World's Last Chance

!إعداد القلوب والعقول لعودة يهوشوا

WLC Free Store: Closed!
!إعداد القلوب والعقول لعودة يهوشوا

WLC Radio

فك رموز سفر الرؤيا

0:00
0:00
Note: The below transcript is an automatically generated preview of the downloadable word file. Consequently, the formatting may be less than perfect. (There will often be translation/narration notes scattered throughout the transcript. These are to aid those translating the episodes into other languages.)

الحلقة 252 فك رموز سفر الرؤيا

أهلًا بكم الى راديو فرصة العالم الأخيرة، التابع لموقع وورلدز لاست تشانس، وهو خدمة مخصّصة لتعلّم كيفية العيش في استعداد دائم لعودة المخلّص.

طوال ألفي عام، والمؤمنون من كل جيل يتوقون إلى أن يكونوا الجيل الأخير. ولكن، خلافًا للاعتقاد الشائع، لم يعطِ المسيح المؤمنين «علامات الأزمنة» لينتبهوا إليها، بل على العكس، حذّر يهوشوا مراراً من أن مجيئه سيفاجئ حتى المؤمنين. وأوصاهم بإلحاح بأن يكونوا مستعدين دائمًا إذ قال:

" لِذَلِكَ كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا مُسْتَعِدِّينَ، لِأَنَّهُ فِي سَاعَةٍ لَا تَظُنُّونَ يَأْتِي ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ." (متى٢٤: ٤٤)

راديو فرصة العالم الأخيرة: نُعلّم العقول ونُعدّ القلوب لعودة المسيح المفاجئة.

الجزء الأول

سامي صابر: قبل سنوات، شاهدتُ مقابلة مع نجم الروك البريطاني ستينج Sting، عرض فيها المُحاور مقطعًا من مقابلة سابقة أُجريت قبل بضع سنوات. في المقابلة السابقة، شبّه ستينج كلّ إنسان بجزيرة؛ فنحن جميعًا مخلوقات منعزلة؛ وما نفعله، نفعله بمفردنا ولا تؤثر أفعالنا على أي شخص آخر، إلخ، إلخ. ثم، في محاولة واضحة لإحراج المغني، عرض المُحاور مقطعًا من مقابلة أحدث، ذكر فيها ستينج أن الجميع على صلة وأننا جميعًا جزء من كلٍّ أكبر.

وبابتسامة ساخرة بالكاد أخفاها، سأله المُحاور عن معتقداته المتغيرة. وبدل الشعور بالحرج، هزّ ستينج كتفيه وقال، حسنًا، هذا يُظهر أنني أفكر. أنني أدرس. أتعلّم. فعدم تغيير معتقداتك، يُظهر أنك لا تستكشف أفكارًا جديدة.

إذا كنتَ تتابع فرصة العالم الأخيرة منذ فترة، فأنت تَعلم أن أحد أكبر مجالات دراستنا واهتمامنا هو النبوءة. أنتجنا مقالات وفيديوهات كثيرة وحلقات إذاعية حول جوانب مختلفة من النبوءة وما تعنيه بالنسبة إلى الجيل الأخير. لذا، ربما لا أحد مندهش أكثر منا لأنه مع المزيد من الدراسة، توصّلنا إلى أن أدلة تدعم نبوءات كثيرة كنا نؤمن بأنها مستقبلية لكنها سبق وتحققت!

مرحبًا، أنا سامي صابر وأنتم تستمعون إلى راديو فرصة العالم الأخيرة حيث نغطي مواضيع متعلقة بالكتاب المقدس والنبوءة والمعتقدات الكتابية والتقوى العملية والاستعداد الدائم لعودة يهوشوا.

في الحلقات القادمة، سنغطي جميع جوانب هذا التحول الضخم في معتقداتنا، ولكن اليوم طلبت من يوسف أن يقدّم الينا نظرة عامة حول تفسير سفر الرؤيا مع توفر عدد قليل من النبوءات التي لم تتحقق بعد. في الماضي، ركّزنا على الأبواق، وعلى الضربات السبع الأخيرة. وبنى مسيحيون كثيرون تصاميم لاهوتية ضخمة ورسموا سيناريوهات مخيفة تتكهن بسمة الوحش، وغيرها.

إذن، كيف نفهم سفر الرؤيا، إن كانت معظم هذه النبوءات قد تحققت؟ يوسف سيسلّط الضوء على ذلك اليوم. لاحقًا، في فقرة البريد اليومي، سيجيب يوسف عن سؤال حول أصل فكرة السبت القمري وما إذا كان هذا مصدرًا موثوقًا به. ثم، لدى ناديا يعقوب وعد بشأن وفاء يهوه كأفضل صديق لك على الإطلاق.

يوسف؟ كلنا آذان صاغية.

يوسف راضي: شكرًا، سامي! هل تعرف ما هو التناقض اللفظي؟

سامي صابر: بالتأكيد! ورود كلمتين متناقضتين في العبارة عينها. مثلًا، "القسوة اللطيفة"، أو "الكآبة السعيدة". هذه كلها تناقضات لفظية. إنها في الأساس تناقض في المصطلحات.

يوسف راضي: بالنسبة إلى معظم المسيحيين – بمن فيهم أنا – سفر الرؤيا هو تناقض في المصطلحات. إذا أخذتَ أي نسخة من الكتاب المقدس، وانتقلتَ إلى الرؤيا، فستلاحظ أن هذا السِفر يحمل أحد أطول عناوين أي سِفر في الكتاب المقدس، إن لم يكن الأطول. إنه: "رؤيا المسيح ليُوحَنَّا اللاَّهُوتِيِّ"

ما هي "الرؤيا"؟

سامي صابر: إنه، آه … كشف عن أمر كان سريًا. إنه الكشف عن حقيقة غير معروفة سابقًا.

يوسف راضي: ولكن، اسأل أي مؤمن ما إذا حاول قراءة الرؤيا، وسيخبرك الجميع أن الأمر صعب! فالسِفر مليء بالرمزية ولا يستطيع المسيحيون حتى الاتفاق على الأجزاء التي يجب فهمها حرفيًا والأجزاء التي يجب تفسيرها مجازيًا.

من الصعب حقًا فهم سفر الرؤيا. فهو ودانيال من أصعب الأسفار في الكتاب المقدس لجهة الفهم.

سامي صابر: إنه أصعب من دانيال. ففي دانيال على الأقل، نرى جبرائيل يأتي ويفسر له الرؤى. على عكس سفر الرؤيا. فهو ليس "وحيًا"!

يوسف راضي: هذا لأننا قراء القرن الحادي والعشرين. ونفتقر إلى المعرفة التي كان يتمتع بها جمهور يوحنا في القرن الأول. فسِفر الرؤيا يَفترض أن جمهوره يتمتع بقدر كبير من المعرفة. وهي ما كان مؤمنو القرن الأول يتمتعون بها. ماذا عن المؤمنين اليوم؟

آه … ليس كثيرًا!

سامي صابر: نعم. يمكننا قراءة الكلمات المترجمة إلى العربية! ولكن هل نفهم ما تعنيه؟ وكأننا نقرأ لغة لا نتقنها!

يوسف راضي: بالفعل، نحن كذلك! إنها لغة الرمزية، وإذا كنتَ لا تعرف ما تعنيه الرموز، فلن تعرف الرسالة التي يحاول يوحنا نقلها.

تذكّر أن الإمبراطورية الرومانية الوثنية آنذاك كانت قوية جدًا وكان المؤمنون يتعرّضون لاضطهاد رهيب. فيوحنا نفسه حُكم عليه بالغليان في الزيت، ونجا بأعجوبة بفضل نعمة ياه. لكنّ السلطات كانت تشتبه بأي رسالة تُنشر بين المؤمنين المتفرقين للفتنة. من خلال إخفاء الرسالة بالرمزية، تمكّن يهوه من إيصال المعلومات اللازمة للمؤمنين في جميع أنحاء آسيا الصغرى وبلاد الشام.

سامي صابر: إذن كيف يُفترض بنا أن نفك رموز رسالة يوحنا؟ فاسم السِفر نفسه يخبرنا أن يهوه يريدنا أن نعرف ما تعنيه. إنها "رؤيا". كيف نفهمها؟ قرأتَ عن "الفرسان الأربعة" و"جامات الغضب" والوحوش "الصاعدة من البحر".

أقرُّ بأنها صور غريبة حقًا.

يوسف راضي: "لفك رموز" سفر الرؤيا، كما تقول، علينا التحلي بمعرفة مماثلة لمعرفة جمهور يوحنا المستهدف.

من السهل أن نفترض أنهم كانوا في المقام الأول فلاحين غير متعلمين. ونتكلم عن التلاميذ باعتبارهم "صيادين غير متعلمين". ولكن كانوا جميعًا على دراية بمجال واحد وهو الكتاب المقدس. بالنسبة إليهم، هو كان العهدَ القديم.

لم تكن الأناجيل منتشرة ولم يكن لكل منهم نسخته الخاصة. ولكن كل أسبوع في المجامع اليهودية في جميع أنحاء إسرائيل، كانت تتم قراءة العهد القديم. وكان شائعًا أن يحفظ الناس مقاطع جمة من كتابات العهد القديم.

سامي صابر: قرأتُ ذات مرة أن بولس، بصفته عضوًا في السنهدرين، كان عليه حفظ أسفار موسى الخمسة بالكامل حتى يُعتبر مؤهلاً للانضمام إلى السنهدرين.

يوسف راضي: وهذا واضح في كتاباته. عندما تقرأ أسفار بولس، تلاحظ أن كتاباته مليئة باقتباسات من العهد القديم. لكن، لا يَذكر "الفصل والآية" كما نفعل اليوم. فتقسيم أسفار الكتاب المقدس إلى فصول وآيات مختلفة لم يحصل إلا لاحقًا. وأضاف البيزنطيون عناوينَ فرعية في القرن الخامس. لكن، لم يُضف ستيفن لانجتون Stephen Langton رئيس أساقفة كانتربري Canterbury، تقسيمات الأصحاحات الحديثة إلا حوالى عام ألف ومئتين وسبعة وعشرين ميلادي. ومعرفة بولس الواسعة بالعهد القديم تتجلى من خلال تكرار اقتباسه منه.

وهو ليس الوحيد الذي يفعل ذلك. فيهوذا يقتبس على نطاق واسع من سفر أخنوخ الذي، رغم كونه غير وارد في كتبنا المقدسة الحديثة، إلا أنه قُبل باعتباره موحى به من المسيحيين الأوائل.

سامي صابر: هل تقبله باعتباره موحى به؟

يوسف راضي: نعم.

أعني أننا إذا أردنا أن نفهم رسالة الرؤيا، فيجب أن نفهم العهد القديم. يجب أن نعود وندرسه، وستتوضح أمامنا الرموز المستخدمة في الرؤيا.

لم تتوفر للمؤمنين في القرن الأول إمكانية الوصول إلى المعلومات المتوفرة لدينا اليوم. لم تتوفر أي كتب رقمية أو كتب صوتية. ولا الأفلام. لم يتوفر لديهم سوى الكتاب المقدس.

والأداة الأكثر إفادة لفك رموز سفر الرؤيا ليست الخُطب على اليوتيوب. وليست أحدث كتاب عن تفسير الكتاب المقدس أو أكثر أدوات دراسة الكتاب المقدس ذكاءً. بل هو الكتاب المقدس نفسه. أتريد فهم سفر الرؤيا؟ تحتاج إلى فهم العهد القديم – وأعني أن تجيده. ففيه ستجد شرح الرموز وبمجرد أن تتعرف إليها، سيتضح أمامك الموضوع كله.

سامي صابر: أحد أصدقائي حائز على درجة دكتوراه في اللاهوت. عندما كان في الجامعة، كان قادرًا على حضور فصل دراسي عن سفر الرؤيا مع أحد علماء العهد الجديد المحترمين. في اليوم الأول من الفصل، قال الأستاذ للطلاب، "سأخبركم الآن كيف تحصلون على درجات جيدة في فصلي. عليكم أن: تقرأوا… سفر… الرؤيا. وإذا أنهيتم قراءته، أعيدوا قراءته. لن أعطيكم الكثير من الواجبات. فمعظم درجاتكم هي من الامتحانات. استخدموا هذا الوقت لقراءة سفر الرؤيا. إحفظوه بإتقان وستنجحون".

يوسف راضي: وماذا حدث؟

سامي صابر: قبل الامتحان الأول قضى صديقي ساعات وساعات في دراسة ملاحظاته. لم يخصص الكثير من الوقت لقراءة الرؤيا بسبب الفصول الأخرى، ونظرًأ لغياب الواجبات الدراسية الخاصة بهذا الفصل، قضى المزيد من الوقت في واجباته الدراسية الأخرى. لذلك درس ملاحظاته جيدًا. ولكنه فشل في الامتحان. كاد أن يرسُب، لم يتميز.

بعدها، عرف أنه إذا كان يريد النجاح، فعليه أن يحاول اتباع ما أوصى به الأستاذ. وهذا ما فعله. خصص وقتًا كل يوم لقراءة سفر الرؤيا. كان ينتهي منه ويعاود قراءته. قرأه مرارًا وتكرارًا، وفي النهاية، حصل على درجة عالية جدًا في الفصل بالإضافة إلى فهم شامل للسِفر.

يوسف راضي: ممتاز. هذا ما علينا فعله في العهد القديم لفهم سفر الرؤيا. الكتاب المقدس نفسه هو الأداة الأكثر أهمية التي يمكنك استخدامها لفك رموز الرؤيا.

سامي صابر: هذا يعني: أن يفسر الكتاب المقدس نفسه بنفسه. أن يشرح نفسه.

يوسف راضي: بالضبط. هل تريد أن تعرف ماذا تعني رسالة يوحنا في الرؤيا؟ عليك أن تصبح على دراية بمعرفة جمهوره في القرن الأول. فتفهمها.

ما من طرق مختصرة لفهم الرؤيا. عليك فهم العهد القديم، وبمجرد أن تفعل ذلك، يمكنك فك رموز الرؤيا.

سأثبت لك ذلك. يحتوي سفر الرؤيا على إجمالي أربع مئة وأربع آيات. وضمن هذه الآيات، كم عدد المراجع التي تشير إلى مقاطع في العهد القديم؟

سامي صابر: لا أعرف

يوسف راضي: اختر رقمًا.

سامي صابر: لا أعرف. مئة؟ مئة وخمسون؟

يوسف راضي: بل خمسمئة.

سامي صابر: حقًا؟؟

يوسف راضي: حسنًا، لا يتفق العلماء على الرقم. فالأمر يعتمد إلى حد ما على كيفية العد، لكنّ الجميع يتفقون على توفر خمس مئة مرجع على الأقل من العهد القديم في الرؤيا.

سامي صابر: مذهل! أي أكثر من مرجع واحد لكل آية! كمتوسط.

حسنًا، سنأخذ استراحة قصيرة. عندما نعود، ربما يمكنك مشاركة بعض هذه المراجع معنا؟

يوسف راضي: بالتأكيد.

سامي صابر: نعود بعد قليل.

إعلان

يكمن أحد التحديات التي تواجهنا في تعلّم نور جديد للحق، في التوفيق بين المعتقدات المتناقضة ظاهريًا. مثلًا، يوضح الكتاب المقدس أن هناك إلهًا واحدًا حقيقيًا وهو يهوه. إنه واحد. ليس ثلاثة. ليس ثلاثة-في-واحد. واحد فقط. يهوه نفسه.

ولكن من أو ما هو الروح القدس؟ لأن الكتاب المقدس يشير بالتأكيد إلى "الروح القدس"، فإذا لم يكن "شخصًا ثالثًا في الثالوث الإلهي"، فمن أو ما هو؟ سؤال سديد ويجب أن يعرف كل مؤمن إجابته.

إذا كنتم ترغبون في معرفة المزيد، فاستمعوا إلى حلقة فرصة العالم الأخيرة الثالثة عشر بعنوان "الروح القدس: نفَس ياه". أكرر، "الروح القدس: نفَس ياه". الحلقات التي سبق وأُصدرت تجدونها على موقعنا: www.worldslastchance.com/arabic .

اكتشفوا ما يقوله الكتاب المقدس عن الروح القدس: ما هو، وما هو عمله. استمعوا إلى "الروح القدس: نفَس ياه" اليوم!

الجزء الثاني

يوسف راضي: هل تعرف شخصًا مهووسًا بالأفلام؟ أي أنه في الظروف كافة، يذكر دائمًا اقتباسًا من أحد الأفلام؟

سامي صابر: نعم. صهري. بغض النظر عما يحدث، دائمًا ما يتمكن بطريقة ما من التوصل إلى اقتباس مناسب – بل رائع عادةً – من أحد الأفلام.

يوسف راضي: بطريقة ما، يذكرني يوحنا بهواة الأفلام باستثناء أنه مهووس بالعهد القديم. كتاباته في سفر الرؤيا تفيض حرفيًا بمراجع من العهد القديم.

ولكن بدل الاقتباسات الفعلية كما يفعل بولس، فإن مراجعه تكون أكثر دقة. إشاراته عبارة عن عبارات، وأحيانًا مجرد كلمات في إطار معين. إنها تلميحات ورموز. يتوقع يوحنا أن يكون جمهوره على دراية بالعهد القديم مثله.

وفي هذه النقطة فشلنا في الماضي. أتريد فهم الرؤيا؟ عليك فهم العهد القديم.

سامي صابر: أتعطينا بعض الأمثلة؟ مثلًا، ماذا عن التِنّين؟

يوسف راضي: ظهر لأول مرة عند السقوط، في التكوين الثالث. "جامات الغضب"؟ الارتباط واضح بضربات مصر. عانت مصر عشر ضربات؛ يتحدث سفر الرؤيا عن سبع ضربات "أخيرة"، لكنّ الارتباط قائم.

سامي صابر: وحوش تخرج من البحر؟ هذا يشبه ما جاء في دانيال.

يوسف راضي: هذا هو مصدرها بالضبط. وهكذا نعرف أن "البحار" تمثل الأمم والألسنة والشعوب.

سامي صابر: ماذا عن الفرسان الأربعة؟

يوسف راضي: من سفر زكريا.

سامي صابر: حقًا؟؟ مدهش!.

يوسف راضي: أدلى أحد علماء العهد الجديد تعمّقَ في دراسة الرؤيا ببيان لطالما اعتبرتُه مثيرًا للاهتمام. قال، وأقتبس، "تنتهي جميع الأناجيل في الرؤيا". انتهى الاقتباس.

مثلًا:

  • يتحدث الرؤيا الثالث عشر الآية الثامنة عن حمل "مذبوح منذ تكوين العالم".

أشار يوحنا المعمدان إلى يهوشوا باعتباره حمل ياه الذي يخلّص العالم من الخطايا. ولكن هناك المزيد.

في جميع كتابات موسى، بدءًا من السقوط، كان موت يهوشوا يُرمز اليه بالذبائح الحيوانية. لذلك، بتنا نَعلم أن الحمل "المذبوح منذ تكوين العالم" هو إشارة مباشرة إلى المخلّص.

  • ماذا أيضًا؟ بابل! في الرؤيا السابع عشر، يرى يوحنا امرأة جالسة على وحش قرمزي اللون. اقرأ لنا الآيتين الرابعة والخامسة.

سامي صابر: "وَالْمَرْأَةُ كَانَتْ مُتَسَرْبِلَةً بِأُرْجُوانٍ وَقِرْمِزٍ، وَمُتَحَلِّيَةً بِذَهَبٍ وَحِجَارَةٍ كَرِيمَةٍ وَلُؤْلُؤٍ، وَمَعَهَا كَأْسٌ مِنْ ذَهَبٍ فِي يَدِهَا مَمْلُوَّةٌ رَجَاسَاتٍ وَنَجَاسَاتِ زِنَاهَا وَعَلَى جَبْهَتِهَا اسْمٌ مَكْتُوبٌ: «سِرٌّ. بَابِلُ الْعَظِيمَةُ أُمُّ الزَّوَانِي وَرَجَاسَاتِ الأَرْضِ".

يوسف راضي: في الرؤيا الثامن عشر، تقول الآيتان السادسة والسابعة:

"جَازُوهَا كَمَا هِيَ أَيْضًا جَازَتْكُمْ، وَضَاعِفُوا لَهَا ضِعْفًا نَظِيرَ أَعْمَالِهَا. فِي الْكَأْسِ الَّتِي مَزَجَتْ فِيهَا امْزُجُوا لَهَا ضِعْفًا. بِقَدْرِ مَا مَجَّدَتْ نَفْسَهَا وَتَنَعَّمَتْ، بِقَدْرِ ذلِكَ أَعْطُوهَا عَذَابًا وَحُزْنًا. لأَنَّهَا تَقُولُ فِي قَلْبِهَا: أَنَا جَالِسَةٌ مَلِكَةً، وَلَسْتُ أَرْمَلَةً، وَلَنْ أَرَى حَزَنًا."

والآن، اقرأ لنا أشعياء السابع والأربعين الآيتين السابعة والثامنة.

سامي صابر:

"وَقُلْتِ: إِلَى الأَبَدِ أَكُونُ سَيِّدَةً! حَتَّى لَمْ تَضَعِي هذِهِ فِي قَلْبِكِ. لَمْ تَذْكُرِي آخِرَتَهَا.

فَالآنَ اسْمَعِي هذَا أَيَّتُهَا الْمُتَنَعِّمَةُ الْجَالِسَةُ بِالطُّمَأْنِينَةِ، الْقَائِلَةُ فِي قَلْبِهَا: أَنَا وَلَيْسَ غَيْرِي. لاَ أَقْعُدُ أَرْمَلَةً وَلاَ أَعْرِفُ الثَّكَلَ."
يوسف راضي: القول إن جميع الأناجيل تنتهي بالرؤيا ادعاء دقيق.

سامي صابر: إذن… ماذا يعني هذا بالنسبة إلى المؤمنين المعاصرين؟ لا أظن أن أيًا منا على إطلاع بالعهد القديم مثل مؤمني القرن الأول.

يوسف راضي: هذا يعني أننا بحاجة إلى تعلّمها! المشكلة التي يواجهها الكثير من المسيحيين هي أنهم تَعلّموا أنه يمكنهم تجاهل العهد القديم بأمان، ووضعه جانبًا والتركيز على العهد الجديد والمثير والمليء بالنعمة.

لكننا نخسر الكثير عندما نفعل ذلك! فالمسيح نفسه لم يُعلّم أنه يجب وضع العهد القديم جانبًا. ماذا قال في متى الخامس الآية السابعة عشرة؟

سامي صابر: "لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لأُكَمِّلَ."

يوسف راضي: لكنك لن تعرف ما "أكمله" المسيح إذا لم تعرف أولاً الناموس والأنبياء، وما كان عليهم أن يقولوه.

فلنحلل التالي: انظر إلى الصراع بأكمله بين التنين ويهوه باعتباره مسرحية تُعرض على مسرح كوني. العهد القديم هو ما يمنحك الممثلين، والمكان، وحتى حبكة العهد الجديد. والرؤيا ذروة الأمر برمته. لكنك ستفتقد المعنى إذا تجاهلت العهد القديم. الأمر أشبه بشراء تذاكر لمسرحية من فصلين ثم اتخاذ قرار بتخطي الفصل الأول وحضور الفصل الثاني إذ فيه تحدث ذروة الأمر.

سامي صابر: إذن من أين نبدأ؟ أنا لم أحفظ العهد القديم؛ ولا يمكنني حفظه عن ظهر قلب. بصراحة الأمر صعب. هل من خطوات صغيرة تساعدنا في فهم الرؤيا؟

يوسف راضي: بالتأكيد. ولا تيأسوا. فمع بذلنا الجهود للتعلم والفهم، سيبارك ياه جهودنا ودراستنا.

أول ما علينا فعله هو اقتناء الكتاب المقدس الصحيح. لا أعرف عن اللغات كافة. ولكن في الكثير من اللغات، تتوفر عشرات الترجمات المختلفة التي يمكنك الاختيار من بينها. اختر الترجمة التي يسهل عليك فهمها.

سامي صابر: ولكن ماذا عن الترجمات الخاطئة؟ فبعض الناس يصرون على أنه يجب استخدام هذه الترجمة أو تلك فحسب. حتى إنني قرأت كتابًا ذات مرة يزعم بشدة أنه ينبغي عدم استخدام بعض الترجمات.

يوسف راضي: الترجمات، بصراحة، تحتوي جميع الإصدارات على بعض الترجمات الخاطئة، ولكن لهذا السبب لدينا تعليقات وقواميس للكتاب المقدس. الأهم هو الحصول على الكتاب المقدس الذي يمكنك فهمه. ما الفائدة من قراءة ترجمة بمفردات وقواعد نحوية تعود إلى خمسمئة عام إذا لم تتمكن من فهمها؟

تذكّر، الكتاب المقدس كُتب لعامة الناس. وكُتب ليفهمه الناس.

سامي صابر: صحيح. وبالطبع، لا تدرس أبدًا الكتاب المقدس من دون صلاة. أطلب من يهوه أن يقودك خلال الدراسة.

ماذا بعد؟

يوسف راضي: لا تسرع وتمعّن بالقراءة. فأنت لست في سباق! خذ وقتك. وهذا يقودني إلى النقطة التالية.

المعجم الجيد لا يُعتبر مفيدًا جدًا فحسب، بل سيجعل دراستك للكتاب المقدس ممتعة للغاية. ربما تكون هذه هي أسهل طريقة للوقوع على مواضيع منسوجة في جميع أنحاء الكتاب المقدس. ابحث عن كلمة رئيسية في المعجم واقرأ كل آية تحتوي على تلك الكلمة. من المؤكد أنه عندما تنتهي من ذلك ، ستدرك أنك ملم بالموضوع.

سامي صابر: صحيح. وهناك موارد كثيرة على الإنترنت. إذا لم يكن بوسعكم شراء نسخة من معجمكم الخاص، فحاولوا البحث عن نسخة على الإنترنت.

عندما يتعلق الأمر بدراسة الكتاب المقدس، يقترح الكثيرون البدء بالعهد الجديد، ولا سيما الأناجيل. ففهمها أسهل.

ولكن عندما نحاول تعلّم العهد القديم، كيف نفعل ذلك؟ هل نبدأ بالتكوين الأول الآية الأولى وننتقل مباشرة إلى الآية الأخيرة في ملاخي؟

يوسف راضي: يمكنك ذلك، رغم أن بعضهم لن يستفيدوا من هذه الطريقة. الطريقة الأخرى هي قراءة الكتاب المقدس بالترتيب الزمني. يختلف ترتيب الأناجيل في كتبنا المقدسة عن الطريقة التي يرتبها بها اليهود. ابحثوا عبر الإنترنت واعرفوا الترتيب الزمني لكتابة الأناجيل واقرأوها حسب ترتيبها.

سامي صابر: فكرة رائعة!

يوسف راضي: ويمكننا كذلك تقسيمها بحسب المحتوى واختيار فئة معينة للبدء بها. ربما تريد أن تبدأ بموسى. ثم، ترغب في قراءة كتب الشعر وكتب الحكمة. ثم تحاول قراءة كتب التاريخ قبل الانتقال إلى الأنبياء المهمين وأخيرًا الأنبياء الآخرين. هذا ما فعلتُه أول مرة قرأتُ فيها الكتاب المقدس بالكامل. وقد سهّل ذلك تقسيمه إلى أجزاء من السهل إدارتها.

ماذا عنك، سامي؟ ألديك نصائح لدراسة الكتاب المقدس؟

سامي صابر: ثمة أمر واحد يجب الانتباه إليه وهو كيفية تناسب القصص الفردية مع القصة الأكبر. بعض القصص في العهد القديم، عند قراءتها من دون التعمق بها، يمكن أن تكون مرعبة ومحطِمة للقلب.

يوسف راضي: الكتاب المقدس لا يضفي الجمال إلى الأحداث، أليس كذلك؟

سامي صابر: لا، لا يفعل ذلك! ولكن، لمْس أن القصص الفردية تتوافق مع صلاح ياه وحبه، مفيد حقًا.

تستمتع زوجتي باستخدام أقلام الألوان لتحديد مقاطع معينة. مثلًا، في الكتاب المقدس، يمثل اللون الأزرق القانون. لذلك، أي مقاطع تتحدث بوضوح عن ناموس ياه، تحددها بالأزرق. ويرمز اللون الأخضر إلى الأمل. لذلك، تحدد الوعود بالأخضر. لا أعرف ما هي كل الفئات، لكنها تسهّل العثور على أي أمر في الكتاب المقدس.

يوسف راضي: يروقني ذلك. وأنا أكتب في الهوامش. فهذا مفيد! حوّلوا الكتاب المقدس إلى كتابكم العملي. اقرأوه! واستخدموه!

سامي صابر: ماذا عن… حسنًا، من المحرج أن أعترف بالتالي. ولكن أظن أن أغلب الناس سيتفهمون الأمر. ماذا تفعل إذا وجدتَ نفسك عالقًا في فقرة ما. كيف تستمر في القراءة؟ كيف تكمل؟

من السهل حقًا عندما تعلق في قراءة فقرة ما أن تضعها جانبًا ولكن يصبح من الصعب حقًا العودة إلى قراءتها مرة أخرى. هل من كلمات حكيمة لأولئك الذين يجدون أنفسهم عالقين في القراءة؟ ربما لم تختبر ذلك، لكنني أحيانًا أعاني منه.

يوسف راضي: نحن جميعًا نواجه ذلك أحيانًا. واقتراحي لك: إذا علقتَ في قراءة مقطع ما، ببساطة تخطَّاه أو تخطَّ الأصحاح وانتقل إلى آخر.

نظن أنه لا يمكننا ذلك. لا يمكنك تخطي أصحاح أو فقرة لأنك قد تفوّت أمرًا كبيرًا يحاول الروح القدس تعليمك إياه. أسبق أن راودتك هذه الفكرة؟

سامي صابر: نعم!

يوسف راضي: بالطبع! كلنا اختبرنا ذلك. أعني، قراءة اسم صعب يؤدي بدوره إلى اسم أصعب، ثم آخر أكثر صعوبة، فيصبح الأمر مملًا.

سامي(ضاحكًا): إذًا فهمتَ قصدي!

يوسف(ضاحكًا): نعم. لكن إليك التالي. أنت محق في أنه إذا علقنا في قراءة الكتاب المقدس ووضعناه جانبًا وتوقفنا عن قراءته، فستصبح العودة إليه صعبة. لذا الأفضل تخطي أصحاح أو أصحاحين والاستمرار في القراءة، والدراسة، بدل التوقف تمامًا. يمكنك دائمًا العودة! إن تخطيت أصحاحًا أو أصحاحين فهذا لا يعني أنه لا يمكنك العودة وقراءته في وقت آخر.

لا تتوقف عن القراءة؛ ولا عن الدراسة.

ما وجدتُه مفيدًا في الكتاب المقدس حقًا هو استخدام قاموسه والبدء بالبحث عن الكلمات في الكتاب المقدس. لن تصدق الأعماق التي يمكنك الغوص بها، والأبعاد التي يمكنك اكتسابها عندما تبدأ بالبحث عن تعريفات الكلمات الرئيسة في أي مقطع.

سامي صابر: صحيح. أحيانًا، يمكنك العثور على معنى آخر لم تكن تدركه.

يوسف راضي: يمكنك حتى فعل ذلك مع الأولاد! أنت ملتزم وعازم على قراءة أصحاح عن الأولاد؟ حسنًا. ابدأ البحث عن معاني الأسماء المختلفة للأشخاص المدرجين. فالأسماء الإسرائيلية لطالما كانت تحمل معاني مهمة. مثلًا، اسم النبي إيليا؟ يعني "إلهي، أو ياه!" أليس اسمًا جميلًا؟

سامي صابر: بالفعل.

يوسف راضي: إبحث عن معاني الأسماء المختلفة ولن يكون الأمر مملًا.

إحدى فوائد قراءة الكتاب المقدس بالكامل، حتى لو كان عليك تقسيمه إلى أقسام، هي أنك ستتمكن من رؤية النطاق الكبير للأحداث في سياقها.

الآن، إذا كنت تشعر بالإرهاق وتريد اختصارًا للتعمق في الرؤيا، فإليك مقطعين يمكنك البدء بهما: سفر الخروج السابع حتى الحادي عشر، والسابع من دانيال.

كانت ضربات مصر نذيرًا للضربات في الرؤيا. وبينما تقرأ هذه المقاطع، حلّل سبب إرسال يهوه للضربات إلى مصر. ماذا كان يحاول أن يفعل؟ هل حقق ما أراد؟ ثم، اعمل على تطبيق التحليل على الضربات الموصوفة في الرؤيا. ستتعلم الكثير بهذه الطريقة.

المقطع الآخر هو دانيال السابع. كل دانيال ممتاز، ولكنّ الأصحاح السابع مميز. ستجد هنا المفتاح الذي يشرح رموزًا كثيرة مستخدمة في الرؤيا.

وأخيرًا، لا تنسَ أن ما تزرعه ستحصده. أتريد فهم الرؤيا؟ اقضِ بعض الوقت في دراسة العهد القديم. بهذه الطريقة ستكتسب المعرفة الأساسية التي افترض يوحنا أن جمهوره يتمتع بها.

وقفة منتصف البرنامج

أنتم تستمعونَ إلى راديو "فرصةُ العالمِ الأخيرة"!

راديو "فرصةُ العالمِ الأخيرة": نُعلّم العقول ونُعدّ القلوب لعودة المسيح المفاجئة!

إعلان

هل الغضب خطيئة؟ هل الحزن أو الاكتئاب خطيئة؟

من السهل على الكثيرين منا أن يشعروا بالذنب بعد أن يغضبوا. في النهاية، الغضب هو ما نعتبره عاطفة سلبية. ولكن ماذا عن الحزن أو الاكتئاب؟ مسيحيون كثيرون يشعرون أنهم إن لم يختبروا الهدوء والسلام والسعادة، فإنهم يرتكبون خطيئة بطريقة ما. وهذا يخلق لديهم الشعور بالذنب الذي يمكن أن يزيد من مشاعر الحزن والاكتئاب، ما يدفع النفوس بعيدًا عن يهوه.

الحقيقة هي أننا خُلقنا لنكون كائنات عاطفية! فيهوشوا عانى الحزن ومع ذلك لم يخطئ. حتى الغضب بحد ذاته ليس خطيئة. إذا كنت تعاني الشعور بالذنب بسبب الشعور بهذه المشاعر البشرية، فابحث عن مقال بعنوان "ليس من الخطيئة أن تكون إنسانًا!" على موقعنا.

تذكّر: يهوه يحبك وقد خلقك لتتمتع بمجموعة كاملة من المشاعر البشرية. ابحث عن: "ليس من الخطيئة أن تكون إنسانًا!" على www.worldslastchance.com/arabic

البريد اليومي

سامي صابر: حسنًا، سأفشي سرًا: عادةً عندما أتلقى أسئلة تتعلّق بفقرة البريد اليومي، أطرحها على يوسف. فهو يتحلّى بفهم عميق للكتاب المقدس. لذلك، أخبره عن الموضوع بشكل عام.

لكن، أحيانًا يردنا سؤال… غامض؟ محدد؟ غامض تحديدًا؟ أرى أنه من العدل أن نمنحه فرصة لدراسة الأمر أولاً، وهذا هو حال سؤال اليوم.

يوسف راضي: يسعدني أنك تفعل ذلك. لذا تفضل، إقرأ السؤال ليعرف مستمعونا عما نتحدث.

سامي صابر: حسنًا. كتبت جين Jane، من الولايات المتحدة: "كنت أدرس السبت الكتابي. ولا يزال لدي الكثير لأتعلمه. لكنني أشعر بالرهبة من جمال هذا الحق. بعض الأمور التي تساءلت عنها في الماضي تتوافق وهذا الحق. شاركتها مع زوجي. في البداية كان مهتمًا بها. ولكن أخبره الراعي بعدها أنها نظرية اخترعها رجل يُدعى جوناثان ديفيد براون قضى وقتًا في السجن الفيدرالي بعد إدانته بجرائم الكراهية وشهادة الزور. لذا لم يعد زوجي الآن يريد أي علاقة بالسبت القمري. فهل صحيح أن هذا الرجل هو من طرح فكرة السبت القمري؟ وإذا كان الأمر كذلك، فكيف نعرف على وجه اليقين أنه صحيح؟ وما مدى موثوقيّة الدليل على السبت القمري؟"

يوسف راضي: لم أسمع بجوناثان ديفيد براون. لذلك أجريتُ بعض البحوث لأعرف على وجه اليقين ما كانت تتحدّث عنه.

حسنًا. فلنجب عن بعض الأسئلة:

أولا، عمن نتحدث ؟ فـ جوناثان ديفيد براون كان مهندس صوت أميركيًا ومنتج تسجيلات في تأليف الموسيقى المسيحيّة المعاصرة. عام ألف وتسع مئة وإثنين وتسعين، حُكم عليه بالسجن لسبعة عشر شهرًا في السجن الفيدرالي بتهمة التواطؤ بعد وقوع الجريمة، بعد تهمتيّ جرائم الكراهية وشهادة الزور.

سامي صابر: " بعد وقوع الجريمة." أهذا يعني أنه لم يرتكب الجرائم بنفسه؟

يوسف راضي: لا، بل كان مذنبًا لأنه ساعد مراهقًا متورطًا في الاختباء من السلطات، وأظنه أخفى سيارته أو ما شابه.

السؤال الثاني الذي يجب طرحه، والذي يتطرّق إلى جوهر سؤال جين هو: هل هذا الرجل مصدر موثوق لتبني عليه إيمانك بالسبت الكتابي؟ إجابتي هي: لا. ينبغي ألا تبني أيّ اعتقاد على كلام أيّ شخص. بل عليك دائمًا أن تجري أبحاثك بنفسك. ثم، بناءً على ثقل الأدلة، تقبل الحق أو ترفض الخطأ، أيًا كان ما يلهمك به الروح القدس.

سامي صابر: صحيح. لطالما قلنا إننا لا نريد أن يقبل أي شخص كلمتنا بلا دراسة؛ قوموا ببحثكم الخاص. لكن…؟

يوسف راضي: هل تريد معرفة ما إذا كان جوناثان ديفيد براون هو من اخترع السبت القمري؟

سامي صابر: حسنًا… أو على الأقل، ربما استعاد يهوه هذا الحق من خلاله؟ وإذا فعل ذلك، فهل سيستخدم ياه مجرمًا لاستعادة مثل هذا الحق المهمّ؟

يوسف راضي: لن أفترض أنني أستطيع قول ما سيفعله يهوه أو لن يفعله.

هل اكتشف براون السبت القمري؟ نعم. فعل. وبنفسه. لكنه ليس الوحيد الذي اكتشف السبت الكتابي. فمنذ بضع سنوات، تواصلت مجموعة من الكنائس المنزلية في… لا أتذكر ما إذا كانت كوستاريكا أو كوبا، مع فريق فرصة العالم الأخيرة. اكتشفوا حقيقة التقويم الكتابي بمجرد دراسة الكتاب المقدس وملاحظة أن السبت في الكتاب المقدس يقع دائمًا في اليوم الثامن أو الخامس عشر أو الثاني والعشرين أو التاسع والعشرين من الشهر. كما أجروا المزيد من الأبحاث واكتشفوا كيفيّة عمل التقويم القمري-الشمسي.

لذا، إذا كان السؤال هو: هل نشأتْ فكرة السبت القمري مع جوناثان ديفيد براون أو "استُعيدت" من خلاله. فالإجابة على كلا السؤالين هي لا بالتأكيد. فقد اكتشف مسيحيون كثيرون في أوقات مختلفة وأماكن مختلفة حقيقة أن التقويم البابوي الحديث لا يتوافق مع التقويم الكتابي.

سامي صابر: وهذه مشكلة إذا كنت تؤمن بأن اليوم الذي تعبد فيه مهم، أو إذا كنت ترغب في الاحتفال باليوم الفعلي لقيامة يهوشوا.

يوسف راضي: صحيح. عام ألف وتسع مئة وخمسة وتسعين، صدر أمر عن مكتب رئيس المؤتمر العام للأدفنتست السبتيين بتكليف مجموعة دراسة للنظر في هذه المسألة بالذات. وأظن أن الأدفنتست السبتيين هم أكبر طائفة بروتستانتية في العالم ملتزمة بالعبادة يوم السبت الغريغوري معتبرينه السبت الكتابي. ولطالما علّموا أن اليوم الذي تمارَس فيه العبادة مهم. لذلك، كان هذا مهمًا بالنسبة إليهم.

سامي صابر: وماذا حدث؟ آخر ما سمعتُه هو أن الأدفنتست يعارضون بشدة السبت الكتابي.

يوسف راضي: حسنًا، قامت مجموعة الدراسة – التي كانت مكوّنة من بعض كبار العلماء والمدافعين في كنيسة الأدفنتست السبتيين- بدراسة هذا الموضوع واكتشفت، لصدمتهم، أن التقويم الكتابي لا يتوافق والتقويم الحديث. وبالتالي، السبت الغريغوري ليس السبت الكتابي. ربما وقع ذلك في الوقت الذي اكتشف فيه جوناثان ديفيد براون التقويم الكتابي، لكنه لم يكن مرتبطًا باكتشافه.

ولدي اقتباس من أحد أعضاء اللجنة. من مقالة بعنوان "إخفاء السبت القمري: تجربة كنيسة الأدفنتست السبتيّين". إنها مقالة طويلة نوعًا ما. ما عليك سوى القراءة من عند علامتي الاقتباس.

سامي صابر:

"وعندما سُئل عما إذا كان مسؤولو الكنيسة الذين عيّنوا اللجنة، وهم يجهلون الموضوع، يظنون في الواقع أن لجنة الدراسة يمكنها دحض السبت القمري، [قال أحد أعضاء اللجنة]: “في جهلهم، ظنوا بالفعل أن لديهم لجنة ستوافق على ما يُطلب منها الموافقة عليه. وسيَختمون كلّ ما يُطلب منهم الموافقة عليه. لكن بعد بضعة اجتماعات، رأوا أنهم لم يتمكنوا من الحصول على إجماع منا، ومن التهجم علينا، فأغلقوا الموضوع. رأوا أنهم كانوا على وشك التسبب بمشاكل كثيرة، فأغلقوا الموضوع”.

يوسف راضي: قال عضو اللجنة نفسه لاحقًا إنه "تم التصويت" على إغلاق الموضوع برمته لأنه كان يخشى أن يؤدي، على حد تعبيره، إلى "انهيار الكنيسة". نهاية الاقتباس.

سامي صابر: مذهل.

يوسف راضي: أدركت قيادة كنيسة الأدفنتست السبتيين أن السبت الغريغوري ليس السبت الكتابي منذ ثلاثينيات القرن العشرين على الأقل، وهناك دلائل على أنهم كانوا يعرفون ذلك حتى قبل ذلك. وهم ليسوا الوحيدين. فمنظمة Grace Communion International – المعروفة سابقًا باسم كنيسة الرب العالمية – كانت تدرك جيدًا أن السبت الغريغوري ليس السبت الكتابي. ولكن، مثل السبتيين، لم يكن هذا موضوعًا أرادت قيادة الكنيسة متابعته.

سامي صابر: نعم. من الصعب ممارسة العبادة يوم السبت عندما يحتفل معظم العالم المسيحي بيوم الأحد. ومحاولة إقناع أعضاء كنيستك بالعبادة وفقًا للتقويم الكتابي لن تسير على ما يرام.

يوسف راضي: سيؤثر ذلك على الكنيسة ماليًا. فالكنائس مؤسسات مالية أيضًا. توظف الكثير من الناس. ولن تزعزع مكانتها.

لكن هؤلاء البروتستانت الملتزمين بيوم السبت الغريغوري ليسوا الوحيدين. فعلماء اليهود يدركون جيدًا أن التقويم الكتابي هو تقويم قمري-شمسي وأن الدورة الأسبوعية في أوقات الكتاب المقدس تبدأ من جديد مع أوّل كل شهر جديد.

الدكتور إيفياتار زروبافيل Eviatar Zerubavel هو عالم يهودي. وهو أستاذ علم الاجتماع في جامعة راتجرز Rutgers . وله عدد من الكتب. واحد منها معي هنا. وعنوانه: دائرة الأيام السبعة: تاريخ الأسبوع ومعناه. يتحدث فيه Zerubavel عما يسميه "أشباه الأسابيع".

سامي صابر: ماذا يعني ذلك؟

يوسف راضي: تقويمنا الحديث لديه دورة أسبوعية مستمرة. مثلًا، السبت الواحد والثلاثون من كانون الأول /ديسمبر من عام ألفين وإثنين وعشرين أعقب مباشرة يوم الأحد الأول من كانون الثاني/ يناير من عام ألفين وثلاثة وعشرين. وما من انقطاع في الدورة الأسبوعية على الإطلاق. حتى عندما يكون هناك يوم كبيس، يتم إقحامه من دون أي انقطاع في الدورة الأسبوعية المكونة من سبعة أيام.

الطريقة ليست مماثلة في تقويم الكتاب المقدس إذ تُستأنف الدورة الأسبوعيّة كل شهر. لهذا، لاحظ جميع طلاب الكتاب المقدس الملتزمين أنه في أي وقت يرتبط فيه التاريخ بالسبت في الكتاب المقدس، فإنه يقع دائمًا في واحد من أربعة تواريخ فقط: الثامن، أو الخامس عشر، أو الثاني والعشرين، أو التاسع والعشرين من أي شهر. وأيام القمر الجديد كانت دائمًا أول الشهر.

وهذا ما يشير إليه Zerubavel بـ"أشباه الأسابيع". الآن. انتقل إلى مقدمة الكتاب. متى نُشِر؟

سامي صابر: يقولون: نشرته مطبعة جامعة شيكاغو… عام ألف وتسع مئة وخمسة وثمانين؟

يوسف راضي: قبل سنوات من قيام براون بحل الألغاز وربط الأحداث.

ويوثق Zerubavel في كتابه كيف أرادت الكنيسة الأولى، بعد عدة قرون من المسيح، أن تنأى بنفسها عن جذورها اليهودية، ولهذا، توقفوا عن العبادة يوم السبت الكتابي وبدأوا الاحتفال بيوم الأحد. فلنر ما سيقوله عن الأسابيع القمرية. هلا تنتقل إلى الصفحة عشرة وتقرأ المقطع المسطَّر؟

سامي صابر: "أوّل من أنشأ دورة أسبوعيّة مستمرة كانت مستقلة تمامًا عن الدورة القمريّة هم المصريون القدامى. ربما لأنهم كانوا من عبدة للشمس، وهو ما حررهم أساسًا من ضرورة ممارسة الطقوس القمريّة، فقد تجاهلوا القمر عمليًا في تقويمهم المدني، الذي كان يعتمد على اثني عشر شهرًا يتكوّن كلّ منها من ثلاثين يومًا. وكان كلّ شهر بدوره، مقسمًا إلى ثلاثة أسابيع، مدّة كل منها عشرة أيام."

يوسف راضي: من المثير للاهتمام أن نلاحظ أن تقويمنا الحديث، التقويم الغريغوري، الذي سُمّي على اسم مؤسسه البابا غريغوري الثالث عشر، يعتمد على التقويم اليولياني الوثني. إنه تقويم شمسي وليس له أي علاقة بالقمر. فالأسابيع لطالما كانت مرتبطة بالقمر، ولكن ليس بالتقويم الشمسي. التقويمات الشمسية وثنية ولطالما كانت كذلك.

لكنّ النقطة التي أريد التأكيد عليها هي أنّ هذه أخبار قديمة. وهذه حقيقة تاريخيّة وأثرية موثقة. ولا علاقة للأمر برجل يجلس في السجن وكان لديه الوقت الكافي لربط الأحداث التي كان يراها في الكتاب المقدس.

مرة أخرى، اليهود يعرفون هذا. هذا اقتباس من الموسوعة اليهودية العالميّة. لا أذكر متى نُشر بالتحديد، لكنه كان في النصف الأول من القرن العشرين. وهو من مقالة بعنوان "الإجازات" صفحة أربعة مئة وعشرة.

سامي صابر:

القمر الجديد لا يزال يعتمد على الدورة القمرية، وكذلك السبت الكتابي في الأصل. يعود كلاهما إلى فترة البدو الرحّل في إسرائيل. وكان يتم الاحتفال بالقمر الجديد بطريقة الاحتفال بالسبت نفسها. ولكن، تدريجيًا أصبح أقل أهمية، في حين أصبح السبت أكثر فأكثر يومًا للدين والبشريّة، للتأمل والتعليم الديني، أو سلام الروح وبهجتها، كما سبّب تأثيرات قوية ومفيدة خارج اليهودية.

نهاية الاقتباس.

ثمة اقتباس آخر هنا. ومن الموسوعة نفسها في مقالة بعنوان "أسابيع" جاء فيه: ". . . السبت [السبت الكتابي الأسبوعي] نشأ في الأصل من الدورة القمرية، ويحتوي على أربعة أسابيع تنتهي بالسبت، بالإضافة إلى يوم أو يومين إضافيين غير محسوبين في الشهر."

يوسف راضي: إنها أشهر قمريّة، أشهر مبنيّة على القمر.

سامي صابر: حسنًا، حتى كلمة "شهر" أو month بالإنكليزية من كلمة "قمر" أو moon.

الكلمة الأصليّة هي في الواقع "مُونْث" moonth.

يوسف(ضاحكًا): كلمة مضحكة. لكن، في الكثير من اللغات، كلمة "القمر" أو moon هي الكلمة القديمة التي تعني "الشهر" أو month

جيد. اليك اقتباسًا أخيرًا. وهو من مقالة بعنوان "العيد الرعوي" في الموسوعة اليهوديّة. عندما تقرأه، لاحِظ الارتباط الوثيق بين الأقمار الجديدة — التي كانت فئة من الأيام المقدسة والتي كانت اليوم الأول من كل شهر جديد —واليوم السابع السبت.

سامي صابر:

"في البداية، لم يكن عيد القمر الجديد يُحسب من بين أيام الأسبوع السبعة؛ وبعد انقضاء ثمانية وعشرين يومًا [سبعة أيام ضرْب أربعة أسابيع]، تم تقريب يوم أو يومين كأيام قمر جديد، وبدأت دورة جديدة مدتها أربعة أسابيع، وأصبح السبت الكتابي عيدًا متحركًا…

لاحقًا أصبح الأسبوع والسبت الكتابي ثابتين [في دورة الأسبوع الكوكبي]؛ وأدى ذلك تدريجياً إلى تدني أهمية مهرجان القمر الجديد…"

يوسف راضي: الحقيقة هي الحقيقة بغض النظر عمن يقولها. حقيقة السبت القمري لم يخترعها مجرم. كما أن هذا لا يحولها إلى حقيقة أقل لأنه ببساطة كان من أوائل الذين بدأوا بمناقشتها على نطاق واسع.

سامي صابر: نقطة سديدة. خسارته كانت أقل من خسارة راعٍ مثلًا أو كاهن أو عالم للكتاب المقدس يكسب راتبه من منظمة لا تريد تعطيل الوضع الراهن.

يوسف راضي: سأضيف أمرًا: حين تحاول مشاركة أمر ما، مع شخص ما، ويكون الرد مهاجمة الشخص – مثل قيام جوناثان ديفيد براون بتدريس السبت القمري – فهذه مغالطة منطقية.

سامي صابر: نعم، مغالطة القدح الشخصي Ad Hominem المنطقية.

يوسف راضي : صحيح. كثيرًا ما يحدث ذلك عندما لا يكون لدى الأشخاص حقائق تدعم حججهم. ثم يلجأون إلى الحجج العاطفية. وهنا يأتي دور "القدح الشخصي".

لذلك قضى براون بعض الوقت في السجن. لا نعرف ما في قلبه. قضى اللص الوقت على الصليب، بجوار المخلص مباشرة. كان مارتن لوثر معاديًا للسامية. وكان له دور فعال في طرد اليهود من ولاية ساكسونيا في العام ألف وخمس مئة وسبعة وثلاثين.

سامي صابر: نعم، أتذكر مدى صدمتي عندما قرأت كتابه عن اليهود وأكاذيبهم. أوصى في الواقع بأن يقوم المسيحيون "بإشعال النار في معابدهم أو مدارسهم" وذهب إلى حد القول، مقتبسًا: "يُمنع على حاخاماتهم أن يعلموا وإلا فسيتعرضون لخسارة أرواحهم وأطرافهم".

يوسف راضي: هذا قاسٍ. ومع ذلك، من خلاله، تم استرداد حق التبرير بالإيمان المجيد إلى العالم. يعمل يهوه مع البشر المعرضين للخطأ وعليه أن يقودنا. نظن أننا متفوقون جدًا، ولكن حتى الآن، ينقصنا بعض الحقائق التي لم نتعلّمها بعد. لذلك فلنمنح بعضنا الحرية للتعلّم والنمو، ولنمنح يهوه الحرية لاستخدام من يرغب في نشر حقائقه.

سامي صابر: صحيح. هذا هو التعاطف والتفهم اللذان نطلبهما بينما نتعلّم وننمو.

التالي: ناديا يعقوب مع الوعد اليومي

إعلان

مسيحيون كثيرون يحبون سِفر الرؤيا. فهم يلتهمون نبوءاته، أملين الحصول على إشارات محددة للنهاية ليراقبوها. وهذا مريح لأنهم يرون أن المجيء الثاني أمر يمكن التنبؤ به… أو على الأقل، يعلمون عندما يقترب.

ويتجنب مسيحيون آخرون هذا السفر خوفًا من تحذيرات أحكام الموت والاستشهاد.

لكنّ الحقيقة مختلفة. فسِفر الرؤيا لم يُكتب للتنبؤ بنهاية العالم بل لتدمير أورُشليم! قد يبدو هذا صادمًا، لكنّ الدليل قائم. خصّصوا الوقت الكافي لدراسة هذا الأمر بنفسكم. إبدأوا من موقعنا www.worldslastchance.com/arabic . ابحثوا عن مقال بعنوان: "عشرة أسباب للاعتقاد بأن سفر الرؤيا كُتب قبل العام سبعين ميلادي". هذا مهم لأن تأريخ التأليف يكشف عن الحدث الذي تم التنبؤ به.

ابحثوا عن "عشرة أسباب للاعتقاد بأن سفر الرؤيا كتب قبل العام سبعين ميلادي" على
www.worldslastchance.com/arabic

وعد اليوم

مرحبا! هنا راديو فرصة العالم الأخيرة، معكم ناديا يعقوب في وعد اليوم من كلمة ياه.

كان آرت Art طفلاً يهوديًا من كوينز Queens في نيويورك. التحق بجامعة كولومبيا حيث حُجِزَت له في مسكن الطلاب، غرفة نوم يشاركه بها شاب آخر يُدعى ساندي Sandy . سرعان ما أصبح الشابان صديقَين حميمَين، وما ساهم في تعزيز صداقتهما، حبهما المتبادل للموسيقى والأدب.

للأسف، خلال الفصل الدراسي الأول من سنته الأولى، لاحظ ساندي أنّه يعاني ضعف النظر. فذهب إلى الطبيب الذي شخّص إصابته بالتهاب الملتحمة. لكنّ نظره بدأ يسوء أكثر فأكثر. لذا أحاله الطبيب إلى اختصاصي شخّص حالته تشخيصًا مدمرًا. قال له إنه سيُصاب بالعمى. وفي شهر كانون الثاني/ يناير، فقدَ بصره بالكامل.

أصبح ساندي في حالة نفسية يُرثى لها. وتخلى عن حلمه بالتخصص في الحقوق وعاد إلى المنزل. كانت عائلته فقيرة ما فاقم قلقه لكونه أصبح عبئًا ماليًا إضافياً عليها، وهذا ما جعله يغرق أكثر في الاكتئاب. فقطع كل اتصال بأصدقائه وزملاء الدراسة السابقين.

لم يمض وقت طويل حتى طرق أحدهم الباب. كان آرت الذي أصرّ على عدم السماح لصديقه بالاستسلام والتخلي عن الحياة. تطلّب الأمر الكثير من الكلام، لكنّ آرت أقنع ساندي في النهاية بمحاولة إنهاء تعليمه. ووعده بالبقاء إلى جانبه وبذل قصارى جهوده ليحول دون رسوبه، بالمعنى الحرفي والأكاديمي على حدّ سواء. وهذا بالضبط ما فعله آرت. فقد واظب على مرافقة ساندي في الصف وفي الكافتيريا. لم يشأ أن يشعر ساندي بالوحدة، حتى إنه بدأ يشير إلى نفسه بكلمة "ظلام". عندما كان يقرأ لساندي من كتبه المدرسية، كان يمزح قائلاً: "ظلام سيقرأ لك الآن." باختصار، كرّس آرت نفسه بالكامل لمساعدة ساندي على التكيّف مع واقعه الجديد.

لكنه أراد المزيد لصديقه. فرغم سعادته بمساعدة ساندي، إلا أنه أراد أن يستعيد صديقه الثقة بالنفس التي فقدها. في أحد الأيام بينما كان الشابان يشقّان طريقهما عبر محطة غراند سنترال، "تذكّر" آرت فجأة شيئًا مهمًا للغاية كان عليه القيام به في تلك اللحظة بالذات. فسارع آرت الى المغادرة بعد أن طمأن ساندي بأنه سيكون على أفضل ما يرام.

شعر ساندي برعب شديد. وراح يصطدم بالناس والأمتعة والجدار. فسقط أرضاً وجرح ساقه. بعد معاناة دامت قرابة الساعتين، تمكّن أخيرًا من شقّ طريقه إلى القطار الصحيح. عند خروجه إلى الشارع مئة وستة عشر، اصطدم بشخص اعتذر منه بسرعة. كان آرت! فأدرك ساندي على الفور ما حدث. في النهاية، آرت لم يتركه. بل لازمه خلال كل تلك الساعات المرعبة والصعبة. كان يراقبه ليتأكد من أنه بأمان، وبقيامه بذلك منح ساندي إحساسًا متجددًا بالاستقلالية.

بعد سنوات، كتب ساندي يقول: "تلك اللحظة كانت الشرارة التي جعلتني أعيش حياة مختلفة تمامًا، من دون خوف، ومن دون شك. لذلك، أنا أشعر بالامتنان الشديد لصديقي".

تخرّج ساندي من كولومبيا في الوقت المحدد وكان الأول في دُفعته. ثم تابع دراسته وحصل على درجتي الماجستير والدكتوراه من جامعة هارفارد. كما أمضى عامًا في أكسفورد ضمن أربعة وعشرين باحثًا تمّ اختيارهم كعلماء مارشال في ذلك العام.

ولكنّ القصة لم تنتهِ بعد. فخلال وجوده في أكسفورد، تلقى ساندي مكالمة هاتفية من آرت. هذه المرة كان آرت هو من يحتاج إلى المساعدة. إذ كان شكّل مع صديق له، ثنائيًا فنياً يغني الروك الشعبي، وكان بحاجة إلى أربعمئة دولار ليتمكن من تسجيل ألبومه الأول. في ذلك الوقت، كان لدى ساندي وزوجته أربعمئة وأربعة دولارات بالضبط في حسابهما المصرفي، لكنّ ساندي لم يتردد لحظة واحدة. ووفّر لآرت مبلغ الأربعمئة دولار الذي يحتاج إليه. لم يكن الألبوم ناجحًا. . ولكن بعد مرور عام، وصلت إحدى الأغاني إلى المرتبة الأولى على قائمة الأغاني الأكثر مبيعاً في الولايات المتحدة. كانت الكلمات الافتتاحية للأغنية تشيد بساندي، ملقية التحية على "ظلام" صديقه القديم وقائلة إنه جاء للتحدث معه مرة أخرى. واصل آرت – آرت غارْفانْكِل- Art Garfunkel وصديقه، بول سايمون Paul Simon، تحقيق النجاح وأصبحت شهرتهما عالمية، بينما حقق ساندي- ساندفورد دايفيد غرينبرغ Sandford David Greenberg – نجاحه الخاص.

تزوّج حبيبته في المدرسة الثانوية وأصبح رجل أعمال ناجحًا جداً ومخترعًا ومؤلفًا وفاعل خير. وعام ألف وتسعمئة وستة وستين، اختير كواحد من "الشباب المتميزين" في أميركا. على مر السنين، استمر في رد الجميل للآخرين وبقي هو وآرت صديقَين حميمَين. كان آرت الأب الروحي لأطفال ساندي الثلاثة. ويُعرَف عن ساندي أنه يعيش حياته من دون أدوات المساعدة النموذجية التي يستخدمها ضعيفو البصر. لا يستخدم العصا ولا كلب مساعدة للمكفوفين. كما أنه لا يستخدم طريقة بْرَايْل. علاوة على ذلك … علّم نفسه أن يلعب كرة السلة باستخدام حواسه الأخرى!

قال آرت إنه عندما أصبح صديقًا لساندي، أقتبس، "انبثقت حياتي الحقيقية. أصبحتُ رجلاً أفضل في عينيّ وبدأت أرى مَن أكون – شخصًا يعطي صديقه ". في المقابل، يصف ساندي نفسه بأنه "الرجل الأكثر حظًا في العالم".

الأمثال الثامن عشر الآية الرابعة والعشرون تقول لنا: "يُوجَدْ مُحِبٌّ أَلْزَقُ مِنَ الأَخِ." هذا الصديق هو يهوه. وعده لنا في العبرانيين الثالث عشر الآية الخامسة هو التالي : "لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ أَتْرُكُكَ".

لقد مُنحنا وعوداً عظيمة وثمينة. إبدأوا بالمطالبة بها!

الجزء الثالث

سامي صابر: باسم يوسف وباسمي وباسم فريق فرصة العالم الأخيرة بأكمله، أشكركم على حسن إصغائكم إلينا اليوم. حلقة اليوم بعنوان "فك رموز سفر الرؤيا"، ورقمها مئتان واثنان وخمسون. إذا استمتعتم بها وترغبون في مشاركتها مع الأصدقاء أو العائلة، فهي موجودة على موقعنا: www.worldslastchance.com/arabic . كما ننشر حلقات بُثت سابقًا على اليوتيوب، لذا ابحثوا عن حلقة "فك رموز سفر الرؤيا"، ورقمها مئتان واثنان وخمسون.

إذا كنتم تستمعون إلى حلقاتنا على اليوتيوب، فأخبرونا برأيكم في التعليقات. وإذا كنتم تستمتعون بحلقاتنا، فكافئونا بإعجابكم لمساعدة الآخرين في العثور على قناتنا. يمكنكم كذلك النقر على زر التنبيه لتلقي إشعارات عند تحميل حلقات جديدة.

نأمل أن تتمكنوا من الاستماع إلينا غدًا من جديد، وحتى ذلك الحين، تذكروا: يهوه يحبكم. . . وهو جدير بثقتكم!

تسجيل الخروج

كنتم تستمعون إلى راديو فرصة العالم الأخيرة.

هذه الحلقة والحلقات السابقة من راديو فرصة العالم الأخيرة متاحة للتنزيل على موقعنا. إنها رائعة للمشاركة مع الأصدقاء ولاستخدامها في دراسات الكتاب المقدس! كما أنها مصدر ممتاز لأولئك الذين يعبدون يهوه بمفردهم في المنزل. للاستماع إلى الحلقات التي بُثّت سابقًا، زوروا موقعنا www.worldslastchance.com/arabic وانقروا على رمز راديو فرصة العالم الأخيرة المعروض على صفحتنا الرئيسية.

في تعاليمه وأمثاله، لم يقدّم المخلّص أي "علامات للأزمنة" يجب الانتباه إليها. بدل ذلك، فحوى رسالته كان… اليقظة المستمرة. إنضموا إلينا مرة أخرى غدًا للحصول على رسالة أخرى مليئة بالحق بينما نستكشف مواضيع مختلفة تركّز على عودة المخلّص وكيفية العيش في استعداد دائم للترحيب به بحرارة عندما يأتي.

راديو فرصة العالم الأخيرة: نُعلّم العقول ونُعدّ القلوب لعودة المسيح المفاجئة.

Comments

Leave a Reply

هذا الموقع مسجل على wpml.org كموقع تطوير. قم بالتبديل إلى مفتاح موقع الإنتاج إلى remove this banner.