WLC Radio
عدم أهمية عبادة يهوشوا
عدم أهمية عبادة يهوشوا
عبادة المسيح لا تجعله إلهًا. ففي الكتاب المقدس، أناس كثيرون "يُعبَدون".
أهلًا بكم الى راديو فرصة العالم الأخيرة، التابع لموقع وورلدز لاست تشانس، وهو خدمة مخصّصة لتعلّم كيفية العيش في استعداد دائم لعودة المخلّص.
طوال ألفي عام، والمؤمنون من كل جيل يتوقون إلى أن يكونوا الجيل الأخير. ولكن، خلافًا للاعتقاد الشائع، لم يعطِ المسيح المؤمنين «علامات الأزمنة» لينتبهوا إليها، بل على العكس، حذّر يهوشوا مراراً من أن مجيئه سيفاجئ حتى المؤمنين. وأوصاهم بإلحاح بأن يكونوا مستعدين دائمًا إذ قال:
" لِذَلِكَ كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا مُسْتَعِدِّينَ، لِأَنَّهُ فِي سَاعَةٍ لَا تَظُنُّونَ يَأْتِي ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ." (متى٢٤: ٤٤)
راديو فرصة العالم الأخيرة: نُعلّم العقول ونُعدّ القلوب لعودة المسيح المفاجئة.
الجزء الأول
سامي صابر: أيجب أن نعبد المسيح؟ إذا كنتم من الثالوثيين ، فستكون الإجابة "نعم! بالطبع!". ولكن، إذا كنتم توحيديين ـ إذا كنتم تؤمنون بأن يهوه الآب وحده هو الذي ينبغي أن يُعبد.ـ فمن المرجح أن تؤمنوا بأن يهوشوا، كإنسان، ينبغي ألا نعبده.
مرحبًا، أنا سامي صابر وأنت تستمعون إلى راديو فرصة العالم الأخيرة حيث نغطي مواضيع متعلّقة بالكتاب المقدس، والنبوءة، والتقوى العمليّة، والمعتقدات الكتابيّة، والعيش في استعداد دائم لعودة المخلص غير المتوقعة، متى كان موعدها.
قد تتفاجأون عندما تعلمون أن الكتاب المقدس يقول بالتأكيد إنه علينا عبادة يهوشوا. إذا كنتم من الثالوثيين، فلن يفاجئكم ذلك. ولكن في فرصة العالم الأخيرة، لسنا ثالوثيين.
كنا ثالوثيين في السابق. ولكن بعد دراسة معمقة ومقارنة الكتاب المقدس بالكتاب المقدس، بتنا نَعلم أن الكتاب المقدس يُعلّمنا أن يهوه وحده هو الإله بينما يهوشوا هو ابنه البشري الكامل. وبالتالي، كيف يمكن عبادته؟ هل نرتكب تجديفًا عندما نعبد يهوشوا؟ هذا ما سندرسه اليوم. لدى يوسف بعض الأفكار المثيرة للاهتمام التي ستلقي الضوء على هذه المفارقة المربكة. لاحقًا، ستقدم ناديا يعقوب وعدًا الى كل أولئك الذين يشتركون مع يهوه في خلاص النفوس.
يوسف؟ الكلمة لك. أريد أن أعرف كيف أن عبادة شخص آخر غير يهوه، لا يمكن أن تكون تجديفًا، لأنها على ما يبدو كذلك.
يوسف راضي: أفهم ذلك وأعْلم أن عبادة إنسان تبدو كفرًا، والكتاب المقدس يُعلّمنا بالتأكيد أنه ينبغي لنا أن نعبد يهوشوا. وبالطبع، يحلّ الثالوثيون هذا الصراع بالقول إن يهوشوا إله. ولكننا نَعلم أنه ليس كذلك.
سامي صابر: لا وقت لدينا في هذه الحلقة للتعمق في إنسانية المسيح الكاملة، لكن لدينا حلقات كثيرة ومقالات على موقعنا تغطي هذا الموضوع. لذا، إن لم تسنح لك الفرصة بعد للنظر في الأدلة، فاحرص على التحقق منها. وحتى ذلك الحين، إذا كنت من الثالوثيين، فأود أن أطلب منك الاستماع إلينا بعقل منفتح. لن نطلب منك أبدًا أن تصدق كلامنا.
لكنّ الأدلة قائمة. لذا إذا كان الموضوع جديدًا بالنسبة إليك، فإنني آمل أن تخصّص الوقت الكافي لدراسته بنفسك.
يوسف راضي: شكرًا سامي. نعم، التناقض قائم. يوضح الكتاب المقدس من ناحية، أن يهوه وحده هو الذي يجب أن يُعبَد. ومن ناحية أخرى، يقول إن يهوشوا هو الذي يجب أن يُعبَد. ولا يشكّل ذلك أي مشكلة إذا كنت من الثالوثيين. إنما يصبح مشكلة مربكة بمجرد أن تَعلم أن الكتاب المقدس يُعلّم أن يهوشوا ليس إلهًا.
سامي صابر: إذن كيف نحل هذه المشكلة؟ سمعتُ من الثالوثيين أن "يهوشوا إله لأنه يُعبد". هل سمعتَ هذه الحجة قبلًا؟
يوسف راضي: نعم، ومن أشخاص آخرين يُفترض أنهم على دراية أكبر بالأمر. أعني الكهنة والرعاة: أولئك الذين ارتادوا المدرسة اللاهوتية.
الادعاء بأن يهوشوا يجب أن يكون إلهًا لمجرد أنه يُعبد، هو إما ادعاء غير دقيق أو جهل.
سامي صابر: ماذا تعني؟
يوسف راضي: لنفهم كيف يمكن ليهوشوا أن يُعبد من دون أن يُحتسب ذلك تجديفًا، وكيف يمكن أن يُعبد مع أنه لا يزال إنسانًا بالكامل، علينا إلقاء نظرة على الكلمات اليونانية والعبرية الأصلية التي تُرجمت في الكتاب المقدس الحديث على أنها "عبادة". فذلك من شأنه أن يوضح من الذي يمكن أن يُعبد، وماذا تعني العبادة، وفي أي معايير يجب أن نعبد يهوه فقط.
سامي صابر: يبدو هذا متناقضًا: ينبغي ألا نعبد إلا يهوه، ولكن… يُعبَد يهوشوا. هذا لا معنى له.
يوسف راضي: سيتضح الأمر أكثر مع تعمقنا في الموضوع. سننظر أولاً إلى ما تعنيه كلمة "العبادة" في اللغتين اليونانية والعبرية، وتعريفها في اللغتين. ثم سنلقي نظرة على التناقض الذي لا يدركه معظم الناس في أنظمتهم العقائدية، وهو ببساطة التالي: الزعم بأن يهوشوا يجب أن يكون إلهاً لأنه يُعبد ينفي إنسانيته. وهذا تناقض ضخم إلى حد ما، لا يملك الثالوثيون حلاً له.
سامي صابر: هذا مثير للاهتمام. وذلك برأيي لا يشكل أي مشكلة بالنسبة إلى الثالوثيين.
يوسف راضي: صحيح، ولكننا سنتحدث عن ذلك لاحقًا في حلقتنا.
والآن فلنلقِ نظرة على معنى العبادة. كيف نفسر فعل العبادة؟ كيف تُستخدم الكلمة في الكتاب المقدس؟ وهل ترد في الكتاب المقدس أمثلة على عبادة شخص آخر غير يهوه؟
سامي صابر: نعم. كان الإسرائيليون يعبدون العجل الذهبي. كانوا يعبدون مولوخ وغيره من الآلهة الزائفة.
يوسف راضي: صحيح. بالطبع. وقد أخطأوا عندما فعلوا ذلك. ربما الطريقة الأكثر وضوحًا لطرح هذا السؤال هي: أهناك حالات في الكتاب المقدس "عُبد" فيها إنسان … ولم يُعتبر ذلك تجديفًا؟
سامي صابر: أنا حقًا لا أعرف.
يوسف راضي: علينا الإجابة عن هذا السؤال لأنه سيُعلّمنا الكثير عن معنى "العبادة" واستخدامها في الكتاب المقدس.
أظن أن الادعاء بأن يهوشوا يجب أن يكون إلهًا لأنه معْبُود هو جهل بكيفية تعريف الكتاب المقدس للعبادة. فالكثير يعود إلى تعريف الكلمة.
سامي صابر: النقطة المهمة هنا هي اكتشاف السبب وراء عبادة الإنسان ـ وفي أي ظروف ـ. هل يمكن عبادة إنسان، من دون أن يُعتبر ذلك عبادة وثنية؟
يوسف راضي: أظن ذلك، نعم. ولكن مرة أخرى، يعود الأمر إلى الطريقة التي تم بها فهم الكلمة في الأصل. عندما نتعمق في هذا الأمر، ستدرك أن الحجة القائلة إن يهوشوا يُعبَد لأنه إله، وإنه إله لأنه يُعبَد، خاطئة تمامًا. غير صحيحة.
سامي صابر: إنها مغالطة منطقية، بل استدلال دائري.
يوسف راضي: ينشأ ارتباك لا بأس به حول الافتراضات التي نطرحها في ما يتعلق بهذه الكلمة. في الواقع، لا نستخدم كلمة "عبادة" اليوم إلا في سياق إله ما: إما الإله الحقيقي الخالق، أو الآلهة الزائفة.
سامي صابر: سمعتُ أن كلمة "عبادتك" تُستخدم كلقب احترام للقاضي.
يوسف راضي: أنا كذلك، لكنّ الاستخدام قديم جدًا. لا أعرف أحدًا يستخدمه في عصرنا.
سامي صابر: صحيح. هل يرد في الكتاب المقدس- غير يهوه ويهوشوا والآلهة الزائفة– من يستحق العبادة بشكل مبرر ولا يُعتبر ذلك خطيئة؟
يوسف راضي: الجواب، على نحو مدهش، هو نعم.
سامي صابر: حقًا؟! وليس بالمعنى الوثني؟
يوسف راضي: لا، هذا ما قصدته عندما قلت إننا نستعين ببعض الافتراضات في هذه الكلمة، لأن كلمة "العبادة" في لغتنا لا تُستخدم إلا للإشارة إلى التكريم الذي نؤديه بحقٍ للخالق، أو نؤديه بغير حق لآلهة زائفة. وما من أمر بين الإثنين.
سامي صابر : هذا مثير للاهتمام.
يوسف راضي: فاجأني سؤالك. ولكنني سعيد لأنك طرحته إذ هذا هو جوهر حلقة اليوم: يكشف الكتاب المقدس أن البشر يمكن أن "يُعبَدوا" من دون أن يُعتبر ذلك وثنيًا، وبهذا المعنى يُعبَد يهوشوا. لذا فإن محاولة إثبات ألوهية المسيح على أساس أنه يُعبَد يتعارض مع مرات كثيرة أخرى يقول فيها الكتاب المقدس إن شخصًا ما يُعبَد – وواضح أنه ليس إلهًا!
سامي صابر: أمر مدهش حقًا بالنسبة إلي. أنتعامل مع تعريفات مختلفة ربما؟
يوسف راضي: فلننظر إلى هذا الأمر. نقطة بداية جيدة.
طبعت التعريف الحديث للكلمة. ها هو… أتقرأه لنا؟
سامي صابر: "العبادة". هي " صفة أو حالة كون المرء ذا قيمة؛ امتياز الشخصية؛ الكرامة؛ الجدارة؛ القيمة".
يوسف راضي: نحن لا نعمل على استخدامها بهذا المعنى.
سامي صابر: نعم، يقال إن هذا الاستخدام أصبح قديمًا.
ويتابع: "صلاة أو خدمة كنيسة أو طقوس أخرى تُظهر الاحترام أو التفاني لإله ما؛ تكريم أو تبجيل ديني … إعجاب غير محدود؛ حب شديد؛ تفانٍ شديد".
يمكن أن تعني أيضًا "عبادة أو تكريم إلهيّ لمخلوق باعتباره إلهًا؛ تبجيل باحترام؛ وعبادة الله. … أن يكون لديك حب شديد أو إعجاب به، كعاشق؛ أن تعبده". كما تعني "الانخراط في العبادة؛ على وجه التحديد، أداء الخدمة الدينية؛ تقديم الصلوات، حضور الخدمات الكنسية، إلخ."
يوسف راضي: إذن، لدينا عدة معاني للكلمة، ولكننا نميل عمومًا إلى التفكير في المعاني التي تتعلق بيهوه. أو الآلهة الزائفة.
ماذا يقول قاموسك القديم؟
سامي صابر: أممم… "في المقام الأول والأهم، فعل تكريم الكائن الأسمى أو التبجيل والإجلال الذي يُقدم اليه في الممارسات الدينية، التي تتكون من العبادة والاعتراف والصلاة والشكر وما شابه ذلك. التكريم الذي يقدمه الوثنيون الى الأصنام أو الآلهة الزائفة".
يوسف راضي: يتماشى ذلك مع ما نفكر فيه اليوم عندما نسمع كلمة "عبادة".
في العهد القديم، تُرجمت ثلاث كلمات عبرية مختلفة إلى لغتنا على أنها "عبادة". الرقم ستة آلاف وسبع وثمانون يرد مرة واحدة فقط في إرميا الرابع والأربعين الآية التاسعة عشرة حيث يتحدث عن صنع الكعك لملكة السماء. الكلمة التالية التي تُرجمت على أنها عبادة تأتي من الكلمة العبرية، "سيجيد" seg- geed. الأصحاح الوحيد الذي تُرجمت فيه على أنها "عبادة" في كتبنا المقدسة هو في دانيال. وهذا يعني، فقط … العبادة.
الكلمة العبرية الأكثر شيوعاً التي ترد في الكتاب المقدس باعتبارها عبادة تأتي من الكلمة العبرية، شاو- خاو shaw-khaw، أو الرقم سبعة آلاف وثمان مئة واثنا عشر. وقد استخدمت شاو- خاو مئة واثنين وسبعين مرة في العهد القديم.
أحضرتُ معي قاموس سترونغ الموسّع. إنتقل إلى الرقم سبعة آلاف وثمان مئة واثنا عشر واقرأ ما يرد فيه؟
سامي صابر: إنه جذر أساس يعني "الخضوع أو الإنحناء، أي السجود (ولا سيما في التأمل في التكريم لعائلة مالكة أو الله): – العبادة".
هذا مثير للاهتمام. يبدو أنه تُرجم إلى "العبادة" تسعًا وتسعين مرة؛ و"الإجلال" واحدًا وثلاثين مرة؛ و"الانحناء" ثماني عشرة مرة؛ و"الخضوع" تسع مرات؛ و"التبجيل" خمس مرات؛ و"الانخفاض" مرة واحدة.
أوه! و"السقوط" ثلاث مرات.
يوسف راضي: هل يأتي هذا ضمن فئة العبادة العرضية؟
أهناك المزيد؟
سامي صابر: نعم…
" يصوّر Shaw-khaw فعل الانحناء لتقديم الاحترام من شخص أدنى مرتبة أمام حاكم أعلى مرتبة وأمام شخص أعلى مرتبة اجتماعيًا أو اقتصاديًا ننحني له. إنه المصطلح الشائع للوقوف أمام الله في العبادة. كما أن الآلهة والأصنام الأخرى هي طرح لمثل هذه العبادة من خلال السجود أمامها."
يوسف راضي: يمكنك أن ترى كيف أن محاولة إثبات ألوهية يهوشوا على أساس هذه الكلمة تسبب لنا المشاكل.
سامي صابر: نعم، ربما سقط الشخص للتو! ماذا عن العهد الجديد؟
يوسف راضي: "العبادة" في العهد الجديد تحمل بعض الدلالات المثيرة للاهتمام التي لا تحملها كلمة shaw– khaw. الترجمة الأكثر شيوعًا لكلمة "عبادة" تأتي من الكلمة اليونانية
pros-koo- neh -o. رقمها أربعة آلاف وثلاث مئة واثنان وخمسون. إقرأ لنا التعريف.
سامي صابر: هذا مضحك! يقول النص إن pros-koo- neh –o تعني "التقبيل، مثل الكلب الذي يلعق يد سيده؛ التذلل أو الانحناء، أي السجود في التكريم (إبداء الاحترام، العبادة): — العبادة".
و"هذه الكلمة تعني 'تقديم السجود، تقديم الاحترام'". غالبًا ما تُترجم على أنها "عبادة" وتُستخدم "في فعل التكريم أو التبجيل لله، أو للمسيح، أو للإنسان، أو للتنّين، من البشر، للوحش، أو صورة الوحش، أو للشياطين، أو للأصنام".
يوسف راضي: حسب قاموس جينغريش Gingrich للعهد الجديد pros-koo- neh -o تعني " (الركوع و) العبادة، والسجود، والسجود أمام، والتبجيل، والترحيب باحترام ".
سامي صابر: لذا، بشكل أساس، تمامًا كما يفعل أي منا عندما يحيي ملكًا أو ملكة، أو رئيسًا أو رئيس وزراء أو أيًا كان.
يوسف راضي: نعم، وخصوصًا إذا كان الأمر يتعلق بنا. لن ننحني أمام ملك تايلاند، مثلًا، رغم أن التايلانديين حريصون للغاية على البقاء دائمًا في مرتبة أدنى من الملك. وهذا جزء من ثقافتهم لإظهار الاحترام.
لكن نحن أيضًا نظهر الاحترام. التايلانديون ينحنون إلى أسفل أكثر من الملك. وتُظهر الثقافات الأخرى الاحترام بالوقوف عندما يدخل شخص مهم الغرفة: إذًا لا تسترخي عندما يدخل شخص تحترمه الغرفة.
سامي صابر: إذن … "العبادة" هي إظهار الاحترام.
يوسف راضي: الاحترام الشديد بطريقة أكثر رسمية.
سامي صابر: حسنًا، سنأخذ استراحة قصيرة، ولكن عندما نعود، أيمكننا إلقاء نظرة على أمثلة تمارَس فيها عبادة البشر؟
يوسف راضي: بالتأكيد!
سامي صابر: نعود في الحال.
إعلان
القدرة على التحمّل مهمة. سواء أكنت رياضيًا، أو طبيبًا يعمل في نوبات عمل طويلة، أو طالبًا يدرس للامتحانات النهائية، أو والدًا يستيقظ طفله طوال الليل، فالقدرة على التحمل هي ما يمنحنا القوة للاستمرار.
من المهم أيضًا أن تتحلى بالقدرة على التحمل الروحي. فالإجهاد والإرهاق الجسدي والعقلي والعاطفي والحزن وسوء الصحة – كل هذا يمكن أن يضعف قدرتنا على التحمل الروحي. ولْنواجهِ الأمر: بعض فترات الحياة أكثر إرهاقًا من غيرها. لمعرفة كيف تحافظ على قدرتك على التحمل الروحي بل وتعزّزها، استمع إلى الحلقة مئتين وستة وخمسين وعنوانها: "تعزيز قدراتك الروحية".
انضم إلى سامي ويوسف في بحثهما عن أفضل السبل للاستمرار في الحياة، حتى عندما تستنزفك تجارب الحياة. ابحث عن الحلقة مئتين وسته وخمسين على:
www.worldslastchance.com/arabic
الجزء الثاني
يوسف راضي: إذن، في كلٍ من اللغتين العبرية واليونانية، كلمة "العبادة" تعني أن ينحني المرء ويُظهر احترامًا شديدًا لرئيسه.
سامي صابر: مثل كلب، يلعق قدميك.
يوسف راضي يضحك: في الأساس، نعم.
فلننظر الى بعض الأمثلة على استخدام هذه الكلمة في الكتاب المقدس. نحن جميعًا على دراية بالطريقة التي تُستخدم بها الكلمة في الخروج الرابع والثلاثين الآية الرابعة عشرة. أتقرأها لنا؟
سامي صابر: " فَإِنَّكَ لاَ تَسْجُدُ لإِلهٍ آخَرَ، لأَنَّ الرَّبَّ اسْمُهُ غَيُورٌ. إِلهٌ غَيُورٌ هُوَ."
يوسف راضي: هنا يكرر يهوه الوصية الثالثة المذكورة في الخروج العشرين.
ولكن ثمة أمثلة أخرى. انتقل إلى التكوين الثاني والعشرين واقرأ الآية الخامسة. هذه الآية ترد قبل أن يقدّم إبراهيم إسحاق للمحرقة. كان إبراهيم وخادمان معه في طريقهما إلى جبل مُورِيّا. وماذا قال إبراهيم للخادميْن؟ تفضل.
سامي صابر: "فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ لِغُلاَمَيْهِ: «اجْلِسَا أَنْتُمَا ههُنَا مَعَ الْحِمَارِ، وَأَمَّا أَنَا وَالْغُلاَمُ فَنَذْهَبُ إِلَى هُنَاكَ وَنَسْجُدُ، ثُمَّ نَرْجعُ إِلَيْكُمَا».".
لطالما راقتني هذه الآية. فهي تُظهر إيمان إبراهيم بأن إسحاق سيُنجّى أو سيُعاد إلى الحياة لأنه أخبر الخدم أنه والصبي سيذهبان ويعودان. لكن هذا لا يزال عملاً من أعمال العبادة موجهًا إلى يهوه. ألديك أمثلة أخرى يفعل فيها إنسان هذا الأمر لإنسان آخر؟
يوسف راضي: نعم، والسبب الذي دفعني لأن أطلب منك قراءة التكوين الثاني والعشرين الآية الخامسة، أولاً هو أن الكلمة المترجمة "العبادة" في هذه الآية هي الكلمة العبرية نفسها التي تُرجمت إلى "نسجد" في المقطع التالي.
انتقل إلى التكوين الثالث والعشرين. فيه ماتت سارة وكان إبراهيم يتفاوض لشراء كهف لدفنها فيه. ماذا فعل إبراهيم؟ الآية السابعة.
سامي صابر: "فَقَامَ إِبْرَاهِيمُ وَسَجَدَ لِشَعْبِ الأَرْضِ، لِبَنِي حِثَّ"
يوسف راضي: العبارة المترجمة هنا إلى "سجد" هي ترجمة من الكلمة نفسها المستخدمة في الوصية الثالثة.
الواقع، فلننظر الى ذلك. إقرأ الخروج العشرين الآيات الرابعة حتى السادسة. إنها الوصية الثالثة.
سامي صابر: لاَ تَصْنَعْ لَكَ تِمْثَالاً مَنْحُوتًا، وَلاَ صُورَةً مَا مِمَّا فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ، وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ تَحْتُ، وَمَا فِي الْمَاءِ مِنْ تَحْتِ الأَرْضِ. لاَ تَسْجُدْ لَهُنَّ وَلاَ تَعْبُدْهُنَّ، لأَنِّي أَنَا يهوه إِلهَكَ إِلهٌ غَيُورٌ، أَفْتَقِدُ ذُنُوبَ الآبَاءِ فِي الأَبْنَاءِ فِي الْجِيلِ الثَّالِثِ وَالرَّابعِ مِنْ مُبْغِضِيَّ، وَأَصْنَعُ إِحْسَانًا إِلَى أُلُوفٍ مِنْ مُحِبِّيَّ وَحَافِظِي وَصَايَايَ.
يوسف راضي: تقول الآية الخامسة: "لاَ تَسْجُدْ لَهُنَّ وَلاَ تَعْبُدْهُنَّ". لذا، سواء أترجمتَها بـ "تجسد" أو "تعبد"، يُنقل المفهوم عينه ويُستخدم كعمل عبادة موجه إلى الخالق، أو عمل يُظهر الاحترام للإنسان.
سامي صابر: ألم يسجد إخوة يوسف له عندما كان واليًا على مصر؟ هل تَعلم أن هذه الكلمة عينها؟
يوسف راضي: نعم، صحيح. بحثتُ عن ذلك. هناك تُرجمت إلى "يسجد"، لكنها الكلمة العبرية عينها التي تُرجمت في مواقع أخرى إلى "يعبد". لذا هناك مقاطع كثيرة تتحدث عن "عبادة" البشر للبشر الآخرين. لا يُعتبر أي منهم إلهًا لمجرد أنه "يُعبَد".
فلنلقِ نظرة على داود.
عندما هرب داود من الملك شاوُل، كشف أحدهم عن مكانه للملك. لذا، سار شاول وجنوده إلى برية عيْن جَدِي. وفي أثناء وجوده هناك، احتاج شاول إلى… حسنًا، من طريقة صياغة الفكرة، يبدو أنه كان بحاجة إلى استخدام المرحاض. لذا ذهب إلى ذاك الكهف لقضاء حاجته.
ما لم يكن يعرفه هو أن داود ورجاله كانوا مختبئين فيه!
إقرأ صَمُوئِيلَ الأَوَّل الرابع والعشرين الآيات الرابعة حتى الثامنة.
سامي صابر:
فَقَالَ رِجَالُ دَاوُدَ لَهُ: «هُوَذَا الْيَوْمُ الَّذِي قَالَ لَكَ عَنْهُ يهوه: هأَنَذَا أَدْفَعُ عَدُوَّكَ لِيَدِكَ فَتَفْعَلُ بِهِ مَا يَحْسُنُ فِي عَيْنَيْكَ». فَقَامَ دَاوُدُ وَقَطَعَ طَرَفَ جُبَّةِ شَاوُلَ سِرًّا. وَكَانَ بَعْدَ ذلِكَ أَنَّ قَلْبَ دَاوُدَ ضَرَبَهُ عَلَى قَطْعِهِ طَرَفَ جُبَّةِ شَاوُلَ، فَقَالَ لِرِجَالِهِ: «حَاشَا لِي مِنْ قِبَلِ يهوه أَنْ أَعْمَلَ هذَا الأَمْرَ بِسَيِّدِي، بِمَسِيحِ يهوه، فَأَمُدَّ يَدِي إِلَيْهِ، لأَنَّهُ مَسِيحُ يهوه هُوَ». فَوَبَّخَ دَاوُدُ رِجَالَهُ بِالْكَلاَمِ، وَلَمْ يَدَعْهُمْ يَقُومُونَ عَلَى شَاوُلَ. وَأَمَّا شَاوُلُ فَقَامَ مِنَ الْكَهْفِ وَذَهَبَ فِي طَرِيقِهِ.
ثُمَّ قَامَ دَاوُدُ بَعْدَ ذلِكَ وَخَرَجَ مِنَ الْكَهْفِ وَنَادَى وَرَاءَ شَاوُلَ قَائِلاً: «يَا سَيِّدِي الْمَلِكُ». وَلَمَّا الْتَفَتَ شَاوُلُ إِلَى وَرَائِهِ، خَرَّ دَاوُدُ عَلَى وَجْهِهِ إِلَى الأَرْضِ وَسَجَدَ.
يوسف راضي: نَعلم جميعًا أن داود كان مسيح يهوه. لكنه كان متواضعًا. كان شاول أيضًا مسيح يهوه، وكان داود يحترم هذا الأمر. والقول إن داود قدّم "الولاء" هو من الكلمة العبرية عينها التي تُرجمت في مواقع أخرى إلى "يسجد".
سامي صابر: داود كان يسجد لشاول.
يوسف راضي: نعم، ولكن الفرق هنا هو أن داود كان يسجد لشاول… باعتباره مسيح يهوه. ولم يكن يسجد لشاول باعتباره إلهًا. ولم يكن يكرمه كما ينبغي لخالقنا وحده. بل كان يكرمه باعتباره ملكًا ومسيح يهوه، ولكن ليس باعتباره إلهًا. وهذا هو الفرق.
وبعد أن أصبح داود ملكًا ـ بل وحتى مرات عدة قبل ذلك ـ سجد آخرون لداود! علِموا أنه كان أيضًا مسيح يهوه، ولذلك أظهروا له هذا الاحترام.
انتقل إلى صموئيل الأول الخامس والعشرين. هنا نرى أَبِيجَايِلَ، المرأة الحكيمة جدًا، وهي تسجد لداود. كان داود ورجاله قد ساعدوا زوج أبيجايل، نابال. لذا، عندما احتاجوا إلى الإمدادات، أرسلوا إلى نابال يطلبون المؤن.
كان رفْض نابال لطلبهم مهينًا للغاية وفقد داود أعصابه، فقرر أن يهاجم نابال ويُظهِر له من هو الرئيس.
إقرأ من الآية الرابعة عشرة حتى السادسة عشرة.
سامي صابر: فَأَخْبَرَ أَبِيجَايِلَ امْرَأَةَ نَابَالَ غُلاَمٌ مِنَ الْغِلْمَانِ قَائِلاً: «هُوَذَا دَاوُدُ أَرْسَلَ رُسُلاً مِنَ الْبَرِّيَّةِ لِيُبَارِكُوا سَيِّدَنَا فَثَارَ عَلَيْهِمْ. وَالرِّجَالُ مُحْسِنُونَ إِلَيْنَا جِدًّا، فَلَمْ نُؤْذَ وَلاَ فُقِدَ مِنَّا شَيْءٌ كُلَّ أَيَّامِ تَرَدُّدِنَا مَعَهُمْ وَنَحْنُ فِي الْحَقْلِ. كَانُوا سُورًا لَنَا لَيْلاً وَنَهَارًا كُلَّ الأَيَّامِ الَّتِي كُنَّا فِيهَا مَعَهُمْ نَرْعَى الْغَنَمَ.
يوسف راضي: إذن، ومن دون أن تخبر زوجها، جمعت أبيجايل بسرعة بعض المؤن. ولم تكن الكمية قليلة. أخذت مئتي رغيف، وبعض زقاق الخمر، وخمسة خراف تم تنظيفها وذبحها. كما أخذت أكثر من سبع براميل من الحبوب، ومئة عنقود من العنب، ومئتي كعكة من التين وانطلقت للقاء داود.
ثم ماذا؟ الآية الثالثة والعشرون.
سامي صابر: "وَلَمَّا رَأَتْ أَبِيجَايِلُ دَاوُدَ أَسْرَعَتْ وَنَزَلَتْ عَنِ الْحِمَارِ، وَسَقَطَتْ أَمَامَ دَاوُدَ عَلَى وَجْهِهَا وَسَجَدَتْ إِلَى الأَرْض…"
يوسف راضي: أظهرت احترامًا شديدًا، حتى إنها بلغت حدّ التبجيل. ليس لأنها كانت تنظر إلى داود باعتباره إلهًا، بل لأن حياتها وحياة كل الخدم ـ فضلًا عن زوجها ـ كانت على المحك، وكانت تَعلم ذلك.
تابع القراءة من الآية الرابعة والعشرين حتى السادسة والعشرين.
سامي صابر: وَسَقَطَتْ عَلَى رِجْلَيْهِ وَقَالَتْ: «عَلَيَّ أَنَا يَا سَيِّدِي هذَا الذَّنْبُ، وَدَعْ أَمَتَكَ تَتَكَلَّمُ فِي أُذُنَيْكَ وَاسْمَعْ كَلاَمَ أَمَتِكَ. لاَ يَضَعَنَّ سَيِّدِي قَلْبَهُ عَلَى الرَّجُلِ اللَّئِيمِ هذَا، عَلَى نَابَالَ، لأَنَّ كَاسْمِهِ هكَذَا هُوَ. نَابَالُ اسْمُهُ وَالْحَمَاقَةُ عِنْدَهُ. وَأَنَا أَمَتَكَ لَمْ أَرَ غِلْمَانَ سَيِّدِي الَّذِينَ أَرْسَلْتَهُمْ. وَالآنَ يَا سَيِّدِي، حَيٌّ هُوَ يهوه، وَحَيَّةٌ هِيَ نَفْسُكَ، إِنَّ يهوه قَدْ مَنَعَكَ عَنْ إِتْيَانِ الدِّمَاءِ وَانْتِقَامِ يَدِكَ لِنَفْسِكَ. وَالآنَ فَلْيَكُنْ كَنَابَالَ أَعْدَاؤُكَ وَالَّذِينَ يَطْلُبُونَ الشَّرَّ لِسَيِّدِي.
يوسف راضي: أبيجايل تذهب إلى داود. تسجد له. وتناديه "سيدي". إذا قرأتَ الأصحاح بأكمله، فستلاحظ أن أبيجايل تنادي داود "سيدي" ثلاث عشرة مرة!
ولكنّ النقطة التي يجب أخذها في الاعتبار هي أن أبيجايل لم تعبد داود باعتباره يهوه.
سامي صابر: نعم، الفرق واضح.
يوسف راضي: لذا، يعتبر الادعاء بأن يهوشوا يجب أن يكون إلهًا لأنه يُعبد كتجاهل للكثير من المقاطع الأخرى من الكتاب المقدس، كان الناس "يُعبدون" فيها ولكن ليس باعتبارهم يهوه.
ترد فقرة مثيرة للاهتمام حقًا في سفر أخبار الأيام الأول، التاسع والعشرين. هلا تنتقل إليه؟ الآية العشرون. أعلن داود أن سليمان سيبني هيكلاً ليهوه.
سامي صابر: ثُمَّ قَالَ دَاوُدُ لِكُلِّ الْجَمَاعَةِ: «بَارِكُوا يهوه إِلهَكُمْ». فَبَارَكَ كُلُّ الْجَمَاعَةِ يهوه إِلهَ آبَائِهِمْ، وَخَرُّوا وَسَجَدُوا لِيهوه وَلِلْمَلِكِ.
يوسف راضي: من يباركون؟ سجدوا ليهوه… و …؟
سامي صابر : الملك.
يوسف راضي: "و" هي حرف عطف. يربط بين أمرين مختلفين. الآية تقول إنهم سجدوا ليهوه … و … للملك.
ولكن مرة أخرى، كما حدث مع أبيجايل، كان يهوه وحده هو الذي سجد له باعتباره الله، باعتباره الخالق. وكان داود "معْبُودًا"، وكان يُحترم ـ تقول ترجمة أخرى إنهم "قدّموا الولاء" الى يهوه والملك ـ لذا كان داود يُقَدَّم الولاء باعتباره الملك الذي مسحه يهوه. ولكن لم يكن أحد من الحشد في ذلك اليوم مرتبكًا. لم يعتقد أي منهم أن الملك داود كان إلهًا. قدّموا الولاء اليه باعتباره مسيح يهوه، لكنهم لم يفترضوا أن هذا يجعله إلهًا لمجرد أن الكلمة العبرية التي تعني "العبادة" كانت تُطبَّق على كليهما".
سامي صابر: هذا مثير للاهتمام حقًا. لم أفكر في ذلك قبلًا.
يوسف راضي: يرد ذلك مرة أخرى في المزمور الثاني والسبعين. كان هذا مزمورًا يحتفل بتتويج سليمان. اقرأ الآيتين العاشرة والحادية عشرة.
سامي صابر: مُلُوكُ تَرْشِيشَ وَالْجَزَائِرِ يُرْسِلُونَ تَقْدِمَةً. مُلُوكُ شَبَا وَسَبَأٍ يُقَدِّمُونَ هَدِيَّةً. وَيَسْجُدُ لَهُ كُلُّ الْمُلُوكِ. كُلُّ الأُمَمِ تَتَعَبَّدُ لَهُ.
يوسف راضي: عبارة "يسجد له" – التي تقول ترجمات أخرى "تنحني له" – تأتي من الكلمة العبرية عينها التي تعني "العبادة".
سامي صابر: لذا، واضح أن "العبادة" ليست امتيازًا يتعلق بالألوهية.
يوسف راضي: لا ما دامت العبادة لا تُؤدَّى كعمل من أعمال التكريم لشخص ما باعتباره "الله" أو باعتباره يهوه. وحده يهوه هو الذي يحق له تلقي أعلى مستويات العبادة بحكم حقيقة أنه خالقنا.
يقدم الينا إشعياء الخامس والأربعون نبوءة عن كُورُش، الحاكم الفارسي الذي سيسمح لأي إسرائيلي العودة إلى فلسطين. يتحدث يهوه في هذا المقطع، ويتنبأ بما سيقال عن كورش.
اقرأ الآية الرابعة عشرة، وبينما تفعل ذلك، لاحِظ مرة أخرى عبارة "اسجد"، فهي تعني "العبادة" باللغة العبرية.
سامي صابر: هكذا قالَ يهوه: تَعَبُ مِصْرَ وتِجارَةُ كُوشِ والسَّبَنيُّونَ ذَوُو القامَةِ إليك يَعْبُرونَ ولَكَ يكونون. خلْفَكَ يَمْشون. بالقيودِ يَمُرّونَ ولكَ يَسْجُدون. إليكَ يتضرّعونَ قائلينَ: فيكِ وحدَكِ اللهُ وليسَ آخَرُ. لي إلهٌ
يوسف راضي: إذن هنا يقول يهوه نفسه إن السبَئَنِيّين سيسجدون لكورش ويعبدونه. وفي الجملة عينها يُذكر السبب: لأنهم يرون أن يهوه مع كورش ومن دون يهوه، " ليس هناك إله آخر".
بذلك، أوضحنا أن الإنسان يمكن أن يُعبَد، بين علامتي الاقتباس، وأن يهوه وحده هو الإله، ولا يوجد إله آخر.
يرد حرفيًا مئات الأمثلة في العهد القديم لأشخاص تمت عبادتهم من دون اعتبار ذلك عملًا من أعمال الوثنية لأنه كانوا يكرَّمون ؛ ولم يكونوا يُعبدون باعتبارهم الخالق.
سامي صابر: ماذا عن العهد الجديد؟ إنها لغة مختلفة. هل تطبق الكلمة اليونانية "العبادة" على يهوه فقط فيه؟
يوسف راضي: هذا سؤال جيد والإجابة هي لا. وكما هو الحال في العهد القديم، تُستخدم الكلمة لكل من يهوه والبشر.
في القراءة غير المعمقة، يبدو أن هذه الكلمة قد أُطلِقَت على يهوشوا بطريقة توحي بأنه ينبغي أن يُعبَد لأنه إله. فلنلقِ نظرة على بعض هذه الأمثلة، لكن ضع في اعتبارك أن هذه الأمثلة لا تُثبت أن يهوشوا إله. فجميع الأدلة الكتابية الأخرى تشير إلى أنه كان إنسانًا كاملاً.
انتقل إلى متى الثاني الآية الثامنة. هيرودس يتحدث إلى المجوس. ماذا يقول؟
سامي صابر: " ثُمَّ أَرْسَلَهُمْ إِلَى بَيْتِ لَحْمٍ، وَقَالَ:« اذْهَبُوا وَافْحَصُوا بِالتَّدْقِيقِ عَنِ الصَّبِيِّ. وَمَتَى وَجَدْتُمُوهُ فَأَخْبِرُونِي، لِكَيْ آتِيَ أَنَا أَيْضًا وَأَسْجُدَ لَهُ».".
يوسف راضي: فلننتقل الآن إلى متى الثامن. يزعم الثالوثيون أن يهوشوا تلقى العبادة، وبالتالي فهو يجب أن يكون "إلهًا". لكن هذا ليس ما يحدث هنا.
اقرأ الآية الثانية.
سامي صابر : " وَإِذَا أَبْرَصُ قَدْ جَاءَ وَسَجَدَ لَهُ قَائِلاً:« يَا سَيِّدُ، إِنْ أَرَدْتَ تَقْدِرْ أَنْ تُطَهِّرَنِي".
يوسف راضي: هذه ترجمة جديدة. اقرأها في هذه الترجمة القديمة.
سامي صابر: " وجاءَ أبرَصٌ ورَكَعَ أمامَهُ قائلاً: يا سيد، إن أنتَ أردْتَ تستطيعُ أن تُطَهِّرَني."
يوسف راضي: لذا نرى هنا أن الكلمة اليونانية، مثل الكلمة العبرية، يمكن استخدامها بالتبادل، سواء للسجود له أو للانحناء لإظهار الاحترام.
انتقل إلى متى التاسع، واقرأ لنا الآية الثامنة عشرة.
سامي صابر: أي نسخة؟
يوسف راضي: القديمة.
سامي صابر: "وَفِيمَا هُوَ يُكَلِّمُهُمْ بِهذَا، إِذَا رَئِيسٌ قَدْ جَاءَ فَسَجَدَ لَهُ قَائِلاً:« إِنَّ ابْنَتِي الآنَ مَاتَتْ، لكِنْ تَعَالَ وَضَعْ يَدَكَ عَلَيْهَا فَتَحْيَا".
يوسف راضي: الترجمة الأكثر حداثة تقول إن الحاكم انحنى أمام يهوشوا.
سامي صابر: ولكن كما أشرت، سيقول الثالوثيون إن يهوشوا تلقى العبادة لأنه كان إلهًا. وإلا، فإن هذا يعتبر عبادة وثنية: تلقي عبادة لم يكن يستحقها.
يوسف راضي: هناك فرق بين تلقي العبادة باعتبارك الخالق، وبين تلقي الاحترام. كان يهوشوا يتلقى الاحترام والشرف المستحق له باعتباره مسيح يهوه.
وقفة منتصف البرنامج
أنتم تستمعونَ إلى راديو "فرصةُ العالمِ الأخيرة"!
راديو "فرصةُ العالمِ الأخيرة": نُعلّم العقول ونُعدّ القلوب لعودة المسيح المفاجئة!
إعلان
الأولويات. عندما نكون منشغلين أو نواجه الضغوط، يسهل أن نخطئ في ترتيب أولوياتنا. وقد يحدث ذلك حتى في حياتنا الروحية. من المهم أن نتساءل ما إذا كانت أولوياتنا متوافقة وأولويات المسيح. هل تعرف ما هي أولوياته؟ خلاص النفوس بالطبع. ولكنّ الأمر لا يقتصر على ذلك فحسب.
كيف أثّرت أولويات المسيح على قراراته اليومية وخياراته الحياتية؟ من المهم أن نحلل ما إذا كنا نختار بوعي أن نجعل أولوياتنا متوافقة وأولويات المخلّص أو ما إذا كنا نسمح لأمور أخرى بأن تصبح أكثر أهمية، ربما من دون وعي. لمعرفة ما كان الأكثر أهمية بالنسبة إلى يهوشوا، وكيف تم الكشف عن ذلك في حياته اليومية، وكيف يمكنك تغيير أولوياتك لتتوافق وأولويات المخلص، ابحث عن حلقة بعنوان: "ابقِ الأمور الرئيسة كرئيسة". الحلقة مئة وخمسة وأربعون، "ابقِ الأمور الرئيسة كرئيسة".
يمكنك العثور على الحلقات التي بُثّت سابقًا على موقعنا WorldsLastChance.comarabic.
الجزء الثالث
سامي صابر: إنها كلها أمثلة رائعة لأشخاص "يعبدون" المسيح. ولكنّ الثالوثيين سيقولون إنه بطبيعة الحال يُعبد لأنه "الله". هل ترد أمثلة في العهد الجديد لبشر… أعني بشرًا غير المسيح، كانوا يُعبدون؟
يوسف راضي: نعم. ولكنها معدودة، لأن العهد الجديد أقصر من العهد القديم.
فلندرس مثالًا استخدم فيه المسيح نفسه الكلمة اليونانية للعبادة لتوضيح الاحترام العميق. انتقل إلى متى الثامن عشر. إنه المثل الذي كان فيه ملك يراجع حساباته واكتشف أن عبدًا من عبيده مدين له بمبلغ كبير من المال. عشرة آلاف وزنة.
لتتمكنوا من استيعاب أهمية هذه القصة، تُعادل عشرة آلاف وزنة ثلاث عشرة فاصلة اثنين تريليون دولار أميركي في اقتصاد اليوم.
سامي صابر: كيف استطاع اقتراض كل هذا المبلغ؟
يوسف راضي: لذا أمر الملك ببيع العبد وزوجته وأولاده وكل ما يملك لتسديد الدين. ومن الواضح أن هذا لن يفي الدين، لكنه قد يعوّض بعض الخسائر.
فماذا فعل العبد حين سمع ذلك؟ اقرأ الآية السادسة والعشرين.
سامي صابر: "فَخَرَّ الْعَبْدُ وَسَجَدَ لَهُ قَائِلاً: يَا سَيِّدُ، تَمَهَّلْ عَلَيَّ فَأُوفِيَكَ الْجَمِيعَ."
يوسف راضي: وهو أمر سخيف تمامًا لأن هذا المبلغ من المال يعادل أجور مئة وستين ألف سنة.
سامي صابر: مذهل!
يوسف راضي: لا يمكن للعبد أن يردّ مثل هذا المبلغ الضخم من المال، ولهذا تقول هذه الترجمة إنه "سجد له". وتقول ترجمات أخرى أنه "سقط على ركبتيه أمامه". لم تكن لدى العبد فرصة ليسامحه الملك وكان يَعلم ذلك، لذلك في خوف ويأس، ألقى بنفسه تحت رحمة الملك، وأظهر أعظم احترام ممكن. لم تكن أفعاله في إظهار الاحترام هي الهدف من هذا المثل. أضافها يهوشوا كنقطة توضيحية لإظهار يأس العبد. لذا، كان هذا لا يزال مصطلحًا مفهومًا بشكل شائع لإظهار الاحترام الكبير.
تُستخدم في مقطع آخر كلمة "العبادة" في الرؤيا. انتقل إلى الأصحاح الثالث. إنها الرسالة الموجهة إلى كنيسة فيلادلفيا. ماذا يقول لهم الملاك؟ الآية التاسعة.
سامي صابر: "هنَذَا أَجْعَلُ الَّذِينَ مِنْ مَجْمَعِ الشَّيْطَانِ، مِنَ الْقَائِلِينَ إِنَّهُمْ يَهُودٌ وَلَيْسُوا يَهُودًا، بَلْ يَكْذِبُونَ هنَذَا أُصَيِّرُهُمْ يَأْتُونَ وَيَسْجُدُونَ أَمَامَ رِجْلَيْكَ، وَيَعْرِفُونَ أَنِّي أَنَا أَحْبَبْتُكَ.."
يوسف راضي: وفي الترجمة الأخرى؟
سامي صابر: آه… "هنَذَا أَجْعَلُ الَّذِينَ مِنْ مَجْمَعِ الشَّيْطَانِ، مِنَ الْقَائِلِينَ إِنَّهُمْ يَهُودٌ وَلَيْسُوا يَهُودًا، بَلْ يَكْذِبُونَ هنَذَا أُصَيِّرُهُمْ يَأْتُونَ وَيَكرّمونَك، وَيَعْرِفُونَ أَنِّي أَنَا أَحْبَبْتُكَ."
يوسف راضي: من الواضح الآن أنه إذا كانت الكائنات المقدسة تتسبب في حدوث هذا كعلامة على التكريم والاحترام لهذه المجموعة من المؤمنين، فهذا ليس خطيئة. ولكن مرة أخرى، يتم تكريمهم؛ ولا يتم عبادتهم باعتبارهم آلهة. هذا هو الفرق.
انتقل إلى التثنية الثامن. في هذا الأصحاح، يروي موسى لبني إسرائيل الأحداث التي وقعت في أثناء تجوالهم في البرية. وينهي عظته بتحذير مهيب. اقرأ الآيتين التاسعة عشرة والعشرين. هاتان الآيتان هما آخر آيتين من الأصحاح، وهما الذروة التي كان يبنيها.
تفضل.
سامي صابر: وَإِنْ نَسِيتَ يهوه إِلهَكَ، وَذَهَبْتَ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى وَعَبَدْتَهَا وَسَجَدْتَ لَهَا، أُشْهِدُ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ أَنَّكُمْ تَبِيدُونَ لاَ مَحَالَةَ. كَالشُّعُوبِ الَّذِينَ يُبِيدُهُمُ يهوه مِنْ أَمَامِكُمْ كَذلِكَ تَبِيدُونَ، لأَجْلِ أَنَّكُمْ لَمْ تَسْمَعُوا لِقَوْلِ الرَّبِّ إِلهِكُمْ.
يوسف راضي: التحذير هو عدم عبادة أي شخص أو أي شيء آخر … كياه ؛ كالخالق الإلهي.
انتقل إلى التثنية السادس واقرأ الآيتين الأولى والثانية.
سامي صابر: "وَهذِهِ هِيَ الْوَصَايَا وَالْفَرَائِضُ وَالأَحْكَامُ الَّتِي أَمَرَ يهوه إِلهُكُمْ أَنْ أُعَلِّمَكُمْ لِتَعْمَلُوهَا فِي الأَرْضِ الَّتِي أَنْتُمْ عَابِرُونَ إِلَيْهَا لِتَمْتَلِكُوهَا"
يوسف راضي: تقول الآية الثالثة في الأساس: "فَاسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ وَاحْتَرِزْ لِتَعْمَلَ، لِكَيْ يَكُونَ لَكَ خَيْرٌ وَتَكْثُرَ جِدًّا…". اقرأ الآن الآيتين الرابعة والخامسة.
سامي صابر: "«اِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ: يهوه إِلهُنَا يهوه وَاحِدٌ. فَتُحِبُّ يهوه إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ قُوَّتِكَ..
يوسف راضي: إنها الآية التي اقتبسها يهوشوا عندما سُئل عن "الوصية العظمى". ولكن هناك آية أخرى في هذا الأصحاح مهمة للغاية. هلا تقرأ الآية الثالثة عشرة؟
سامي صابر: "يهوه إِلهَكَ تَتَّقِي، وَإِيَّاهُ تَعْبُدُ، وَبِاسْمِهِ تَحْلِفُ.
يوسف راضي: أشار يهوشوا إلى هذه الآية في متى الرابع. إنتقل إليها. هذا الأصحاح يتحدث عن تجربة المسيح في البرية. عندما أظهر له الشيطان كل أمجاد العالم وعرضها على المسيح إذا سجد له فقط، نعرف كيف استجاب يهوشوا. اقرأ الآية العاشرة.
سامي صابر: حِينَئِذٍ قَالَ لَهُ يَهوشوا:« اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِيهوه إِلهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ».
يوسف راضي: إذن، كان لدى المخلص فهم واضح للغاية بأن يهوه وحده هو الذي يجب أن يُسجد له باعتباره "الله"، باعتباره إلهًا. كان يهوشوا يضع يهوه دائمًا في المقام الأول، بل قال إن يهوه كان أكثر أهمية منه. لذلك نعرف أن العبادة التي تلقاها يهوشوا لم تكن عملاً من أعمال التفاني التي قدمها الى كائن أسمى، بل كانت "العبادة" التي تمثل ببساطة احترامًا كبيرًا.
سامي صابر: لا يُعقل أن يقبل يهوشوا، وهو عالم بالكتاب المقدس، ومدرك أن يهوه وحده هو الذي يجب أن يُعبَد باعتباره الله، هذا النوع من العبادة التي تخص يهوه وحده. فهذا سيكون تجديفًا، وهو لم يكن ليفعل ذلك.
يوسف راضي: بالطبع لا. وإذا خصصت بعض الوقت لقراءة سياق هذه الوصية، فستلاحظ أنها تُعطى دائمًا كمقابل لعبادة آلهة أخرى.
لذا، فكر في تعريف القاموس للعبادة. هناك تعريفات مختلفة كثيرة دقيقة، لكنّ التعريف الرئيس هو فعل التفاني أو التعبير عن العبادة للكائن الأعظم. هناك كائن أسمى واحد فقط، وهو يهوه.
بالتأكيد. يمكننا أن "نسجد" للبشر الآخرين بمعنى إظهار الاحترام. عندما نلتقي بملك أو رئيس أو رئيس وزراء، قد نحني رأسنا، أو كما تمليه علينا الثقافة كعلامة على الاحترام.
سامي صابر: تتضمن عهود الزواج التقليدية كما هي مذكورة في كنيسة إنجلترا العبارة التالية: "بجسدي، أسجد لك".
يوسف راضي: صحيح. هذا لا يعني أنك تروج لزوجتك لتكون الشخص الأعظم الذي يحكم الكون. بل يعني ببساطة أنك تمنحها الحب والتفاني المناسبين اللذين يحق لها أن تتوقعهما بصفتها زوجتك.
سامي صابر: عندما ندرك عدد المرات التي يخبرنا فيها الكتاب المقدس بعبادة يهوه وحده، أتساءل كيف يمكننا أن نؤمن بثالوث إلهي.
يوسف راضي: حسنًا، بإنصاف. تم التعتيم على القضية إلى حد كبير باستخدام الألقاب في ترجماتنا الحديثة. الألقاب مفيدة لإجراء مقارنات بين يهوه باعتباره الإله الحقيقي الوحيد والآلهة الزائفة. لكنّ الألقاب في الحقيقة مصطلح شامل. لذا، إذا كان كل ما تراه في العهد القديم هو عبارة "الرب الإله" ولا تَعلم أنها في الواقع تشير إلى الاسم الشخصي ليهوه، ثم تنتقل إلى العهد الجديد وترى أن يهوشوا يُشار إليه باسم "الرب"، فستستنتج افتراضًا منطقيًا، وإن كان غير صحيح، أن يهوشوا يقع تحت المصطلح الشامل "الله" كجزء من الثالوث.
في العهد القديم، يكرر يهوه مرارًا أنه وحده الذي يجب أن يُعبد باعتباره الله. وفي العهد الجديد، يكرر يهوشوا ذلك، مستبعدًا نفسه باعتباره جزءًا من "الله". لذا، عندما تعبد يهوشوا باعتباره الله، تكون وكأنك تعبد الأصنام.
سامي صابر: رائع. تابع.
يوسف راضي: مرة أخرى، يكرر يهوه مرارًا أنه هو وحده الذي يجب أن يُعبد. "هو" ضمير مفرد. حتى الثالوثيين يقسمون الألوهية إلى هو– الآب، وهو الابن، وهو الروح القدس. مرة أخرى، إنه ضمير مفرد. لا يمكن أن يشير إلى أكثر من واحد.
لذا، بمجرد أن تَعلم أن يهوه يكرر مرارًا أنه هو وحده الذي يجب أن يُعبد باعتباره الله، ولكنك تعبد ثالوثًا باعتباره الله، فأنت تقول لي: هل انت تعبد الأصنام؟
سامي صابر: نعم. أنت لا تتبع وصايا ياه الواضحة في العهد القديم.
يوسف راضي: الوصايا التي كررها يهوشوا وأكدها. لم يعتبر يهوشوا نفسه أبدًا على قدم المساواة مع يهوه. كان دائمًا أقل شأنًا من يهوه، وهو ما قد يكون مضللاً وغير صادق إذا كانا إلهيين.
سامي صابر: هل هناك كلمة في الكتاب المقدس تُرجمت إلى "العبادة" وتُستخدم للإشارة إلى يهوه وحده؟ وهل يمكننا أن نستنتج من السياق أنها تشير إلى يهوه وحده؟
يوسف راضي: نعم. في قاموس المعاجم اليونانية، تحمل الكلمة الرقم ثلاثة آلاف. وتعني "خدمة الله، تقديم التكريم الديني".
إقرأ لنا ما قاله بولس للحاكم فِيلِكْس: أعمال الرسل الرابع والعشرون الرابع والعشرين الآية الرابعة عشرة.
سامي صابر: "وَلكِنَّنِي أُقِرُّ لَكَ بِهذَا: أَنَّنِي حَسَبَ الطَّرِيقِ الَّذِي يَقُولُونَ لَهُ «شِيعَةٌ»، هكَذَا أَعْبُدُ إِلهَ آبَائِي، مُؤْمِنًا بِكُلِّ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي النَّامُوسِ وَالأَنْبِيَاءِ."
يوسف راضي: من الواضح أن بولس يتحدث هنا عن يهوه.
فلننتقل الآن الى فيلبي الثالث الآية الثالثة.
سامي صابر: " لأَنَّنَا نَحْنُ الْخِتَانَ، الَّذِينَ نَعْبُدُ ياه بِالرُّوحِ، وَنَفْتَخِرُ فِي الْمَسِيحِ يهوشوا، وَلاَ نَتَّكِلُ عَلَى الْجَسَدِ."
يوسف راضي: نحن نعبد يهوه. ونفتخر في المسيح يهوشوا. هاتان عبارتان استبعاديتان.
المكان الوحيد الآخر الذي تُستخدم فيه هذه الكلمة يشير إلى العبادة الزائفة، لأنها تقدم الى الآلهة الزائفة العبادة الواجبة ليهوه وحده. تجدها في أعمال الرسل السابع.
هذه هي عظة استفانوس أمام السنهدرين قبل استشهاده مباشرة. اقرأ الآيتين الواحدة والأربعين والثانية والأربعين.
سامي صابر: فَعَمِلُوا عِجْلاً فِي تِلْكَ الأَيَّامِ وَأَصْعَدُوا ذَبِيحَةً لِلصَّنَمِ، وَفَرِحُوا بِأَعْمَالِ أَيْدِيهِمْ. فَرَجَعَ اللهُ وَأَسْلَمَهُمْ لِيَعْبُدُوا جُنْدَ السَّمَاءِ، كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي كِتَابِ الأَنْبِيَاءِ: هَلْ قَرَّبْتُمْ لِي ذَبَائِحَ وَقَرَابِينَ أَرْبَعِينَ سَنَةً فِي الْبَرِّيَّةِ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ؟
يوسف راضي: اللقب المترجم هنا إلى "الله" يأتي من اللقب اليوناني، ثيوس، ويُعرَّف بأنه، على حد تعبيري، "الإله الأعظم". لذا، مرة أخرى، إصدار بيان مفاده أن العبادة كأعمال تقوى تُقدَّم الى أي شخص آخر غير يهوه، هو عبادة وثنية. يجب عبادة يهوه فقط باعتباره إلهًا.
سامي صابر: إذن ما تقوله هو أن السبب وراء سجودنا، والغرض الذي يحفزنا على فعل العبادة ـ أياً كان ـ هو ما يشكّل الفارق. يمكنني أن أسجد للملك تشارلز، مثلًا، ولكنني لا أرتكب خطيئة لأنني أسجد له كملك، وليس كإله .
يوسف راضي: صحيح.
الآن، طبِّق المفهوم عينه على يهوشوا. فنحن نعبده باعتباره مسيح يهوه. ونعطيه الاحترام الذي يستحقه باعتباره مخلص العالم. ونحن لا نعبده باعتباره الكائن الأسمى، لأن يهوشوا وحده هو الكائن الأسمى، وخالق كل أشكال الحياة.
نحن نكرم يهوه بتكريم مسيحه. في العهد الجديد، كان هذا هو يهوشوا. في العهد القديم، كان هؤلاء هم الملوك الذين عينهم: أولاً شاول، ثم داود وبعده سليمان.
إذا كان من المقبول تكريم يهوه من خلال "عبادة" ملوكه الممسوحين، فكم بالحري يكون مقبولًا عبادة ابن داود الذي سيأتي ويحكم من عرش داود إلى الأبد؟
في الواقع، هذا هو ما يدور حوله المزمور مئة وعشرة: العبادة الواجبة لفادي العالم. إنتقل إليه واقرأ الآية الأولى.
سامي صابر: "قَالَ يهوه لِرَبِّي: «اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئًا لِقَدَمَيْكَ».
يوسف راضي: الآيتان الرابعة والخامسة
سامي صابر: أَقْسَمَ يهوه وَلَنْ يَنْدَمَ: «أَنْتَ كَاهِنٌ إِلَى الأَبَدِ عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِي صَادَقَ».
يهوه عَنْ يَمِينِكَ يُحَطِّمُ فِي يَوْمِ رِجْزِهِ مُلُوكًا.
يوسف راضي: عدة أسباب تجعل من عبادة المخلص البشري الكامل أمرًا مناسبًا. من الواضح، لأنه مسيح يهوه، وهو يستحق حبنا واحترامنا لتضحيته العظيمة. ولكن هناك سبب آخر. تخبرنا فيلبي الثاني الآيات التاسعة حتى الحادية عشرة بما هو هذا السبب. أتقرأها لنا؟
سامي صابر: لِذلِكَ رَفَّعَهُ يهوه أَيْضًا، وَأَعْطَاهُ اسْمًا فَوْقَ كُلِّ اسْمٍ لِكَيْ تَجْثُوَ بِاسْمِ يَهوشوا كُلُّ رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ عَلَى الأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الأَرْضِ، وَيَعْتَرِفَ كُلُّ لِسَانٍ أَنَّ يهوشوا الْمَسِيحَ هُوَ رَبٌّ لِمَجْدِ اللهِ الآبِ.
يوسف راضي: لذلك من المناسب أن نعبد يهوشوا ونُظهر له الاحترام المطلق: لأن يهوه رفعه. وفي يوم الدينونة، سينحني الجميع ويعلنون أن يهوشوا – الإنسان – هو الرب. ليس الله، إنما الرب.
نقطة أخيرة: القول إن يهوشوا هو إلهيّ لمجرد أنه يُعبد، هو إنكار لإنسانيته.
سامي صابر: لكن يزعم الثالوثيون أنه بشري. وكما تم تعليمي، هم يعتقدون أنه بشري بنسبة مئة في المئة وإله بنسبة 100%.
يوسف راضي: هذا لا معنى له على الإطلاق. ولكن، يشكل ذلك مشكلة بالنسبة إلى الثالوثيين، لأنك إذا كنت تعتقد أن المخلص بشري – وأنت محق: يؤمن الثالوثيون بأنه بشري وإله على حد سواء – ولكن إذا عبدته باعتباره إلهًا، فأنت تنكر فعليًا إنسانيته. حتى نسخته الثالوثية من البشرية!
لا يمكنك أن تعبده باعتباره إلهًا وتعترف بأنه إنسان.
إذا كان من الممكن عبادة يهوه فقط، كما يزعم الثالوثيون، فإن المسيح لا يمكن أن يكون إنسانًا. وإذا كانت العبادة دليلاً على الألوهية، فإن عبادة المسيح تدحض بشريته. لا يمكنك أن تجمع بين الأمرين.
سامي صابر: نقطة سديدة. يركز الثالوثيون على ألوهية يهوشوا. إنهم يعتقدون أنه كان يتحلى بطبيعة بشرية وأنه "تجاهل" طبيعته الإلهية، لكنهم ما زالوا يصرون على أنه كان إنسانًا بالكامل مع أنه كان إلهًا بالكامل. لكنك محق: إذا حاولت إثبات ألوهيته بناءً على حقيقة أنه يُعبد، فأنت تنكر إنسانيته.
يوسف راضي: أليس هذا هو روح المسيح الدجال؟ إنكار أن يهوشوا جاء في الجسد؟
سبق أن ذكرنا ذلك في حلقات أخرى، لكنني سأكرره مرة أخرى: إن الحقيقة متناغمة. ولن تتناقض مع نفسها أبدًا. وحلقة اليوم ليست سوى مثال آخر على ذلك. يهوشوا ليس إلهًا، ولكنه مُمَجَّد. إنه إنسان كامل، ولكن يجب أن نعبده باعتباره مخلّصنا ومسيح يهوه. ولكن لا يُعبَد أبدًا باعتباره إلهًا لأن يهوه وحده هو الإله.
سامي صابر: هذا مثير للاهتمام. شكرًا لك على هذه الدراسة الرائعة.
التالي ناديا يعقوب مع وعد اليوم!
وعد اليوم
مرحبًا! هنا راديو فرصة العالم الأخيرة، معكم ناديا يعقوب في وعد اليوم من كلمة ياه.
كان كريستوفر رين Christopher Wren رجلاً ذكيًا وموهوبًا. ولد عام ألف وست مئة واثنين وثلاثين، ودرس الفيزياء والهندسة. كان أستاذًا لعِلم الفلك في أكسفورد ولكنه كان عالم رياضيات وهندسة واسع الاطلاع. ليس هذا فحسب، بل كان رين مخترعًا. ومن أحد اختراعاته آلة تعمل بالهواء المضغوط!
ومع ذلك، ما يتذكره الناس اليوم عن كريستوفر رين هو مهارته كمهندس معماري. في الواقع، وفقًا للموسوعة البريطانية، كان رين " أعظم مهندس معماري إنجليزي في عصره". تم تكليفه بتصميم المرصد الملكي في غرينتش بإنجلترا، ومكتبة Trinity College في كامبريدج، وواجهة قصر Hampton Court. كما صمم رين ثلاثًا وخمسين كنيسة في لندن، بما في ذلك كاتدرائية القديس بولس حيث تزوجت الليدي ديانا سبنسر بالأمير تشارلز.
ذات يوم، بينما كان رين يشرف على بناء إحدى الكنائس، فكر أحد الصحفيين في إجراء مقابلة مع بعض العمال. فاختار ثلاثة عمال مختلفين وسألهم جميعًا السؤال عينه: "ماذا تفعلون؟"
فأجاب عامل البناء الأول: "أنا أقوم بقطع الحجارة مقابل عشرة شلنات في اليوم".
وأجاب التالي: "أنا أعمل عشر ساعات يوميًا في هذه الوظيفة".
لكنّ الثالث رد: "أنا أساعد السير كريستوفر رين في بناء إحدى أعظم كاتدرائيات لندن".
يُمنح المؤمنون امتياز التحول إلى الصورة الإلهية. ولكن الأهم من ذلك أننا نُمنح أيضًا الفرصة للتعاون مع السماء في خلاص النفوس.
كتب الرسول بطرس:
كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا مَبْنِيِّينَ كَحِجَارَةٍ حَيَّةٍ بَيْتًا رُوحِيًّا، كَهَنُوتًا مُقَدَّسًا، لِتَقْدِيمِ ذَبَائِحَ رُوحِيَّةٍ مَقْبُولَةٍ عِنْدَ يهوه بِيهوشوا الْمَسِيحِ.
لِذلِكَ يُتَضَمَّنُ أَيْضًا فِي الْكِتَابِ:« هنَذَا أَضَعُ فِي صِهْيَوْنَ حَجَرَ زَاوِيَةٍ مُخْتَارًا كَرِيمًا، وَالَّذِي يُؤْمِنُ بِهِ لَنْ يُخْزَى». فَلَكُمْ أَنْتُمُ الَّذِينَ تُؤْمِنُونَ الْكَرَامَةُ، وَأَمَّا لِلَّذِينَ لاَ يُطِيعُونَ، «فَالْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ، هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ» «وَحَجَرَ صَدْمَةٍ وَصَخْرَةَ عَثْرَةٍ. الَّذِينَ يَعْثُرُونَ غَيْرَ طَائِعِينَ لِلْكَلِمَةِ، الأَمْرُ الَّذِي جُعِلُوا لَهُ»
وَأَمَّا أَنْتُمْ فَجِنْسٌ مُخْتَارٌ، وَكَهَنُوتٌ مُلُوكِيٌّ، أُمَّةٌ مُقَدَّسَةٌ، شَعْبُ اقْتِنَاءٍ، لِكَيْ تُخْبِرُوا بِفَضَائِلِ الَّذِي دَعَاكُمْ مِنَ الظُّلْمَةِ إِلَى نُورِهِ الْعَجِيبِ.
الَّذِينَ قَبْلاً لَمْ تَكُونُوا شَعْبًا، وَأَمَّا الآنَ فَأَنْتُمْ شَعْبُ ياه. الَّذِينَ كُنْتُمْ غَيْرَ مَرْحُومِينَ، وَأَمَّا الآنَ فَمَرْحُومُونَ. (بطرس الأولى ٢: ٥ الى١٠)
كل من يشترك مع ياه في عمل خلاص النفوس وُعد بمكافأة مجيدة لا تصدق. جاء في دانيال الثاني عشر الآية الثالثة: "وَالْفَاهِمُونَ يَضِيئُونَ كَضِيَاءِ الْجَلَدِ، وَالَّذِينَ رَدُّوا كَثِيرِينَ إِلَى الْبِرِّ كَالْكَوَاكِبِ إِلَى أَبَدِ الدُّهُورِ.
الموارد اللانهائية في السماء متوفرة لأولئك الذين يأخذون ياه بكلمته، ويقبلون الخلاص، وبالتالي يعملون على خلاص الآخرين.
لقد مُنحنا وعوداً عظيمة وثمينة. إبدأوا بالمطالبة بها!
الجزء الرابع
سامي صابر: فوجئت نوعًا ما بعنوان حلقة اليوم. أطلقتَ عليها عنوان "عدم أهمية عبادة يهوشوا". لكن هذا لا يعني أن يهوشوا ليس له أهمية. فهو ليس فقط مسيح يهوه، بل فادي البشرية أيضًا. إن وجهة نظرك، كما أفهمها، هي أن فعل العبادة بحد ذاته لا أهمية له لأنه لا يُثبت ألوهيته.
يوسف راضي: صحيح. يهوشوا محترم للغاية – كما ينبغي أن يكون – لكنّ عبادته لا تجعله أكثر ألوهية كما جعلت الملك شاول –
سامي صابر: الذي كان ملكًا شريرًا!
يوسف راضي: أو الملك داود، أو سليمان -الذي كانت له مشاكله الخاصة مع الأخلاق والعبادة.
والحجة القائلة إن عبادة يهوشوا تثبت ألوهيته حجة خاطئة. فهي تستند إلى التقاليد، وليس إلى أدلة الكتاب المقدس.
سامي صابر: هذا تفكير دائري: يُعبد يهوشوا لأنه إله؛ وهو إله لأنه يُعبد. هذه مغالطة منطقية.
يوسف راضي: وهي كذلك.
في الختام، سألخّص النقاط التي تناولناها اليوم.
رقم واحد: لا يُعبد إلا يهوه باعتباره إلهًا لأنه وحده الكائن الأسمى. وأي فعل آخر موجه إلى أي كيان آخر باعتباره الكائن الأسمى هو عبادة وثنية.
رقم إثنان: العبادة حقٌّ ليهوشوا، وذلك بناءً على أمرين:
- بذل حياته من أجلنا، و…
- أعطاه يهوه كل السلطان في السماء وعلى الأرض.
رقم ثلاثة: نحن لا نعبد يهوشوا باعتباره الخالق الإلهي. فهذه الصفة وهذا المستوى من الاحترام يعودان إلى يهوه وحده.
فلنكن حذرين حتى لا نسمح للتقاليد بأن تملي علينا معتقداتنا، وهذا واحد منها.
سامي صابر: صحيح.
شكرًا لكم على حسن متابعتكم اليوم. إذا كنتم ترغبون في مشاركة حلقة اليوم مع الأصدقاء أو العائلة، فيمكنكم العثور عليها على موقعنا. ما عليكم سوى الانتقال إلى WorldsLastChance.comarabic والبحث عن الحلقة مئتين وواحد وستين، وعنوانها: "عدم أهمية عبادة يهوشوا".
نأمل أن تتمكنوا من الاستماع إلينا غدًا من جديد، وحتى ذلك الحين، تذكروا: يهوه يحبكم. . . وهو جدير بثقتكم!
تسجيل الخروج
كنتم تستمعون إلى راديو فرصة العالم الأخيرة.
هذه الحلقة والحلقات السابقة من راديو فرصة العالم الأخيرة متاحة للتنزيل على موقعنا. إنها رائعة للمشاركة مع الأصدقاء ولاستخدامها في دراسات الكتاب المقدس! كما أنها مصدر ممتاز لأولئك الذين يعبدون يهوه بمفردهم في المنزل. للاستماع إلى الحلقات التي بُثّت سابقًا، زوروا موقعنا WorldsLastChance.com/arabic وانقروا على رمز راديو فرصة العالم الأخيرة المعروض على صفحتنا الرئيسية.
في تعاليمه وأمثاله، لم يقدّم المخلّص أي "علامات للأزمنة" يجب الانتباه إليها. بدل ذلك، فحوى رسالته كان… اليقظة المستمرة. إنضموا إلينا مرة أخرى غدًا للحصول على رسالة أخرى مليئة بالحق بينما نستكشف مواضيع مختلفة تركّز على عودة المخلّص وكيفية العيش في استعداد دائم للترحيب به بحرارة عندما يأتي.
راديو فرصة العالم الأخيرة: نُعلّم العقول ونُعدّ القلوب لعودة المسيح المفاجئة.
Comments