World's Last Chance

!إعداد القلوب والعقول لعودة يهوشوا

WLC Free Store: Closed!
!إعداد القلوب والعقول لعودة يهوشوا

WLC Radio

حقّ أم خطأ؟ قاعدة ثقل الأدلة

0:00
0:00
Note: The below transcript is an automatically generated preview of the downloadable word file. Consequently, the formatting may be less than perfect. (There will often be translation/narration notes scattered throughout the transcript. These are to aid those translating the episodes into other languages.)

الحلقة 7

حقّ أم خطأ؟ قاعدة ثقل الأدلة

مقدمة: منى حداد– ليكن في صوتك الكثير من الحماسة والحيوية لهذه المقدمة.

هنا دبليو بي سي كيو، نقدّم لكم راديو "فرصةُ العالمِ الأخيرة Worldslastchance‪.‬com من مونتايسلو في ماين في الولايات المتحدة الأميركية.

(بعض الموسيقى هنا، نحتاج إلى وقفة أطول بين الجملة الأولى فوق والجمل التالية)

جرائمُ عنف! اضطرابٌ سياسيّ! عدمُ استقرارٍ مالي! كلُّ شيءٍ يشيرُ إلى أن أزمةً لا مثيلَ لها على وشكِ الحدوث.

استَمعوا إلى راديو "فرصةُ العالمِ الأخيرة لتعرفوا كيف يمكنُكم أن تَستعِدُّوا روحيًا لما سيأتي.

راديو "فرصةُ العالمِ الأخيرة ، نُحضِّرُ الناسَ لرجوع المخلص الوشيك!

الحلقة الرئيسة: (يوسف راضي وإبراهيم نادر)

الجزء الأول

إبراهيم نادر: مرحبا، مرحبا! أهلا بكم في راديو فرصة العالم الأخيرة World's Last Chance. أنا مضيفكم إبراهيم نادر.

يوسف راضي: وأنا يوسف راضي . يسرّنا أن تنضمّوا إلينا اليوم.

إبراهيم نادر: لقد كنت أتوق الى طرح موضوع اليوم، لأنني اجد أنه كلما مرّ علينا الوقت، كلّما ازدادت أهمية أن نفهم كيفية معرفة الحقيقة من دون أن يتمّ تضليلنا بواسطة الخطأ.

في الإصحاح الرابع من رسالته إلى الأفسسيين، شرح بولس الرسول أنّ يهوه أعطى مهمات مختلفة الى مؤمنين مختلفين كي يساعد في جعلهم يصبحون كالقديسين إلى أن، وأقتبس: "نَنْتَهِيَ جَمِيعُنَا إِلَى وَحْدَانِيَّةِ الإِيمَانِ وَمَعْرِفَةِ ابْنِ ياه." إنتهى الاقتباس. كل هذا كان من أجل غاية واحدة كما قال، وأقتبس: "كَيْ لاَ نَكُونَ فِي مَا بَعْدُ أَطْفَالاً مُضْطَرِبِينَ وَمَحْمُولِينَ بِكُلِّ رِيحِ تَعْلِيمٍ، بِحِيلَةِ النَّاسِ، بِمَكْرٍ إِلَى مَكِيدَةِ الضَّلاَلِ." انتهى الاقتباس.

اليوم، سيتحدّث يوسف بالتحديد عن كيفية دراسة الحق كي لا نكون مضطربين ومُتلاعَباً بنا، وكي لا يتم تضليلنا بكل ريح تعليم".

يوسف راضي: شكراً لك إبراهيم. نعم، إنه لمهمّ جدّاً أن ندرك هذه المسألة لأنه مع زيادة استخدام التكنولوجيا الحديثة، أصبح من السهل اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، أن نتشوش أو تختلط الأمور علينا. في الماضي، كانت قدرة المرء على معرفة الحقيقة تقتصر إلى حدّ ما على الكتب والصحف التي كلنت تقع بين يديه. اليوم، مع التكنولوجيا الحديثة، وخصوصاً شبكة الانترنت، يمكن لأيّ شخص لديه رأي ما، أن يطلق موقعاً ليروّج لمعتقداته.

إبراهيم نادر: هذا أمر جيّد بالفعل.

يوسف راضي: بكل تأكيد! ولكن هذا يعني أيضاً أنه من السهل جداً أن تختلط الأمور علينا إذ، بصدقٍ، كل ريح تعليم تهبّ ، وفي ظل سهولة الدخول إلى شبكة الإنترنت، يمكنها أن تهبّ كالرياح الهوجاء على أيّ كان، بغضّ النظر عما يعرفه أو عن المكان الذي يقيم فيه.

إبراهيم نادر: يبدو هذا مثيراً للاهتمام. ولكن قبل أن نتطرّق إلى الموضوع، أودّ التوقّف للحظات كي أوضح أمراً للمستمعين الذين يستمعون إلينا للمرة الأولى – ستلاحظون أننا هنا في راديو فرصة العالم الأخيرة World's Last Chance، نفضّل استخدام الأسماء الشخصية لله الآب وللابن.

يوسف راضي: أودّ فقط أن أقول هنا يا إبراهيم، إنه عموماً، عندما تُنقل كلمة ما من لغة إلى أخرى، فهي إما تُترجم – أي يُترجم معناها، أو يتم نسخها بحروف اللغة الأخرى – أي يتمّ النقل الحرفي لكيفية نطق الكلمة.

المشكلة مع الأسماء الإلهية أن ذلك لم يتمّ على الإطلاق باستثناء عدد قليل منها.

إبراهيم نادر: ماذا تعني؟

يوسف راضي: في الواقع، إنّ النقل الحرفي لاسم لله الشخصي كما جاء في الكتاب المقدس هو يهوه أو ياه. ومع أنّ الاسم لطالما استُخدم بالعبرية، إلا أنه لم يتَرجم ولم يُنقل حرفياً في معظم الأحيان. في الواقع، لا يخطر لي سوى نص واحد نُقل فيه الاسم حرفياً وذلك في الآية الرابعة من المزمور الثامن والستين حيث جاء: "غَنُّوا له. رَنِّمُوا لاسْمِهِ. أَعِدُّوا طَرِيقًا لِلرَّاكِبِ فِي الْقِفَارِ بِاسْمِهِ يَاهْ، وَاهْتِفُوا أَمَامَهُ."

إبراهيم نادر: ماذا عن الترجمة؟ هل تمّت ترجمة معنى اسم يهوه على الأقل؟

يوسف راضي: ليس في كثير من الأحيان، لا. بصراحة، حسبما أتذكّر، المرة الوحيدة التي تخطر ببالي وحيث الاسم الإلهي قد تُرجم في الواقع هي في سفر الخروج 3 .

في وسط العلّيقة المحترقة، عندما طلب ياه من موسى العودة إلى مصر وتحرير شعبه، سأله موسى: "ماذا سأَقولُ لهم إذا سَألوني مَن أرْسَلَك؟" وفقط هناك، في الآية 14، نجد ترجمة فعلية للاسم: "أَهْيَهِ الَّذِي أَهْيَهْ". في الأساس، إنّ اسم الآب هو فعل وجود.

في الواقع، هذا جميل جداً. هو الماضي والحاضر والمستقبل. هو كلّ ما نحتاج إليه أن يكون!

إبراهيم نادر: هاه! وكل هذا قد ضاع لأن اسم الآب لم يُترجم معناه ولا تُرجم حرفياً.

يوسف راضي: بكل تأكيد. جمال الاسم الإلهي تمّ حجبه تماماً باستخدام ألقاب بديلة مكانه. يوماً ما، آمل أن نخصّص حلقة تتكلم عن الاسم الإلهي وعن الطرق المختلفة كلها التي استخدم بها في الكتاب المقدس بالإضافة إلى معناها. إنها دراسة عميقة جداً ولها تأثير بالغ.

إبراهيم نادر: هذا في ما يتعلق ب"الله". ماذا عن يسوع؟

يوسف راضي: في الواقع، "يسوع" مختلف قليلاً. اسمه الفعلي مشابه جداً لاسم أبيه. فاسم المخلّص الحقيقي هو "يهوشوا". هل يمكنك سماع لفظة "ياه" في تلك الكلمة؟ يهوشوا؟

عندما كُتب العهد الجديد، كانت المشكلة في أنّ اللغة اليونانية لم تكن تحتوي على لفظة "ي". لذلك، عندما حاولوا نقل طريقة نطق الاسم حرفياً، إبتكروا شيئاً يشبه إلى حد كبير طريقة نطق إسم أحد آلهتهم الوثنية: ليسوس Iesus. ]إي-آي- سوسee-AY-soos. [ لقد فعلوا كلّ ما في وسعهم، ولكن عندما تُرجمت الأناجيل من اليونانية، حاولت كل لغة أن تنقل حرفياً طريقة النسخ اليونانية.

يضحك إبراهيم ضحكة مكتومة.

يوسف راضي: نعم، يمكنكم أن تروا إلى أي مدى وصلت الأمور. لذلك، عندما تسمعوننا نقول يهوه أو ياه، فاعلموا أننا نتحدّث عن الآب. وعندما نقول يهوشوا، فنحن نتحدّث عن الابن.

إبراهيم نادر: جيد جداً. حسناً، أودّ أن ننتقل فوراً الى الحديث عن موضوع اليوم. فأنا مهتم حقاً بسماع ما ستشاركنا إيّاه اليوم يا ]يوسف[ لأنه، برأيي، أمر بمنتهى الأهمية. لقد لاحظت في الماضي، أنني عندما كنت أحاول مشاركة أحدهم مفهوماً روحياً جديداً، كان يحصل أمر غريب. في معظم الأحيان، كانوا يرفضون الفكرة رفضاً قاطعاً، ويقولون إنّ ذلك خطأ، حتى من دون أن يتحققوا من الأدلة!

يوسف راضي: م- همم. لقد اختبرت ذلك أنا أيضاً.

إبراهيم نادر: إنه أمر بمنتهى الغرابة.

يوسف راضي: ليس تماماً. ليس إذا فهمتَ الدافع لردّ فعلهم ذاك. أتعلم، كلّ طائفة منظّمة لها مجموعة معتقداتها المعلنة. أسس عقيدتها الخاصة إن جاز التعبير. إنّ مجموعة المعتقدات الفردية تلك، هي سبب وجود الطائفة واستمراريتها بمعزل عن الطوائف الأخرى ! هي التي تتيح للطائفة بأن تؤكّد لأبناء كنيستها أنّهم "المختارون"، وأنّهم يملكون الحقيقة.

إبراهيم نادر: نعم، يمكنني فهم ذلك. ولهذا السبب، نحن في راديو فرصة العالم الأخيرةWorld's Last Chance ، نؤمن بأن الكنائس كلها تملك بعض الحقائق، لكن لديها في المقابل بعض الأخطاء…

يوسف راضي: … أم أنّها قد رفضت بعض النور المتقدّم، هذا صحيح. ولذلك، في الإصحاح الثامن عشر من سفر الرؤيا يرسل ياه ملاكاً آخر من السماء ليقول، "أُخْرُجْوا مِنْها يا شَعْبي!"

والمثير للاهتمام هو أنّ ترجمة بالغة الدقّة للآية تؤكّد ما معناه "أخرجوا منها يا شعبي". وهي ليست دعوة للخروج من كنيستكم أنتم كي تأتوا وتنضمّوا إلى كنيستي أنا، علماً أنّ مختلف الطوائف تفسّرها بهذه الطريقة. في الواقع، ما تقوله الآية: أتركوها كلّها. أخرجوا منها. إنفصلوا عنها. كونوا على استعداد للسير وراء الحقيقة أينما قادتكم.

إبراهيم نادر: ولكن هذا أمر يصعب القيام به عندما يشعر الناس بالخوف.

يوسف راضي: تماماً. وها قد أشرتَ بالضبط إلى سبب رفض أناس كثيرين للحقيقة الجديدة حتى من دون النظر إليها. إنهم يخافون من أن يقوم الشيطان بتضليل عقولهم بطريقة خارقة للطبيعة. يخشون التعرّض الى خطر الخداع إذا نظروا حتى إلى مفهومٍ خارجَ العقيدة المعلنة الخاصة بطائفتهم. وهم بالتأكيد لا يريدون أن يفتحوا عقولهم ويفكروا في إمكانية أن يكون ذلك صحيحاً، لأنهم قد لُقّنوا أنّ السؤال يفتح باباً للشكّ.

إبراهيم نادر: في الواقع، هذا مُحزن بالفعل. ألا يمكننا أن نثق بروح ياه لتقودنا إلى الحقيقة الكاملة، تماماً كما وعدنا؟

يوسف راضي: بلى يمكننا طبعاً! ولكن لا يمكن أن تُقاد إذا كنتَ لا ترغب في المشي. لذلك، يقوم الشيطان بقطع الطريق عليهم عند المعبر. يزرع فيهم الخوف ليظنوا أنّ مجرّد النظر إلى مفهوم جديد، يضعهم على أرض مسحورة ويعرّضهم لخطر الخداع والتضليل.

إبراهيم نادر: حسناً، وماذا يقول الإنجيل عن هذه المسألة؟ إذ بالتأكيد، كلمة ياه لن تلتزم الصمت حيال مسألة بهذه الأهمية!

يوسف راضي: أنت محقّ تماماً! فالكتاب المقدس يقدّم إلينا بالفعل إثنين من المبادئ المهمّة جداً، الذيْن يسيران معاً جنباً الى جنب ويمكن لأي باحث عن الحقيقة استخدامهما بغية استقصاء حقائق جديدة بشكل آمن، فيما يبقى قادراً على تمييز الخطأ وتنحيته جانباً. هلّا تفتح على إشعياء الإصحاح الثامن والعشرين وتقرأ لنا الآيتين 9 و 10 ، هلّا تفعل ذلك يا إبراهيم؟

إبراهيم نادر: طبعاً! (صوت تقليب الصفحات) حسناً. إشعياء الإصحاح الثامن والعشرون، الآيتان 9 و10 تقولان: " لِمَنْ يُعَلِّمُ مَعْرِفَةً، وَلِمَنْ يُفْهِمُ تَعْلِيمًا؟ أَلِلْمَفْطُومِينَ عَنِ اللَّبَنِ، لِلْمَفْصُولِينَ عَنِ الثُّدِيِّ؟ لأَنَّهُ أَمْرٌ عَلَى أَمْرٍ. أَمْرٌ عَلَى أَمْرٍ. فرْضٌ عَلَى فَرْضٍ. فَرْضٌ عَلَى فَرْضٍ. هُنَا قَلِيلٌ هُنَاكَ قَلِيلٌ".

يوسف راضي: بتعبير آخر، ما يقوله هو إنّ أولئك الذين يتشبّثون بالحقائق الأساسية التي تعلّموها في البداية عندما أصبحوا مسيحيين، من دون أن يتقدّموا الى أبعد من ذلك، هم أشبه بالأطفال الذين لا يزالون بحاجة إلى لبن الكلمة. ولكن إذا أردت الذهاب إلى أبعد من لبن الكلمة، فمن الضروري أن تضع "أَمْراً عَلَى أَمْرٍ. أَمْراً عَلَى أَمْرٍ. فرْضاً عَلَى فَرْضٍ. فَرْضاً عَلَى فَرْضٍ. هُنَا قَلِيلٌ وهُنَاكَ قَلِيلٌ".

في الرسالة إلى العبرانيين، الإصحاح الخامس، يحذّر الكاتب أولئك الذين لم يتقدّموا قطّ الى أبعد من حليب أو لبن كلمة ياه، قائلاً: "لأَنَّكُمْ ­إِذْ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَكُونُوا مُعَلِّمِينَ لِسَبَبِ طُولِ الزَّمَانِ­ تَحْتَاجُونَ أَنْ يُعَلِّمَكُمْ أَحَدٌ مَا هِيَ أَرْكَانُ بَدَاءَةِ أَقْوَالِ يهوه، وَصِرْتُمْ مُحْتَاجِينَ إِلَى اللَّبَنِ، لاَ إِلَى طَعَامٍ قَوِيٍّ. لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَتَنَاوَلُ اللَّبَنَ هُوَ عَدِيمُ الْخِبْرَةِ فِي كَلاَمِ الْبِرِّ لأَنَّهُ طِفْلٌ، وَأَمَّا الطَّعَامُ الْقَوِيُّ فَلِلْبَالِغِينَ، الَّذِينَ بِسَبَبِ التَّمَرُّنِ قَدْ صَارَتْ لَهُمُ الْحَوَاسُّ مُدَرَّبَةً عَلَى التَّمْيِيزِ بَيْنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ."

لذلك، مرة أخرى، بغية الذهاب أبعد من لبن الكلمة، من الضروري أن نضع أَمْراً عَلَى أَمْرٍ. أَمْراً عَلَى أَمْرٍ. فرْضاً عَلَى فَرْضٍ. فَرْضاً عَلَى فَرْضٍ. هذا أمر ضروري إذا أردنا التهام لحم الكلمة.

إبراهيم نادر: حسناً. ولكن ما الذي يُفترض بك فعله في حال صادفتَ نصّين متناقضين. إذ لنواجه الأمر، هناك طوائف تعلّم مفاهيم متعارضة تماماً، رغم أنّها كلها تقتبس من الإنجيل وتدّعي بأنّ الكتاب المقدس يدعم موقفها. لهذا السبب كلّ كنيسة تصرّ على أنّهم على صواب وكل الباقين على خطأ!

يوسف راضي: معك حقّ. وهذا ما يوصلني إلى المبدأ التالي. لقد حدّد سفر التثنية في الإصحاح التاسع عشر المبادئ التي يمكن بموجبها توجيه الاتّهام إلى شخص ما وفقاً للقانون الإسرائيلي. فمن أجل حماية أيّ كان من الإتهام زوراً، لا يمكن لشخص واحد توجيه تهمة لشخص آخر. فالأمر يتطلب دائماً شاهديْن على الأقل.

تقول الآية الخامسة عشر: " لاَ يَقُومُ شَاهِدٌ وَاحِدٌ عَلَى إِنْسَانٍ فِي ذَنْبٍ مَّا أَوْ خَطِيَّةٍ مَّا مِنْ جَمِيعِ الْخَطَايَا الَّتِي يُخْطِئُ بِهَا. عَلَى فَمِ شَاهِدَيْنِ أَوْ عَلَى فَمِ ثَلاَثَةِ شُهُودٍ يَقُومُ الأَمْرُ." هذا مبدأ بمنتهى الأهمية الى حد أنّ بولس إقتبسه في الإصحاح الثالث عشر من رسالته الثانية إلى أهل كورنثوس.

إبراهيم نادر: هذا مثير للاهتمام. لكنني لست واثقاً من كيفية تطبيقه.

يوسف راضي: حسناً، دعني أروي لك قصة صغيرة لتوضيح المسألة. لقد تزوّجت نسيبتي برجل أميركي. وهي تعيش مع عائلتها في الولايات المتحدة. ذات مساء منذ عام تقريباً، كانا متوجّهين في سيارتهما إلى منزلهما في الريف. كان الوقت متأخّراً وكان الظلام قد حلّ.

عندما وصلا إلى منعطف محجوب الرؤية، تفاجآ بالطريق السريع ذي المسلكين وقد أوصلهما إلى أحد الجسور. على ما يبدو، كانت بقرات أحد المزارعين قد خرجت في نزهة ليليّة على الجسر. ليلة سوداء، طريق أسود، أبقار سوداء. أنا واثق من أنك تدرك أن الأمر لم ينته بشكل جيّد.

إبراهيم نادر، ضاحكاً ضحكة خافتة: نعم، لقد خمّنت ذلك إلى حدّ ما.

يوسف راضي: في الواقع، لقد صدما إحدى البقرات. لم يُصب أحد بأذى سوى البقرة. قتلا البقرة، ولكن سيّارتهما تحطّمت تماماً. سارت نسيبتي إلى أحد طرفَي الجسر فيما سار زوجها إلى الطرف الآخر، وراحا يلوّحان للسائقين على الطريق ليحذّراهم كي يتمهّلوا.

أحد السائقين، عندما رأى نسيبتي، تنحّى إلى جانب الطريق، أوقف محرّك سيارته، وخرج منها ليحاول تقديم المساعدة. سائق آخر خفّف من سرعته إلى أقصى حدّ وتمكّن من عبور الطريق من دون التسبّب بأيّ حادث. في تلك الأثناء، جاءت سيارة ثالثة وكانت تسير بسرعة إلى حدّ ما. كانت نسيبتي قد خلعت سترتها وراحت تلوّح بها للسائقة. أما السائق الذي توقّف جانباً فراح يشير بيده محاولاً حثّ المرأة في السيارة الثالثة على التمهّل. نظرت السائقة إليهما نظرة خاطفة ثمّ أدارت رأسها عنهما وتابعت طريقها. هي لم تكتفِ بعدم التمهّل، لا بل أسرعت قليلاً! بعد لحظات: بانغ! قتلت بقرة أخرى. حصل حادث مروّع. لم تتحطّم سيارة المرأة فحسب بل أصيبت هي أيضاً بجروح.

منذ فترة وجيزة، تلقّت نسيبتي اتصالاً هاتفيّاً من المحامي الذي يمثّل المُزارع صاحب الأبقار التي خرجت في نزهة العام الماضي. يبدو أنّ المرأة كانت تحاول مقاضاته. إذ كانت تدّعي أنّ رقبتها أصيبت إصابة بالغة في الحادث الى حد أنها أصبحت عاجزة عن العمل. كانت مضطرة الى التوقف نهائياً عن العمل بسبب الإعاقة. أرادت مبدئيّاً، أن يعيلها لبقية حياتها إذ اعتبرت أن الغلطة غلطته، وادّعت أنها تعرّضت للحادث بسببه إذ لم يتمّ تحذيرها من وجود الأبقار في الخارج.

كان المحامي قد قرأ تقرير الشرطة فسأل نسيبتي إن كانت ستوافق على المثول أمام المحكمة كي تشهد لصالح المزارع، هي والسائق الآخر الذي توقّف أيضاً.

وهذا ما فعلته. ذهبت إلى المحكمة. وتوافقت شهادتها مع شهادة السائق الذي توقّف جانباً، وفيها أكّد الإثنان أنّ المرأة في السيارة رأتهما ولكنها تجاهلتهما وتجاهلت كل المحاولات التي قاما بها لتحذيرها. وفي نهاية المطاف، قام القاضي بردّ الدعوى حتى إنه لم يمنح المرأة أتعاب المحامي، لأنها، بحسب قوله، دعوى تافهة في ظل الظروف المحيطة بها.

بعد ذلك، ذهب المزارع لزيارة نسيبتي كي يعبّر لها عن امتنانه. قال لها: "لولا شهادتك لتمكّنت تلك المرأة من تدميري. كنت سأضطر الى بيع مزرعتي وكنّا سنخسر كلّ شيء. شكراً جزيلاً لأنك أدليتِ بشاهدتكِ وقلتِ الحقيقة."

الآن، أنا لا أعرف القوانين الأميركية، ولكن أفترض أنه لو تقدّمت نسيبتي وحدها بشهادتها أمام المحكمة، لتحوّلت القضية إلى مجرّد كلام بكلام "هي قالت وهو قال": إدّعاءات السائقة ضدّ أقوال نسيبتي الشاهدة. ولكن بما أنّ سائقاً آخر كان قد توقّف، أصبح لديهم شخصان، شاهدا عيان، يقولان "لا، كانت تعرف، نظرت إلينا ورأتنا نشير إليها لتتمهّل، ولكنها تجاهلتنا ومضت قدماً بأي حال".

وهذا هو المبدأ الذي يجب أن تطبّقه على دراسة الكتاب المقدس أيضاً.

إبراهيم نادر: حسناً، إذاً كيف تطبّق ذلك؟

يوسف راضي: في الواقع، لنكن واقعيين: يمكنك "إثبات" أي شيء تريده تقريباً من الكتاب المقدس. قد لا يكون صحيحاً، قد لا يكون دقيقاً، ولكن يمكنك "إثباته". وأناس كثيرون يفعلون ذلك.

إبراهيم نادر: آه، نعم! يحصل هذا باستمرار. لديك طائفتا الروم الكاثوليك والأرثوذكسية الشرقية وتعاليمهما عن الجحيم الدائم الإلتهاب وهما يقتبسان من الكتاب المقدس بغية دعم موقفهما. ثمّ، لديك كنائس أخرى تقول: "لا، ليس هناك أي شيء يدعى الجحيم الدائم الإلتهاب. المصير الحقيقي للضالّين هو الدمار الشامل والهلاك في بحيرة النار، التي بعدها يموتون إلى الأبد".

والمشكلة هي أنّ الكنائس التي لا تؤمن بنار الجحيم "تثبت ذلك" إستناداً الى الكتاب المقدس أيضاً!

يوسف راضي: نعم، إنّها لمشكلة وهي تربك الكثير من الناس.

إبراهيم نادر: حسناً، إحتفظ بهذه الفكرة. أريد أن أسمع ما الذي يسعنا القيام به حيال ذلك، لأنّها، نعم، مسألة قد تسبّب فعلاً الحيرة والالتباس. سوف نأخذ استراحة قصيرة وعندما نعود، سيخبرنا ]يوسف[ ما الذي يتوجّب علينا فعله عندما يناقض مقطع من الكتاب المقدس مقطعاً آخر.

سنعود بعد قليل!

إعلان- ليال نصر- إعلان #13

عندما قام تيم لاهاي وجيري جنكينزTim LaHaye و Jerry Jenkins بتأليف كتابهما، "المتروكون في الخلف"، ربما لم يخطر ببالهما أنّ كتابهما سيلاقي رواجاً ليصل إلى إثني عشر جزءاً، ويتصدّر قائمة نيويورك تايمز لسلسلة الكتب الأكثر مبيعاً! ولكن هذا ما حصل. إلى هذه الدرجة الناس مفتونون بمجيء يهوشوا الثاني.

المشكلة هي أنّ سلسلة "المتروكون في الخلف" تقدّم سيناريو نهاية العالم بأسلوب خيالي حيث يؤخذ المؤمنون إلى السماء في اختطاف سرّي.

كي تعرفوا لماذا لا تمتّ عقيدة الاختطاف السرّي الى الإنجيل بصلة، زوروا موقعنا WorldsLastChance.com

إبحثوا عن فيديو: "الاختطاف السرّي: سلاح الشيطان السرّي". يمكنكم أيضاً مشاهدة الفيديو على موقع يوتيوب!

تعرّفوا على الحقيقة بشأن وقت النهاية.

شاهدوا: "الاختطاف السرّي: سلاح الشيطان السرّي" على موقع WorldsLastChance.com!

الجزء 2:

إبراهيم نادر: أهلاً بكم من جديد! معكم إبراهيم نادر. اليوم، كنّا نتحدّث عمّا يتوجب عليكم القيام به عندما ترغبون في معرفة المزيد عن الحقيقة، ولكنكم لا تريدون أن يتمّ تضليلكم. في معظم الأحيان، يرفض الناس النظر إلى حقائق جديدة لأنهم يخشون أن يقوم الشيطان بخداعهم. ولكن هذا لا يتوافق مع أيّ شيء يسمح به يهوه، أليس كذلك يا ]يوسف[؟

يوسف راضي: أجل، بكل تأكيد إبراهيم. قبل موت يهوشوا بفترة وجيزة، راح يُطَمئن تلاميذه قائلاً إنه لن يتركهم وحدهم. وقد سجّل يوحنا أقواله في الإصحاح السادس عشر وجاء فيها: " إِنَّهُ خَيْرٌ لَكُمْ أَنْ أَنْطَلِقَ، لأَنَّهُ إِنْ لَمْ أَنْطَلِقْ لاَ يَأْتِيكُمُ الْمُعَزِّي، وَلكِنْ إِنْ ذَهَبْتُ أُرْسِلُهُ إِلَيْكُمْ. وَمَتَى جَاءَ ذَاكَ يُبَكِّتُ الْعَالَمَ عَلَى خَطِيَّةٍ وَعَلَى بِرّ وَعَلَى دَيْنُونَةٍ."

الآن، لكي تكون مُبكّتاً أو مُقتنعاً بأمر ما، يجب أن تتشبّث به في عقلك. يجب أن تفهمه فكريّاً. كيف لك أن تقتنع بأمر ما- في مجال معيّن- تحتاج إلى تغييره إذا كنتَ ترفض باستمرار النظر إلى الأدلة؟

إبراهيم نادر: لا يمكنك ذلك! حقّاً لا يمكنك ذلك. وبالرغم من ذلك، هذا ما يحصل، مراراً وتكراراً، عندما تحاول تقديم مفاهيم جديدة، وحقيقة جديدة للناس. سوف يرفضون حتى التفكير فيها. وسوف يصرّون وحسب على أنها خاطئة لأنها مختلفة. أو سوف يهرعون إلى كاهنهم أو راعيهم ويقولون له، "قل لي: هل هذا صحيح؟" ثمّ، يسلّمون برأي راعيهم من دون أن يقوموا بدراستها بأنفسهم!

يوسف راضي: هذا مُحزن للغاية، ولكنّك على حقّ. فأنا أرى ذلك يحدث طوال الوقت. من المؤكّد أننا نعيش في زمن مُربك. وقد تنبّأ دانيال في الإصحاح الثاني عشر بأن المعرفة ستزداد في وقت النهاية. ولطالما ظننّا أنه كان يتحدّث عن التكنولوجيا—

إبراهيم نادر، ضاحكاً ضحكة خافتة: نعم. سيارات، طائرات، قنابل نووية، أجهزة كومبيوتر.

يوسف راضي: صحيح. بالتأكيد ازدادت المعرفة في مجال التكنولوجيا. ولكنها ايضاً ازدادت في كل المجالات. المشكلة هي أن زيادة الحقيقة ترافقت أيضاً مع زيادة الخطأ.

الشيطان يرى أنّ يهوه يغدق علينا بالحقيقة، لذلك تراه يأخذ جزءاً من هذه الحقيقة ويقوم بتحريفها ويضفرها بالخطأ ثمّ يقدّم هذا المزيج من الحقيقة والخطأ على أنه نور جديد. وتكون النتيجة شعور الناس بالحيرة والارتباك. فهم لا يعرفون ماذا يصدّقون. وبقدر ما يقدم الإنترنت إلينا أشياء جيدة، بقدر ما يساهم في نشر الخطأ.

إبراهيم نادر: أنت على حقّ. الآن، من المؤكّد أن الناس يدّعون أحياناً الارتباك لأنهم، ببساطة، لا يبالون. لا يريدون أن يتمّ إزعاجهم عن طريق تعليمهم المزيد من الحقيقة، لأن الحقيقة تحمل معها دوماً صليب الطاعة.

يوسف راضي: أنت محقّ، بالطبع. إذا كان النور الجديد يتطلّب شيئاً يجدونه غير ملائم لهم، ومن الصعب جداً الانصياع إليه، فإن ادّعاءهم الارتباك هو طريقة صحيحة ومضمونة للتملّص من قناعات الضمير.

روح قدس ياه أعطيَ لنا بهدف أن ينير عقولنا ويجعلنا نستقرّ في الحقيقة، أيّاً كانت تلك الحقيقة. لا ينبغي أن نخاف من تضليلنا بطريقة ما، فيما ندرس الكتاب المقدس. يمكننا أن نثق بيهوه ليبقينا في أمان.

إبراهيم نادر: إذاً، مع كلّ رياح العقائد التي تهبّ علينا، ومع هذا العدد الكبير من الأفكار المربِكة والمتضاربة التي تحوم حولنا، هل يمكنك أن تشاركنا بعض النصائح حول ما يمكننا القيام به فعليّاً للوصول إلى الحقيقة؟

يوسف راضي: بالتأكيد! أولاً، بالطبع، تصلّي. أطلب مزايا دم يهوشوا واسأله أن يغفر لك ويطهّرك من كل الأفعال غير الصالحة. ثم، أطلب من تلك المزايا نفسها أن تحقق لك الإستجابة لصلواتك. من المهمّ أن تصلّي بشكل محدّد للغاية. قل ما تحتاج إليه بكلمات محدّدة. ثم، أطلب الوعد الموجود في الإصحاح الأول من رسالة يعقوب والذي يقول: " وَإِنَّمَا إِنْ كَانَ أَحَدُكُمْ تُعْوِزُهُ حِكْمَةٌ، فَلْيَطْلُبْ مِنَ يهوه الَّذِي يُعْطِي الْجَمِيعَ بِسَخَاءٍ وَلاَ يُعَيِّرُ، فَسَيُعْطَى لَهُ. وَلكِنْ لِيَطْلُبْ بِإِيمَانٍ غَيْرَ مُرْتَابٍ الْبَتَّةَ، لأَنَّ الْمُرْتَابَ يُشْبِهُ مَوْجًا مِنَ الْبَحْرِ تَخْبِطُهُ الرِّيحُ وَتَدْفَعُهُ. فَلاَ يَظُنَّ ذلِكَ الإِنْسَانُ أَنَّهُ يَنَالُ شَيْئًا مِنْ عِنْدِ يهوه. رَجُلٌ ذُو رَأْيَيْنِ هُوَ مُتَقَلْقِلٌ فِي جَمِيعِ طُرُقِهِ."

إبراهيم نادر: إذااااً…إسأل. آمن. أطلب.

يوسف راضي: بالضبط. تعال مثل طفل صغير. ضع جانباً كلّ أفكارك المسبقة وادرس بعقل منفتح.

إبراهيم نادر: سبق لك أن قلت هذا. كيف تعرّف عبارة "الدراسة بعقل منفتح"؟ ماذا تقصد بذلك؟

يوسف راضي: أن تدرس بعقل منفتح يعني أن تكون على استعداد لقبول النور الجديد، وعلى استعداد للطاعة، في حال حكم الروح القدس على قلبك بأن هذا هو الصحيح.

لذلك، يتمسّك الكثير من الناس بأفكارهم المسبقة عن الحقيقة ويدخلونها في دراسة الإنجيل، وهذه الأفكار المسبقة تعمل في ما بعد على بلورة تأويلاتهم.

لا يمكنك أن تفعل ذلك. عليك أن تضع كل هذا جانباً. أطلب من يهوه المساعدة إذا كنت بحاجة إليها، ولكن ضع كل ذلك جانباً وادرس، مع مراعاة إمكانية أن يكون ذلك صحيحاً.

إسمع، لا مبرّر لأيّ منا ليفترض أن النور كله قد كُشف ولم يتبق أي شيء لنتعلّمه! كون بعض المعتقدات كانت ببساطة محطّ إيمان لوقت طويل، ليس دليلاً على أنها من دون أي خطأ.

إبراهيم نادر: هذا صحيح. قرأت مرة اقتباساً بمنتهى الروعة فحفظته . لم أحفظ اسم كاتبه، ولكنني ما زلت أذكر الاقتباس. يقول: "العمر لن يحوّل الخطأ إلى حقيقة، والحقيقة بمقدورها أن تكون عادلة. إ لن تفقد أيّ عقيدة حقيقية شيئاً من جراء تحقيقات دقيقة".

يوسف راضي: هذا صحيح. بمقدور الحقيقة أن تتحمّل ثقل التحقيق. أما الخطأ فلا. إذاً، لا تخافوا من النظر في مفاهيم جديدة بعقل مستعدّ لقبولها في حال جعلها الروح القدس تستقرّ في قلوبكم على أنها الحقيقة.

عندما ندرس الكتاب المقدس، يجب علينا أن نضع جانباً كلّ آرائنا المسبقة وكذلك الأفكار الموروثة والمزروعة في أذهاننا. نحن جميعاً نكبر فيما يتمّ تلقيننا بأن بعض المفاهيم هي الصحيحة. لكن لكي نصل الى الحقيقة الفعلية، يجب علينا أن نضع كل شيء جانباً، ونمضي قدماً ونحن على استعداد لنتعلّم.

إن لجأنا إلى الكتاب المقدس ولا غاية لنا سوى أن نثبت لأنفسنا ما نؤمن به في الأساس، خمنوا ماذا؟ بوسعنا أن نفعل ذلك! ولكن هذا لا يعني أننا على حقّ. علينا أن نبحث في الكتاب المقدس واضعين عقائدنا جانباً وبعقل متحرر تماماً من الأفكار المسبقة.

وفيما نحن نقرأ، إن تم تبكيتنا ورأينا أنّ آراءنا العزيزة ومعتقداتنا السابقة تتعارض في الواقع مع الكتاب المقدس، فعلينا آنذاك، أن نضع جانباً آراءنا العزيزة ومعتقداتنا السابقة.

إبراهيم نادر: بكل تأكيد. علينا أن نجعل معتقداتنا تتناسب مع ما يقوله الكتاب المقدس، وليس تحوير الكتاب المقدس ليتناسب مع معتقداتنا!

يوسف راضي، ضاحكاً: صحيح! ينبغي ألا نسمح لما كنا نؤمن به أو نمارسه في الماضي بأن يتحكّم بإدراكنا.

حسناً، إذاً، الخطوة التالية هي أن نجمع معاً كل مقاطع الكتاب المتعلقة بالموضوع الذي نناقشه. والتمعّن في كل آية على حدة.

إبراهيم نادر: ماذا لو كانت بعض الآيات تتعارض مع آيات أخرى؟

يوسف راضي: يسرّني أنّك طرحت هذا السؤال. الحقيقة هي: انّ الحقيقة لا تتعارض أبداً مع نفسها. هذا مهمّ.

كريس، متأمّلاً: الحقيقة لا تتعارض أبداً مع نفسها.

يوسف راضي: لا. لن تفعل. في حال بدت كذلك، لاحظ أنني قلت بدت. في حال بدت إحدى الآيات وكأنها تتعارض مع آية أخرى، فهذا إنذار على أنها مسألة بحاجة إلى القليل من التعمّق. وأحياناً إلى الكثير من التعمّق! فنكون إما في خضم وضع افتراضات ونحن لا نعي حتى أننا نفعل ذلك، وإما لم نصل بعد إلى الحقيقة كاملة. لأنني أؤكد لكم: الحقيقة متناغمة! الحقيقة لا تتعارض أبداً مع نفسها!

إبراهيم نادر: حسناً. إذاً، في حال كنا ندرس كل مقطع متعلّق بموضوع معيّن، ماذا نفعل إن صادفنا عدداً من الآيات التي تبدو متناقضة؟ كيف يمكنك أن تحلّ ذلك؟

يوسف راضي: في الواقع، لقد استخدمتَ كلمة أساسية. قلتَ "كلّ مقطع". لا يمكننا النظر إلى الآيات الفردية فحسب. علينا أن نقرأها دائماً ضمن سياقها. هذا أمر بالغ الأهمية. الطوائف ستقتبس من الكتاب المقدس. في الواقع، إنها قادرة على الإيقاع بأشخاص صادقين للغاية تحديداً لأنها تقتبس من الكتاب المقدس. ولكن إذا عدتَ وتمعّنت بهذه الآيات ضمن سياقها، ستجد أن تلك الطوائف أخذت عموماً آية واحدة خارج السياق، وحوّرتها كي تنطبق على وضع مختلف تماماً، وادّعت بأنها مطلب إلهي، ولكن في الواقع، إذا عدتَ وقرأتها ضمن سياقها، فستجد أنها لا تعني شيئاً من هذا القبيل.

هذا يسمّى: "البرهان النصي" ، والبرهان النصي أمر خاطئ. كل آية مستخدمة لتأسيس عقيدة ما يجب أن تأخذ بعين الاعتبار الآيات المحيطة بها. ويجب أن يتمّ التطبيق بشكل صحيح.

إبراهيم نادر: تبدو فكرة جيدة. كلام منطقي. هل من شيء آخر؟

يوسف راضي: نعم، عندما ننظر إلى سياق أيّ من الآيات، من المهمّ أن نحدّد ما إذا كان يجب أن نفهم معنى هذا المقطع حرفيّاً أم مجازيّاً.

هنا يختلط الأمر على كثير من الناس. قد يؤخذ مقطع قُصِد فيه أن يكون كلام يهوه بالمعنى الحرفي، ويحوَّر ليُطبّق بالمعنى الرمزي. وقد تؤخذ مقاطع أخرى قُصِد فيها أن تُطبّق بالمعنى الرمزي، فتفسَّر حرفيّاً. إذاً وكما يمكنك أن تتخيّل، إنّ سوء التطبيق هذا ينتج عنه الكثير من الالتباس.

كريس، ضاحكاً: أنا واثق من ذلك! ولكن كيف يمكنك التمييز؟ كيف يمكنك أن تعرف ما إذا كان المقصود من المقطع معناه الحرفي أم المجازي؟

يوسف راضي: هذا سؤال وجيه. أولاً، إسأل نفسك: ما هو المعنى البديهي؟ إذا كان المعنى البديهي حرفيّاً، فافهمه حرفيّاً!

ثانياً، ما الذي تشير إليه المقاطع الأخرى في الكتاب المقدس؟ ماذا جاء في مقاطع أخرى من الكتاب المقدس؟ عليك أن تجمع المعلومات من جانبَي المعادلة. إجمعها كلّها. إقرأ كلّ آية على حدة – ضمن السياق—

إبراهيم نادر، يقولها مع يوسف راضي في اللحظة نفسها: — ضمن السياق!

يوسف راضي: ثمّ، بعد النظر فيها كلّها، إلجأ إلى ثقل الأدلة. ما الذي يشير إليه ثقل الأدلة؟

وهناك أمر آخر علينا أخذه دائماً بعين الاعتبار، التفسير الصحيح لأي عقيدة سيتكرّر دائماً مرّة أخرى على الأقلّ في الإنجيل.

إبراهيم نادر: "على فم شاهدَين أو ثلاثة شهود يتمّ إثبات الأمر".

يوسف راضي: بالضبط. وهذا بحدّ ذاته مبدأ خاص بالإنجيل! تذكّر عندما قام فرعون باستدعاء يوسف ليفسّر له أحلامه، وأخبره عن حلمين مختلفين ولكن متشابهين.

بعدما سمع رواية الحلمين، قال له يوسف: " حُلْمُ فِرْعَوْنَ وَاحِدٌ. قَدْ أَخْبَرَ ياه فِرْعَوْنَ بِمَا هُوَ صَانِعٌ. اَلْبَقَرَاتُ السَّبْعُ الْحَسَنَةُ هِيَ سَبْعُ سِنِينَ، وَالسَّنَابِلُ السَّبْعُ الْحَسَنَةُ هِيَ سَبْعُ سِنِينَ. هُوَ حُلْمٌ وَاحِدٌ. قَدْ أَخْبَرَ ياه فِرْعَوْنَ بِمَا هُوَ صَانِعٌ".

ثمّ فسّر يوسف الحلمين وأضاف: " وَأَمَّا عَنْ تَكْرَارِ الْحُلْمِ عَلَى فِرْعَوْنَ مَرَّتَيْنِ، فَلأَنَّ الأَمْرَ مُقَرَّرٌ مِنْ قِبَلِ يهوه، وَياه مُسْرِعٌ لِيَصْنَعَهُ."

إذاً، ذلك هو الجواب الذي تبحث عنه. في حال تكرّر شيء ما في الكتاب المقدس، عليك التنبّه وأخذه بعين الاعتبار. يهوه لا يتفوّه بأي كلام هباءً.

إبراهيم نادر: إذا تكرّر فهو مهمّ. هذه "قاعدة عامة" قيّمة علينا أن نتذكّرها.

يوسف راضي: إنها كذلك بالتأكيد. علينا أن نعرف هذه المبادئ التوجيهية كي نحدّد ما هو الحقّ وما هو الخطأ.

على مدى المئة سنة الماضية – أو أكثر- ! إذا اكتشفت الحكومة أو العِلم، أمراً لا يتوافقان عليه، فهما يقومان بدفنه. يقومان بإخفائه. ينكران وجوده.

وقد تعلّمت الكنائس أن تتصرّف بالطريقة نفسها. كلّ ما يتعارض مع عقيدتها المعلنة، كلّ ما قد يلمّح حتى إلى أنّ إحدى عقائدها قد تكون على خطأ، ينبغي رفضه.

إبراهيم نادر: المعتقدات الطائفية والاختلافات هي أمور مهمة لأنها السبب الرئيس لوجود هذه الطائفة بوصفها منظمة منفصلة بحدّ ذاتها.

يوسف راضي: بالضبط. من مصلحتهم أن يقولوا لأتباع طائفتهم الذين يعشّرون إنّ الآخرين جميعهم على خطأ.

كما أنها وسيلة يمكنهم من خلالها ممارسة سيطرتهم.

إبراهيم نادر: ماذا تقصد؟ كيف يتمّ ذلك؟

يوسف راضي: لنأخذ مثالاً متطرّفاً فقط من أجل التوضيح. الطوائف، في سعيها لاجتذاب المزيد من الأتباع، تحاول إيجاد مفهوم جديد ، و"عقيدة" جديدة. فتراهم يأخذون ما كان مجدياً من قبل ويقومون بتحريفه وتحويره إلى فكرة جديدة. ثمّ يكرزون به بحماسة كبيرة ويقنعون الناس بأنه ضروري للخلاص.

وما يجعله أكثر تضليلاً هو عندما يضيفون إليه أقوالا من الكتاب المقدس.

إبراهيم نادر: أوه، أفهمك تماماً. أذكر أنني منذ بضعة أعوام كنت أقرأ أحد الكتب الروحية في إطار تأملاتي الصباحية. كل صفحاته كانت تحتوي على اقتباسات من الكتاب المقدس. فبدا لي وكأنّ كل ما هو مكتوب فيه موجود في الإنجيل. ولكن عندما بدأت أشارك زوجتي ما جاء فيه، أبدت لي بعض المخاوف. وقد رأت أنّ بعض النقاط التي طرحها المؤلف لا تتوافق في الواقع مع الكتاب المقدس.

ظننت أنها تقول ذلك فقط لأنها لم تقرأ الكتاب المقدس من البداية حتى النهاية كما فعلت أنا. ولكن بدأنا، أنا وهي، بدراسته معاً، ورحنا نبحث في الكتاب المقدس عمّا جاء فيه، وكانت المفاجأة! نصوص الإنجيل التي استُخدمت في الكتاب "كإثبات"، إستُخدمت خارج السياق تماماً، وكان معناها مختلفاً كليّاً عندم قرأنا الفصل بكامله! تلك التجربة فتحت عينيّ إلى حدّ كبير. كانت بمثابة تنبيه إلى أنّ مجرد اقتباس أحدهم آية من الكتاب المقدس لا يعني أنّ التعاليم التي يروّج لها تتّفق مع الكتاب المقدس.

يوسف راضي: نعم. أوافقك تماماً. في الواقع، سوف أكرّر ما قلتَه للتوّ. إذ يجب أن يعرف الجميع هذا. إسمعوا يا رفاق. ما قاله إبراهيم هو أمر أساسي: مجرّد اقتباس نصّ من الكتاب المقدس من أجل دعم معتقد معيّن، لا يعني أنّ ذلك المعتقد هو معتقد موجود في الكتاب المقدس .

إبراهيم نادر: عليكم أن تنظروا إلى ثقل الأدلة بكامله.

يوسف راضي: بالضبط. إذا لم تفعلوا سيتمّ تضليلكم.

إذاً، أعرف أن الوقت يداهمنا. أودّ فقط أن أقدّم تلخيصاً سريعاً للنقاط التي قمنا بتفسيرها. الحقيقة تُغدَق علينا. وهي تتطلّب اليقظة والدراسة المتأنّية للفصل بين ما هو حقّ وما هو مجرّد كذبة. ولكن إذا اتّبع كلّ منكم هذه الخطوات بعناية، فستكونون بمأمن وستصلون إلى الحقيقة كاملة.

الخطوة الأولى – تعال إلى ياه مثل طفل صغير، بعقل منفتح وكن على استعداد لأن تتعلّم.

الخطوة الثانية – إجمع كلّ ما يمكنك جمعه من معلومات. تمعّن في كلّ مقطع على حدة —

إبراهيم نادر ، مقاطعاً: — ضمن السياق! —-

يوسف راضي، مكرّراً: ضمن السياق. تمعّن في ما يقوله وحلّل المعنى المنطقي لكل مقطع.

بعدما تنتهي من ذلك، الخطوة الثلاثة – إسأل نفسك عمّا يقدّمه ثقل الأدلة. وتذكّر، تأكّد من أنّه لديك على الأقلّ "شاهدَين" من الكتاب المقدس يعلّمان الشيء نفسه.

الخطوة الرابعة – ضع كلّ شيء أمام يهوه. أطلب منه، بإيمان، أن يمنحك الحكمة وأن يضع في قلبك ما هو حقّ.

أخيراً، أصغِ وترقّب إرشاد ياه. وسوف يؤكّد لك ما هو حقّ.

إبراهيم نادر: أنت تعلم يوسف، هذا يذكّرني بوعد جاء في المزمور الثاني والثلاثين.

يوسف راضي: أيّ واحد؟

إبراهيم نادر: تقول الآية الثامنة: "أُعَلِّمُكَ وَأُرْشِدُكَ الطَّرِيقَ الَّتِي تَسْلُكُهَا. أَنْصَحُكَ. عَيْنِي عَلَيْكَ."

يوسف راضي: آمين! وهو سيفعل ذلك! لا ينبغي أن نخاف من تقصّي حقائق جديدة. فهو لا يمكنه إرشادنا إذا كنّا مسمّرين في مكاننا، ونرفض القيام بخطوة واحدة إلى الأمام. سبق أن قلتها من قبل، وسأقولها مرة أخرى: "قاد" هو فعل حركة. بهدف أن تتمّ قيادتنا، يجب أن نكون على استعداد للقيام بخطوة إلى الأمام. لقد وعد الآب أن يقودنا ويرشدنا. وهو لن يسمح للشيطان بأن يضلّلنا فيما نقوم بفصل الحقّ عن الخطأ.

إبراهيم نادر: ثمّ إنّ الحقّ والخطأ متشابكان إلى حدّ كبير! خصوصاً الآن، خلال هذه الأيام الأخيرة.

يوسف راضي: هذا صحيح بالفعل. الخطأ ضعيف وهو غير قادر البتّة على المقاومة وحده. الطريقة الوحيدة التي تمكّنه من تضليل أيّ كان هي من خلال شبك نفسه مع الحقيقة. القوة في الحقيقة هي التي تجذب الناس. ولهذا السبب نأخذ ما هو جيّد وندع الباقي جانباً.

إبراهيم نادر: لقد وعد الآب أن يقودنا إلى الحقيقة الكاملة وعلينا أن نثق بأنه سيفي بوعده.

يوسف راضي: آمين.

إبراهيم نادر: ابقوا معنا يا رفاق. سنعود بعد قليل مع بعض الأسئلة من البريد اليومي.

وقفة منتصف البرنامج (منى حداد)

أنتم تستمعونَ إلى راديو "فرصةُ العالمِ الأخيرة"World's Last Chance ، عبر WBCQ

على موجة 9330 كيلوهيرتز، وعلى تردّد 31 مترًا.

راديو "فرصةُ العالمِ الأخيرة" World's Last Chance ! نُحضِّرُ الناسَ لرجوع المخلص الوشيك!

إعلان منتصف الحلقة ( ليال نصر) Ad #14

إذا سألتكم ما هي برأيكم أقوى قوة في الكون، فماذا تجيبون؟ هل ستقولون إعصاراً من الفئة الخامسة؟ زلزالاً بقوة عشر درجات؟ ماذا عن سلاح نووي حراريّ؟

كلّ تلك الأمور قوية، ولكنها ليست الأقوى! القوة الأقوى على الإطلاق هي قوة الحب الإلهي. وحده الحب يملك القدرة على التحويل الحقيقي من الداخل إلى الخارج، ووحده الحب الإلهي قادر على منح الخلاص الأقصى.

إبحثوا عن "حب بلا حدود" على موقعنا: : WorldsLastChance.com

أكرّر "حب بلا حدود" على موقع : WorldsLastChance.com

قم بالوقوع في حبّ أفضل صديق يمكن أن تحظى به في حياتك.

الرسائل اليومية: (يوسف راضي وإبراهيم نادر)

إبراهيم نادر: أهلاً بكم من جديد! حان وقت وقفة الرسائل اليومية التي نقرأ فيها رسائل مستمعينا من حول العالم!

يوسف راضي: ما هو السؤال الأول لليوم يا إبراهيم؟

إبراهيم نادر: سؤالنا الأول لليوم هو من نهلا من حلب في الجمهورية العربية السورية. تقول:" أختي وزوجها انخرطا حديثاً في جماعة يهودية ميسيانية. ويحتفلان بالأعياد اليهودية كافة ويقولان إن كلّ من يحب Yeshua Ha-Meshiash(الذي يسمونه المخلص) سيكون يهودياً ميسانياً أيضاً. ويستعملان غالباً كلمات عبرية، حتى إنه لا يمكنني أن أفهم عما يتكلمان! ما رأيك باليهودية الميسيانية؟ هل تخفي أمراً ما؟ أشعر باستياء كبير، لكن لا أدري إن كان السبب هو أنهما يضغطان علي كثيراً."

يوسف راضي: همم، أجل، يمكن أن تكون الروابط العائلية معقدة ومخادعة خصوصاً إذا اختلفت العقائد. أولاً، أريد أن أقول إنني أفهم سبب استيائك آنسة نهلا، إن كنت تشعرين أن أحدهم يمارس الضغط عليك. حرية المعتقد الحقيقية تعني أن يمارس الآخرون المعتقدات التي يرونها مناسبة، وألا نسيء معاملتهم لأن معتقداتهم تختلف عن معتقداتنا.

إبراهيم نادر: أحسنت يوسف. فغالباً ما يضغط الناس على الآخرين! لا يعطون الآخرين الحرية الدينية ليتبعوا ما يمليه عليهم ضميرهم، حين يكون معتقد الآخر مختلفاًعن معتقدهم.

يوسف راضي: ويصبح الأمر صعباً أكثر عندما تختلف بالرأي مع أفراد العائلة.

إبراهيم نادر: هذا صحيح. بالفعل.

يوسف راضي: حسناً، آنسة نهلا، أخشى أنه لا يمكنني أن أعطيك جواباً حاسماً، إذ يجوز الوجهان. كما تعلمين من الاستماع إلى راديو فرصة العالم الأخيرة World's Last Chance، نحن نؤمن بأنه لشرف لنا أن نعرف أسماء الآب والابن الفعلية ونكون على استعداد لاستعمالها ، بدلاً من ألقاب ال"الرب" و"الإله" والاسم الخطأ "يسوع".

إبراهيم نادر: ولا تنسي، نحن نؤمن بأن الأعياد هي احتفالات سنوية للأحداث المهمة في تاريخ الخلاص.

يوسف راضي: نعم، ونظن أيضاً أنه يجب الاحتفال بها. ونحن بقولنا هذا، لا نروّج لليهودية المسيانية ولا نعرض على الناس الانضمام إلى المجامع اليهودية.

إليك التفسير. اليهود المسيانيون هم أشخاص اكتشفوا الأوجه اليهودية في العهد الجديد. وتوصلوا ٍإلى قبول أبدية القانون الإلهي. هم صادقون في معتقداتهم وفي إلحاحهم لاستعادة الحقائق التي أهملتها المسيحية التقليدية.

إبراهيم نادر: وهذا أمر رائع!

يوسف راضي: بالتأكيد. وعلينا أن نحترم صدقهم وورغبتهم في استعادة الحقائق الضائعة.

قد يكونون أحياناً من اليهود الذين قبلوا يهوشوا على أنه المسيح لكنهم لا يريدون التخلي عن عاداتهم اليهودية. وفي أكثر الأحيان هم مسيحيون أتوا للبحث عن الجمال والأهمية في التقاليد اليهودية.

في الأساس، وعلى الرغم من أن الحركة الميسانية هي على الأغلب وسيلة نقل للمسيحية الإنجيلية لنشر إيمانها بين اليهود عبر تقديمها إليهم بطريقة أقرب وأبسط لهم.- ما من خطب في أن يرغب المسيحيون الإنجيليون في نشرالإنجيل بين اليهود.- إلا أن المشكلة تكمن في أن معظم الجماعات اليهودية الميسانية تحتفظ بمعظم أو بكل معتقدات المسيحية الإنجيلية.

على سبيل المثال، غالبا ً ما يحافظون على إيمانهم بالثالوث الأقدس، وأبدية الروح غير المشروطة، والحياة الأبدية، من بين الأمور الأخرى. لكن المشكلة هي أن دراسة معمقة للإنجيل كشفت أن الكتاب المقدس لا يمكن في الواقع أن يدعم أياً من هذه المعتقدات! فالجماعات اليهودية الميسانية تختلف بشكل عام عن الإنجيلية البروتستانتية بعدد العادات والتقاليد اليهودية التي أضافوها.

والمشكلة الثانية تكمن في أن الكثير من العادات اليهودية تستند على تقاليد القدامى، أو تقاليد الفريسيين وليس على الكتاب المقدس نفسه إطلاقاً! الهودية الحديثة ليست إلا الفريسية!

إبراهيم نادر: ماذا؟ حقاً؟ من أين حصلت على تلك المعلومة؟

يوسف راضي: في الواقع، حصلت عليها من كتابات اليهود أنفسهم. فلويس فنكلستاين Louis Finklestein كان حاخاماً محترماً، وباحثاً تلمودياً مشهوراً وخبيراً في القانون اليهودي. ألف كتاباً بعنوان "الفريسية" وقد نشر من قبل الجمعية اليهودية الأميركية عام 1946. كان يهودياً أكثر مما تتصور، ومع ذلك إسمع ما كان يقوله عن اليهودية المعاصرة. فقد كتب بعد تدمير القدس في العام 70 ميلادياً، أقتبس: "أصبحت الفريسية تلمودية … لكنّ روح الفريسي القديم بقيت من دون تغيير. عندما يدرس اليهودي … التلمود، هو في الواقع يكرر الحجج المستخدمة في الأكاديميات الفلسطينية. . . . ظلت عقيدة الفريسيين حية وفعالة. . . . من فلسطين إلى بابل. من بابل إلى شمال أفريقيا وإيطاليا وإسبانيا وفرنسا وألمانيا، ومنها كلها إلى بولندا، روسيا، وأوروبا الشرقية عموماً، لقد انتشرت الفريسية القديمة".

إبراهيم نادر: رائع. وهذا عالم يهودي يقرّ بذلك بنفسه.

يوسف راضي: هذا صحيح. لدي لائحة لا تنتهي من الاقتباسات عن علماء يهود يمكنني أن أقرأها لك وكلها تقول الأمر نفسه: اليهودية المعاصرة هي الفريسية.

إبراهيم نادر: رائع. لم أكن أعرف ذلك.

يوسف راضي: وكون اليهودية الميسانية فريسية، فقد اعتمدت من دون علمها أخطاء كثيرة عائدة للفريسية واليهودية الحاخامية. على سبيل المثال، اليهود المعاصرون يستعملون تقويم الكتاب المقدس ليحسبوا الأعياد السنوية، لكنهم يستعملون التقويم الغريغوري البابوي ليحسبوا السبت الأسبوعي.

إبراهيم نادر: هذا غير مترابط منطقياً، أليس كذلك؟

يوسف راضي: تماماً. فالمسيحيون الذين يعتنقون اليهودية الميسانية غالباً ما لا يدركون أنهم يعتنقون التقاليد الحاخامية وليس متطلبات الكتاب المقدس الفعلية. فالكتاب المقدس، نعم، يعلم أبدية القانون الإلهي وأعياد يهوه السنوية. لكن، كما في البروتستانتية الرئيسية، تخلط اليهودية الميسانية الحق بالخطأ: فرغبتهم الصادقة في الحصول على الحق تقودهم حتى إلى قبول التقاليد الحاخامية. في الوقت عينه، يتشبثون بأخطاء اخرى أو يرفضون الحقائق المعمّقة أو الأكثر تقدماً التي رفضتها المجامع المنظمة أيضاً.

إذن، ردّنا في ما يتعلق باليهودية الميسانية هو نفسه في ما يتعلق بالمسيحية الإنجيلية، فالأمر سيان حقاً. نحن نشجعهم على فهم علامات الزمن، وعودة يهوشوا الوشيكة والفعلية والظاهرة ليضع حداً لهذا العالم الخاطئ، وعلى أن يتصرفوا على أساس تلك المعرفة ليتحضروا لمواجهة الأزمة التي تنتظرهم.

إبراهيم نادر: جواب رائع

حسناً، السؤال التالي هو من منصور الذي هو في…(يضحك) في مكانٍ ما في الإكوادور Ecuador! لا يمكنني أن ألفظ اسم تلك المدينة…. منصور، السؤال منك أينما كنت في الإكوادور. هو يقول:" كنت أقرأ على موقعكم -وإذا فهمت بشكل صحيح،- قرأت أنه يجب ألا ينخرط المؤمنون في السياسة. أهذا يعني أنه يجب أن نمتنع عن التصويت؟ فالمواطنون الإكوادوريون ملزمون بالتصويت بموجب القانون. ماذا تقترح علي أن أفعل؟ فأنا لا أريد إهانة يهوه، لكن في الوقت عينه، لم أفهم ما المقصود بعدم الانخراط في السياسة".

يوسف راضي: شكراً على رسالتك، منصور. عدم الانخراط بالسياسة لا يعني بالضرورة عدم التصويت. بالطبع، إن كانت القوانين المحلية حيث تقيم تلزمك بالاقتراع، فالتصويت لا يخزي أو يهين قوانين يهوه، بالتالي يجب أن تفعل ذلك.

أما إلى أي درجة يجب أن ينخرط الشخص بالسياسة، فيجب ألا ننسى ثلاثة مبادئ. أولاً، يجب أن يصوت المؤمنون دائماً للاعتدال والفضيلة. في حين أنه يجب ألا نحكم على الآخرين وألا نسعى إلى الاستيلاء على حرياتهم، يجب علينا أن ندعم الحق والعدالة دائماً.

ثانياً، التصويت قرار شخصي. أساساً، احتفظ بأسماء من صوّتت لهم لنفسك. فليس من واجبك أن تحث الآخرين على القيام بما تفعله أنت.

وأخيراً، علينا أن نبتعد عن الصراع والفساد السياسييْن. مع الأخذ بعين الاعتبار تلك المبادئ الثلاثة، كل شخص يقرر بنفسه إلى أي مدى يرغب في الانخراط بالسياسة حسب ما يملي عليه ضميره.

إبراهيم نادر: نقاط جيدة كالعادة. شكراً لك يا يوسف.

إذا كان لديكم أي أسئلة أو تعليقات، فالرجاء ان تراسلونا. إذ يسعدنا دائماً التواصل معكم. وهذا سهل جداً. ما عليكم إلا أن تراجعوا موقعنا الإلكتروني WorldsLastChance.com وتنقروا على "رمز راديو فرصة العالم الأخيرة World’s Last Chance". نظراً للعدد الهائل من الرسائل التي تصلنا، قد لا نتمكن من إجابتكم مباشرة على الهواء، إنما سنبذل ما بوسعنا للإجابة عنها في خانة "الأسئلة والأجوبة" على موقعنا.

الوعد اليومي: ( ليال نصر) #7

معكم ناديا يعقوب مع الوعد اليومي من كلام يهوه.

كانت إينا أوغدين Ina Ogden مسيحية مخلصة تحب يهوه من كل قلبها. كانت إمرأة متعلمة جداً بالنسبة إلى امرأة في القرن التاسع عشر، وسنحت لها الفرصة لترتاد الكلية. وكانت أيضاً تحب الموسيقى. منذ صغرها كانت تحلم في أن تصبح كارزة متنقلة بين البلدان.

ولكنها وضعت هذا الحلم جانباً، عندما أصيب والدها بشلل دماغي وبات يتطلب عناية مستمرة. وضعت إينا Ina أحلامها بالعمل لحساب يهوه في العالم جانباً وركزت بدل ذلك على الاهتمام بوالدها وإضفاء السعادة على من حولها. في ذلك الوقت بالتحديد، كتبت قصيدة، تم تأليف لحن لها لاحقاً وأصبحت ترنيمة شهيرة للإنجيل وهي بعنوان: "نوّر المكان حيث أنت". “Brighten the Corner Where You Are

كتبت إينا Ina أكثر من 3000 قصيدة وترنيمة تُرجِمت على الأقل إلى ثماني لغات مختلفة. إينا Ina أحبت يهوه. بدل أن تغضب لأنها أرغمت على التخلي عن حلمها في أن تصبح مبشرة، وثقت بيهوه وبحثت عن سبل لتكون نعمة في دائرة نفوذها.

اسمعوا. الحياة لا تسير ابداً كما تظنونها ستسير عندما تكونون شباباً. فالأزواج وحتى الأولاد يموتون. حوادث السير تسبب الشلل والتشوهات. المؤسسات تفلس. والطلاق يحصل. لكن، في ظل كل ذلك، يمكنكم أن تثقوا بأبيكم السماوي. في الإصحاح التاسع والعشرين من إرميا: يعلن يهوه: "أَنِّي عَرَفْتُ الأَفْكَارَ الَّتِي أَنَا مُفْتَكِرٌ بِهَا عَنْكُمْ، يَقُولُ يهوه، أَفْكَارَ سَلاَمٍ لاَ شَرّ، لأُعْطِيَكُمْ آخِرَةً وَرَجَاءً".

عبارة:" آخرة ورجاءً " يمكن أن تترجم "بالمستقبل الذي ترجوه أو الأمر الذي تطوق إليه".

فالحياة قد ترمي إليك بعض الكُرات البيضاوية. قد نخفض رأسنا لنهرب من بعضها. أما البعض الآخر، فنضربه لنرده عنا، والبعض منها يصيبنا، إصابات مباشرة.

إذا كنت تشعر أن الحياة ليست منصفة بحقك، ثق بأبيك السماوي. إذ لديه خطط لك، خطط رائعة. وهو سيساعدك على تخطي مشاكلك.

مهما كانت مشاعرك، ثق بيهوه. فهو لن يخذلك أبداً. جد الراحة فيه.

لقد منحنا وعوداً عظمى وثمينة. لذا إبدأوا بالطلب!

نقاط النهاية: (إبراهيم نادر ويوسف راضي)

إبراهيم نادر: مرحباً من جديد! أتعرف يا يوسف، إن فكرنا في رياح التعليم تهب من كل ناحية وصوب، والارتباك الجماعي-

يوسف راضي: وذلك مربك جداً! عندما تقول أصوات مختلفة أشياء مختلفة، يكون الأمر مربكاً ومشوِّشاً.

إبراهيم نادر: وخطيراً أيضاً. ما من أحد منا يريد أن ينخدع. لذلك وعود يهوه ثمينة.

يوسف راضي: يتضمن المزمور الرابع والثلاثون في الآية 15 وعداً ثميناً أشجّع الكل على طلبه. جاء في الآية: " عيْنَا يهوه نَحْوَ الصِّدِّيقِينَ، وَأُذُنَاهُ إِلَى صُرَاخِهِمْ." لن يدعكم تضلون ضد إرادتكم. لن يدعكم تخدعون أو تشوشون من دون أن تعلموا.

طالما نحن نصلي ونطلب بركته ، فسوف نكون بأمان تام إذا درسنا مفاهيم جديدة. فهو وعدنا أن يرسل إلينا الروح القدس ليرشدنا إلى الحق وهو يفي بوعوده.

إبراهيم نادر: هذا أمر علينا كلنا ألا ننساه. أريد أن أشكرك لأنك تناولت تلك النقاط. فهي مفيدة جداً. فمع هذا الانفجار في المعرفة، علينا أن نعرف كيف نميز بين الحق والخطأ.

يوسف راضي: صحيح. والمثير للسخرية يا إبراهيم هو عندما تقارن الإصحاح الثاني عشر من دانيال ورؤيا يوحنا في الإصحاح الثالث. حسناً، ربما من الأفضل أن أستعمل كلمة محزن بدلاً من مثير للسخرية.

كما سبق أن ذكرنا آنفاً، آخر ما قاله دانيال كانت نبوءة عن أنه عندما يحين وقت النهاية " كَثِيرُونَ يَتَصَفَّحُونَهُ وَالْمَعْرِفَةُ تَزْدَادُ».

إبراهيم نادر: صحيح. وكنا نظن أننا نشير إلى التكنولوجيا، لكن الأمر يتعلق بمعرفة كل شيء!

يوسف راضي: أجل. وإن قارنناها برؤيا يوحنا في الإصحاح الثالث فسنجد تحذيراً خطراً لجيل المؤمنين الأخير.

بإيجاز، الإصحاحان الثاني والثالث من رؤيا يوحنا يتضمنان رسائل أو كتابات لسبع كنائس. هذه الكنائس كانت حرفياً مجموعة من المؤمنين في القرن الأول في آسيا الصغرى.

لكن كان لهذه الرسائل تطبيق ثانٍ عبر العصور المسيحية بشكل عام. فالكنيسة السابعة، كَنِيسَةِ الّلاَوُدِكِيِّينَ، تمثل أؤلئك الذين يدعون أنهم مؤمنون في وقت النهاية. وهي تتضمن تحذيراً خطراً فعلاً. فكل رسائل الكنائس، أو معظم رسائل الكنائس تتضمن معنييْن، وهما اللوم على فشلنا والإقرار بإنجازاتنا المحقة في آنٍ معاً.

لكن، الأمر ليس كذلك في رسائل كَنِيسَةِ الّلاَوُدِكِيِّينَ! فهي لا تتضمن إلا اللوم.

رسالة بولس الأولى إلى الكورنثيين تقول في الإصحاح الثاني الآية 14:"

وَلكِنَّ الإِنْسَانَ الطَّبِيعِيَّ لاَ يَقْبَلُ مَا لِرُوحِ يهوه لأَنَّهُ عِنْدَهُ جَهَالَةٌ، وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَعْرِفَهُ لأَنَّهُ إِنَّمَا يُحْكَمُ فِيهِ رُوحِيًّا.

إبراهيم نادر: هذا وصف كامل للاودوكيين!

يوسف راضي: أنت محق. لكن! ما هو رائع هو أننا نستطيع أن نلجأ إلى يهوه بأنفسنا وأن نطلب منه ذَهَبًا مُصَفًّى بِالنَّارِ لِكَيْ تَسْتَغْنِيَ به، وهذا إيمان يهوشوا وحبه. يمكننا أن نطلب منه ثِيَابًا بِيضًا وهذا بر المخلص الخاص.

ويمكننا أن نطلب كَحِّلْ العَيْنَيْن لنطبق التمييز الروحي لكي نعرف وندرك ونميز ما هو الحق وما هو الخطأ.

إبراهيم نادر: هذا جميل. حقاً، كل ما نحتاج إليه. لقد وفره لنا.

حسناً، مرة أخرى، يبدو أن وقتنا قد انتهى. تابعونا غداً وحتى ذلك الحين، تذكروا : يهوه يحبكم… وهو جدير بثقتكم!!

إلى الرواة: لا تقرأوا بسرعة السطر الأخير. قولوه بروية لكن شددوا على الألفاظ

تسجيل خروج مسجل مسبقاً (منى حداد)

أنتم تستمعونَ إلى راديو "فرصةُ العالمِ الأخيرة"

هذه الحَلقة، بالإضافةِ إلى الحلقاتِ السابقةِ من راديو "فرصةُ العالمِ الأخيرة"، متوفرةٌ للتحميلِ على موقعِنا الإلكتروني. إنها حلقاتٌ رائعةٌ لكي تشاركَها مع الأصدقاءِ ومع زملائِكَ في دراسةِ الكتابِ المقدس! وهي حلقات لا غنى عنها للذين يعبدونَ يَهوَه في بيوتِهم. إذا رغبتَ في الاستماعِ إلى برامجِ راديو "فرصةُ العالمِ الأخيرة"، زُرْ موقعَنا www.worldslastchance.com

انقر على رمزِ راديو "فرصةُ العالمِ الأخيرة" الموجودِ أعلى الصفحةِ الرئيسيةِ لجهةِ اليمين. هكذا يمكنكُ تحميلُ كلِّ الحلقاتِ بلغتِكَ المُفضّلة. هناك أيضًا مقالاتٌ وفيديوهاتٍ بمجموعةٍ مختلفة من اللغات.

انضموا إلينا غدًا لتَستمِعوا إلى رسالةٍ مليئةٍ بالحقِّ عبر WBCQ

على موجة 9330 كيلوهيرتز، وعلى تردّد 31 مترًا.

راديو "فرصةُ العالمِ الأخيرة"! نُحضِّرُ الناسَ لرجوع المخلص الوشيك!

Comments

Leave a Reply

هذا الموقع مسجل على wpml.org كموقع تطوير. قم بالتبديل إلى مفتاح موقع الإنتاج إلى remove this banner.