World's Last Chance

!نبوات الكتاب المقدس، دراسات كتابية، فيديوهات، مقالات، والمزيد

While WLC continues to uphold the observance of the Seventh-Day Sabbath, which is at the heart of Yahuwah's moral law, the 10 Commandments, we no longer believe that the annual feast days are binding upon believers today. Still, though, we humbly encourage all to set time aside to commemorate the yearly feasts with solemnity and joy, and to learn from Yahuwah's instructions concerning their observance under the Old Covenant. Doing so will surely be a blessing to you and your home, as you study the wonderful types and shadows that point to the exaltation of Messiah Yahushua as the King of Kings, the Lord of Lords, the conquering lion of the tribe of Judah, and the Lamb of Yahuwah that takes away the sins of the world.
WLC Free Store: Closed!
!نبوات الكتاب المقدس، دراسات كتابية، فيديوهات، مقالات، والمزيد

WLC Radio

دور الفلسفة في الدين

0:00
0:00
Note: The below transcript is an automatically generated preview of the downloadable word file. Consequently, the formatting may be less than perfect. (There will often be translation/narration notes scattered throughout the transcript. These are to aid those translating the episodes into other languages.)

الحلقة 277
دور الفلسفة في الدين

المؤمنون مدعوون إلى التّحلي بإيمان ذكي مبني على المنطق والأدلّة

أهلًا بكم الى راديو فرصة العالم الأخيرة، التابع لخدمة راديو فرصة العالم الأخيرة وورلدز لاست تشانس، وهو خدمة مخصّصة لتعلّم كيفيّة العيش في استعداد دائم لعودة المخلّص.

طوال ألفي عام، والمؤمنون من كل جيل يتوقون إلى أن يكونوا الجيل الأخير. ولكن، خلافًا للاعتقاد الشائع، لم يعطِ المسيح المؤمنين «علامات الأزمنة» لينتبهوا إليها، بل على العكس، حذّر يهوشوا مراراً من أن مجيئه سيفاجئ حتى المؤمنين. وأوصاهم بإلحاح بأن يكونوا مستعدين دائمًا إذ قال:

" لِذَلِكَ كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا مُسْتَعِدِّينَ، لِأَنَّهُ فِي سَاعَةٍ لَا تَظُنُّونَ يَأْتِي ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ." (متى٢٤: ٤٤)

راديو فرصة العالم الأخيرة: نُعلّم العقول ونُعدّ القلوب لعودة المسيح المفاجئة.

الجزء الأوّل

سامي صابر: إذا فتحتَ أي قاموس حديث وبحثتَ عن كلمة "إيمان"، فستقع على تعريفات مثل الثقة الكاملة أو الاطمئنان إلى شخص ما أو أمر ما.

حسب قاموس كولينز الإنجليزي، الإيمان هو "اعتقاد قوي أو راسخ بأمرٍ ما، وخصوصًا من دون دليل أو برهان". فالفكرة القائلة إن الإيمان الحقيقي أعمى، وإنك إذا لم تتحلَّ بإيمان قويّ وأعمى في جميع الأوقات فأنت بطريقة ما لست مسيحيًا حقيقيًا أو أنك تهين يهوه، هي اعتقاد حديث.
إذا كنتم قد انضممتم إلينا من قبل، فأنتم تعلمون أننا نفضّل تعريفًا أقدم للإيمان ورد في نسخة من قاموس قديم نُشر لأوّل مرة عام ألف وثمان مئة وثمانية وعشرين. يُعرّف هذا القاموس الإيمان بأنه، كما ورد: "
الإيمان؛ موافقة العقل على حقيقة ما يُعلنه شخص آخر، بناءً على سلطته وصدقه، بغياب أي دليل آخر؛ الحكم بأن ما يقوله أو يشهد به شخص آخر هو الحقيقة".

بمعنى آخر، فكرة أن الإيمان الحقيقي أعمى خاطئة تمامًا. إنها مبنية على الأدلة. والدليل هو معرفتك بشخصيّة الشخص الذي تقبل كلامه. هل أظهرت تعاملاتك السابقة معه صدقه وعدله؟ هل كان دائمًا يفي بوعوده؟ في الأساس، الأمر يتعلّق بحكم شخصي: بناءً على تجاربي السابقة مع هذا الشخص، أعرفه – أو أعرفها – صادقًا وجديرًا بالثقة. الإيمان الحقيقي لا يكون أعمى أبدًا.

مرحبًا، أنا سامي صابر، وأنتم تستمعون إلى راديو فرصة العالم الأخيرة حيث نغطي مواضيع متنوّعة تتعلّق بالكتاب المقدس، والنبوءة، والتقوى العمليّة، والمعتقدات الكتابيّة، والعيش في استعداد دائم لعودة المخلّص غير المتوقّعة، بغض النظر عن موعدها. اليوم، سنتحدث عن الإيمان… والفلسفة… والثالوث. وسيوضح يوسف بعض المسائل التي أخطأنا في فهمها، وسيشاركنا ما يقوله الكتاب المقدس عن الإيمان والفلسفة، وكيف ينبغي لنا، كمؤمنين، أن نطبقهما على عقيدة الثالوث.

لاحقًا، ستُقدّم ناديا يعقوب وعدًا خاصًا الى كل من أخطأ يومًا ويحتاج إلى عفو. وهذا ينطبق علينا جميعًا، لذا سيروقكم.

يوسف؟ الإيمان والفلسفة. ألا تعتقد أنهما متناقضان؟


يوسف راضي:
لا، ليسا متناقضين. بالطبع، تتوفر تعريفات مختلفة للفلسفة، لكنني أؤمن بأن الروحانيّة الحقيقيّة يجب أن تشمل الفلسفة.

سامي صابر: حسنًا… كيف تعرّف الفلسفة؟

عندما أفكّر في الفلسفة، أميل أكثر إلى التفكير في الملحدين والكفّار وعبدة الأصنام، بدل المؤمنين الحقيقيين.


يوسف راضي:
صحيح. الكلمة نفسها تعني حرفيًا "حب الحكمة". لا عيب في ذلك. في الواقع، سفر الأمثال الأوّل يحتوي على مقطع طويل مخصّص للحكمة.

كثيرًا ما نُرسّخ هذه الثنائية الزائفة في أذهاننا: الإيمان مقابل الحقائق، أو الإيمان مقابل الحكمة، أو الإيمان مقابل الفلسفة. لكن عندما نفهم الإيمان والفلسفة حقًّا، لا مجال للتناقض.

انتقل إلى أعمال الرسل السابع عشر. عندما كان بولس وسيلا في تسالونيكي، أثار اليهود الشعب والسلطات ضدهما، فاضطرا للهرب. ذهبا إلى بِيرِيَّةَ. فلنقرأ ما حدث هناك (الآيات العاشرة حتى الثانية عشرة)

سامي صابر:

وَأَمَّا الإِخْوَةُ فَلِلْوَقْتِ أَرْسَلُوا بُولُسَ وَسِيلاَ لَيْلاً إِلَى بِيرِيَّةَ. وَهُمَا لَمَّا وَصَلاَ مَضَيَا إِلَى مَجْمَعِ الْيَهُودِ. وَكَانَ هؤُلاَءِ أَشْرَفَ مِنَ الَّذِينَ فِي تَسَالُونِيكِي، فَقَبِلُوا الْكَلِمَةَ بِكُلِّ نَشَاطٍ فَاحِصِينَ الْكُتُبَ كُلَّ يَوْمٍ: هَلْ هذِهِ الأُمُورُ هكَذَا؟ فَآمَنَ مِنْهُمْ كَثِيرُونَ، وَمِنَ النِّسَاءِ الْيُونَانِيَّاتِ الشَّرِيفَاتِ، وَمِنَ الرِّجَالِ عَدَدٌ لَيْسَ بِقَلِيل.

يوسف راضي: لم يكتفِ المؤمنون في بِيرِيَّةَ بتصديق بولس وسيلا بما عليهم الإيمان به. وهذا ما يفعله المؤمنون اليوم في أحيان كثيرة. فالأمر يتطلّب جهدًا والتزامًا واستعدادًا لتحمّل مشقة دراسة أفكار جديدة بأنفسهم. لكن هذا ما فعله أهل بِيرِيَّةَ، ويصفهم لوقا بأنهم كانوا أكثر "نبلًا" لعدم تصديقهم كلام الرسل فحسب. كانوا "نبلاء" لأنهم فكروا ودرسوا بأنفسهم.

الآية الثانية عشرة مثيرة للاهتمام للغاية. فهي تبدأ بـ " فاء التعليل": "فآمن منهم كثيرون ".

نتيجة ماذا؟ الاستماع إلى بولس وسيلا وهما يعظان؟

سامي صابر: لا، نتيجة لدراسة الكتاب المقدس بأنفسهم لمعرفة ما إذا كان ما يُعلّمه بولس وسيلا صحيحًا.


يوسف راضي:
صحيح. يسخر غير المؤمنين أحيانًا من فكرة قبول المخطوطات القديمة كقاعدة لحياتنا. لكنّ يهوه يتوقّع من المؤمنين استخدام عقولهم. ينبغي لنا ألا نقبل الأمور بتهور. يهوه يُقدّر المنطق، والحقيقة دائمًا منطقية.
هل تتذكر دعوته في إشعياء
الأول الآية الثامنة عشرة؟ يقول: "هَلُمَّ نَتَحَاجَجْ، إيماننا ينبغي ألا يكون أعمى، بل مبنيًا على الدليل.

سامي صابر: هل تعتقد أن جزءًا من المشكلة يكمن في تعريف الناس لـ"الإيمان"؟ أعني، بالنسبة إلى الكثيرين، يعتبرون الإيمان نقيضًا للدليل.

مثلًا، قال الكاتب اللبناني جبران خليل جبران: "الإيمان واحة في القلب لا تصلها قوافل التفكير". يبدو أن جبران كان يؤمن بأن الإيمان أعمى.

يوسف راضي: نعم. هل سمعتَ بـ رابندراناث ثاكور Rabindranath Thakur؟

سامي صابر: لا؟!


يوسف راضي:
حسنًا، لم ألفظ اسمه بشكل صحيح. لكنه كان يتمتّع بذكاء خارق، وكان يحظى باحترام ألبرت أينشتاين. كان عالمًا بنغاليًا. وكان كاتبًا وشاعرًا وملحنًا وفيلسوفًا ورسامًا، وكان مؤثرًا حتى كمصلح اجتماعي. قال ذات مرة: "الإيمان هو الطائر الذي يشعر بالنور ويزقزق عندما يكون الفجر لا يزال مظلمًا".

سامي صابر: هل تقول إن تعريفه خاطئ؟

يوسف راضي: لا، بل ناقص. التعريفات الناقصة للإيمان توحي بأن الإيمان "أعمى".

ليس الوحيد. فالقديس أوغسطينوس قال: "الإيمان هو أن تؤمن بما لا تراه، ومكافأة هذا الإيمان هي أن ترى ما تؤمن به".

مرة أخرى، هذا يُبرز جانب الإيمان "الأعمى". ولكن، مرة أخرى: إيماننا ليس أعمى، بل هو مبني على المعرفة والدليل.

كان لدى د. إلتون تروبولد D. Elton Trueblood فهمٌ أعمق للإيمان. وكان كاتبًا ولاهوتيًا من القرن العشرين. كما عمل قسيسًا في جامعتي هارفارد وستانفورد. إليك اقتباسًا منه، إقرأه لنا. برأيي هو أقرب إلى حقيقة الإيمان.

هنا… عند النجمة.

سامي صابر: " الإيمان ليس اعتقادًا بلا دليل، بل هو ثقة بلا تحفظ".


يوسف راضي:
هذا أقرب من معنى الإيمان الحقيقي، إذ لتثق ثقةً مطلقة، لا بد من خبرة سابقة، وسببٍ يدفعك للثقة. وهذا ما يملكه المؤمنون. دعوة يهوه للتفسير والتفاهم معه هي وعدٌ منه بأنه سيُقدم الينا كل الأدلة اللازمة لإقناع عقولنا بالحقيقة.

لديّ هنا اقتباس من كتاب " إله واحد ورب واحد" لجون شونهيت John Schoenheit، ومارك غرايسر Mark Graeser، وجون لين John Lynn. هلا تقرأه لنا؟

سامي صابر:

لم يكن عالِمَ لاهوت مسيحيًا، بل أستاذًا في المنطق هو من أدلى بالبيان التالي بشأن ما هو مطلوب للتفسير المنطقي للكتاب المقدس:

يُعتبر اختيار النصوص لتقديم الحق من جانب واحد أسلوبًا شائعًا لترويج آراء خاطئة، إذ يمكن استخلاص عبارات أو آيات من الكتاب المقدس تُبرّر الأمور كافة، بما في ذلك التناقضات. عند قراءتها في سياقها، يكون الكتاب المقدس وثيقة ليبرالية، لكنه ليس ليبراليًا إلى هذا الحد. ما نحتاج إلى معرفته هو ما إذا كان الكتاب المقدس ككل يدعم موقفًا معينًا.

أصبحَت تخصّصات التفكير المنطقي من الماضي، ومجرد نتاج للتعليم الكلاسيكي. غالبًا ما تُشكل المشاعر والعواطف والبلاغة أساس ما يُسمى "التفكير" اليوم.

يوسف راضي: كما قلنا مرارًا وتكرارًا، لمعرفة ما إذا كانت معتقداتك دقيقة، عليك أن تأخذ في الاعتبار كل ما يقوله الكتاب المقدس حول هذا الموضوع، مهما كان.

سامي صابر: سبق أن أبديتَ رأيكَ في أن الإيمان الحقيقي ينبغي أن يشمل الفلسفة. سمعتُ أن بعضهم يذهب إلى حد القول إن المسيحيّة بحد ذاتها ليست ديانة، بل فلسفة. ما رأيك في ذلك؟


يوسف راضي:
ما من مشكلة في هذه الفكرة.

سامي صابر: حقًا؟ أليس هذا… لا أعرف. أليست إهانة للدين بطريقة ما؟

يوسف راضي: هذا يعتمد على الفرد. سنناقش هذه النقطة، لكن فلنبدأ بتعريف الفلسفة. طبعتُ تعريف قاموس كامبريدج. إقرأه لنا.

سامي صابر: بالتأكيد… يقول إن الفلسفة هي:

استخدام العقل في فهم أمور مثل طبيعة العالم الحقيقي والوجود، واستخدام المعرفة وحدودها، ومبادئ الحكم

الأخلاقي. … [إنها] دراسة طبيعة الواقع والوجود، وما يمكن معرفته، والسلوك الصحيح والخاطئ، أو مجموعة معيّنة من المعتقدات من هذا النوع: فلسفة موضوعٍ ما، هي مجموعة من النظريّات والأفكار المتعلّقة بفهم هذا الموضوع: الفلسفة هي أيضًا المعتقدات التي لديك حول كيفيّة التصرّف في مواقف معيّنة في الحياة.

يوسف راضي: لا أرى في هذا التعريف ما يتعارض والروحانيّة الحقيقية. ما رأيك؟

سامي صابر: لا. في الواقع، أظن أن الكثير من المؤمنين قد يستفيدون من اتّباع هذا النهج.

يوسف راضي: بالتأكيد. والكتاب المقدس يتّفق معك. انتقل إلى رسالة بطرس الأولى، الثالث، واقرأ الآيات الخامسة عشرة حتى السابعة عشرة. يرد الجزء المهم في الآية الخامسة عشرة، لكنني أريد فهمه في سياقه. هذا مبدأ مهم يجب على كل مؤمن أن يحفظه.

تفضّل.

سامي صابر:

بَلْ قَدِّسُوا الرَّبَّ الإِلهَ فِي قُلُوبِكُمْ، مُسْتَعِدِّينَ دَائِمًا لِمُجَاوَبَةِ كُلِّ مَنْ يَسْأَلُكُمْ عَنْ سَبَبِ الرَّجَاءِ الَّذِي فِيكُمْ، بِوَدَاعَةٍ وَخَوْفٍ، وَلَكُمْ ضَمِيرٌ صَالِحٌ، لِكَيْ يَكُونَ الَّذِينَ يَشْتِمُونَ سِيرَتَكُمُ الصَّالِحَةَ فِي الْمَسِيحِ، يُخْزَوْنَ فِي مَا يَفْتَرُونَ عَلَيْكُمْ كَفَاعِلِي شَرّ. لأَنَّ تَأَلُّمَكُمْ إِنْ شَاءَتْ مَشِيئَةُ يهوه، وَأَنْتُمْ صَانِعُونَ خَيْرًا، أَفْضَلُ مِنْهُ وَأَنْتُمْ صَانِعُونَ شَرًّا.


يوسف راضي:
"مُسْتَعِدِّينَ دَائِمًا لِمُجَاوَبَةِ كُلِّ مَنْ يَسْأَلُكُمْ عَنْ سَبَبِ الرَّجَاءِ الَّذِي فِيكُمْ". نتحدث هنا عن المعرفة: عن الأسباب التي تُقنع الآخرين. المنطق. "الإيمان الأعمى" لن يُقنع أحدًا، والإصرار على أن غير المؤمنين ضائعون من دون أن نُقدم اليهم أي سبب منطقي للإيمان هو فشلنا، وليس فشلهم.

هل ترى ذلك الكتاب الأبيض هناك… نعم. هذا هو. إنه من تأليف Jack Rogers وForrest Baird. عنوانه "مقدّمة في الفلسفة". انتقل إلى الورقة اللاصقة الصفراء واقرأ لنا الفقرة المحددة.

سامي صابر:

لدراسة الفلسفة دراسةً صحيحة، لا يكفي مجرد تعلّم معتقدات المفكّرين العظماء. بل يجب أن تتعلّم كيف تفكر بنفسك. لا تقبل أي أمر إلا إذا بدا لك صحيحًا بعد تفكير عميق. حينئذٍ، ستكون فيلسوفًا، ولن تكتفي بتعلّم الفلسفة فحسب؛ بل ستكون فيلسوفًا.

يوسف راضي: هذه النصيحة تطبَّق على الدين كما تطبّق على الفلسفة. لا نُكرّم يهوه عندما لا نستطيع تقديم إجابة – تفسير منطقي – لإيماننا. لن يؤمن غير المؤمنين لمجرد أننا قلنا ذلك. يجب ألا يفعلوا ذلك. ولسنا شهودًا صالحين ليهوه عندما نتوقّع منهم ذلك .

أدرك بولس، الفريسي المثقّف، أهميّة الحجّة المنطقيّة الجيّدة وقوّتها. فلنقرأ ما قاله لتيموثاوس الشاب. تِيمُوثَاوُس الثَّانِية، الثاني، الآيات الرابعة عشرة حتى السادسة عشرة.

سامي صابر:

فَكِّرْ في هذِهِ الأُمُورِ، مُنَاشِدًا قُدَّامَ يهوه أَنْ لاَ يَتَمَاحَكُوا بِالْكَلاَمِ. الأَمْرُ غَيْرُ النَّافِعِ لِشَيْءٍ، لِهَدْمِ السَّامِعِينَ. اجْتَهِدْ أَنْ تُقِيمَ نَفْسَكَ ليهوه مُزَكُى، عَامِلاً لاَ يُخْزَى، مُفَصِّلاً كَلِمَةَ الْحَقِّ بِالاسْتِقَامَةِ. وَأَمَّا الأَقْوَالُ الْبَاطِلَةُ الدَّنِسَةُ فَاجْتَنِبْهَا، لأَنَّهُمْ يَتَقَدَّمُونَ إِلَى أَكْثَرِ فُجُورٍ…


يوسف راضي:
منذ رحيل الجيل الأول من المؤمنين والمعتنقين، تغلغلت الأخطاء في الإيمان الذي سُلِّم للقديسين. وتفاقم هذا الوضع بعد أن رُسّخت معظم الأخطاء في مجامع مختلفة في القرنين الرابع والخامس. ويمكننا أن نرى النتيجة في المسيحيّة الحديثة.

هناك حرفيًّا عشرات آلاف الطوائف المختلفة.

سامي صابر: قرأتُ مؤخرًا أن هناك أكثر من خمسة وأربعين ألف طائفة مسيحيّة مختلفة.

يوسف راضي: وهل تَعلم لماذا؟

سامي صابر: لأن أحدًا لا يستطيع الاتفاق على النقاط الدقيقة للعقيدة؟


يوسف راضي:
صحيح تمامًا. منذ القرن الرابع، عندما سُنّت الأكاذيب في الكنيسة بسلطة الدولة، لم يكن هناك سوى صراع داخلي بين المسيحيين.

ناضل المؤمنون الصادقون، الذين يحاولون يائسين التمسّك بالنقاء الرسولي، وضحّوا بحياتهم في كثير من الأحيان دفاعًا عن الحقّ.

الخطأ ليس منطقيًا. نرى أنهم يحاولون جاهدين عقليًّا ولفظيًّا محاولين فهم ما هو غير منطقي. ولا أقول إنهم غير صادقين، ولكن من الممكن أن تكون صادقًا ومخطئًا تمامًا.

سامي صابر: من المحزن حقًا أن نفكر في عدد الأبرياء الذين لقوا حتفهم بأبشع الطرق دفاعًا عن الحقيقة. وآخرون، إيمانًا منهم بأن الباطل هو الحق، ضحّوا بحياتهم دفاعًا عنه. إنه لأمر محزن حقًا.

يوسف راضي: هذا ما يحدث عندما تكون المعرفة بلا حكمة. عندما يُنتزع الكتاب المقدس من سياقه ويُضاف إليه الخطأ. لهذا السبب حدثت انشقاقات عديدة في المسيحية على مدى الألفي عام الماضية. يريد الناس الحق، لكنه مطموس لدرجة أنهم لم يعرفوا ماهيّته.

سامي صابر: وهذا يُفسح المجال للكفار ليشيروا الى الانقسامات في المسيحيّة كحجة ضدها. فهم يقولون: "المسيحيون أنفسهم لا يتّفقون على الحق! فكيف نصدق كلامهم؟"


يوسف راضي:
أجل، أنت محق. ينبغي ألا نصدق كلام أي شخص. علينا أن نكون من أهل بيرية وندرس بأنفسنا. وبينما نفعل ذلك، تُتاح لروح يهوه فرصة قيادة عقولنا. هكذا يمكن أن يصل ناس من خلفيّات مختلفة في النهاية إلى حقّ يهوه. وذلك من خلال روحه.

ولهذا، يجب ألا نقاطع أبدًا أي شخص يختلف معنا. إذا قاطعناه، نقطع فرصة الشهادة له. امنحوا الروح القدس وقتًا ومساحةً للعمل، وفي الوقت نفسه، استمروا في تقديم اللطف والمحبة وقبول الجميع، تمامًا كما أظهر لنا يهوشوا من خلال معاملته مع الجميع.

إعلان

المؤمنون محظوظون بتلبية جميع احتياجاتهم من خلال الوعود العظيمة والثمينة. وصفها أحد الكُتّاب بأنها ثروة الكون المتاحة للمؤمنين من خلال كلمة يهوه.

هناك وعودٌ بالحماية، وأخرى بالراحة، وأخرى بالشفاء، وأخرى بالإرشاد. بعضها خاصٌّ بالوالدين، وبعضها للأبناء، وأخرى للثكالى. مهما كانت حاجتك، ستجد في الكتاب المقدس وعدًا يُلبّيها.

لكن، ثمة وعدٌ ثمينٌ للغاية. في الواقع، يُمكن القول إنّ هذا الوعد هو الأقوى على الإطلاق. إنه وعدٌ موجود في اسم الخالق نفسه. بمجرّد أن تعرف هذا الوعد، لن تواجه مشكلةً أو موقفًا ما يبقيك حائرًا بشأن أيّ وعدٍ في الكتاب المقدس يُناسب احتياجاتك، لأنّ هذا الوعد شاملٌ وقديرٌ للغاية.

استمعوا إلى الحلقة السابعة والثمانين بعنوان "الوعد الأقوى في الكون!" إنها حقيقةٌ مُثيرةٌ لا تُفوّت. انقروا على رمز راديو فرصة العالم الأخيرة على موقع WorldsLastChance.com/arabic وابحثوا عن الحلقة سبعة وثمانين: "الوعد الأقوى في الكون!". إنها حلقة على الجميع سماعها!

الجزء الثاني

يوسف راضي: كان إسحاق واتْس راعيًا إنجليزيًا تابعًا للكنيسة التجمعيّة، عاش بين عامي ألف وستمئة وأربعة وسبعين وألف وسبعمئة وثمانية وأربعين. كان عالم لاهوت، لكن ربما اشتهر أكثر بكونه كاتب ترانيم. تُنسب إليه كتابة ما يقارب السبعمئة وخمسين ترنيمة.

سامي صابر: يا إلهي! عدد هائل. قارنْه بمايكل جاكسون مثلاً. بعض المصادر تقول إنه كتب بين مئة وخمسين ومئة وستين أغنية. مصدر آخر يزعم أنه كتب ما يُناهز المئتيّ أغنية، لكنّ العدد لا يقارب السبع مئة وخمسين أغنية! يا إلهي.

يوسف راضي: مايكل جاكسون كان موسيقيًا متفرغًا. وإسحاق واتْس كان راعيًا متفرغًا.

من الأمور التي لم تكن معروفةً عنه أنه كان أيضًا عالمًا في المنطق. درس المنطق وكان بارعًا فيه.

إليك تصريحًا له لتقرأه. هو مقتبسٌ من كتاب "محاضرات حول عقائد المسيحية" لويليام ج. إليوت. إقرأه لنا.

سامي صابر:

ولكن كيف يُمكن لمثل هذه المخلوقات الضعيفة أن تستوعب عقيدة غريبة وصعبة ومبهمة كهذه [الثالوث]، والتي أدى تفسيرها والدفاع عنها الى تضليل جموع من البشر- حتى من أصحاب العلم والتقوى- في خفايا الخلاف ومتاهات الظلام التي لا تنتهي؟ وهل يُمكن أن تكون هذه الفكرة الغريبة والمحيرة عن ثلاثة أشخاص حقيقيين يُشكّلون إلهًا واحدًا حقيقيًا ضروريةً ومهمةً للغاية في العقيدة المسيحية، التي تُصوَّر في العهدين القديم والجديد على أنها واضحة وسهلة الفهم، حتى لأبسط المفاهيم؟


يوسف راضي:
إنه محق. تحاول شرح مفهوم ثلاثة كيانات تُشكّل إلهًا واحدًا، فتجد نفسك تائهًا في متاهة لا نهاية لها من الظلام، مُرتبكًا بين عدد لا يُحصى من الحجج الدقيقة والتلاعب بالألفاظ، مُحاولًا إيجاد المنطق من فوضى غير منطقية.

سامي صابر: كيف يحدث هذا أصلًا؟ كيف يتراكم الخطأ ليُصبح له هذا العدد من المدّعى عليهم والحجج الكثيرة التي تدعمه، بينما عندما ننظر إليه بصدق، نكتشف المغالطات المنطقية؟

يوسف راضي: سؤالك رائع سامي. كنتُ أتساءل عن ذلك، واستخلصت إجابةً رائعةً في كتاب " الأرض الفتية" لـ John Morris. في الواقع، هو يتحدث عن مسألة أخرى، لكن يمكن تطبيق وجهة نظره – التي تتعلق، في سياقها، بعلم الأرض الفتية على ذلك.

سأعرض لك الاقتباس الذي أفكر فيه بسرعة… آه… هناك. إقرأه لنا. حدّدت الجزء الذي أريدك أن تقرأه.

سامي صابر:

يُديم مستمعوه تعصّبه الذي تلقاه خطأً من غيره ممن سبقوه، حتى يومنا هذا، تمامًا كما يُكرّر الطلاب دروسهم، ويُقلّد العلماء "الخبير". ينبغي أن نكون قادرين على تقديم أداء أفضل… عمومًا، يُعارض اللاهوتيون المُدرَّبون في المعاهد اللاهوتية نظريّة الخلق الكتابيّة والعلميّة، أو أنهم لا يُبالون بها. لكن لا يتطلّب الأمر شهادةً في المعاهد اللاهوتية لمعرفة أن الكتاب المقدس يُعلِّم الخلق… في الواقع، ربما يتطلب الأمر تدريبًا في المعاهد اللاهوتيّة لقبول التحريفات [الشائعة] للكتاب المقدس.


يوسف راضي:
الحقيقة بسيطة، وواضحة، ومنطقية. نعم، هناك معانٍ عميقة سيتعلّمها المخلَّصون إلى الأبد، لكنها أيضًا بسيطة جدًا، حتى الطفل يستطيع فهمها.

في الثلاثين من ديسمبر/كانون الأول من عام ألفين وأربعة وعشرين، نشرت صحيفة Rio Times مقالاً بعنوان "الثالوث الأقدس: حجر الزاوية في الإيمان المسيحي".
لديّ نسخة هنا أود منك قراءتها، وبينما تفعل ذلك، لاحِظ ما يعترفون به. يزعمون أنه حجر الزاوية في الإيمان المسيحي…؟ و
لكن، تتناقض تصريحاتهم الأخرى مع ذلك. تفضل.

سامي صابر:

"يُعتبر الثالوث الأقدس العقيدة المركزيّة في المسيحيّة. وينصّ هذا الاعتقاد على وجود الله في ثلاثة أقانيم: الآب، والابن، والروح القدس. كلٌّ منهم إلهٌ كامل، ومع ذلك، لا يوجد إلا إله واحد. وتطوَّر هذا المفهوم عبر قرون من النقاش والتأمل اللاهوتي.

سعى المسيحيون الأوائل جاهدين للتوفيق بين تراثهم التوحيدي وتجاربهم مع الله. واجهوا الله كخالق، وكيسوع المسيح، وكالروح القدس. وأدى ذلك إلى نقاشات عميقة حول طبيعة الله وألوهيّة المسيح.

ظهر مصطلح "الثالوث" لأوّل مرة في أواخر القرن الثاني. وصاغ الكلمة Tertullian، وهو كاتب مسيحي، وسعى إلى شرح العلاقة بين الآب والابن والروح القدس. وأرسى عمله أُسس التطورات اللاهوتية اللاحقة.

كما مثّل مجمع نيقية عام ثلاث مئة وخمسة وعشرين ميلادي نقطة تحوّل في اللاهوت الثالوثي. إذ اجتمع قادة الكنيسة لمناقشة الخلافات حول طبيعة المسيح، مؤكدين أن يسوع "من جوهر واحد" مع الآب. أصبح هذا الإعلان جزءًا من قانون الإيمان النيقاوي، الذي لا يزال يُتلى في الكثير من الكنائس حتى اليوم. حسّنت المجامع اللاحقة هذه العقيدة. فأكد مجمع القسطنطينية عام ثلاث مئة وواحد وثمانين ميلادي على ألوهية الروح القدس. وساهمت هذه المجامع في صياغة الفهم الأرثوذكسي للثالوث، وهدفت إلى الحفاظ على وحدة الله مع الاعتراف بالأقانيم المتميّزة.

تُميّز عقيدة الثالوث المسيحية عن غيرها من الديانات التوحيديّة. فاليهودية والإسلام يرفضان فكرة وجود الله في أشخاص متعدّدة. وقد كان هذا المفهوم الفريد مصدرًا للوحدة والانقسام في المسيحية."

يوسف راضي: فلنفكر الآن فيما قالوه منطقيًا: إذا كان الثالوث هو الحق، فيجب أن نتوقّع وروده في الكتاب المقدس، أليس كذلك؟

سامي صابر: نعم.


يوسف راضي:
يزعمون أن الثالوث هو "العقيدة المركزية للمسيحية". ومع ذلك، ينقلبون ويعترفون بأن المصطلح ظهر لأوّل مرة في أواخر القرن الثاني في كتابات Tertullian، التي أرست الأساس لتطورات لاهوتية لاحقة.

سامي صابر: كذلك عبارة "المجامع اللاحقة صقلَت العقيدة". إنهم يصفون هنا عمليةً استغرقت قرونًا. إذًا، كيف يُمكن أن تكون هذه العقيدة المحوريّة للمسيحية إذا لم يؤمن بها المسيحيون الأوائل، ولم يسمعوا بها أبدًا؟

يوسف راضي: هذا هو السؤال. بعض العقائد المسيحية تذهب إلى حدّ القول إنّه يجب الإيمان بالثالوث للخلاص. هل يعني هذا أنّ الرسل والمسيحيين الرسوليين هالكون؟ لأنّهم بالتأكيد لم يؤمنوا بالثالوث!

سامي صابر: سؤال سديد!


يوسف راضي:
أحضرتُ نسخةً من كتابAnthony Buzzard "من هو يسوع؟" إقرأ الفقرة المُحدّدة.

سامي صابر: يقول:

"علينا أن نكون صادقين بما يكفي للاعتراف بأن آراء الأغلبية ليست بالضرورة صحيحة، وأن التقاليد، التي قُبلت من دون نقد، ربما دفنت الإيمان الأصلي كما علّمه يهوشوا والرسل. وربما علينا أن نأخذ على محمل الجد ملاحظة الكاهن H.L. Goudge عندما كتب عن الكارثة التي حدثت "عندما سيطر الفكر اليوناني والروماني، لا العبري، على الكنيسة". كانت "كارثة في العقيدة والممارسة"، وفقًا للكاهن Goudge، "لم تتعافَ منها الكنيسة أبدًا"."

يا للتصريح الرهيب!

يوسف راضي: لديه حُجة قوية. وعليّ أن أسأل: هل كانت الأغلبية مُحقة في مسائل الإيمان والروحانية والدين؟

سامي صابر: لا، في الواقع، الأغلبية تميل دائمًا إلى الخطأ!


يوسف راضي:
صحيح.
لديّ سؤال آخر: هل سمعتَ يومًا بعقيدة الثالوث المذكورة في نداء
الكرازة؟

سامي صابر: آه… لا؟ لم أفعل.

يوسف راضي: لمَ لا؟ إذا كان لا بدّ من الإيمان بالثالوث للخلاص، فلماذا لا يُذكر الثالوث أبدًا في حملات الكرازة؟ لماذا لا يكون هذا أول ما يُكرز به؟

كان Billy Graham كارزًا أميركيًا، قاد حملات كرازة في جميع أنحاء العالم. زار أستراليا ونيوزيلندا وأوروبا ومصر، والكثير من دول أفريقيا وأميركا الجنوبية، وبالطبع جميع أنحاء أميركا الشمالية.

سامي صابر: أتذكَّر أنه في إحدى المرات سُمح له بإقامة حملة كرازة في الاتحاد السوفييتي.


يوسف راضي:
وزار الصين مرتين.

سامي صابر: حقًا!

يوسف راضي: في العامين ألف وتسع مئة وثمانية وثمانين وألف وتسع مئة وأربعة وتسعين. ولنكون منصفين، لم يقم بأي حملات رسمية هناك، لكنه كان يكرز في الكنائس ويلتقي بالمسؤولين.

وجهة نظري هي: كم عدد عظاته التي كانت عن الثالوث؟

سامي صابر: ليست كثيرة كما أظن.


يوسف راضي:
إن وُجدت أصلًا! شخصيًا، لم أسمع أبدًا بهذه العقيدة في أي مسعى كرازة. وعليّ أن أسأل: لمَ لا؟ إذا كانت العقيدة الأساس في المسيحيّة، فلماذا لا تُركّز عليها عظاتنا؟ هل يُمكن اعتبار هذه النفوس "مخلّصة" حقًا إذا لم تُعلَّم عقيدةً يُعدّ الإيمان بها شرطًا أساسًا للخلاص؟

سامي صابر: الأمر ليس متسقًا حقًا.

يوسف راضي: لديّ هنا اقتباسٌ أودّ أن تقرأه. إنه من كتاب "صورة الإله غير المرئي" للدكتور Anthony Tyrell Hanson. كان أستاذًا للاهوت في جامعة Hull في إنجلترا. وكان أيضًا رئيس تحرير مجلة دراسة العهد الجديد. إذًا، إنه رجلٌ مثقفٌ جدًا.

إسمع ما قاله. إقرأ.

سامي صابر: يقول: "لن يدّعي أي عالم مسؤول في العهد الجديد أن عقيدة الثالوث قد علّمها [يهوشوا] أو بشّر بها المسيحيون الأوائل، أو اعتنقها بوعي أي كاتب من كُتّاب العهد الجديد".


يوسف راضي:
وهو ليس الوحيد.

سامي صابر: نعم، أتذكر أنك في بعض حلقاتنا شاركتَ بتصريحات من علماء آخرين يعترفون بعدم ورود الثالوث في الكتاب المقدس وأن أي كاتب في العهد الجديد لم يؤمن فعليًا بثالوث إلهي.

يوسف راضي: لماذا يحاول المسيحيون اليوم الادّعاء بأنه حجر الزاوية في المسيحية؟ لم يكن موجودًا أصلًا كمفهوم في أذهان كُتّاب العهد الجديد!

في عظته على الجبل، طرح يهوشوا مبدأً هامًا، أود تطبيقه على عقيدة الثالوث. هلا تقرأ متى السابع الآيات الخامسة عشرة إلى العشرين؟

سامي صابر:

«اِحْتَرِزُوا مِنَ الأَنْبِيَاءِ الْكَذَبَةِ الَّذِينَ يَأْتُونَكُمْ بِثِيَاب الْحُمْلاَنِ، وَلكِنَّهُمْ مِنْ دَاخِل ذِئَابٌ خَاطِفَةٌ! مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ. هَلْ يَجْتَنُونَ مِنَ الشَّوْكِ عِنَبًا، أَوْ مِنَ الْحَسَكِ تِينًا؟ هكَذَا كُلُّ شَجَرَةٍ جَيِّدَةٍ تَصْنَعُ أَثْمَارًا جَيِّدَةً، وَأَمَّا الشَّجَرَةُ الرَّدِيَّةُ فَتَصْنَعُ أَثْمَارًا رَدِيَّةً، لاَ تَقْدِرُ شَجَرَةٌ جَيِّدَةٌ أَنْ تَصْنَعَ أَثْمَارًا رَدِيَّةً، وَلاَ شَجَرَةٌ رَدِيَّةٌ أَنْ تَصْنَعَ أَثْمَارًا جَيِّدَةً. كُلُّ شَجَرَةٍ لاَ تَصْنَعُ ثَمَرًا جَيِّدًا تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي النَّارِ. فَإِذًا مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ.


يوسف راضي:
إذن ما هي "ثمار" هذه العقيدة؟

لستَ مضطرًا للنظر إلى أبعد من التاريخ الدموي للعمليّة التي تم من خلالها فرض هذا الاعتقاد على الكنيسة.

سامي صابر: ألم يكن John Calvin، "المصلح البروتستانتي العظيم"، مسؤولاً عن سفك الدماء بسبب هذه العقيدة؟ يبدو أنني أتذكر أنك تحدثت عن ذلك في حلقة أخرى.

يوسف راضي: بالتأكيد. ابتكر كالفن بدعة "من خلُص مرة، يخلُص دائمًا". كما كان يكنّ كراهية شديدة لطبيب إسباني يُدعى Michael Servetus..

اكتشف سيرفيتوس عددًا من الحقائق التوراتية التي تناقض التقاليد الوثنيّة للمسيحيّة اللاحقة. قبل سبع سنوات كاملة من وفاة سيرفيتوس، كتب كالفن رسالة إلى صديقه Farel، قال فيها: "إذا جاء [سيرفيتوس] إلى جنيف، فلن أدعه يغادرها حيًا ما دمت أملك السلطة" .

سامي صابر: يا إلهي. كم أنت "مسيحي" يا كالفن! لا!

يوسف راضي: للأسف، هذا ما حدث بالضبط. يذكر قاموس Wycliffe للسِيَر الذاتية للكنيسة، مقتبسًا: "ألقى كالفن القبض على سيرفيتوس بتهمة الهرطقة، وأدانه وأحرقه حتى الموت". لن أخوض في التفاصيل. إنه أمرٌ مروع. لكنّ الطريقة التي أحرقوا بها سيرفيتوس كانت وحشيةً ومعذبةً للغاية حتى في ذلك العصر.
ما هي إحدى معتقدات سيرفيتوس الرئيسة؟ كان يصرّ على أن عقيدة الثالوث ليست من الكتاب المقدس. ولهذا قُتل بطريقةٍ شريرةٍ حقًا. هذه هي "ثمرة" هذه العقيدة غير المقدسة.

سامي صابر: هذا مُريعٌ. وهل يُفترض أن يكون كالفن المُصلحَ المُتديّن؟ يا إلهي.


يوسف راضي:
لديّ اقتباس آخر أودُّ أن تقرأه. إنه من كتاب "حروب يسوع" لفيليب Philip Jenkins

سامي صابر: يا له من اسم!

يوسف راضي: مرة أخرى، ثمرة عقيدة شيطانية. إنه كتاب شيّق. ستنتهي منه وأنت تهز رأسك وتتساءل كيف يُمكن اعتبار هذا عقيدة "مسيحيّة".
كان غريغوريوس النَزِينْزِيّ رئيس أساقفة القسطنطينية في القرن الرابع. واقتُبس عنه في كتاب "حروب يسوع " إشارةً إلى أساقفة الكنيسة. وهؤلاء الأساقفة من القرن الرابع مسؤولون إلى حد كبير عن معظم الأخطاء في المسيحية اليوم.

تفضل… اقرأ هذا. ماذا قال غريغوريوس النزينزي عن الأساقفة؟

سامي صابر: "أميل إلى تجنب جميع اجتماعات الأساقفة، لأنني لم أرَ أبدًا أي مجمع يُفضي إلى خير، ولا يُفضي إلى حلٍّ للمصائب. بل على العكس، هو عادةً ما يزيدها سوءًا."


يوسف راضي:
وهذا ما قاله أحد معاصريهم!

سامي صابر: إذا أراد شخص أن يعرف، فسيفعل.

يوسف راضي: اسم آخر لغريغوريوس النزينزي هو غريغوريوس اللاهوتي. ما الذي رآه، وما الذي عرفه، ليجعله ينظر بنظرة سلبية إلى أساقفة القرن الرابع، وهم أنفسهم الذين نَعلم أنهم مسؤولون عن كل هذه الأخطاء التي دخلت الكنيسة في ذلك الوقت؟

هل نريد حقًا أن نقبل العقائد التي يدعو إليها هؤلاء الرجال؟

وقفة منتصف البرنامج

أنتم تستمعونَ إلى راديو "فرصةُ العالمِ الأخيرة".

عندما تجدون أنفسكم في موقف لا تعرفون ماذا تفعلون فيه، ولا ماذا تقولون، ولا أي طريق تسلكون، تذكروا الأمثال الثالث: "توكل على الرب بكل قلبك، ولا تعتمد على فهمك الخاص. في جميع طرقك". هذا وعد! صدّقوه. واطلبوه. وستحصلون عليه.

راديو "فرصةُ العالمِ الأخيرة: نُعلّم العقول ونُعدّ القلوب لعودة المسيح المفاجئة!

الجزء الثالث

سامي صابر: سمعتُ أن أجزاءً من الكتاب المقدس قد حُرّفت، بل أُتلفت، لدعم اللاهوت الوثني اللاحق. أهذا صحيح؟

يوسف راضي: بالتأكيد. مثال واضح على ذلك يرد في رسالة يوحنا الأولى، الخامس الآيتين السابعة والثامنة. لمَ لا تقرأهما لنا بسرعة؟

سامي صابر: "فَإِنَّ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي السَّمَاءِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الآبُ، وَالْكَلِمَةُ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ. وَهؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ. وَالَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي الأَرْضِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الرُّوحُ، وَالْمَاءُ، وَالدَّمُ. وَالثَّلاَثَةُ هُمْ فِي الْوَاحِدِ."


يوسف راضي:
يبدو هذا دليلاً على وجود ثالوث إلهي. لكن في الحقيقة لا يرد في أيٍّ من أقدم المخطوطات. ولم يظهر إلا بعد ما يقارب الألف عام! أدرك أحد الكهنة الأذكياء حاجته إلى "دليل" على هذه العقيدة، فأُضيفت في مرحلة ما. لكننا نَعلم أنها لم تكن في النص الأصلي.

سامي صابر: إذا أراد شخص ما دراسة هذا الأمر بشكل أعمق، فهل لديك مصادر تقترحها علينا؟

يوسف راضي: نعم. الدكتور Bart Erhman كاتبٌ عظيم. ألّف كتابًا بعنوان "التحريف الأرثوذكسي للكتاب المقدس".

سامي صابر: يبدو مثيرًا للاهتمام!


يوسف راضي:
نعم، والعنوان الفرعي مُلهمٌ للغاية. العنوان الفرعي هو: "تأثير الخلافات المسيحيّة المبكرة على نص العهد الجديد".

سامي صابر: ألديك نسخة منه؟ هل يمكنني استعارتها؟

يوسف راضي: بالتأكيد.

ليس Erhman العالم الوحيد الذي ينكر الثالوث. السير إسحاق نيوتن أوّل من وضع نظريّة الجاذبيّة كان عالمًا موسوعيًا في القرن السابع عشر فائق الذكاء، وعالم رياضيات وفيزياء وفلك وكيمياء ماهرًا. هذا ما يتذكرّه معظم الناس اليوم عنه. ولكنه كان أيضًا عالم لاهوت.

سامي صابر: نعم، ألبرت أينشتاين كان يحترم نيوتن حقًا.


يوسف راضي:
كان نيوتن مسيحيًا، لكنه أنكر الثالوث. ليس لدينا الوقت الكافي لقراءة الكثير مما قاله، لكن لديّ اقتباس أريدك أن تقرأه لنا. أرى أن منطقه هنا ثاقبٌ جدًا. تفضل.

سامي صابر: "في المسائل الخلافيّة، أحب أن أتناول ما أفهمه جيدًا. فمن طبيعة البشر المتحمّسين والمشكّكين في أمور الدين أن يعشقوا الأسرار، ولذلك يُفضّلون ما لا يفهمونه."

يوسف راضي: كان لدى نيوتن في الواقع الكثير ليقوله حول هذا الموضوع. لكنك لا تستطيع العثور على تلك المصادر اليوم.

John Milton، وهو مفكرٌ مرموقٌ آخر من القرن السابع عشر، أنكر أيضًا وجود الثالوث. حتى إنه ألّف كتابًا في هذا الموضوع بعنوان " خواطر أخيرة حول الثالوث" .

سامي صابر: الشاعر الأعمى. كان غبيًا بعض الشيء، بصراحة. علّم بناته القراءة له بلغات أخرى، لكنه لم يُعلّمهن اللغات نفسها، فلم يفهمن ما يقرأن.


يوسف راضي:
ألا تشعر بالسعادة لأن يهوه يغفر لنا أخطائنا؟

سامي يضحك: بالتأكيد!

يوسف راضي: رفض بعضٌ من أعظم الأشخاص عبر التاريخ – ولا سيّما أولئك الذين كانوا على درايةٍ بالكتب المقدسة – السخافةَ غير المنطقيّة لفكرةِ الثالوث الإلهي. يُعتبر John Locke، الطبيب والفيلسوف الإنجليزي في القرن السابع عشر على نطاقٍ واسعٍ أحدَ أكثرِ العقولِ تأثيرًا في عصر التنوير. فهو رفضَ فكرةَ الثالوثِ لأنه لم يستطع التوفيقَ بين فكرةِ الثالوث الإلهي والعقلِ والمنطق.

كان Walter Matthews كاهنًا أنجليكانيًا. كان عميدًا لكاتدرائية القديس بولس في لندن من عام ألف وتسع مئة وأربعة وثلاثين إلى عام ألف وتسع مئة وسبعة وستين. وكان أيضًا أستاذًا للاهوت في كلية كينغز في لندن. لديّ هنا نسخة من كتابه " الله في الفكر والتجربة المسيحيّة" . إقرأ ما هو مُحدّد. أودُّ أن تسمع ما قاله.

سامي صابر: يقول: "يجب أن يُقرّ كلُّ من لديه أدنى فكرة تاريخيّة بأنَّ عقيدة الثالوث، كعقيدة، لم تكن جزءًا من الرسالة الأصلية. لم يكن القديس بولس يَعلم ذلك، ولم يكن ليفهم معنى المصطلحات المستخدمة في الصيغة اللاهوتيّة التي اتفقت عليها الكنيسة في النهاية".

يوسف راضي: مرة أخرى، هذا هو أساس العمليّة الطويلة التي من خلالها أصبحت هذه الفكرة الوثنيّة مقبولة باعتبارها عقيدة أرثوذكسيّة داخل المسيحيّة.

لكن يجب أن أسألك: بما أنك تَعلم أن يهوه يريد خلاص الجميع، وأنه دعانا للمجيء و"التفاهم" معه، هل تستطيع حقًا أن تتخيّل أنه يجعل بعض العقائد التي يصعب فهمها قضية خلاصية؟

سامي صابر: لا، هذا غير منطقي. وأنت محق: لا أحد يفهمه. حتى إنني قرأت ما أُعلن في المجمع المسكوني الرابع – مجمع خلقيدونية عام أربعمئة وواحد وخمسين ميلادي- حين كان جوهر دراستهم هو طبيعة المسيح. إنه أمرٌ مُربك! لا يمكنك فهمه! وليس لأنني جاهلٌ بالمصطلحات الدينية، بل لأن لا معنى له منطقيًا.

يوسف راضي: الإنجيل بشرى سارة! ولكن كيف يكون بشرى سارة إن لم نفهمه؟

سامي(ضاحكًا): نقطة سديدة.

يوسف راضي: علينا أن نخصّص وقتًا لدراسة الكتاب المقدس، لنرى ما يقوله بأنفسنا. علينا أن نتخلّى عن أفكارنا المسبقة: التقاليد والافتراضات التي تعلّمناها.

لأنك إن فعلتَ هذا، فأنا أضمن لك أنك عندما تعود وتقرأ ما قاله يهوه لموسى عن نفسه، وكيف أشار الأنبياء المختلفون إلى طبيعة يهوه ووصفوها، وكيف تكلّم يهوشوا عن الآب، وما قاله كُتّاب العهد الجديد الآخرون… ستتساءل عن سبب إيمانكِ بأنهم علّموا عن ثالوث إلهي. لأنهم لا يؤمنون بذلك.

علينا أن نتساءل، ونحن نقرأ ما يقوله الكتاب المقدس فعليًا: "ما معنى هذا القول – ما معناه حرفيًا – عن يهوه ويهوشوا؟ ما معناه حرفيًا عن يهوشوا مقارنةً بالآب؟" لأن العهد الجديد يُصوّر يهوشوا مرارًا وتكرارًا على أنه أدنى من الآب. وهذا ليس تمثيلًا من المسيح، بل هو إقرارٌ منه بالواقع.

سامي صابر: صحيح. ممنوع إخراج الآيات من سياقها، أو تحريفها لتقول ما لا تعنيه.

يوسف راضي: هل تريد "عقيدة" تتمسّك بها؟ إنها في التثنية السادس الآيتين الرابعة والخامسة. إقرأهما لنا وستلاحظ أنهما واضحتان ومباشرتان. لا حاجة إلى تعقيدات لفظيّة أو عقليّة لفهم ما تقولانه.

سامي صابر: "اِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ: يهوه إِلهُنَا يهوه وَاحِدٌ. فَتُحِبُّ يهوه إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ قُوَّتِكَ."


يوسف راضي:
القراءة الهامشيّة للآية الرابعة تقول، "اسمع يا إسرائيل: يهوه هو إلهنا. يهوه وحده".

سامي صابر: هذا واضح جدًا.

يوسف راضي: كان كلّ بني إسرائيل يعرفون هذا المقطع. يُسمى "شِيما" أو اسمع يا إسرائيل، ويُتلى كصلاة مرتين يوميًا حتى يومنا هذا. لهذا، لم يؤمن أيٌّ من كُتّاب العهد الجديد، ولا المسيح نفسه، بالثالوث الإلهي، أو يُبشر به. لقد عرفوا هذا المقطع، وحفظوه عن ظهر قلب. كانوا يؤمنون بأن يهوه هو الله وحده.

فلنلقِ نظرة على بعض المقاطع الأخرى. هل تريد إيمانًا منطقيًا؟ حسنًا. طبّق المنطق التالي: هل يمكنك حقًا الإيمان بإله ثلاثة في واحد في ظل كل هذه المقاطع؟
فلنبدأ بـ مرقس
الثاني عشر. حاول الفرّيسيون والصدّوقيون خداع يهوشوا، والإيقاع به، لكنهم لم يتمكنوا من ذلك.
إقرأ الآيات
الثامنة والعشرين حتى الرابعة والثلاثين. يعجبني هذا المقطع، لأنه يُظهر أن يهوشوا عرف حقيقة يهوه. كانت هذه بداية مثالية لادعاء ألوهيته، لكنه لم يفعل. بدل ذلك ، اقتبس من التثنية السادس.

تفضل.

سامي صابر: فَجَاءَ وَاحِدٌ مِنَ الْكَتَبَةِ وَسَمِعَهُمْ يَتَحَاوَرُونَ، فَلَمَّا رَأَى أَنَّ (يهوشوا) أَجَابَهُمْ حَسَنًا، سَأَلَهُ: «أَيَّةُ وَصِيَّةٍ هِيَ أَوَّلُ الْكُلِّ؟»

فَأَجَابَهُ يَهوشوا: «إِنَّ أَوَّلَ كُلِّ الْوَصَايَا هِيَ: اسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ. يهوه إِلهُنَا يهوه وَاحِدٌ.

وَتُحِبُّ يهوه إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ، وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ. هذِهِ هِيَ الْوَصِيَّةُ الأُولَى.

وَثَانِيَةٌ مِثْلُهَا هِيَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ. لَيْسَ وَصِيَّةٌ أُخْرَى أَعْظَمَ مِنْ هَاتَيْنِ».

فَقَالَ لَهُ الْكَاتِبُ: «جَيِّدًا يَا مُعَلِّمُ. بِالْحَقِّ قُلْتَ، لأَنَّهُ يهوه وَاحِدٌ وَلَيْسَ آخَرُ سِوَاهُ. وَمَحَبَّتُهُ مِنْ كُلِّ الْقَلْبِ، وَمِنْ كُلِّ الْفَهْمِ، وَمِنْ كُلِّ النَّفْسِ، وَمِنْ كُلِّ الْقُدْرَةِ، وَمَحَبَّةُ الْقَرِيبِ كَالنَّفْسِ، هِيَ أَفْضَلُ مِنْ جَمِيعِ الْمُحْرَقَاتِ وَالذَّبَائِحِ».

فَلَمَّا رَآهُ يَهوشوا أَنَّهُ أَجَابَ بِعَقْل، قَالَ لَهُ: «لَسْتَ بَعِيدًا عَنْ مَلَكُوتِ يهوه». وَلَمْ يَجْسُرْ أَحَدٌ بَعْدَ ذلِكَ أَنْ يَسْأَلَهُ!

يوسف راضي: أليس من اللافت للنظر أن معلّم الشريعة يقول إنه علينا أن نحب يهوه بـ… ماذا؟ بكل قلوبنا وبكل قوتنا… ولكن بماذا أيضًا؟

سامي صابر: بكل فهمنا.


يوسف راضي:
مرة أخرى: لسنا مدعوين إلى إيمان أعمى، بل نُعطى أساسًا متينًا ومنطقيًا لمعتقداتنا.

فلننظر الآن إلى صلاة المسيح في يوحنا السابع عشر. إقرأ لنا الآيات الثلاثة الأولى.

سامي صابر:

تَكَلَّمَ يَهوشوا بِهذَا وَرَفَعَ عَيْنَيْهِ نَحْوَ السَّمَاءِ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ، قَدْ أَتَتِ السَّاعَةُ. مَجِّدِ ابْنَكَ لِيُمَجِّدَكَ ابْنُكَ أَيْضًا، إِذْ أَعْطَيْتَهُ سُلْطَانًا عَلَى كُلِّ جَسَدٍ لِيُعْطِيَ حَيَاةً أَبَدِيَّةً لِكُلِّ مَنْ أَعْطَيْتَهُ. وَهذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَهوشوا الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.

يوسف راضي: مجرد أن ليهوشوا سلطة على جميع الناس لا يجعله إلهًا. فهو يذكر في الآية الثانية أن هذه السلطة مُنحت له من أبيه، وليست من سلطته الذاتية.

انتقل إلى يوحنا العشرين. هنا يلتقي يهوشوا بمريم المجدلية بعد قيامته مباشرةً. ماذا يقول؟ الآيتان السادسة عشرة والسابعة عشرة.

سامي صابر: قَالَ لَهَا يَهوشوا: «يَا مَرْيَمُ» فَالْتَفَتَتْ تِلْكَ وَقَالَتْ لَهُ: «رَبُّونِي!» الَّذِي تَفْسِيرُهُ: يَا مُعَلِّمُ. قَالَ لَهَا يَهوشوا: «لاَ تَلْمِسِينِي لأَنِّي لَمْ أَصْعَدْ بَعْدُ إِلَى أَبِي. وَلكِنِ اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ: إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلهِي وَإِلهِكُمْ».

يوسف راضي: لاحِظ أن ليهوشوا إلهًا… وهو ليس هو نفسه! لو كان يهوشوا جزءًا لا يتجزأ من الثالوث الإلهي، لما كان له "إله" منفصل عنه.

سامي صابر: هذا صحيح. لكن… لهذا السبب يُعتبر "لغزًا"!

يوسف راضي يضحك: لهذا السبب هو حماقة غير منطقيّة!

بولس يتفق مع هذا. اقرأ كورنثوس الأولى، الثامن الآيتين الخامسة والسادسة.

سامي صابر:

لأَنَّهُ وَإِنْ وُجِدَ مَا يُسَمَّى آلِهَةً، سِوَاءٌ كَانَ فِي السَّمَاءِ أَوْ عَلَى الأَرْضِ، كَمَا يُوجَدُ آلِهَةٌ كَثِيرُونَ وَأَرْبَابٌ كَثِيرُونَ. لكِنْ لَنَا إِلهٌ وَاحِدٌ: الآبُ الَّذِي مِنْهُ جَمِيعُ الأَشْيَاءِ، وَنَحْنُ لَهُ. وَرَبٌّ وَاحِدٌ: يهوشوا الْمَسِيحُ، الَّذِي بِهِ جَمِيعُ الأَشْيَاءِ، وَنَحْنُ بِهِ.


يوسف راضي:
القول بوجود "إله واحد" … و … رب واحد، يعني أن هذا "الرب الواحد" ليس الله. يهوه وحده هو الإله. والكتاب المقدس يؤكد ذلك. ماذا يقول بولس في تيموثاوس الأولى، الثاني الآية الخامسة؟

سامي صابر: "لأَنَّهُ يُوجَدُ إِلهٌ وَاحِدٌ وَوَسِيطٌ وَاحِدٌ بَيْنَ ياه وَالنَّاسِ: الإِنْسَانُ يَهوشوا الْمَسِيحُ…"

يوسف راضي: هذا لا يُميّز يهوشوا عن يهوه فحسب، بل يُؤكّد أيضًا على إنسانية المسيح. هناك إله واحد – يهوه – ووسيط واحد بين الله والبشر… الإنسان، وهو يهوشوا.

ترد هذه الحقيقة نفسها في العهد القديم. ماذا تقول الآية العاشرة من ملاخي الثاني؟

سامي صابر: "أَلَيْسَ أَبٌ وَاحِدٌ لِكُلِّنَا؟ أَلَيْسَ إِلهٌ وَاحِدٌ خَلَقَنَا؟

يوسف راضي: يُكرّر ذلك في الآية الخامسة عشرة حيث ويقول: "أَفَلَمْ يَفْعَلْ وَاحِدٌ وَلَهُ بَقِيَّةُ الرُّوحِ؟ وَلِمَاذَا الْوَاحِدُ؟".

هذه المرة أضاف أداة تعريف. ليس المقصود "إلهًا واحدًا" فحسب، بل " الإله الواحد ". ويهوه هو "إله" يهوشوا أيضًا. فلننتقل إلى أفسس. ترد مقاطع عديدة فيه أود الاطلاع عليها. فلنبدأ من أفسس الأول ولنقرأ الآيتين الثانية والثالثة. هذه هي تحيّة بولس الافتتاحية للمؤمنين في أفسس.

سامي صابر:

نِعْمَةٌ لَكُمْ وَسَلاَمٌ مِنَ اللهِ أَبِينَا وَالرَّبِّ يهوشوا الْمَسِيحِ.

مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يهوشوا الْمَسِيحِ، الَّذِي بَارَكَنَا بِكُلِّ بَرَكَةٍ رُوحِيَّةٍ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ…

يوسف راضي: مرة أخرى: الفصل. لا يمكنك قراءة هذه النصوص والإصرار منطقيًا على أن يهوشوا إله. ليس عندما لا يُشار إليه أبدًا بـ"الله"، وعندما يكون له إلهه الخاص، وهو يهوه.

ماذا يقول أفسس الرابع الآيات الرابعة حتى السادسة؟

سامي صابر: "جَسَدٌ وَاحِدٌ، وَرُوحٌ وَاحِدٌ، كَمَا دُعِيتُمْ أَيْضًا فِي رَجَاءِ دَعْوَتِكُمُ الْوَاحِدِ. رَبٌّ وَاحِدٌ، إِيمَانٌ وَاحِدٌ، مَعْمُودِيَّةٌ وَاحِدَةٌ، إِلهٌ وَآبٌ وَاحِدٌ لِلْكُلِّ، الَّذِي عَلَى الْكُلِّ وَبِالْكُلِّ وَفِي كُلِّكُمْ.."

يوسف راضي: نلاحظ في العهد الجديد بأكمله إشارةً إلى يهوشوا على أنه الرب. أظن أن هذا هو سبب اعتقاد الكثير من المسيحيين المخلِصين بأنه إله، لأنه في العهد القديم، كان اسم يهوه الشخصي يُستبدل بلقب "الرب" العام. أما في العهد الجديد، فهو لقبٌ يدل على الاحترام – وليس الألوهية – ويشير إلى يهوشوا. وفي مواضع أخرى في العهد الجديد تُستخدم كلمة "الرب" للإشارة إلى يهوه، ولكن كلمة "الله" لم تُستخدم قط للإشارة إلى يهوشوا. أما لقب "الله"، فيُشير دائمًا إلى يهوه في العهد الجديد.

في كورنثوس الثانية، الحادي عشر، يُريد بولس التأكيد على صدق كلامه. كيف يفعل ذلك؟ الآية الواحدة والثلاثون.

سامي صابر: "اَللهُ أَبُو رَبِّنَا يهوشوا الْمَسِيحِ، الَّذِي هُوَ مُبَارَكٌ إِلَى الأَبَدِ، يَعْلَمُ أَنِّي لَسْتُ أَكْذِبُ.".

يوسف راضي: مرة أخرى: يهوشوا إنسانٌ كامل. له إلهٌ كغيره. هذا الإله هو يهوه.

أحد المقاطع التي لم نعرها انتباهًا هو إعلان الملاك لمريم. الآن، ما أريد أن يفهمه الجميع هو أنه عندما يذكر الكتاب المقدس أن يهوشوا هو الابن الوحيد "المولود" ليهوه، ذلك يُشير إلى وجوده ذاته، والذي بدوره يكشف عن حقيقة طبيعته. أن يكون "مولودًا" يعني، حرفيًا، أن يأتي إلى الوجود.
لو كان يهوشوا إله
ًا، لكان يجب أن يكون له وجود سابق. لكنه لم يكن كذلك، ونحن نَعلم ذلك لأن الكتاب المقدس يتحدث مرارًا عن ولادته.

فلنقرأ مجددًا ما قاله الملاك لمريم، ولاحِظ كيف أن هذا لا يكون منطقيًا لو كان يهوشوا "إلهًا".

لوقا الأوّل الآيات السادسة والعشرون إلى الخامسة والثلاثين. واترك الألقاب كما هي في اليونانية.

سامي صابر: وَفِي الشَّهْرِ السَّادِسِ أُرْسِلَ جِبْرَائِيلُ الْمَلاَكُ مِنَ اللهِ إِلَى مَدِينَةٍ مِنَ الْجَلِيلِ اسْمُهَا نَاصِرَةُ، إِلَى عَذْرَاءَ مَخْطُوبَةٍ لِرَجُل مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ اسْمُهُ يُوسُفُ. وَاسْمُ الْعَذْرَاءِ مَرْيَمُ. فَدَخَلَ إِلَيْهَا الْمَلاَكُ وَقَالَ: «سَلاَمٌ لَكِ أَيَّتُهَا الْمُنْعَمُ عَلَيْهَا! يهوه مَعَكِ. مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ».

فَلَمَّا رَأَتْهُ اضْطَرَبَتْ مِنْ كَلاَمِهِ، وَفَكَّرَتْ: «مَا عَسَى أَنْ تَكُونَ هذِهِ التَّحِيَّةُ!» فَقَالَ لَهَا الْمَلاَكُ: «لاَ تَخَافِي يَا مَرْيَمُ، لأَنَّكِ قَدْ وَجَدْتِ نِعْمَةً عِنْدَ اللهِ. وَهَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْنًا وَتُسَمِّينَهُ يهوشوا. هذَا يَكُونُ عَظِيمًا، وَابْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَى، وَيُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلهُ كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ، وَيَمْلِكُ عَلَى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَةٌ».

فَقَالَتْ مَرْيَمُ لِلْمَلاَكِ: «كَيْفَ يَكُونُ هذَا وَأَنَا لَسْتُ أَعْرِفُ رَجُلاً؟»

فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لَها: «اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ.

يوسف راضي: لا معنى لكل هذا لو كان يهوشوا هو الله.

في كورنثوس الأولى، الرابع عشر الآية الثالثة والثلاثين، يقول بولس: "لأَنَّ اللهَ لَيْسَ إِلهَ تَشْوِيشٍ بَلْ إِلهُ سَلاَمٍ". وهذا كل ما في عقيدة الثالوث. إنها خطأ، ولهذا السبب تُسبب تشويشًا. علينا أن نستخدم عقولنا، أي الفكر الذي منحنا إياه يهوه، وأن نطبق المنطق على معتقداتنا. وفي المقابل، تعهّد يهوه بتقديم كل الأدلة التي نحتاج إليها لنقتنع.

ودورنا هو أن ندرس بعقل منفتح وأن نكون على استعداد لاتّباع الحق أينما يقودنا.

وعد اليوم

مرحبًا! هنا راديو فرصة العالم الأخيرة، معكم ناديا يعقوب في وعد اليوم من كلمة ياه.

إحدى الترانيم المفضلة لديّ عنوانها: "النعمة، أعظم من خطيئتنا". تقول بدايتها، "النعمة رائعة من ربنا المحب، النعمة تتجاوز خطايانا وذنبنا!" وتنتهي بالجوقة التي تردّد، "النعمة، النعمة، نعمة [يهوه]، النعمة أعظم من كل خطايانا!"

النعمة أكثر من مجرّد جمال بدني وقوة عضليّة. والتعريف الأصلي للنعمة هو خدمة غير مستحقَّة، وهذا ما اختبرتْه Linda Hemby من مصدر غير متوقع.

كان مزاج ليندا سيئًا. وكان زوجها Fred يشارك في إحدى بطولات الغولف في سان دييغو المشمسة، تاركًا إياها تفتح عنه مطعمه. الطقس كان يتوافق ومزاجها. فهبت عاصفة رعديّة، لم تشهدها من قبل جنوب كاليفورنيا في آب /أغسطس، وانهمرت الأمطار. بعد شهور من الحرارة، ارتفع الزيت في الرصيف وبات على السطح، ما حوّل الرصيف المبلّل إلى رصيف زلق خطر. للحظة، كانت ليندا تقود سيارتها بسيطرة تامة. ولكن بعد دقائق معدودة، انزلقت سيارتها على الماء، ودارت ثلاث مئة وستين درجة وواجهت السيارات القادمة. ومن دون أي قوة دفع، انزلقت جانبًا نحو منحدر شديد الانحدار إلى يمينها.

فجأة، ظهرت شاحنة صغيرة في الخط الخارجي، تسير في الاتجاه نفسه. فاصطدمت سيارة ليندا بالشاحنة بقوة، حتى ارتدت سيارتها وسارت في عرض الطريق بالكامل وانتهت في الخندق على الجانب الآخر.

اتصلت ليندا بزوجها وهي في حالة ذهول وشرحت له الحادث. ثم، ترجلت من سيارتها، وتوجهت إلى سائق الشاحنة لتسأل عما إذا كان على ما يرام وتعتذر منه عن الاصطدام به. كان الرجل يقف خارج الشاحنة بينما كانت زوجته جالسة في الداخل. وأوضح أنه كان عيد ميلاد زوجته وأنهما كانا ينويان الاحتفال.

شعرت ليندا بالسوء من قبل لكنها الآن تشعر بسوء أكبر. ثم حدث أمر أكثر روعة. إذ ابتسم الرجل لليندا وقال لها، "أنا سعيد لأنني كنت هناك لتصطدمي بي، وإلا لتدهورت سيارتك." لقد قطعَت النعمة والشفقة المطلقة في كلماته أنفاس ليندا. كيف تشكر شخصًا لكونه لطيفًا وكريمًا؟ لكونك ممتنًا لأنك اصطدمت به، وألحقت أضرارًا بمركبته، في عيد ميلاد زوجته، ولإنقاذك من الوقوع من الهاوية؟

في تِيمُوثَاوُسَ الثَّانِية، الأول تقول الآيتان التاسعة والعاشرة إن يهوه: "الَّذِي خَلَّصَنَا وَدَعَانَا دَعْوَةً مُقَدَّسَةً، لاَ بِمُقْتَضَى أَعْمَالِنَا، بَلْ بِمُقْتَضَى الْقَصْدِ وَالنِّعْمَةِ الَّتِي أُعْطِيَتْ لَنَا فِي الْمَسِيحِ يَهوشوا قَبْلَ الأَزْمِنَةِ الأَزَلِيَّةِ، وَإِنَّمَا أُظْهِرَتِ الآنَ بِظُهُورِ مُخَلِّصِنَا يَهوشوا الْمَسِيحِ، الَّذِي أَبْطَلَ الْمَوْتَ وَأَنَارَ الْحَيَاةَ وَالْخُلُودَ بِوَاسِطَةِ الإِنْجِيلِ."

لقد مُنحنا وعوداً عظيمة وثمينة. إبدأوا بالمطالبة بها!

الجزء الرابع

سامي صابر: شكرًا لانضمامكم إلينا اليوم. إذا استمتعتم بحلقة اليوم وترغبون في مشاركتها مع صديق، فيمكنكم العثور عليها على موقعنا WorldsLastChance.com/arabic. ابحثوا عن الحلقة مئتين وسبعة وسبعين بعنوان "دور الفلسفة في الدين".

نأمل أن تتمكنوا من الاستماع إلينا غدًا من جديد. وحتى ذلك الحين، تذكروا: يهوه يحبكم. . . وهو جدير بثقتكم!

تسجيل الخروج

 

كنتم تستمعون إلى راديو فرصة العالم الأخيرة.

هذه الحلقة والحلقات السابقة من راديو فرصة العالم الأخيرة متاحة للتنزيل على موقعنا. إنها رائعة للمشاركة مع الأصدقاء ولاستخدامها في دراسات الكتاب المقدس! كما أنها مصدر ممتاز لأولئك الذين يعبدون يهوه بمفردهم في المنزل. للاستماع إلى الحلقات التي بُثّت سابقًا، زوروا موقعنا WorldsLastChance.com/arabic وانقروا على رمز راديو فرصة العالم الأخيرة المعروض على صفحتنا الرئيسية.

في تعاليمه وأمثاله، لم يقدّم المخلّص أي "علامات للأزمنة" يجب الانتباه إليها. بدل ذلك، فحوى رسالته كان… اليقظة المستمرة. إنضموا إلينا مرة أخرى غدًا للحصول على رسالة أخرى مليئة بالحق بينما نستكشف مواضيع مختلفة تركّز على عودة المخلّص وكيفية العيش في استعداد دائم للترحيب به بحرارة عندما يأتي.

راديو فرصة العالم الأخيرة: نُعلّم العقول ونُعدّ القلوب لعودة المسيح المفاجئة.

هذا الموقع مسجل على wpml.org كموقع تطوير. قم بالتبديل إلى مفتاح موقع الإنتاج إلى remove this banner.