World's Last Chance

!إعداد القلوب والعقول لعودة يهوشوا

WLC Free Store: Closed!
!إعداد القلوب والعقول لعودة يهوشوا

WLC Radio

السبب الكامن وراء الكذبة

0:00
0:00
Note: The below transcript is an automatically generated preview of the downloadable word file. Consequently, the formatting may be less than perfect. (There will often be translation/narration notes scattered throughout the transcript. These are to aid those translating the episodes into other languages.)

الحلقة 154 السبب الكامن وراء الكذبة

هنا دبليو بي سي كيو WBCQ، نقدّم اليكم راديو "فرصةُ العالمِ الأخيرة" Worldslastchance.com من مونتيسيلو في ماين في الولايات المتحدة الأميركية.

يتوق كل مسيحي منذ ألفي سنة إلى أن يشهد على رجوع المخلص وتأسيسه لملكوت أبدي على الأرض. وتكشف الأحداث في العالم أن ذلك سيحدث عما قريب. استمعوا إلينا لتتعلموا كيف يمكنكم أن تتحضروا روحياً لمواجهة الأحداث الأخيرة للأرض.

راديو "فرصةُ العالمِ الأخيرة" WLC، نُحضِّرُ الناسَ للعيش في ملكوت يهوه الدنيوي، الذي سيتم تأسيسه عند رجوع المسيح الوشيك!

* * *

الجزء 1: (سامي صابر و يوسف راضي)

سامي صابر: هل سبق أن كذب أحدهم عليكم؟ ما كان شعوركم عندما اكتشفتم الحقيقة؟ هل شعرتم بالأذى؟ بالخيانة؟ هل وجدتم صعوبة في الوثوق من جديد بالشخص الذي كذب عليكم؟ هل تمنيتم لو لم تكتشفوا الحقيقة على الإطلاق؟

مرحباً، أنا سامي صابر وأنتم تستمعون إلى راديو فرصة العالم الأخيرة World’s Last Chance.

تعلّم معظمنا منذ الطفولة، أنّ الكذب أمر خاطئ. ولكن، عادة ما يكون هناك سبب يدفع المرء إلى الكذب. اليوم، سيكشف لنا يوسف راضي عن السبب الكامن وراء كذبة هي من أكثر الأكاذيب قبولاً على نطاق واسع في المسيحية. يوسف؟

يوسف راضي: شكراً سامي. سوزان شابيرو باراش Susan Shapiro Barash ألّفت كتابًا بعنوان: "أكاذيب بيضاء صغيرة، أسرار عميقة مظلمة: الحقيقة حول سبب كذب النساء". في الدراسة التي أجرتها لكتابها، استخلصت الكاتبة أنّ ثمانين في المئة من الأشخاص الذين قابَلَتهم، يؤمنون بأنّ النساء يكذبن بشكل أفضل وأكثر ذكاءً من الرجال. أكثر من خمسة وسبعين في المئة من النساء اللواتي يكذبن، يشعرن بأنّ كذباتهن مبررة، وخمسة وسبعون في المئة من النساء اللواتي قابلَتْهن أفَدْنَ بأنهن يكذبن بشأن المال على أحبّائهنّ أو أزواجهن.

سامي صابر: من المثير للاهتمام كيف أنّ الكثير من النساء يكذبن بشأن المال. لم أُجرِ مطلقاً أي دراسة حول هذا الموضوع، ولكن، بناءً على ما ألاحظه فقط، إقتنعتُ منذ فترة طويلة بأنّ معظم النساء اللواتي يكذبن على أزواجهن، إنما يفعلن ذلك كاستجابة مكتسبة.

يوسف راضي: ماذا تقصد؟

سامي صابر: هذه مسألة شرحَتْها لي زوجتي يوماً، وعندما فكرتُ فيها ملياً، فهمتُ فعلاً ما كان قصدها. عندما يكون شخص ما في وضع ضعيف -أي نوع من الضعف- يتعلّم القيام بما هو فعّال وناجع. إذا كذبت المرأة بشأن المال مثلاً، فهذا ليس بالضرورة لأنها تنفقه بطيش وتهوّر. ربما تكذب لأنها تخشى إثارة غضب شريكها لأنها أضعف منه -جسدياً ومالياً- لذا، فهي تقوم بما هو فعّال وناجع. وسواء كان ذلك السلوك مكتسباً من تجارب سابقة مع شريكها، أو مما عاشته مع والدها حين كان يغضب من والدتها، فإن رد فعلها يُعتبر استجابة مكتسبة. الخوف من رد فعل غاضب هو بحدّ ذاته استجابة مكتسبة.

وهذا، في الواقع، يعمل في الاتجاهين. فبعض النساء يغضبن أيضاً من أزواجهن. وبالتالي، إذا اكتشفْتَ أنّ زوجتك (أو زوجك) يكذب عليك، فإن أول ما عليك فعله هو أن تسأل نفسك: هل شجّعتُها (أو شجعته) على أن يكون غير صادق معي إذ جعلته يشعر بأنه لن يكون بمأمن إذا كان صادقاً معي؟

يوسف راضي: هذا منظور مثير للاهتمام. وهو ينطبق بالتأكيد على بعض المواقف. ليس كلها —

سامي صابر: لا، ليس كل المواقف. ولكن، يكفي أن يكون نمطًا ملحوظاً.

يوسف راضي: ما يجب أن نتذكره جميعاً عندما يتعلق الأمر بالكذب، هو أنّ الزمن لن يحوّل الخطأ إلى حقّ.

سامي صابر: هلا تعيد ما قلتَه؟

يوسف راضي: الزمن … لن يحوّل الخطأ … إلى حقّ. مهما طال الزمن على نشوء الكذبة، فهي لن تتغير، بل ستبقى كذبة.

وثمة كذبة قد نشأَت منذ فترة طويلة جداً، لدرجة أنها تأصّلت في جميع الناس، من كل المعتقدات الدينية. ونحن لا ندرك حتى أنها كذبة لأنها موجودة منذ زمن بعيد، وأصبحَت جزءاً لا يتجزأ من "مفاهيمنا العادية". إنها موجودة منذ ما قبل السقوط.

سامي صابر: يا للهول. هل أنت جاد؟ يا للهول. كنت أعلم أنك تريد التحدث عن كذبة ما، ولكن … يا للهول. إذن، ما هذه الكذبة التي استمرت كل هذا الوقت.

يوسف راضي: كذبة أنك لستَ جيداً كفايةً.

(صمت)

سامي صابر: في الواقع، هذا صحيح. أعني، كلنا خطأة! ولا أحد منا جيد كفايةً.

يوسف راضي: عذراً، ولكن تذكّر، هذه الكذبة قائمة منذ ما قبل السقوط، وهي، منذ ذلك الحين، تساهم في تشكيل وبَلورة نظرتنا إلى أنفسنا، وكذلك إلى الخالق، وإلى اللاهوت.

سامي صابر: حسناً. عليك أن تشرح لنا ماذا تقصد. لا أعرف إلامَ ترمي بقولك هذا.

يوسف راضي: فلنقرأ ذلك في الكتاب المقدس. أرى أنك حضّرتَ الكتاب المقدس أمامك. إنتقل إلى التكوين الأصحاح الثالث واقرأ لنا الآيات: الأولى إلى الخامسة. ماذا تقول؟

سامي صابر: "وَكَانَتِ الْحَيَّةُ أَحْيَلَ جَمِيعِ حَيَوَانَاتِ الْبَرِّيَّةِ الَّتِي عَمِلَهَا يهوه إلوهيم، فَقَالَتْ لِلْمَرْأَةِ: "أَحَقًّا قَالَ إلوهيم لاَ تَأْكُلاَ مِنْ كُلِّ شَجَرِ الْجَنَّةِ؟"

فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ لِلْحَيَّةِ: "مِنْ ثَمَرِ شَجَرِ الْجَنَّةِ نَأْكُلُ، وَأَمَّا ثَمَرُ الشَّجَرَةِ الَّتِي فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ فَقَالَ إلوهيم: لاَ تَأْكُلاَ مِنْهُ وَلاَ تَمَسَّاهُ لِئَلاَّ تَمُوتَا".

فَقَالَتِ الْحَيَّةُ لِلْمَرْأَةِ: "لَنْ تَمُوتَا! بَلِ إلوهيم عَالِمٌ أَنَّهُ يَوْمَ تَأْكُلاَنِ مِنْهُ تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا وَتَكُونَانِ كَإلوهيم عَارِفَيْنِ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ".

يوسف راضي: نحن نعلم، أنه في هذه المرحلة، لم يكن أحد قد أخطأ بعد. التجربة ليست خطيئة وإلا لكان يهوشوا من الخطأة لأنه تعرّض للتجربة أكثر من أي شخص آخر. في هذه المرحلة من القصة، كانت حواء تتعرض للتجربة. لكنّ الكذبة هي التي أرست الأساس للخطيئة، والكذبة هي التي شكّلت بعد آلاف السنين، نظرتنا لطبيعة مخلّصنا نفسه.

سامي صابر: "لن تموتا"؟

يوسف راضي: في الواقع، هذه الكذبة لا تزال قائمة في عقائد الروح الخالدة، أو التقمّص: الحياة بعد الموت. لكن ما أتحدث عنه هو الكذبة التي استُخدمت لإغواء آدم وحواء ودفعهما إلى الخطيئة، لأن آدم كان موجوداً هناك وكان يسمع كل كلمة. لقد تكوّنت لدينا فكرة أنّ حواء قطفت الثمرة وأخذتها إلى آدم.

ولكن مهلاً. هو كان موجوداً هناك. تقول الآية السادسة: " فَرَأَتِ الْمَرْأَةُ أَنَّ الشَّجَرَةَ جَيِّدَةٌ لِلأَكْلِ، وَأَنَّهَا بَهِجَةٌ لِلْعُيُونِ، وَأَنَّ الشَّجَرَةَ شَهِيَّةٌ لِلنَّظَرِ. فَأَخَذَتْ مِنْ ثَمَرِهَا وَأَكَلَتْ، وَأَعْطَتْ… رَجُلَهَا أَيْضًا مَعَهَا فَأَكَلَ."

إذاً، آدم كان هناك. كلاهما تعرّضا للتجربة، وكلاهما اقترفا خطيئة، ولكن ما أوقعهما في التجربة هو الكذبة القائلة بأنهما لم يكونا جيديْن بما فيه الكفاية. ماذا قالت لهما الحية؟

سامي صابر: "يَوْمَ تَأْكُلاَنِ مِنْهُ تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا وَتَكُونَانِ كَإلوهيم عَارِفَيْنِ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ".

يوسف راضي: نحن لا نعرف كم من الوقت كان مضى على خلقهما عندما حدث هذا. فالكتاب المقدس لم يذكر ذلك. ولكن، ما نعرفه جيداً هو أنّ الجنس البشري قد خُلق ومعه القدرة على التعلّم والنموّ والتطوّر.

آدم وحواء خُلِقا طاهريْن وبريئيْن. بالتأكيد، كانت هناك أمور لم يكونا على علم بها. كان هناك الكثير مما أرادهما الخالق أن يتعلّماه بمرور الوقت، ولكنهما، في براءتهما، ونعم، حتى في جهلهما، كانا كاملَيْن تمامًا كما هما. وقد أحبّهما ياه، تمامًا كما هما. نحن نعلم هذا لأن هذا ما يقوله الكتاب المقدس. إقرأ لنا ما تقوله الآية الحادية والثلاثون في التكوين الأصحاح الأول.

سامي صابر: "وَرَأَى إلوهيم كُلَّ مَا عَمِلَهُ فَإِذَا هُوَ حَسَنٌ جِدًّا. وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْمًا سَادِسًا."

يوسف راضي: لم تكن الأرض هي التي أعلن يهوه أنها " حسنة جدًا". بل جنس الكائنات التي خلقها لتسكن الأرض. بالنسبة إلى خالقنا المُحِبّ، كان آدم وحواء أيضاً "حسنَيْن جدًا". كانا بالتأكيد جيدَيْن بما يكفي لمنحهما السلطة والسيادة على الخليقة الجديدة.

سامي صابر: ثم يأتي الشيطان ليقول لهما إنهما ليسا جيّدَيْن بما فيه الكفاية. وإذا أرادا أن يكونا جيّدَين أكثر مما هما عليه، فعليهما أن يُخطئا.

يوسف راضي: في الواقع، هو لم يعبّر عن ذلك بهذا الكمّ من الكلمات، لكنه بالتأكيد كان يعني ذلك ضمنياً. لقد أشار إلى افتقارهما الى المعرفة ولمّح لهما إلى أنّ ياه أناني: فهو يحجب عنهما ما هو خير لهما.

ونحن نعلَم جميعاً ماذا حدث بعد ذلك. أكلَت حواء من الثمر ثم قطفت منه وقدمته الى آدم الذي كان واقفاً هناك هو أيضاً، وفقًا للآية السادسة. ولكن، قبل ذلك، كان آدم وحواء يعيشان بقناعة ورضا، وبرأيي هذه نقطة لا نأخذها بعين الاعتبار. قبل أكاذيب الشيطان، كان آدم وحواء راضيَيْن عن وضعهما الراهن.

سامي صابر: هذه ملاحظة وجيهة. لم يكن لدى آدم وحواء أيّ مشكلة في كيفية سير الأمور. لم يشعرا بأنهما غير مستحقَيْن أو غير جديرَيْن. كما قلتَ للتو، كانا يعيشان في قناعة ورضا. إستمع إلى ما ورد في التكوين الأصحاح الثاني الآية الخامسة والعشرين: " وَكَانَا كِلاَهُمَا عُرْيَانَيْنِ، آدَمُ وَامْرَأَتُهُ، وَهُمَا لاَ يَخْجَلاَنِ."

يوسف راضي: بالضبط! لم يكن آدم وحواء كاملَيْن بمعنى أنهما كانا مماثلَيْن لخالقهما، ولا يمكن لأحد أن يكون مماثلاً للآب! كانا كاملَيْن في مجالهما، وكان ذلك جيدًا بما يكفي بالنسبة إلى الخالق، وكان جيدًا بما يكفي بالنسبة إليهما. كانا ولَدَيْه وقد أحبهما، وكانا راضييْن ليقبلا مكانتهما ويبادلانه المحبة.

سامي صابر: أفترض أنّ الأمر يشبه نوعاً ما المرحلة التي كنتَ فيها طفلاً. إن كنتَ قد نشأتَ في منزل مُحِبّ، فأنت تعلم جيداً أنّ والديك أكثر قدرة وذكاء منك، ولكن هذه هي مهمّتهما بصفتهما والدَيْك. مهمتك أنت هي أن تكون طفلاً، أي أن تذهب إلى المدرسة، وتساعد في بعض الأعمال المنزلية: أن تكون طفلاً! أنت تَعلم جيداً أنك لا تملك الخبرة التي يملكها والداك، وأنت راضٍ بذلك.

يوسف راضي: والأهل المُحِبون راضون بذلك هم أيضًا. فأنت تتوقع أن يكون طفلك صغيراً وساذجاً وجاهلاً. أطفالك لا يملكون خبرة الحياة التي تملكها أنت. إنهم في "طور النمو"، وهذا بالضبط ما تتوقعه منهم.

وفي هذه المرحلة تماماً، كان آدم وحواء قبل السقوط. كان أمامهما الكثير ليتعلّماه، ولم يكن في ذلك ايّ ضير. هذه نقطة مهمة قد فاتتنا لأننا انغمسنا في الاعتقاد بأننا لسنا جيدين بما فيه الكفاية. ماذا قال يهوشوا عندما سأله الرئيس الشاب الغني، " أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ، مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟" [راجع لوقا 18:18.]

هل تتذكر ماذا قال له؟

سامي صابر: لماذا تدعوني صالحاً ؟ ثمة صالح واحد فقط وهو يهوه؟

يوسف راضي: صحيح! " لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحًا إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ ياه" [لوقا18: 19] لا أحد يعرف، بطبيعته، الصواب من الخطأ، والخير من الشر. ما من أحدٍ كامل كمالاً تاماً إلا يهوه.

بالطبع، هو لم يشأ على الإطلاق أن يتعلّم آدم وحواء ما يحتاجان الى تعلّمه عبر الخطيئة والتمرد. أرادهما أن يتعلّما ذلك من خلال الطاعة المُحِبة. لكنّ النقطة التي أود توضيحها، إذ لها تداعيات بعيدة المدى تصل حتى يومنا هذا وفي كل الديانات على وجه الأرض، وهي أنّ يهوه، حتى في براءتهما اليافعة والجاهلة، كان ينظر إلى آدم وحواء على أنهما "جيدان جدًا". كانا كامليْن في مجالهما.

كذبة الشيطان بأنهما لم يكونا "جيدَيْن بما فيه الكفاية" هي التي دفعتهما لمحاولة تحسين حالهما بالعصيان والخطيئة.

سامي صابر: والنتيجة، بالطبع، هي الشعور بالذنب! لقد بدأَت معاناتنا مع الشعور بالذنب منذ ذلك الحين.

يوسف راضي: وهو شعور مروّع. إنطلاقاً من هذا المفهوم، فلنرَ كيف أثّرت هذه الكذبة على آدم وحواء. التكوين الأصحاح الثالث الآية السادسة: "وَأَعْطَتْ رَجُلَهَا أَيْضًا مَعَهَا فَأَكَلَ."

وماذا حصل بعد ذلك؟ إبدأ بالآية السابعة.

سامي صابر: " فَانْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا وَعَلِمَا أَنَّهُمَا عُرْيَانَانِ. فَخَاطَا أَوْرَاقَ تِينٍ وَصَنَعَا لأَنْفُسِهِمَا مَآزِرَ."

يوسف راضي: يا له من فرق هائل! في جهلهما اليافع البريء، كانا عارييْن لكنهما لم يخجلا. إنما الآن، بعد أن قبِلا كذبة الحية بأنهما ليسا جيديْن بما فيه الكفاية، فإن شعورهما أصبح مختلفاً. وسارعا إلى فعل ماذا؟

سامي صابر: إلى تغطية جسديهما.

يوسف راضي: إلى تحسين نفسيهما. إقرأ من الآية الثامنة إلى العاشرة.

سامي صابر:

"وَسَمِعَا صَوْتَ يهوه إلوهيم مَاشِيًا فِي الْجَنَّةِ عِنْدَ هُبُوبِ رِيحِ النَّهَارِ، فَاخْتَبَأَ آدَمُ وَامْرَأَتُهُ مِنْ وَجْهِ يهوه إلوهيم فِي وَسَطِ شَجَرِ الْجَنَّةِ.

فَنَادَى يهوه إلوهيم آدَمَ وَقَالَ لَهُ: "أَيْنَ أَنْتَ؟". فَقَالَ: "سَمِعْتُ صَوْتَكَ فِي الْجَنَّةِ فَخَشِيتُ، لأَنِّي عُرْيَانٌ فَاخْتَبَأْتُ".

يوسف راضي: هذا رجل أعلنه يهوه إلوهيم بنفسه أنه "جيد جدًا"، وفجأة أصبح يشعر بالذنب، وبأنه غير مستحقّ، لدرجة أنه سارع إلى إخفاء نفسه. ولماذا؟ لأنه اعتنق كذبة الحيّة بأنه لم يكن جيدًا بما يكفي كما كان، تمامًا كما خلق.

سامي صابر: لم أفكر في الأمر بهذه الطريقة من قبل، ولكنني أفهم جيداً ما تقصده. نحن جميعاً نعاني ذلك الشعور بأننا لسنا جيدين بما فيه الكفاية. ربما لم نحظَ بالمستوى التعليمي الذي أردنا الحصول عليه. ربما لم نحظَ بالوظيفة المرموقة أو بمستوى الدخل الذي أردنا الحصول عليه. ربما مظهرنا الخارجي ليس بالمعيار الذي يدّعي المجتمع أنه معيار الجمال البشري. الأسباب متنوعة بمثل تنوع الأشخاص. ولكننا جميعاً، على مستوى أو آخر، نعاني من عدم الشعور بالرضا الكافي.

النقطة الوحيدة التي لا أفهمها هي كيف أنّ لهذا الأمر تداعيات وتأثيرات مضاعفة على مختلف ديانات العالم اليوم. سنأخذ استراحة سريعة، ولكن عندما نعود، هل يمكنك التطرق إلى هذه المسألة؟

يوسف راضي: بالتأكيد!

سامي صابر: سنعود بعد قليل.

* * *

الإعلان

من أكثر المواضيع التي يُساء فهمها في الكتاب المقدس، موضوع الجحيم الدائم الاحتراق. هذه العقيدة وحدها -وأكثر ربما من أي عقيدة مسيحية أخرى- مسؤولة عن تحويل عدد كبير من المؤمنين إلى ملحدين. من المؤكد أنه ليس عادلاً أن تُعاقَب حتى أكثر الخطايا شناعةً في حياة محدودة، بمعاناة وتعذيب لا نهاية لهما وبدرجة تفوق الوصف.

لقد نشأ الالتباس حول الفرق بين الدخان -الذي يقول الأصحاح الرابع عشر في الرؤيا إنه يَصعد إلى أبد الآبدين- والنار، التي يصفها الأصحاح الثالث والثلاثون في إشعياء بأنها "آكلة" و "أبدية".

ثمة بالفعل نار أبدية آكلة وملتهمة للجميع. . . لكنها لن تُستخدم لتعذيب الضالّين. عندما يُفهم هذا الحق الكتابي بشكل صحيح، سيُكشف لنا الآب السماوي بصفته الأب المحب نفسه، الأب الرحيم الصبور العطوف، كما كان دائمًا. لمعرفة المزيد حول هذا الموضوع، استمعوا إلى حلقة إذاعية بعنوان: " أن تعيش (وتموت) في النار الأبدية". أكرر، "أن تعيش (وتموت) في النار الأبدية". سيقوى إيمانكم وتتعمق محبتكم عندما تدركون ما هي بالضبط الوقائد الأبدية وما تعنيه بالنسبة إليكم.

يمكنكم الاستماع إلى الحلقات الإذاعية التي تم بثها سابقًا على موقعنا الالكتروني: www.worldslastchance.com/arabic كما يمكنكم البحث عنها على اليوتيوب!

* * *

الجزء 2: (سامي صابر و يوسف راضي)

سامي صابر: إنه مفهوم مثير للاهتمام بالنسبة إليّ، أعني، أنّ فكرة أننا، نحن البشر لسنا جيدين بما فيه الكفاية، قد غُرِست فينا منذ تجربة ما قبل السقوط.

يوسف راضي: برأيي، لو بقي آدم وحواء مطيعيْن وتمكّنا من مقاومة التجربة، لما تركت هذه المسألة مثل هذا الأثر على النفس البشرية. لكنها استحوذت علينا وتأصّلت فينا. ويمكنك ملاحظة هذا الأثر عبر الزمن وفي جميع أنحاء العالم. هذه هي الكذبة التي اعتنقناها جميعاً، وهي أننا لسنا "جيدين بما فيه الكفاية".

سامي صابر: هذا ما رددتَه مراراً. ولكن، كيف يُمكننا أن نلاحظ ذلك في ديانات العالم المختلفة؟ هذه هي الصلة التي لا أفهمها.

يوسف راضي: فلنعد إلى التكوين الأصحاح الثالث الآية السابعة: "فَانْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا وَعَلِمَا أَنَّهُمَا عُرْيَانَانِ." هذا يعني -وسترى بعد قليل كيف ينتقل هذا إلى النظم العقائدية في ديانات اليوم- هذا يعني أنهما شعرا بالخجل من الشكل الذي خُلِقا عليه. كانا يخجلان من القيود الطبيعية التي تكبّلهما لكونهما من البشر. كان ياه قد أعلنهما "حسنيْن جدًا"، وفجأة في أعينهما، لم يعودا حسنَيْن بما فيه الكفاية. ماذا فعلا؟

سامي صابر: خَاطَا أَوْرَاقَ تِينٍ.

يوسف راضي: حاولا، بجهدهما الشخصيّ، أن يحسّنا من نفسَيْهما. كانا يركّزان على عيوبهما وعدم قدرتهما على أن يكونا مثل ياه، رغم أنّ ياه نفسه كان خطّط لهما أن يكون نموّهما الفكريّ تدريجياً. ليس بالأمر السيئ أن يكتسب المرء تدريجياً ما يحتاجه من المعرفة والخبرة والفهم، غير أنّ آدم وحواء كانا غارقَيْن في إدانة الذات وتجريمها. وهذا ما يمكنك أن تلاحظه في كل الديانات. بالتأكيد، تختلف متطلبات تحسين الذات باختلاف نظم المعتقدات، ولكنّ هذا الشعور بعدم كون المرء جيدًا بما فيه الكفاية، والحاجة إلى تحسين الذات من خلال الجهود الشخصية، هو شعور يمكننا ملاحظته في كل الديانات.

سامي صابر: صحيح، يمكننا أن نلاحظ ذلك. بعض الديانات تشير إلى أتباعها بصراحة صارخة عما يتوجب عليهم فعله بغية شقّ طريقهم إلى النِيرْفانا nirvana أو الجنة أو ما شابه. قد يكون المسيحيون أكثر حذاقة حيال هذه المسألة، لكنّ الإطار العام هو نفسه. وانطلاقاً من تجربتي الشخصية، يمكنني القول إنّ المسيحيين المحافظين، في كل إخلاصهم، هم الأكثر ميلاً لمحاولة تحسين أنفسهم.

هذا الشعور بأنك تدرك مدى فظاعتك هو شعور قوي للغاية لدى المسيحيين المحافظين.

يوسف راضي: لا يمكن إنكار تلك العقلية المتمثلة في عدم كونك جيدًا بما فيه الكفاية، والحاجة الماسة إلى تحسين نفسك، سواء من خلال فرض معايير إنسانية للبرّ على طريقة الفَرّيسيين، أو من خلال جعل نفسك تشعر بتحسن بسبب كل الأمور التي تريد فعلاً، وسرًا، القيام بها ولكنك تمتنع عن فعلها.

ركض آدم وحواء، جسدياً، ليختبآ من يهوه، ونحن لم نتوقف عن الركض والاختباء منذ ذلك الحين. الناس يشعرون بالخجل من هويتهم والأسباب متنوعة بمثل تنوّع الأشخاص الذين يراودهم هذا الشعور.

سامي صابر: صحيح، ولكن … أظن أنّ هناك عوامل كثيرة مساهمة في ذلك، أليس كذلك؟ أعني، بالتأكيد! لقد أدّى الدِين دوره، ولكن هذا ليس كل ما في الأمر. ثمة الكثير من المعايير المجتمعية المهينة. خذ النساء مثلاً. في بعض البلدان، حتى في أيامنا هذه! النساء اللواتي يتعرضن للاغتصاب تتمّ معاقبتهنّ، كما لو أنّ الذنب ذنبهنّ. هذا خطأ فادح.

في بعض أنحاء الهند -لا أعرف ما إذا كان هذا لا يزال سارياً اليوم، ولكن قبل سنوات قليلة، كان يتم إعفاء النساء في بعض أنحاء الهند من ارتداء الخوذات خلال ركوب الدراجات النارية، ما يشير إلى شبه انعدام قيمة حياة النساء. في الإكوادور، لا يزال يُطلب من النساء الإذن من أزواجهن للسماح لهن بالقيام بعمليات شراء كبيرة. في العديد من البلدان الإسلامية وكذلك في مدينة الفاتيكان، لا يُسمح للمرأة بالتصويت.

يوسف راضي: حتى في أيامي ومنذ فترة ليست ببعيدة، لم يكن يُسمح للنساء المتزوجات في الولايات المتحدة بفتح حسابات مصرفية من دون إذن الزوج أو الحصول على بطاقة ائتمان من دون توقيعه.

سامي صابر: حقًا؟

يوسف راضي: نعم، كان يُنظر إلى النساء على أنهن "غير قادرات" على فهم الأمور المالية والتعامل معها.

سامي صابر: أعلم أنه حتى العام ألفين وثلاثة عشر، كان لدى ولاية واشنطن إعفاء يمنع محاكمة الزوج باغتصاب الزوج الآخر من الدرجة الثالثة.

يوسف راضي: وكل هذا يؤدي إلى التقليل من قيمة الفرد. والرجال ليسوا معفيين من ذلك. قد يجري الحكم على الرجال من خلال معايير أخرى، لكنّ الأحكام تُطلق عليهم أيضاً، رغم عدم حيازتهم ربما على وظيفة مرموقة أو عدم قدرتهم على شراء سيارة فاخرة. لديّ صديق على قدر كبير من العلم والثقافة، ويتحدث عددًا من اللغات بطلاقة، ويعيش حياة رغيدة. ولكن، عندما تعارفنا في أول لقاء لنا، "اعترف" لي بخجل أنه كان الأكثر سواداً بين إخوته. وهذا الأمر لا علاقة له على الإطلاق بقيمته كشخص، لكنه لم يكن يشعر بأنه "جيّد بما فيه الكفاية"، فقط لأن بشرته كانت تحتوي على كمية من الميلانين أكثر بقليل من بشرة إخوته.

أناس كثيرون، نشأوا في بيئة سامة حيث كان الأهل يزرعون في نفوس أطفالهم المخاوف وعدم الشعور بالأمان، وذلك بسبب مخاوف الأهل نفسهم وانعدام شعورهم بالأمان. أياً يكن الأمر، فنحن جميعاً نعمل ونكافح تحت عبء الشعور بأننا لسنا جيدين كفايةً. وهذا يمنعنا من أن نكون أناسًا يدركون أقدارهم التي عيّنها لهم يهوه.

سامي صابر: وهي؟

يوسف راضي: أن نكون ذروة خلقه! كانت خطة ياه لعالمنا، منذ البداية، ملء الأرض بأناس مخلوقين على صورته الإلهية. وهو يستمر في تشجيعنا لنعرف كم تساوي قيمتنا عنده.

إفتح كتابك المقدس ولنلقِ نظرة على مثالَيْن يؤكدان ما نقوله. ثمة الكثير من الأمثلة، لكننا لن نكرس سوى بعض الوقت لإلقاء نظرة على عدد قليل منها. إنتقل إلى إشعياء الأصحاح الثالث والأربعين واقرأ الآيات الأولى حتى السابعة. هذا مقطع مثير للاهتمام بشكل خاص، لأنّ الآب يشرح هنا مدى استعداده للقيام بكل ما بوسعه بغية الاعتناء بأولاده.

سامي صابر:

"وَالآنَ هكَذَا يَقُولُ يهوه، خَالِقُكَ يَا يَعْقُوبُ وَجَابِلُكَ يَا إِسْرَائِيلُ: "لاَ تَخَفْ لأَنِّي فَدَيْتُكَ. دَعَوْتُكَ بِاسْمِكَ. أَنْتَ لِي. إِذَا اجْتَزْتَ فِي الْمِيَاهِ فَأَنَا مَعَكَ، وَفِي الأَنْهَارِ فَلاَ تَغْمُرُكَ. إِذَا مَشَيْتَ فِي النَّارِ فَلاَ تُلْذَعُ، وَاللَّهِيبُ لاَ يُحْرِقُكَ. لأَنِّي أَنَا يهوه إِلهُكَ قُدُّوسُ إِسْرَائِيلَ، مُخَلِّصُكَ. جَعَلْتُ مِصْرَ فِدْيَتَكَ، كُوشَ وَسَبَا عِوَضَكَ. إِذْ صِرْتَ عَزِيزًا فِي عَيْنَيَّ مُكَرَّمًا، وَأَنَا قَدْ أَحْبَبْتُكَ. أُعْطِي أُنَاسًا عِوَضَكَ وَشُعُوبًا عِوَضَ نَفْسِكَ. لاَ تَخَفْ فَإِنِّي مَعَكَ. مِنَ الْمَشْرِقِ آتِي بِنَسْلِكَ، وَمِنَ الْمَغْرِبِ أَجْمَعُكَ. أَقُولُ لِلشَّمَالِ: أَعْطِ، وَلِلْجَنُوبِ: لاَ تَمْنَعْ. اِيتِ بِبَنِيَّ مِنْ بَعِيدٍ، وَبِبَنَاتِي مِنْ أَقْصَى الأَرْضِ. بِكُلِّ مَنْ دُعِيَ بِاسْمِي وَلِمَجْدِي خَلَقْتُهُ وَجَبَلْتُهُ وَصَنَعْتُهُ".

يوسف راضي: مرة أخرى، يدرك يهوه تماماً أننا لسنا سوى تراب، ورغم ذلك، يحبنا في جميع الأحوال! حتى الآن، بعد السقوط، وفيما نحن نكافح جميعاً مع طبيعتنا الساقطة الموروثة، يقول لنا إننا أعزاء ومكرّمين في عينيه.

إنتقل الآن إلى إرميا الأصحاح الحادي والثلاثين واقرأ الآيتين الثالثة والرابعة.

سامي صابر:

"تَرَاءَى لِي يهوه مِنْ بَعِيدٍ: "وَمَحَبَّةً أَبَدِيَّةً أَحْبَبْتُكِ، مِنْ أَجْلِ ذلِكَ أَدَمْتُ لَكِ الرَّحْمَةَ. سَأَبْنِيكِ بَعْدُ، فَتُبْنَيْنَ يَا عَذْرَاءَ إِسْرَائِيلَ. تَتَزَيَّنِينَ بَعْدُ بِدُفُوفِكِ، وَتَخْرُجِينَ فِي رَقْصِ اللاَّعِبِينَ".

يوسف راضي: يهوه سيفعل كل هذا. حتى الآن، هو يعرف إخفاقاتنا والصراعات التي نخوضها، لكنه يحبنا في جميع الأحوال، وهو لا يتوقع منا أن نفعل بأنفسنا ما يدرك جيداً أننا نعجز عن فعله.

إحدى الطرق التي حاول بها مراراً وتكراراً تشجيعنا -والتي كانت مخفية إلى حد كبير عن فهمنا- هو الحق الذي يعلَّمه الكتاب المقدس مراراً وتكراراً، وهو، أنه هو يهوه. هو القدير. هو خالقنا وفادينا. أكرر، هو يهوه. وليس نحن.

سامي صابر: أعرف أننا نميل إلى التركيز على دور يهوشوا، لكن إشعياء الأصحاح الثامن والأربعين الآية السابعة عشرة تقول في الواقع إنّ يهوه هو فادينا. ها هي! استمع إلى تلك الآية. تقول: "هكَذَا يَقُولُ يهوه فَادِيكَ قُدُّوسُ إِسْرَائِيلَ: "أَنَا يهوه إِلهُكَ مُعَلِّمُكَ لِتَنْتَفِعَ، وَأُمَشِّيكَ فِي طَرِيق تَسْلُكُ فِيهِ."

يوسف راضي: هذه آية عظيمة. لاحِظ أنّ الجهل ليس سبباً لنكون غير جيدين بما فيه الكفاية. فهو على استعداد لتعليمنا. وأنت محقّ: ياه هو فادينا النهائي. يقول لنا مرارًا وتكرارًا في الكتاب المقدس إنه لا يوجد سوى إله واحد، وإنه هو ذلك الإله.

تثنية، الأصحاح السادس، الآية الرابعة: "اِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ: يهوه إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ."ليس ثلاثة. ليس ثلاثة في واحد. بل واحد فقط."

لسنا مضطرين الى تحمّل عبء الكمال. فهو يعلم أننا مجرد بشر ولا يتوقع منا لا أكثر ولا أقل من ذلك.

سامي صابر: ونحن بشر ذوو طبيعة ساقطة، أيضاً!

يوسف راضي: بالضبط. أكرر، هو يعلم أننا لسنا سوى تراب. عندما سقط آدم وحواء، كان سبق له أن حضّر خطة ليفتدينا. والخطة كانت خلق آدم ثانٍ. أما الجزء الأساسي من الخطة، والذي غاب عن بال الغالبية العظمى من المسيحيين، فهو أنّ آدم الثاني لا بدّ من أن يكون إنسانًا بالكامل. وليس مجرد وهم، إلهيّ بالكامل وبشريّ بالكامل. إنسان فحسب. هذا جزء مهم من خطة الخلاص. من الضروري أن يكون الشخص الذي يفتدينا حيث سقط آدم الأول، هو نفسه بشريًا بالكامل. وبصفته إنساناً، ينتصر ويصبح أول إنسان يُمنح المجد والخلود ويؤخذ إلى السماء.

سامي صابر: قد يقول بعض المستمعين، "ولكن ماذا عن أُخْنوخ وإيليا؟" في الواقع، هذه نقطة مثيرة للاهتمام. لا نملك اليوم متسعاً من الوقت لنتطرّق إليها، ولكن، سبق أن تناولناها في حلقة سابقة. والكتاب المقدس نفسه يثبت أنهما لم يصعدا إلى السماء عندما "نُقِلا".

هناك آية أخرى … دعني أجدها بسرعة … ها هي. يوحنا الأصحاح الثالث الآية الثالثة عشرة. تقول بكل وضوح: "وَلَيْسَ أَحَدٌ صَعِدَ إِلَى السَّمَاءِ إِلاَّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ، ابْنُ الإِنْسَانِ الَّذِي هُوَ فِي السَّمَاءِ." إذاً، قبل صعود يهوشوا، لم يصعد أي إنسان إلى السماء.

يوسف راضي: بالضبط. شكرا سامي. إذاً، أكرر، خطة ياه منذ البداية كانت تقتضي خلق آدم ثان بشريّ بالكامل ليغلب حيث سقط آدم الأول.

أظن أن بولس يشرح ذلك على أفضل وجه. انتقل إلى كورنثوس الأولى الأصحاح الخامس عشر. كما تعلم، إنّ كل سنوات تعليمه كفرّيسي مَنحت بولس معرفة متينة لِما نسميه اليوم العهد القديم. عندما كان فرّيسياً، كان تركيزه وتشديده في المكان الخطأ، ولكن تحت وصاية الروح القدس، أصبح قادراً على تكوين الروابط وفهم الرؤى اللاهوتية التي كانت متقدمة حقًا.

سامي صابر: وهذا دليل على أنّه ما من لحظة واحدة تذهب سدىً في دراسة الكتاب المقدس.

يوسف راضي: بالضبط.

حسناً. وجدتَها؟ كورنثوس الأولى الأصحاح الخامس عشر الآيات العشرين حتى الثالثة والعشرين. بولس يشير هنا إلى المسيح برمز جديد. تفضل.

سامي صابر:

"وَلكِنِ الآنَ قَدْ قَامَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ وَصَارَ بَاكُورَةَ الرَّاقِدِينَ. فَإِنَّهُ إِذِ الْمَوْتُ بِإِنْسَانٍ، بِإِنْسَانٍ أَيْضًا قِيَامَةُ الأَمْوَاتِ. لأَنَّهُ كَمَا فِي آدَمَ يَمُوتُ الْجَمِيعُ، هكَذَا فِي الْمَسِيحِ سَيُحْيَا الْجَمِيعُ. وَلكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ فِي رُتْبَتِهِ: الْمَسِيحُ بَاكُورَةٌ، ثُمَّ الَّذِينَ لِلْمَسِيحِ فِي مَجِيئِهِ".

يوسف راضي: في الكتاب المقدس، قبل كل حصاد، كان يجري حصاد ما يسمونه "البواكير". وكانت بواكير المحاصيل بمثابة قرابين شكر تُقَدّم دائمًا إلى ياه. يذكر الكتاب المقدس في الواقع قرابين مختلفة من البواكير، لكنّ النقطة المهمة التي ينبغي أخذها بعين الاعتبار هي أنّ قرابين "البواكير" كانت دائمًا من المحصول الذي كان الناس يعبّرون عن امتنانهم لامتلاكه.

سامي صابر: (يضحك) هذا كلام يصعب فهمه إلى حدٍ ما. أيمكنك أن تشرح لنا ماذا تقصد؟

يوسف راضي: حسناً. مثلاً، إذا كان المحصول من الحبوب، الشعير مثلاً، فإن قرابين البواكير كانت من الشعير. لن يقدموا التين أو الزهور أو … لا أعرف. الخمر مثلاً؟ إذا كان المحصول من الشعير. الهدية لا بد من أن تكون من الشعير. في وقت لاحق، مع تقدم السنة الزراعية، كانت هناك مواسم حصاد أخرى، وكانت هذه المحاصيل تُقدَّم قرابين شكر أيضًا. مرة أخرى، كانت قرابين "البواكير" جزءًا من أيّ محصول يتم جنيه.

لذلك، لكي يكون يهوشوا باكورة الذين سيُقامون عند مجيئه، لا بدّ من أن يكون من النوع نفسه: أي إنسان كامل. وليس جزءاً بشرياً وجزءاً إلهياً، أو –ما هو أكثر التباساً وإرباكاً- "بشري بالكامل وإلهي بالكامل." إنه إنسان، فقط لا غير.

سامي صابر: هذا ترابط مثير للاهتمام.
يوسف راضي:
كانت خطة الآب منذ البداية، أن يكون المسيح من نفس نوع الذين افتداهم: إنسان بالكامل. بصفته آدم الثاني، سيكون البكر الجديد للجنس البشري. من خلال موته الكفّاري، بإمكان الناس أن ينالوا الفداء والنجاة و.. … والخلاص… ليعيشوا الحياة التي لطالما أرادهم ياه أن يعيشوها: بصفتهم كائنات مقدسة طاهرة، تنمو في قدراتها الجسدية والعقلية والروحية، مبتهجة بالقداسة، هنا على الأرض التي خُلقت لتكون موطنهم.

سامي صابر: هذا المفهوم يُذهلني بكل ما في الكلمة من معنى. ذلك الشعور بأننا لسنا أبداً "جيدين بما فيه الكفاية" هو شعور شائع جداً، ومنتشر على نطاق واسع، وكأنه جزء لا يتجزأ من الحالة البشرية، لم أفكر على الإطلاق من أين يمكن أن يكون مصدره. ولكن، تروقني وجهة نظرك التي تقول إننا إذا لم نبلغ النضج الكامل أو المعرفة الكاملة أو أي شيء كامل، فهذا لا يعني أنّ ثمة نقصاً فينا. إذا كان الأمر كذلك، فإن المسيح نفسه كان فيه نقص ما. استمع الى هذا. إنها الآية الثانية والخمسون في لوقا الأصحاح الثاني. كان لوقا قد سرد للتو قصة رحلة يهوشوا الأولى إلى أورشليم عندما كان في الثانية عشرة من عمره. ثم يلخّص بقية طفولته وشبابه في آية واحدة. فيقول، اقتبس: "وَأَمَّا يَهوشوا فَكَانَ يَتَقَدَّمُ فِي الْحِكْمَةِ وَالْقَامَةِ وَالنِّعْمَةِ، عِنْدَ ياه وَالنَّاسِ."

يوسف راضي: هذه الآية هي خير دليل على ما نقوله: إذا كنتَ أقلّ شأناً مما ستكون عليه، فهذا لا يعني أبداً أنك لست جيداً بما فيه الكفاية.

هذه هي الرسالة التي كان يهوشوا متشوقاً جداً لمشاركتها. هذه هي بشارة ملكوت يهوه. إنتقل إلى متى الأصحاح الرابع واقرأ الآية السابعة عشرة. إنها بمثابة الدفع الكلي لرسالة المخلّص.

سامي صابر: "مِنْ ذلِكَ الزَّمَانِ ابْتَدَأَ يَهوشوا يَكْرِزُ وَيَقُولُ: "تُوبُوا لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ".

يوسف راضي: وما هي بالضبط بشارة الملكوت؟ إنها الرسالة التي تفيد بأنّ يهوه قدّم مخلّصاً لإعادة سيادة الأرض إلى الجنس البشري. وسيُمنَح كلّ مَن يتوب فرصة العيش إلى الأبد على الأرض التي جُعِلت جديدة، واستعادت السيادة. ستتحقّق خطّة ياه الأصلية في خلق عالمنا وعِرقنا.

إذا بحثتَ عن رسالة الإنجيل التي نُسجت في جميع مقاطع الكتاب المقدس، فستكتشف حقاً في منتهى الروعة والجمال: البشر ليسوا قرّة عين ياه لأننا كاملون. نحن لسنا قرّة عينه بسبب طاعتنا الكاملة للناموس الإلهي، لأن البر -العمل الصائب- لا يأتي من أعمال الناموس.

سامي صابر: هذا صحيح.

يوسف راضي: يهوه يرانا بعين المُحِبّ، هل تعرف لماذا؟

سامي صابر: لا، لا أعرف لماذا.

يوسف راضي: الإجابة تُبطل عقلية "أنا لست جيدًا بما يكفي". إنّ الميزات التي تجعلنا محبوبين وقيمتنا الشخصية، لا تقوم على أعمال الناموس. ياه يحبنا لما نحن عليه، لأن هذه هي طبيعته.

سامي صابر: ياه يحبنا لما نحن عليه… لأن هذه هي طبيعته.

يوسف راضي: وهو محبة. وبالتالي، نحن مبرَّرون ببساطة من خلال إيماننا الفعّال بوعود ياه الواردة في رسالة الإنجيل. هذا كل ما يمكننا فعله، وهذا كل ما يتوقعه ياه.


سامي صابر:
بالضبط. بولس شرح ذلك بطريقة رائعة. رومية الأصحاح الرابع الآيات الأولى إلى الثالثة. إستمع إلى ما تقوله: " فَمَاذَا نَقُولُ إِنَّ أَبَانَا إِبْرَاهِيمَ قَدْ وَجَدَ حَسَبَ الْجَسَدِ؟ لأَنَّهُ إِنْ كَانَ إِبْرَاهِيمُ قَدْ تَبَرَّرَ بِالأَعْمَالِ فَلَهُ فَخْرٌ، وَلكِنْ لَيْسَ لَدَى ياه. لأَنَّهُ مَاذَا يَقُولُ الْكِتَابُ؟ "فَآمَنَ إِبْرَاهِيمُ بِيهوه فَحُسِبَ لَهُ بِرًّا".

يوسف راضي: بالضبط! صحيح! إن قبول وعود ياه بالإيمان هو الذي يجلب البرّ الضروري لميراث ملكوت ياه. إنه يصوّب طريقة تفكيرنا فندرك قيمتنا المذهلة التي تجعلنا محبوبين تماماً كما نحن.

إن تصديق الكِذبة القائلة بأننا لسنا جيدين بما يكفي، يفسد تفكيرنا، وهذا، بدوره يفسد مواقفنا ومعتقداتنا ويؤثر على أقوالنا وأفعالنا. وبشارة الملكوت تمهّد لنا الطريق للخروج من هذا الفخ.

سامي صابر: رائع. يمكنك أن تدرك لماذا يطلَق على ذلك تسمية "بشارة الإنجيل"، صحيح؟ وبالطبع نحن نرغب في مشاركة هذه الرسالة متى أمكننا ذلك.

يوسف راضي: بالتأكيد. وثمة جزء لا يتجزأ من هذه البشارة، وهو أنّ خالقنا كائن واحد ومخلّصنا إنسان بالكامل. هذه هي المعرفة التي نحتاج إلى تبنّيها بغية التقدم إلى إمكاناتنا الكاملة بصفتنا محبوبي ياه.

سامي صابر: صحيح، أوافقك الرأي. لأننا، من دون هذه المعرفة، سنواصل التعثر في محاولاتنا لتحسين أنفسنا، واستدرار إعجاب ياه.

يوسف راضي: ونحن لن نفهم أبدًا البر الحقيقي بالإيمان.

المشكلة هي أنه لن يكون بمقدور أي من ديانات العالم قبول مسيح بشريّ بالكامل، لأن جوهر معتقداتها هو الإيمان بأن الإنسان ليس جيدًا بما فيه الكفاية بنظر يهوه. لهذا السبب، تحوِّل عقيدة الثالوث ابن الله إلى "الله الابن".

وثمة معتقدات أخرى، مثل خلود الروح، ترتبط أيضًا بالمعتقد القائل إن البشر ليسوا جيدين بما فيه الكفاية.

سامي صابر: كيف ذلك؟

يوسف راضي: في الواقع، إنّ جزءاً أساسياً من معتقد خلود الروح هو أنّ الجسد المادي نفسه فاسد ويجب التخلّص منه عند الموت. ولكن كيف يمكن لأجسادنا المادية، التي صُنعت روحًا حية بأنفاس يهوه عينها، والتي قال عنها خالقنا نفسه أنها "حسنة جدًا" ، كيف يمكن أن تكون شريرة؟

سامي صابر: هذه ملاحظة وجيهة.

يوسف راضي: عملُنا كمؤمنين هو أن نكون لسان حال ياه. علينا أن نأخذ بشارة الملكوت ونشاركها مع كل الذين في دائرة تأثيرنا. هذه الرسالة بسيطة وعميقة في آن معاً، وتقول: أنت جيد بما يكفي بنظر يهوه. فهو يقبلك كما أنت. في الواقع، سبق أن مُنِح الخلود لإنسان حقيقي كامل. إنه الباكورة وهذه الهبة نفسها ستُمنح لجميع وارثي ملكوت يهوه.

* * *

وقفة منتصف البرنامج (منى حداد)

أنتم تستمعونَ إلى راديو "فرصةُ العالمِ الأخيرة"، عبر WBCQ على موجة 9330 كيلوهيرتز، وعلى تردّد 31 مترًا.

راديو "فرصةُ العالمِ الأخيرة! نُحضِّرُ الناسَ لرجوع المخلص الوشيك!

* * *

الإعلان

هل سبق لكم أن لاحظتم أنّ معظم المتحوّلين إلى المسيحية في العالم اليوم، ليسوا متحولين من ديانات أخرى، إنما متحوّلون من طوائف أخرى داخل المسيحية؟ وبالتالي، لا يمكن اعتبارهم متحولين بالمعنى الحقيقي، إذ إنهم، في الواقع، مرتدّون. فهم أصلاً يؤمنون بموت يهوشوا على الصليب؛ يؤمنون أصلاً بوجود يهوه، والمكافأة التي تنتظر الأبرار، وحق الكتاب المقدس. ومع ذلك، ترسل الطوائف البروتستانتية كل عام "مبشّرين" إلى البلدان الكاثوليكية سعياً إلى "كسب" أعضاء جدد وإقناعهم بفهمهم الخاص للكتاب المقدس. سلسلة من البرامج الإنجيلية المختلفة تُقدَّم بانتظام لجذب الرفاق المسيحيين وإقناعهم بتغيير كنائسهم.

إنّ كسب المؤمنين من الطوائف المسيحية الأخرى بات يُعتبر جزءاً من الإرسالية العظمى: "فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآب وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ." [متى28: 19] غالبًا ما يتضمّن جزء من هذه المهمة الإشارة إلى أخطاء مختلفة في معتقدات الطوائف الأخرى، واتهام هذه الطوائف بأنها بابل. مثْل هذا الفهم المنحرف للعمل المسيحي يستند إلى سوء فهم الآية الرابعة في الرؤيا الأصحاح الثامن عشر. معظم النسخ الحديثة تترجم هذه الآية على أنها دعوة: "عليكم الخروج منها يا شعبي". إنما في النسخة الأصلية هي في الواقع أمر: "أخرجوا منها يا شعبي.

هذا أمر. وليست دعوة.

لمعرفة المزيد حول هذا الموضوع، ابحثوا عن الحلقة الإذاعية التي سبق أن قمنا ببثها بعنوان "اهربوا من بابل! الآن"، أكرر، "اهربوا من بابل! الآن!" مشيئة ياه للجيل الأخير ليست دعوة الآخرين للانضمام إلى كنيستكم. بل يجب على جميع المؤمنين الحقيقيين الفرار من كل الكنائس لأن جميع الكنائس هي جزء من بابل. ما من استثناءات على الإطلاق. إبحثوا عن حلقة بعنوان "اهربوا من بابل! الآن!" على موقعنا الالكتروني أو إستمعوا إليها على اليوتيوب!

* * *

البريد اليومي (سامي ويوسف)

سامي صابر: يوسف، ماذا تعرف عن ولاية كنتاكي Kentucky في الولايات المتحدة؟ سؤالنا اليوم في فقرة البريد اليومي من كنتاكي.

يوسف راضي: اختُرعت إشارات المرور في Kentucky؟

سامي صابر: حقًا؟

يوسف راضي: نعم. اخترعها غاريت مورغان Garret Morgan من باريس، كنتاكي Kentucky.

سامي صابر: لم أكن أعرف ذلك. حسنًا، إليك معلومة أخرى قد لا تعرفُها: قبل أداء اليمين الدستورية، لا يزال يتعين على حكام ولاية كنتاكي أن يقسموا أنهم لم يتبارزوا مطلقًا بأسلحة فتاكة.

يوسف راضي: لا، لم أكن لأفكر في ذلك أبدًا. تعليق مثير للاهتمام من الحقبة الماضية! سامي صابر: أليس كذلك؟ حسنًا، إليشيبا Elisheba من لويزفيل Louisville، في كنتاكي لديها سؤال علينا الرد عليه. يقول الفريق العامل على موقعنا الإلكتروني إنه غالباً ما يُطرح عليه هذا السؤال.

تسأل إليشيبا: "ألاحظ أنكم تستخدمون" ياه "كثيرًا بدلاً من يهوه. لذا فإن اختصار الاسم المقدس لخالقنا يبدو غير محترم ويزعجني للغاية. ليس صعبًا قول "يهوه" كل مرة. أود أن أحثّكم ​​بكل تواضع واحترام على استعمال الاسم الإلهيّ بشكل صحيح في كل مرة بدل استعمال الاسم المختصَر".

يوسف راضي: إذن، أعضاء الفريق الذين يعملون على الموقع يُسألون هذا السؤال أيضًا؟

سامي صابر: هذا ما قالوه لي. يستمرّ القرّاء في الاعتراض على اختصار اسم يهوه واستخدام ياه. أعلمُ أنني كنت أنا أيضاً قلقًا بهذا الشأن، قبل أن تشاركني ما كنت تعرفه. لكن لديك الحقائق، وأنا لا. هل يمكنك مشاركة الجميع ما سبق أن شاركتني إياه؟

يوسف راضي: بكل سرور. أولاً، القرّاء والمستمعون محقّون في أننا نريد دائمًا أن نتعامل مع كل ما يتعلق بالقدير باحترام. فيهوه مقدس واسمه مقدس كذلك، ويجب دائمًا احترامه.

لكن مع ذلك، إن كلمة "ياه" هي في الواقع أحد الأسماء المقدسة المستخدمة في الكتاب المقدس. يرد اسم "يهوه" ستة ألاف وخمس مئة وتسع عشرة مرة في الكتاب المقدس. وتُستخدم كلمة ياه تسعًا وأربعين مرة.

سامي صابر: ألا يرد "ياه" مرة واحدة على الأقل في ترجماتنا الحديثة للكتاب المقدس؟

يوسف راضي: حسنًا، هذا يعتمد على الترجمة واللغة. كما تعلم، بثّنا هو بتسع لغات مختلفة. لكن لفظ يهوه متشابه جدًا في كل منها لأن الصوت الأصلي هو نفسه. قد نكتبه بشكل مختلف، ولكنّ اللفظ نفسه.

إليشيبا الآن في الولايات المتحدة. باللغة الإنجليزية، وفي نسخة الملك جيمس الجديدة، ترد كلمة "ياه" مرة واحدة. فلنقرأها. انتقل إلى المزمور الثامن والستين واقرأ الآية الرابعة. ماذا تقول؟ ولأغراض موضوعنا اليوم، لا تستبدل الاسم المقدس. اقرأه تمامًا كما يظهر في ترجمتك.

سامي صابر:

غَنُّوا ِليهوه. رَنِّمُوا لاسْمِهِ.

أَعِدُّوا طَرِيقًا لِلرَّاكِبِ فِي الْقِفَارِ بِاسْمِهِ يَاهْ، وَاهْتِفُوا أَمَامَهُ.

يوسف راضي: نسخة الملك جيمس تقول في الأساس الأمر عينه، ولكن تهجئتها أقدم أي ياه J-A-H. اللفظ عينه: ياه. مجرد تهجئة مختلفة. ما زلنا نعتبر أن التهجئة القديمة في هللويا التي تعني "سبّحوا ياه". تلفظ على الشكل التالي: هللويا. "سبّحوا ياه."

الآن ، دعونا نقرأ الآية نفسها في ترجمة أخرى.

سامي صابر: حسنًا. إنها. . . النسخة الدولية الجديدة. تقول:

غَنُّوا ِللهِ. رَنِّمُوا لاسْمِهِ.

أَعِدُّوا طَرِيقًا لِلرَّاكِبِ فِي الْقِفَارِ بِاسْمِ الرب وَاهْتِفُوا أَمَامَهُ.

يوسف راضي: بهذه الطريقة يُخفى الاسم المقدس لياه في ترجماتنا الحديثة. مثل يهوه، إنه مخفيّ باللقب العام، "الرب".

سامي صابر: أَذكر أنك أخبرتني أن ياه خُصِّص له تعريف خاص ورقم مرجعي في القاموس المفصّل؟

يوسف راضي: نعم! تناول القاموس من على الرف هناك. وابحث عن كلمة ياهYah ،Y-A-H.

سامي صابر: تقول "ياه JAH، "J-A-H .

يوسف راضي: ماذا تقول؟

سامي صابر: امنحني بعض الوقت. . .

حسنًا، تقول: "أُنظر JEHOVAH أي يهوه. اختصار لكلمة: JEHOVAH أي يهوه ».

يوسف راضي: ما هو الرقم المرجعي لياه JAH؟

سامي صابر: رقم ثلاثة آلاف وخمسون.

يوسف راضي: القاموس المفصّل عظيم. فهو يخولك البحث عن أي كلمة في الكتاب المقدس والعثور على معناها الأصلي. و" JEHOVAH"، أو كما نعلم اللفظ الصحيح، Yahuwahيهوه، خُصِّص له رقم مرجعي خاص به وهو الرقم ثلاثة آلاف وثمانية وستون. لكنّ "ياه" له رقم مرجعي أيضًا! إنه الرقم ثلاثة آلاف وخمسون. لماذا لا تنتقل إلى الرقم ثلاثة آلاف وخمسين وتقرأ ما يقول؟

سامي صابر: حسنًا، يقول "جاه Jah أو ياه؛ اختصار لرقم ثلاثة آلاف وثمانية وستين والمعنى نفسه؛ جاه، الاسم المقدس: – جاه، الرب، القدير ".

يوسف راضي: لذلك، عندما تبحث عن الرقم ثلاثة آلاف وخمسين، وتبحث عن رقم ثلاثة آلاف وثمانية وستين، يمكنك أن ترى أنه في العبرية، كان كل من ياه ويهوه كلمتين مختلفتين. متشابهتان، لكنهما مختلفتان. اختصار كلمة "ياه" هو ما أدخله الآباء الإسرائيليون في كثير من الأحيان في أسماء أطفالهم.

نحن نعلم أن الكثير من الأسماء التوراتية تشير إلى يهوه أو تستخدم اللقب، إِلْ El.

سامي صابر: Daniel أي بالعربية دانيال. Michael أي بالعربية ميخائيل.

يوسف راضي: Ezekiel أي بالعربية حُزقيال.

سامي صابر: Samuel أي بالعربية صموئيل. Jael أي بالعربية ياعِيل.

يوسف راضي: صحيح. لكن هناك أسماء كثيرة أُدرجت فيها لفظة "ياه". إرِمْيا. حَزِقْيا.

سامي صابر: زَكَرِيَّا. عُوبَدِيَّا.

يوسف راضي: صَفَنِيَّا. صِدْقِيَا. وأسماء كثيرة أخرى. يجمع الاسم، إيليا، بين إل "El" وياه "Yah". هل تفهم ما أعنيه؟ إيليا؟ إل-اي-ياه؟

سامي صابر: نعم ، هذا ممتع. إنه اسم أنيق أيضًا. يعني، "إلهي هو ياه"، أو كما يقولون مع الألقاب العامة، "إلهي هو الرب".

يوسف راضي: كما يشرح القاموس المفصّل، "ياه" هو ببساطة الصيغة المختصرة لكلمة يهوه الأطول.

سامي صابر: لو كانت كلمة "ياه" غير محترمة بأي شكل من الأشكال، لَما كان الكتاب المقدس استخدمها بشكل متكرر.

يوسف راضي: بالطبع لا. لأن كلمة "ياه" تعني "يهوه". فهي عادة ما تكون مخفية باللقب العام المستخدم نفسه لإخفاء اسم "يهوه". وعادة ما يتمسك المترجمون بكلمة "الرب".

ولكن المثير للاهتمام هو أن كلمة "ياه" مخفية حقًا. عندما تبحث عن الرقم ثلاثة آلاف وخمسين في قاموس سترونج المفصّل، فإنه يسرد آية واحدة تستخدم "ياه". لكنّ هذا ليس دقيقًا. فكلمة ياه استُخدمت في الكتاب المقدس على أنها تحت الرقم ثلاثة آلاف وثمانية وستون أو "يهوه".

عليك أن تبحث مطولاً وبشكل معمق لتحدد الآيات التي تستخدم كلمة ياه "Yah" في اللغة العبرية الأصلية.

سامي صابر: هل يمكنك أن تعطينا بعض الأمثلة عن ذلك؟

يوسف راضي: حسنًا. لحسن الحظ، تتوافر مواقع إلكترونية كثيرة تشارك هذه المعلومات. مرة أخرى، إقرأها تمامًا كما تظهر في ترجمتك. وسأُعْلِمك بالكلمة التي تقول "ياه".

إبدأ بالخروج الأصحاح الخامس عشر الآية الثانية.

سامي صابر: "الرَّبُ"

يوسف راضي: ياه.

سامي صابر: "-قُوَّتِي وَنَشِيدِي، وَقَدْ صَارَ خَلاَصِي. هذَا إِلهِي فَأُمَجِّدُهُ، إِلهُ أَبِي فَأُرَفِّعُهُ. ".

يوسف راضي: أحيانًا تُستخدم كلمة ياه "Yah" مع "يهوه" Yahuwah. أي في الواقع "ياه يهوه". فلنلقِ نظرة على مثال على ذلك. إشعياء الأصحاح السادس والعشرون الآية الرابعة. ما هي ترجمتك الحديثة؟

سامي صابر: "تَوَكَّلُوا عَلَى الرَّبِّ…

يوسف راضي: يهوه.

سامي صابر: "… إلى الأبد: لأَنَّ فِي يَاهَ الرَّبِّ…

يوسف راضي: ياه.

سامي صابر: – يهوه –

يوسف راضي: يهوه.

سامي صابر: "-صَخْرَ الدُّهُورِ.

يوسف راضي: حسنًا، إقرأها مرة أخرى الآن. هذه المرة لن أقاطعك، بل أَدخِل الأسماء المقدسة كما تظهر في اللغة العبرية الأصلية.

سامي صابر: حسنًا: "تَوَكَّلُوا عَلَى يهوه إِلَى الأَبَدِ، لأَنَّ فِي يَاهَ يهوه صَخْرَ الدُّهُورِ.

يوسف راضي: معظم استخدامات "ياه" في الكتاب المقدس ترد في المزامير. سنلقي نظرة على مزمور واحد فقط. إنه المزمور الْمِئَةُ وَالثَّامِنُ عَشَرَ، الآيات السابعة عشرة حتى التاسعة عشرة. في كل مرة تُذكر كلمة "الرب" في هذه الآيات الثلاثة، تكون في الواقع "ياه" في اللغة العبرية الأصلية. من فضلك إستبدل كلمة "الرب" كلما قرأتَها. أيمكنك ذلك؟

سامي صابر: بالتأكيد!

لاَ أَمُوتُ بَلْ أَحْيَا وَأُحَدِّثُ بِأَعْمَالِ الرَّبِّ. [ياه]

تَأْدِيبًا أَدَّبَنِي الرَّبُّ [ياه]، وَإِلَى الْمَوْتِ لَمْ يُسْلِمْنِي.

اِفْتَحُوا لِي أَبْوَابَ الْبِرِّ. أَدْخُلْ فِيهَا وَأَحْمَدِ الرَّبَّ [ياه].

يوسف راضي: نرغب دائمًا في احترام اسم خالقنا. لكنّ استخدام "ياه" بدل يهوه مقبول تمامًا. فالكتاب المقدس نفسه يستخدم مرارًا وتكرارًا هذا الشكل من الاسم المقدس.

سامي صابر: شكرًا لتوضيح ذلك. أنا أيضًا كانت لدي بعض التحفظات حول ذلك في البداية. لكن آمل أن يتوضّح هذا الأمر لمستمعينا وقرائنا أيضًا.

إذا كان لديكم سؤال أو تعليق، فما عليكم سوى الانتقال إلىwww.worldslastchance.com/arabic والنقر على راديو فرصة العالم الأخيرة. يروقنا التواصل معكم!

وعد اليوم (ليال نصر)

مرحباً! هنا راديو فرصة العالم الأخيرة، معكم ناديا يعقوب في وعد اليوم من كلمة ياه.

عاش لوري Lori وراس كينيدي Russ Kennedy في سفوح جبال سييرا نيفادا Sierra Nevada الجميلة في شمال كاليفورنيا لِما يقارب الثلاثين عامًا. الريف الهادئ، وأشجار الصنوبر الشاهقة التي تملأ رائحتها الأجواء، والحياة البرية المحلية، كلها عوامل ساهمت في الهدوء الذي استمتعا به حقًا. في الآونة الأخيرة، توقفت الحياة التي كانا يعتزّان بها كثيرًا في وقت مبكر من صباح أحد الأيام عندما تلقّيا مكالمة هاتفية تخبرهما أنه يتعين عليهما إخلاء منزلهما. على الفور! إذ إن حريقًا هائلًا اجتاح جبال سييرا نيفادا في شمال كاليفورنيا وغيّر مساره ليتّجه صوب منزلهما.

أمضى Lori وRuss الأسبوعين التاليين في الفنادق، بعد أن اصطحبا حيواناتهما الأليفة وأخذا بعض الأغراض الشخصية. وكانا قلقين بشأن ما سيريانه عندما سُمح لهما أخيرًا بالعودة إلى المنزل. حلّ ذلك اليوم أخيرًا. وتوجّه "لوري وراس" إلى المنزل مسلّحيْن بالقفازات وأحذية خاصة بالعمل والمجارف والأقنعة لحماية رئتيهما من الرماد.

عندما وصلا، كان المشهد الذي استقبلهما مدمرًا. فالنيران استعرت مباشرة عبر ممتلكاتهما حتى بلغت منزلهما. المقتنيات التي جمعاها على مر السنين: الصور، والتذكارات، والموروثات، كل شيء … حُرقت بالكامل. بينما كانا يفرزان ما تبقّى بين الأنقاض، كان على Lori مرارًا وتكرارًا أن تمسح دموعها.

عثرَت على حامل المعاطف المعدني، وطبق صنعه لها ابنها، أسود اللون لكنه سليم، مجرد أغراض هنا وهناك. وشعرت كما لو أنه لم يتبق أي شيء من الحياة التي عملا بجدٍ لبنائها.

أخيرًا، في وقت متأخر من بعد الظهر، كانا قد أنجزا كل ما كان بوسعهما القيام به ليوم واحد. عند عودتها إلى السيارة بقلب محطّم، لاحظَت لوري أن شيئًا ما عالق في صندوقها. وعندما خلعته، اكتشفت قصاصة من الورق. كانت شديدة السخونة وزواياها شديدة الحرارة، لكنّ الكلمات كانت مقروءة. كُتب على الورقة: "إذا بدت الحياة صعبة، أتوقّف وأتأمّل في النعمة المختبئة أحيانًا في كل ظرف. وبإيمان متجدد وشجاعة، أبدأ من جديد ".

تغلغلت الكلمات إلى صميمها مثلما يتغلغل الماء في الأرض القاحلة. وهي تتذكر المأساة في وقت لاحق، قالت Lori عن الكلمات التي قرأَتْها، أقتبس: "الكلمات التي لا بد من أنها من أحد كتبي، مقطع لم أستطع تذكره، لكنه ذكَر كل ما كنت أحتاج إلى سماعه. كلمات ارتفعت من الرماد. وضعتُ إطارًا لتلك القصاصة من الورق. واحتفظتُ به على المنضدة في كل فندق ونُزل بقينا فيه خلال الأشهر اللاحقة. وضعناه الآن في موقع شرف في منزلنا الجديد، وهو تذكير بأنه يمكننا البدء من جديد ". نهاية الاقتباس

متى الأصحاح الخامس الآية الرابعة تقول:" طُوبَى لِلْحَزَانَى، لأَنَّهُمْ يَتَعَزَّوْنَ".

نحب أن نصدق أنه ما من ضرر يصيب المؤمنين. لكنّ الحقيقة هي أننا نعيش في عالم خاطئ. في بعض الأحيان تحدث أمور مروعة، وحتى مؤلمة. الفرق بالنسبة إلى المؤمنين هو أننا لا نسير وحدنا.

كورنثوس الثانية الأصحاح الأول الآيتان الرابعة والخامسة تقولان: "مُبَارَكٌ ياه أَبُو رَبِّنَا يَهوشوا الْمَسِيحِ، أَبُو الرَّأْفَةِ وَإِلهُ كُلِّ تَعْزِيَةٍ، الَّذِي يُعَزِّينَا فِي كُلِّ ضِيقَتِنَا، حَتَّى نَسْتَطِيعَ أَنْ نُعَزِّيَ الَّذِينَ هُمْ فِي كُلِّ ضِيقَةٍ بِالتَّعْزِيَةِ الَّتِي نَتَعَزَّى نَحْنُ بِهَا مِنَ يهوه".

بغض النظر عما يحدث في الحياة، أنت لست وحدك. أبوك السماوي يسير إلى جانبك. اليد الممدودة لضربك تَضرب أولاً يد ياه التي تحميك. وتلك اليد تَزن قوة الضربة ولا يُسمح بمرور إلا بالجزء الذي يُمكن قلْبُه لمصلحتك. عندما تكون الحياة ساحقة أو مخيفة أو محطمة للقلوب، الجـأ إلى الآب السماوي. فهو لن يتركك ولن يتخلى عنك.

لقد مُنحنا وعوداً عظيمة وثمينة. إبدأوا بالمطالبة بها.

* * *

الجزء 3: (سامي صابر و يوسف راضي)

يوسف راضي: عندما ترفض كذبة الشيطان التي قيلت في عدن، أي أنك لست جيدًا بما فيه الكفاية بنظر ياه، لن تشعر أن ياه يحبك ويَقبلك فحسب، بل ستعطي بدورك الحب والقبول نفسهما للآخرين الذين مات المسيح لخلاصهم. رسالة الإنجيل هي رسالة شفاء. إنها رسالة حب وقبول.

هذا هو السبب في أنه يجب أن نعامل الآخرين كما فعل المسيح: بالحب والرحمة والقبول. لا يجب أن ننتقدهم ونطلق الأحكام عليهم.

سامي صابر: نعم، أتعرف هذا القول، "أحبوا الخاطئ ولكن أبغضوا الخطيئة"؟ أؤكد لك أن، الشخص المتلقّي لا يشعر بالحب أبدًا. يشعرون دائمًا بالكراهية والرفض. وهذا ليس ما فعله المسيح. لقد أحبّ الخطأة وقبِلهم، تمامًا كما يفعل يهوه.

يوسف راضي: طبعًا! هذا هو السبب وراء انجذاب الخطأة والعشّارين والبغايا وحتى الجنود الرومان -المنبوذين من المجتمع- إلى المخلّص. هلا تنتقل إلى لوقا الأصحاح الخامس عشر وتقرأ الآيات الأولى؟ إنها تُظهر لنا، ليس إلهًا في الجسد البشري، بل مسيحًا بشريًا كاملًا يكشف عن محبة ياه، والقبول الذي يشعر به ياه، للبشر الساقطين. وهذه هي الطريقة التي يجب أن نتصرف بها نحن كذلك. لوقا الأصحاح الخامس عشر.

سامي صابر:: يقول:

"وَكَانَ جَمِيعُ الْعَشَّارِينَ وَالْخُطَاةِ يَدْنُونَ مِنْهُ لِيَسْمَعُوهُ. فَتَذَمَّرَ الْفَرِّيسِيُّونَ وَالْكَتَبَةُ قَائِلِينَ:«هذَا يَقْبَلُ خُطَاةً وَيَأْكُلُ مَعَهُمْ!»".

يوسف راضي: بمجرد أن تعرف أن يهوه يحبك ويقبلك كما أنت، ستكون مستعدًا لنقل الحب والقبول نفسيهما للآخرين. لن تحتاج إلى رسم ردائك من البرّ الذاتي من حولك، قائلاً لشخص ما، "أنا أحبك، لكنني أكره ميولك الجنسية، أو أنا أكره عادة الشرب، أو أنا أكره لغتك، أو أنا أكره … أيًا كان، لذلك أنا لا أستطيع الحضور لتناول العشاء في منزلك وأنا بالتأكيد لن أدعوك إلى منزلي ".

سامي صابر: نعم، نحن نميل إلى فعل ذلك، صحيح؟ عندما نشعر بأننا أقل شأناً من أحدهم أو أننا لسنا جيدين بما يكفي، إن أسرع وأسهل طريقة لنشعر بتحسن تجاه أنفسنا هي تحطيم شخص آخر. لكنّ بناء أنفسنا على حساب الآخرين هو ما فعله الفرّيسيون، وليس ما فعله المخلّص.

يوسف راضي: لا، وإذا أردنا أن نكون مثله، إذا أردنا التعاون مع ياه في نشر بشارة الإنجيل -القائلة إننا محبوبون ومقبولون- فسنعيش هذا الحب والقبول.

في الختام، فلنقرأ حكاية قصيرة. ترد في لوقا الأصحاح الثامن عشر الآيات التاسعة حتى الرابعة عشرة. اقرأها حالما تجدها.

سامي صابر: "وَقَالَ لِقَوْمٍ وَاثِقِينَ بِأَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ أَبْرَارٌ، وَيَحْتَقِرُونَ الآخَرِينَ هذَا الْمَثَلَ:

«إِنْسَانَانِ صَعِدَا إِلَى الْهَيْكَلِ لِيُصَلِّيَا، وَاحِدٌ فَرِّيسِيٌّ وَالآخَرُ عَشَّارٌ. أَمَّا الْفَرِّيسِيُّ فَوَقَفَ يُصَلِّي فِي نَفْسِهِ هكَذَا: اَللّهُمَّ أَنَا أَشْكُرُكَ أَنِّي لَسْتُ مِثْلَ بَاقِي النَّاسِ الْخَاطِفِينَ الظَّالِمِينَ الزُّنَاةِ، وَلاَ مِثْلَ هذَا الْعَشَّارِ. أَصُومُ مَرَّتَيْنِ فِي الأُسْبُوعِ، وَأُعَشِّرُ كُلَّ مَا أَقْتَنِيهِ. وَأَمَّا الْعَشَّارُ فَوَقَفَ مِنْ بَعِيدٍ، لاَ يَشَاءُ أَنْ يَرْفَعَ عَيْنَيْهِ نَحْوَ السَّمَاءِ، بَلْ قَرَعَ عَلَى صَدْرِهِ قَائِلاً: اللّهُمَّ ارْحَمْنِي، أَنَا الْخَاطِئَ. أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ هذَا نَزَلَ إِلَى بَيْتِهِ مُبَرَّرًا دُونَ ذَاكَ، لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَرْفَعُ نَفْسَهُ يَتَّضِعُ، وَمَنْ يَضَعُ نَفْسَهُ يَرْتَفِعُ»".

يوسف راضي: أنت، أينما كنت، ومهما كنت، بغض النظر عما فعلتَه أو قلتَه، أو ما لم تفعله أو تقله، يهوه يحبك ويقبلك. إن تركتَ إيمانك يتمسك بالوعود الواردة في بشارة الإنجيل ، فسيتم احتساب ذلك لصالحك على أنه برّ، تمامًا كما حصل مع إبراهيم.

لست مضطرًا إلى الاستمرار في العمل تحت عبء التفكير في أنك لست جيدًا بما يكفي. يهوه يحبك كما أنت. بنظره، أنت جيد بما فيه الكفاية. حتى مع طبيعتك الساقطة، هو يفهمك! إنه يعلَم أننا لسنا سوى تراب لكنه يحبّنا ويقبلنا على أي حال.

سامي صابر: إنضموا إلينا من جديد غداً، وحتى ذلك الوقت، تذكروا: يهوه يحبكم وهو جدير بثقتكم!

* * *

تسجيل خروج مسجل مسبقاً (منى حداد)

أنتم تستمعونَ إلى راديو "فرصةُ العالمِ الأخيرة".

فرصة العالم الأخيرة ملتزمة بإيصال إنجيل ملكوت ياه إلى العالم. فالنبوءة والأحداث الجارية تشير إلى أن المخلص سيعود في المستقبل القريب جدًا. وسيتبع ذلك مكافأة القديسين بالخلود وإقامة ملكوت ياه هنا على الأرض. ما من وقت لنضيعه. اقبلوا هبة الخلاص اليوم واسمحوا ليهوه أن يغطيكم ببر المسيح.

هذه الحَلقة، بالإضافةِ إلى الحلقاتِ السابقةِ من راديو "فرصةُ العالمِ الأخيرة"، متوفرةٌ للتحميلِ على موقعِنا الإلكتروني www.worldslastchance.com/arabic.

انقر على رمزِ راديو "فرصةُ العالمِ الأخيرة" الموجودِ أعلى الصفحةِ الرئيسيةِ لجهةِ اليمين. انضموا إلينا غدًا لتَستمِعوا إلى رسالةٍ مليئةٍ بالحقِّ عبر WBCQ على موجة 9330 كيلوهيرتز، وعلى تردّد 31 مترًا.

راديو "فرصةُ العالمِ الأخيرة ! نُحضِّرُ الناسَ للعيش في مكلوت يهوه الدنيوي، الذي سيتم تأسيسه عند رجوع المخلص الوشيك!

Comments

Leave a Reply

هذا الموقع مسجل على wpml.org كموقع تطوير. قم بالتبديل إلى مفتاح موقع الإنتاج إلى remove this banner.