WLC Radio
معجزات يهوشوا: هل هي دليل على الألوهيّة؟
الحلقة 281
معجزات يهوشوا: هل هي دليل على الألوهيّة؟
معجزات يهوشوا الكثيرة مقبولة على نطاق واسع كدليل على الطبيعة الإلهيّة، ولكنّ يهوشوا نفسه نكر مثل هذا الارتباط.
أهلًا بكم الى راديو فرصة العالم الأخيرة، التابع لخدمة راديو فرصة العالم الأخيرة وورلدز لاست تشانس، وهو خدمة مخصّصة لتعلّم كيفيّة العيش في استعداد دائم لعودة المخلّص.
طوال ألفي عام، والمؤمنون من كل جيل يتوقون إلى أن يكونوا الجيل الأخير. ولكن، خلافًا للاعتقاد الشائع، لم يعطِ المسيح المؤمنين «علامات الأزمنة» لينتبهوا إليها، بل على العكس، حذّر يهوشوا مراراً من أن مجيئه سيفاجئ حتى المؤمنين. وأوصاهم بإلحاح بأن يكونوا مستعدين دائمًا إذ قال:
" لِذَلِكَ كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا مُسْتَعِدِّينَ، لِأَنَّهُ فِي سَاعَةٍ لَا تَظُنُّونَ يَأْتِي ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ." (متى٢٤: ٤٤)
راديو فرصة العالم الأخيرة: نُعلّم العقول ونُعدّ القلوب لعودة المسيح المفاجئة.
الجزء الأوّل
سامي صابر: صنع يهوشوا معجزاتٍ أكثر من أي شخصٍ آخر ورد اسمه في الكتاب المقدس. في الواقع، كانت "أعماله العظيمة" السبب الرئيس لانتشار شهرته في تلك المنطقة. فلا أحد في التاريخ المدوّن صنع معجزاتٍ كالمسيح. لكنّ السؤال هو: هل معجزاته دليلٌ على ألوهيته؟
مرحبًا، أنا سامي صابر وأنتم تستمعون إلى راديو فرصة العالم الأخيرة حيث نغطي مواضيع متعلّقة بالكتاب المقدس، والنبوءة، والتقوى العمليّة، والمعتقدات الكتابيّة، والعيش في استعداد دائم لعودة المخلص غير المتوقّعة، أيًا كان موعدها.
يشير مسيحيون كثيرون إلى معجزات المسيح كدليل على ألوهيته. ومؤكد أن الكتاب المقدس يشير إلى معجزات المسيح كدليل على أنه المسيح الممسوح. فهل يُقدّم سجل خدمة يهوشوا دليلاً قاطعاً على ألوهيته؟ هذا ما سنتحدث عنه اليوم: أهميّة معجزات يهوشوا وما تعنيه من حيث طبيعته.
لاحقًا، في فقرة "البريد اليومي"، سيتناول يوسف معنى أن يكون المرء "متيقّظًا" وما إذا كان هذا ما ينبغي أن يكون عليه المسيحي. ثم ستروي ناديا يعقوب قصة حقيقيّة أخرى تُجسّد وعدًا لكلّ من شعر يومًا بأنه "أقل شأنًا من الآخرين" أو يفتقر إلى أمر ما. هل شعرتَ يومًا بأنك لست جيدًا بما يكفي؟ بأنك لست جديرًا بالحب وقبول الآخر؟ وعد اليوم مخصّص لك.
يوسف؟ هل تُثبت معجزات يهوشوا الكثيرة ألوهيّته؟
يوسف راضي: لا أظن ذلك. ولكن لفهم السبب، فلنلقِ نظرة على ماهيّة المعجزات. طبعتُ تعريف قاموس كامبريدج للمعجزة. أتقرأه لنا؟
سامي صابر: "حدثٌ غريبٌ وغامضٌ يُعتقد أنه من صنع إلهٍ لأنه لا يتّبع قوانين الطبيعة المعتادة: قيل إن يسوع المسيح صنع معجزاتٍ كتحويل الماء إلى خمرة." هناك تعريفٌ آخر. أأقرأه؟
يوسف راضي: مهلًا، اللغات تتغير، وبرأيي تعريف المعجزة يخضع لشيء من التغيير أيضًا.
طبعتُ اقتباسات تحتوي على كلمة "معجزة". ستفهم ما أقصده.
سامي صابر: حسنًا.
قالت كُوراثون أكينو، أول رئيسة للفيلبين: "لا أخجل من إخباركم أنني أؤمن بالمعجزات". وقال عالم الطبيعة والفيلسوف الأميركي Henry David Thoreau: "كل تغيير هو معجزة تستحق التأمّل؛ لكنها معجزة تحدث في كل ثانية".
ثِيكْ نْيَاتْ هانّ؟ لست متأكدًا من لفظ الاسم. على أي حال! قال كاتب فيتناميّ وراهب بوذي: "المعجزة ليست في المشي على الماء، بل في المشي على الأرض الخضراء، والانغماس في اللحظة الراهنة والشعور بالحياة الحقيقيّة". وقال نجم الروك الأمريكي Jon Bon Jovi: "المعجزات تحدث كل يوم، غيّرْ مفهومك عن المعجزة وستراها من حولك".
يوسف راضي: لذا، هذه الاقتباسات كلها مثيرة للاهتمام، إلا أنها تغيّر بشكل خفي الطريقة التي ننظر بها إلى المعجزات.
اقرأ الآن التعريف الثاني لكلمة "معجزة" في القاموس، وقارنه بهذه الاقتباسات.
سامي صابر: إنه من قاموس الكتاب المقدس. يقول: " يُعرّف اللاهوت الحديث المعجزة بأنها ظاهرة طبيعيّة تتجاوز قدرة الأسباب الطبيعيّة لدرجة تُعزى فيها إلى تدخل الله المباشر".
يوسف راضي: يؤمن الثالوثيون بأن يهوشوا صنع المعجزات لأنه الله الابن. على موقع AnswersInGenesis.org، نُشر مقال للدكتور Ron Rhodes يَطرح فيه السؤال التالي: "هل يسوع هو الله؟". أود أن تقرأ إجابته.
سامي صابر: " أُلوهية يسوع مُثبتة بمعجزاته. وكثيرًا ما تُسمى معجزاته "علامات" في العهد الجديد. والعلامات دائمًا ما تدّل على أمر ما – في هذه الحالة، يسوع هو المسيح الإلهي."
يوسف راضي: كان Herbert Lockyer راعيًا بريطانيًا ومؤلفًا غزير الإنتاج، إذ ألّف أكثر من خمسين كتابًا. عام ألف وتسع مئة وواحد وستين، نشر كتابًا بعنوان "جميع معجزات الكتاب المقدس". يُقدّم الكتاب بحثًا عميقًا في المعجزات المذكورة في الكتاب المقدس، ولكنه يَعتبر معجزات المسيح دليلًا على ألوهيته.
سامي صابر: لماذا تقول "ولكنه"؟
يوسف راضي: لأن المسيح لم يكن الوحيد الذي صنع المعجزات. فموسى وهارون وإيليا وإليشع. وإشعياء صنعوها.
سامي صابر: إشعياء ؟ ما المعجزة التي صنعها؟
يوسف راضي: طلب الملك حَزِقْيَا من إشعياء علامةً تُثبت تحقق ما وعده به. هذه العلامة كانت تُسبب رجوع الشمس بضع درجات إلى الوراء على مزولة آحاز.
سامي صابر: رائع.
يوسف راضي: وهناك أيضًا جميع معجزات الرسل. لذا، مجرد استخدام يهوه لهم لصنع المعجزات ليس دليلاً قاطعاً على ألوهيتهم. أين الاتساق في القول إن صُنع يهوشوا للمعجزات دليل على ألوهيته، بينما إشعياء أو بولس أو بطرس، ليسوا كذلك؟
لكن، على ما يبدو الناس لا يدركون هذا. لديّ، اقتباس آخر أود أن تقرأه. هذا الاقتباس لـ Bernard Ramm. كان لاهوتيًا معمدانيًا ومدافعًا، وكاتبًا غزير الإنتاج. لديّ هنا نسخة من كتابه "مسيحيّة إنجيليّة". إنتقل إلى الصفحة الخامسة والأربعين واقرأ الفقرة المحددة.
سامي صابر:
"تمثّل القدرة على صنع المعجزات بمشيئته السياديّة دليلًا غير مباشر آخر على ألوهيّة المسيح. لم يكن أنبياء العهد القديم والرسل الجدد قادرين على صنع المعجزات بأنفسهم، بل كانوا معتمدين على الله. [من ناحية أخرى]، يُصوَّر يسوع في الأناجيل على أنه كان يتصرف بحريّة، وبشكل شخصي، وبإرادته المطلقة في ما يتعلّق بصنع المعجزات."
يوسف راضي: "القدرة … على صنع المعجزات … من إرادته المطلقة هي دليل غير مباشر آخر على ألوهية المسيح".
حقًا؟ وكيف يصح ذلك إذا كان المسيح، كما يؤمن الثالوثيون، قد "تخلى" عن ألوهيته؟
سامي صابر: هممم. أنت محق. لو كان "التخلي عن ألوهيته" أكثر من مجرد تمثيل، لما كان تمتّع بالقدرة على صنع المعجزات، كما يقول رام، "بإرادته المطلقة".
يوسف راضي: هنا تكمن المشكلة الحقيقيّة. لو أنه تخلّى عن طبيعته الإلهية، لما كان إلهًا. ولو لم يتخلَّ عنها، لو اعتمد عليها فعليًا خلال حياته على الأرض، لكان مجرد… أكره أن أقول هذا، لكان مجرد مُدّع!
سامي صابر: غير صادق.
يوسف راضي: وغير أمين!
سامي صابر: أي كاذب. طريقة يهوشوا المفضلة للإشارة إلى نفسه كانت "ابن الإنسان". هذه العبارة مشتقة من الكلمة اليونانية التي تعني إنسان. بحثتُ عنها مرةً، وحسب الترجمة التي تستخدمَها، أطلق يهوشوا على نفسه لقب "ابن الإنسان" ما بين ثمانين واثنتين وثمانين مرّة في الأناجيل!
يوسف راضي: أثرتَ نقطةً وجيهة: أقوالُ يهوشوا نفسه تُنكر اعتماده على قوةٍ إلهيّةٍ جوهريّة. تناول كتابك المقدس ولنبحث عن بعض المقاطع.
فلنبدأ بيوحنا الرابع عشر الآية الثامنة والعشرين. إنها واحدة من أقوى العبارات التي تظهر اعتماد يهوشوا على الآب.
سامي صابر: "سَمِعْتُمْ أَنِّي قُلْتُ لَكُمْ: أَنَا أَذْهَبُ ثُمَّ آتِي إِلَيْكُمْ. لَوْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي لَكُنْتُمْ تَفْرَحُونَ لأَنِّي قُلْتُ أَمْضِي إِلَى الآبِ، لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي."
واو! "أبي أعظم مني". ما من تعبير أوضح من ذلك!
يوسف راضي: انتقل الآن إلى يوحنا الخامس واقرأ الآيات السادسة عشرة حتى العشرين. هذا المقطع مثير للاهتمام لأنه في الآية الثامنة عشرة، افترض اليهود أن يهوشوا كان يدّعي الألوهية. لذا، في الآية التاسعة عشرة، أوضح يهوشوا أن هذا ليس ما كان يفعله لأنه ليس مساويًا لياه.
تفضّل.
سامي صابر:
وَلِهذَا كَانَ الْيَهُودُ يَطْرُدُونَ يَهوشوا، وَيَطْلُبُونَ أَنْ يَقْتُلُوهُ، لأَنَّهُ عَمِلَ هذَا فِي سَبْتٍ. فَأَجَابَهُمْ يَهوشوا: «أَبِي يَعْمَلُ حَتَّى الآنَ وَأَنَا أَعْمَلُ». فَمِنْ أَجْلِ هذَا كَانَ الْيَهُودُ يَطْلُبُونَ أَكْثَرَ أَنْ يَقْتُلُوهُ، لأَنَّهُ لَمْ يَنْقُضِ السَّبْتَ فَقَطْ، بَلْ قَالَ أَيْضًا إِنَّ اللهَ أَبُوهُ، مُعَادِلاً نَفْسَهُ بِاللهِ.
فَأَجَابَ يَهوشوا وَقَالَ لَهُمُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ يَقْدِرُ الابْنُ أَنْ يَعْمَلَ مِنْ نَفْسِهِ شَيْئًا إِلاَّ مَا يَنْظُرُ الآبَ يَعْمَلُ. لأَنْ مَهْمَا عَمِلَ ذَاكَ فَهذَا يَعْمَلُهُ الابْنُ كَذلِكَ. لأَنَّ الآبَ يُحِبُّ الابْنَ وَيُرِيهِ جَمِيعَ مَا هُوَ يَعْمَلُهُ، وَسَيُرِيهِ أَعْمَالاً أَعْظَمَ مِنْ هذِهِ لِتَتَعَجَّبُوا أَنْتُمْ.
يوسف راضي: كما ذكرنا في الحلقة مئتين وثمانين، لا تعادل عبارة "ابن الله" عبارة "الله الابن". يكشف الكتاب المقدس أن "أبناء الله" كثيرون. أنت ابن ياه؛ وأنا كذلك. وكذلك كان آدم. لذا، مجرد إشارة يهوشوا إلى يهوه على أنه أبوه، لا تُعدّ ادعاءً للألوهيّة.
ثم في الآية التاسعة عشرة، قال بوضوح: "لاَ يَقْدِرُ الابْنُ أَنْ يَعْمَلَ مِنْ نَفْسِهِ شَيْئًا إِلاَّ مَا يَنْظُرُ الآبَ يَعْمَلُ. لأَنْ مَهْمَا عَمِلَ ذَاكَ فَهذَا يَعْمَلُهُ الابْنُ كَذلِكَ.". بمعنى آخر، يُعلّمه الآب ما عليه أن يعرفه، ويُعلّمه، ويقوله، ويفعله.
يتكرّر هذا في يوحنا الثامن. إنتقل إليه واقرأ الآيات الخامسة والعشرين حتى الثامنة والعشرين.
سامي صابر:
فَقَالُوا لَهُ: «مَنْ أَنْتَ؟»
فَقَالَ لَهُمْ يَهوشوا: «أَنَا مِنَ الْبَدْءِ مَا أُكَلِّمُكُمْ أَيْضًا بِهِ. إِنَّ لِي أَشْيَاءَ كَثِيرَةً أَتَكَلَّمُ وَأَحْكُمُ بِهَا مِنْ نَحْوِكُمْ، لكِنَّ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ حَق. وَأَنَا مَا سَمِعْتُهُ مِنْهُ، فَهذَا أَقُولُهُ لِلْعَالَمِ». وَلَمْ يَفْهَمُوا أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ لَهُمْ عَنِ الآبِ. فَقَالَ لَهُمْ يهوشوا: «مَتَى رَفَعْتُمُ ابْنَ الإِنْسَانِ، فَحِينَئِذٍ تَفْهَمُونَ أَنِّي أَنَا هُوَ، وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئًا مِنْ نَفْسِي، بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي.
يوسف راضي: مقطع مؤثر جدًا. يسألونه: من أنت؟ لو كان واحدًا من الثالوث الإلهي، لكان من المنطقي شرح ذلك عند هذه النقطة. لكنه لم يفعل ذلك. بدل ذلك، قال: "أَنَا مِنَ الْبَدْءِ مَا أُكَلِّمُكُمْ أَيْضًا بِهِ". وماذا كان يُسمي نفسه طوال الوقت؟
سامي صابر: "ابن الإنسان". بشري .
يوسف راضي: صحيح! ثم يُكرّر ذلك في الآية الثامنة والعشرين! "مَتَى رَفَعْتُمُ ابْنَ الإِنْسَانِ، فَحِينَئِذٍ تَفْهَمُونَ أَنِّي أَنَا هُوَ، وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئًا مِنْ نَفْسِي".
هنا، في جملة واحدة، يهوشوا يُسمّي نفسه إنسانًا، مُضيفًا أنه لا يستطيع أن يفعل شيئًا من تلقاء نفسه. انتقل إلى الآية الثانية والأربعين. ماذا تقول؟
سامي صابر: "فَقَالَ لَهُمْ يهوشوا: «لَوْ كَانَ اللهُ أَبَاكُمْ لَكُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي، لأَنِّي خَرَجْتُ مِنْ قِبَلِ اللهِ وَأَتَيْتُ. لأَنِّي لَمْ آتِ مِنْ نَفْسِي، بَلْ ذَاكَ أَرْسَلَنِي".
يوسف راضي: تقول نسخة أخرى: "لم آتِ من تلقاء نفسي، بل هو أرسلني".
سامي صابر: لاحظتُ أيضًا استخدام لقب "الله" في هذه الآية. لو كان يهوشوا هو "الله" كما يدّعي الثالوثيون، لكانت هذه الآية غريبة جدًا. "أنا الله، لم آتِ من تلقاء نفسي؛ الله أرسل الله"؟ هذا غير منطقي.
يوسف راضي: في الأمور كافة، كان يهوشوا يعتمد على الآب. أرسل يهوه يهوشوا، وعلّمه ما يحتاج إلى معرفته. كانت قدرة يهوه هي التي صنعت المعجزات من خلال المسيح. وكرّر يهوشوا هذا مرارًا وتكرارًا. لذا، تناقض محاولة اعتبار معجزاته دليلًا على ألوهيته تصريحات المسيح الواضحة التي تُخالف ذلك: كل القدرة جاءت من يهوه. حتى مبادرة إنجاب ابن وحيد ليكون المسيح. كل ذلك جاء من يهوه، ولا يُمكن اعتبار أيٍّ منها دليلًا على ألوهية يهوشوا.
سامي صابر: خطرت فكرة ببالي للتو، وهي أنه إذا حاولت استخدام معجزات يهوشوا كدليل على أنه الله، فهذا يعتبر شكلاً من أشكال المغالطة المنطقيّة.
يوسف راضي: أي واحدة؟
سامي صابر: ربما التأكيدٌ على النتيجة؟ فهذا يعني أنه إذا كان صحيحًا أن يهوشوا صنع المعجزات، فلا بد أن يكون صحيحًا أنه إلهي.
يوسف راضي: هذا جيد. أو قد يكون مغالطة التعميم المتسرع: استنتاج أن يهوشوا إله من دون دليل كافٍ لإثبات ذلك. من المؤكد أن الكتاب المقدس ينكر ألوهيته. وإذا كان الكتاب المقدس ينكرها، فأين يتوفر "دليل" آخر؟
سامي صابر: صحيح. وبالنظر إلى تلك الاقتباسات التي قرأتُها من مؤلفين ثالوثيين مختلفين، يُمكن القول إنها مثال على التفكير الدائري: "يهوشوا يصنع المعجزات لأنه إلهي، وهو إلهي لأنه يصنع المعجزات".
يوسف راضي: عندما تعمل على تحليل هذا الاعتقاد حسب المنطق، لا يبقى قائمًا.
سامي صابر: أنت محق. من المدهش أننا وقعنا في هذا الفخ أصلًا.
يا إلهي! مشكلة أخرى في هذا الاعتقاد: إنه ينتهك قانون الهوية.
يوسف راضي: لمن لا يعرف هذا المصطلح، هلا تشرح ما تقصده؟
سامي صابر: "قانون الهوية" هو أحد أبسط مبادئ المنطق وأكثرها جوهريّة. وبعبارة رياضيّة، هو يقول: "س يساوي س". أو بعبارة أخرى، كل أمر مطابق لنفسه. ولكن في الثالوث الأقدس، من الواضح أن الآب ليس الابن؛ والابن ليس الروح القدس؛ والروح القدس ليس الآب. مهما حاولتَ الادعاء بأنهم جميعًا واحد، من الواضح أنهم ليسوا متطابقين لأن الابن صُلِب. الآب لم يُصلب. والروح القدس لم يُصلب.
يوسف راضي: نقطة وجيهة. والحقيقة منطقيّة. يدعونا يهوه نفسه قائلاً: "هلمّوا نتجادل". هذا وعدٌ بتقديم كل الأدلة اللازمة للاقتناع. لستَ بحاجةٍ إلى خداعٍ عقلي، ولا إلى قبول الأمور بـ"إيمانٍ أعمى". فالحق لا يقبل الجدل لأنه منطقي، ولا يناقض نفسه أبدًا.
سامي صابر: آمين. سنأخذ استراحة قصيرة، وعند عودتنا، سيشاركنا يوسف المزيد عما قاله يهوشوا نفسه عن مصدر قوته. ابقوا معنا.
إعلان
يدرس الكثير من المسيحيين متى الرابع والعشرين باجتهاد، آملين استخلاص معلومات تُنذرهم باقتراب عودة المخلص. ومع ذلك، ورغم غرابة الأمر، تكشف دراسة متأنية لمتى الرابع والعشرين أن معظم هذا الأصحاح هو نبوءة تُنذر بدمار أورشليم عام سبعين ميلادي. في الواقع، لم يتطرّق يهوشوا إلى عودته إلا بعض الشيء، مُشيرًا إلى أن أحدًا لا يَعلم متى سيحدث ذلك إلا الآب، وأنها ستكون مفاجئة، حتى الأبرار سيُفاجأون بها.
إذا كنتَ معتادًا على اعتبار متى الرابع والعشرين أوضح نبوءة عن نهاية العالم، فسترغب في الاستماع إلى الحلقة مئتين وثمانية وسبعين. كما أن مرقس الثالث عشر ولوقا الواحد والعشرين يُوازيان متى الرابع والعشرين. الفرق هو أن إنجيل متى وُجّه للجمهور اليهودي، بينما كُتب إنجيلا مرقس ولوقا للجمهور الأمميّ. وبالتالي، لا يستخدم مرقس ولوقا التعابير الاصطلاحيّة اليهوديّة التي يستخدمها متى – وهي التعابير التي تناولها المؤمنون المعاصرون حرفيًا. تؤكد المقارنة الدقيقة لهذه الأصحاحات الثلاثة أن العلامات التي افترضها المسيحيون لنهاية العالم تحقّقت قبل دمار أورشليم.
انضموا إلى سامي ويوسف في قراءتهما لهذه المقاطع. زوروا موقعنا الإلكتروني، وانقروا على رمز راديو فرصة العالم الأخيرة، وانتقلوا إلى الأسفل إلى الحلقة مئتين وثمانية وسبعين بعنوان "التنبؤ بسقوط أورشليم" على موقع WorldsLastChance.com/arabic.
الجزء الثاني
سامي صابر: الحجة القائلة إنَّ معجزات يهوشوا تُثبت أنه الله غير منطقيّة بالنسبة إليّ. فإيليا صنع ثماني معجزات مختلفة. وإليشع، الذي طلب نصيبًا مضاعفًا من روح ياه التي كانت على إيليا، سُجِّلَ أنه صنع اثنتين وثلاثين معجزة مختلفة.
يوسف راضي: هذا العدد؟ يا إلهي. كنت أعلم أنه صنع معجزات أكثر من أي شخص آخر غير المسيح، لكنني لم أكن أعْلم أنها بهذا العدد. لكنك محق: لا ندّعي أن إيليا أو إليشع كانا "الله" لمجرد أنهما صنعا معجزات. فنحن نَعلم أنهما صنعاها بقوّة يهوه، وليس بقوتهما الخاصة. لذا، أن نقرر فجأةً أن يهوشوا إله لأنه صنع المعجزات هو أمر يتعارض مع حقيقة أن البشر قادرون على صنع المعجزات، بقوة ياه، وبكلمات المخلّص نفسه.
صرّح يهوشوا مرارًا بأن المعجزات التي صنعها والأعمال التي قام بها كانت بقدرة يهوه، وليست بقدرته الخاصة. قرأتَ يوحنا الرابع عشر الآية الثامنة والعشرين التي صرّح فيها يهوشوا بوضوح بأن الآب أعظم منه. فلنقرأ الآن يوحنا الرابع عشر الآية العاشرة. في الواقع، فلنبدأ بالآية الثامنة ولنضعها في سياقها.
حصل ذلك هذا قبيل اعتقال يهوشوا، وكان فيلبس ويهوشوا يتحدثان عن يهوه. ويهوشوا يؤكد أن كل من رآه – ورأى حياته، عمله، وكلماته – قد رأى الآب. ولكن حتى في هذه المحادثة، لم يدّعِ يهوشوا أي قوّة خارقة. بل كان كلّ ذلك من يهوه كما سترى.
تفضّل.
سامي صابر:
قَالَ لَهُ فِيلُبُّسُ: «يَا سَيِّدُ، أَرِنَا الآبَ وَكَفَانَا». قَالَ لَهُ يَهوشوا: «أَنَا مَعَكُمْ زَمَانًا هذِهِ مُدَّتُهُ وَلَمْ تَعْرِفْنِي يَا فِيلُبُّسُ! اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الآبَ، فَكَيْفَ تَقُولُ أَنْتَ: أَرِنَا الآبَ؟
يوسف راضي: مرة أخرى: إنه الموقف الأمثل ليشرح يهوشوا أنه إله، مثلما يهوه إله. لكنه ليس كذلك. اقرأ الآية العاشرة.
سامي صابر: "أَلَسْتَ تُؤْمِنُ أَنِّي أَنَا فِي الآبِ وَالآبَ فِيَّ؟ الْكَلاَمُ الَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ لَسْتُ أَتَكَلَّمُ بِهِ مِنْ نَفْسِي، لكِنَّ الآبَ الْحَالَّ فِيَّ هُوَ يَعْمَلُ الأَعْمَالَ.
يوسف راضي: من يعمل؟
سامي صابر: يهوه.
يوسف راضي: لو كان يهوشوا يستعين بقدرته الإلهية الذاتية ليصنع المعجزات، لكان هذا كذبًا. ولو تخلّى عن ألوهيته، لما كان إلهًا بعدئذٍ.
كان يهوشوا وكيلًا ليهوه. وتحدثنا عن هذا في حلقة سابقة. بصفته وكيلًا ليهوه، كان ممثل الله المُعيّن قانونيًا. كان بإمكانه التصرّف والتحدث نيابةً عن يهوه كما لو كان يهوه. هذه تسمية قانونيّة، ولا تجعل يهوشوا إلهًا.
بمجرد فهمك لمفهوم "الوكالة" وكيفية تطبيقه على يهوشوا، ستلاحظ ظهوره هنا وهناك كموضوع للنقاش. لديّ اقتباس من كتاب "رفيق أكسفورد للكتاب المقدس" . هلا تقرأه؟
سامي صابر: " المعجزة هي حدث غير عادي، يُنظر إليه على أنه نتيجة لعمل مباشر وهادف من قبل إله أو وكيل إله".
يوسف راضي: هذا اقتباسٌ مُنيرٌ للغاية. وكيلُ الله قادرٌ على صنع المعجزات. نرى ذلك جليًا في قصة موسى وهارون أمام فرعون. قال يهوه نفسه لموسى إنه سيكون "إلهًا" لفرعون، متحدثًا باسم يهوه.
يُعرّف قاموس Merriam-Webster الوكيل بأنه "شخص مُخوّل التصرف نيابةً عن شخص آخر أو باسمه". ويُعرّف قاموس أكسفورد للمتعلّمين الوكيل بأنه " شخص مهمته التصرّف نيابةً عن أشخاص آخرين أو إدارة شؤونهم في مجالات الأعمال والسياسة وما إلى ذلك".
في العبرية، كلمة "" shaliah تعني "المُرسَل". وهي مشتقة من فعل " " shelach بمعنى "أرسل".
سامي صابر: من الواضح أن المقصود هو كيان آخر تولى على عاتقه إرسال أو تعيين شخص ما ليعمل نيابة عنه.
يوسف راضي: صحيح! James McGrath معروف بدراساته للمسيحيّة المبكّرة. وهو مدير Clarence L. Goodwin في لغة العهد الجديد وآدابه في جامعة Butler. ألّف كتابًا شيقًا بعنوان " الإله الحقيقي الوحيد: التوحيد المسيحي المبكر في سياقه اليهودي". أحضرتُ نسختي إذ فيها اقتباس في الصفحة الرابعة عشرة أودُّ أن تقرأه.
هلا تنتقل إلى الصفحة وتقرأ المعلَّم؟
سامي صابر: بالتأكيد… يقول:
"كانت القدرة على التصرّف جزءًا أساسًا من الحياة اليوميّة في العالم القديم. واعتُبر الأنبياء والملائكة المذكورون في الكتب المقدسة اليهوديّة "وكلاء" لله. ويبدو أن الفكرة الأساس المتعلّقة بالقدرة على التصرّف في العالم القديم تتلخّص في عبارة من الأدب الحاخامي تُقتبس كثيرًا في هذه السياقات: "المرسَل كالمرسِل".
هذا مثير للاهتمام. أعْلم أننا تناولنا موضوع الوكالة في حلقة أخرى، ولكن، من المثير للاهتمام أن هذا المفهوم كان مفهومًا شائعًا – فهو يصفه بأنه "جزء أساس من الحياة اليوميّة في العالم القديم" – ومع ذلك، قبل تلك الحلقة الأخيرة، لم أسمع به أبدًا!
يوسف راضي: لم يفعل معظم المسيحيين ذلك. اليوم، لدينا التكنولوجيا لملء هذا الفراغ. يُمكّن الإنترنت الناس من مختلف أنحاء العالم من إجراء محادثات وجهًا لوجه. وتُمكّن فحوص شبكية العين وبصمات الإبهام من التحقّق من الهوية. عادةً، لا نحتاج إلى وكلاء يعملون معنا كما كانوا في السابق.
هكذا اعتبر المسيحيون الأوائل يهوشوا. كان وكيل يهوه. وهذا ما نجده في الكتاب المقدس!
سامي صابر: هل تقصد أن معجزات يهوشوا لم تكن دليلاً على الألوهيّة بل كانت دليلاً على كونه وكيلاً ليهوه؟
يوسف راضي: لست أنا لا من يقول ذلك، بل الكتاب المقدس يقوله! إقرأ يوحنا الخامس الآيات السادسة والثلاثين حتى الثامنة والثلاثين.
سامي صابر:
وَأَمَّا أَنَا فَلِي شَهَادَةٌ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا، لأَنَّ الأَعْمَالَ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ لأُكَمِّلَهَا، هذِهِ الأَعْمَالُ بِعَيْنِهَا الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا هِيَ تَشْهَدُ لِي أَنَّ الآبَ قَدْ أَرْسَلَنِي. وَالآبُ نَفْسُهُ الَّذِي أَرْسَلَنِي يَشْهَدُ لِي. لَمْ تَسْمَعُوا صَوْتَهُ قَطُّ، وَلاَ أَبْصَرْتُمْ هَيْئَتَهُ، وَلَيْسَتْ لَكُمْ كَلِمَتُهُ ثَابِتَةً فِيكُمْ، لأَنَّ الَّذِي أَرْسَلَهُ هُوَ لَسْتُمْ أَنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِهِ.
يوسف راضي: كما قال يهوشوا لاحقًا لفيلبس: "اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الآبَ، فَكَيْفَ تَقُولُ أَنْتَ: أَرِنَا الآبَ؟ " .
تتكرر هذه الفكرة في يوحنا العاشر. أتنتقل إليه؟ اقرأ الآيات الرابعة والعشرين حتى الثلاثين. تخبرنا الآية الثانية والعشرون أن هذا التبادل جرى في أورشليم شتاءً خلال "عيد التكريس". ربما تعرفه أكثر باسم عيد الحانوكا.
سامي صابر: هذا مثير للاهتمام! أجل، أظن هذا منطقيًا. أُسِّس عيد الحانوكا خلال فترة ما بين العهدين. ومن الرائع رؤيته مذكورًا في الكتاب المقدس.
يقول:
فَاحْتَاطَ بِهِ الْيَهُودُ وَقَالُوا لَهُ: «إِلَى مَتَى تُعَلِّقُ أَنْفُسَنَا؟ إِنْ كُنْتَ أَنْتَ الْمَسِيحَ فَقُلْ لَنَا جَهْرًا».
أَجَابَهُمْ يَهوشوا: «إِنِّي قُلْتُ لَكُمْ وَلَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ. اَلأَعْمَالُ الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا بِاسْمِ أَبِي هِيَ تَشْهَدُ لِي. وَلكِنَّكُمْ لَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ مِنْ خِرَافِي، كَمَا قُلْتُ لَكُمْ. خِرَافِي تَسْمَعُ صَوْتِي، وَأَنَا أَعْرِفُهَا فَتَتْبَعُنِي. وَأَنَا أُعْطِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً، وَلَنْ تَهْلِكَ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ يَخْطَفُهَا أَحَدٌ مِنْ يَدِي. أَبِي الَّذِي أَعْطَانِي إِيَّاهَا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الْكُلِّ، وَلاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْطَفَ مِنْ يَدِ أَبِي. أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ».
يوسف راضي: لا تُفهم الآية الثلاثون – "أنا والآب واحد" – على أنها تعني "نحن متحدون في إله واحد"، لأنه قال في الآية التاسعة والعشرين: "أبي أعظم من الكل". وهب يهوه يهوشوا القدرة على التصرّف كوكيل له. ومن هنا تأتي هذه القدرة دائمًا عندما تكون وكيلًا لشخص آخر.
في إنجلترا، يمكنك قانونيًا منح شخص آخر "توكيلًا عامًا دائمًا". أظنهم يسمونه في البرازيل "توكيلًا عامًا". في الصين، هناك "وثيقة تفويض" تمنح الشخص "زَايْ لي كْوَانْ" أو "سلطة الوكالة". في الهند، يُطلق على الشخص الذي يَمنح التوكيل اسم "الأصيل". ويُعرف الشخص الذي يتلقى التفويض باسم "الوكيل".
مرة أخرى، مصدر السلطة الأصلي هو الذي يمنح الإذن القانوني لشخص آخر بالتصرّف نيابةً عنه. سلطة الوكيل ثانويّة، أي أنها سلطة مستلمة من شخص آخر.
سامي صابر: إذًا، من البديهي أن مصدر السلطة الرئيس يتمتّع بسلطة أكبر. فهو أو هي من يمنح أو يسحب الإذن لشخص ما ليتصرّف كوكيل أو ممثل عنه.
يوسف راضي: صحيح. لدى أحد الرعاة، Ken Collins، موقع إلكتروني اسمه KenCollins.com نُشر فيه مقال شيّق بعنوان "ماذا يعني العمل باسم يسوع؟" وفيه أفكار قيّمة. نقلتُ اقتباسًا من تلك المقالة. هلا تقرأه لنا؟
سامي صابر: " القيام بأمر باسم شخص آخر له معنى قانوني مميّز وكذلك بموجب قانوننا وكذلك القانون العبري واليوناني والروماني … إذا عينت شخصًا ليتصرّف باسمك، فيمكنه العمل كوكيل لك ضمن القيود التي تفرضها".
يوسف راضي: إذًا، كما أشرتَ للتو، من يمنح الإذن لشخص آخر بالتصرّف كوكيل له هو صاحب السلطة الأعظم. بل والأهم من ذلك، عندما قال يهوشوا إنه يفعل ما يفعله باسم أبيه، كان يُعلن بوضوح عمن منحه السلطة للقيام بما فعله.
سامي صابر: وكذلك القدرة على القيام به.
يوسف راضي: بالضبط. إذًا، كان ينبغي قبول المعجزات التي صنعها كدليل. ليس لأنه كان إلهًا، بل لأنه كان وكيلًا ليهوه، يعمل نيابةً عنه وبسلطانه.
هذا جديد بالنسبة إلينا، لكنه لم يكن كذلك بالنسبة إلى اليهود في زمن المسيح، وبمجرد أن نفهمه، تكتسب مقاطع مختلفة من الكتاب المقدس أهميّة جديدة. انتقل إلى يوحنا الثالث. هذه قصة مجيء نيقوديموس إلى يهوشوا ليلًا ليتحدث إليه على انفراد. اقرأ أوّل آيتين منه، وخلال ذلك، إنتبه جيدًا لما يُقر به نيقوديموس. ما هي كلماته الأولى للمسيح؟
سامي صابر: "كَانَ إِنْسَانٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ اسْمُهُ نِيقُودِيمُوسُ، رَئِيسٌ لِلْيَهُودِ. هذَا جَاءَ إِلَى يهوشوا لَيْلاً وَقَالَ لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ، نَعْلَمُ أَنَّكَ قَدْ أَتَيْتَ مِنَ اللهِ مُعَلِّمًا، لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَعْمَلَ هذِهِ الآيَاتِ الَّتِي أَنْتَ تَعْمَلُ إِنْ لَمْ يَكُنِ اللهُ مَعَهُ».
يوسف راضي: مرة أخرى، تأكيدٌ مثيرٌ للاهتمام على إنسانية المسيح باستخدام لقب "الله" للإشارة إلى يهوه. هذا يستثني يهوشوا من هذا اللقب الشامل. أولًا، لأن نيقوديموس، بصفته يهوديًا، كان موحِّدًا متشددًا. ثانيًا، أكدّ يهوشوا كلامه بعدم تصحيحه. وأخيرًا، بصفته فريسيًا، كان نيقوديموس يعتبر الاسم المقدس مقدسًا جدًا الى حدّ أنه لا يمكنه نطقه.
ولكنّ الأمر المثير للاهتمام هو أن نيقوديموس يعترف منذ البداية بأنه لا يمكن لأحد أن يقوم بمثل هذه الأعمال العظيمة ما لم يتم تعيينه مباشرة من قبل يهوه للقيام بها.
سامي صابر: لاحظتُ أن نيقوديموس لا يقول إن يهوشوا هو الله، لأن الله وحده قادر على القيام بمثل هذه الأعمال. بل يُقرّ ببساطة بأن يهوشوا "مُرسَل من قِبَل" ياه؛ فهو وكيل ياه.
يوسف راضي: يهوشوا هو وكيل يهوه، وخُوِّلَ له وقُدِّمَت له السلطة اللازمة للقيام بأعمال لا يستطيع أي إنسان القيام بها بمفرده.
لكن هذا لا يختلف عن الأعمال العظيمة لأنبياء العهد القديم، ولاحقًا الرسل. كلٌّ من إيليا وإليشع، وكذلك بطرس وبولس، أقاموا الموتى. ولم يكونوا آلهة!
سامي صابر: هل يمكن القول إن نيقوديموس لم يكن يَعلم أن يهوشوا هو الله؟
يوسف راضي: بالتأكيد، يمكنك ذلك. لكنّ الأدلة لا تدعم هذه الحجة. أولًا، كان نيقوديموس يأتي إلى يهوشوا ليعرف الحقيقة. إذا كان يهوشوا إلهًا حقًا، فلماذا لم يُصحّح ما قاله؟ يبدو من غير الصادق، إن لم يكن من غير النزاهة، تجاهل هذا.
ولكن هناك المزيد. انتقل إلى أعمال الرسل، الثاني. إنه سجل عظة بطرس يوم الخمسين. من الواضح أنه عُيّن من قِبَل يهوه ليتحدث نيابةً عنه! وتأكد هذا التعيين بنزول روح يهوه على بطرس والمؤمنين الآخرين قبل ذلك بقليل.
فلنقرأ إذًا ما قاله بطرس. أعمال الرسل الثاني الآيات الثانية والعشرون حتى الرابعة والعشرين.
سامي صابر:
«أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ اسْمَعُوا هذِهِ الأَقْوَالَ: يهوشوا النَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ بِقُوَّاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا اللهُ بِيَدِهِ فِي وَسْطِكُمْ، كَمَا أَنْتُمْ أَيْضًا تَعْلَمُونَ. هذَا أَخَذْتُمُوهُ مُسَلَّمًا بِمَشُورَةِ اللهِ الْمَحْتُومَةِ وَعِلْمِهِ السَّابِقِ، وَبِأَيْدِي أَثَمَةٍ صَلَبْتُمُوهُ وَقَتَلْتُمُوهُ. اَلَّذِي أَقَامَهُ اللهُ نَاقِضًا أَوْجَاعَ الْمَوْتِ، إِذْ لَمْ يَكُنْ مُمْكِنًا أَنْ يُمْسَكَ مِنْهُ.
يوسف راضي: هذه الآيات الثلاثة الصغيرة تحمل الكثير من المعاني.
أولًا، لاحِظ أن بطرس يستخدم اللقب المتعارف عليه ليهوه: الله. باستخدامه هذا اللقب، بدل الإشارة إلى يهوشوا، فهو يستبعده تمامًا. فاللقب لا يخصه.
ثانيًا، يُصرّ بطرس على أن يهوشوا إنسان. وبعيدًا عن اعتباره جزءًا من الثالوث الأقدس، يصفه بطرس، في الآية الثانية والعشرين، بأنه "تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ". و"التبرهن" يعني الاعتراف به رسميًا أو تفويضه. فكيف تمّ الاعتراف به رسميًا؟
سامي صابر: أوه… "بالمعجزات والعجائب والآيات".
يوسف راضي: وهذا ما فعله الله من خلاله.
إذا كان "الله" يعمل من خلال هذا الرجل، فهذا يعني أن هذا الرجل ليس "الله"!
يُكرّر بطرس هذه النقطة نفسها في حديثه مع كورنيليوس، قائد المئة الروماني. فلنقرأ ما قاله. أعمال الرسل العاشر الآيات السادسة والثلاثون حتى الأربعين.
سامي صابر:
الْكَلِمَةُ الَّتِي أَرْسَلَهَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ يُبَشِّرُ بِالسَّلاَمِ بِيَهوشوا الْمَسِيحِ. هذَا هُوَ رَبُّ الْكُلِّ. أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ الأَمْرَ الَّذِي صَارَ فِي كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ مُبْتَدِئًا مِنَ الْجَلِيلِ، بَعْدَ الْمَعْمُودِيَّةِ الَّتِي كَرَزَ بِهَا يُوحَنَّا. يهوشوا الَّذِي مِنَ النَّاصِرَةِ كَيْفَ مَسَحَهُ اللهُ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ وَالْقُوَّةِ، الَّذِي جَالَ يَصْنَعُ خَيْرًا وَيَشْفِي جَمِيعَ الْمُتَسَلِّطِ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ، لأَنَّ اللهَ كَانَ مَعَهُ.
وَنَحْنُ شُهُودٌ بِكُلِّ مَا فَعَلَ فِي كُورَةِ الْيَهُودِيَّةِ وَفِي أُورُشَلِيمَ. الَّذِي أَيْضًا قَتَلُوهُ مُعَلِّقِينَ إِيَّاهُ عَلَى خَشَبَةٍ. هذَا أَقَامَهُ اللهُ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ، وَأَعْطَى أَنْ يَصِيرَ ظَاهِرًا…
يوسف راضي: يقول، في الآية السادسة والثلاثين، إن يهوه أرسل يهوشوا. ومرة أخرى، من الواضح أن لقب "الله" يُستخدم حصرًا للإشارة إلى يهوه، ما يستبعد يهوشوا من هذا اللقب.
سامي صابر: ناهيك عن أن الآية السادسة عشرة من تِيمُوثَاوُسَ الأُولَى، السادس تقول إن يهوه وحده له الخلود. "الله" لا يمكن أن يموت. لذلك، لا يمكن أن يكون يهوشوا هو الله.
يوسف راضي: نرى مرارًا أن أعمال يهوشوا كانت لأن يهوه كان معه، يعمل من خلاله؛ وليس لأنه كان إلهًا. كانت المعجزات التي صنعها يهوشوا دليلًا على أنه مُرسَل من قِبَل يهوه ليكون وكيله.
نرى هذا في متى الحادي عشر. هلا تنتقل إليه؟ كان يوحنا المعمدان مسجونًا، وأرسل تلاميذه ليسألوا يهوشوا سؤالًا مُهينًا نوعًا ما. إقرأ جواب يهوشوا. الآيات الثانية حتى السادسة.
سامي صابر:
أَمَّا يُوحَنَّا فَلَمَّا سَمِعَ فِي السِّجْنِ بِأَعْمَالِ الْمَسِيحِ، أَرْسَلَ اثْنَيْنِ مِنْ تَلاَمِيذِهِ، وَقَالَ لَهُ: «أَنْتَ هُوَ الآتِي أَمْ نَنْتَظِرُ آخَرَ؟»
فَأَجَابَ يَهوشوا وَقَالَ لَهُمَا: «اذْهَبَا وَأَخْبِرَا يُوحَنَّا بِمَا تَسْمَعَانِ وَتَنْظُرَانِ: اَلْعُمْيُ يُبْصِرُونَ، وَالْعُرْجُ يَمْشُونَ، وَالْبُرْصُ يُطَهَّرُونَ، وَالصُّمُّ يَسْمَعُونَ، وَالْمَوْتَى يَقُومُونَ، وَالْمَسَاكِينُ يُبَشَّرُونَ. وَطُوبَى لِمَنْ لاَ يَعْثُرُ فِيَّ».
يوسف راضي: تزعزع إيمان يوحنا بعض الشيء لأن يهوشوا لم يكن يُحرِّض الجماهير على قتال الرومان. لكن هذا لم يكن عمل المسيح. وفي إجابته عن السؤال، أشار يهوشوا إلى أعماله الجبارة كدليل على أنه كان يعمل فعلاً كوكيل ليهوه.
مثال آخر. فلننتقل إلى يوحنا السابع. حصل ذلك خلال عيد المِظال. الجموع التي، كما قيل، استمعت إليه بفرح، كانت مقتنعة بأن يهوشوا هو المسيح. لكنّ القادة لم يريدوا أن يكون هو المسيح. كانوا يجادلون بأنه لا يمكن أن يكون هو المسيح. لنرى لماذا آمنت الجموع بأن يهوشوا هو المسيح. يوحنا السابع، الآية الواحدة والثلاثون.
سامي صابر: "فَآمَنَ بِهِ كَثِيرُونَ مِنَ الْجَمْعِ، وَقَالُوا: "أَلَعَلَّ الْمَسِيحَ مَتَى جَاءَ يَعْمَلُ آيَاتٍ أَكْثَرَ مِنْ هذِهِ الَّتِي عَمِلَهَا هذَا؟".
يوسف راضي: كانت الأعمال التي قام بها يهوشوا مقبولة على نطاق واسع كدليل على أنه كان المسيح، الممسوح، وليس إلهًا.
بعد مجمع نيقية، انتصر دعاة الثالوث. آنذاك، ازدادت شعبيّة فكرة أن معجزات المسيح تثبت ألوهيته. في الواقع، يدّعي كثير من المسيحيين اليوم أن يوحنا كُتِب لإثبات ألوهية يهوشوا. لكن، كما يتضح من المقاطع التي اطّلعنا عليها، وعلى عكس ذلك، كُتب إنجيل يوحنا لنؤمن بأن يهوشوا هو المسيح المنتظر، وليس أنه الله المتجسد في جسد بشري.
سامي صابر: ترد آية في الكتاب المقدس بهذا المعنى. امنحني بعض الوقت… ها هي. يوحنا العشرون، الآيتان الثلاثون والواحدة والثلاثون. تقولان: "وَآيَاتٍ أُخَرَ كَثِيرَةً صَنَعَ يهوشوا قُدَّامَ تَلاَمِيذِهِ لَمْ تُكْتَبْ فِي هذَا الْكِتَابِ. وَأَمَّا هذِهِ فَقَدْ كُتِبَتْ لِتُؤْمِنُوا أَنَّ يَهوشوا هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ، وَلِكَيْ تَكُونَ لَكُمْ إِذَا آمَنْتُمْ حَيَاةٌ بِاسْمِهِ."
يوسف راضي: وصلنا إلى النهاية. هل سنتمسك بالضلال الوثني؟ أو أننا سنقبل معجزات يهوشوا كدليل على أنه مُرسَل من قِبَل يهوه؟
وقفة منتصف البرنامج
أنتم تستمعونَ إلى راديو "فرصةُ العالمِ الأخيرة".
راديو "فرصةُ العالمِ الأخيرة": نُعلّم العقول ونُعدّ القلوب لعودة المسيح المفاجئة!
إعلان
أمور قليلة أكثر أهميّة من الصلاة في المسيرة المسيحيّة الحيويّة.
فالصلاة هي صلة المؤمن الشخصيّة بعرش السماء! ما يُقال على الأرض، وما يُفكّر فيه ويُشعَر به على الأرض، يسمعه الآب، ويعرفه، ويشعر به.
ينبغي على كل مؤمن أن يعرف كيف يصلي. فالصلاة مهمّة حتى لو كنت تخاطب من يَعلم بكل الأمور. يعقوب الخامس الآية السادسة عشرة تعدنا: "طَلِبَةُ الْبَارِّ تَقْتَدِرُ كَثِيرًا فِي فِعْلِهَا.".
لتتعلم كيف تصلي بفعاليّة، قم بزيارة موقعنا الإلكتروني. لدينا مقالات وفيديوهات تُعلّم عِلْمَ الصلاة. قم بزيارة WorldsLastChance.com/arabic. لا تتردد! فالصلاة هي صلة وصلك الشخصيّة بالخالق.
البريد اليومي
سامي صابر: سؤال اليوم في البريد اليومي يأتي من الدولة الوحيدة في العالم التي تضم جميع المناطق المناخية الخمسة الكبرى: الاستوائيّة، والجافة، والمعتدلة، والقاريّة، والقطبيّة.
يوسف راضي: همم. ما هي الدول الواقعة بين قطبيين واستوائيين؟ عددها ضئيل. روسيا؟ أو تشيلي؟ أو الولايات المتحدة؟
سامي صابر: إنها الولايات المتحدة! هل تَعلم أن أول ظهور لكلمة "أميركا" على الخريطة كان في العام ألف وخمس مئة وسبعة وكانت في الواقع تُشير إلى ما يُعرف اليوم بأميركا الجنوبيّة؟
يوسف راضي: هاه! لا، لم أعلم ذلك.
إذن ما هو سؤال اليوم؟
سامي صابر: كتب Justin من Fresno، كاليفورنيا: "هل ينبغي أن يكون المسيحيون "متيقظين" أو أن المسيحي الحقيقي ليس كذلك؟ زرتُ أنا وزوجتي مؤخرًا عائلةً في الغرب الأوسط. إنهم مسيحيون محافظون، مثلنا، لذا فوجئنا عندما تحوّلت بعض المحادثات إلى جدالٍ اتهمونا فيه بأننا "متيّقظون". حتى إنني سمعتُ معلقين إخباريين يصفون شخصياتٍ عامة مختلفةً بـ"المتيقظين"، ومن الواضح أن هذا الوصف يُستخدم بمعنىً سلبي. ما هو "المتيقّظ" ولماذا هو بهذا السوء؟"
يوسف راضي: لاحظتُ ذلك أنا أيضًا ولا سيّما في الغرب. ولأننا نبثّ حول العالم، فلنشرح قليلًا معنى المصطلح وكيفية استخدامه عادةً قبل أن ننتقل إلى سؤال جاستن.
سامي صابر: حسنًا.
يوسف راضي: سؤال وجيه، لأن هذا المصطلح ينتشر، ويُستخدم عادةً بطريقة استنكاريّة، بل وحتى ازدرائيّة. الأشخاص الذين يُوصفون بـ"المتيقظين" غالبًا ما تُرفض معتقداتهم باعتبارها متطرّفة وغير واقعيّة، وغيريّة إلى حد السخافة.
سامي صابر: تدرك أنك طعنت في السن عندما يبدأ الشباب في استخدام كلمات ومصطلحات لا تعرفها وتحتاج إلى تفسير!
يوسف راضي: أوافقك! لكن هذا لا ينطبق على هذا المصطلح. فمصطلح "متيقظ" قائم منذ ما يقارب مئة عام.
سامي صابر: حقًّا؟ ظننتُ أنها لغة عاميّة جديدة.
يوسف راضي: في الواقع كان يُستخدم منذ فترة طويلة، على الأقل منذ ثلاثينيات القرن العشرين.
ويهوشوا كان الشخص "الأكثر يقظة" على الإطلاق، وإذا أردنا أن نكون مثله، فسنكون متيقظين نحن أيضًا.
سامي صابر: حقًا؟ المرات الوحيدة التي أسمع فيها هذا المصطلح، دائمًا ما تكون سلبية.
يوسف راضي: فلنبحث عن التعريف على الإنترنت. ولنرَ ما هو.
سامي صابر: حسنًا… قاموس كامبريدج يعرّف كلمة " woke " أو يقظ على أنها: "واعٍ، وتحديدًا في ما يتعلق بالمشكلات الاجتماعيّة مثل العنصريّة وعدم المساواة".
فنلقِ نظرة على تعريف آخر… قاموس Merriam-Webster يعرّف كلمة " woke " أو يقظ على أنها: "على دراية بالحقائق والقضايا المجتمعيّة المهمّة والاهتمام بها بشكل نشط (خصوصًا قضايا العدالة العرقيّة والاجتماعيّة)."
يوسف راضي: هل أي من هذا سيئ؟
سامي صابر: لا. لا. لكن بالتمرير للأسفل، هناك تعريف آخر. يقول: "الرفض: ليبرالي أو تقدمي سياسيًا (كما في مسائل العدالة العرقيّة والاجتماعيّة)، وخصوصًا بطريقة تُعتبر غير معقولة أو متطرفة".
يوسف راضي: هذا هو المصطلح المُستخدم بشكل متزايد. لكن هذا ليس تعريفه الأصلي. في الواقع، يُشير المصطلح إلى شخص يُدرك العنصريّة والتفاوت الاجتماعي، ويسعى لتحسين حياة الآخرين.
كيف يكون هذا سيئًا؟ أليس هذا ما فعله المسيح؟
سامي صابر: بالتأكيد.
يوسف راضي: انتُقد هو الآخر على ذلك. كلما كان النظام الاجتماعي الحالي يُفيد طبقةً ما، أو عرقًا على حساب آخر، لا يرغب المستفيدون منه بطبيعة الحال في أيّ تغيير. لا يرون فيه أي خطأ، لذا سيُدينون، بطبيعة الحال، كل من يُعلّق ويقول: "هذا ليس صحيحًا. يجب تغيير أمر ما".
سامي صابر: هذا منطقي.
هذا المصطلح يُستخدم في كثير من الأحيان مثلًا للإشارة إلى الأشخاص الذين يدافعون عن زواج المثليين أو حقوق المتحولين جنسياً أو ما شابه.
يوسف راضي: بالتأكيد. هذا هو حال مَن يستفيدون مثلًا من الإعفاءات الضريبية التي تمنحها بعض الدول للأزواج وليس العازبين، أو… لا أعلم، أيّ حقوق إنسانيّة متاحة بسهولة للرجال البيض المغايرين جنسياً، ولكنها غير متاحة على نطاق واسع للأقليّات، أو النساء، أو…
سامي صابر: أي شخص ليس ذكرًا أبيض مستقيمًا.
يوسف راضي: فهمت الفكرة. إذا كنتَ مستفيدًا، فلماذا تغيّر البنية الاجتماعيّة؟ إنتقل الآن إلى متى العاشر واقرأ الآيات الرابعة والثلاثين حتى السادسة والثلاثين. بأسلوبٍ مُدهشٍ يُعلن يهوشوا رسالته.
تفضّل.
سامي صابر: "لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأُلْقِيَ سَلاَمًا عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لأُلْقِيَ سَلاَمًا بَلْ سَيْفًا. فَإِنِّي جِئْتُ لأُفَرِّقَ الإِنْسَانَ ضِدَّ أَبِيهِ، وَالابْنَةَ ضِدَّ أُمِّهَا، وَالْكَنَّةَ ضِدَّ حَمَاتِهَا. وَأَعْدَاءُ الإِنْسَانِ أَهْلُ بَيْتِهِ."
يوسف راضي: هذا أكثر من مجرد اختلاف في اللاهوت. إنه يصف اضطرابًا اجتماعيًا، يحدث عندما يختل النظام الاجتماعي الطبيعي – أو ما يُعرف بـ"التقليدي".
وفعل المسيح ذلك! كيف كان يبدو الأمر في أيامه؟ حسنًا، لنقرأه. ماذا تقول الآيتان الأوليان من الأصحاح الخامس عشر من لوقا؟
سامي صابر: "وَكَانَ جَمِيعُ الْعَشَّارِينَ وَالْخُطَاةِ يَدْنُونَ مِنْهُ لِيَسْمَعُوهُ. فَتَذَمَّرَ الْفَرِّيسِيُّونَ وَالْكَتَبَةُ قَائِلِينَ:« هذَا يَقْبَلُ خُطَاةً وَيَأْكُلُ مَعَهُمْ!".
يوسف راضي: جباة الضرائب، والعاهرات، والنساء، والسامريون، والأمم، والمرضى العقليون، آه… أولئك الذين اعتُبروا "نجسين" بسبب مرض أو خطيئة مُفترضة: هؤلاء كانوا منبوذي المجتمع في زمن المسيح. ولكنه رحّب بهم جميعًا.
تابع القراءة في لوقا الخامس عشر. لم يرق للفريسيون والكتبة ترحيب المسيح بالمنبوذين اجتماعيًا. كان "مُتَيَقِّظًا" جدًا بالنسبة إليهم. لذا، سيروي لهم مثلًا لشرح أفعاله. تابع القصة في الآية الثالثة.
سامي صابر:
فَكَلَّمَهُمْ بِهذَا الْمَثَلِ قِائِلاً: «أَيُّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ لَهُ مِئَةُ خَرُوفٍ، وَأَضَاعَ وَاحِدًا مِنْهَا، أَلاَ يَتْرُكُ التِّسْعَةَ وَالتِّسْعِينَ فِي الْبَرِّيَّةِ، وَيَذْهَبَ لأَجْلِ الضَّالِّ حَتَّى يَجِدَهُ؟ وَإِذَا وَجَدَهُ يَضَعُهُ عَلَى مَنْكِبَيْهِ فَرِحًا، وَيَأْتِي إِلَى بَيْتِهِ وَيَدْعُو الأَصْدِقَاءَ وَالْجِيرَانَ قَائِلاً لَهُمُ: افْرَحُوا مَعِي، لأَنِّي وَجَدْتُ خَرُوفِي الضَّالَّ!. أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ هكَذَا يَكُونُ فَرَحٌ فِي السَّمَاءِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوبُ أَكْثَرَ مِنْ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ بَارًّا لاَ يَحْتَاجُونَ إِلَى تَوْبَةٍ.
يوسف راضي: الراعي الصالح يسعى وراء الضال. وعندما يجده، وعندما يلحق به، ماذا يفعل؟ هل يوبخه؟ هل يقول له: "أنت خروف سيئ جدًا. ألا تَعلم أن الكتاب المقدس يقول إنه عليك اتّباع الراعي الصالح؟ وانظر إلى نفسك الآن! اختياراتك الشخصيّة هي التي قادتك إلى هنا!"
هل يقول له "أنا أحبك، ولكنني أكره حقًا خيارات نمط حياتك؟"
سامي صابر: لا!
يوسف راضي: لا. الخروف خائف. يبتعد عنه. يعرف الخروف أنه في ورطة. هل سيدفعه توبيخه إلى ترك الراعي ينقذه؟ أو أنه سيستجيب للطف؟ والتفهم الرحيم؟
سامي صابر: حسنًا، اللطف والتفهم. والتسامح.
يوسف راضي: وهذا ما يُظهره المثَل. الراعي يفرح! يفرح لأنه وجد خروفه الضال. يعود إلى بيته ويحتفل! لا يُوبّخ الخروف أو يُعاقبه بسرد جميع الطرق التي أخطأ فيها.
في مثَله وحياته، يُعلّمنا المسيح كيف نكسب الخطأة، وذلك بمصادقتهم. باللطف لا بإصدار الأحكام. فالنقد ببساطة يُبعد الناس، أما اللطف والود فيجذبانهم.
إذًا، كيف ينطبق هذا على سؤال جاستن؟ حسنًا، كان المسيح "متيقظًا". لا نرى ذلك اليوم، لأننا في عالمنا اليوم لا نرفض جباة الضرائب. ولا نعتبر المصاب بالسرطان آثمًا جسيمًا يستحق الاستبعاد.
لكن هذا لا يعني أن المسيحيين اليوم ليسوا مذنبين بالتجاهل المُدان الذي ارتكبه الفريسيون. من يُنبذ اليوم؟
سامي صابر: المهاجرون، القانونيون وغير القانونيين.
يوسف راضي: الأشخاص الذين لديهم معتقدات دينيّة أو سياسية مختلفة.
سامي صابر: اعتمادًا على الثقافة، تكون النساء، أو أعراق أخرى، أو الطبقات الدنيا، أو…
يوسف راضي: أفراد مجتمع الميم. واستخدام كلمة "متيقّظ" ككلمة سلبية، واستخدامها كمصطلح ازدرائي لمهاجمة من ينادون بالمساواة – هكذا عامل الفريسيون المسيح! لم يعجبهم اختلال النظام الاجتماعي لأنهم كانوا المستفيدين منه!
إذًا، هل ينبغي للمسيحيين أن يكونوا "متيقظين"؟ بالتأكيد. يُعطينا المزمور التاسع والثمانون، الآية الرابعة عشرة المبادئ التي تعمل بها الحكومة الإلهيّة. أتقرأه لنا؟
سامي صابر: "لَكَ الْبِرُّ وَالْعَدْلُ. قَاعِدَةُ كُرْسِيِّكَ. الرَّحْمَةُ وَالأَمَانَةُ يَتَقَدَّمَانِ وَجْهَكَ."
يوسف راضي: البر – فعل الصواب، وفعل الصواب تجاه الآخرين – والعدل هو أساس حكومة يهوه. عندما نرى الناس يعانون، ولا يتمتعون بالحريات المدنية نفسها التي نتمتع بها، من واجبنا أن نبذل قصارى جهدنا لإصلاح الأمور. هل سيزيدنا هذا شعبية؟ آه، تقريبًا كما زاد شعبية المسيح!
سامي صابر: لا.
يوسف راضي: لكن هذا واجب المسيحي. ميخا السادس الآية الثامنة تقول:
قَدْ أَخْبَرَكَ أَيُّهَا الإِنْسَانُ مَا هُوَ صَالِحٌ، وَمَاذَا يَطْلُبُ مِنْكَ الرَّبُّ: إِلاَّ أَنْ تُحِبَّ الْحَقَّ، وَتُحِبَّ الرَّحْمَةَ، وَتَسْلُكَ مُتَوَاضِعاً مَعَ إِلَهِكَ.
إذًا، لا. أن تكون "متيقظًا" ليس سيئًا. غير محبوب؟ بالتأكيد. كلما طبّع المجتمع الظلم، سيُعتبر أي شخص يحاول تغيير الطريقة التي جرت بها الأمور دائمًا، مثل إيليا، "مُثيرًا للمشاكل". لكن هذا لا يعني أنه خطأ.
سامي صابر: "إِنَّهُ لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ". إذا كانوا ينتقدون المسيح لأنه كان لطيفًا مع المنبوذين اجتماعيًا، فلا يمكننا توقع أفضل من ذلك اليوم.
يوسف راضي: لا. ولكن علينا أن نفعل ما هو صحيح على أي حال لأنه صحيح.
سامي صابر: صحيح.
هل لديكم أي سؤال أو تعليق؟ طلب صلاة؟ أرسلوا لنا رسالة! قوموا بزيارة WorldsLastChance.com/arabic وانقروا على علي رمز راديو فرصة العالم الأخيرة. يسرنا دائمًا التواصل معكم.
التالي: ناديا يعقوب ووعدها اليومي.
وعد اليوم
مرحبا! هنا راديو فرصة العالم الأخيرة، معكم ناديا يعقوب في وعد اليوم من كلمة ياه.
كانت Rosemary البالغة من العمر ثمانية عشر عامًا لطيفة ومجتهدة ومسؤولة. عاشت مع السيد والسيدة Richard Starnes واعتنت بـ Bonnie البالغة من العمر عامين و Billy البالغ من العمر ثلاث سنوات خلال عمل الزوجين.
ولكن، الأمر الوحيد الذي يميّز روزماري هو حقيقة أنها كانت صمّاء تمامًا منذ أن أصيبت بمرض خطير قبل عشر سنوات. وكان عليها أن تناضل أحيانًا لتشعر أنها مثل أصدقائها. كان من الصعب ألا تشعر إلى حد ّما بأنها "أقل شأنًا" منهم خصوصًا عندما كان لا بد من توفير الوسائل الخاصة بها. ولكن، كانت روزماري شابة لطيفة عملت بجد لتطوير حواسها الأخرى.
في صباح أحد الأيام، بعد مغادرة عائلة Starnes للعمل، استيقظت روزماري ينتابها شعور شديد بالخوف. وتساءلت ما إذا كان هناك أمر خاطئ. فذهبت إلى غرفة بيلي للاطمئنان عليه، لكنّ الطفل الصغير كان ينام بشكل سليم. ثم، قامت بالاطمئنان على بوني الصغيرة، لكنّ الطفلة كانت تحتضن أرنبها المحشو تحت أغطيتها، وهي الصورة المثالية للبراءة النائمة.
نظرت روزماري إلى الغرف الأخرى لكنها لم تلاحظ أي أمر خاطئ. ثم ذهبت إلى المطبخ واستنشقت الهواء، متسائلة عما إذا كان هناك تسرب للغاز، ولكن لا. كانت رائحة الهواء تفوح برائحة خفيفة من الإفطار المبكر الذي تناولته عائلة ستارنز، لكن لم تكن هناك رائحة بيض فاسد أو رائحة لتسرب الغاز. ثم أدركت روزماري أن جسدها بأكمله بدا وكأنه يهتز. هل كان زلزالا؟ لا، لم يتعرضوا للزلازل في ميشيغان.
قررت التحقق في الطابق السفلي، وهو مكان نادرًا ما تذهب إليه. في الطابق السفلي، سرعان ما رأت أن باب الغرفة مغلق، ولكن عندما حاولت فتحه، كان الباب ساخنًا جدًا ولا يمكن لمسه!
مذعورةً، هرعت روزماري إلى الطابق العلوي. وحضنت بوني بسرعة بين ذراعيها، وهرعت إلى غرفة بيلي. "إستيقظ حبيبي! استيقظ." سحبت الأغطية وهزته.
ورغم أنها حاولت عدم تخويف الطفلين، إلا أنهما لم يحبّا إيقاظها لهما فجأة. "هيا،" شجّعتْهما. "سنذهب في نزهة!"
من دون أن يتوقّفوا حتى لانتعال الأحذية، دفعت بيلي إلى الخارج، بينما كانت بوني ممسكةً بذراعيها. البرد الشديد الذي حرق قدميه العاريتين جعل بيلي يبدأ بالبكاء. وبكت بوني وهي تلهث من الهواء البارد المخدّر، لكنّ روزماري لم تعد أدراجها. بل أسرعت بأقصى ما يمكنها – فالأقدام العارية زلقة للغاية في الثلج – وتوجّهت إلى أقرب جيران. عندما فتح الزوجان المذهولان الباب، كادت روزماري أن تبكي. وعندما رأوا الثلاثي وهم يرتدون ملابس خفيفة ويقفون في الثلج، أدخلهم الجاران بسرعة.
"ما الخطب؟ ماذا يحدث؟" أرادا أن يعرفا. كانت روزماري ممتنة لدروسها في قراءة الشفاه في مدرسة الصمّ. وسرعان ما شرحت ما حدث، وأضافت: أظن أن جهاز التدفئة على وشك الانفجار!
سارع الجار إلى الاتصال بخدمات الطوارئ عندما وقع انفجار ضخم فجأة. لم تتمكن روزماري من سماع ذلك، لكنها شعرت به! فاندفعت هي والجاران نحو النافذة، ونظروا إلى ما تبقى من منزل آل ستارنز، الذي اشتعلت فيه النيران. وقعت روزماري أرضًا وبدأت بالبكاء. وكل ما استطاعت قوله في ذهنها هو: "شكرًا يا أبتي! شكرًا لإخراجنا سالمين."
عندما عاد آل ستارنز إلى المنزل، بعد أن نبّههما الجار، كانا ممتنين للغاية ليقظة روزماري. فهما فقدا منزلهما، لكنّ هذه الخسارة لم تتفاقم بفقدان طفليهما. فالمنازل تُستبدل. على عكس الأرواح.
عندما ساعدت روزماري عائلة ستارنز على المضي قدمًا، شعرت أنها ذات قيمة لأول مرة منذ وقت طويل. ورغم إعاقتها، تمكنت من إنقاذ حياتين ثمينتين. عندما قرأتُ ما حدث لعائلة ستارنز وكيف أنقذت روزماري حياة الطفلين، فكرتُ في مقطع من زكريا. من السهل علينا جميعًا أحيانًا أن نشعر بأننا "أقل شأنًا من الآخرين" أو أن لا قيمة لنا. ربما لا نعاني جميعًا إعاقة جسدية، لكن معظمنا لا يشعر بالأمان لسبب أو لآخر.
عندما تشعر وكأنك أقل شأنًا، تذكّر مدى تقدير يهوه لك. إنه يحبك كثيرًا، ويعطيك قيمة عالية، لدرجة أنه كان ليضحّي بيهوشوا حتى لو لم يجد شخصًا واحدًا على الأرض يقبل بالخلاص.
زكريا الثاني الآية الثامنة تقول: "لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ ياه الْجُنُودِ: بَعْدَ الْمَجْدِ أَرْسَلَنِي إِلَى الأُمَمِ الَّذِينَ سَلَبُوكُمْ، لأَنَّهُ مَنْ يَمَسُّكُمْ يَمَسُّ حَدَقَةَ عَيْنِهِ.
هذا هو مقدار حبه لك واهتمامه بك.
لقد مُنحنا وعوداً عظيمة وثمينة. إبدأوا بالمطالبة بها!
الجزء الثالث
سامي صابر: أشكركم على حسن متابعتكم لحلقة اليوم. إذا رغبتم في مشاركتها مع أحد أصدقائكم، فيمكنكم العثور عليها على موقع WorldsLastChance.com/arabic. إنها الحلقة مئتان وواحد وثمانون بعنوان "معجزات يهوشوا: هل هي دليل على الألوهيّة؟".
نأمل أن تتمكنوا من الاستماع إلينا غدًا من جديد. وحتى ذلك الحين، تذكروا: يهوه يحبكم. . . وهو جدير بثقتكم!
تسجيل الخروج
كنتم تستمعون إلى راديو فرصة العالم الأخيرة.
هذه الحلقة والحلقات السابقة من راديو فرصة العالم الأخيرة متاحة للتنزيل على موقعنا. إنها رائعة للمشاركة مع الأصدقاء ولاستخدامها في دراسات الكتاب المقدس! كما أنها مصدر ممتاز لأولئك الذين يعبدون يهوه بمفردهم في المنزل. للاستماع إلى الحلقات التي بُثّت سابقًا، زوروا موقعنا WorldsLastChance.com/arabic وانقروا على رمز راديو فرصة العالم الأخيرة المعروض على صفحتنا الرئيسية.
في تعاليمه وأمثاله، لم يقدّم المخلّص أي "علامات للأزمنة" يجب الانتباه إليها. بدل ذلك، فحوى رسالته كان… اليقظة المستمرة. إنضموا إلينا مرة أخرى غدًا للحصول على رسالة أخرى مليئة بالحق بينما نستكشف مواضيع مختلفة تركّز على عودة المخلّص وكيفية العيش في استعداد دائم للترحيب به بحرارة عندما يأتي.
راديو فرصة العالم الأخيرة: نُعلّم العقول ونُعدّ القلوب لعودة المسيح المفاجئة.