقطع تُشبه إلى حد كبير وصف دمار أورشليم في متى
الرابع والعشرين. مثلًا، تقول الآية الواحدة والثلاثين من لوقا السابع عشر: "فِي ذلِكَ الْيَوْمِ مَنْ كَانَ عَلَى السَّطْحِ وَأَمْتِعَتُهُ فِي الْبَيْتِ فَلاَ يَنْزِلْ لِيَأْخُذَهَا، وَالَّذِي فِي الْحَقْلِ كَذلِكَ لاَ يَرْجعْ إِلَى الْوَرَاءِ". كيف يُناسب هذا أصلًا المجيء الثاني؟

سامي صابر: لا يناسبه.

يوسف راضي: ولكن هذا ينطبق على تدمير أورشليم.

الأمر نفسه يطبق على الآيتين الثامنة والعشرين والتاسعة والعشرين إذ استُخدم لوط، مثل نوح، كمثال للهاربين. مرة أخرى: يطبَّق هذا على المؤمنين الذين فرّوا من أورشليم عند انسحاب الجيوش الرومانية. لا يطبَّق على أي أمر يحدث عند عودة المسيح. كل ما قيل لنا عن عودة المسيح هو أن نعيش في حالة استعداد – حالة استسلام دائم – لأننا لا نعرف متى سيأتي. ما من علامات لنترقبها!

قال يهوشوا، حتى الأبرار سيُفاجأون بعودته. لذلك علينا أن نعيش في استعداد. ما من علامات على عودته، ولكن هناك علامات على دمار أورشليم. هذه هي الحجة الأكبر التي تؤيد اعتبار لوقا السابع عشر تحذيرًا آخر على سقوط أورشليم. لا يهم أن العلامات قد أُعطيت بترتيب مختلف: فهي لا تزال علامات يجب ترقبها!

سامي صابر: أظننا في كثير من الأحيان نحكم على الكتاب المقدس بمعايير سخيفة.

يوسف راضي: ماذا تقصد؟

سامي صابر: عندما نتحدث مع شخص ما، نشارك أفكارنا أو ما نعرفه أو أي أمر آخر. وبعد بضعة أيام، قد نتحدث عن الموضوع عينه مع شخص آخر. فهل سنكرر الأفكار عينها بالترتيب عينه في هذه المحادثة الأخرى مع شخص آخر؟

أقصد ما الفرق إن لم تكن العلامات المذكورة في لوقا السابع عشر بترتيب تلك المذكورة في متى الرابع والعشرين ومرقس الثالث عشر ولوقا الواحد والعشرين؟ إنه حديث مختلف، ولكن كما قلت: يُعطي علامات! وكان يهوشوا واضحًا في عدم وجود علامات تُنذر بعودته.


يوسف راضي:
بالضبط.

متى الخامس والعشرون هو تكملة لـ متى الرابع والعشرين. ففيه يرد مثل العذارى الحكيمات والجاهلات. إنه تحذير من عودة المسيح المفاجئة. كم من العذارى نامت في انتظار العريس؟

سامي صابر: جميعهن.

يوسف راضي: الآية الخامسة: "وَفِيمَا أَبْطَأَ الْعَرِيسُ نَعَسْنَ جَمِيعُهُنَّ وَنِمْنَ" . ولذلك يختتم المثل بقوله في الآية الثالثة عشرة: "فَاسْهَرُوا إِذًا لأَنَّكُمْ لاَ تَعْرِفُونَ الْيَوْمَ وَلاَ السَّاعَةَ الَّتِي يَأْتِي فِيهَا ابْنُ الإِنْسَانِ.".

نحن نترقّب لأننا لم نتلق أيّ علامات، على عكس سقوط أورشليم الذي كان فيه الكثير من العلامات.

وعد اليوم

مرحبًا! هنا راديو فرصة العالم الأخيرة، معكم ناديا يعقوب في وعد اليوم من كلمة ياه.

هل رأيتم آذان الأقزام المتوفرة الآن؟ تجدونها عبر الإنترنت أو أحيانًا في متاجر لوازم الحفلات. إنها مصنوعة من سيليكون متين وناعم، ومتوفرة بألوان بشرة متنوعة.

لدى إحدى بناتي المراهقات زوج منها. تحب وضعها بسهولة عند خروجها إلى المدينة. إنها ودودة وتستمتع بلقاء أشخاص جدد والتحدث إليهم، وآذان الأقزام تجذب انتباه الجميع. ينبهر الأطفال تحديدًا بمنظرها، ويقتربون منها دائمًا لإلقاء نظرة عليها عن كثب. الأطفال والكلاب. جميع كلاب القرية تلاحظ وجودها اللطيف والودود، وتأتي راكضةً كلما رأتها. إنها بمثابة عازف مزمار للأطفال والحيوانات.

بالأمس، وأنا أشاهدها تبتسم وتتفاعل مع حشد صغير من الأطفال المتحمسين، تذكرتُ عندما ضاق صبر التلاميذ من توافد الأطفال على يهوشوا. ظنّوا أنه أهمّ من أن يُضيّعوا وقتهم على مجرد أطفال. فوبّخهم المخلص قائلًا: "«دَعُوا الأَوْلاَدَ يَأْتُونَ إِلَيَّ وَلاَ تَمْنَعُوهُمْ لأَنَّ لِمِثْلِ هؤُلاَءِ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ»." [متى ١٩: ١٤]

قد تتساءلون لماذا أَعتبرُ هذا وعدًا؟ السبب بسيط: يهوه هو أبونا. يحبنا كما يحب الوالد ولده. ولمن لم يختبر يومًا أبًا حنونًا، أقول إن يهوه هو الوالد الذي لطالما تمنيتم أن يكون لديكم: فهو داعم، ومتقبل، ورحيم، وصبور على الأخطاء، وسريع الصفح عن الإساءات. يقول المزمور مئة وثلاثة لأنه يعرف جبلتنا. يذكر أننا تراب نحن.

ويؤكد لنا يعقوب الخامس الآية الحادية عشرة أن "يهوه كثير الرحمة ورؤوف". ثق بمحبته. عندما تلجأ إليه، يساندك فورًا. ينتظر بشوق ليقيم علاقة حميمة مع كل فرد على وجه الأرض. فكل واحد منا ثمين بالنسبة إليه كما لو لم تكن هناك نفْس أخرى مات المسيح من أجلها.

لقد مُنحنا وعوداً عظيمة وثمينة. إبدأوا بالمطالبة بها!

الجزء الرابع

سامي صابر: شكرًا لانضمامكم إلينا في حلقتنا. إذا استمتعتم بدراسة اليوم وترغبون في مشاركتها مع الآخرين، فيمكنكم العثور عليها على موقعنا الإلكتروني WorldsLastChance.com/arabic. ابحثوا عن الحلقة مئتين وثمانية وسبعين بعنوان "التنبؤ بسقوط أورشليم".

حمّلنا لسنوات، حلقاتنا الإذاعية على يوتيوب. مع ذلك، وفي بعض الدول، حُذف البعض منها من موقع يوتيوب، خصوصًا تلك التي تتناول مواضيع أكثر إثارة للجدل. لذا، إذا بحثتم عن حلقة ولم تجدوها، يكون هذا هو السبب. ولكن يمكنكم دائمًا العثور عليها على موقعنا.

نأمل أن تتمكنوا من الاستماع إلينا غدًا من جديد. وحتى ذلك الحين، تذكروا: يهوه يحبكم. . . وهو جدير بثقتكم!

تسجيل الخروج

كنتم تستمعون إلى راديو فرصة العالم الأخيرة.

هذه الحلقة والحلقات السابقة من راديو فرصة العالم الأخيرة متاحة للتنزيل على موقعنا. إنها رائعة للمشاركة مع الأصدقاء ولاستخدامها في دراسات الكتاب المقدس! كما أنها مصدر ممتاز لأولئك الذين يعبدون يهوه بمفردهم في المنزل. للاستماع إلى الحلقات التي بُثّت سابقًا، زوروا موقعنا WorldsLastChance.com/arabic وانقروا على رمز راديو فرصة العالم الأخيرة المعروض على صفحتنا الرئيسية.

في تعاليمه وأمثاله، لم يقدّم المخلّص أي "علامات للأزمنة" يجب الانتباه إليها. بدل ذلك، فحوى رسالته كان… اليقظة المستمرة. إنضموا إلينا مرة أخرى غدًا للحصول على رسالة أخرى مليئة بالحق بينما نستكشف مواضيع مختلفة تركّز على عودة المخلّص وكيفية العيش في استعداد دائم للترحيب به بحرارة عندما يأتي.

راديو فرصة العالم الأخيرة: نُعلّم العقول ونُعدّ القلوب لعودة المسيح المفاجئة.

هذا الموقع مسجل على wpml.org كموقع تطوير. قم بالتبديل إلى مفتاح موقع الإنتاج إلى remove this banner.