WLC Radio
سفر الرؤيا وتدمير أورشليم
الحلقة 253سفر الرؤيا وتدمير أورشليم
أهلًا بكم الى راديو فرصة العالم الأخيرة، التابع لموقع وورلدز لاست تشانس، وهو خدمة مخصّصة لتعلّم كيفية العيش في استعداد دائم لعودة المخلّص.
طوال ألفي عام، والمؤمنون من كل جيل يتوقون إلى أن يكونوا الجيل الأخير. ولكن، خلافًا للاعتقاد الشائع، لم يعطِ المسيح المؤمنين «علامات الأزمنة» لينتبهوا إليها، بل على العكس، حذّر يهوشوا مراراً من أن مجيئه سيفاجئ حتى المؤمنين. وأوصاهم بإلحاح بأن يكونوا مستعدين دائمًا إذ قال:
" لِذَلِكَ كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا مُسْتَعِدِّينَ، لِأَنَّهُ فِي سَاعَةٍ لَا تَظُنُّونَ يَأْتِي ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ." (متى٢٤: ٤٤)
راديو فرصة العالم الأخيرة: نُعلّم العقول ونُعدّ القلوب لعودة المسيح المفاجئة.
الجزء الأول
سامي صابر: سفر الرؤيا. لقد أذهل آخر سفر في الكتاب المقدس المؤمنين على مدى قرون وأصابهم بالإحباط. والسبب الأساس هو الآيات التي تعكس قدرًا كبيرًا من الإلحاح. مثلًا: "وَهَا أَنَا آتِي سَرِيعًا وَأُجْرَتِي مَعِي"، "ولأَنَّ الْوَقْتَ قَرِيبٌ". بالنسبة إلى المؤمنين الذين يبحثون عن عودة المخلّص، هذه وعود ثمينة. لكنّ الارتباك والإحباط يحدثان حين يتعين علينا جميعًا الاعتراف بأن ألفي عام ليست قريبة أو سريعة.
علاوة على ذلك، يشبّه السِفر رسالة كتبها جاسوس بشيفرات سرية للغاية. فهو يحتوي على عدد كبير من الرموز، وستحتاج إلى آلة Enigma أو متحدث شيفرة نافاهو Navajo لفكها!
مرحبًا، أنا سامي صابر، وأنتم تستمعون إلى راديو فرصة عالم الأخيرة حيث نغطي مواضيع متعلقة بالكتاب المقدس والنبوءة والمعتقدات الكتابية والتقوى العملية والاستعداد الدائم لعودة يهوشوا.
اليوم، سيبحث يوسف في الأدلة على تاريخ كتابة الرؤيا، لأنه خير دليل على كيفية فك شيفرته. لاحقًا، في حقيبة البريد اليومي، سنتحدث عن الحاجة إلى التحكم بأفكارنا وكيف يُفترض بنا فعل ذلك. وأخيرًا، لدى ناديا يعقوب وعد خاص لأولئك الذين اعتادوا أن يكونوا لطفاء.
يوسف؟ ماذا لديك لنا اليوم؟ كيف يساعدنا تحديد تاريخ كتابة الرؤيا في فك شيفرته؟
يوسف راضي: سؤالك رائع ومهم. فتحديد تاريخ كتابة السِفر مهم لأنه يساعدنا على معرفة الحدث الذي يتنبأ به.
وإشارتك إلى متحدثي شيفرة نافاهو هي مثال ممتاز على الصراع الذي خاضه المؤمنون لفك رموز هذا السفر.
بالنسبة إلى أولئك الذين ربما لم يسمعوا عنهم من قبل، ما رأيك في أن تخبرنا قليلاً عنهم؟
سامي صابر: حسنًا، شكّل متحدثو شيفرة نافاهو جزءًا سريًا من الجيش الأمريكي في أثناء الحرب العالمية الثانية. في الواقع، كان الأمر سريًا للغاية، لدرجة أن مهمتهم وأنشطتهم في زمن الحرب بقيت سرية لعقود. ولكن، في النهاية، تبين أن الشباب من قبيلة نافاهو من الهنود الأمريكيين كانوا يُستخدمون لنقل رسائل سرية لصالح المجهود الحربي الأمريكي. لا أعرف ما إذا استُخدموا في أوروبا، لكنني أَعلم أنهم استُخدموا في الحرب في المحيط الهادئ ضد اليابانيين.
يوسف راضي: لغة نافاهو لغة غامضة للغاية، لدرجة أنك حتى لو سمعتَها، يرجَّح أنك لن تعرف ما كنتَ تسمعه. لسنا مجبرين على إتقان الألمانية أو الفرنسية لنميزهما حين نسمع أحدهم ينطق بهما.
سامي صابر: أو الصينية.
يوسف راضي: صحيح. ولكن إذا سمعنا شخصًا يتحدث نافاهو، فكم منا يمكنه تحديد اللغة؟ لذا، حتى لو سُمعت رسائلهم، كان التحدث بهذه اللغة الغامضة بمثابة طبقة إضافية من الحماية. وقد قُدِّر أنه في بداية الحرب العالمية الثانية، كان أقل من ثلاثين شخصًا من غير متكلمي النافاهو قادرين على فهم اللغة. ولديها قواعد نحوية معقدة، لذا…
سامي صابر: أليست النافاهو لغة نغمية أيضًا؟
يوسف راضي: لا أعرف. ربما.
سامي صابر: حسب ما قرأتُ إنها لغة نغمية.
يوسف راضي: إذا كانت كذلك، فإن هذا سيضعف قدر الحماية.
سامي صابر: على أي حال، باستخدام لغة نافاهو، توصّل الجيش الأمريكي إلى شيفرة معينة. مثلاً، ترمز أنواع مختلفة من الطيور إلى أنواع مختلفة من الطائرات العسكرية. وترمز أنواع مختلفة من الأسماك إلى فئات مختلفة من الغواصات. في الأساس، شيفرة داخل شيفرة.
يوسف راضي: عمل مميز. ولم يتمكن اليابانيون من فك الشيفرة أبدًا.
سامي صابر: أقرب ما توصلوا إليه كان عندما أسروا جنديًا أميركيًا كان بالصدفة من متحدثي النافاهو وأرغموه على الاستماع إلى الرسائل. بالطبع، تعرّف إلى اللغة ولكن حتى في ذلك الوقت، لم يكن لها معنى بالنسبة إليه بسبب الطريقة التي كانت تُستخدم بها. لم يستطع أن يخبرهم، مثلًا، أن الحوت الذي يرمز إلى سفينة حربية أو طائر الطنان – كل ذلك بلغة النافاهو بالطبع – كان طائرة مقاتلة. لم يكن يعرف ذلك، لذلك لم يتمكنوا أبدًا من فك الشيفرة.
يوسف راضي: هذا مشابه لما نواجهه في الرؤيا. إذ كان يُفترض أن يكون مفهومًا، لكنّ عدم معرفة متى كُتب أضاف طبقة أخرى من "الحماية"، إذا صح التعبير، إلى الشيفرة، ولم نتمكن أبدًا من فكها.
سامي صابر: ماذا تقصد؟
يوسف راضي: قال معظمنا إن كتابة الرؤيا كانت في وقت متأخر جدًا من حياة يوحنا. ونَعلم أنه كُتب وهو في جزيرة بَطْمُس لأنه قال ذلك.
سامي صابر: لطالما عُلّمت أنه توفى في بطمس.
يوسف راضي: كثيرون يفترضون ذلك، لكن لم يحدث ذلك. حُكِم عليه بالنفي الى هناك، لكنه قضى عقوبته ثم غادر.
يكمن السبب وراء أهمية معرفة متى كُتب سفر الرؤيا في أنه يغيّر الحدث الذي يذكره، اعتمادًا على تاريخ كتابته. إذا كان من الممكن إثبات أن الرؤيا كُتب قبل تدمير أورُشليم، فهذا هو الحدث الذي تنبأ به. أما إذا كُتب بعد تدمير أورُشليم، فالحدث الآخر الوحيد الذي يمكن أن يصفه هو عودة يهوشوا.
كنا مخطئين في تفسيرنا للرؤيا لأننا كنا نفترض أن الحدث الذي يصفه هو عودة المسيح بينما في الواقع كان يوحنا يرسل تحذيرًا بشأن سقوط أورُشليم القادم.
سامي صابر: الفرق شاسع.
يوسف راضي: نعم. في الماضي، خصّص راديو فرصة العالم الأخيرة الكثير من الوقت في التركيز على نبوءات الرؤيا لأننا كنا نؤمن بأنها كانت تزودنا بعلامات يجب التنبه اليها لإعلامنا بموعد عودة يهوشوا. تجاهلنا تحذيرات المسيح المتكررة بأن عودته ستكون كـ"لص في الليل" وفي ساعة لا نتوقعها.
سامي صابر: افترضنا أن الضالين سيفاجَأون، وليس الأبرار. في النهاية، طلب منا المسيح أن نكون مستعدين، وإذا كنا مستعدين فلن نتفاجأ.
يوسف راضي: فاتنا أن الهدف الكامل من الاستعداد تحديدًا هو لأنه، وفقًا للمسيح، لن نكون قادرين على معرفة متى سيعود.
من خلال افتراض أن الرؤيا يتنبأ بعودة المسيح، ندفن نبوءات هذا السفر في شيفرة لا يمكن فكها. غير قابلة للفك، لأنه افتراض غير صحيح. ولكن إذا اعتبرنا أن هذا هو تحذير يهوشوا المحب بشأن تدمير أورُشليم، فستصبح الأمور كافة منطقية.
سامي صابر: كيف يَكشف موعد كتابته عن ذلك؟
يوسف راضي: إذا أثبتنا أن الرؤيا كُتب بعد تدمير أورُشليم، كما لطالما افترضنا، فإن الحدث الوحيد الذي يمكن أن يصفه، هو المجيء الثاني. ولكن إذا أثبتنا أن النص كُتب قبل سقوط أورشليم وإذا استخدمنا هذا الحدث كرمز لفك الشيفرة، فيصبح واضحًا أن الحدث المتنبأ به هو في الحقيقة تدمير أورشليم وليس عودة المسيح.
سامي صابر: ما هي الأسباب التي تدفع الناس إلى الاعتقاد بأن الرسالة كُتبت بعد سقوط أورشليم؟ بالنسبة إلي، بما أنني عَلّمت أن يوحنا مات في بطمس، فإنني افترضتُ أنها كُتبت في وقت متقدم من حياته. هل من أسباب أخرى تدفع الناس إلى الاعتقاد بأنها كُتبت بعد سقوط أورُشليم؟
يوسف راضي: لدينا ادعاءات متضاربة حول من نفاه إلى بطمس ومتى. وهذا يزيد من الارتباك. يؤمن بعضهم بأن الإمبراطور دُومِيتْيان كان مسؤولاً عن نفي يوحنا. فهو كان إمبراطورًا بعد نيرون. يُؤمنون بأن يوحنا كان في بطمس بين عامي واحد وثمانين وستة وتسعين ميلادي.
ومع ذلك، تُناقض وثائق تاريخية كثيرة هذا الادعاء، وتقول إنه نُفي إلى بطمس خلال حكم نيرون، أي قبل العام سبعين ميلادي.
ربما أَفضل دليل لدعم تاريخ لاحق في كتابات إيرِينَيْئوس، هو أحد آباء الكنيسة الأوائل الذي عاش من العام مئة وعشرين إلى العام مئتين واثنين ميلادي.
سامي صابر: إذن لم تتداخل حياته وحياة يوحنا على الإطلاق.
يوسف راضي: لا. ادعى إيرِينَيْئوس أن يوحنا كتب الرؤيا خلال حكم دُومِيتْيان – مرة أخرى، الإمبراطور بعد نيرون وبعد تدمير أورشليم.
سامي صابر: هذه سلطة مبكرة إلى حد ما. أهناك سبب للشك في ادعائه؟
يوسف راضي: كان إيرِينَيْئوس مهملًا بعض الشيء في دقته التاريخية. إدّعى، مثلًا، أن خدمة يهوشوا العلنية استمرت لعشرين عامًا، بدل ثلاثة أعوام ونصف كما يقول الكتاب المقدس. وأنه صُلب في سن الخمسين، وليس الثالثة والثلاثين.
سامي(ضاحكًا): إذًا ليس ذات سلطة موثوقة جدًا.
يوسف راضي: نعم.
سامي صابر: إذن ما الدليل الذي برأيك يدعم تاريخًا أقدم للرؤيا؟
يوسف راضي: هل سمعت من قبل بالبَشيطة؟
سامي صابر: لا.
يوسف راضي: أو السريانية؟
سامي صابر: لا تبدو مألوفة.
يوسف راضي: البَشيطة هي النسخة السريانية من الكتاب المقدس، أي أنها نسخة الكتاب المقدس التي يستخدمها المسيحيون السوريون. من حيث العمر، تأتي في المرتبة الثانية بعد الترجمة السبعينية اليونانية.
البشيطة قيّمة لسبب آخر وهو أنها النسخة الوحيدة التي لا تزال مكتوبة بالآرامية، لغة يهوشوا والرسل. ربما كتب لوقا باليونانية. ولكن بعض الأدلة تشير إلى أن بقية كتب العهد الجديد كُتبت بالآرامية.
سامي صابر: هذا منطقي؛ فهي اللغة التي تحدثوا بها.
يوسف راضي: إذا انتقلت إلى صفحة العنوان من سفر الرؤيا في هذه النسخة القديمة من العهد الجديد، فستجد أنها تقول: "مرة أخرى، كان الوحي على القديس يوحنا الإنجيلي من يهوه عندما كان في جزيرة بطمس، حيث نفاه الإمبراطور نيرون."
سامي صابر: أليس هذا مثيرًا للاهتمام؟ إذن، إذا كان نيرون إمبراطورًا من …؟
يوسف راضي: من العام أربعة وخمسين إلى العام ثمانية وستين ميلادي.
سامي صابر: فهذا يعني أن كتابة الرؤيا كانت في وقت سابق بكثير! هذا مدهش.
يوسف راضي: حدث ذلك في حقبة تسبق حقبة الإمبراطور دُومِيتْيان الذي حكم الإمبراطورية الرومانية من العام واحد وثمانين حتى العام ستة وتسعين ميلادي.
إذا أجريت بحثًا على غوغل عن نفي يوحنا إلى بطمس، فستقع على منشور تلو الآخر يقول إنه نُفي في حكم دوميتيان. لكنّ نيرون كان في وقت أسبق بكثير، إذ مات إما على يده أو على يد سكرتيره، عام ثمانية وستين ميلادي.
من يريد دراسة البَشيطة، فليَعلم أن علماء السريانية أشاروا إليها باسم "ملكة" النسخ بسبب ترجمتها "الدقيقة والأمينة والحرفية". ووفقًا للموسوعة البريطانية بْريتانيكا، أقدم النسخ الباقية من البشيطة لا تتضمن الرسالة الثانية لبطرس، أو الرسالة الثانية والثالثة ليوحنا، أو يهوذا، أو الرؤيا. فانتبهوا الى بذلك.
غير أن أسبابًا أخرى كثيرة تدعم كتابة الرؤيا في وقت سابق.
سامي صابر: حسنًا، سنأخذ استراحة قصيرة، ولكن عندما نعود، أود التحدث عن تلك الأسباب.
نعود بعد قليل.
إعلان
غالباً ما يُنظر إلى أيوب على أنه مثال لشخص عاش معاناة شديدة ومع ذلك ظلّ مخلصًا لياه. النبي حزقيال شخص آخر تحمّل معاناة شديدة ومع ذلك ظلّ مخلصًا ليهوه.
كثيرون يعتبرونه، بشيء من المزاح، النبي الذي ظهرت له رؤيا عظام جافة متصلة بعظام أخرى، ما ألهَمَ إحدى الترانيم الإنجيلية القديمة.
ولكن، ما يتعلّق بحزقيال أكثر بكثير من رؤياه لوادي العظام الجافة. فحزقيال كان معاصراً لدانيال.
وعلى عكس عدة أنبياء، كان حزقيال متزوجاً. وللأسف، ماتت زوجته يوم عاد نبوخذنصّر إلى أورشليم وحاصر المدينة مرة ثانية. وفي النهاية، أُسر حزقيال في بابل مع العديد من الإسرائيليين. ومع ذلك، بقي طوال الوقت مخلصاً ليهوه.
تحتوي حياة حزقيال على دروس قوية للمؤمنين اليوم. للاطلاع عليها زر موقعنا www.worldslastchance.com/arabic وابحث عن مقالة بعنوان: "لحظة من حزقيال في حياتك." إذا واجهت يومًا ظروفًا عصيبة – حزنًا عميقًا أكبر من أن يعبّر الكلام عنه، وخسارة عميقة أكبر من أن تعبّر الدموع عنها – فاقرأ هذه المقالة. ابحث عن " لحظة من حزقيال في حياتك " على موقعنا www.worldslastchance.com/arabic
الجزء الثاني
يوسف راضي: السبب التالي الذي يدفعني إلى الإيمان بأن كتابة الرؤيا حصلت في وقت مبكر هو أن يوحنا يحدد نيرون على أنه "الملك" الذي كان في السلطة آنذاك.
سامي صابر: حقًا؟ أين ورد ذلك؟
يوسف راضي: انتقل إلى الرؤيا السابع عشر. يرد فيه أن يوحنا رأى امرأة جالسة على وحش قرمزي اللون له سبعة رؤوس وعشرة قرون. ما من شك في ما يرمز إليه هذا. هل تذكر أننا لطالما قلنا إن الكتاب المقدس يجب أن يفسّر نفسه بنفسه؟ هو يفعل ذلك في الآيتين التاسعة والعاشرة. اقرأهما من فضلك. الملاك هو من يتحدث ويخبر يوحنا كيف يفسره.
تفضل.
سامي صابر: "هُنَا الذِّهْنُ الَّذِي لَهُ حِكْمَةٌ! اَلسَّبْعَةُ الرُّؤُوسِ هِيَ سَبْعَةُ جِبَال عَلَيْهَا الْمَرْأَةُ جَالِسَةً. وَسَبْعَةُ مُلُوكٍ: خَمْسَةٌ سَقَطُوا، وَوَاحِدٌ مَوْجُودٌ، وَالآخَرُ لَمْ يَأْتِ بَعْدُ. وَمَتَى أَتَى يَنْبَغِي أَنْ يَبْقَى قَلِيلاً."
يوسف راضي: منذ العصور القديمة، كانت روما تُعرف باسم مدينة التلال السبعة.
سامي صابر: هل أستطيع تذكّرها. تلة Capitoline، وتلة Aventine ، و… Palatine، و…. Esquiline
لا، لا تقل. تلة… Caelian…
يوسف راضي: فاجأتني، سامي! فأنا لا أتذكرها.
تُظهِر المرأة الجالسة على التلال السبعة أنها مقر السلطة. يخبر الملاك يوحنا أن الرؤوس السبعة للوحش هي سبع تلال، لكنها تمثل سبعة ملوك أيضًا. خمسة منهم سقطوا. وواحد "موجود". بعبارة أخرى، إذا حسبنا سبعة ملوك، فإن السادس هو الذي في السلطة حاليًا. وعندما يأتي السابع، سيحكم لفترة قصيرة فقط.
إذا حسبتَ الأباطرة الرومان بدءًا بـ يوليوس قيصر—
سامي صابر: لماذا يوليوس؟
يوسف راضي: لأنه حصل تحول سياسي ضخم تحت قيادته. انتهت الجمهورية الرومانية، وبدأت الإمبراطورية. لذا إذا اعتبرتَ يوليوس قيصر أول "ملك"، فإن التالي كان قيصر أوغسطس، ثم تِيبيرْيُوس قيصر، فكاليجولا، وكْلاوْديوس و… السادس كان: نيرون. كان "الملكَ" الذي "هو موجود" في حقبة كتابة يوحنا.
سامي صابر: مدهش. والأمر واضح. وإن وضعناه في المستقبل كما فعلنا في الماضي، فسيتناقض والكلمات الواضحة للملاك التي تثبت أنه "ملك" في القرن الأول.
يوسف راضي: صحيح.
انتقل الآن إلى الرؤيا الحادي عشر. هذا دليل آخر على تاريخ سابق للكتاب. الآية الأولى. ماذا تقول؟
سامي صابر: "ثُمَّ أُعْطِيتُ قَصَبَةً شِبْهَ عَصًا، وَوَقَفَ الْمَلاَكُ قَائِلاً لِي: «قُمْ وَقِسْ هَيْكَلَ ياه وَالْمَذْبَحَ وَالسَّاجِدِينَ فِيهِ."
يوسف راضي: هذا واضح جدًا؛ كيف فوتنا ذلك من قبل. لدي سؤال: كيف يمكن ليوحنا أن "يقيس هيكل يهوه" إذا كان قد دُمر؟
سامي صابر: ماذا؟
يوسف راضي: دُمر الهيكل في عهد تيطُس عام سبعين ميلادي. لن يكون منطقيًا استخدام الهيكل كرمز إذا دُمر قبل بضع سنوات.
سامي صابر: ألا يمثل هذا، الهيكلَ في السماء؟ كما تعلم، ظهر لموسى في الرؤيا وأُمر باستخدامه كنموذج للهيكل على الأرض.
يوسف راضي: لا، لأنه أُمر أيضًا بقياس أولئك الذين يمارسون العبادة هناك. إنها الدينونة. لا تحدث دينونة في السماء لأنه، كما قيل لنا، لا يُسمح لأي أمر غير مقدس بالدخول. هذه الآية لا معنى لها إلا إذا كانت تشير إلى هيكل على الأرض حيث لا يزال البشر الساقطون يمارسون العبادة.
سامي صابر: فهمتُ الفكرة.
يوسف راضي: فلنتحدث عن الاضطهاد الشديد الذي تعرّض له المسيحيون… من قِبل اليهود. وهذه نقطة مهمة. فلاحقًا، حصل اضطهاد متزايد من قبل الرومان الوثنيين. ولكن أوائل ومنتصف القرن الأول، كان الاضطهاد من قبل اليهود.
سامي صابر: صحيح. حتى بولس -المعروف بشاول سابقًا- كان معروفًا بأنه مسؤول عن اعتقال عدد من المؤمنين الأوائل وقتْلهم.
يوسف راضي: لكنّ الأمة اليهودية انتهت بتدمير أورشليم عام سبعين ميلادي. فقد دُمر الهيكل؛ وتفككت الأمة اليهودية نفسها، وتشتت الشعب. لم يكن من الممكن أن يحدث كل هذا بعد تدمير أورشليم!
سامي صابر: صحيح.
يوسف راضي: لم يكن لليهود أي سلطة على الإطلاق بعد تدمير الهيكل وتفكيك أمّتهم. لم تكن لديهم أي سلطة. أصبحوا هم أنفسهم هدفًا للاضطهاد من قبل الرومان. لم تكن لديهم أي سلطة لاضطهاد المسيحيين بعد العام سبعين ميلادي.
ومع ذلك، يوحنا واضح في الرؤيا بقوله إن المؤمنين كانوا لا يزالون يعانون الاضطهاد اليهودي.
سامي صابر: هذا صحيح.
يوسف راضي: هذا يعني أمرًا واحدًا: كان الهيكل لا يزال قائمًا. بعبارة أخرى، كُتب الرؤيا قبل العام سبعين ميلادي.
سامي صابر: هذه حجة قوية.
يوسف راضي: وإليك حجة أخرى: كان المؤمنون لا يزالون يكافحون ضد "اليهود". نرى هذا في الرسائل إلى الكنائس. ماذا تقول الآية التاسعة من الرؤيا الثاني؟ إنها الرسالة إلى كنيسة سْمِرْنَة.
سامي صابر: "أَنَا أَعْرِفُ أَعْمَالَكَ وَضِيْقَتَكَ وَفَقْرَكَ مَعَ أَنَّكَ غَنِيٌّ. وَتَجْدِيفَ الْقَائِلِينَ: إِنَّهُمْ يَهُودٌ وَلَيْسُوا يَهُودًا، بَلْ هُمْ مَجْمَعُ الشَّيْطَانِ."
يوسف راضي: والرؤيا الثالث الآية التاسعة؟
سامي صابر: "هنَذَا أَجْعَلُ الَّذِينَ مِنْ مَجْمَعِ الشَّيْطَانِ، مِنَ الْقَائِلِينَ إِنَّهُمْ يَهُودٌ وَلَيْسُوا يَهُودًا، بَلْ يَكْذِبُونَ هنَذَا أُصَيِّرُهُمْ يَأْتُونَ وَيَسْجُدُونَ أَمَامَ رِجْلَيْكَ، وَيَعْرِفُونَ أَنِّي أَنَا أَحْبَبْتُكَ."
ماذا تعني عبارة: الْقَائِلِينَ إِنَّهُمْ يَهُودٌ وَلَيْسُوا يَهُودًا؟
يوسف راضي: كان اليهود المتعصبون مسيحيين ظاهريًا، وكانوا يحثون على العودة إلى التقاليد اليهودية ويطالبون بها. وكانت رسائل بولس إلى المؤمنين في غلاطية وأفسس وروما مليئة بالتحذيرات ضد هؤلاء اليهود المتعصبين.
يمكن استخلاص ناتجيْن. الأول هو أن هذه القضية لم تكن لتُطرح مرة أخرى بعد تدمير الهيكل الذي كان مركز كل الحياة الدينية اليهودية. وفي حين واصل الرسل بالتأكيد تقديم بعض التضحيات ــ مثل ذبائح الشكر والذبائح الطقسية للتطهير بعد إنهاء نذر كما هو موضح في أعمال الرسل الواحد والعشرين ــ فإن كل هذا انتهى بتدمير الهيكل.
ثانيًا، بعد تحذيرات بولس الموسعة للمؤمنين المختلفين بتجنب هؤلاء اليهود المتعصبين، من غير المرجح أن تستمر المشكلة كما كانت عليه عندما كتب يوحنا الرؤيا. لذا، مرة أخرى: هذا يبرهن على أن التأليف حصل قبل تدمير الهيكل.
سامي صابر: هذا مثير للاهتمام. لم أفكر في ذلك أبدًا.
ما تعنيه هو أن التفسير الصحيح لرؤيا يوحنا واضح للغاية. وليس اللغز الذي كنا نكافح لحلّه.
يوسف راضي: صحيح. لذا فإن موضوع: متى كُتب السفر مهم للغاية. إذا كُتب بعد تدمير أورشليم، فواضح أن تحقيقه سيكون نقطة غامضة في المستقبل. ولكن، إذا كُتب قبل تدمير أورشليم، فإن التحذيرات الواردة في الرؤيا تتوافق تمامًا وتحذيرات المسيح في متّى الرابع والعشرين ومرقس الثالث عشر ولوقا الواحد والعشرين. لا يتعين علينا أن نبحث عن تحقيق مستقبلي. فهو سبق وتحقق.
وهذا يقودني إلى النقطة التالية: لا يكفّ يوحنا عن تذكير قرائه بأن الأحداث التي يتنبأ بها ستحدث "قريبًا" أو يجب أن تحدث "قريبًا". حتى إنه يستخدم كلمة "بسرعة".
أدركُ الأعذار التي تدفعنا إلى التحايل على أنفسنا في محاولة لشرح كيف أن ألفي عام هي فترة قريبة وسريعة. ولكن يجب الأخذ في الاعتبار دائمًا أن أوضح تفسير للكتاب المقدس هو دائمًا التفسير الذي يفسره الكتاب المقدس بنفسه. وهو الأكثر دقة.
سامي صابر: صحيح. بما أنك ذكرتَ ذلك، كان بإمكان يوحنا أن يشير إلى أن الأحداث كانت لفترة "في المستقبل". لكنه لم يفعل. كان يملك المفردات اللازمة لذلك، ومع ذلك أكّد أنها ستحدث "قريبًا".
يوسف راضي: صحيح. فلنلق نظرة على بعض هذه المقاطع. الرؤيا الأول الآيات الأولى حتى الثالثة مهمة لأنها تشكل الافتتاحية للسِفر بأكمله. ولاحِظ التأكيد على أن كل ما ورد في السفر سيحدث … قريبًا.
سامي صابر: "إِعْلاَنُ يَهوشوا الْمَسِيحِ، الَّذِي أَعْطَاهُ إِيَّاهُ يهوه، لِيُرِيَ عَبِيدَهُ مَا لاَ بُدَّ أَنْ يَكُونَ عَنْ قَرِيبٍ، وَبَيَّنَهُ مُرْسِلاً بِيَدِ مَلاَكِهِ لِعَبْدِهِ يُوحَنَّا، الَّذِي شَهِدَ بِكَلِمَةِ ياه وَبِشَهَادَةِ يهوشوا الْمَسِيحِ بِكُلِّ مَا رَآهُ. طُوبَى لِلَّذِي يَقْرَأُ وَلِلَّذِينَ يَسْمَعُونَ أَقْوَالَ النُّبُوَّةِ، وَيَحْفَظُونَ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِيهَا، لأَنَّ الْوَقْتَ قَرِيبٌ."
يوسف راضي: الآن فلنقارنها بما قاله الملاك لدانيال. ماذا تقول الآية الرابعة من دانيال الثاني عشر؟
سامي صابر: « أَمَّا أَنْتَ يَا دَانِيآلُ فَأَخْفِ الْكَلاَمَ وَاخْتِمِ السِّفْرَ إِلَى وَقْتِ النِّهَايَةِ. كَثِيرُونَ يَتَصَفَّحُونَهُ وَالْمَعْرِفَةُ تَزْدَادُ».
يوسف راضي: هناك آية أخرى في دانيال يُطلب منه فيها أن يختم النبوءة لأنها ليست مناسبة لعصره. إقرأها لنا. إنها الآية السادسة والعشرون من دانيال الثامن.
سامي صابر: "فَرُؤْيَا الْمَسَاءِ وَالصَّبَاحِ الَّتِي قِيلَتْ هِيَ حَقٌّ. أَمَّا أَنْتَ فَاكْتُمِ الرُّؤْيَا لأَنَّهَا إِلَى أَيَّامٍ كَثِيرَةٍ".
يوسف راضي: عندما تحلل النبوءة المشار إليها، ترى أنها تشير إلى أحداث حدثت بعد خمس مئة عام تقريبًا. وبالتحديد، بعد أربع مئة وثلاثة وثمانين عامًا. ويقول الملاك لدانيال: "فَاكْتُمِ الرُّؤْيَا لأَنَّهَا إِلَى أَيَّامٍ كَثِيرَةٍ".
كانت "الأيام الكثيرة" بعد أربع مئة وثلاثة وثمانين عامًا! ومع ذلك، يُفترض أن نصدق أنه عندما قال يوحنا مرارًا وتكرارًا إن نبوءاته "قريبة"، كان في الواقع يشير إلى أحداث ستقع بعد أكثر من ألفين عام في المستقبل؟ هذا غير منطقي على الإطلاق.
سامي صابر: بهذه الطريقة، هذا غير منطقي حقًا.
يوسف راضي: انتقل إلى الرؤيا الثاني والعشرين واقرأ لنا الآية العاشرة.
قيل لدانيال أن يختم الرؤيا لأنها كانت لـ "أيام عديدة في المستقبل" أو "المستقبل البعيد". نحن نَعلم أن هذا "المستقبل البعيد" كان بعد أربع مئة وثلاثة وثمانين عامًا تحديدًا.
إذن، ماذا قال الملاك ليوحنا؟ تفضل.
سامي صابر: "وَقَالَ لِي: «لاَ تَخْتِمْ عَلَى أَقْوَالِ نُبُوَّةِ هذَا الْكِتَابِ، لأَنَّ الْوَقْتَ قَرِيبٌ."
هذا مذهل. لكنه العكس، أليس كذلك؟
يوسف راضي: العكس تمامًا. ومع ذلك، من المفترض أن نصدق أن أربع مئة وثلاثة وثمانين عامًا هي "المستقبل البعيد" ولكن أكثر من ألفين عام هو "قريبًا" و"لا بد أن يحدث قريبًا"؟
سامي(ضاحكًا): نعم … لا!
يوسف راضي: لم أنتهِ بعد. كان جيروم Jerome من آباء الكنيسة الأوائل. وورد تعليق رائع في كتاباته حول الظهور العلني للرسول يوحنا عام ستة وتسعين ميلادي. يقول، "حُمِل بصعوبة إلى الكنيسة ولم يستطع التفوه إلا بكلمات قليلة للناس". نهاية الاقتباس.
من الواضح أنه في هذه المرحلة، كان يوحنا مسنًا للغاية، وضعيفًا للغاية. كان ضعيفًا لدرجة أنه احتاج إلى أن يُحمل ولم يستطع التفوه إلا بكلمات قليلة. ولكن ماذا قال الملاك ليوحنا في الرؤيا العاشر الآية الحادية عشرة؟
سامي صابر: "فَقَالَ لِي: «يَجِبُ أَنَّكَ تَتَنَبَّأُ أَيْضًا عَلَى شُعُوبٍ وَأُمَمٍ وَأَلْسِنَةٍ وَمُلُوكٍ كَثِيرِينَ»."
يوسف راضي: فُسرت هذه الآية على أنها كلمات موجهة إلى المؤمنين. لا أعرف لماذا، ولكن هذا ما فعلناه. ولكن، يوحنا واضح في أن الملاك يتحدث إليه شخصيًا. إذا كان ضعيفًا إلى هذا الحد في العام ستة وتسعين ميلادي – وكان ليكون كبيرًا جدًا في السن – فكيف يمكن أن نتوقع منه أن يتنبأ … مجددًا … في حين أنه في تلك المرحلة المتأخرة من حياته كلن غير قادر على المشي وبالكاد يستطيع التحدث؟
ولكن إذا طرحنا أكثر من ثلاثين عامًا، فسيصبح الأمر ممكنًا.
سامي صابر: لماذا لم نفكر في ذلك من قبل؟
لدي سؤال رغم ذلك. ربما يمكنك توضيحه لنا.
في الرؤيا الثاني والعشرين الآية الثانية عشرة. يقول يهوشوا، "«وَهَا أَنَا آتِي سَرِيعًا وَأُجْرَتِي مَعِي لأُجَازِيَ كُلَّ وَاحِدٍ كَمَا يَكُونُ عَمَلُهُ.
ألا يشير ذلك إلى أن نبوءات الرؤيا تتحدث عن المجيء الثاني؟ لأن المسيح يقول هنا إنه "سيأتي سريعًا". فكيف يمكن أن يكون هذا صحيحًا وهذا السفر لا يزال يتحدث عن تدمير أورشليم؟
يوسف راضي: سؤالك مهم. أول ما يجب أن ندركه هو أن هناك عددًا من الإشارات إلى "مجيء يهوه" التي لا ترتبط بنهاية العالم ولكنها تشير بدل ذلك إلى الدينونة القادمة. نحن نَعلم أن كلمات يهوشوا في الرؤيا الثاني والعشرين، يجب تفسيرها بهذا المعنى لأنه ينص صراحة على أن مكافأته معه ليعطيها لكل واحد حسب عمله. إنها الدينونة.
ليس الدينونة التي تتعلق بما إذا كنت سترث الحياة الأبدية أو لا، بل الدينونة الزمنية التي تتعلق بتدمير أورشليم.
سامي صابر: ما الذي دفعك إلى هكذا تفسير؟
يوسف راضي: فلنبدأ بإشعياء التاسع عشر. إقرأ الآية الأولى.
سامي صابر: "وَحْيٌ مِنْ جِهَةِ مِصْرَ: هُوَذَا يهوه رَاكِبٌ عَلَى سَحَابَةٍ سَرِيعَةٍ وَقَادِمٌ إِلَى مِصْرَ، فَتَرْتَجِفُ أَوْثَانُ مِصْرَ مِنْ وَجْهِهِ، وَيَذُوبُ قَلْبُ مِصْرَ دَاخِلَهَا."
يوسف راضي: هل ركب يهوه حرفيًا على سحابة إلى مصر وهاجمهم؟ لا. ومع ذلك، ما فعله هو حث الجيش الآشوري على مهاجمتهم كعقاب على جرائمهم. وقع ذلك في القرن السابع قبل الميلاد تقريبًا.
يستخدم يهوشوا الصورة عينها عندما أخبر رئيس الكهنة في محاكمته أنه "مِنَ الآنَ تُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ جَالِسًا عَنْ يَمِينِ الْقُوَّةِ، وَآتِيًا عَلَى سَحَاب السَّمَاءِ». يمكنك قراءة ذلك في متّى السادس والعشرين الآية الرابعة والستين.
لطالما فسرنا هذا على أنه لغة المجيء الثاني، ولكن ما هو في الواقع، هو لغة … الدينونة.
يرد ذلك في متّى الرابع والعشرين، حيث يصف يهوشوا تدمير أورشليم. ماذا يقول متّى الرابع والعشرون الآية الثلاثون؟
سامي صابر: "وَحِينَئِذٍ تَظْهَرُ عَلاَمَةُ ابْنِ الإِنْسَانِ فِي السَّمَاءِ. وَحِينَئِذٍ تَنُوحُ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ، وَيُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ آتِيًا عَلَى سَحَابِ السَّمَاءِ بِقُوَّةٍ وَمَجْدٍ كَثِيرٍ."
يوسف راضي: نحن نَعلم من كتابات يوسيفوس أن هناك روايات كثيرة لشهود العيان عن علامات في السحاب حصلت عندما اقتربت الجيوش الرومانية من أورشليم قبل تدميرها. حتى إن أصواتًا سُمعت تنادي، "لنخرج من هنا!"
بناءً عليه، ماذا يقول الرؤيا الأول الآية السابعة؟
سامي صابر: "هُوَذَا يَأْتِي مَعَ السَّحَابِ، وَسَتَنْظُرُهُ كُلُّ عَيْنٍ، وَالَّذِينَ طَعَنُوهُ، وَيَنُوحُ عَلَيْهِ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ."
يوسف راضي: مرة أخرى، لغة العودة للحكم. نحن نَعلم أن يوحنا كان مراهقًا صغيرًا في وقت خدمة يهوشوا العلنية. إذا كتب يوحنا الرؤيا عام ستة وتسعين ميلادي كما يَفترض بعضهم، فلن يكون أحد من الذين طعنوه على قيد الحياة. لكن يمكن أن يكونوا ما زالوا على قيد الحياة عام سبعين ميلادي.
سامي صابر: مدهش. كنت منهمكًا في وضع الرؤيا في المستقبل، ولم أدرك أبدًا ثقل الأدلة التي تشير إلى تدمير أورشليم.
التالي: حقيبة البريد اليومي.
إعلان
معظم المؤمنين المعاصرين يعتبرون الإنجيل رسالة حياة يهوشوا الكاملة وموته وقيامته. وبالتأكيد، هذه
حقائق مهمة، لكنها ليست الإنجيل. على الأقل، ليست الإنجيل الذي كرز به المسيح والرسل.
رسالة الإنجيل كما كرز بها المسيحيون الأوائل كانت لها قوة مذهلة. والرسل اتّبعوا طريقة المسيح
في الكرازة، وعندما ندرك أنّ كرازة المسيح للإنجيل لم تأتِ على ذكر موته أو قيامته نتفاجأ.
التركيز فقط على موت يهوشوا وقيامته يحدّ من رسالة الإنجيل الحقيقية. وبالتالي، يحدّ من قوة الإنجيل.
استمعوا إلى سامي ويوسف وهما يستكشفان طريقة المخلص في الكرازة. استمعوا إلى الحلقة
مئتان واثنان وعشرون التي بُثَّت سابقاً، وعنوانها: " تَعلّم كيف ربح المسيح النفوس!"
ولنستعد قوة رسالة الإنجيل. ابحثوا عن "تعلّم كيف ربح المسيح النفوس!" على موقعناwww.worldslastchance.com/arabic . وعلى اليوتيوب!
البريد اليومي
سامي صابر: سؤال اليوم يأتينا من Amelie في Dornbirn، النمسا. هل تَعلم أنّ النمسا هي موطن لأقدم نُزل موثّق في أوروبا؟
يوسف راضي: متأكد؟ كنت اظن أنّ إنكلترا هي صاحبة هذه الميزة.
سامي صابر: لا! أقدم نُزل معتمَد في إنكلترا هو Porch House الذي يعود تاريخه إلى القرن العاشر: إلى العام تسعمئة وسبعة وأربعين، لنكون دقيقين. ولكن، أقدم نُزل في أوروبا هو… لنرَ إن كنت أستطيع لفظ هذه الكلمة. نُزل سانت… Peter Stiftskulinarium أو ما شابه .
يوسف راضي: الاسم يوحي بأنه دير أكثر مما هو مطعم.
سامي صابر: أنت محقّ! فالمطعم يوجد داخل جدران دير، لذا فإنّ سانت بيتر … أيًا كان …، هو اسم الدير،
على ما أفترض، وكذلك اسم المطعم. قام بتوثيقه لأول مرة Alciun of York الذي كان يعمل لدى
الإمبراطور، Charlemagne ، وذلك عام، إسمع جيداً، ثمانمئة وثلاثة. وهذه هي السنة التي وُثّق فيها.
لربما كان قيد التشغيل قبل ذلك بوقت طويل، وبالتالي، يعتبر أقدم نزل ومطعم تم توثيقهما في أوروبا.
يُعتقد أنه أيضًا أقدم مطعم في العالم.
يوسف راضي: مذهل! تخيّل التاريخ الذي توالى عليه طوال قرون منذ افتتاحه.
سامي صابر: بالطبع! يُقال إن يُوهان فاوْسْت تناول الطعام فيه بالإضافة إلى المؤلف الموسيقي
Wolfgang Amadeus Mozart ، وحتى كريستوفر كولومبوس.
يوسف راضي: مذهل.
إذاً، ما سؤالAmelie اليوم؟
سامي صابر: إنه سؤال عانينا منه جميعًا في وقت من الأوقات. أنا شخصياً عانيتُ منه. تقول: "لدي
مشكلة حقيقية في التحكّم بأفكاري. فعندما ينتابني هوس الندم على الخطيئة، أو عندما أحاول التركيز
على المواقف العصيبة، أجد نفسي عاجزة عن إعادة التركيز على الأفكار الإيجابية والمواقف المحفّزة.
ساعدوني!"
يوسف راضي: كلنا واجهنا مثل هذا الموقف. فعندما نتوتر بسبب شيء، يسهل أن يسيطر ذاك الشيء
على أفكارنا، ولكن، كما تفهم آميلي، يمكن أن يصل إلى نقطة الاستحواذ على عقلك، وبالتالي، قد
تزداد الأمور سوءاً.
والتحكّم بأفكارنا مبدأ كتابي. الأمثال الرابع الآية الثالثة والعشرون تقول: "فَوْقَ كُلِّ تَحَفُّظٍ احْفَظْ قَلْبَكَ،
لأَنَّ مِنْهُ مَخَارِجَ الْحَيَاةِ."
هذا مبدأ كتابي للسيطرة على أفكارنا. إقرأ لنا كولوسي الثالث الآية الثانية.
سامي صابر: تقول: "اهْتَمُّوا بِمَا فَوْقُ لاَ بِمَا عَلَى الأَرْضِ". إنتهى الاقتباس. هذا جيّد ومفيد، ولكن،
كيف نفعل ذلك؟ كيف نهتم بما فوق لا بما على الأرض"؟
يوسف راضي: هناك عدة طرق. ومنها، تحليل المعتقدات التي تقود الأفكار.
سامي صابر: ماذا تقصد؟
يوسف راضي: لنفترض مثلًا أنك مهووس بعرض تقديمي عليك تقديمه في العمل. أعددتَ له جيداً، ولكن،
لا يمكنك التوقف عن التفكير فيه والقلق بشأنه. ربما ما يقلقك ليس العرض نفسه إنما رد فعل رئيسك عليه.
هل أنت خائف من رئيسك في العمل؟ هل أنت قلق بشأن تفاعله مع ما أعددتَه؟ قد يكون هذا هو الاعتقاد
الأساسي الذي يحفّز الهوس بالعرض التقديمي. في هذه الحال، معرفة ماهية المعتقدات التي تحفّز الأفكار
الهوسية يمكن أن تساعدك على التركيز على المشكلة الحقيقية، على أمل أن يعمل ذلك على حلّها.
سامي صابر: نعم، فنحن، أحيانًا، نتفاعل فقط ولا نرى ما المشكلة الحقيقية. هذا يذكّرني بشيء قلتَه في حلقة
قدّمناها مؤخرًا، كيف أنّ الناس يغمرهم أحيانًا الشعور بالذنب، أو ما يظنون أنه الشعور بالذنب. ولكن،
عندما تحلله، تدرك أنّ ما يعانون منه غالبًا هو الحزن.
يوسف راضي: بالضبط. لذلك، عندما تشعر بالإرهاق من الأفكار -أو المشاعر– التي لا تريدها، خذ وقتك
لتحليل ماهية المشكلة الحقيقية. وبمجرد أن تدرك ماهيتها، ركّز على إيجاد حلّ لها.
ثمة أمر آخر تفعله وهو التحدث عمّا يراودك. فقمع مشاعرنا ليس بالأمر الصحي. يسهل على النساء
أحيانًا التعبير عن مشاعرهنّ أكثر من الرجال. نحن الرجال، غالبًا ما يُتَوقَّع منا أن نتحلى بالرزانة ونلتزم
الصمت إذا كان هناك شيء يزعجنا، وهذه ليست استجابة صحية. إذا كنتَ تثق بشخص للتحدث معه، فإنّ
مفاتحته بمشكلتك يمكن أن يسهّل عليك تنحيتها جانبًا لتمضي قدمًا في حياتك.
سامي صابر: صحيح. لاحظتُ أنني إذا كنت قلقًا بشأن أمر ما ولم أتحدث عنه، أصبح ككلب يحمل عظمة،
ويقلق بشأنها، ويفكر فيها بلا توقف. إمكانية التحدث عن مشكلتي مع زوجتي، مثلًا، أو حتى والدي أو …
ربما أنت — (يوسف يضحك)
التحدث عن المشكلة يساعدك على معالجتها ونعم. يصبح من الأسهل تنحيتها جانباً والمضي قدمًا.
ما وجدتُه مفيداً أيضاً بالنسبة إلي هو إبقاء عقلي منشغلًا بأمور أخرى. هناك دائماً مكان لوسائل هروب
صحية عندما يصبح التوتر أكبر من قدرتنا على التحمل.
يوسف راضي: بالتأكيد. أنْ تراودنا أفكار لا يمكننا الهروب منها، هو علامة على الشعور بالتوتر أو القلق
بشأن شيء ما. علينا ألا ننكر حقيقة ذلك، بل علينا منح عقولنا فترة استراحة، إذ يمكن أن يكون الهروب
آلية تأقلم صحية.
سامي صابر: وبالطبع، بعض وسائل الهروب ليست صحية. ولكن كثيرون يعتبرون التمارين الرياضية
مفيدة. ويفضّل آخرون الاستماع إلى الموسيقى الصاخبة والتركيز على مشروع حرفي أو قراءة كتاب جيد.
كل هذا يمكن أن يمنح عقلك فترة استراحة.
يوسف راضي: لا بأس في ذلك. إذا استمرت أفكارك في الذهاب إلى مواضيع لا تريدها أن تذهب إليها،
فاملأ عقلك بشيء آخر. وهذا ينطبق أيضًا على التجربة. إذا تعرّضتَ لتجربة القيام بأمر تعرف أنه يجب
ألا تفعله، فاشغل عقلك بشيء آخر. ربما قراءة كتاب، أو التحدث مع شخص ما. فأدمغتنا تواجه صعوبة
في التركيز على شيئين في وقت واحد، لذا اتخذ قراراً متعمّدًا للتركيز على شيء آخر. حفظ وعود ياه
غيباً يعُتبر طريقة رائعة تعطي العقل ما يبقيه منشغلاً.
سامي صابر: لننظر إلى المسألة من زاوية أخرى. ماذا لو كنتَ تتجنب التفكير في الأمور التي تجعلك
تشعر بالتوتر أو تسبب لك القلق؟ كيف تعرف ما هو المستوى الصحي للهروب مقابل مجرد التجنب من أجل
عدم الشعور بمشاعر سلبية؟
يوسف راضي: ملاحظة سديدة. إذا كان الهروب يمنح عقلك وعواطفك فترة استراحة تجعلك تشعر بأنك أقوى
وأكثر قدرة على التعامل مع مشكلتك، فهذا هروب جيد. لذا أعتبر حفظ وعود ياه من الأساليب المفضلة
لديّ لأشغل ذهني عندما أتوتر.
ولكن، إذا كانت طريقتنا المفضلة في الهروب هي إخفاء رؤوسنا في الرمال وإنكار الحقيقة، فهذا ليس مفيدًا.
سامي صابر: إذن، ماذا تفعل إذا وجدتَ نفسك تتفاعل بهذه الطريقة؟
يوسف راضي: أولاً، أبحثُ عن وعد كتابي يعالج الموقف الذي أواجهه تحديدًا. فهذا سيمنحك القوة والشجاعة
لتنفيذ الخطوة التالية، وهي طرح الأفكار المتعلقة بالنتائج المحتملة.
لنفترض مثلًا أنك قلق بشأن … لا أعرف… أداء ابنك في المدرسة، أو علاقة والديك أو صحتهما. ربما
أنت قلق بشأن بعض جوانب وظيفتك. وطالبتَ بوعد. فكر الآن في كل النتائج الممكنة. عندما نتعامل مع
ما يسمى بالعواطف "السلبية"، فمن السهل محاولة الابتعاد عن الشعور بهذه الطريقة. ولكن إذا كرسنا الوقت
الكافي لمواجهة المشكلة وجهاً لوجه، فيمكننا غالبًا إيجاد طرق لحل المشاكل التي تسبب لنا التوتر.
يمكنك حتى الكتابة عن كل ما جعلك تخاف من موقف معين. ماذا يمكن أن يحدث في أسوأ الحالات؟
النظر إلى النتائج المحتملة، يجعلنا نرى أيضًا الحلول الممكنة.
سامي صابر: جيد. عندما نشعر بالقلق أو التوتر، تتداخل كلّ مشاعرنا، ولكنّ البحث الجاد عن حلول محتملة
لمختلف المشكلات يجعلك ترى خاتمة الأمور بوضوح وشفافية. يتيح لك المضي قدماً.
ماذا عن الطرف الآخر من الطيف العاطفي؟ ماذا لو كنت متحمسًا لشيء ولا تستطيع التركيز على الأشياء
التي يجب التركيز عليها لأنك متحمس لهذا الشيء الإيجابي … الأمور الإيجابية تشتت الانتباه أيضاً.
يوسف راضي: بالتأكيد. مرة أخرى، إستكشف النتائج الأخرى المحتملة وحاول إصلاحها. ربما أنت متحمس
لرحلة خططتَ لها. فيطرأ أمر ما وتُلغى. إذا حدث ذلك، فما هي خطتك الاحتياطية؟
أنا لا أقول أن تكون سلبياً بشكل متعمد. إنما لا تفرط في الحماسة للأمور الجيدة. فتذكير نفسك بضرورة
المرونة يساعدك على البقاء على أرض الواقع ثم يحرر عقلك للتركيز على أمور أخرى.
سامي صابر: ماذا عن أحلام اليقظة؟ كل المساعي العظيمة تبدأ بحلم. ولكن ذلك قد يصبح مصدر إلهاء يستهلك
كل الوقت. كيف تخفف من حدة خيالك حتى لا تؤخذ في الحلم؟
يوسف راضي: بدل التركيز على نتيجة محتملة واحدة، فكّر في نتائج متفرّعة منها. ضع في اعتبارك مجموعة
من الخيارات. إبقاء خياراتك مفتوحة -حتى لو كان ذلك في ذهنك فقط- يساعدك على عدم التعلّق عاطفيًا
بنتيجة واحدة فقط. هذا يسهّل التفكير في أمور أخرى.
ثمة نقطة أخرى مهمة يجب التركيز عليها، ألا وهي العناية الذاتية. نحن، كمسيحيين، نركّز على خدمة
الآخرين، نركّز على ما نقدّمه لدرجة قد تصل أحياناً إلى الشعور بأنّ العناية الذاتية هي أنانية منّا. لكنها ليست
كذلك.
سامي صابر: على رأي مربيتي: "الإبريق الفارغ لا يمكنه ملء الأكواب".
يوسف راضي: بالضبط! هل تحصل على قسط كاف من الراحة؟ هل تأكل بشكل صحي وتمارس
الرياضة في الهواء الطلق؟ هل تمنح نفسك الوقت الكافي للتخلص من الضغوط؟ خصوصاً إذا كانت
الأفكار الهوسية مرهقة، فمن المهم جداً التأكد من حصولنا على قسط كافٍ من الراحة والعناية بصحتنا.
بذلك، تكون خادمًا جيداً للجسم الذي أعطاك إياه ياه.
كل ما يمكنك فعله لمساعدة جسمك على الاسترخاء، سيساعد عقلك أيضًا على الاسترخاء، ويمكنك البدء
بالتفكير في أمور أخرى. عند هذه النقطة، ومن واقع خبرتي، تُعتبر المطالبة بوعد ذات فائدة كبرى.
اقرأ لنا يعقوب الأول الآية الخامسة. هذا وعد من الوعود المفضلة لديّ.
سامي صابر: "وَإِنَّمَا إِنْ كَانَ أَحَدُكُمْ تُعْوِزُهُ حِكْمَةٌ، فَلْيَطْلُبْ مِنَ يهوه الَّذِي يُعْطِي الْجَمِيعَ بِسَخَاءٍ وَلاَ يُعَيِّرُ،
فَسَيُعْطَى لَهُ."
يوسف راضي: وإذا كنت لا تعرف أي وعد عليك المطالبة به، فطالب بوعد يوحنا الرابع عشر الشامل
الآيتين الثالثة عشرة والرابعة عشرة.
سامي صابر: "وَمَهْمَا سَأَلْتُمْ بِاسْمِي فَذلِكَ أَفْعَلُهُ لِيَتَمَجَّدَ الآبُ بِالابْنِ. إِنْ سَأَلْتُمْ شَيْئًا بِاسْمِي فَإِنِّي أَفْعَلُهُ."
يوسف راضي: عندما نشعر بالأمان، يمكننا الاسترخاء. إذا كنت منشغلاً بالمواقف المجهدة أو الأفكار
المقلقة، فصعب عليك التركيز على أي شيء آخر. ولكن، عندما تطالب بوعد، فهذا يساعدك على الشعور
بالأمان الكافي للاسترخاء، وترك الأفكار الغازية تذهب في سبيلها، لتركّز أنت على شيء آخر.
سامي صابر: حسنًا. سؤال واحد سريع. Curtis من الولايات المتحدة يريد أن يعرف إذا كان ينبغي على
المسيحيين أن يتبنّوا أو لا.
يوسف راضي: "ينبغي" بمعنى، أهو مسموح؟ أم "ينبغي" بمعنى أهو واجب؟
سامي صابر: لا أدري. لم يذكر ذلك.
يوسف راضي: برأيي، هذا قرار شخصي وثقافي إلى حد ما. تقول إنه من الولايات المتحدة. وكثيرون في
الولايات المتحدة وكندا يلجأون إلى التبنّي، ولكنّ هذا لا ينطبق على كل البلدان. لن أقول إنه واجب لأنّ
كل حالة مختلفة عن الأخرى. فالأشخاص الذين يفكرون في التبني عليهم أن يصلّوا بشأن ذلك. بعضهم
يُعتبرون في وضع أفضل من غيرهم لتبني طفل، بينما البعض الآخر ليسوا كذلك. ما من خطيئة في كلتا
الحالتين، لذلك لن أعتبره واجبًا مسيحيًا.
أما إذا كان جائزًا أم لا، فبالتأكيد. ماذا قال المسيح؟ "بِمَا أَنَّكُمْ فَعَلْتُمُوهُ بِأَحَدِ إِخْوَتِي هؤُلاَءِ الأَصَاغِرِ…؟"
سامي صابر: " فَبِي فَعَلْتُمْ."
يوسف راضي: لذلك، إذا كان الشخص في وضع يسمح له بإعالة طفل ويريد التبني، فليفعل!
تذكَّر أنّ ما هو مناسب لشخص ليس بالضرورة مناسبًا لآخر، لكن هذا لا يجعله خطأ أيضًا. فكثيرون
يحيطون أنفسهم بأشخاص يفكرون بالطريقة عينها ويوافقون على كل ما يقولونه ويؤمنون به. لكن فلنتذكّر
أنّ يهوه هو إله الفرد. يقودنا جميعًا بشكل فردي. لمجرّد أنّ قراراً قد يكون صحيحًا لحياة شخص آخر،
لا يجعله تلقائيًا الخيار الصحيح لحياتنا نحن. ولا بأس بذلك.
ماذا قال لنا يعقوب؟ إذا كان أي منا تعوزه الحكمة …؟
سامي صابر: فليطلب من ياه.
يوسف راضي: صحيح. فلنعطِ بعضنا الحرية كأخوة وأخوات في المسيح لفعل الصواب في ظروفنا الفردية،
وعدم محاولة إجبار الآخرين على الامتثال لأفكارنا الضيقة بشأن ما هو صواب.
سامي صابر: نصيحة جيدة. هذه هي حرية الضمير الحقيقية.
استمروا في إرسال أسئلتكم أو تعليقاتكم أو طلبات الصلاة إلينا. زوروا موقعنا www.worldslastchance.com/arabic وانقروا على رمز راديو فرصة العالم الأخيرة. يسرنا دائماً تلقي رسائلكم.
التالي، ناديا يعقوب ووعد مميز للأشخاص الكرماء والموهوبين.
إعلان
هل تعرفون شخصًا لا يحب القراءة ولكنكم ترغبون في مشاركة الحق معه؟ يحتوي موقع فرصة العالم الأخيرة على آلاف الفيديوهات التي تغطي مواضيع كثيرة بدءًا من تحقيق النبوءات إلى الحياة التقية وغيرها. وخي تحتوي على معلومات مهمة للمؤمنين في هذه الأيام الأخيرة.
كما أن فيديوهاتنا متاحة بأكثر من ثلاثين لغة مختلفة! للوصول إليها بلغات أخرى، إنتقلوا إلى WorldsLastChance.com/videos وانقروا فوق العلم المناسب الذي يمثل اللغة التي تريدونها. ثم حددوا الفيديو المُراد.
إذا أعجبتكم فيديوهاتنا، انقروا فوق زر الاشتراك ليتم إعلامكم بالإصدارات الجديدة.
في حين تمت إزالة الكثير من محتوى فرصة العالم الأخيرة غير الناطق باللغة الإنجليزية من اليوتيوب، لا يزال بإمكانكم الوصول إلى المواد بلغات أخرى بالانتقال إلى موقعنا على الويب. مع أكثر من ألف فيديو، من المؤكد أن أمرًا ما سيثير اهتمام الجميع. تحققوا منه اليوم على WorldsLastChance.com/videos
وعد اليوم
مرحبا! هنا راديو فرصة العالم الأخيرة، معكم ناديا يعقوب في وعد اليوم من كلمة ياه
خلال تذكره لصديق راحل من أصدقائه، وصفه عازف الروك البريطاني رود ستيوارت Rod Stewart بأنه "ألطف شخص عرفته في حياتي". بالنسبة إليّ، اللطف هو أجمل سمة شخصيّة. وتروقني آيات الكتاب المقدس التي تصف لطف يهوه. فاللطف يجذب القلوب أكثر من أيّ أمر آخر.
عندما كانت ليسا شيرلي شيفيلد Lesa Shirley-Sheffield في التاسعة عشرة من عمرها فقط، كانت تعمل كمصففة شعر. ذات يوم، دخلت إحدى السيدات الصالون. من الواضح أنها كانت منهكة وتحت ضغوط هائلة. عندما سألتْها ليسا عما إذا كان بإمكانها مساعدتها، أوضحت المرأة أن أختها مريضة للغاية وتريد قصّ شعرها. لكن، لم يستقبلها أي صالون لأن المرأة كانت على كرسي متحرك. كادت تبكي وهي توضح لها أنها غسلت لها شعر؛ وكل ما تحتاج إليه هو قصّه.
طمأنت ليسا المرأة قائلة: "تسعدني مساعدتك". كانت المرأة ممتنة لها للغاية، وشكرت ليسا مرارًا فيما كانت تخرج إلى السيارة لإحضار أختها. في تلك الأثناء، ذهبت ليسا إلى كرسيها الهيدروليكي ودفعته بعيدًا لتوفّر مكانًا واسعًا للكرسي المتحرك، حتى تتمكن المرأة من البقاء جالسة على كرسيها ولا تضطر إلى مغادرتها.
عندما عادت المرأتان، كافحت ليسا لإخفاء صدمتها. لم يسبق لها أن واجهَت في حياتها شخصًا كان على وشك الموت مثل أخت المرأة. فتمالكت نفسها، وتقدمت مبتسمة. وخلال استرجاعها لتلك اللحظة، تستشهد قائلة: "وكأنني منحتهما مليون دولار لمجرد أنني نقلت الكرسي لتسهيل الأمور عليهما." وبينما كانت ليسا تصفف شعر الأخت، تبادلت النسوة الأحاديث والضحك. كان لقاءً لم تنسه ليسا أبدًا. لكنّ الأمر لم ينته عند هذا الحد. إذ عند مغادرتهما، طلبت المرأة السليمة معلومات عن ليسا. فأعطتها الأخيرة بطاقتها الشخصية.
بعد أسبوعين، تلقت ليسا مكالمة من دار للجنازات تسأل عما إذا كانت ستذهب وتصفف شعر امرأة ماتت. فصعقت ليسا للخبر. إذ لم يسبق لها أن تلقّت مثل هذا الطلب قبلًا ولم تعرف اسم المرأة المتوفية.
"هل أنت متأكد من أنني الشخص المطلوب؟" سألت. فأكد لها المسؤول في دار الجنازات قائلًا إن لديه بطاقتها الشخصية ومغلفًا لها. لكن رغم حيرتها، رتّبت ليسا موعدًا لزيارتهم. عندما وصلت، تعرّفت إلى وجه المرأة المريضة التي قصّت لها شعرها قبل أسبوعين فقط والتي خذلها عدد من مصففي الشعر. كانت باقةٌ من الزهور موضوعةً بجانب مغلف عليه اسم ليسا.
بعد تصفيف شعر المرأة بعناية، فتحت ليسا المغلف. كان يحتوي على ورقتين من فئة المئة دولار ورسالة. تقول الرسالة:
عزيزتي ليسا،
ربما لن نلتقي مجددًا في هذه الحياة، لكنني أردت أن تعرفي معنى لطفك بالنسبة إلي وإلى أختي. لم يقبل أحد استقبالنا في ذلك اليوم وعاملونا بوقاحة. إن مشاهدة شخص يموت أمر صعب بما فيه الكفاية ولكنّ الشعور بأن أحدًا لا يهتم عندما نُحتضر أمر فظيع. أختي عملت بتصفيف الشعر لسنوات، وكانت إحدى أمنياتها الأخيرة أن تقص شعرها قبل وفاتها. ليس الأمر مهمًا لبعضهم، لكنها كانت رغبتها وتوسلت الكثيرين لقصّه. معاملتك اللطيفة في ذلك اليوم أثّرت في أختي، وقالت لي عندما غادرنا، "طلبي أن تصفّف ليسا شعري عندما أموت، وأنا أَعلم أنها ستفعل ذلك لأنها اللطف بحد ذاته".
لم تتمكن ليسا من حبس دموعها أكثر. فذاك الأمر البسيط الذي عنى الكثير للراحلة حطّم قلبها. حاولت إعادة المال لكنّ مسؤول دار الجنازات رفض، قائلًا إن أخت المتوفية كانت مصرة على أن تستلمها ليسا.
ما لم تكن المرأة تعرفه، فيما يهوه كان يعرفه، هو أن سيارة ليسا كانت معطلة. والتكلفة الإجمالية لإصلاحها؟ مئتا دولار.
سفر الجامعة الحادي عشر الآية الأولى تقول: "اِرْمِ خُبْزَكَ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ فَإِنَّكَ تَجِدُهُ بَعْدَ أَيَّامٍ كَثِيرَةٍ."
لقد مُنحنا وعوداً عظيمة وثمينة. إبدأوا بالمطالبة بها!
الجزء الثالث
سامي صابر: أشكركم على حسن استماعكم إلينا اليوم. إذا استمتعتم بحلقتنا وترغبون في مشاركتها مع الأصدقاء أو العائلة، فيمكنكم العثور عليها على موقعناwww.worldslastchance.com/arabic . كما ننشر أيضًا حلقات بُثّت سابقًا على اليوتيوب، لذا ابحثوا عن حلقة بعنوان "سفر الرؤيا وتدمير أورشليم"، ورقمها مئتان وثلاثة وخمسون. "
إذا كنتم تستمعون الينا على اليوتيوب، فأخبرونا عن رأيكم في التعليقات. وإذا استمتعتم بحلقاتنا، فعبروا عن إعجابكم لمساعدة الآخرين في العثور على قناتنا. انقروا زر التنبيه لتلقي إشعارات عند تحميل حلقات جديدة.
نأمل أن تتمكّنوا من الاستماع إلينا غداً من جديد، وحتى ذلك الحين، تذكروا: يهوه يحبّكم وهو جدير بثقتكم!
تسجيل الخروج
كنتم تستمعون إلى راديو فرصة العالم الأخيرة.
هذه الحلقة والحلقات السابقة من راديو فرصة العالم الأخيرة متاحة للتنزيل على موقعنا. إنها رائعة للمشاركة مع الأصدقاء ولاستخدامها في دراسات الكتاب المقدس! كما أنها مصدر ممتاز لأولئك الذين يعبدون يهوه بمفردهم في المنزل. للاستماع إلى الحلقات التي بُثّت سابقًا، زوروا موقعنا www.worldslastchance.com/arabic وانقروا على رمز راديو فرصة العالم الأخيرة المعروض على صفحتنا الرئيسية.
في تعاليمه وأمثاله، لم يقدّم المخلّص أي "علامات للأزمنة" يجب الانتباه إليها. بدل ذلك، فحوى رسالته كان… اليقظة المستمرة. إنضموا إلينا مرة أخرى غدًا للحصول على رسالة أخرى مليئة بالحق بينما نستكشف مواضيع مختلفة تركّز على عودة المخلّص وكيفية العيش في استعداد دائم للترحيب به بحرارة عندما يأتي.
راديو فرصة العالم الأخيرة: نُعلّم العقول ونُعدّ القلوب لعودة المسيح المفاجئة.
Comments