WLC Radio
يهوشوا: خادم يهوه
الحلقة 283
يهوشوا: خادم يهوه
يتناقض وصف الكتاب المقدس ليهوشوا مع أيّ احتمال لألوهيّته. فهو كان إنسانًا كاملًا.
أهلًا بكم الى راديو فرصة العالم الأخيرة، التابع لخدمة راديو فرصة العالم الأخيرة وورلدز لاست تشانس، وهو خدمة مخصّصة لتعلّم كيفيّة العيش في استعداد دائم لعودة المخلّص.
طوال ألفي عام، والمؤمنون من كل جيل يتوقون إلى أن يكونوا الجيل الأخير. ولكن، خلافًا للاعتقاد الشائع، لم يعطِ المسيح المؤمنين «علامات الأزمنة» لينتبهوا إليها، بل على العكس، حذّر يهوشوا مراراً من أن مجيئه سيفاجئ حتى المؤمنين. وأوصاهم بإلحاح بأن يكونوا مستعدين دائمًا إذ قال:
" لِذَلِكَ كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا مُسْتَعِدِّينَ، لِأَنَّهُ فِي سَاعَةٍ لَا تَظُنُّونَ يَأْتِي ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ." (متى٢٤: ٤٤)
راديو فرصة العالم الأخيرة: نُعلّم العقول ونُعدّ القلوب لعودة المسيح المفاجئة.
الجزء الأوّل
سامي صابر: يُنظر على نطاق واسع إلى عقيدة الثالوث على أنها العقيدة الأساس التي تُبنى عليها المسيحيّة. من المثير للاهتمام اختيارها كأساس، نظرًا للالتباس الكبير حول كيفيّة التوفيق بين عقيدة الثالوث ونصوص أخرى متناقضة للغاية في الكتاب المقدس.
ويعترف الثالوثيون بذلك. كان Charles Spurgeon راعيًا إنجليزيًا من القرن التاسع عشر، وكان يحظى وما زال حتى يومنا هذا باحترام كبير من طوائف مختلفة بسبب بصيرته اللاهوتية العميقة وحبه الواضح ليهوه. ولكن حتى سبورجون، الرجل الذي لُقّب بـ"أمير الوعّاظ"، كافح لفهم هذه العقيدة. وتساءل علنًا ذات مرة، قائلًا: "هل يستطيع أي إنسان أن يتعمّق في سر الثالوث من دون مخاطرة كبيرة؟".
مخاطرة؟! ومع ذلك، بالنسبة إلى سبورجون، كانت عقيدة الثالوث جزءًا أساسًا من الإنجيل. وكما يوضح شون سْتُون "لم يكن الثالوث في الوحدة، والوحدة في الثالوث، ملحقًا اختياريًا بالإنجيل، بل كان سبورجون يؤمن بأن "إنجيلًا من دون إيمان بالإله الحي والحقيقي… كان أشبه بحبل من رمال". وعندما يتعلق الأمر بالثالوث، كانت الحياة والموت على المحك".
إذا كان كل هذا مُربكًا للغاية، فأنت لا تشعر بذلك وحدك. هذا ما يحدث عندما تُحاول دمج الحق بالخطأ. ولا ينتج عن ذلك سوى الالتباس.
مرحبًا، أنا سامي صابر وأنتم تستمعون إلى راديو فرصة العالم الأخيرة حيث نغطي مواضيع متعلّقة بالكتاب المقدس، والنبوءة، والتقوى العمليّة، والمعتقدات الكتابيّة، والعيش في استعداد دائم لعودة المخلص غير المتوقعة.
اليوم، سيتناول يوسف بعض آيات الكتاب المقدس التي لم نتطرّق إليها من قبل، والتي تثبت، بما لا يدع مجالاً للشك، أن يهوشوا كان إنساناً كاملاً. وأعني ذلك حرفياً. فهو لم يُهمل طبيعته الإلهيّة كما يعتقد بعضهم؛ إذ لم تكن له طبيعة إلهية أصلاً.
سألني أحد المستمعين مؤخرًا في ألمانيا عن سبب تقديمنا لهذا الكمّ الهائل من الحلقات حول موضوع الثالوث. وسؤاله وجيه. الإجابة ذات شقين: أولًا، تختلف العقول بناءً على حجج مختلفة، ومسارات تفكير مختلفة. قد تكون مقتنعًا بحقيقة الطبيعة الوحدانية لله. يهوه وحده هو الله؛ لا أحد غيره. لكنني أشجعك على مواصلة الاستماع، لأن الأدلة التي سنتناولها قد تُقنع شخصًا آخر عندما تفشل الحجج الأخرى في ذلك. ثانيًا، الطبيعة الحقيقية لله مهمة. وهي بالغة الأهميّة. فإيمانك بطبيعة الله يؤثر على إيمانك بالخلاص.
أحيانًا نتحدث عن "مسائل خلاصية" و"مسائل غير خلاصية". هل يمكن لأحد أن يخلُص بالإيمان بثالوث إلهي؟ بالطبع. فيهوه يقرأ ما في القلوب، ونحن على يقين بأنه "يغض الطرف" عن جهلنا.
مع ذلك، إذا أتيحت لنا فرصة معرفة الحق، فعلينا دراستها بعمق، لأنها تكشف أكاذيب الشيطان أكثر من أي أمر آخر. سأترك الكلمة الآن ليوسف.
يوسف؟
يوسف راضي: شكراً سامي. هل سمعتَ بعِلم فَراسة الدماغ؟
سامي صابر: نعم، أليس الاعتقاد بأن النتوءات على جمجمة الشخص يمكنها التنبؤ بخصائص ذهنيّة معيّنة؟
يوسف راضي: بلى. كان يُعتقد بأن الدماغ يتكون من عضلات مختلفة. وعضلات الدماغ التي تُستخدم بكثرة تكون أقوى، ويمكن ملاحظة ذلك بقياس النتوءات على جمجمة الشخص.
سامي صابر: هذا جنون!
يوسف راضي: واضح الآن أنه عِلم زائف. لكنّ الناس كانوا يؤمنون به حقًا. مثال آخر، ربما أعمق، هو الاعتقاد بأن المرض ناتج عن "دم فاسد" أو زيادة في الدم. كان العلاج، بطبيعة الحال، التخلّص من الدم الفاسد ليتمكّن الجسم من الشفاء.
سامي صابر: أمرٌ غير منطقي! ألم يُقتل أوّل رئيس أميركي، جورج واشنطن، بهذه الطريقة؟ أتذكر أنه أصيب بالتهاب رئوي، وفي محاولاتهم لعلاجه، سحب الأطباء كميةً زائدةً من الدم، فلقي حتفه.
يوسف راضي: فهمتَ قصدي: مهما آمنتَ بمعتقدٍ ما، إن كان خاطئًا، فقد تُعرّض نفسك للمشكلات. توفي جورج واشنطن عام ألف وسبع مئة وتسعة وتسعين. في غضون عقدين فقط، اكتشف الطب أن تقليل حجم دم شخص مريض ليس فكرةً صائبة. لكن هذه الفكرة كانت لها عواقب وخيمة قبل ذلك، لأنهم آمنوا إيمانًا راسخًا وصادقًا بأن استخلاص الدم خيار علاجي فعّال.
أستخدمُ هذا كمثال توضيحي. فيما سينجو كثيرون رغم جهلهم بالحق، إلا أن جهله سيجعلك عرضة لأكاذيب الشيطان. وهذه هي مشكلة قبول عقيدة الثالوث. الكتاب المقدس واضح: لا يوجد سوى إله واحد، وهو يهوه. طبيعته واحدة. إنها توحيدية وليست ثالوثية.
فلنبدأ بإشعياء الرابع والأربعين. إقرأ لنا الآية السادسة. وخلال قراءتك، لا تستخدم أي ألقاب تَظهر في النص الأصلي، واستخدم الاسم المقدس كما ورد في النص الأصلي.
سامي صابر:
هكَذَا يَقُولُ يهوه مَلِكُ إِسْرَائِيلَ وَفَادِيهِ، يهوه الْجُنُودِ: «أَنَا الأَوَّلُ وَأَنَا الآخِرُ، وَلاَ إِلهَ غَيْرِي.
يوسف راضي: هذه عبارة واضحة جدًا تربط لقب "الله" بالاسم الشخصي للإله الحقيقي الوحيد: يهوه. لو كان يهوشوا إلهًا هو كذلك، لكان من الواجب ذكر اسمه هنا، لأنه، بصفته إلهًا، لا بدّ من أن يكون له وجود قبل ولادته. ولو كان الروح القدس إلهًا، لكان من الواجب ذكر اسمه هنا أيضًا. لكنّ يهوه وحده هو المسمى، أي أنه وحده الله.
فلنقارن الآن ما قاله يهوشوا لمريم المجدلية بعد قيامته. اقرأ يوحنا العشرين الآية السابعة عشرة.
سامي صابر:
قَالَ لَهَا يهوشوا: «لاَ تَلْمِسِينِي لأَنِّي لَمْ أَصْعَدْ بَعْدُ إِلَى أَبِي. وَلكِنِ اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ: إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلهِي وَإِلهِكُمْ»
يوسف راضي: إنها آية هامة، تجاهلناها سابقًا. لكنها مهمة لأن يهوشوا يُعلن أن له إلهًا. وليس هو الله، بل أن له إلهًا، وإلهه هو إلهنا. نحن نشترك في إله واحد.
سامي صابر: يتضح ذلك مما قاله على الصليب: "إلهي، إلهي! لماذا تركتني؟" لا أقصد التجديف، لكنني أريد أن أشير إلى أنه لم يقل: "نفسي! نفسي! لماذا تركتني؟"
يوسف(ضاحكًا): يبدو هذا غريبًا، أليس كذلك؟ وأنت محق. ليس هذا ما قاله. ولمن يحاول أن يجادل بأن طبيعة المسيح البشرية هي التي تنادي، أود أن أشير إلى أنه حتى في سفر الرؤيا، بعد صعود يهوشوا إلى عرش السماء، يوضح أنه يشاركنا إلهًا. اقرأ لنا الرؤيا الثالث الآية الثانية عشرة. ولاحِظ عدد المرات التي يفرّق فيها يهوشوا بينه وبين يهوه.
سامي صابر:
مَنْ يَغْلِبُ فَسَأَجْعَلُهُ عَمُودًا فِي هَيْكَلِ إِلهِي، وَلاَ يَعُودُ يَخْرُجُ إِلَى خَارِجٍ، وَأَكْتُبُ عَلَيْهِ اسْمَ إِلهِي، وَاسْمَ مَدِينَةِ إِلهِي، أُورُشَلِيمَ الْجَدِيدَةِ النَّازِلَةِ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ عِنْدِ إِلهِي، وَاسْمِي الْجَدِيدَ.
يوسف راضي: لا يقول: من ينتصر سأجعل له عمودًا في هيكلي. ولا يقول: سأكتب عليها اسم مدينتي. بل يختم بقوله إنه سيكتب عليها اسمه الجديد، وهو اسم يختلف تمامًا عن اسم إلهه.
صرّح يهوشوا نفسه بأن يهوه وحده هو الله. ولكان هذا كذبًا لو كان يهوشوا إلهًا بأي حال من الأحوال.
سامي صابر: أين يقول ذلك؟
يوسف راضي: بعد أن شفى يهوشوا المقعد عند بركة بيت حَسْدا، غضب اليهود لأنه شفاه يوم السبت. يروي يوحنا الخامس حوارًا طويلًا بين قادة اليهود والمسيح. إقرأ لنا الآيتين الثالثة والأربعين والرابعة والأربعين.
سامي صابر: أَنَا قَدْ أَتَيْتُ بِاسْمِ أَبِي وَلَسْتُمْ تَقْبَلُونَنِي. إِنْ أَتَى آخَرُ بِاسْمِ نَفْسِهِ فَذلِكَ تَقْبَلُونَهُ. كَيْفَ تَقْدِرُونَ أَنْ تُؤْمِنُوا وَأَنْتُمْ تَقْبَلُونَ مَجْدًا بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ، وَالْمَجْدُ الَّذِي مِنَ الإِلهِ الْوَاحِدِ لَسْتُمْ تَطْلُبُونَهُ؟
يوسف راضي: يُكرّر يهوشوا هذا في صلاة ترِد في يوحنا السابع عشر. كانت تلك الليلة التي تعرّض فيها للخيانة. هلّا تقرأ يوحنا السابع عشر الآية الثالثة؟
سامي صابر: "وَهذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَهوشوا الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ."
يوسف راضي: مرة أخرى، لدينا هذا الربط التنسيقي الذي يربط يهوه بأنه "الإله الحقيقي الوحيد" – ويهوشوا المسيح الذي أرسله يهوه. لو كان يهوشوا أيضًا "الله"، لما كان هذا القول منطقيًا.
سامي صابر: أجل. لو كان يهوشوا ثلث ثالوث، وكان يَعلم أن الروح القدس أيضًا ثلث الثالوث نفسه، لكان من الخداع القول إن يهوه هو "الإله الحقيقي الوحيد".
يوسف راضي: في حلقات أخرى، درسنا الكثير من آيات الكتاب المقدس التي قال فيها يهوشوا إنه نفسه خاضع ليهوه. يحاول بعضهم أن يجادلوا بأن هذا كان طوال حياته على الأرض؛ وأنه عندما صعد إلى السماء ورُفع عن يمين يهوه، استعاد امتيازاته الإلهيّة. لكن، مجددًا، ما يقوله الكتاب المقدس مختلف تمامًا. ماذا يقول بولس في كورنثوس الأولى، الخامس عشر الآيات الرابعة والعشرين حتى الثامنة والعشرين؟ خلال قراءتك إياها، إنتبه جيدًا للتسلسل الهرمي المعروض فيها. حافِظ على الألقاب كما هي في النص الأصلي. وسيوضح ذلك الفرق بين الآب والابن.
سامي صابر:
وَبَعْدَ ذلِكَ النِّهَايَةُ، مَتَى سَلَّمَ (يهوشوا) الْمُلْكَ ِللهِ الآبِ، مَتَى أَبْطَلَ كُلَّ رِيَاسَةٍ وَكُلَّ سُلْطَانٍ وَكُلَّ قُوَّةٍ. لأَنَّهُ يَجِبُ أَنْ يَمْلِكَ حَتَّى يَضَعَ جَمِيعَ الأَعْدَاءِ تَحْتَ قَدَمَيْهِ. آخِرُ عَدُوٍّ يُبْطَلُ هُوَ الْمَوْتُ. لأَنَّهُ أَخْضَعَ كُلَّ شَيْءٍ تَحْتَ قَدَمَيْهِ. وَلكِنْ حِينَمَا يَقُولُ :«إِنَّ كُلَّ شَيْءٍ قَدْ أُخْضِعَ» فَوَاضِحٌ أَنَّهُ غَيْرُ الَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ. وَمَتَى أُخْضِعَ لَهُ الْكُلُّ، فَحِينَئِذٍ الابْنُ نَفْسُهُ أَيْضًا سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ، كَيْ يَكُونَ اللهُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ.
يوسف راضي: هل يبدو الأب والابن متساويان هنا؟
سامي(ضاحكًا): لا! هذا يُشير بوضوح إلى أن الابن خاضع للآب؛ لم يكن الآب خاضعًا للابن.
يوسف راضي: إذا كان يهوشوا خاضعًا للآب طوال الأبدية المستقبلية كما تنص هذه الفقرة، ففكرة كونهما شريكين "متساويين" هي فكرة خاطئة!
سامي صابر: ماذا عن فِيلِبِّي الثاني الآية السادسة؟ أفهم ما تقوله، لكنني لست متأكدًا من توافق هذه الآية وهذا المفهوم.
يوسف راضي: أتقرأها لنا؟
سامي صابر: أجل. أمهلني بعض الوقت لأنتقل إليها…
بدءًا بالآية الخامسة، يقول: "فَلْيَكُنْ فِيكُمْ هذَا الْفِكْرُ الَّذِي فِي الْمَسِيحِ يهوشوا أَيْضًا: الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً ِللهِ.."
الدليل واضح على أن يهوشوا ليس إلهًا، ولكن ماذا عن هذه الآية؟
يوسف راضي: سؤال رائع. أثير جدلٌ بين العلماء حول أفضل ترجمة لهذه الآية. ولهذا السبب، تختلف الترجمات. لكنّ الفكرة هي أن الآب قد مَجَّدَ يهوشوا إلى حدٍّ كبيرٍ لأنه كان متواضعًا تحديدًا. لم يكن يسعى إلى أن يُساوي نفسه بيهوه.
سامي صابر: فهمتُ ذلك. ونقطة أخرى: لو كان يهوشوا مساويًا ليهوه، لما احتاج إلى طلب المساواة به. لكان ذلك من حقه.
يوسف راضي: هذا صحيح. برأيي، كل هذه المقاطع، بعد إزالة منظور الثالوث، تصبح أكثر منطقيّة.
فلننتقل الآن إلى العهد القديم. في النبوءات، يُشار إلى المسيح بخادم يهوه. في إشعياء الثاني والخمسين والثالث والخمسين، يرد وصفٌ مُطوّل للمسيح القادم. ماذا تقول الآية الثالثة عشرة من الأصحاح الثاني والخمسين؟
سامي صابر: "هُوَذَا عَبْدِي يَعْقِلُ، يَتَعَالَى وَيَرْتَقِي وَيَتَسَامَى جِدًّا.."
هذا مثير للاهتمام. لو كان يهوشوا إلهًا، لكان حيًا عند صدور هذه النبوءة. فكيف يُرفع إلهٌ ويتسامى ويتعالى؟
يوسف راضي: سؤال ممتاز. تجاهلتَ التناقض الواضح في أن "الله" يرفع نفسه ويرفعها ويعليها عاليًا، وما زلتَ تعتقد بأن المسيح الموجود سابقًا، لو كان إلهًا، لكان تعالى.
لكن هذا ليس الموقع الوحيد الذي يُوصف فيه يهوشوا بأنه خادم. ففي أعمال الرسل الرابع الآية الخامسة والعشرين، يُوصف داود بأنه "خادم" يهوه. فهو خدم يهوه. ثم، بعد بضعة آيات فقط، يُوصف يهوشوا أيضًا بأنه خادم يهوه.
سامي صابر: أين؟
يوسف راضي: في أعمال الرسل الرابع الآية الثلاثين.
سامي صابر: سأتحقق منها…
يا له من أمرٍ مثير للاهتمام! هذه في الواقع صلاةٌ يُصليها التلاميذ. تبدأ الآية التاسعة والعشرون قائلةً:
"وَالآنَ يَا رَبُّ، انْظُرْ إِلَى تَهْدِيدَاتِهِمْ، وَامْنَحْ عَبِيدَكَ أَنْ يَتَكَلَّمُوا بِكَلاَمِكَ بِكُلِّ مُجَاهَرَةٍ، بِمَدِّ يَدِكَ لِلشِّفَاءِ، وَلْتُجْرَ آيَاتٌ وَعَجَائِبُ بِاسْمِ فَتَاكَ الْقُدُّوسِ يَهوشوا."
يوسف راضي: "القدوس" لا يعني "الإلهي". كان يُوصف الآباء والأنبياء أحيانًا بأنهم "رجال قديسين من القدماء". القداسة هي ببساطة اتفاق مع ياه. وهنا، يُوصف يهوشوا بأنه "قدوس" و"خادم" ياه في آنٍ واحد. وهذا بعد صعود يهوشوا! إذًا، أي "تخلي" عن طبيعته الإلهيّة قد أدّى غرضه ووصل إلى نهايته. ومع ذلك، واضح أنه ليس على قدم المساواة مع يهوه، إذ ما زالوا يشيرون إليه كخادم يهوه.
سامي صابر: الفرق شاسع بين أن تكون "الله" و"خادم الله".
يوسف راضي: هذا ما يُعلّمه الكتاب المقدس، وهو يُكرّره مرارًا وتكرارًا.
طبعتُ مقاطع عدة أودُّ أن تقرأها. إنها قائمةٌ بأشياءٍ يقول الكتاب المقدس إنها أُعطيت ليهوشوا. لو كان يهوشوا "إلهًا"، لما احتاج إلى أن يُعطى أي شيء. لكانت هذه الأشياء ملكًا له بحكم كونه إلهًا.
تفضل، ما الآية الأولى؟
سامي صابر: الآية الثامنة عشرة من متى الثامن والعشرين: "فَتَقَدَّمَ يهوشوا وَكَلَّمَهُمْ قَائِلاً: «دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ،."
يوسف راضي: لو كان يهوشوا هو الله، فكيف يُمنح "كل سلطان" له ؟ لكان ملكه!
ماذا بعد؟
سامي صابر: الآية التاسعة من فيلبي الثاني: "لِذلِكَ رَفَّعَهُ اللهُ أَيْضًا، وَأَعْطَاهُ اسْمًا فَوْقَ كُلِّ اسْمٍ."
يوسف راضي: نرى هنا أن الله – يهوه – رفع المسيح، ومنحه اسمًا يفوق كل اسم. لو كان المسيح إلهًا، لكان رفع نفسه. لكنّ الأمر ليس كذلك. فالأعظم يرفع الأصغر.
سامي صابر: الآية السادسة والثلاثون من يوحنا الخامس: "لأَنَّ الأَعْمَالَ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ لأُكَمِّلَهَا، هذِهِ الأَعْمَالُ بِعَيْنِهَا الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا هِيَ تَشْهَدُ لِي أَنَّ الآبَ قَدْ أَرْسَلَنِي."
يوسف راضي: لدينا هنا نقطتان توضحان أن يهوه أعظم من يهوشوا. أولاً، يهوه، بصفته الله، كلّف يهوشوا بعمل ليُتممه. ثانياً، أرسل يهوه يهوشوا. مرة أخرى، هذه أعمالٌ يُفوّض فيها الأعظم الأصغر.
سامي صابر: الآية الثانية والعشرون من يوحنا السابع عشر: "وَأَنَا قَدْ أَعْطَيْتُهُمُ الْمَجْدَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي، لِيَكُونُوا وَاحِدًا كَمَا أَنَّنَا نَحْنُ وَاحِدٌ". ثم تضيف الآية الرابعة والعشرون: "أَيُّهَا الآبُ أُرِيدُ أَنَّ هؤُلاَءِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي يَكُونُونَ مَعِي حَيْثُ أَكُونُ أَنَا، لِيَنْظُرُوا مَجْدِي الَّذِي أَعْطَيْتَنِي، لأَنَّكَ أَحْبَبْتَنِي قَبْلَ إِنْشَاءِ الْعَالَمِ.".
يوسف راضي: إذًا، مجد يهوشوا بحد ذاته هبة من الآب. من أين يأتي مجد يهوه؟
سامي صابر: إنه ملكه ليس إلا. إنه جزء من كونه إلهًا.
يوسف راضي: إذن كيف يمكن ليهوشوا أن يكون "إلهًا" إذا كان من الضروري أن يُمنح له مجده؟
سامي صابر: أفسس الأول الآيات التاسعة عشرة حتى الثانية والعشرين. في الحديث عن يهوه، تقول:
وَمَا هِيَ عَظَمَةُ قُدْرَتِهِ الْفَائِقَةُ نَحْوَنَا نَحْنُ الْمُؤْمِنِينَ، حَسَبَ عَمَلِ شِدَّةِ قُوَّتِهِ الَّذِي عَمِلَهُ فِي الْمَسِيحِ، إِذْ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ، وَأَجْلَسَهُ عَنْ يَمِينِهِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ، فَوْقَ كُلِّ رِيَاسَةٍ وَسُلْطَانٍ وَقُوَّةٍ وَسِيَادَةٍ، وَكُلِّ اسْمٍ يُسَمَّى لَيْسَ فِي هذَا الدَّهْرِ فَقَطْ بَلْ فِي الْمُسْتَقْبَلِ أَيْضًا، وَأَخْضَعَ كُلَّ شَيْءٍ تَحْتَ قَدَمَيْهِ، وَإِيَّاهُ جَعَلَ رَأْسًا فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ لِلْكَنِيسَةِ…
يوسف راضي: هنا نرى المسيح يتلقى القوة العظيمة من الله.
يهوه… ماذا فعل؟
سامي صابر: أقامه من الأموات.
يوسف راضي: وأجلسه عن يمينه. ماذا أيضًا؟
سامي صابر: أخضع كل شيء تحت قدمي يهوشوا.
يوسف راضي: و؟
سامي صابر: عيّن المسيح ليكون رأسًا على كل شيء للكنيسة.
يوسف راضي: لا معنى لأيٍّ من هذه الآيات لو كان يهوشوا شريكًا أبديًا ومساويًا ليهوه. وحتى لو حاولتَ القول: "هذا يصف طبيعته البشريّة، لا طبيعته الإلهيّة"، المشكلة تبقى قائمة. أولًا، الكتاب المقدس لا يُقسّم طبيعته بهذه الطريقة. ثانيًا، إذا أردنا قبول الفرضية السخيفة القائلة إن المسيح كان له طبيعة منقسمة، تبقى هذه العبارات غير منطقية لأن جزءًا منه سيظل إلهًا.
سامي صابر: هذا صحيح. عندما وصف الشاب الغني المسيح بأنه "صالح"، لم يمدحه يهوشوا على إيمانه برؤية "الله" في المسيح. بل وبّخه قائلًا: "لماذا تدعوني صالحًا؟ هناك صالح واحد فقط، وهو الله".
هذا يُذكرني بالتالي. بحثتُ مؤخرًا عن عبارة "ألوهيّة المسيح".
يوسف راضي: حقًا؟ وماذا تعلّمت؟
سامي صابر: كلمة "إله" مشتقة من الكلمة اللاتينية " ديوس "، وهي تعني "إله". لذا، فإن "إله المسيح" تعني حرفيًا "ألوهية المسيح". وحتى لو سمعناها كثيرًا في الخطب، لم ترد أبدًا في الكتاب المقدس.
يوسف راضي: لا، لأنه كان إنسانًا، ولم يكن إلهًا.
سامي صابر: علينا أن نأخذ استراجة بعد قليل. لكن لدي سؤال وجيز.
في حديثه عن يهوشوا، كولوسي الثاني الآية التاسعة تقول: " فَإِنَّهُ فِيهِ يَحِلُّ كُلُّ مِلْءِ اللاَّهُوتِ جَسَدِيًّا.". أليست مجرد طريقة أخرى للقول إنه إله؟
يوسف راضي: سؤال جيد، ولكن لا. فكّر في الأمر قليلًا: هناك فرق بين القول إن يهوشوا نفسه إله، وبين ما يقوله هذا النص، وهو إن يهوه وضع كمال كمالِه في المسيح. لو كان المسيح إلهًا، لما احتاج "الله" إلى أن يضع كمالَه فيه، إذ كان يملكه أصلًا.
سامي صابر: فهمت قصدك.
يوسف راضي: يتضح لنا ما يقصده بولس هنا في الأصحاح الذي يسبقه. إقرأ كولوسي الأول الآية التاسعة عشرة. هذا المقطع يصف يهوشوا.
سامي صابر: "لأَنَّهُ فِيهِ سُرَّ أَنْ يَحِلَّ كُلُّ الْمِلْءِ،".
يوسف راضي: إنّ "مِلء" يهوه هو ما منحه للمسيح كهبة. لم يكن ملء يهوشوا أمرًا بديهيًا، وهو ما سيكون عليه لو كانا شريكين متساويين.
لكن حتى مع امتلاء يهوشوا بملء يهوه، فذلك لا يجعله إلهًا. ما هي صلاة بولس للمؤمنين؟ أفسس الثالث الآيات السابعة عشرة حتى التاسعة عشرة.
سامي صابر:
لِيَحِلَّ الْمَسِيحُ بِالإِيمَانِ فِي قُلُوبِكُمْ، وَأَنْتُمْ مُتَأَصِّلُونَ وَمُتَأَسِّسُونَ فِي الْمَحَبَّةِ، حَتَّى تَسْتَطِيعُوا أَنْ تُدْرِكُوا مَعَ جَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ، مَا هُوَ الْعَرْضُ وَالطُّولُ وَالْعُمْقُ وَالْعُلْوُ، وَتَعْرِفُوا مَحَبَّةَ الْمَسِيحِ الْفَائِقَةَ الْمَعْرِفَةِ، لِكَيْ تَمْتَلِئُوا إِلَى كُلِّ مِلْءِ اللهِ
يوسف راضي: لو كان الامتلاء بملء الله كافيًا لجعْل الإنسان إلهًا، لكنتُ إلهًا! ولكنت أنت إلهًا!
سامي(ضاحكًا): لا يهمني ما قالته لك والدتك، يوسف: أنت لست إلهًا!
يوسف(ضاحكًا): لا، لكنك تفهم ما أقصده. لكي تنال هبة الامتلاء بملء يهوه، لا يمكنك أن تكون إلهًا. إنها هبة تتلقاها من الإله.
سامي صابر: هذا مثير للاهتمام للغاية.
حسناً. سنأخذ استراحة قصيرة. وعند عودتنا، لدى يوسف قائمة بأوجه اختلاف يهوشوا عن يهوه. لو كان كلاهما جزءًا من ثالوث إلهي، لكانا متشابهين. لا يمكن أن يكون بينهما كلّ هذه الاختلافات التي يذكرها الكتاب المقدس. التالي عند عودتنا.
إعلان
يتحد المسيحيون واليهود والمسلمون في عبادتهم لإله إبراهيم. وتؤمن ديانات أخرى بأن آلهتها آلهة حقيقية، بل تعترف بيهوه إلهًا واحدًا من بين آلهة عديدة. لكنّ الديانات الإبراهيميّة الثلاثة لها تعريف محدد للألوهية. هذا التعريف هو ما يضمن أن إله إبراهيم هو الإله الحقيقي الحي الوحيد.
إله إبراهيم هو الإله الحقيقي الحيّ الوحيد، لأنه وحده العليم بكل شيء، القادر على كل شيء، والحاضر في كل مكان. ما من إله آخر يتحلّى بهذه الصفات الثلاثة، ما يُثبت زيف جميع الآلهة الأخرى.
لإلقاء نظرة شيقة على صفات الألوهية وكيفية انطباقها على يهوشوا، ابحثوا عن الحلقة مئتين وتسعة وسبعين بعنوان "كلّي العلم: صفة إلهيّة". المخلّص نفسه أنكر قدرته المطلقة، مؤكدًا أن الآب أعظم منه. كما تكشف الأناجيل أنه لم يكن حاضرًا في كل مكان. أما بالنسبة إلى الكليّ العِلم، فيؤكد الكتاب المقدس مرارًا وتكرارًا أن المخلص كان عليه أن يتعلّم. لم يكن عليمًا بكل شيء. استمع إلى الحلقة مئتين وتسعة وسبعين بعنوان "كلّي العلم: صفة إلهيّة" على موقع WorldsLastChance.com/arabic.
الجزء الثاني
يوسف راضي: ونحن ننظر إلى الآب والابن باعتبارهما شريكين متساويين في الأبديّة في الثالوث الإلهي، تجاهلنا بعض الاختلافات الرئيسة الكبرى بين يهوه ويهوشوا.
سامي صابر: مثل؟
يوسف راضي: أولًا، يخبرنا لوقا أن الصبي يهوشوا "كَانَ يَتَقَدَّمُ فِي الْحِكْمَةِ وَالْقَامَةِ وَالنِّعْمَةِ، عِنْدَ اللهِ وَالنَّاسِ".
لا يحتاج "الله" إلى أن يزداد حكمةً. فهو نفسه تجسيدٌ لكل حكمة! الصفات الثلاثة للإله الحق هي أنه كلي القدرة – كلي القوة – كلي الحضور، أي أنه في كل مكان في آنٍ واحد، و…؟ ما هي الصفة الثالثة "كلي العِلم"؟
سامي صابر: أوه… كلي العِلم.
يوسف راضي: صحيح. إنه عليم بكل شيء. لذا، بما أنه مصدر كل حكمة، من غير الممكن أن يزداد الله حكمةً.
لكنّ الحكمة لم تكن المجال الوحيد الذي كان على يهوشوا أن يتعلّمه. ماذا كان عليه أن يتعلم أيضًا؟ العبرانيين الخامس الآيات السابعة حتى العاشرة.
سامي صابر:
الَّذِي، فِي أَيَّامِ جَسَدِهِ، إِذْ قَدَّمَ بِصُرَاخٍ شَدِيدٍ وَدُمُوعٍ طَلِبَاتٍ وَتَضَرُّعَاتٍ لِلْقَادِرِ أَنْ يُخَلِّصَهُ مِنَ الْمَوْتِ، وَسُمِعَ لَهُ مِنْ أَجْلِ تَقْوَاهُ، مَعَ كَوْنِهِ ابْنًا تَعَلَّمَ الطَّاعَةَ مِمَّا تَأَلَّمَ بِهِ. وَإِذْ كُمِّلَ صَارَ لِجَمِيعِ الَّذِينَ يُطِيعُونَهُ، سَبَبَ خَلاَصٍ أَبَدِيٍّ، مَدْعُوًّا مِنَ اللهِ رَئِيسَ كَهَنَةٍ عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِي صَادَقَ.
يوسف راضي: يتطلب ذلك الكثير من الشرح. أولًا، تعلّم المسيح الطاعة. كما ذكرنا في حلقات أخرى، لم تكن مشيئة يهوشوا متوافقة بطبيعتها ومشيئة الآب. لهذا السبب اضطر الى التخلي عنها. وعانى الكثير! تعلّم الطاعة من خلال ما عاناه.
لاحِظ أيضًا أنه يقول إنه "كُمِّلَ". لا أحد يستطيع أن يجعل الله كاملًا. فالإله الحقيقي الوحيد كاملٌ أصلًا. لو لم يكن كذلك، لما كان إلهًا!
وأخيرًا، عيّن الله يهوشوا رئيسًا للكهنة إلى الأبد على رتبة ملكي صادق. عيّنه الله. أي أن الأصغر يُعيَّن من الأعظم.
هناك اختلاف آخر – وهناك بعض التداخل هنا – وهو أن يهوه، بصفته الله، لديه كل المعرفة. نَعلم أن يهوشوا لم يكن لديه ذلك لأن الكتاب المقدس يتحدث عن يهوه وهو يخبره بما يحتاج إلى معرفته. اقرأ لنا مرقس الثالث عشر الآية الثانية والثلاثين. العبارات التي تعلّمها يهوشوا من يهوه ترد في جميع أنحاء الأناجيل، ولكن هذا التصريح تحديدًا رائع.
تفضّل.
سامي صابر: "وَأَمَّا ذلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ، وَلاَ الْمَلاَئِكَةُ الَّذِينَ فِي السَّمَاءِ، وَلاَ الابْنُ، إِلاَّ الآبُ."
يوسف راضي: كيف يمكن أن يكون يهوشوا إلهًا ولا يعرف شيئًا مهمًا كهذا؟
سامي صابر: ربما طبيعته البشرية لم تعرف ذلك.
يوسف راضي: لا، لا، لأنك إما أن تعرف شيئًا أو لا تعرفه. علاوة على ذلك، لا يُفرّق هذا بين طبيعتين. وحتى بعد صعوده وجلوسه على عرش السماء، ظلّ يهوشوا يفتقر إلى كل المعرفة. اقرأ الرؤيا الأول الآية الأولى. ماذا تقول الجملة الأولى ؟
سامي صابر: "إِعْلاَنُ يَهوشوا الْمَسِيحِ، الَّذِي أَعْطَاهُ إِيَّاهُ اللهُ، لِيُرِيَ عَبِيدَهُ مَا لاَ بُدَّ أَنْ يَكُونَ عَنْ قَرِيبٍ، وَبَيَّنَهُ مُرْسِلاً بِيَدِ مَلاَكِهِ لِعَبْدِهِ يُوحَنَّا…"
يوسف راضي: من أعطى هذا الإعلان ليهوشوا؟
سامي صابر: "الله".
يوسف راضي: هذا صحيح. وواضح أن هذا اللقب يشير فقط إلى يهوه، لأنه لو كان يهوشوا هو الله، فماذا يعني ذلك؟ هل كان قد أنزل هذا الوحي على نفسه؟
سامي(ضاحكًا): لا يجوز ذلك، أليس كذلك؟
يوسف راضي: لا. كما تقرأ في الرسالة إلى العبرانيين الخامس، "تعلّم يهوشوا الطاعة". لكنه تعلّم أيضًا أكثر من ذلك. فيهوشوا صُقِل كما يجب علينا جميعًا أن نُصقِل، من خلال الاستسلام الكامل لمشيئة الآب. لقد كُمِّل. وهذا يُظهر نموًا شخصيًا.
تنظر إلي وكأنك تقول، "أثبت ذلك!"
سامي صابر: حسنًا…
يوسف راضي: فلنعد إلى الرسالة إلى العبرانيين الثاني، الآية العاشرة.
سامي صابر: "لأَنَّهُ لاَقَ بِذَاكَ الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ الْكُلُّ وَبِهِ الْكُلُّ، وَهُوَ آتٍ بِأَبْنَاءٍ كَثِيرِينَ إِلَى الْمَجْدِ، أَنْ يُكَمِّلَ رَئِيسَ خَلاَصِهِمْ بِالآلاَمِ.".
يوسف راضي: رائد خلاصنا، بالطبع، هو يهوشوا. لقد كُمِّلَ من خلال ما عاناه.
اسمح لي أن أسألك: هل يجب على يهوه أن يكون "كاملاً"؟
سامي صابر: لا! فهو كذلك!
يوسف راضي: لأنه الله. إن حقيقة أن يهوشوا كان لا بد أن يُكمَّل هي من أكبر الأدلة التي لدينا على أنه ليس الله.
سامي صابر: كيف حدث ذلك تحديدًا؟ كيف أصبح كاملًا؟
يوسف راضي: لم تكن لديه طبيعة ساقطة. لفداء العالم حيث سقط آدم الأول، كان عليه أن يمتلك طبيعة آدم قبل السقوط. لكنه "كُمِّل"، نضج روحيًا، كما يُمكنك القول، من خلال خضوعه للتجربة وتسليم إرادته للآب باستمرار.
أحد الأمور التي ميّزت يهوشوا كآدم الثاني هو عطية الروح القدس التي أُعطيت له عند معموديته. ماذا يقول متى الثالث الآية السادسة عشرة ؟
سامي صابر: "فَلَمَّا اعْتَمَدَ يهوشوا صَعِدَ لِلْوَقْتِ مِنَ الْمَاءِ، وَإِذَا السَّمَاوَاتُ قَدِ انْفَتَحَتْ لَهُ، فَرَأَى رُوحَ اللهِ نَازِلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ وَآتِيًا عَلَيْهِ،."
يوسف راضي: ليُسلّم يهوشوا إرادته ليهوه باستمرار ومن دون إخفاق، كان عليه أن ينال معمودية الروح القدس. وهذا ما ناله. الآن، هل يُعقل أن ينال الله الابن الروح القدس من الله الآب؟ يُفترض أنهم جميعًا متحدون في واحد: واحد في الغرض، وواحد في الإرادة، وواحد في الجوهر. فكيف يُعطي ثلثٌ ثلثًا آخر للثلث الثالث؟
سامي صابر يضحك: هذا غير منطقي.
يوسف راضي: وهذا ما يُفترض أن نصدقه!
كان روح يهوه هو الذي مكّنه من القيام بالعمل الذي قام به. هذا يعني أنه لم يكن يمتلكه فطريًا. اقرأ لنا لوقا الرابع الآية الثامنة عشر. ماذا تقول؟
سامي صابر:
"رُوحُ يهوه عَلَيَّ، لأَنَّهُ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ، أَرْسَلَنِي لأَشْفِيَ الْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ، لأُنَادِيَ لِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ ولِلْعُمْيِ بِالْبَصَرِ، وَأُرْسِلَ الْمُنْسَحِقِينَ فِي الْحُرِّيَّةِ…"
يوسف راضي: لو كان يهوشوا هو الله، لما احتاج إلى قبول الله منه. هبة روح ياه تُمنح للبشر لإتمام العمل الذي كلّفهم به يهوه. نرى هذا في العهد القديم. اقرأ الآية السابعة عشرة من العدد الحادي عشر. أمر يهوه موسى بتعيين سبعين شيخًا لمساعدته على تحمل عبء حكم هذا العدد الكبير من الناس.
سامي صابر: فَأَنْزِلَ أَنَا وَأَتَكَلَّمَ مَعَكَ هُنَاكَ، وَآخُذَ مِنَ الرُّوحِ الَّذِي عَلَيْكَ وَأَضَعَ عَلَيْهِمْ، فَيَحْمِلُونَ مَعَكَ ثِقْلَ الشَّعْبِ، فَلاَ تَحْمِلُ أَنْتَ وَحْدَكَ
يوسف راضي: إذن، ما مكّن الشيوخ السبعين من تنفيذ هذا العمل مع موسى، هو روح ياه.
سامي صابر: أليس هذا الكيان المؤلف من سبعين شيخًا من اليهود من السنهدرين؟
يوسف راضي: بلى. كان للسنهدرين سبعون عضوًا بالإضافة إلى رئيس، ليصبح المجموع واحدًا وسبعين عضوًا. تمامًا مثل موسى والشيوخ السبعين الذين كانوا تحت إمرته. بدأ هؤلاء السبعون الأصليون بالنبوءة. انزعج يشوع، مساعد موسى، وظنّ أن نبوءة كل هؤلاء الشيوخ الآخرين تتطلّب سلطة موسى. انتقل إلى العدد الحادي عشر الآيتين الثامنة والعشرين والتاسعة والعشرين.
سامي صابر:
فَأَجَابَ يَشُوعُ بْنُ نُونَ خَادِمُ مُوسَى مِنْ حَدَاثَتِهِ وَقَالَ: «يَا سَيِّدِي مُوسَى، ارْدَعْهُمَا!»
فَقَالَ لَهُ مُوسَى: «هَلْ تَغَارُ أَنْتَ لِي؟ يَا لَيْتَ كُلَّ شَعْبِ يهوه كَانُوا أَنْبِيَاءَ إِذَا جَعَلَ يهوه رُوحَهُ عَلَيْهِمْ».
يوسف راضي: لم تكن رغبة موسى مجرد أمة مليئة بالأنبياء، بل أمة مليئة بشعبٍ مُكرّسٍ لتنفيذ مشيئة ياه، حتى يُنزل روحه عليهم. اقرأ القضاة الثالث الآية العاشرة. تتحدث عن عثنيئيل، ابن أخ كالِب. هل تعرف كالب ويشوع؟
سامي صابر: سلالة تقية. تقول: فَكَانَ عَلَيْهِ رُوحُ الرَّبِّ، وَقَضَى لإِسْرَائِيلَ. وَخَرَجَ لِلْحَرْبِ فَدَفَعَ الرَّبُّ لِيَدِهِ كُوشَانَ رِشَعْتَايِمَ مَلِكَ أَرَامَ، وَاعْتَزَّتْ يَدُهُ عَلَى كُوشَانِ رِشَعْتَايِمَ.
يوسف راضي: نرى هذه النقطة نفسها في قصة جدعون. اقرأ القضاة السادس الآية الرابعة والثلاثين.
سامي صابر: "وَلَبِسَ رُوحُ الرَّبِّ جِدْعُونَ فَضَرَبَ بِالْبُوقِ، فَاجْتَمَعَ أَبِيعَزَرُ وَرَاءَهُ."
يوسف راضي: الأمر نفسه ينطبق على يَفتاح. القضاة الحادي عشر الآية التاسعة والعشرون.
سامي صابر: " فَكَانَ رُوحُ الرَّبِّ عَلَى يَفْتَاحَ، فَعَبَرَ جِلْعَادَ وَمَنَسَّى وَعَبَرَ مِصْفَاةَ جِلْعَادَ، وَمِنْ مِصْفَاةِ جِلْعَادَ عَبَرَ إِلَى بَنِي عَمُّونَ.
يوسف راضي: روح يهوه مُنحت لإتمام مشيئته على الأرض. وهو وعدٌ لا نزال نتمسك به حتى يومنا هذا! ماذا يقول صموئيل الأول، العاشر الآيتان السادسة والسابعة؟
سامي صابر: "فَيَحِلُّ عَلَيْكَ رُوحُ يهوه فَتَتَنَبَّأُ مَعَهُمْ وَتَتَحَوَّلُ إِلَى رَجُل آخَرَ. وَإِذَا أَتَتْ هذِهِ الآيَاتُ عَلَيْكَ، فَافْعَلْ مَا وَجَدَتْهُ يَدُكَ، لأَنَّ اللهَ مَعَكَ"
يوسف راضي: حتى اليوم، يستطيع المؤمنون طلب هبة الروح القدس الموعودة . تُمنح هذه الهبة لإتمام مشيئة يهوه، ولهذا أُعطيت ليهوشوا. هذه نقطة مهمة. فهي تُشير إلى أن المسيح نفسه لم يكن مستعدًا للقيام بعمله العظيم إلا بعد أن نال هبة روح يهوه.
هذه النقطة ترد حتى في نبوءات المسيح. ماذا يقول إشعياء الحادي عشر الآية الثانية عن المسيح القادم؟
سامي صابر:
"وَيَحُلُّ عَلَيْهِ رُوحُ يهوه، رُوحُ الْحِكْمَةِ وَالْفَهْمِ، رُوحُ الْمَشُورَةِ وَالْقُوَّةِ، رُوحُ الْمَعْرِفَةِ وَمَخَافَةِ يهوه.
يوسف راضي: و إشعياء الثاني والأربعون الآية الأولى ؟
سامي صابر:
هُوَذَا عَبْدِي الَّذِي أَعْضُدُهُ، مُخْتَارِي الَّذِي سُرَّتْ بِهِ نَفْسِي. وَضَعْتُ رُوحِي عَلَيْهِ فَيُخْرِجُ الْحَقَّ لِلأُمَمِ.
يوسف راضي: و إشعياء الواحد والستون الآية الأولى.
سامي صابر:
رُوحُ السَّيِّدِ يهوه عَلَيَّ، لأَنَّ يهوه مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ، أَرْسَلَنِي لأَعْصِبَ مُنْكَسِرِي الْقَلْبِ، لأُنَادِيَ لِلْمَسْبِيِّينَ بِالْعِتْقِ، وَلِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ.
يوسف راضي: تحققت هذه النبوءة مباشرةً عندما تعمّد يهوشوا بالروح القدس. يخبرنا لوقا الرابع: "أَمَّا يهوشوا فَرَجَعَ مِنَ الأُرْدُنِّ مُمْتَلِئًا مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، وَكَانَ يُقْتَادُ بِالرُّوحِ فِي الْبَرِّيَّةِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا يُجَرَّبُ مِنْ إِبْلِيسَ. " [لوقا 4: 1-2] ثم، بعد التجربة في البرية، نقرأ في الآية الرابعة عشرة "وَرَجَعَ يَهوشوا بِقُوَّةِ الرُّوحِ إِلَى الْجَلِيلِ، وَخَرَجَ خَبَرٌ عَنْهُ فِي جَمِيعِ الْكُورَةِ الْمُحِيطَةِ.."
ذهب إلى الناصرة، وفي يوم السبت، ذهب إلى المجمع حيث دُعي للقراءة. اقرأ الآيات السابعة عشرة حتى التاسعة عشرة.
سامي صابر:
فَدُفِعَ إِلَيْهِ سِفْرُ إِشَعْيَاءَ النَّبِيِّ. وَلَمَّا فَتَحَ السِّفْرَ وَجَدَ الْمَوْضِعَ الَّذِي كَانَ مَكْتُوبًا فِيهِ: «رُوحُ يهوه عَلَيَّ، لأَنَّهُ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ، أَرْسَلَنِي لأَشْفِيَ الْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ، لأُنَادِيَ لِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ ولِلْعُمْيِ بِالْبَصَرِ، وَأُرْسِلَ الْمُنْسَحِقِينَ فِي الْحُرِّيَّةِ، وَأَكْرِزَ بِسَنَةِ يهوه الْمَقْبُولَةِ
يوسف راضي: يهب يهوه روحه لمن يلتزمون بالعمل من أجله. يهوشوا، مثل جدعون ويفتاح وموسى، وكثيرين غيرهم في العهد القديم، احتاج إلى الروح القدس لإتمام رسالته كمسيح. من دونه، كان، كما يمكن القول، ناقصًا. الفرق شاسع بين يهوشوا ويهوه!
سامي صابر: هذا صحيح. لا يمكن أن يكونا متساويين إذا كان أحدهما يملك القدرة على منح الآخر، وهو ما يفتقر إليه الآخر.
يوسف راضي: فرقٌ آخر بين يهوه ويهوشوا هو أن يهوشوا، كأي إنسانٍ آخر، قد يُجرَّب، وقد جُرِّب! ماذا تُخبرنا الرسالة إلى العبرانيين الرابع الآية الخامسة عشرة عن المُخلِّص؟
سامي صابر: "لأَنْ لَيْسَ لَنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ غَيْرُ قَادِرٍ أَنْ يَرْثِيَ لِضَعَفَاتِنَا، بَلْ مُجَرَّبٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ مِثْلُنَا، بِلاَ خَطِيَّةٍ."
يوسف راضي: كان التعرض للتجربة، ومقاومتها بقوة يهوه، جزءًا لا يتجزأ من كونه المسيح. بل أقول إنه لو عاش يهوشوا حياةً لم يُجرّبه فيها أي أمر، لما استطاع أن يُخلّص البشرية التي سقط فيها آدم.
سامي صابر: نقطة سديدة. لأنه كان عليه أن يتغلب على التجارب ليخلّصنا.
يوسف راضي: بالضبط. قارن ذلك الآن بالآية الثالثة عشرة من يعقوب الأول.
سامي صابر: لاَ يَقُلْ أَحَدٌ إِذَا جُرِّبَ: «إِنِّي أُجَرَّبُ مِنْ قِبَلِ اللهِ»، لأَنَّ اللهَ غَيْرُ مُجَرَّبٍ بِالشُّرُورِ، وَهُوَ لاَ يُجَرِّبُ أَحَدًا.
يوسف راضي: هذا فرق شاسع بين الآب والابن! ولا تحاولوا التهرّب من هذا الحق بالقول: "يا إلهي، طبيعة يهوشوا البشرية هي التي تعرضت للتجربة. أما طبيعته الإلهية فلم تتعرض لأي تجربة". هذا غير صحيح. إن لم يتعرض جزء منه للتجربة، فهذا يعني أن ذلك الجزء لم يتغلب على التجربة ، وفشل في فداء الجنس البشري الذي سقط فيه آدم.
سامي صابر: رائع.
يوسف راضي: أترى مدى خطورة هذا الأمر؟ كان على يهوشوا أن يكون إنسانًا بالكامل لتنجح خطة الخلاص.
سامي صابر: حقيقة أن يهوشوا كان إنسانًا كاملًا تتجلى أيضًا في أنه لم يكن حتى بقوة الملائكة. يُقال إنه بعد التجربة في البريّة، جاءت الملائكة وخدمته.
يوسف راضي: وكذلك، في جثسيماني. يخبرنا لوقا الثاني والعشرون أن ملاكًا من السماء جاء وقوّاه. يهوه لا يحتاج إلى أحد، حتى إلى ملاك، ليقوّيه!
فرقٌ كبيرٌ آخر بين يهوه كإله ويهوشوا، الابن -الإنسان بالكامل، هو الحقيقة الواضحة أن يهوشوا مات. فالله، بحكم تعريفه، لا يمكن أن يموت.
سامي صابر: بولس في… أظن أن تيموثاوس الأولى، السادس الآية السادسة عشرة تقول إن يهوه وحده هو من يملك الخلود. لم يكن يهوشوا يملكه كأمرٍ طبيعي، وإلا لما مات. إن كون خلود يهوشوا هبةً من يهوه يُظهر أنه إنسان مثلنا تمامًا.
يوسف راضي: تنص رومية الأول الآية الثالثة والعشرون كذلك على أن يهوه خالد. أعْلم أن الثالوثيين سيقولون إن طبيعة يهوشوا البشرية هي التي ماتت. هناك مشكلتان في ذلك. إذا لم يمت أي جزء منه – مثلًا، طبيعته الإلهية المزعومة؛ إذا لم تمت – فهو لم يمت موتًا حقيقيًا وكاملًا. كما أنه لا ترد أي آية في الكتاب المقدس توضح أن طبيعته الإلهيّة وحدها هي التي ماتت. هذا افتراضٌ افترضناه، ولكنه، كأغلب الافتراضات، غير صحيح.
الآن إنتقل إلى العبرانيين الثاني واقرأ الآيتين العاشرة والحادية عشرة. يشرح هذا المقطع العلاقة التي لدينا مع يهوه ويهوشوا، وستلاحظ أن العلاقة التي لدينا مع الآب تختلف عن العلاقة التي لدينا مع ابنه.
تفضل.
سامي صابر:
لأَنَّهُ لاَقَ بِذَاكَ الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ الْكُلُّ وَبِهِ الْكُلُّ، وَهُوَ آتٍ بِأَبْنَاءٍ كَثِيرِينَ إِلَى الْمَجْدِ، أَنْ يُكَمِّلَ رَئِيسَ خَلاَصِهِمْ بِالآلاَمِ. لأَنَّ الْمُقَدِّسَ وَالْمُقَدَّسِينَ جَمِيعَهُمْ مِنْ وَاحِدٍ، فَلِهذَا السَّبَبِ لاَ يَسْتَحِي يهوشوا أَنْ يَدْعُوَهُمْ إِخْوَةً،
يوسف راضي: من الواضح أن كلمة "الله" هنا تشير إلى يهوه، وليس إلى يهوشوا، لأنه يُذكر منفصلاً عن يهوشوا، رائد خلاصنا. وما علاقتنا بيهوشوا؟ هل نحن أبناء يهوشوا؟
سامي صابر: لا، نحن إخوة وأخوات يهوشوا.
يوسف راضي: نحن إخوة وأخوات… يهوشوا. لسنا إخوة وأخوات لله. لو كان يهوشوا هو الله، لكنا إخوة وأخوات لله، لكننا لسنا كذلك. مرة أخرى، لمن يجادل بأننا إخوة وأخوات في الجانب البشري من المسيح، لا يرد في الكتاب المقدس ما يشير إلى ذلك. فلنتوقف عن قراءة أفكار ومفاهيم الكتاب المقدس التي لا وجود لها!
فلننتقل الآن إلى يوحنا الرابع عشر. ترد فيه عبارة آسرة لطالما أثارت فضولي. نَعلم من الأناجيل أن شهرة المسيح انتشرت على نطاق واسع، حتى في جميع أنحاء حلف المدن العشرة أو ديكابوليس. إنها منطقة شاسعة!
سامي صابر: نعم، وهذا يشمل إسرائيل والأردن وسوريا في العصر الحديث.
يوسف راضي: منطقة واسعة. وقد ذاع صيت المسيح في كل المنطقة. لماذا؟ بفضل أعماله التي أنجزها بقدرة الله.
إذا انتقلت إلى يوحنا الرابع عشر اقرأ الآية الثانية عشرة. ماذا تقول؟
سامي صابر: "اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ يُؤْمِنُ بِي فَالأَعْمَالُ الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا يَعْمَلُهَا هُوَ أَيْضًا، وَيَعْمَلُ أَعْظَمَ مِنْهَا، لأَنِّي مَاضٍ إِلَى أَبِي."
يوسف راضي: أليس هذا مُذهلاً؟ المسيح نفسه قال إن المؤمنين سيعملون أعمالاً أعظم مما عمله!
سامي صابر: من الواضح أن الأعمال المعجزة لا تجعلك إلهًا.
يوسف راضي: ليس هذا فحسب، بل لو كان المسيح هو الله، لكان هذا القول يعني إنه علينا القيام بأعمال أعظم من الله نفسه. وهذا ببساطة غير ممكن.
لو كان يهوشوا "إلهًا" بالمعنى الثالوثي للكلمة، ولو كان شريكًا مساويًا له في الألوهية، من الجوهر نفسه وجوهر يهوه، لكان عليه أن يتحلى بجميع الصفات الإلهية التي يتحلى بها يهوه. لكن هذا غير صحيح. هذا واضح!
فلنتأمل في صفات يهوه كإله. أولًا: إنه كليّ العلم. رأينا أن يهوشوا، باعترافه، لا يَعلم كل شيء.
ماذا أيضًا؟
سامي صابر: كلي القدرة. قائم بذاته. يهوه موجود منذ الأزل. لم يظهر إلى الوجود في لحظة زمنيّة محدّدة.
يوسف راضي: نعم. كل ذلك. وهو أيضًا حاضرٌ في كل مكان. لكن من الواضح أن يهوشوا لم يكن كذلك، ولا حتى يومنا هذا.
سامي صابر: تفكير حكيم. قال يهوشوا نفسه ألا نسميه "صالحًا" لأن الله وحده صالح.
يوسف راضي: وبذلك، استبعدَ نفسه من التشبيه بيهوه. علينا التوقف عن تجاهل هذه الاختلافات بين الآب والابن، لأنها هي التي تثبت أن يهوشوا ليس إلهًا.
عندما نتأمل أقوال المسيح بدقة، نجد أنه لا شك أبدًا في أنه كان إنسانًا كاملًا. هذه التعليقات ترد في جميع أنحاء الأناجيل، لكننا تجاهلناها بسبب منظورنا الثالوثي.
فلنأخذ، مثلًا، الوجود الذاتي. يهوه وحده موجود بذاته، طبيعي، ومشتق من أي مصدر آخر. في المقابل، ماذا يقول يهوشوا عن وجوده؟ اقرأ لنا يوحنا السادس الآية السابعة والخمسين.
سامي صابر: "كَمَا أَرْسَلَنِي الآبُ الْحَيُّ، وَأَنَا حَيٌّ بِالآبِ، فَمَنْ يَأْكُلْنِي فَهُوَ يَحْيَا بِي."
يوسف راضي: هل فهمتَ ذلك؟ قال: "أنا أحيا بالآب". هذا ليس وجودًا ذاتيًا، ولكان هذا توفر لديه لو كان إلهًا.
نَعلم أن يهوشوا لم يكن كليّ الحضور مثل يهوه، لأنه… ماذا قال لتلاميذه بعد موت لعازر؟ يوحنا الحادي عشر الآيتان الرابعة عشرة والخامسة عشرة.
سامي صابر:
فَقَالَ لَهُمْ يَهوشوا حِينَئِذٍ عَلاَنِيَةً: «لِعَازَرُ مَاتَ. وَأَنَا أَفْرَحُ لأَجْلِكُمْ إِنِّي لَمْ أَكُنْ هُنَاكَ، لِتُؤْمِنُوا. وَلكِنْ لِنَذْهَبْ إِلَيْهِ!.
يوسف راضي: لو كان المسيح، كما يدعي الثالوثيون، ذات طبيعة مزدوجة، لكان هذا البيان غير صحيح، لأنه رغم أن طبيعته البشرية قد لا تكون موجودة، إلا أن طبيعته الإلهية تجعل هذا البيان خاطئًا.
مثال آخر. في لوقا الأول، تسأل مريم الملاك كيف يمكن أن تحمل وهي عذراء. فيخبرها الملاك، في الآية السابعة والثلاثين، أنه لا شيء مستحيل على الله.
على النقيض من ذلك، كيف يصف يهوشوا قدرته على إنجاز الأمور؟ يوحنا الخامس الآية التاسعة عشرة.
سامي صابر:
فَأَجَابَ يَهوشوا وَقَالَ لَهُمُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ يَقْدِرُ الابْنُ أَنْ يَعْمَلَ مِنْ نَفْسِهِ شَيْئًا إِلاَّ مَا يَنْظُرُ الآبَ يَعْمَلُ. لأَنْ مَهْمَا عَمِلَ ذَاكَ فَهذَا يَعْمَلُهُ الابْنُ كَذلِكَ.
يوسف راضي: هناك فرق كبير جدًا بين "لا يوجد شيء مستحيل" مع ياه!
مرة أخرى: علينا التوقف عن قراءة ما ليس موجودًا في الكتاب المقدس:
- لم يدّعِ يهوشوا الألوهية قط، بل دأب على تسمية نفسه "ابن الإنسان"، أو ما يعادله باليونانية بـ"الإنسان".
- معجزاته لا تثبت ألوهيته، لأن البشر صنعوا معجزات من قبل. دائمًا ما يكون عمل يهوه من خلال البشر هو ما يُفسر المعجزات.
- علاوة على ذلك، لم يُعلّم عقيدة الثالوث قط! لو كانت هذه العقيدة هي أساس رسالة الإنجيل، لكان يهوشوا والرسل سيعلّمونها، لكنّ أحدًا منهم لم يفعل.
نقطة أخيرة أودُّ التطرق إليها سريعًا: يوحنا الرابع الآية الرابعة والعشرون تقول: "الله روح". لكن يهوشوا حتى بعد قيامته، كان لا يزال لحمًا وعظمًا. هذا ما قاله! قال لتوما في لوقا الرابع والعشرين الآية التاسعة والثلاثين: "اُنْظُرُوا يَدَيَّ وَرِجْلَيَّ: إِنِّي أَنَا هُوَ! جُسُّونِي وَانْظُرُوا، فَإِنَّ الرُّوحَ لَيْسَ لَهُ لَحْمٌ وَعِظَامٌ كَمَا تَرَوْنَ لِي.".
إذن، مرة أخرى، يهوشوا إنسان كامل، وإذا أردنا أن نحبه ونكرمه لما هو عليه حقيقةً، فعلينا أن نقبل هذه الحقيقة كما يُعلمنا إياها الكتاب المقدس.
وقفة منتصف البرنامج
أنتم تستمعونَ إلى راديو "فرصةُ العالمِ الأخيرة".
راديو "فرصةُ العالمِ الأخيرة": نُعلّم العقول ونُعدّ القلوب لعودة المسيح المفاجئة!
إعلان
عندما يُبارَك شخص أو حتى منظمة بنور عظيم، يسهل الوقوع في ما يُعرف على نطاق واسع بحالةٍ لاوُدِكِيَّة، أي، يطغى عليه الكبرياء الروحي. فيتفاخر المرء بما يعرفه، متجاهلاً ما ينقصه.
يمكن رؤية مثالٍ واضحٍ على ذلك في الطوائف القليلة التي انبثقت من خيبة الأمل الكبرى عام ألف وثمان مئة وأربعة وأربعين.. ويتجلى ذلك بشكلٍ جليّ في تاريخ كنيسة الأدفنتست السبتيين. كان الأدفنتست من أوائل الطوائف البروتستانتية التي فهمت وتقبلت أن شريعة يهوه لا تزال مُلزمة، بما في ذلك الوصية الرابعة. ولكن عندما ظهر المزيد من النور، كاشفًا عن التقويم التوراتي القديم الذي يُحسب به السبت، دأبت طائفة الأدفنتست السبتيين على رفض هذا الحق.
ينبغي أن يكون تاريخ هذه الطائفة، التي نالت يومًا ما نورًا عظيمًا، بمثابة تحذيرٍ صارمٍ لجميع المسيحيين بشأن مخاطر افتراض امتلاك المرء كل النور اللازم للخلاص. ابحثوا على موقع WorldsLastChance.com/arabic عن سلسلة المقالات المكونة من ثلاثة أجزاء بعنوان "رفض كنيسة الأدفنتست السبتيين للنور الإلهي". بمجرد رفض النور، يُصبح من السهل جدًا رفض أي نورٍ مستقبليّ قادم. اقرأوا مقال "رفض كنيسة الأدفنتست السبتيين للنور الإلهي". وتعرّفوا إلى ما يحدث عندما يُدير شخصٌ أو منظمة ظهره للحق.
وعد اليوم
مرحبا! هنا راديو فرصة العالم الأخيرة، معكم ناديا يعقوب في وعد اليوم من كلمة ياه.
تقول لنا الرسالة إلى العبرانيين الثالث عشر الآيتان الأولى والثانية: "لِتَثْبُتِ الْمَحَبَّةُ الأَخَوِيَّةُ. لاَ تَنْسَوْا إِضَافَةَ الْغُرَبَاءِ، لأَنْ بِهَا أَضَافَ أُنَاسٌ مَلاَئِكَةً وَهُمْ لاَ يَدْرُونَ".
كان Rob Harshman يعيش في ضواحي مدينة تورنتو في كندا. وكان يحلم طوال حياته بأن يزور الأمازون. كان مفتونًا بالصور التي دأب على مشاهدتها للنباتات والحيوانات الغريبة هناك. كل شيء كان مختلفًا تمامًا عمّا اعتاد رؤيته في حياته اليومية. أخيرًا، خلال إجازته الصيفية الأخيرة في الجامعة، قرر أن يحقق حلمه. فقام بدراسة متأنية لخرائط أميركا الجنوبية، وخطّط مسار رحلته.
لم يكن لديه الكثير من المال، فسعى جاهداً ليعثر على أرخص رحلة طيران يمكنه حجزها من تورونتو إلى ليما في البيرو. من هناك، يستقلّ سيارة أجرة إلى مدينة تسمى La Merced. على الخريطة، بدت هذه المدينة وكأنها معلّقة على أطراف الأدغال. ولم يكن صعبًا إيجاد طريق منها إلى داخل الأدغال.
وصل روب إلى موقف سيارات الأجرة الرابعة صباحًا. وغالبًا ما كان الناس يتشاركون سيارات الأجرة في الرحلات الطويلة في أميركا الجنوبية، وبالتالي، احتوت سيارة الأجرة التي استقلّها روب، ثلاث أمهات مرضعات جلسن في المقعد الخلفي. جلس روب في المقعد الأمامي بجوار السائق في رحلة استغرقت أربع عشرة ساعة إلى La Merced. عندما وصلوا أخيرًا إلى المدينة، كان روب يشعر بالتعب والإرهاق. وكل ما تمكن من فعله هو العثور على فندق. خلال قيامه بتسجيل الوصول، سأل الرجل عما إذا كانت هناك أي طرق تؤدي إلى الأدغال.
فأجاب الرجل: لا. في الواقع، كانت الطريقة الوحيدة للدخول إلى الأدغال، هي استئجار قارب. كان هذا غير وارد بالنسبة إلى روب لأنه تجاوز ميزانيته. بعد أن تملّكه الشعور بالإرهاق والجوع والإحباط، قرر روب أن يجد مكانًا لتناول الطعام قبل أن يفكر في حلّ لمشكلته. بينما كان يسير في الشارع الرئيسي للبلدة الصغيرة بحثًا عن مكان لتناول الطعام، فتحت السماء أبوابها وانهال المطر كما لا ينهال إلا في جبال الأنديز.
فهرع روب إلى أقرب مطعم. حتى الآن، كانت مغامرته الكبيرة قد تحولت إلى خيبة أمل كبيرة. عندما أنهى وجبته، دخلت مجموعة من الرجال إلى المطعم. وبرز فيها رجل واحد على وجه الخصوص. كان طويلًا، أشقر، فاتح البشرة مثل روب. فابتسم الرجل ابتسامة ودية. وقدّم نفسه قائلاً: "مرحباً! أنا ".Fritz
صافحه روب وقدّم نفسه. عندما جلس الرجال إلى الطاولة، أخبر روب فريتز عن حلمه بزيارة الأدغال، وكيف استغرقت رحلته في السيارة أربع عشرة ساعة من ليما إلى لا ميرسيد، ليكتشف أنّ ما من طريق تؤدي إلى الأدغال. كان من الواضح أن روب كان محبطًاً ولا يعرف ماذا يفعل.
فاقترح عليه فريتز قائلاً: " إسمع، تعال واسكن معنا أنا وزوجتي. لدينا مزرعة قهوة في الأدغال. يمكنك أن تبقى معنا قدر ما تشاء، لترى كيف سيكون الوضع ".
ابتسم الرجال الآخرون وشجعوا روب على الذهاب مع فريتز. وهكذا، في وقت مبكر من صباح اليوم التالي، كان فريتز ينتظر روب خارج الفندق ليصطحبه إلى منزله في أعماق الغابة المطيرة. كان كل شيء في الأدغال، تماماً كما تخيله روب طوال حياته. فأغصان الأشجار والكروم كانت تجتاح نوافذ السيارة. وبدت الببغاوات وكأنها أقواس قزح تحلق خلال طيرانها من أشجار ضخمة لم يرَ روب بمثل ضخامتها.
خلال الرحلة التي استغرقت ساعتين، أخبر فريتز روب أنه انتقل إلى البيرو من ألمانيا ليحقق حلمه في امتلاك مزرعة للبنّ. عند وصولهما أخيرًا إلى وجهتهما، قدّم فريتز روب إلى زوجته Helga ، وقام معه بجولة في أرجاء المنزل. خلال الأيام الخمسة التالية، كان روب ضيفًا ممتنًا في منزل الزوجين. سمحت هيلغا لروب باختيار الخضروات التي يريدها من حديقة الخضروات الكبيرة ثم أعدت منها أطباقاً لذيذة ومبتكرة. أخبر روب وهيلغا فريتز عن أطفالهما في المدرسة في ليما وأخبرهما روب عن حياته في كندا. أظهر الثنائي الألماني اهتمامًا حقيقيًا بالطالب الجامعي، وكان روب مستمتعًا باهتمامهما الودي.
المغامرة التي كادت ألا تتحقق، تحولت لتكون واحدة من أكثر الأوقات متعة في حياة روب. كرم الضيافة الذي أظهره شخصان غريبان لشاب منهك، ما كان روب لينساه طوال حياته. حتى يومنا هذا، يتذكر بامتنان كيف أنّ لطفهما وفّر له كل ما يحتاج إليه لتحقيق حلمه.
تقول بطرس الثانية، الأول:
لِتَكْثُرْ لَكُمُ النِّعْمَةُ وَالسَّلاَمُ بِمَعْرِفَةِ يهوه وَيَهوشوا رَبِّنَا.
كَمَا أَنَّ قُدْرَتَهُ الإِلهِيَّةَ قَدْ وَهَبَتْ لَنَا كُلَّ مَا هُوَ لِلْحَيَاةِ وَالتَّقْوَى، بِمَعْرِفَةِ الَّذِي دَعَانَا بِالْمَجْدِ وَالْفَضِيلَةِ، اللَّذَيْنِ بِهِمَا قَدْ وَهَبَ لَنَا الْمَوَاعِيدَ الْعُظْمَى وَالثَّمِينَةَ، لِكَيْ تَصِيرُوا بِهَا شُرَكَاءَ الطَّبِيعَةِ الإِلهِيَّةِ، هَارِبِينَ مِنَ الْفَسَادِ الَّذِي فِي الْعَالَمِ بِالشَّهْوَةِ. (بطرس الثانية، الأول الآيات ٢ الى ٤)
لقد مُنحنا وعوداً عظيمة وثمينة. بدأوا بالمطالبة بها!
الجزء 3
سامي صابر: شكرًا لانضمامكم إلينا في حلقة اليوم وعنوانها: "يهوشوا: خادم يهوه". إذا رغبتم في مشاركتها مع صديق، فيمكنكم العثور عليها على موقعنا الإلكتروني WorldsLastChance.com/arabic. ما عليكم سوى النقر على رمز راديو فرصة العالم الأخيرة، والبحث عنها.
نأمل أن تتمكنوا من الاستماع إلينا غدًا من جديد. وحتى ذلك الحين، تذكروا: يهوه يحبكم. . . وهو جدير بثقتكم!
تسجيل الخروج
كنتم تستمعون إلى راديو فرصة العالم الأخيرة.
هذه الحلقة والحلقات السابقة من راديو فرصة العالم الأخيرة متاحة للتنزيل على موقعنا. إنها رائعة للمشاركة مع الأصدقاء ولاستخدامها في دراسات الكتاب المقدس! كما أنها مصدر ممتاز لأولئك الذين يعبدون يهوه بمفردهم في المنزل. للاستماع إلى الحلقات التي بُثّت سابقًا، زوروا موقعنا WorldsLastChance.com/arabic وانقروا على رمز راديو فرصة العالم الأخيرة المعروض على صفحتنا الرئيسية.
في تعاليمه وأمثاله، لم يقدّم المخلّص أي "علامات للأزمنة" يجب الانتباه إليها. بدل ذلك، فحوى رسالته كان… اليقظة المستمرة. إنضموا إلينا مرة أخرى غدًا للحصول على رسالة أخرى مليئة بالحق بينما نستكشف مواضيع مختلفة تركّز على عودة المخلّص وكيفية العيش في استعداد دائم للترحيب به بحرارة عندما يأتي.
راديو فرصة العالم الأخيرة: نُعلّم العقول ونُعدّ القلوب لعودة المسيح المفاجئة.