WLC Radio
معرفة الآب والابن
الحلقة 282
معرفة الآب والابن
من المستحيل أن تُحبّ أحدًا حبًا حقيقيًا إلا إذا عرفته حق المعرفة. بناءً عليه، لتُحبّ يهوه ويهوشوا، من المهمّ أن تعرفهما.
أهلًا بكم الى راديو فرصة العالم الأخيرة، التابع لخدمة راديو فرصة العالم الأخيرة وورلدز لاست تشانس، وهو خدمة مخصّصة لتعلّم كيفيّة العيش في استعداد دائم لعودة المخلّص.
طوال ألفي عام، والمؤمنون من كل جيل يتوقون إلى أن يكونوا الجيل الأخير. ولكن، خلافًا للاعتقاد الشائع، لم يعطِ المسيح المؤمنين «علامات الأزمنة» لينتبهوا إليها، بل على العكس، حذّر يهوشوا مراراً من أن مجيئه سيفاجئ حتى المؤمنين. وأوصاهم بإلحاح بأن يكونوا مستعدين دائمًا إذ قال:
" لِذَلِكَ كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا مُسْتَعِدِّينَ، لِأَنَّهُ فِي سَاعَةٍ لَا تَظُنُّونَ يَأْتِي ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ." (متى٢٤: ٤٤)
راديو فرصة العالم الأخيرة: نُعلّم العقول ونُعدّ القلوب لعودة المسيح المفاجئة.
الجزء الأوّل
سامي صابر: يكشف الكتاب المقدس أن هناك إلهًا واحدًا حقيقيًا حيًا، وهو يهوه. هو خالقنا. وله ابن: يهوشوا الذي مات من أجل خطايا العالم. يهوشوا هو ابن الله، ولكنه ليس "الله الابن". تكشف دراسة متأنية للكتاب المقدس أنه لا يرد أي ذكر للثالوث الإلهي. لا يُشار إلى يهوشوا في أي مقطع في الكتاب المقدس على أنه إله أو الله الابن. فهذا اللاهوت بأكمله استُمد من الوثنيين.
إذا لم تنضموا إلينا من قبل، فمرحباً، أنا سامي صابر وأنتم تستمعون إلى راديو فرصة العالم الأخيرة حيث نغطي مواضيع متعلّقة بالكتاب المقدس، والنبوءة، والتقوى العمليّة، والمعتقدات الكتابيّة، والعيش في استعداد دائم لعودة المخلص غير المتوقعة.
اليوم، سيشاركنا يوسف، من الكتاب المقدس، الدليل الذي يُثبت أن يهوه هو الله؛ وأن يهوشوا ليس كذلك، وأن الروح القدس… حسنًا، يُشير الكتاب المقدس إلى ذلك ببساطة بأنه نفَس يهوه، لا أكثر. لاحقًا، ستُقدم ناديا يعقوب وعدًا مميزًا الى كلّ من عانى يومًا الشعور بالوحدة. يهوه يعرف كل شيء عنك. يعرف كل التفاصيل، ولا يزال يُحبك. لستَ وحدك. سيروقك الاستماع إلى ذلك.
يوسف؟ الهواء لك.
يوسف راضي: شكرًا سامي!
دعني أسألك: هل تؤمن بـ "الحب من النظرة الأولى"؟
سامي صابر: أوه، لا.
يوسف راضي: هذا ردّك؟ مجرد "لا"؟ ولا حتى تجاه زوجتك؟
سامي صابر: شعرتُ بالانجذاب إليها من النظرة الأولى! وفورًا. لكن أشعرتُ بحب عميق ودائم كالحب الذي جمعنا معًا كلّ هذه السنوات؟ لا. كيف يُمكن للمرء أن يشعر بذلك وهو التقى شخصًا للتو؟ حتى إنه لا يعرفه!
يوسف راضي: تعني أنه لتحب شخصًا حقًا، عليك أن تعرفه؟
سامي صابر: نعم! أتعارض رأيي؟
يوسف راضي: لا، بل أوافقك رأيك. في الحقيقة، "الوقوع في الحب" تسمية خاطئة نوعًا ما. أظن أنه أقرب إلى "الوقوع في الرغبة أو الانجذاب"، كما ذكرتَ، بينما الحب الحقيقي يتطلّب النمو. يمكنك الانجذاب إلى شخص ما ، لكن حبك ينمو كلما تعمقتَ في معرفة الشخص الآخر.
هذا ما أريد فعله في حلقة اليوم. عندما نقبل يهوه ونحبه لما هو عليه، ولكونه الكائن الإلهي الوحيد الذي يقدمه الكتاب المقدس وليس كما افترضناه، عندئذٍ سنحبه حبًا عميقًا ودائمًا. عندما نقبل يهوشوا ونحبه كما هو، إنسان كامل، لا كما افترضناه إلهًا-إنسانًا، عندئذٍ – ومجددًا – سنحبه كما هو حقًا، وسيكون حبنا وإيماننا قويين ودائمين.
سامي صابر: إنهما محبوبان… ويستحقان الحب… كما هما، أليس كذلك؟
يوسف راضي: أجل. لسنا بحاجة إلى تجميل صورتهما. فكلاهما يستحقان حبنا وتقديرنا كما هما.
عقيدة الثالوث تشوبها بعض المشكلات الجوهريّة التي إذا نشأتَ طوال حياتك على الاعتقاد بأن "الله" هو "ثلاثة في واحد"، فإنك لن تلاحظها. أوّلها هو أن كلمة "ثالوث" لا تظهر إطلاقًا في الكتاب المقدس.
سامي صابر: ولا في أي مكان.
يوسف راضي: أبدًا. وهذا وحده لا ينفي فكرة الثالوث، ولكنه يُعزّز فكرة أن مصدر هذه العقيدة غير الكتاب المقدس.
سامي صابر: وحتى بين الثالوثيين، ألا تتوافر اختلافات في الرأي حول تعريف الثالوث؟ نشأتُ على الإيمان بأن يهوشوا كان إلهًا كاملًا وإنسانًا كاملًا حتى بعد تجسده في جسد بشري، بينما أنتَ…؟
يوسف راضي: عُلِّمتُ أنه "تخلى" عن ألوهيّته عندما تجسّد. لذا، نعم. ثمة اختلافات في الآراء حول علاقة الروح القدس بالآب والابن. ومع ذلك، يدّعي الجميع أن معتقداتهم مستمَدة من الكتاب المقدس.
ولكن إذا عدت ودرست العقائد التي آمن بها المسيحيون الأوائل، فستلاحظ بالتأكيد أن هذه العقيدة خضعت لعملية تطوير.
فلنتناول مثلاً قانون الإيمان النيقاوي. اتُّفق عليه في مجمع نيقية عام ثلاث مئة وخمس وعشرين ميلادي. وعدّلوه قليلاً لاحقًا. ولكن بعد ثلاثمائة عام من ميلاد المسيح، ادّعوا أن يهوشوا هو "إله حق" و"مولود أزلي". وفي هذا السياق، قالوا إن الروح القدس هو "رب".
سامي صابر: نقطة وجيهة. لأنك تعود إلى أقدم صيغ قانون الإيمان الرسولي – الذي، إن لم تخني الذاكرة، كُتب قبل قانون الإيمان النيقاوي – ولا يرد فيه أي أمر على الإطلاق عن ثالوث إلهي أو يهوشوا ثنائي الطبيعة.
يوسف راضي: صحيح. لكن حتى قانون الإيمان النيقاوي لم يُطوّر هذه العقيدة كما نعرفها اليوم. لم يُحدّد قانون الإيمان الأثَناسْيُوسي هذه العقيدة صراحةً إلا في أواخر القرن الخامس وأوائل القرن السادس.
سامي صابر: أليست العقيدة التي تدين كلّ من لا يؤمن بها؟
يوسف راضي: إنها العقيدة الأولى التي تقول إن الإيمان بالثالوث الإلهي ضروري للخلاص ولا يمكن أن تخلُص من دون "الإيمان به بثبات وإخلاص".
لكنّ الكتاب المقدس يخبرنا أن يهوه هو أمس واليوم وإلى الأبد. ملاخي الثالث الآية السادسة: "لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ لاَ أَتَغَيَّرُ".
إذا كانت هذه العقيدة جزءًا أساسًا من الخلاص، وإذا لم يكن الخلاص ممكنًا إلا بالإيمان بها، فلماذا لم يقلها بطرس في عظته يوم الخمسين؟ مع ذلك، أعمال الرسل الثاني الآية الواحدة والأربعون تقول إن ما يقارب الثلاثة آلاف نفس خلُصت في ذلك اليوم بعد استماعها إلى عظة بطرس. كيف يُمكن للوقا أن يدّعي أن هؤلاء الناس خلصوا إن لم يقبلوا يهوشوا إلهًا؟ وهم لم يقبلوه. لم يُبشّرهم بطرس بذلك، وكيهود، كانوا جميعًا مُوحِّدين مُتزمتين.
سامي صابر: أجل، لو كانت هذه العقيدة أساسيّة كما يدّعي المسيحيون اليوم، لكانت وردت في الكتاب المقدس. ومؤكد كنت ستجدها قبل ثلاث مئة عام من ميلاد المسيح!
يوسف راضي: وأين هذا المفهوم في العهد القديم؟ نقول إن الكتاب المقدس هو "كلمة الله". إذًا، أعطى يهوه كلمته للشعب اليهودي، وهو حجر الزاوية في دينهم القديم. ومع ذلك، لا يرد في العهد القديم أي ذكر للثالوث الإلهي. كيف يُعقل أن تكون عقيدة يُفترض أنها أساسية للخلاص… غائبة؟
يهوه أعطانا اللغة. كان لديه القدرة على إيصال فكرة الثالوث الإلهي لو أراد ذلك. لكنه لم يفعل.
سامي صابر: على العكس تمامًا! لطالما كان اليهود موحِّدين مخلِصين! بالنسبة إليهم، كان ادعاء أيّ شخص – حتى يهوشوا – الألوهية كفرًا محضًا.
يوسف راضي: هذه الحقيقة مبنية على الشيما. إنها صلاة – بل هي في الحقيقة مقطع من الكتاب المقدس حوّلوه إلى صلاة. إنها صلاتهم الأكثر قداسة. فلنقرأها: التثنية السادس الآيتان الرابعة والخامسة.
سامي صابر: آه… «اِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ: يهوه إِلهُنَا يهوه وَاحِدٌ." فَتُحِبُّ يهوه إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ قُوَّتِكَ.
يوسف راضي: القراءة الهامشية واضحة جدًا. تقول: "اسمع يا إسرائيل: يهوه إلهنا، يهوه وحده." ونَعلم أن هذا كان إيمان المخلّص أيضًا، لأنه اقتبسه! أشار يهوشوا إلى هذا المقطع باعتباره الأهم، عقائديًا، في الكتاب المقدس بأكمله.
اقرأ لنا مرقس الثاني عشر الآيات الثامنة والعشرين حتى الواحدة والثلاثين.
سامي صابر:
فَجَاءَ وَاحِدٌ مِنَ الْكَتَبَةِ وَسَمِعَهُمْ يَتَحَاوَرُونَ، فَلَمَّا رَأَى أَنَّهُ أَجَابَهُمْ حَسَنًا، سَأَلَهُ: «أَيَّةُ وَصِيَّةٍ هِيَ أَوَّلُ الْكُلِّ؟» فَأَجَابَهُ يَهوشوا: «إِنَّ أَوَّلَ كُلِّ الْوَصَايَا هِيَ: اسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ. يهوه إِلهُنَا رب وَاحِدٌ. وَتُحِبُّ يهوه إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ، وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ. هذِهِ هِيَ الْوَصِيَّةُ الأُولَى. وَثَانِيَةٌ مِثْلُهَا هِيَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ. لَيْسَ وَصِيَّةٌ أُخْرَى أَعْظَمَ مِنْ هَاتَيْنِ».
يوسف راضي: أريدك أن تدرك أهميّة ذلك. يصرّح يهوشوا بأن أعظم الوصايا هي تلك التي تنص على وجود إله واحد، وهو يهوه.
لو كان يهوشوا جزءًا مما يُشكّل "الله"، لكان هذا هو المكان الأمثل لقول ذلك. لكنه لم يفعل. بل عزّز ما كان يؤمن به العالم اليهودي: لا يوجد سوى إله واحد، وهو يهوه.
وهذا يقودني إلى نقطة مثيرة للاهتمام. لو كان الوعد المُقدَّم الى الآباء والأنبياء بأن الله سيتجسّد في جسد بشري، لكانت النبوءات ذكرت ذلك. لكنها لم تفعل. بل تتنبأ كلها بأن المخلّص القادم سيكون… إنسانًا.
سامي صابر: حقًا؟ هل قالت ذلك؟
يوسف راضي: نعم. قرأتَها، لكنك لم تنتبه لهذه النقطة. وأنا كذلك، فلنلقِ نظرة عليها الآن. طبعتُ بعض المراجع لتوفير الوقت، لذا سنقرأها كلها.
أولّ مرة تمّ التنبؤ فيها عن مسيح بشري كانت في عدن. اقرأ النص الأوّل. التكوين الثالث الآية الخامسة عشرة.
سامي صابر: "وَأَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ، وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ، وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ».
يوسف راضي: سيكون المسيح من نسل حواء. ماذا بعد؟
سامي صابر: التكوين الثاني عشر الآية الثالثة تقول:
وَأُبَارِكُ مُبَارِكِيكَ، وَلاَعِنَكَ أَلْعَنُهُ. وَتَتَبَارَكُ فِيكَ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ»
يوسف راضي: إنه وعد ياه لإبراهيم، إذ يقول إن المسيح سيأتي من سلالته البشريّة.
سامي صابر: التكوين التاسع والأربعون الآية العاشرة: "لاَ يَزُولُ قَضِيبٌ مِنْ يَهُوذَا وَمُشْتَرِعٌ مِنْ بَيْنِ رِجْلَيْهِ حَتَّى يَأْتِيَ شِيلُونُ وَلَهُ يَكُونُ خُضُوعُ شُعُوبٍ."
يوسف راضي: هذه هي نبوءة يعقوب على فراش الموت، وهو يقول إن المسيح سيولد بين نسله.
ماذا بعد؟
سامي صابر: إشعياء الحادي عشر الآية الأولى: "وَيَخْرُجُ قَضِيبٌ مِنْ جِذْعِ يَسَّى، وَيَنْبُتُ غُصْنٌ مِنْ أُصُولِهِ…"
يوسف راضي: واضح أن هذه إشارة إلى الملك داود ابن يسّى. أما "الفرع" النابت من جذوره، فهي طريقة شعرية للإشارة إلى نسله.
ولكن، تصف آيات أخرى المسيح بطرق لا يمكن استخدامها لوصف مسيح ينتمي إلى الثالوث. انتقل إلى المزمور مئة وعشرة واقرأ الآية الأولى.
سامي صابر: أوه…
قَالَ يهوه لِرَبِّي: «اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئًا لِقَدَمَيْكَ».
يوسف راضي: لو كان يهوشوا "إلهًا" بالمعنى الثالوثي، لما احتاج إلى "إله" ليجعل أعداءه موطئًا لقدميه. هذا وصفٌ لملكٍ يحكم بسلطان يهوه.
الآن، إرميا الثلاثون الآية الواحدة والعشرون.
سامي صابر:
"وَيَكُونُ حَاكِمُهُمْ مِنْهُمْ، وَيَخْرُجُ وَالِيهِمْ مِنْ وَسْطِهِمْ، وَأُقَرِّبُهُ فَيَدْنُو إِلَيَّ، لأَنَّهُ مَنْ هُوَ هذَا الَّذِي أَرْهَنَ قَلْبَهُ لِيَدْنُوَ إِلَيَّ، يَقُولُ يهوه؟
يوسف راضي: هذه نبوءة عن المسيح. لو كان المسيح هو الله المتجسد، لكان من المهم توضيح هذه النقطة، ألا تعتقد ذلك؟ لكنه يقول: "يكون حاكمهم منهم".
سامي صابر: الفرق شاسع! هذا يُفسّر حقًا لماذا كان اليهود ينتظرون مسيحًا بشريًا.
يوسف راضي: لم تكن فكرة ظهور الآلهة كبشر عاديين والسير بين البشر غريبةً في العالم القديم. كان هذا ما فعله الآلهة الإغريق.
لكنّ اليهود لم يكونوا يبحثون عن مسيح إله. حتى مريم، أم يهوشوا، لم تكن تتوقع أن تلد إلهًا! كانت في حيرة من أمرها كيف يمكنها أن تحمل وهي عذراء، لكنها هي نفسها توقعت مسيحًا بشريًا كاملًا.
سامي صابر: ماذا عن آيات العهد القديم التي تشير إلى أن يهوشوا إله؟ كيف تفسرها؟ مثلًا – أعطني لحظة – لدينا… ميخا الخامس الآية الثانية تقول:
أَمَّا أَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمِ أَفْرَاتَةَ، وَأَنْتِ صَغِيرَةٌ أَنْ تَكُونِي بَيْنَ أُلُوفِ يَهُوذَا، فَمِنْكِ يَخْرُجُ لِي الَّذِي يَكُونُ مُتَسَلِّطًا عَلَى إِسْرَائِيلَ، وَمَخَارِجُهُ مُنْذُ الْقَدِيمِ، مُنْذُ أَيَّامِ الأَزَلِ.
يوسف راضي: هذا سؤال ممتاز. لديّ مواد كثيرة أرغب في تغطيتها في نقاش اليوم، لذا ليس لديّ وقت للتعمّق فيها، لكنني سأقول إن تفسير هذا على أنه دليل على مشاركة المسيح في وجود أبدي سابق مع يهوه، وكلاهما إله، هو تفسير ثالوثي فُرض على النص. فاليهود كانوا موحِدّين بشدة، أي "توحيديين" يؤمنون بأن يهوه وحده هو الله. وبالتالي، يمكن ترجمة هذا وتفسيره بما يتوافق والتوحيدية. ليس بالضرورة أن تكون ثالوثيًا لترى أن ذلك منطقي.
فلنعد إلى المزمور مئة وعشرة. يشكّل مثالًا واضحًا على كيفيّة استخدام المترجمين للألقاب بدل الاسم المقدس والتسبب بالالتباس. تُرجمت معظم نسخ الكتاب المقدس إلى "قال الرب لربي". أول كلمة "سيد" مكتوبة بحرف كبير، ما يشير إلى أن الاسم المقدس هو المقصود في الأصل. إذًا، لدينا "قال يهوه لربي".
سامي صابر: ماذا يعني ذلك في النص الأصلي؟ "قال يهوه لأدوناي"؟
يوسف راضي: سيحاول الكثير من الثالوثيين ادعاء ذلك. "أدوناي" أو الرب لقب آخر ليهوه. لذا سيزعم الثالوثيون أن هذا هو الله الآب يخاطب الله الابن. لكنّ النص العبري الأصلي لا يدعم ذلك. الكلمة في الأصل ليست أدوناي، بل أدوني.
سامي صابر: حقًا؟ هذا مثير للاهتمام. لا يُستخدم اسم أدوني أبدًا للإشارة إلى يهوه. فهو يُستخدم للإشارة إلى الأزواج، أو السادة البشر، ولكن ليس إلى ياه.
يوسف راضي: الجذر عينه، لكنهما كلمتان مختلفتان. استخدام العبرية الأصلية لكلمة "أدوني" للإشارة إلى "الرب" الثاني يُثبت أن المسيح الذي كان اليهود ينتظرونه ليحكم كغيره من الملوك تحت سلطان ياه كان إنسانًا كاملًا.
العهد الجديد، مثل العهد القديم، يقدم الينا مسيحًا بشريًا كاملاً.
سامي صابر: حتى يهوشوا نفسه قال إنه إنسان. كانت طريقته المفضلة للإشارة إلى نفسه هي "ابن الإنسان"، وهي العبارة نفسها المستخدمة في اليونانية للإشارة إلى الإنسان.
يوسف راضي: كان يهوشوا ثابتًا في تأكيده على طبيعته البشرية. في يوحنا الثامن الآية الأربعين، يقول: "وَلكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي، وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللهِ.".
ماذا؟ هل كان غير أمين؟ مخادع؟
سامي صابر: لا.
يوسف راضي: كان يدلي ببيان حول طبيعته الحقيقية.
الأمر نفسه يطبَّق على الرسل. لم يُعلّموا قط أن يهوشوا كان إلهًا، ما يطرح السؤال التالي: لمَ لا؟ إذا كان لا بد من الإيمان بألوهية يهوشوا للخلاص، فلماذا لم يُعلّمها الرسل؟ بدل ذلك، أكّدوا مرارًا أنه كان إنسانًا. رجلٌ خصّصه ياه لعملٍ خاص، ولكنه مع ذلك كان إنسانًا. ماذا يقول بطرس في أعمال الرسل الثاني الآيات الثانية والعشرين حتى الرابعة والعشرين أ؟
سامي صابر: اه…
"أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ اسْمَعُوا هذِهِ الأَقْوَالَ: يهوشوا النَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ بِقُوَّاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا اللهُ بِيَدِهِ فِي وَسْطِكُمْ، كَمَا أَنْتُمْ أَيْضًا تَعْلَمُونَ. هذَا أَخَذْتُمُوهُ مُسَلَّمًا بِمَشُورَةِ اللهِ الْمَحْتُومَةِ وَعِلْمِهِ السَّابِقِ، وَبِأَيْدِي أَثَمَةٍ صَلَبْتُمُوهُ وَقَتَلْتُمُوهُ. اَلَّذِي أَقَامَهُ اللهُ نَاقِضًا أَوْجَاعَ الْمَوْتِ…"
يوسف راضي: لم يستخدم بطرس اسم يهوه الشخصي هنا. كان يخاطب اليهود، فاستخدم لقبًا لأنهم اعتبروا الاسم المقدس أقدس من أن يُنطق. لكن هذا يُظهر كيف يُميز بشكل مهم بين يهوشوا – الذي يُشير إليه بـ"الإنسان" – ويهوه، أو "الله". لا يُمكن أن يكون يهوشوا هو الله لأنه "هذا الإنسان" الذي " أقامه الله من بين الأموات".
وقدّم بولس يهوشوا بالطريقة نفسها. ولا تنسوا! تعلّم بولس لاهوته مباشرةً من المسيح نفسه. ولكن كيف قدّم المسيح؟ اقرأ أعمال الرسل السابع عشر الآية الواحدة والثلاثين.
سامي صابر: "لأَنَّهُ (يهوه) أَقَامَ يَوْمًا هُوَ فِيهِ مُزْمِعٌ أَنْ يَدِينَ الْمَسْكُونَةَ بِالْعَدْلِ، بِرَجُل قَدْ عَيَّنَهُ، مُقَدِّمًا لِلْجَمِيعِ إِيمَانًا إِذْ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ".
يوسف راضي: إنها من عظة بولس على تلة مارس. كان يخاطب الوثنيين الذين كانوا يؤمنون بتعدّد الآلهة. كانت هذه فرصة مثالية لإرساء أسس معتقدات مماثلة يمكنهم استيعابها. كان اليونانيون يؤمنون بأن الآلهة تتخذ شكلاً بشريًا، بل وأنجبوا أطفالًا من نساء بشريات. لكنّ بولس يلتزم الصمت التام بشأن كون يهوشوا إلهًا. بدل ذلك، يقول ببساطة إنه رجل مُعيّن من الله.
سامي صابر: هذا مثير للاهتمام. لم أفكر في ذلك من قبل، لكنك محق: ربما كان اليونانيون أكثر انفتاحًا على الاستماع إلى بولس لو استغل كون يهوشوا إلهًا أو حتى نصف إله، مولودًا من امرأة بشرية.
يوسف راضي: ماذا قال بولس للمؤمنين في روما؟ رومية الخامس، الآية الخامسة عشرة.
سامي صابر: لنرَ… "وَلكِنْ لَيْسَ كَالْخَطِيَّةِ هكَذَا أَيْضًا الْهِبَةُ. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِخَطِيَّةِ وَاحِدٍ مَاتَ الْكَثِيرُونَ، فَبِالأَوْلَى كَثِيرًا نِعْمَةُ اللهِ، وَالْعَطِيَّةُ بِالنِّعْمَةِ الَّتِي بِالإِنْسَانِ الْوَاحِدِ يهوشوا الْمَسِيحِ، قَدِ ازْدَادَتْ لِلْكَثِيرِينَ!"
يوسف راضي: يؤمن كثير من المسيحيين بأن الله وحده قادر على سداد دين الخطأة. والكتاب المقدس على العكس، يُعلّم أن على الإنسان القيام بذلك.
سامي صابر: أجل، لأنه، بحكم التعريف، لا يمكن للألوهية أن تموت.
يوسف راضي: تروقني تِيمُوثَاوُس الأُولَى، الثاني الآية الخامسة فهي تبيّن أكثر من أيِّ آية أخرى، الفرقَ بين يهوه ويهوشوا. أحدهما هو الله بوضوح، والآخر هو الإنسان بوضوح.
هلّا تقرأها لنا؟.
سامي صابر: "لأَنَّهُ يُوجَدُ إِلهٌ وَاحِدٌ وَوَسِيطٌ وَاحِدٌ بَيْنَ اللهِ وَالنَّاسِ: الإِنْسَانُ الْمَسِيحُ يهوشوا"
يوسف راضي: مرة أخرى، استخدام الألقاب هنا للإشارة حصريًا إلى يهوه يكشف الكثير: هناك إله واحد … وهو ليس يهوشوا!
سيحاول بعض الثالوثيين تجنب التناقضات الواضحة بالقول إن يهوشوا كان إلهًا كاملاً وإنسانًا كاملاً في الوقت عينه. ومع ذلك، إحدى أكبر المشكلات في ذلك هي أنه لا ترد آية واحدة في أي مكان في الكتاب المقدس بأكمله تقول ذلك. عليك أن تختار من بين الكثير من الآيات المختلفة لمحاولة إثبات هذه العقيدة من الكتاب المقدس. ويعترف العلماء أنفسهم بتوفر ما يقارب الثماني آيات فقط في العهد الجديد بأكمله يمكن تفسيرها على أنها تعني أن يهوشوا هو الله. لكنّ هذا التفسير يتعارض وتفسير التلاميذ، كموحِدين، لتلك المقاطع. كما يمكن تفسيرها بطريقة تتوافق والتوحيدية، أو من السياق، يمكن استخلاص تفسير آخر.
سامي صابر: أعود إلى السؤال: لماذا لم يُعلّم بطرس وبولس، في عظاتٍ بالغة الأهمية، أن يهوشوا إلهٌ إن كان إلهًا بالفعل؟ من غير المنطقي أن يلتزما الصمت حيال هذه النقطة اللاهوتية المهمة إن كانت صحيحةً.
يوسف راضي: أنت محق تمامًا. الرسالة إلى العبرانيين واضحة جدًا في هذه النقطة. إقرأ العبرانيين الثاني الآية السابعة عشرة.
سامي صابر: بالتأكيد. تتحدث عن المسيح. تقول: "مِنْ ثَمَّ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يُشْبِهَ إِخْوَتَهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ، لِكَيْ يَكُونَ رَحِيمًا، وَرَئِيسَ كَهَنَةٍ أَمِينًا فِي مَا ِللهِ حَتَّى يُكَفِّرَ خَطَايَا الشَّعْبِ.".
يوسف راضي: هذه الآية تستبعد أي احتمال أن يكون يهوشوا إنسانًا كاملًا وإلهًا كاملًا في آنٍ واحد. لو كان كذلك، لما كان مثلنا: "إنسانًا كاملًا".
الكتاب المقدس واضحٌ في أن المخلّص كان مثلنا. لسنا بشرًا كاملين ولا إلهًا كاملًا. لذلك، لكي يكون مثلنا حقًا، لم يكن من الممكن أن يكون كذلك. كان كما يقول الكتاب المقدس: إنسانًا كاملًا وليس إلهًا على الإطلاق.
إعلان
في تيموثاوس الثانية، الثاني، حثّ بولس المؤمنين على الدراسة قائلًا: اجْتَهِدْ أَنْ تُقِيمَ نَفْسَكَ ِللهِ مُزَكُى، عَامِلاً لاَ يُخْزَى، مُفَصِّلاً كَلِمَةَ الْحَقِّ بِالاسْتِقَامَةِ.
بمعرفة أن كلمة ياه قادرة على فعل ما تقوله، تُعَدّ هذه الآية وعدًا قويًا لمساعدة المؤمنين على دراسة الكتاب المقدس. إذا كنت ترغب في معرفة نصائح عمليّة حول كيفيّة الاستفادة القصوى من دراستك للكتاب المقدس، فزرّ موقع WorldsLastChance.com/arabic وابحث عن مقال بعنوان "كيفيّة دراسة الكتاب المقدس". بالإضافة إلى تعلّم مبادئ مهمّة لدراسة الكتاب المقدس، ستتعلّم أساليب عمليّة يمكنك استخدامها في دراستك اليوميّة للكتاب المقدس. اقرأ هذا المقال وسيزداد فهمك وتقديرك للحق الإلهي، وسينمو إيمانك، بينما تتعلّم كيفية الاستفادة القصوى من وقتك في كلمة ياه. اقرأه اليوم!
الجزء الثاني
يوسف راضي: لا يُعلن العهد الجديد أن المخلّص إنسان فحسب، وكان لا بد أن يكون كذلك، بل يُعلّم أيضًا أن يهوشوا كان مثل آدم. ونحن نَعلم السبب: إذ من خلال آدم الأوّل دخلت الخطيئة والموت إلى العالم.
في كُورِنْثُوسَ الأُولَى، الخامس عشر، الآية الخامسة والأربعين، يُشير بولس إلى المسيح على أنه آدم "الأخير". من البديهي أن هذه المقارنة ستكون بلا معنى ما لم يكن يهوشوا إنسانًا كاملًا كآدم.
سامي صابر: هل يشير أي مقطع إلى آدم باعتباره "نموذجًا" من المسيح؟
يوسف راضي: أتفكر في رومية الخامس الآية الرابعة عشرة؟
سامي صابر: سأتحقّق من الأمر…
أجل! أجل، استمع إلى التالي. تقول: لكِنْ قَدْ مَلَكَ الْمَوْتُ مِنْ آدَمَ إِلَى مُوسَى، وَذلِكَ عَلَى الَّذِينَ لَمْ يُخْطِئُوا عَلَى شِبْهِ تَعَدِّي آدَمَ، الَّذِي هُوَ مِثَالُ الآتِي.
تقول هذه النسخة إن آدم كان نموذجًا للمسيح، بينما تقول ترجمات أخرى "نوعًا".
يوسف راضي: النوع هو نمط. إنه نموذج لأمر آخر. مثال عليه. وأصْله من الكلمة اليونانية " tupos". كيف كان آدم الأوّل نموذجًا لآدم الثاني؟
أولًا: كان إنسانًا كاملًا. ثانيًا، بدأ بلا خطيئة تمامًا. ليكون النموذج الذي يُجسّد ما يرمز إليه آدم الأوّل، كان على المسيح أن يكون إنسانًا كاملًا وبلا خطيئة تمامًا. كان عليه أن يكون كذلك ليُخلّص العالم الذي سقط فيه آدم الأوّل.
لو كان يهوشوا إلهًا وإنسانًا كاملًا، لما كان آدم نموذجًا للمسيح، لأنه كان إنسانًا كليًا فقط. لم يكن إلهًا على الإطلاق. لم يكن نموذجًا للمسيح كما تقول هذه الآية.
سامي صابر: أنت تقول إن المسيح لم يتحلَّ بطبيعة إلهيّة لأنّ آدم لم يفعل ذلك.
يوسف راضي: هذا صحيح. كيف كان بإمكانه أن يفدي الجنس البشري الذي سقط فيه آدم إذا كان يتحلى بما لم يتحلّ به آدم الأول؟ أظن أن المسيح كانت لديه طبيعة آدم قبل السقوط، ولكن حتى قبل السقوط، كان آدم إنسانًا كاملًا.
نقطة أخرى يلتبس فيها كثير من الثالوثيين، ألا وهي تحديدًا من هو الخالق. يفترض كثيرون منهم أن يهوه عمل من خلال يهوشوا في خلق العالم، ولكن يهوشوا هو من قال: "ليكن نور"، وما إلى ذلك.
لكن هذا ليس ما يقوله الكتاب المقدس. فيهوشوا هو جزء من خلق يهوه.
سامي صابر: أين يرد ذلك؟
يوسف راضي: كُولُوسِّي الأول، الآية الخامسة عشرة. أتقرأها لنا؟
لنكشف لكم الحق: يختلف عدد من علماء الكتاب المقدس حول هذه الآية، ولكن ذلك لأنهم يحاولون تطبيق تفسير ثالوثي على نص واضح جدًا. تفضل
سامي صابر: "الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ غَيْرِ الْمَنْظُورِ، بِكْرُ كُلِّ خَلِيقَةٍ."
يوسف راضي: مرة أخرى، استخدامٌ مثيرٌ للاهتمام للقب يُطلق على يهوه. لو كان الابن هو الله، لكانت هذه الآية بلا معنى. وهذه هي مُشكلة قراءة الحقائق البسيطة والواضحة والمباشرة من منظورٍ خاطئ. الحق يُحجب.
سامي صابر: نعم، من الواضح أنه إذا كان يهوشوا هو الله الابن وكان أبديًا بحد ذاته، فلا يمكن أن يكون "البكر لكل الخلق" لأن هذه العبارة تجعله جزءًا من الخلق.
يوسف راضي: بحثت عن كلمة "خلق" في معجم قاموس الكتاب المقدس للغة اليونانية القديمة BDAG اليوناني الإنجليزي.
سامي صابر: BDAG؟
يوسف راضي: إنها نسخة إنجليزية من العمل الأصلي الألماني لـ Walter Bauer. تحت عنوان "الخلق"، يُوضّح أن الكلمة تأتي من كلمة يونانية تعني "ما تم خلقه… من الأمور الفردية أو الكائنات المخلوقة، المخلوق."
سامي صابر: مثير للاهتمام. هل يمكنك القول إن يهوشوا هو بكر الخلق لأن قيامته تُمكّن كلّ قيامة أخرى؟
يوسف راضي: بالتأكيد. وهذا ما ورد في الآية الثامنة عشرة من كولوسي الأول والآية الخامسة من الرؤيا الأول.
وهذا يقودني إلى النقطة التالية. كان ليهوشوا بداية مؤكدة. فهو ليس أبديًا. لتكون أزليًا مثل الله، يجب أن تكون موجودًا منذ الأزل، لكن يهوشوا لم يكن موجودًا. وهذا يتجلى في الكلمة نفسها المستخدمة لوصفه: مولود. يُشار إلى المسيح كثيرًا بأنه الابن الوحيد لله. لم يُسمِّ الله الابن قط. أبدًا.
سامي صابر: فكّر في الأمر، مجرد تسميته "ابن الله" يُظهر أن له بداية. فالأبناء لا يسبقون آباءهم.
يوسف راضي: ومع ذلك، يبتكر الثالوثيون طرقًا غريبة وسخيفة للالتفاف على هذا الحق. مصطلح "المولود أبديًا". هل سمعت به؟
سامي صابر: أجل! وهو ليس في الكتاب المقدس أيضًا.
يوسف راضي: بالطبع لا. لأنه لا يعني شيئًا. كيف يُعقل أن يكون أحدٌ مولودًا أبديًا؟ من غير المنطقي أن تحاول تفسير فوضى الخطأ غير المنطقية. ما هو أبديٌّ لا بداية له ولا نهاية. ومع ذلك، بحكم تعريفه، تعني كلمة "مولود" أمرًا ما له نقطة بداية.
كيف يُفترض أن نتجادل مع يهوه عندما يتعيّن علينا أن نتوصل إلى عباراتنا غير المنطقية لمحاولة إثبات أفكار غير منطقية؟
بدأ وجود يهوشوا عندما أنجبه يهوه في رحم مريم. صحيح أنه كان دائمًا في خطط ياه منذ الأزل. لكنه لم يكن موجودًا آنذاك، وبدأت حياته منذ ولادته.
سامي صابر: امنحني بعض الوقت لأبحث في متى الأول. ترد فيه آية مثيرة للاهتمام للغاية في الحديث عن بداية المخلص.
إنها الآية الثامنة عشرة. تقول: "أَمَّا وِلاَدَةُ يهوشوا الْمَسِيحِ فَكَانَتْ هكَذَا".
لكنّ القراءة الهامشيّة هنا واضحة جدًا. تقول: "هكذا كان ميلاد يهوشوا المسيح".
يوسف راضي: هذا مثير للاهتمام حقًا. شكرًا لمشاركتنا إياها. من المهم الانتباه لهذه الأمور لأن الكتاب المقدس يُصوّر يهوه ويهوشوا ككائنين منفصلين ومتميّزين. وهذا يختلف تمامًا عن عقيدة نيقية التي تُصرّح بأن المسيح هو "إله حق من إله حق" و"مساوٍ للآب في الجوهر".
يتكرّر هذا التأكيد على انفصالهما في الكتاب المقدس مرات كثيرة، ولن نتناول إلا بضعة أمثلة، لكنها كافية لإثبات هذه النقطة. ماذا يقول مرقس العاشر الآية الثامنة عشرة؟ إنها من حديث المسيح مع الشاب الغني.
سامي صابر : فَقَالَ لَهُ يَهوشوا: «لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحًا؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحًا إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ.
يوسف راضي: بإشارته إلى يهوه بلقب "الله"، كان يهوشوا يستثني نفسه من هذه العبارة. لو كان لا يزال إلهًا كاملًا وهو إنسان كامل، لكان هذا القول كذبًا. فلننظر الآن إلى ما قاله يوحنا الثامن الآية الأربعون.
سامي صابر: "وَلكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي، وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللهِ. ".
يوسف راضي: رجل … أخبرك الحق، أنا قادم من … الله .
يوحنا الرابع عشر الآية الأولى.
سامي صابر: "لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ. أَنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ فَآمِنُوا بِي.."
يوسف راضي: آمِنوا بي أيضًا. لو كان يهوشوا هو الله، لما صاغ الأمر بهذه الطريقة.
مقطع آخر مثير للاهتمام يؤكد على انفصالهما المتميّز يرد في كُورِنْثُوسَ الأُولَى، الأول الآية الثالثة. فلنر ماذا تقول.
سامي صابر: "نِعْمَةٌ لَكُمْ وَسَلاَمٌ مِنَ اللهِ أَبِينَا وَالرَّبِّ يهوشوا الْمَسِيحِ."
يوسف راضي: النعمة والسلام يأتيان إلينا من …؟
سامي صابر: "الله الآب".
يوسف راضي: و؟
سامي صابر: "الرب يهوشوا المسيح".
يوسف راضي: مصدران منفصلان مرتبطان بواسطة حرف العطف، و.
وهذا لا يتغير! انتقل إلى الرؤيا الثاني والعشرين. إنه الأصحاح الأخير في الكتاب المقدس. ماذا تقول الآيتان الأولى والثالثة؟
سامي صابر: "وَأَرَانِي نَهْرًا صَافِيًا مِنْ مَاءِ حَيَاةٍ لاَمِعًا كَبَلُّورٍ، خَارِجًا مِنْ عَرْشِ اللهِ وَالْخَرُوفِ. وَلاَ تَكُونُ لَعْنَةٌ مَا فِي مَا بَعْدُ. وَعَرْشُ اللهِ وَالْخَرُوفِ يَكُونُ فِيهَا، وَعَبِيدُهُ يَخْدِمُونَهُ."
يوسف راضي: لو كان الخروف هو "الله"، لكان كل ما على يوحنا فعله هو الإشارة إلى "عرش الله". لكنه لم يفعل ذلك. بل أشار إلى "عرش الله والخروف".
سامي صابر: لكنني سمعت الثالوثيين يقولون إنه عندما تظهر هذه العبارة، تكون طريقة يهوشوا للإشارة إلى نفسه وإلى الآب.
يوسف راضي: المشكلة هي أن الكتاب المقدس لا يذكر ذلك مطلقًا. هذا مثال آخر يبرهن كيف أن هذه العقيدة السخيفة تدفع المؤمنين إلى فرض معنى على النص. لكن عند قراءة النص ببساطة، مع العلم أن الرسل كانوا جميعًا موحِدين متشددين، نلاحظ أنه يشير إلى كيانين منفصلين ومتميزين.
من الأمور الأخرى التي يُؤكدها الكتاب المقدس بوضوحٍ تام، أن للآب والابن إرادتين منفصلتين. وهذه نقطةٌ مهمةٌ لا يجب إغفالها. يُصرّ الثالوثيون على أنهم ما زالوا مُوحِدين لأن الآب والابن والروح القدس مُتحدون في الهدف والإرادة. لكن يهوشوا قال إن إرادته مُختلفة عن إرادته. في الواقع، كان لا بدّ من التنازل عن إرادته الفردية ليكون بلا خطيئة.
سامي صابر: نعم، أذكر أنه صلى في جثسيماني قائلاً: "لتكن لا إرادتي، بل إرادتك".
يوسف راضي: وهذا ليس المكان الوحيد. ماذا يقول يوحنا الخامس الآية الثلاثون؟
سامي صابر: "أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئًا. كَمَا أَسْمَعُ أَدِينُ، وَدَيْنُونَتِي عَادِلَةٌ، لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.". نهاية الاقتباس.
أقول إن هذا واضحٌ جدًا! ولكن، بالعودة إلى صلاة المسيح في جثسيماني، هل كان يتحدث عن إرادته البشرية بينما كانت إرادته الإلهية متّحدة بإرادة الآب؟
يوسف راضي: لا، هذا تفسيرٌ مُختلقٌ. يعني أن إرادته الإلهية وإرادته البشرية كانتا في صراعٍ داخلي. قال يهوشوا نفسه إن مملكةً منقسمةً على ذاتها لا تصمد. لذا، فالقول إن إرادتي المسيح كانتا منفصلتين ومتصارعتين لا معنى له. علاوةً على ذلك، لم يذكر الكتاب المقدس ذلك.
واجهنا مشكلة أخرى في الآيات التي تتحدث عن كون يهوشوا وارثًا لياه. تخبرنا الآية الثانية من العبرانيين الأول أن يهوه عيّن يهوشوا وارثًا لكلّ شيء. ويذهب بولس إلى أبعد من ذلك. ماذا تقول رومية الثامن الآية السابعة عشرة؟
سامي صابر : "فَإِنْ كُنَّا أَوْلاَدًا فَإِنَّنَا وَرَثَةٌ أَيْضًا، وَرَثَةُ اللهِ وَوَارِثُونَ مَعَ الْمَسِيحِ. إِنْ كُنَّا نَتَأَلَّمُ مَعَهُ لِكَيْ نَتَمَجَّدَ أَيْضًا مَعَهُ.."
يوسف راضي: المؤمنون ورثة… الله. نحن ورثة مع المسيح، لكننا ورثة الله. لا يمكن للمسيح أن يكون إلهًا ووارثًا لله في آنٍ واحد.
سامي صابر: أجل، هذا غير منطقي!
يوسف راضي: ما إن تبدأ بالبحث عن الطرق التي يُميّز بها الكتاب المقدس بين يهوه ويهوشوا، حتى تلاحظه في الكتاب المقدس كله . اقرأ كولوسي الأول الآية الرابعة عشرة ولنرَ ما يقوله بولس.
سامي صابر : "الَّذِي لَنَا فِيهِ الْفِدَاءُ، بِدَمِهِ غُفْرَانُ الْخَطَايَا.."
يوسف راضي: لا يُمكنك أن تكون صورةً لشيءٍ ما إن لم تكن الأصل أيضًا. مثلًا، لستَ صورةً لسامي. فأنت سامي!
تَظهر هذه العبارة نفسها في كورنثوس الرابع الآية الرابعة. إنتقل إليها.
سامي صابر: "الَّذِينَ فِيهِمْ إِلهُ هذَا الدَّهْرِ قَدْ أَعْمَى أَذْهَانَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لِئَلاَّ تُضِيءَ لَهُمْ إِنَارَةُ إِنْجِيلِ مَجْدِ الْمَسِيحِ، الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ.".
يوسف راضي: استطاع يهوشوا أن يقول لفيلبس: "إن رأيتني فقد رأيت الآب"، ليس لأنهما كانا الله، بل لأن الابن كان صورة الآب. ويظهر هذا الفصل والتمييز الواضح حتى في أَفَسُسَ الرابع الآيات الرابعة حتى السادسة.
سامي صابر: لماذا تقول "حتى"؟
يوسف راضي: هذا مقطعٌ يراه كثيرٌ من المسيحيين – وأنا منهم – بالغ الأهمية لأنه يُغطي سبعًا من أهم عقائد إيماننا. تفضل واقرأه لنا.
سامي صابر: جَسَدٌ وَاحِدٌ، وَرُوحٌ وَاحِدٌ، كَمَا دُعِيتُمْ أَيْضًا فِي رَجَاءِ دَعْوَتِكُمُ الْوَاحِدِ. رَبٌّ وَاحِدٌ، إِيمَانٌ وَاحِدٌ، مَعْمُودِيَّةٌ وَاحِدَةٌ، إِلهٌ وَآبٌ وَاحِدٌ لِلْكُلِّ، الَّذِي عَلَى الْكُلِّ وَبِالْكُلِّ وَفِي كُلِّكُمْ.
يوسف راضي: هذا ليس تعليمًا عن الثالوث الإلهي. على النقيض من ذلك، يُصرّح صراحةً بوجود إله واحد وأب للجميع. من الواضح أن هذا إشارة إلى يهوه. هناك أيضًا "رب" واحد. يُشار إلى يهوشوا مرارًا وتكرارًا بـ " الرب " في الكتاب المقدس. إنه لقب احترام، وليس ألوهية.
هذه الآية مهمة لأنها تُتيح لنا معرفة كيفية تفسير اليهود لما اعتُبر لاحقًا ثالوثُا إلهيًا. يقول بولس: هناك رب واحد – وهو يهوشوا. إله واحد – وهو يهوه. وروح واحد. ونَعلم من آيات أخرى أن هذا ببساطة هو نفَس يهوه: العامل الفعال الذي يُنجز ما يُعلنه.
هذه هي ثلاثة كيانات منفصلة ومتميزة، وليس ثلاثة في واحد.
سامي صابر: حتى كلمة "إله" توحي بوجود أكثر من واحد. وإلا، لقلتَ "الله".
يوسف راضي: نقطة سديدة.
بمجرد أن تبدأ بقراءة الكتاب المقدس، كما هو، تلاحظ فكرة توحيدية، لا ثالوثية، تسري في جميع أرجاء النص. تبدأ كورنثوس الأولى، الثامن، الآية السادسة بعبارة: "لكِنْ لَنَا إِلهٌ وَاحِدٌ: ". ثم يُحدد فورًا من يتحدث عنه: "الآبُ ". ثم يُضيف وصفًا للآب: "الَّذِي مِنْهُ جَمِيعُ الأَشْيَاءِ، وَنَحْنُ لَهُ. وَ." – وهنا يأتي حرف العطف مرة أخرى – "رَبٌّ وَاحِدٌ: ثم يُحدد فورًا من يتحدث عنه: "يهوشوا المسيح".
لو كان "الله" كيانًا ثالوثيًا، لتوقّعنا أن تتجه الآية نحو اتجاه مختلف تمامًا. لتوقّعنا أن تقول شيئًا مثل: "ليس لنا إلا إله واحد: الآب والابن والروح القدس". لكن هذا ليس ما يقوله. بل يُفرّق بين الإله الواحد، يهوه، والرب الواحد، يهوشوا.
سامي صابر: أنت محق. لم أكن أدرك أبدًا تشابه المقاطع الكبير.
يوسف راضي: هناك العشرات من الأمثلة التي تُبرز الفرق بين الآب والابن. مثلًا، عَلّم يهوشوا أنه أقل شأنًا من الآب، وأنه أدنى منزلةً. ولم يكن هذا تمثيلًا، بل كان حقيقيًا. كان يُبيّن الوقائع.
ماذا يقول يوحنا الرابع عشر الآية الثامنة والعشرون؟ الجملة الأخيرة فقط.
سامي صابر : "لَوْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي لَكُنْتُمْ تَفْرَحُونَ لأَنِّي قُلْتُ أَمْضِي إِلَى الآبِ، لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي.."
يوسف راضي: هذا يتناقض مع عقيدة الثالوث القائلة إن الآب والابن متساويان، أبديان، ومن جوهر واحد. إذن… ماذا؟ هل نتجاهل قول المسيح الواضح إنه أقل من الآب؟ يزعجني ذلك!
وهرَم بولس الذي يضع، مرة أخرى، المخلّص تحت الآب. اقرأ كورنثوس الأولى، الحادي عشر، الآية الثالثة.
سامي صابر : "وَلكِنْ أُرِيدُ أَنْ تَعْلَمُوا أَنَّ رَأْسَ كُلِّ رَجُل هُوَ الْمَسِيحُ، وَأَمَّا رَأْسُ الْمَرْأَةِ فَهُوَ الرَّجُلُ، وَرَأْسُ الْمَسِيحِ هُوَ اللهُ."
يوسف راضي: لا يُعقل القول إن يهوه كان رأس المسيح فقط عندما كان على الأرض. يحاول الكثير من الثالوثيين ادعاء ذلك. لكنّ الكتاب المقدس لا يذكر ذلك. في الواقع، في الرؤيا، نلاحظ أن يهوه لا يزال رأس يهوشوا حتى بعد جلوسه عن يمين ياه على عرشه! اقرأ لنا الرؤيا الأول الآية الأولى.
سامي صابر: "إِعْلاَنُ يهوشوا الْمَسِيحِ، الَّذِي أَعْطَاهُ إِيَّاهُ اللهُ، لِيُرِيَ عَبِيدَهُ مَا لاَ بُدَّ أَنْ يَكُونَ عَنْ قَرِيبٍ، وَبَيَّنَهُ مُرْسِلاً بِيَدِ مَلاَكِهِ لِعَبْدِهِ يُوحَنَّا…"
يوسف راضي: إذًا ، أعطى الله -يهوه- هذا الإعلان ليهوشوا. ومن الواضح أن يهوشوا لا يزال خاضعًا ليهوه.
هذا يتوافق والطريقة التي قدّم بها يهوشوا علاقته بالآب. كمسيحيين، نقبل يهوشوا ربًا ومعلّمًا لنا. هذا يختلف عن قبوله "إلهًا". كلمة "رب" مشتقة من الكلمة اليونانية " kurios ". وكانت لقبًا مذكرًا يُستخدم للنبلاء والآخرين الذين نُظهر لهم الاحترام.
سامي صابر: كما يتم استخدامه اليوم.
يوسف راضي: بالضبط. كان يُطلق على الأزواج لقب "سيد". كان بإمكان أصحاب الأملاك وأرباب الأسر، حتى الابن، أن ينادي والده "سيدًا" تعبيرًا عن الاحترام. أعمال الرسل الخامس والعشرون الآية السادسة والعشرون تشير إلى استخدام الإمبراطور الروماني لهذه الكلمة. بعض الترجمات تقول "جلالته" بينما تقول أخرى "سيدي"، لكنها جميعًا مشتقة من الكلمة اليونانية نفسها، . Kurios
ما أراه مثيراً للاهتمام، هو أن بطرس في عظته في يوم الخمسين، ذكر أن يهوه جعل المسيح ربًا.
سامي صابر: هذا مثير للاهتمام. لأن الأعظم وحده قادر على رفع الأصغر شأنًا.
يوسف راضي: بالضبط. أتقرأها لنا؟ أعمال الرسل الثاني الآية السادسة والثلاثون.
سامي صابر: حسنًا… "فَلْيَعْلَمْ يَقِينًا جَمِيعُ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ أَنَّ اللهَ جَعَلَ يهوشوا هذَا، الَّذِي صَلَبْتُمُوهُ أَنْتُمْ، رَبًّا وَمَسِيحًا»."
يوسف راضي: يهوشوا هو ربنا. هو فادينا، مخلّصنا، سيدنا. ليس إلهنا.
الآن سأتوسع قليلاً في فكرتك حول رفع الأعظم للأصغر. هذه نقطة مهمة. فلننتقل إلى يوحنا العاشر الآية السادسة والثلاثين. هذه الآية تسرد فعلين للآب.
سامي صابر : "فَالَّذِي قَدَّسَهُ الآبُ وَأَرْسَلَهُ إِلَى الْعَالَمِ، أَتَقُولُونَ لَهُ: إِنَّكَ تُجَدِّفُ، لأَنِّي قُلْتُ: إِنِّي ابْنُ اللهِ؟؟"
يوسف راضي: إذًا، أُرسل يهوشوا من قِبل الآب، وقدّسه. هذه أمورٌ لا يفعلها إلا الأعظم للأصغر ولأجله.
من الجوانب الأخرى التي تتجلى فيها طاعة يهوشوا للآب أقواله الكثيرة إنه تعلّم من الآب ما كان عليه أن يفعله ويُعلّمه. كان المسيح واضحًا جدًا في هذه النقطة. انتقل إلى يوحنا الخامس. ماذا تقول الآية التاسعة عشرة؟
سامي صابر:
فَأَجَابَ يَهوشوا وَقَالَ لَهُمُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ يَقْدِرُ الابْنُ أَنْ يَعْمَلَ مِنْ نَفْسِهِ شَيْئًا إِلاَّ مَا يَنْظُرُ الآبَ يَعْمَلُ. لأَنْ مَهْمَا عَمِلَ ذَاكَ فَهذَا يَعْمَلُهُ الابْنُ كَذلِكَ.
يوسف راضي: والآية الثلاثون؟
سامي صابر: "أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئًا. كَمَا أَسْمَعُ أَدِينُ، وَدَيْنُونَتِي عَادِلَةٌ، لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي".
يوسف راضي: و يوحنا السابع الآية السادسة عشرة ؟
سامي صابر: أَجَابَهُمْ يهوشوا وَقَالَ: «تَعْلِيمِي لَيْسَ لِي بَلْ لِلَّذِي أَرْسَلَنِي.
يوسف راضي: إذًا، إليكم شاهدًا آخر على أن يهوه أرسل يهوشوا. وأعطى المخلّص ما كان عليه أن يُعلّمه.
الأصحاح التالي، يوحنا الثامن الآية الثامنة والعشرون.
سامي صابر: "فَقَالَ لَهُمْ يهوشوا: «مَتَى رَفَعْتُمُ ابْنَ الإِنْسَانِ، فَحِينَئِذٍ تَفْهَمُونَ أَنِّي أَنَا هُوَ، وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئًا مِنْ نَفْسِي، بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي.."
يوسف راضي: آية أخرى: يوحنا الثاني عشر الآية التاسعة والأربعون.
سامي صابر: "لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي، لكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ.."
يوسف راضي: مع هذا الكمّ الهائل من الشهود، كيف يمكن أن نصدّق أن يهوشوا مُساوٍ للآب؟ صرّح مرارًا وتكرارًا بأنه ليس كذلك! لو كانا مُساويين في "الله"، لما احتاج إلى كل هذا الدعم والتوجيه.
علينا التوقف عن فرض أفكارنا المسبقة والأخطاء التي توارثناها عبر الأجيال على الكتاب المقدس.
سامي صابر: أجل ولكن، عندما تكون هذه المعتقدات متناقلة منذ فترة طويلة، كيف يمكنك أن تعرف ما هو الحق وما هو الباطل؟
يوسف راضي: راجع الكتاب المقدس بنفسك. تقبّله كما هو. قارنه بالكتاب المقدس. وسيرشدك روح ياه إلى كلّ الحق.
وقفة منتصف البرنامج
أنتم تستمعونَ إلى راديو "فرصةُ العالمِ الأخيرة".
راديو "فرصةُ العالمِ الأخيرة": نُعلّم العقول ونُعدّ القلوب لعودة المسيح المفاجئة!
إعلان
ماذا حدث ليهوشوا عند موته؟ يؤمن مسيحيون كثيرون بأنه ذهب إلى الجحيم وكرز الأرواح هناك. لكنّ عقيدة الجحيم الدائم الاشتعال لا وجود لها في الكتاب المقدس. فهي طُوّرت في القرنين الثاني والخامس بعد المسيح. ماذا حدث حقًا عند موته؟ تتحدث رسالة بطرس الأولى، الثالث عن يهوشوا وهو يكرز الأرواح في السجن. ماذا يعني ذلك، وكيف نوفق بين هذا، والتعليم الكتابي الواضح بأنه لا وعي بعد الموت؟
لمعرفة ذلك، ابحثوا عن الحلقة مئة وست وستين بعنوان "يهوشوا والأرواح التي في السجن". مع أن بعض نصوص الكتاب المقدس أصعب فهمًا من غيرها، إلا أن الحق لن ينقاض نفسه أبدًا. استمعوا إلى الحلقة مئة وست وستين بعنوان "يهوشوا والأرواح التي في السجن" لمعرفة الحق. يمكنكم العثور عليه اعلى موقع WorldsLastChance.com/arabic.
وعد اليوم
مرحبا! هنا راديو فرصة العالم الأخيرة، معكم ناديا يعقوب في وعد اليوم من كلمة ياه.
نشأ Douglas Cooper في مزرعة. وكان العمل فيها شاقًا وكثيرًا، لكنّ Doug الصغير استمتع بقضاء الوقت مع والده. في صباح أحد الأيام، مع شروق الشمس، توجه دوغلاس ووالده إلى الحظيرة لجلب الحليب. واكتشف ما أسعده، وهو أن برك الطين تجمدت خلال الليل. فاستمتع بالدوس عليها. وبينما كان يدوس على الأرض، كان الجليد ينسحق ويتحطم مثل الزجاج، وكانت المياه الموحلة تتناثر فوق حذائه المطاطي.
خارج الحظيرة، وُضِع برميل كبير لتجميع مياه الأمطار. فتوقف السيد Cooper، وكسر الجليد بقبضته، وأخرج قطعة كبيرة من الجليد واضحة مثل زجاج النافذة.
"خذ بنيّ،" سلّمها لدوغلاس. "استمتع بها بينما أُعّد ما نحتاج إليه لجمع الحليب."
نظر دوغلاس عبر قطعة الجليد، منبهرًا بالصور الوحيدة المشوهة قليلاً التي استطاع رؤيتها من خلالها. ولم يمض وقت طويل حتى تحطمت، فقرر الحصول على قطعة أخرى. انحنى دوغلاس على حافة البرميل وفجأة انزلق. قبل أن يتمكن من الصراخ طالبًا النجدة من والده، سقط على رأسه في المياه الجليدية. وباتت قدماه في الهواء، كان من المستحيل أن يخرج من مكانه.
كان السيد رايس سائق توصيل. وكان يقود صهريجًا كبيرًا إلى المزارع المحلية، ويجمع الحليب الذي جمعه المزارعون، ويسلّمه إلى الشركة التي تقوم بتعبئة الحليب لبيعه. لم يكن لديه أي جدول زمني محدد. أحيانًا كان يصل في وقت أبكر من العادة. وفي هذا الصباح بالذات، وصل إلى مزرعة عائلة Cooper في وقت مبكر بشكل غير متوقع. أوقف سيارته بالقرب من الحظيرة، وترجل، وهمّ بالدخول. نظر إلى جانبه وتسمّر عندما رأى زوجًا صغيرًا من الأحذية المطاطية يخرج من البرميل المخصص لمياه الأمطار. فأسرع نحو البرميل وهو يصرخ منادياً السيد Cooper. سحب دوغ إلى الأعلى وأخرجه من الماء. كان وجه الصبي الصغير أبيض ولم يكن يتنفس.
بدأ الرجلان بالضغط على صدر الولد، وهو يصليان، ويأملان ألا يكون الأوان قد فات. وفجأة، تقيأ دوج الماء القذر الذي ابتلعه. مختنقًا ومتكممًا، راح يبكي. فخلع السيد كوبر معطفه. لفّه حول طفله الصغير، وأسرع معه إلى المنزل حيث جهّزت زوجته سريرًا صغيرًا لدوغ بجوار الموقد الخشبي.
كان من الممكن أن تحدث أمور كثيرة في ذلك اليوم وتنتهي بمأساة. لو كان السيد رايس قد استغرق بضع دقائق إضافية لتناول فطوره؛ أو لو أنه توقف في مزرعة أخرى قبل التوجه إلى مزرعة آل كوبر؛ لو كانت إشارة المرور في المدينة حمراء وليست خضراء، لكان الأوان قد فات لإنقاذ حياة دوغ. لكن أمرًا من هذا القبيل لم يحصل. وبدل ذلك، وصل السيد رايس إلى هناك في الوقت المناسب لإنقاذ حياة الفتى.
لم ينس دوغلاس هذه الحادثة أبدًا. فهو كبر وأصبح واعظًا. اليوم، عندما يعظ عن رعاية يهوه المُحبة لأولاده، يحب أن يخبرنا عن تجربته الخاصة عندما كان طفلاً والتي كان من الممكن أن تنتهي بمأساة، لكنها لم تحدث. فقط في الأبدية سنعرف عدد الملائكة الذين عملوا على فتح الطريق في ذلك اليوم ليتمكن السيد رايس من الوصول إلى هناك في الوقت المناسب لإنقاذ حياة دوغلاس.
المزمور الثاني والثلاثون الآيتان السادسة والسابعة تقولان:
لِهذَا يُصَلِّي لَكَ كُلُّ تَقِيٍّفِي وَقْتٍ يَجِدُكَ فِيهِ. عِنْدَ غَمَارَةِ الْمِيَاهِ الْكَثِيرَةِ إِيَّاهُ لاَ تُصِيبُ.
أَنْتَ سِتْرٌ لِي. مِنَ الضِّيقِ تَحْفَظُنِي. بِتَرَنُّمِ النَّجَاةِ تَكْتَنِفُنِي. سِلاَهْ.
لقد مُنحنا وعوداً عظيمة وثمينة. إبدأوا بالمطالبة بها!
الجزء الثالث
يوسف راضي: في بداية حلقتنا، سألتُ إن كان من الممكن حقًا أن تُحب شخصًا ما من دون أن تعرفه. الإجابة، بالطبع، كانت لا. قد تُحب ما تعتقد أنه عليه، أو تُحب الافتراضات التي كونتها عنه في ذهنك. لكن، لتُحب شخصًا ما حقًا كما هو، عليك أن تعرفه حق المعرفة.
كيف هو؟ هل يتحلى بحس فكاهة؟ هل هو وفي؟ هل يمكنك الوثوق به؟ هل هو لطيف؟ عندما تعرف حقيقة الشخص، يمكنك أن تحبه كما هو. وهذا ينطبق على خالقنا أيضًا.
من هو يهوه؟ هو ليس خالقنا فحسب، بل خالق الكون. هو من وضع خطة الخلاص في حال سقوط البشرية.
سامي صابر: إرميا الواحد والثلاثون الآية الثالثة تقول: "تَرَاءَى لِي يهوه مِنْ بَعِيدٍ: «وَمَحَبَّةً أَبَدِيَّةً أَحْبَبْتُكِ، مِنْ أَجْلِ ذلِكَ أَدَمْتُ لَكِ الرَّحْمَةَ.".
يوسف راضي: تروقني هذه الآية. أجل! إنه مُحِبٌّ. لطيفٌ. صبورٌ. وفيٌّ. كل هذه الصفات تتجلى في خطة الخلاص. وهو أيضًا الإله الحقّ الواحد الأوحد. القول إنه يُشارك في هذه المكانة مع كائنين آخرين يُقلِّل من شأنه. يُقلِّل من شأن ما فعله، وحده.
وكذلك يقلّل من شأن يهوشوا وما فعله كمخلّصنا.
سامي صابر: كيف ذلك؟ أكنت لأظن أن ذلك سيرفعه. بشكل خاطئ ومجدّف، لكنه مع ذلك سيرفعه.
يوسف راضي: كما ذكرنا في الحلقة مئتين وواحد وثمانين، إذا كنت تؤمن بأن معجزات يهوشوا هي دليل على ألوهيته – علمًا أنه ما من شخص آخر قام بمعجزات ياه وهو إلهي، المسيح وحده إلهيّ- فإن جزءًا مما ساعده على التغلب على ذلك كان ألوهيته.
هذا يُقلل من شجاعته الحقيقية ورحمته ومحبته وولائه الذين منحوه العزيمة على المثابرة في وجه الصعاب. عاش يهوشوا الحياة كما نمر بها نحن: كان في بعض الأوقات حارًا ومتعرقًا، وأوقات أخرى كان منهكًا وجائعًا. أنا متأكد من أنه رغب أحيانًا في أن ينفد صبره مع التلاميذ – وخصوصًا بطرس!
سامي صابر: أو أبناء عمه، يعقوب ويوحنا. لقد سماهما "ابنيّ الرعد".
يوسف راضي: صحيح. نَعلم أنه جُرِّب في كل شيء مثلنا، ومع ذلك لم يخطئ. الإصرار على أنه الله هو تقليل من شأنه كآدم الثاني، متجاوزًا ما وقع فيه آدم الأول.
سامي صابر: ناهيك عن أنه يطلق عليه لقب الكاذب عندما يقول: "أبي أعظم مني".
يوسف راضي: وماذا عن مخاطبته ليهوه بأنه "الإله الحق الوحيد"؟ عندما نحاول أن نفرض على يهوشوا دور شريكٍ مُساوٍ ليهوه في الألوهية، هذا يُقلل من شأنهما.
بالإضافة إلى ذلك، كيف يمكننا أن نسعى جاهدين لنكون مثل يهوشوا إذا كان مزيجًا مستحيلًا من الألوهية والإنسانية ما لا يمكننا أبدًا أن نكون عليه؟
سامي صابر: هذا صحيح. إما أن نثق به وبيهوه ليكونا كما يدّعيان، أو لا. وإذا لم نستطع أن نثق بصدقهما في أمرٍ أساس بطبيعتهما، فهل يمكننا أن نثق بهما أصلًا؟
يوسف راضي: بالضبط. لا يحق لنا أن نُسقط عليهما صفاتٍ لم يتصفا بها. يكفي أن نعرف من هما، وكيف هما – إنهما الله الخالق الوحيد وابنه الكامل في إنسانيته. وعندما نقبل الحق، ونعرف الآب والابن على حقيقتهما، عندئذٍ يمكننا أن نحبهما على حقيقتهما.
سامي صابر: أريد ذلك. أريد أن أعرفهما وأحبهما كما هما ، لا كما افترضتهما. وسيزداد إيماننا قوةً!
شكرًا لانضمامكم إلينا في حلقة اليوم وعنوانها: "معرفة الآب والابن". إذا استفدتم من الأفكار التي شاركناها وترغبون في مشاركتها مع الآخرين، فما عليكم سوى البحث عن الحلقة مئتين واثنين وثمانين، "معرفة الآب والابن"، على موقعنا الإلكتروني WorldsLastChance.com/arabic.
نأمل أن تتمكنوا من الاستماع إلينا غدًا من جديد. وحتى ذلك الحين، تذكروا: يهوه يحبكم. . . وهو جدير بثقتكم!
تسجيل الخروج
كنتم تستمعون إلى راديو فرصة العالم الأخيرة.
هذه الحلقة والحلقات السابقة من راديو فرصة العالم الأخيرة متاحة للتنزيل على موقعنا. إنها رائعة للمشاركة مع الأصدقاء ولاستخدامها في دراسات الكتاب المقدس! كما أنها مصدر ممتاز لأولئك الذين يعبدون يهوه بمفردهم في المنزل. للاستماع إلى الحلقات التي بُثّت سابقًا، زوروا موقعنا WorldsLastChance.com/arabic وانقروا على رمز راديو فرصة العالم الأخيرة المعروض على صفحتنا الرئيسية.
في تعاليمه وأمثاله، لم يقدّم المخلّص أي "علامات للأزمنة" يجب الانتباه إليها. بدل ذلك، فحوى رسالته كان… اليقظة المستمرة. إنضموا إلينا مرة أخرى غدًا للحصول على رسالة أخرى مليئة بالحق بينما نستكشف مواضيع مختلفة تركّز على عودة المخلّص وكيفية العيش في استعداد دائم للترحيب به بحرارة عندما يأتي.
راديو فرصة العالم الأخيرة: نُعلّم العقول ونُعدّ القلوب لعودة المسيح المفاجئة.