الحلقة 267
أخبار سارة عن الغضب الإلهي
حتى في غضبه، يمكننا أن نرى محبة يهوه. فهي ليست تعسفيّة أبدًا، بل هي دائمًا عادلة.
أهلًا بكم الى راديو فرصة العالم الأخيرة، التابع لخدمة راديو فرصة العالم الأخيرة، وهو خدمة مخصّصة لتعلّم كيفية العيش في استعداد دائم لعودة المخلّص.
طوال ألفي عام، والمؤمنون من كل جيل يتوقون إلى أن يكونوا الجيل الأخير. ولكن، خلافًا للاعتقاد الشائع، لم يعطِ المسيح المؤمنين «علامات الأزمنة» لينتبهوا إليها، بل على العكس، حذّر يهوشوا مراراً من أن مجيئه سيفاجئ حتى المؤمنين. وأوصاهم بإلحاح بأن يكونوا مستعدين دائمًا إذ قال:
" لِذَلِكَ كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا مُسْتَعِدِّينَ، لِأَنَّهُ فِي سَاعَةٍ لَا تَظُنُّونَ يَأْتِي ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ." (متى٢٤: ٤٤)
راديو فرصة العالم الأخيرة: نُعلّم العقول ونُعدّ القلوب لعودة المسيح المفاجئة.
الجزء الأول
سامي صابر: الغضب. الانفعال. الغضب الشديد.
ماذا خطر ببالك عندما سمعتَ هذه الكلمات؟ إذا كنت قد تعرضتَ للإساءة في الماضي، فلربما عزّزتَ الكلمات بأخرى وتخيّلتَ الإساءة الجسديّة … الصراخ … والشتيمة. ربما شعرت باليأس والعجز.
سأضيف صفة إلى هذه الجملة وأرى ردّ فعلك: الغضب الإلهي. إنه مفهوم مخيف. فقد نشأ مسيحيون كثيرون على تَعلّمِ أن الغضب الإلهي لا يضمحل إلا إذا عوقب الخطأة في جحيم دائم الاشتعال. ربما كان ردَّ فعل غريزيًا على عبارة "الغضب الإلهي".
إذا كان الأمر كذلك، فحلقة اليوم مصصمَّة لك. نعم، الغضب الإلهي مخيف. لكنه ليس تعسفيًا. بل عادل وحتى محب.
إذا لم تنضموا إلينا من قبل، فأنا سامي صابر وأنتم تستمعون إلى إذاعة فرصة العالم الأخيرة حيث نغطي مواضيع متعلّقة بالكتاب المقدس، والنبوءة، والتقوى العمليّة، والمعتقدات الكتابيّة، والعيش في استعداد دائم لعودة المخلص غير المتوقّعة، في أي موعد كان.
اليوم، سيشاركنا يوسف الأخبار السارة عن الغضب الإلهي. هذا يبدو وكأنه تناقض لفظي: إذ كيف يمكن أن يتوفر أمر جيّد عن "الغضب الإلهي". تابعونا واكتشفوا الأمر بأنفسكم. إذا كنتم مثلي ونشأتم وأنتم تخشون غضب يهوه، فأنا أضمن لكم أنكم ستشعرون بتحسّن كبير بعد أن تستمعوا إلى ما سيقوله.
لاحقًا، في البريد اليومي، سيجيب يوسف عن سؤال حول ما يجب فعله عندما يخطئ أحدهم بحقك … ويستمر في خطئه بحقك. فهؤلاء لا يستسلمون أبدًا. وبالتأكيد لا يتوبون أبدًا. ماذا يفترض أن يفعل المؤمن في مثل هذه الظروف؟ ثم، أعدّت ناديا يعقوب وعدًا لأي شخص عانى خسارة في حياته. هذا ينطبق برأيي علينا جميعًا على الأرجح. إذا كنت قد عانيت خسارة في حياتك – ربما ما زلت حزينًا على الخسارة، أياً كان نوعها – فعليك أن تستمع إلى وعد اليوم.
يوسف؟ الكلمة لك. ما هي الأخبار السارة عن الغضب الإلهي؟
يوسف راضي: في الواقع، هناك أخبار سارة كثيرة عن غضب يهوه. هذا موضوع مهم. ولدى الكثيرين وجهات نظر غير صحيحة حول الغضب الإلهي. بطبيعة الحال، يؤثر ذلك على مسيرتهم الروحية: كيف يمكنك أن تشعر بالقرب العاطفي من شخص ترتعب منه؟
سامي صابر: نقطة سديدة.. برأيي هو سبب الانقسام الحقيقي داخل المسيحية المتعلق بهذا الموضوع. ولتفادي فكرة الجحيم الدائم الاشتعال، انحرف بعض المسيحيين إلى الاتجاه المعاكس وصاروا يؤمنون بأن الجميع سيخلُصون في النهاية.
يوسف راضي: وهذا لا يقل تناقضًا عن فكرة الجحيم الدائم الاشتعال. فكلا الطرفين مخطئان.
سامي صابر: أظن أن هذا بدأ في سبعينيات القرن العشرين، حين صدر كتاب بعنوان "أنا بخير؛ وأنت بخير". ويبدو أن فكرة أننا جميعًا بخير أثرت على وجهات نظر الكثيرين. وفقدت الخطيئة طابعها الخاطئ.
يوسف راضي: صحيح. لكنّ كثيرين ما زالوا يخشون الغضب الإلهي. حتى إنهم يحاولون تقسيم يهوه. فهناك "إله العهد القديم" بكل غضبه وسخطه، وكل هذه العواصف والإبادة الجماعية. و"إله العهد الجديد" الذي هو كل الحب والنور والغفران والقبول. ولكن بمحاولة تقسيم يهوه إلى كيانين منفصلين ومختلفين تمامًا، يفقدون رؤية الحق. والحق هو الذي سيمنحنا الطمأنينة التي نحتاج إليها لعدم الخوف من يهوه رغم تحدث الكتاب المقدس عن غضبه الذي هو أمر حقيقي للغاية.
سامي صابر: إذًا، ما هو ذلك الحق؟
يوسف راضي: هناك خمسة عناصر تشكل غضب يهوه، واليوم سننظر فيها. العنصر الأول هو أن غضب يهوه عادل. وهذا سار!
أما الأمر الثاني، فهو أنه يجب أن نخشى غضب يهوه، ولكن مهلًا. سنتطرق إلى هذه النقطة وستدركون أن هذا ليس خوفًا يدفعكم بعيدًا عن يهوه. إذا كنتم خائفين منه لدرجة شعوركم بالابتعاد عنه، فهذا نوع خاطئ من الخوف.
سامي صابر: حسنًا.
يوسف راضي: النقطة الثالثة التي سنناقشها هي أن غضب يهوه متسق في الواقع بين العهدين، القديم والجديد. لا يمكنك فصل يهوه إلى إله العهد القديم وإله العهد الجديد. فهو هو نفسه، بالأمس واليوم وإلى الأبد. ولا يتغير أبدًا.
سامي صابر: نعم، تذكر إحدى الآيات أمرًا مشابهًا. امنحني بعض الوقت لأنتقل إليها. أظنها في ملاخي…
ها هي. إنها ملاخي الثالث الآية السادسة وتقول: "لأني أنا يهوه لا أتغير فأنتم يا بني يعقوب لم تفنوا".
يوسف راضي: شكرًا. وهذا من شأنه أن يطمئننا جميعًا. النقطة الرابعة هي أن غضب يهوه هو في الواقع محبته العمليّة. أعلَم أن هذا يبدو متناقضًا. ستفهم ما أعنيه عندما نعود ونتحدث عن هذه النقطة.
وأخيرًا، تم إشباع غضب يهوه في يهوشوا، في صلب المسيح من أجل خطايانا. وهذا خبر سار جدًا.
ولكن، فلنعد إلى النقطة الأولى: غضب يهوه عادل. والغضب الإلهي مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالعدالة الإلهية.
يبدو هذا الأمر مخيفًا عندما تشعر بالذنب –
سامي صابر: نعم! قليلاً! كما تقول رومية الثالث الآية الثالثة والعشرون "إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ يهوه".
يوسف راضي: ولكن لماذا أخطأنا؟ لماذا لا نعمل على تحقيق مجد يهوه؟
سامي صابر: بسبب الطبيعتين الساقطتين اللتين نتحلى بهما؟
يوسف راضي: نعم!
سامي صابر: لا أرى سببًا يدفعك إلى أن تكون بهذه الحماسة. فهذا يؤكد شعورنا بالذنب.
يوسف راضي: بسبب عدالة يهوه.
نعم، ولدنا جميعًا بطبيعتنا الساقطة. ولا نتحمل مسؤولية ذلك لأنه خارج عن سيطرتنا. فنحن لم نطلب أن نرث الطبيعة الساقطة. ويهوه يأخذ هذا بعين الاعتبار. ولهذا تقول رومية السادس الآية الثالثة والعشرون "لأَنَّ أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ، وَأَمَّا هِبَةُ يهوه فَهِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ بِالْمَسِيحِ يَهوشوا رَبِّنَا". مرة أخرى، إحساس يهوه بالعدالة هو الذي يمنحنا الأمل.
وعدالة يهوه جزء لا يتجزأ من غضبه، كما أن غضبه جزء لا يتجزأ من عدالته.
سامي صابر: ولكنني لا أرى سببًا للخوف من ذلك لأنني خاطئ. لديّ طبيعة ساقطة ولن يتغير هذا حتى يعود يهوشوا ويمنحني طبيعة أعلى.
يوسف راضي: وهذا جزء من عدالة يهوه أيضًا. يَعلم يهوه أننا لا نستطيع أن نستحضر في أنفسنا ما لم نمتلكه أبدًا. لذا سيمنحنا طبيعة أعلى. وهذا عادل.
انتقل إلى حزقيال السادس والثلاثين واقرأ الآيات الخامسة والعشرين حتى السابعة والعشرين.
سامي صابر:
وَأَرُشُّ عَلَيْكُمْ مَاءً طَاهِرًا فَتُطَهَّرُونَ. مِنْ كُلِّ نَجَاسَتِكُمْ وَمِنْ كُلِّ أَصْنَامِكُمْ أُطَهِّرُكُمْ. وَأُعْطِيكُمْ قَلْبًا جَدِيدًا، وَأَجْعَلُ رُوحًا جَدِيدَةً فِي دَاخِلِكُمْ، وَأَنْزِعُ قَلْبَ الْحَجَرِ مِنْ لَحْمِكُمْ وَأُعْطِيكُمْ قَلْبَ لَحْمٍ. وَأَجْعَلُ رُوحِي فِي دَاخِلِكُمْ، وَأَجْعَلُكُمْ تَسْلُكُونَ فِي فَرَائِضِي، وَتَحْفَظُونَ أَحْكَامِي وَتَعْمَلُونَ بِهَا."
يوسف راضي: ومن يقوم بهذا العمل التحويلي؟
سامي صابر: يهوه.
يوسف راضي: لأن هذا عادل. مرة أخرى، هذا جزء من عدالته. فهو يَعلم أننا لسنا مسؤولين عن ولادتنا بطبيعة ساقطة. الأمر الوحيد الذي نتحمل مسؤوليته هو ما إذا كنا سنختار قبول الخلاص الموعود أو لا. هل سنختار أن نصدق أن الخلاص الموعود لنا حقًا ونعيش وفقًا لذلك؟
إذا أردنا فهم غضب يهوه، فعلينا أولاً فهم إحساسه بالعدالة وما تعنيه له. نركز على كيفية تأثير عدالته علينا. ولكن ماذا تعني عدالته له؟
انتقل إلى إرميا التاسع واقرأ الآيتين الثالثة والعشرين والرابعة والعشرين.
سامي صابر: هكَذَا قَالَ يهوه: لاَ يَفْتَخِرَنَّ الْحَكِيمُ بِحِكْمَتِهِ، وَلاَ يَفْتَخِرِ الْجَبَّارُ بِجَبَرُوتِهِ، وَلاَ يَفْتَخِرِ الْغَنِيُّ بِغِنَاهُ. بَلْ بِهذَا لِيَفْتَخِرَنَّ الْمُفْتَخِرُ: بِأَنَّهُ يَفْهَمُ وَيَعْرِفُنِي أَنِّي أَنَا يهوه الصَّانِعُ رَحْمَةً وَقَضَاءً وَعَدْلاً فِي الأَرْضِ، لأَنِّي بِهذِهِ أُسَرُّ، يَقُولُ يهوه.
يوسف راضي: هذا أمر بالغ الأهمية لفهم غضب يهوه. ماذا يصنع يهوه على الأرض؟
سامي صابر: آه … اللطف، والعدالة، والاستقامة.
يوسف راضي: لأنه يُسر بها. يهوه يسر بالعدل.
وهذا ما يغفله الناس الذين يحاولون فصل يهوه إلى إله العهد القديم وإله العهد الجديد: لا مجال للحب من دون عدالة. والافتقار إلى العدالة ليس عادلاً ولا محبًا.
سامي صابر: نقطة سديدة. ولهذا أنا ممتن للغاية لمعرفة ما يُعلّمه الكتاب المقدس حقًا عن معاقبة الأشرار. وهي ليست جحيمًا دائم الاحتراق.
يوسف راضي: لا، سيتلقون عقوبة الإعدام. وسيتوقفون عن الوجود. ولكنهم لن يعانوا العذاب الأبدي.
فلنتناول أسوأ طاغية يمكنك تخيّله: بول بوت Pol Pot، هتلر. اء … ستالين. المجاعات التي شنّها ستالين كانت مسؤولة عن موت ملايين الأبرياء.
فلنقل إن ستالين يحترق عن كل شخص مسؤول عن قتله. ولا أقول إن هذا سيحدث وإن الضالين يحترقون بما يتناسب مع جرائمهم. ربما يحدث ذلك وربما لا. ولكن لنفترض على سبيل التوضيح أن هذا ما يحدث. إذن، يحترق ستالين عن الملايين الذين قتلهم. ما هو العدل؟ سنة من الحرق عن كل روح قتلها؟ إذن، يصل إلى نهاية تلك العقوبة… وماذا يحدث؟ هل يحترق؟
إذا كنت تؤمن بجحيم دائم الاشتعال، فالإجابة هي لا. فهو يستمر في الاحتراق والاحتراق. وربما يكون هذا عادلاً. يخبرنا الكتاب المقدس أن يهوه يشعر بكل ما نشعر به. لذا ربما يحترق مرتين. ولكن بعد ذلك يصل أخيراً إلى نهاية تلك العقوبة، ثم ماذا يحدث؟ هل يموت أخيراً؟
سامي صابر: ليس وفقًا لعقيدة الجحيم الدائم الاشتعال.
يوسف راضي: لا! إنه يستمر في الاحتراق والاحتراق والاحتراق. متى تتحول العدالة إلى ظلم؟
انظر، هذه هي المشكلة في عقيدة الجحيم الدائم الاشتعال. فهي ليست عادلة. كيف يمكن معاقبة خطايا عمر بشري واحد إلى الأبد؟ هذا ليس عدلًا بل هو السادية.
سامي صابر: هذا السبب الذي جعل الكثير من المسيحيين، على مر القرون، يتجاهلون الكتاب المقدس والحق. إن حِسّنا بالعدالة البشري الساقط يعرف أن الحكم بالعذاب الأبدي بسبب قدر محدود من الخطيئة هو خطأ. ليس عادلاً. لذا، فإنهم "رموا الصالح بالطالح"، إذا جاز التعبير، عندما رفضوا الحق بالخطأ.
يوسف راضي: كان الخطأ متشابكًا جدًا مع الحق لدرجة أنهم لم يعرفوا كيفية الفصل بينهما، لذا أنت محق: أبعَدوهما.
ولحسن الحظ، نحن نخدم إله المحبة والعدل، وهو سيأخذ كل ذلك في الاعتبار.
وهذا ما يمنحنا الثقة. يهوه يُسر بالعدالة. إنه عادل. ويقرأ القلوب. تقول الأمثال الواحد والعشرون الآية الثانية: "كُلُّ طُرُقِ الإِنْسَانِ مُسْتَقِيمَةٌ فِي عَيْنَيْهِ، وَيهوه وَازِنُ الْقُلُوبِ.".
إقرأ لنا الأمثال الرابع والعشرين الآية الثانية عشرة. نحصل هنا على نظرة ثاقبة عن التوازن، أي العدالة الإلهية.
سامي صابر: إِنْ قُلْتَ: «هُوَذَا لَمْ نَعْرِفْ هذَا»، أَفَلاَ يَفْهَمُ وَازِنُ الْقُلُوبِ؟ وَحَافِظُ نَفْسِكَ أَلاَ يَعْلَمُ؟ فَيَرُدُّ عَلَى الإِنْسَانِ مِثْلَ عَمَلِهِ.
يوسف راضي: مرة أخرى، عدم العدالة ليس محبة. ولا هو عدل. غضب يهوه يتناسب دائمًا مع أفعالنا ومعرفتنا واختيارنا الشخصي لفعل ما نَعلم أنه خطأ.
أؤكد على هذه النقطة بشدة، لأن السبب الرئيس وراء خوف الناس من غضب يهوه هو أننا لم نكن نعرف سوى غضب الإنسان. ونحن نقارن الغضب الإلهي بالغضب البشري، وهذا يخيفنا لأن الغضب البشري هو ردّ فعل. وعادةً ما لا يكون رد فعل عادلًا ومحبًا للخطيئة غير التائبة. ولكن هذا غضب يهوه.
كان الراحل J. I. Packer عالمَ لاهوت وكاتبًا كنديًا. ولدي هنا نسخة من كتابه " معرفة الله" . إفتح الصفحة مئة وواحدًا وخمسين واقرأ المقطع المحدد.
سامي صابر: يقول: " غضب الله في الكتاب المقدس ليس أبدًا ذلك الأمر المتقلب، والمتساهل مع الذات، والانفعالي، والحقير أخلاقيًا كما هو حال الغضب البشري غالبًا. بل إنه رد فعل صحيح وضروري تجاه الشر الأخلاقي الموضوعي".
يوسف راضي: مرة أخرى، لا تساوي بين الغضب الإلهي والغضب البشري. فالإثنان مختلفان تمامًا. وغضب يهوه مرتبط جوهريًا بعدالته، التي بدورها مرتبطة بشكل لا ينفصل بمحبته. وهذا من شأنه أن يمنحنا الثقة.
سامي صابر: جميل.
سنأخذ استراحة قصيرة. وعندما نعود، سنلقي نظرة على بعض النقاط المميزة الأخرى حول غضب يهوه. ترقبوا المزيد.
إعلان
ورد أربع مرات في الأناجيل، أن يهوه أعلن لليهود المستمعين أن يهوشوا هو "ابنه الحبيب". عندما كنت مؤمنًا بالثالوث، كان هذا يوحي لي بأن يهوشوا كان يتمتّع ببعض الامتياز كونه "ابن يهوه" الوحيد، وعلاقته بالآب وطيدة إلى حد لا يستطيع أحد أن يختبره. فهو كان "الله الابن" … أو هكذا اعتقدت.
ولكنّ الحقيقة المذهلة هي أن يهوه لديه الكثير من الأبناء والبنات. ولا يقتصر الأمر على يهوشوا وحده. فالمؤمنون مدعوون للدخول في علاقة وطيدة للغاية مع الخالق الذي يربّينا حرفيًا. وهذه العلاقة الخاصة الحميمة للغاية تجلب معها طوفانًا فوريًا من البركات التي تؤثر على كل جانب من جوانب الحياة الروحية.
لتتعلّموا كيف تغتنمون الفرص المتاحة أمامكم كأبناء أو بنات ليهوه، استمعوا إلى حلقة بُثّت سابقًا بعنوان "مولودون من صلب يهوه". [الحلقة مئة وثمانية وتسعون] هناك بركات لا متناهية لكل من يقبل يهوه كأب له. أنتم أيضًا يمكنكم أن تكونوا ابناءه الأحباء وبناته العزيزات. استمعوا إلى "مولودون من صلب يهوه" لتتعلّموا كيف تحظون بهذه العلاقة الخاصة. تجدون الحلقة على موقعنا وعلى يوتيوب!
الجزء الثاني
سامي صابر: إذن، ما هو الأمر التالي الذي يجب أخذه في الاعتبار في ما يتعلق بغضب يهوه؟
يوسف راضي: قد يفاجئك هذا بعد أن انتهينا للتو من طمأنة الجميع بأن غضب يهوه مرتبط جوهريًا بإحساسه بالعدالة، الذي بدوره مرتبط بحبه، هناك نقطة أخرى يجب أخذها في الاعتبار وهي أنه يجب أن نخشى غضب يهوه.
سامي (يضحك): لم أكن أتوقع أن تقول ذلك بعد الذي أخبرتنا به في فقرتنا السابقة.
يوسف راضي: يجب أن نخاف من غضب يهوه – بل وأن نكن له قدرًا من الاحترام والخوف، وأن نحبه في الوقت نفسه. فعندما نفهم عدالته وحبه، نستطيع أن نحقق الأمرين.
نخشى غضب يهوه لأننا نَعلم، كما ذكرتَ من قبل، أننا أخطأنا وعجزنا عن بلوغ مجده. ولكنّ محبتنا تمنحنا الثقة بأننا عندما نقبل هبة الخلاص بالإيمان، نستطيع أن نتأكد من خلاصنا.
انتقل إلى رومية الخامس واقرأ أول آيتين. فهما تفسران لماذا يمكن للخوف والحب أن يُقيما في قلب المؤمن.
سامي صابر: "فَإِذْ قَدْ تَبَرَّرْنَا بِالإِيمَانِ لَنَا سَلاَمٌ مَعَ يهوه بِرَبِّنَا يَهوشوا الْمَسِيحِ، الَّذِي بِهِ أَيْضًا قَدْ صَارَ لَنَا الدُّخُولُ بِالإِيمَانِ، إِلَى هذِهِ النِّعْمَةِ الَّتِي نَحْنُ فِيهَا مُقِيمُونَ، وَنَفْتَخِرُ عَلَى رَجَاءِ مَجْدِ [يهوه]."
يوسف راضي: علّم يهوشوا أتباعه أن يخافوا من يهوه. انتقل إلى لوقا الثاني عشر واقرأ الآيات الرابعة حتى السابعة. لنرى ماذا قال المسيح عن الخوف من يهوه.
سامي صابر:
وَلكِنْ أَقُولُ لَكُمْ يَا أَحِبَّائِي: لاَ تَخَافُوا مِنَ الَّذِينَ يَقْتُلُونَ الْجَسَدَ، وَبَعْدَ ذلِكَ لَيْسَ لَهُمْ مَا يَفْعَلُونَ أَكْثَرَ. بَلْ أُرِيكُمْ مِمَّنْ تَخَافُونَ: خَافُوا مِنَ الَّذِي بَعْدَمَا يَقْتُلُ، لَهُ سُلْطَانٌ أَنْ يُلْقِيَ فِي جَهَنَّمَ. نَعَمْ، أَقُولُ لَكُمْ: مِنْ هذَا خَافُوا! أَلَيْسَتْ خَمْسَةُ عَصَافِيرَ تُبَاعُ بِفَلْسَيْنِ، وَوَاحِدٌ مِنْهَا لَيْسَ مَنْسِيًّا أَمَامَ يهوه؟ بَلْ شُعُورُ رُؤُوسِكُمْ أَيْضًا جَمِيعُهَا مُحْصَاةٌ. فَلاَ تَخَافُوا! أَنْتُمْ أَفْضَلُ مِنْ عَصَافِيرَ كَثِيرَةٍ!
يوسف راضي: لاحظ في هذا المقطع السبب الذي يدفعنا إلى الخوف من يهوه. ليس لأنه شرير ومتقلب. لا، لا! حتى شعور رؤوسنا محصاة. يهوه يتذكر حتى العصافير التي تباع ببضعة دراهم. يجب أن نثق بمحبته مع مراعاة قوته. لهذا، يجب أن نخاف: لأنه كلي القدرة.
سامي صابر: يشبه هذا إلى حد ما "الخوف" الذي يشعر به الطفل تجاه والديه. ليس بمعنى الإساءة، ولكن، لأن الأم أو الأب لهما السلطة الكاملة في حياة الطفل.
يوسف راضي: صحيح. هذا النوع من الخوف يؤدي إلى الاحترام والميل إلى الطاعة.
كان إرميا يملك فهمًا واضحًا لقوة يهوه. ماذا يقول في الآية السابعة عشرة من الأصحاح الثاني والثلاثين؟
سامي صابر: "آهِ، أَيُّهَا السَّيِّدُ يهوه، هَا إِنَّكَ قَدْ صَنَعْتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِقُوَّتِكَ الْعَظِيمَةِ، وَبِذِرَاعِكَ الْمَمْدُودَةِ. لاَ يَعْسُرُ عَلَيْكَ شَيْءٌ."
يوسف راضي: كتب بليز باسكال Blaise Pascal، عالم الرياضيات والفيزياء والمخترع الفرنسي في القرن السابع عشر أقتبس: "يجب الجمع بين العدالة والقوة، حتى يصبح كل ما هو عادل قويًا، وكل ما هو قوي عادلًا". يهوه هو التجسيد المثالي لهذه الفكرة: فهو كلي القدرة. لذا، من الجيد أن يكون عادلاً تمامًا.
النقطة التالية: غضب يهوه متّسق بين العهد القديم والعهد الجديد.
أعرف أن الكثير من المسيحيين يروقهم اعتبار يهوه كيانًا ثنائيّ القطب، إذ إنه في العهد القديم مجنون غاضب ومجرم، وفي العهد الجديد طيب ومحب وبصورة أساسية بابا نويل عملاق في السماء. لكنّ المسيحيين الذين ينظرون إلى يهوه بهذه الطريقة يغفلون عن بعض المقاطع الحيوية التي تُظهر أن إله العهد القديم كان بالتأكيد إله محبة، وأن إله العهد الجديد، الإله نفسه بالطبع، كان، بالإضافة إلى كل هذا الحب الذي يضحي بالنفس، إله العدالة أيضًا.
سامي صابر: إذًا، ما تقوله هو أن كلا الطرفين غير دقيقين.
يوسف راضي: صحيح. فلنلق نظرة على بعض المقاطع لنحصل على رؤية أكثر توازناً لهذا الأمر.
ما زلتَ في إرميا. إقرأ إرميا الثلاثين الآيتين الثالثة والعشرين والرابعة وعشرين. ماذا تقولان؟
سامي صابر:
هُوَذَا زَوْبَعَةُ يهوه تَخْرُجُ بِغَضَبٍ، نَوْءٌ جَارِفٌ. عَلَى رَأْسِ الأَشْرَارِ يَثُورُ. لاَ يَرْتَدُّ حُمُوُّ غَضَبِ يهوه حَتَّى يَفْعَلَ، وَحَتَّى يُقِيمَ مَقَاصِدَ قَلْبِهِ. فِي آخِرِ الأَيَّامِ تَفْهَمُونَهَا.
يوسف راضي: واضح أن ثمة أمرًا قويًا؛ أمرًا يجب أن نخاف منه. ماذا يقول ناحوم الأول، الآية الثانية؟
سامي صابر:
يهوه إله غيور ومنتقم. يهوه منتقم وذو سخط. يهوه منتقم من مبغضيه وحافظ غضبه على أعدائه.
يوسف راضي: هذا ما نفكر فيه عندما نفكر في إله العهد القديم. ولكن ماذا تقول الآية التالية؟
سامي صابر: يهوه بطيء الغضب وعظيم القدرة، ولكنه لا يبرئ البتة.
يهوه في الزوبعة، وفي العاصف طريقه، والسحاب غبار رجليه.
يوسف راضي: إذن، يهوه مخيف لأنه يتمتع بقوة غير محدودة. ولكنه أيضًا… طيب. فهو بطيء الغضب.
إقرأ الآن إرميا الواحد والثلاثين الآيتين الثالثة والرابعة.
سامي صابر:
تَرَاءَى لِي يهوه مِنْ بَعِيدٍ: «وَمَحَبَّةً أَبَدِيَّةً أَحْبَبْتُكِ، مِنْ أَجْلِ ذلِكَ أَدَمْتُ لَكِ الرَّحْمَةَ.
سَأَبْنِيكِ بَعْدُ، فَتُبْنَيْنَ يَا عَذْرَاءَ إِسْرَائِيلَ. تَتَزَيَّنِينَ بَعْدُ بِدُفُوفِكِ، وَتَخْرُجِينَ فِي رَقْصِ اللاَّعِبِينَ.
يوسف راضي: هذا هو إله العهد القديم! يريدنا أن نمتلئ بالفرح! ويضع في قلبه أفضل ما فينا. وهذا دائمًا جزء من خططه. لماذا؟ لأنه أحبّنا بحب أبدي. لذلك، يجذب قلوبنا إليه بلطف لا ينقطع.
الآن فلننتقل إلى العهد الجديد. نحن نَعلم أنه محب. ونثق بمحبته وغفرانه. ، فيوحنا الثالث الآية السادسة عشرة تقول: "لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ يهوه الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ. نحن نَعلم ذلك.
ولكن ما نميل إلى تجاهله هو حقيقة أن إله العهد الجديد لديه القدر عينه من "الغضب" – الشعور القوي بالعدالة – مثل إله العهد القديم. ماذا تقول الرؤيا التاسع عشر الآية الخامسة عشرة؟ هذا وصف رمزي ليهوشوا.
سامي صابر: "وَمِنْ فَمِهِ يَخْرُجُ سَيْفٌ مَاضٍ لِكَيْ يَضْرِبَ بِهِ الأُمَمَ. وَهُوَ سَيَرْعَاهُمْ بِعَصًا مِنْ حَدِيدٍ، وَهُوَ يَدُوسُ مَعْصَرَةَ خَمْرِ سَخَطِ وَغَضَبِ ياه الْقَادِرِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ.."
لنكون منصفين، إنه سفر الرؤيا. يرد فيه الكثير عن غضب ياه.
يوسف راضي: حسنًا، اقرأ رومية الأول الآيتين الثامنة عشرة والتاسعة عشرة. ففيهما الأسباب وراء غضب يهوه.
سامي صابر: "لأَنَّ غَضَبَ ياه مُعْلَنٌ مِنَ السَّمَاءِ عَلَى جَمِيعِ فُجُورِ النَّاسِ وَإِثْمِهِمِ، الَّذِينَ يَحْجِزُونَ الْحَقَّ بِالإِثْمِ. إِذْ مَعْرِفَةُ ياه ظَاهِرَةٌ فِيهِمْ، لأَنَّ ياه أَظْهَرَهَا لَهُمْ…"
يوسف راضي: مجددًا: إله العهد الجديد هنا. ولكن يمكننا أن نرى عدالته هنا: غضبه هو لأن الأشرار يرفضون التوبة ويعملون بدل ذلك بنشاط لقمع الحق، وإخفائه عن الآخرين! هذا هو إحساسه بالعدالة. لا يمكن أن يكون لديك حب من دون عدالة. والغضب هو ببساطة رد فعل يهوه الصالح للظلم.
وهذا يقودني إلى النقطة التالية: غضب يهوه هو محبته التي تتخذ إجراءً ضد الخطيئة.
سامي صابر: ماذا؟
يوسف راضي: أعْلم أن هذا يبدو غير بديهي بعض الشيء، لكن تحملّني.
ما هو جوهر يهوه؟ في جوهره، ما هو؟
سامي صابر: إنه… محبة!
يوسف راضي: صحيح: تقول رسالة يوحنا الأولى، الرابع الآية الثامنة ذلك صراحة: يهوه هو المحبة. وكل أفعاله تنبع من ذلك.
ماذا تضيف رومية الحادي عشر إلى هذه الصورة؟ الآيات الثالثة والثلاثون حتى السادسة والثلاثين.
سامي صابر:
يَا لَعُمْقِ غِنَى يهوه وَحِكْمَتِهِ وَعِلْمِهِ! مَا أَبْعَدَ أَحْكَامَهُ عَنِ الْفَحْصِ وَطُرُقَهُ عَنِ الاسْتِقْصَاءِ! «لأَنْ مَنْ عَرَفَ فِكْرَ الرَّبِّ؟ أَوْ مَنْ صَارَ لَهُ مُشِيرًا؟ أَوْ مَنْ سَبَقَ فَأَعْطَاهُ فَيُكَافَأَ؟». لأَنَّ مِنْهُ وَبِهِ وَلَهُ كُلَّ الأَشْيَاءِ. لَهُ الْمَجْدُ إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ.
يوسف راضي: "مجد" يهوه هو شخصيته. وشخصيته –أي أفكاره ومشاعره – هي المحبة. وهذا هو الأساس الحقيقي لوجوده، لذا يجب فهم كل أفعاله من هذا المنطلق.
عندما نقرأ في العهد القديم أن يهوه إله غيور، ننظر إلى ذلك من خلال فهمنا البشري الساقط للغيرة. لكنّ يهوه غيور على مجده. وهذا يعني: أنه يَعلم أن أفضل فرصة لنا للخلاص هي أن نعرفه ونثق به. لذلك، هو غيور على سمعته ويحرص على حمايتها.
إننا نفكر في الغيرة ونعرفها بأنها الشك أو الحسد. ولكن كلمة "غيرة" لها أيضًا تعريف "الحماسة" و"التملك".
سامي صابر: إنه حريص على حماية سمعته من أكاذيب الشيطان لأنه يَعلم أن هذه الأكاذيب تجعل البشر يخافون منه وتدفعهم بعيدًا عنه.
يوسف راضي: صحيح. كما رأينا واختبرنا بأنفسنا، أكاذيب الشيطان جعلت أعدادًا كبيرة من المؤمنين يخافون من يهوه باعتباره كائنًا غاضبًا ومريبًا وانتقاميًا. والحقيقة هي أن أفعال يهوه، التي تحفّزها المحبة دائمًا، هي لصالحنا.
ليس من مصلحة أحد أن تنمو الخطيئة وتنتشر وتتكاثر. ولهذا السبب يجب المعاقبة، وفي النهاية يجب أن يكون لها نهاية أبدية.
ولكنّ يهوه ليس خبيثًا؛ وهو ليس انتقاميًا أو متعسفًا. بل هو عادل. وهذه العدالة هي جزء من محبته للجميع.
انتقل إلى أفسس الخامس. ترد فيه آيات عن غضب يهوه وهي مثيرة للاهتمام لأنها تتحدث في سياق محبته.
سامي صابر: أي آيات؟
يوسف راضي: الأولى حتى السابعة.
سامي صابر:
فَكُونُوا مُتَمَثِّلِينَ بِيهوه كَأَوْلاَدٍ أَحِبَّاءَ، وَاسْلُكُوا فِي الْمَحَبَّةِ كَمَا أَحَبَّنَا الْمَسِيحُ أَيْضًا وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، قُرْبَانًا وَذَبِيحَةً لياه رَائِحَةً طَيِّبَةً.
وَأَمَّا الزِّنَا وَكُلُّ نَجَاسَةٍ أَوْ طَمَعٍ فَلاَ يُسَمَّ بَيْنَكُمْ كَمَا يَلِيقُ بِقِدِّيسِينَ، وَلاَ الْقَبَاحَةُ، وَلاَ كَلاَمُ السَّفَاهَةِ، وَالْهَزْلُ الَّتِي لاَ تَلِيقُ، بَلْ بِالْحَرِيِّ الشُّكْرُ. فَإِنَّكُمْ تَعْلَمُونَ هذَا أَنَّ كُلَّ زَانٍ أَوْ نَجِسٍ أَوْ طَمَّاعٍ الَّذِي هُوَ عَابِدٌ لِلأَوْثَانِ لَيْسَ لَهُ مِيرَاثٌ فِي مَلَكُوتِ الْمَسِيحِ وَيهوه. لاَ يَغُرَّكُمْ أَحَدٌ بِكَلاَمٍ بَاطِل، لأَنَّهُ بِسَبَبِ هذِهِ الأُمُورِ يَأْتِي غَضَبُ يهوه عَلَى أَبْنَاءِ الْمَعْصِيَةِ. فَلاَ تَكُونُوا شُرَكَاءَهُمْ.
يوسف راضي: علينا ألا ننسى أن الأطفال يكتسبون فهمهم ليهوه من خلال تفاعلهم مع والديهم. إذا كان والدانا متعسفين، وإذا غضبا منا، وإذا كانا متقلبين ولم نعرف ماذا نتوقع منهما، فبهذه الطريقة سننظر إلى خالقنا. لكنّ ياه ليس كذلك. وغضبه دائمًا هو الفعل الذي تتخذه المحبة ضد الخطيئة.
وهل نريد حقًا أن يكون الأمر على خلاف ذلك؟ إن عدم العقاب ليس حبًا، ولا يمثل بالتأكيد العدالة.
سامي صابر: أجل، أفكر في التنمر في المدارس. بعض المدارس تعاني مشكلة حقيقية في هذا الشأن. يخبر الطفل المعلّم، ويتقدم الآباء بشكوى إلى الإدارة. ولكن، أحيانًا لا تُتخذ أي إجراءات بهذا الخصوص. "ألم نر ذلك. لذا، المسألة تقتصر على كلمة طفل ضد كلمة طفل آخر".
يوسف راضي: هذه مشكلة لأن المتنمرين دائمًا ما يكونون حريصين على الإفلات من العقاب.
سامي صابر: صحيح. إذن، في النهاية، يثور الطفل الذي تعرض للتنمر ويدافع عن نفسه، ومن الذي سيتم طرده؟
يوسف راضي: الطفل الذي تعرض للتنمر. سمعت قصصًا مشابهة. وهذا ليس عدلاً. إن غضب يهوه هو أمر يمكننا أن نكون شاكرين له. نعم، كما تقول لنا الرسالة إلى العبرانيين، العاشر الآية الواحدة والثلاثون "مخيف هو الوقوع في يدي ياه الحي". ولكن عندما نقبل الخلاص، يحمينا دم يهوشوا من غضب يهوه.
وهذه هي النقطة الأخيرة. إن غضب يهوه – عقابه لخطايانا – قد تحقق في ذبيحة المخلّص.
لم يكن هذا عملاً نُفّذ لتخفيف غضب يهوه. في الواقع، يذكر العهد القديم مرارًا أن يهوه هو مخلّصنا!
إقرأ إشعياء الثالث والأربعين الآيتين الثالثة والحادية عشرة.
سامي صابر: "لأني أنا يهوه إلهك قدوس إسرائيل، مخلّصك…أنا أنا يهوه، وليس غيري مخلّص"
يوسف راضي: لطالما كان إلهنا يتوق إلى إنقاذ الضالين. ولهذا السبب، يوحنا الثالث الآية السادسة عشرة– "لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ ياه الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ." – تتبعها مباشرة الآية السابعة عشرة التي تنص على ما يلي: "لأَنَّهُ لَمْ يُرْسِلِ ياه ابْنَهُ إِلَى الْعَالَمِ لِيَدِينَ الْعَالَمَ، بَلْ لِيَخْلُصَ بِهِ الْعَالَمُ.". إنها أخبار جيدة! غير معقولة!
وهذا يعني أن يهوه لا يريد أن يعاقبنا، بل يريد أن يخلّصنا. صبّ غضبه على يهوشوا حتى يغفر خطايانا.
أود أن أختم برومية الثالث الآيات الواحدة والعشرين حتى السادسة والعشرين. هلا تقرأها لنا؟
سامي صابر: وَأَمَّا الآنَ فَقَدْ ظَهَرَ بِرُّ يهوه بِدُونِ النَّامُوسِ، مَشْهُودًا لَهُ مِنَ النَّامُوسِ وَالأَنْبِيَاءِ، بِرُّ يهوه بِالإِيمَانِ بِيَهوشوا الْمَسِيحِ، إِلَى كُلِّ وَعَلَى كُلِّ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ. لأَنَّهُ لاَ فَرْقَ. إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ ياه ، مُتَبَرِّرِينَ مَجَّانًا بِنِعْمَتِهِ بِالْفِدَاءِ الَّذِي بِيَهوشوا الْمَسِيحِ، الَّذِي قَدَّمَهُ يهوه كَفَّارَةً بِالإِيمَانِ بِدَمِهِ، لإِظْهَارِ بِرِّهِ، مِنْ أَجْلِ الصَّفْحِ عَنِ الْخَطَايَا السَّالِفَةِ بِإِمْهَالِ ياه. لإِظْهَارِ بِرِّهِ فِي الزَّمَانِ الْحَاضِرِ، لِيَكُونَ بَارًّا وَيُبَرِّرَ مَنْ هُوَ مِنَ الإِيمَانِ بِيَهوشوا.
يوسف راضي: لهذا السبب يمكن للمؤمنين أن يثقوا به. فنحن مقبولون في الحبيب.
سامي صابر: في حقيبة البريد اليومي: كيف تسامح شخصًا لا يتوب أبدًا؟
وقفة منتصف البرنامج
أنتم تستمعونَ إلى راديو "فرصةُ العالمِ الأخيرة"!
راديو "فرصةُ العالمِ الأخيرة": نُعلّم العقول ونُعدّ القلوب لعودة المسيح المفاجئة!
إعلان
هل تعرف لماذا تحتفل بموت يهوشوا يوم الأحد؟ أو ربما تمارس العبادة يوم السبت معتقدًا بأنه سبت الوصية الرابعة.
الافتراضان خاطئان. الأحد ليس اليوم الذي أُقيم فيه يهوشوا والسبت ليس سبت الكتاب المقدس. لمعرفة سبب ممارسة غالبية العالم المسيحي العبادة في اليوم الخطأ أو الاحتفال باليوم الخطأ، عليك العودة لأكثر من ألف وخمسمئة سنة.
في القرن الرابع، حظّر مجمع نيقية على المسيحيين استخدام التقويم الكتابي. لهذا السبب، يحتفل معظم المسيحيين اليوم، بيوم الأحد. إنما هذا ليس كل شيء. تحت وطأة الاضطهاد الشديد الذي أعقب ذلك، تخلّى اليهود عن تقويمهم الكتابي. إذ قدّم هيليل الثاني، آخر رئيس للسنهدرين، قواعد التأجيل التي سمحت لليهود باحتساب شعائرهم الدينية وفقاً للتقويم الوثني اليولياني. ولهذا، يساوي معظم الناس اليوم، يوم السبت الحديث بيوم السبت الكتابي.
لكنّ العكس صحيح. في الواقع، لا يمكنك تبيّن السبت الكتابي الحقيقي أو اليوم الحقيقي لقيامة يهوشوا باستخدام التقويم الغريغوري الحديث. لمعرفة المزيد، ابحث عن فيديو فرصة العالم الأخيرة بعنوان "خدعة السبت الغريغوري: اخفاء السبت". يمكنك العثور عليه على موقعنا وعلى اليوتيوب بلغات مختلفة. شاهد "خدعة السبت الغريغوري: إخفاء السبت". تعرّف إلى كيفيّة دفن السبت الحقيقي واليوم الفعلي لقيامة يهوشوا.
البريد اليومي
سامي صابر: سؤال اليوم يأتينا من … ترشيش!
يوسف راضي: ماذا ؟؟
سامي صابر: دورهام Durham، في إنجلترا. أعتقد أنه يجب أن نبدأ بتسمية إنجلترا "ترشيش". فالاسم رائع.
يوسف راضي: سينظرون إليك بنظرات التعجب!
سامي صابر: هل تعلم أن القلعة في دورهام، التي بُنيت في القرن الحادي عشر وما زالت قيد الاستخدام لأكثر من تسع مئة عام، هي القلعة الوحيدة في إنجلترا التي لم يتم اختراقها مطلقًا؟
يوسف راضي: عجبًا! لا، لم أكن أعلم ذلك. من أين تأتي بقصصك هذه؟
سامي صابر: أحفظُ أحداث الواقع ولا أنساها. لو كان بإمكان محفظتي الاستيلاء على الجنيه وعدم تركه…!
يوسف راضي: إذن، ما السؤال الذي يأتينا من دورهام ؟
سامي صابر: السؤال يتعلق بالإساءة، الغضب، والعدالة؛ ظننته سيكون مثيرًا للاهتمام في ضوء مناقشة اليوم حول غضب يهوه.
كتبت جولي Julie: "لطالما كان والدي يسيء معاملتي لفظيًا وعاطفيًا. أعلم أن المسيح مات من أجل الجميع، لكن يزعجني التفكير في أبي الذي تبرع بحيواناته المنوية لإنجابي والذي لم يضطر أبدًا إلى تصحيح الخطأ الذي ارتكبه. يبدو أنه يتأرجح في مراحل الحياة، مدمرًا حياة الآخرين من دون أن يُحاسَب على الضرر الذي يسببه. أين العدل في ذلك؟ أشعر بارتباك من ذلك. أعْلم أنه يُفترض أن أسامحه، لكن لو فعلتُ ذلك، فهذا سيعني أن كل ما فعله لا بأس به، والأمر ليس كذلك. هل يمكنكم مساعدتي في حل هذا؟ فالأمر يزعجني ولا أريد الاستمرار في تحمل هذا العبء. كيف أسامحه وهو لا يزال يفعل ويقول الأمور الضارة عينها ولم يتوقف أبدًا عن ذلك؟"
يوسف راضي: أريد فقط أن أقول لـ جولي، أنا آسف للألم الذي اختبرتْه. ليس من إرادة يهوه أبدًا أن يعاني أي شخص كما تعانين.
أظننا نواجه الكثير من القضايا المترابطة هنا، وهذا ما يسبب لجولي بمثل هذا الصراع. الأول هو الرغبة الطبيعية في العدالة. فتعليقها بأن والدها يبدو أنه يتأقلم مع الحياة من دون أن يضطر إلى الاجابة عن كيفية تدميره لحياة الآخرين يكشف عن ذلك.
الثاني هو حاجة جولي الصحيحة والملحّة إلى توبة والدها. لا نريد مسامحة الجاني إذا كان سيعاود الكرة.
ثالثًا، الفرق بين "الانتقام" و"النقمة".
سامي صابر: لا نستخدم مصطلح الانتقام كثيرًا. ربما يمكنك توضيح الفرق بين الانتقام والنقمة؟
يوسف راضي: بالتأكيد. هلّا تجلب قاموسك القديم من هناك. ولنبحث عن تعريفات كلتا الكلمتين. اقرأ تعريف الانتقام أولاً.
سامي(مقلّبًا الصفحات): الانتقام … الانتقام. التعريف: "إلحاق الألم أو الضرر مقابل الضرر المسبَّب". يبدو وكأنه مجرد عقاب بالنسبة إلي.
يوسف راضي: واصل القراءة.
سامي صابر: "حسب الاستخدام الحديث، إحداث الألم عمدا وخبثا، خلافًا لقوانين العدل والإنسانية، مقابل الأذى أو الألم أو الشر الذي سبق أن تعرّض له الشخص؛ لننتقم ممن جرحنا أو أساء إلينا". نهاية الاقتباس
يوسف راضي: جولي تعرضت للأذى. وللظلم الشديد من الشخص الذي يُفترض أن يحبها ويحميها أكثر من غيره: والدها. ومما كتبته، هو لم يتغير. بل يستمر في إلحاق الأذى بالناس في حياته.
جولي لديها رغبة طبيعية جدًا في تحقيق العدالة. أريد أن أؤكد أنه لا حرج في رغبتها في العدالة. انتقل إلى إرميا، التاسع واقرأ الآيتين الثالثة والعشرين والرابعة والعشرين. هذا مقطع رائع يعطينا لمحة عن ذهن يهوه الداخلي.
سامي صابر:
« هكَذَا قَالَ يهوه:
لاَ يَفْتَخِرَنَّ الْحَكِيمُ بِحِكْمَتِهِ، وَلاَ يَفْتَخِرِ الْجَبَّارُ بِجَبَرُوتِهِ، وَلاَ يَفْتَخِرِ الْغَنِيُّ بِغِنَاهُ.
بَلْ بِهذَا لِيَفْتَخِرَنَّ الْمُفْتَخِرُ: بِأَنَّهُ يَفْهَمُ وَيَعْرِفُنِي أَنِّي أَنَا يهوه الصَّانِعُ رَحْمَةً وَقَضَاءً
وَعَدْلاً فِي الأَرْضِ، لأَنِّي بِهذِهِ أُسَرُّ، يَقُولُ يهوه.
يوسف راضي: هل فهمت ذلك؟ من المهم أن يهوه صانع ماذا؟
سامي صابر: رحمة وقضاء وعدل
يوسف راضي: وبماذا يُسر؟
سامي صابر: بالرحمة والقضاء والعدل.
يوسف راضي: يهوه يُسر، يسعد ويرضى بالعدل. لذلك لا حرج في أن نرغب في العدل. والظلم من صفات الشيطان.
سامي صابر: أنا سعيد لأنك قلتَ ذلك. أحيانًا، كمسيحيين، لدينا هذه الفكرة المختلطة أنه نظرًا لأنه يُفترض أن ندير الخد الآخر، يُفترض أن نستمر في تحمل سوء المعاملة.
ذلك واضح في العلاقات المسيئة. ويمكن أن تكون الإساءة في كلا الاتجاهين. نميل إلى التفكير في الرجال الذين يسيئون إلى النساء. لكن، يمكن للمرأة أن تسيء إلى الرجال. الإساءة في كلا الاتجاهين. وبالنسبة إلى أولئك الذين يكونون بأمان، يسهل عليهم إخبار الشخص الذي تعرض للإيذاء أنه يحتاج إلى الصلاة أكثر والمسامحة أكثر وعدم المواجهة والانتظار. وأن يدير الخد الآخر على أمل أن يتحول المعتدي ويصبح شخصا طيبًا.
يوسف راضي: هذا صحيح – ومحزن – فغالبًا في علاقة الزواج نتوقع من الأطراف التي تعرضت للإيذاء أن تتحمل سلوكًا لن نسمح به في أي علاقة أخرى. إذا لم نتحمل شخصًا يخوننا أو يكذب علينا أو عنا، إذا لم نتحمل شخصًا يفقد صوابه ويعنفنا، فينبغي ألا نتوقع أن يتحمل شخص آخر ما لن نتحمله نحن.
لكن إرميا يخبرنا أن يهوه يُسر – يُسر ويرضى – بالرحمة والقضاء والعدل.
سامي صابر: حسنًا ولكن، لحظة. نعم، يهوه يُسر بالعدالة. لكن، طُلب منا أن ندير الخد الآخر. كيف تتصالح مع الأمر؟ هل يُفترض أن يستمر شخص ما في علاقة مسيئة له؟ أنا أتحدث عن أي علاقة مسيئة. كمسيحي، ما هو ردنا المفترض؟ لأنه، من تجربتي الشخصية، يُصاب الشخص الذي يتعرّض للإساءة بالإحباط عندما يخطئ شخص ما بحقه … ويسيء إليه ويظلمه ويستمر في كل ذلك.
عندما سأل بطرس عما إذا كان من المفترض أن يغفر لأخيه سبع مرات، قال له يهوشوا أن يغفر سبعين مرة ضرب سبعة. في الأساس، بغض النظر عن عدد المرات التي ظلمه شقيقه، كان من المفترض أن يستمر في مسامحته. هل هذا يعني – وأنا أسأل هذا لأنني لا أعرف – هل هذا يعني أن الطفل الذي تعرض لسوء المعاملة، والزوجة التي تعرضت لسوء المعاملة، عليهما ببساطة الاستمرار في تحمل الإساءة؟ أو أن تبقى في صداقة أو شراكة عمل عندما يخطئ الطرف الآخر بحقك؟
يوسف راضي: لا، على الإطلاق. انتقل إلى يوحنا السابع. في الأصحاح السادس، أخبر يهوشوا الجموع أنه خبز الحياة. وقد تسبب ذلك في ابتعاد الكثيرين عنه وغضب القادة اليهود لأنهم فهموا مغزى ما كان يقوله. الآن، اقرأ يوحنا السابع الآية الأولى.
سامي صابر: وَكَانَ يهوشوا يَتَرَدَّدُ بَعْدَ هذَا فِي الْجَلِيلِ، لأَنَّهُ لَمْ يُرِدْ أَنْ يَتَرَدَّدَ فِي الْيَهُودِيَّةِ لأَنَّ الْيَهُودَ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يَقْتُلُوهُ.
يوسف راضي: لا خطأ في وضع حد لسوء المعاملة. ونظرًا لأننا لا نستطيع التحكم في سلوك الشخص الآخر، عادةً ما تكون الطريقة الوحيدة التي يمكننا من خلالها وضع حد للإساءة هي تخطي هذا الموقف. كل حالة مختلفة. يجب أن نصلي من أجل الأشخاص الذين يعيشون مثل هذه المواقف. لكن، يجب ألا نحكم على شخص ما لأنه تصرّف حسبما ما يجده مناسبًا لوقف الإساءة، حتى لو كان ذلك يعني الابتعاد عن الآخر.
كل هذا يتعلق بمشكلة جولي لأن أكثر ما يسبب الاستياء في هذه المواقف هو أن الشخص الآخر، المعتدي، لا يتغير أبدًا. ولا يمكننا إجباره على التغيير! لا نستطيع القيام بذلك. لذا إن الاستياء والإحباط يتراكمان ومعهما تنشأ الرغبة في الانتقام. وذلك عندما يبدأ الأشخاص بالتصدي للشخص المسيء وتحقيق "العدالة" بأيديهم.
سامي صابر: أحيانًا، يخشى الأشخاص أن يغفروا للآخرين. فهم يظنون أنهم إذا سامحوا، فهذا يعني أن ما حدث لم يكن سيئًا أو خاطئًا. كيف تعالج هذه المسألة؟
يوسف راضي: برأيي هم لا يفهمون الغفران الحقيقي.
فالغفران لا يعني أن الخطأ الذي حدث لم يكن سيئًا أو أن كل الأمور على ما يرام. ولا يعني أنه يجب عليك نسيان الأمر ومتابعة حياتك كما لو أنه لم يحدث شيء. في بعض الأحيان، لا يمكنك ذلك. حتى إنه يتعيّن عليك في بعض الأحيان، تخطي الموقف السيئ، تمامًا كما فعل يهوشوا عندما ركّز خدمته في الجليل بدل اليهودية.
ما تريده جولي ولا تحصل عليه هو التوبة. التوبة الحقيقية هي أكثر من مجرد الندم على ارتكاب أمر ما. هذا يعني أنك آسف جدًا لأنك توقفت عن فعل ما تسبب في مثل هذه الإساءة للشخص الآخر.
لا أعرف ما إذا كانت جولي ترغب في ذلك. ولكن، غالبًا ما يكون الشخص، في مثل هذه المواقف، على استعداد للتسامح إذا توقف الشخص الآخر عن إيذائه.
سامي صابر: يبدو ذلك منصفاً.
يوسف راضي: ولكن هذا يجعل الغفران مشروطًا بالتوبة. غير أن الإثنين غير مرتبطين. إنه سبب أهمية تحديد شروطنا.
اسمع، التسامح هو ببساطة خيار نتخذه.
سامي صابر: هذا لا يبرر الخطأ الذي ارتكبه الشخص الآخر.
يوسف راضي: البتة. المسامحة تعني ببساطة أننا سنتوقف عن محاولة الانتقام، ولن نحاول الانتقام من الشخص الآخر. هذا كل ما في الأمر. سنضع المسألة جانبًا ونمضي قدمًا في حياتنا.
سامي صابر: ولكن كيف يفترض بك أن تفعل ذلك عندما تتعرض للظلم الشديد؟ لأن، كلانا يَعلم أنه لا يمكننا التحكم بسلوك شخص آخر. من الصعب "وضع الأمر جانبًا"، كما تقول، والمضي قدمًا بحياتنا عندما لا يتوب الشخص المسيء. عندما يبقى على السلوك الضار نفسه. كيف يفترض بك أن تضع الأمر جانباً وأن تمضي قدماً؟
يوسف راضي: من خلال فهمنا للنقمة. فالنقمة والانتقام ليسا مماثلين. سبق أن قرأت تعريف الانتقام. الآن، أريدك أن تقرأ تعريف النقمة.
سامي صابر: حسنًا. يقول:
إلحاق الأذى بالآخر مقابل التعرض لضرر أو لسوء معاملة. إن مثل هذا الأذى، عندما يكون ناتجًا عن حقد أو مجرد استياء، ولا يكون ضروريًا لغرض العدل، فهو انتقام، وجريمة بشعة. عندما ينشأ مثل هذا الانتهاك من مجرد حب العدل، وضرورة معاقبة الجناة لدعم القوانين، فهو نقمة ومبرر وعادل. في هذه الحالة، النقمة هي مجرد عقاب أو جزاء. هذا التعريف الأخير، يُستخدم في الكتاب المقدس، وكثيراً ما يُطبق على العقوبات التي يفرضها الله على الخطأة.
يوسف راضي: جولي وأي شخص آخر تعرض للظلم أو للإساءة في أي وقت، يريد العدالة. هذه صفة إلهية! يهوه نفسه يفرح بالعدالة. تتأجج مشاعر الانتقام عندما نشعر أن العدالة لن تتحقق أبدًا. هذا غير عادل وردّ فعلنا العاطفي هو حجب المسامحة ما لم يتب الشخص المسيء أو وإلى أن يتوب، وهو ما يترجم إلى: حتى يتوقف الشخص عن ظلمنا والإساءة إلينا.
ولكن التسامح هو خيار نتخذه. وهو لا يعتمد على تصرفات الشخص المسيء تجاهنا أو عدم إساءته إلينا. يمكننا أن نختار أن نضع الأمر جانبًا وأن نمضي قدمًا عندما نفهم بشكل صحيح ما هي النقمة. النقمة الإلهية هي رد يهوه على الشوق المحبَط إلى العدالة.
انتقل إلى التثنية الثاني والثلاثين واقرأ لنا الآية الخامسة والثلاثين. هذا ما يسمح لنا أن نغفر حتى عندما لا يتوقف الشخص المسيء عن إساءته إلينا.
سامي صابر:
لِيَ النَّقْمَةُ وَالْجَزَاءُ. فِي وَقْتٍ تَزِلُّ أَقْدَامُهُمْ. إِنَّ يَوْمَ هَلاَكِهِمْ قَرِيبٌ وَالْمُهَيَّآتُ لَهُمْ مُسْرِعَةٌ.
يوسف راضي: النقمة هي العدل. وليست انتقامًا. إنها عدالة. هذه نقطة مهمة لدرجة أن بولس اقتبس هذه الآية في رومية. فلنقرأها. رومية الثاني عشر الآيات السابعة عشرة حتى التاسعة عشرة. فلنفهمها في سياقها.
سامي صابر: لاَ تُجَازُوا أَحَدًا عَنْ شَرّ بِشَرّ. مُعْتَنِينَ بِأُمُورٍ حَسَنَةٍ قُدَّامَ جَمِيعِ النَّاسِ. إِنْ كَانَ مُمْكِنًا فَحَسَبَ طَاقَتِكُمْ سَالِمُوا جَمِيعَ النَّاسِ. لاَ تَنْتَقِمُوا لأَنْفُسِكُمْ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، بَلْ أَعْطُوا مَكَانًا لِلْغَضَبِ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ:« لِيَ النَّقْمَةُ أَنَا أُجَازِي يَقُولُ يهوه.
يوسف راضي: عندما نَعلم أن يهوه قد وعد بتحقيق العدالة لنا، يمكننا ترك الأمر بين يديه بأمان. هذا هو الغفران. اختيار عدم السعي لتحقيق العدالة بأنفسنا. هذا كلّ ما في الأمر. هذا لا يعني أن ما فعلوه كان تصرفاً طيباً ومقبولاً. هذا لا يعني حتى، أنه يجب أن نبقى على علاقة مع المعتدي. بل يعني ببساطة أننا سنتوقف عن محاولة الانتقام. سنترك هذا الأمر ليهوه، لأننا نَعلم أن عدله أفضل من كلّ ما يمكن أن نفعله على الإطلاق.
سامي صابر: وستكون عدالة بحتة، لا أكثر. أعتقد أننا أحيانًا في جهودنا المحبطة لتحقيق العدالة، نتخطى الأمور. أما مع يهوه، فيمكننا أن نثق بأن العدالة الحقيقية ستتحقق.
يوسف راضي: وهنا يمكننا أن نغفر للآخر. في هذه المرحلة، لا يهم ما إذا كان الشخص الذي ظلمنا قد "تاب" أو لا. لا يزال بإمكاننا اتخاذ القرار الواعي بعدم السعي للانتقام. ويمكننا اتخاذ القرار الواعي والصائب لوضع الأمر جانبًا والمضي قدمًا. هذا هو الغفران. والسبب الكامل وراء خيارنا هذا هو أنه حصلنا على تأكيد من يهوه بأنه سيحقق لنا العدالة.
سامي صابر: هذا مطمئن جداً. عندما نَعلم أن يهوه سيحقق العدالة لنا، لا نضطر حتى إلى تحمل ضغينة. يمكننا ترك الأمور بين أيدي يهوه.
يوسف راضي: وهذه المغفرة.. وهي تشفينا.
سامي صابر: وهي أمر يمكننا جميعًا فعله.
إذا كنتم ترغبون في إرسال سؤال أو تعليق إلينا، ما عليكم سوى الانتقال إلى موقعنا WorldsLastChance.com/arabic والنقر على رمز راديو فرصة العالم الأخيرة. يروقنا التواصل معكم.
التالي: ناديا يعقوب مع وعد اليوم.
وعد اليوم
مرحبًا! هنا راديو فرصة العالم الأخيرة، معكم ناديا يعقوب في وعد اليوم من كلمة ياه.
يوحنا الخامس عشر الآية الثالثة عشرة تقول: لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هذَا: أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِهِ.
في الرابع والعشرين من شباط / فبراير عام ألفين وإثنين وعشرين، غزت روسيا أوكرانيا وتفاقمت الأزمة بين البلدين التي كانت بدأت عام ألفين وأربعة عشر. حتى إعداد الفقرة، تُقدر خسائر الأرواح البشريّة بعشرات الآلاف وفرّ ما يقارب السبعة ملايين وأربع مئة ألف أوكراني من بلادهم للحصول على الأمان في الدول المجاورة.
رجل من هؤلاء، فرّ أفراد عائلته من منزله – سأدعوه Vasyl لأنه ليس من الآمن استخدام اسمه الحقيقي-. و Vasyl هذا كان يملك شاحنة صغيرة. رغم الخطر والقصف، حمل عائلته بأكملها في شاحنته وقادهم عبر الحدود إلى رومانيا. هناك، استضافت إحدى العائلات اللاجئين بكل محبة في منزلهم. لكنّ Vasyl لم يبق معهم. حالما تأكّد من أن عائلته بأمان واستقرت، حمّل شاحنته بالإمدادات وعاد عبر الحدود إلى أوكرانيا. وهو يوزّع الإمدادات على أيّ شخص بحاجة إليها قبل أن يعود لإعادة تخزين شاحنته ويغامر مرة أخرى ويواجه المخاطر، لمساعدة الغرباء الذين هم في أمس الحاجة إليها.
يقول أدريان Adrian، وهو رجل محلي يساعد في تخزين شاحنة Vasyl ، اقتبس: "تضحية [فاسيل] ملهمة. يتطلب الأمر قلبًا ملتزمًا وثقة عميقة بـ [يهوه] لتكون قادرًا على اتخاذ هذه الأنواع من الخيارات التي تضع احتياجات الآخرين قبل احتياجاتك".
يوئيل الثاني يقول:
وأُعوِّضُ لكُمْ عن السِنينَ التي أكلَها الجَرادُ، الغَوْغاءُ والطَيّارُ والقَمَصُ، جيشي العظيمُ الذي أرسلتُهُ عليكم. فتأكلونَ أكلًا وتشبَعون وتُسبّحونَ اسمَ يهوه إلهِكُم الذي صنَع معكم عَجَبًا ولا يَخْزَى شعبي إلى الأبد. وتعلمونَ أنّي أنا في وسْطِ إسرائيلَ وأني أنا يهوه إلهُكُمْ وليس غيري ولا يَخْزى شعبي إلى الأبد. (يوئيل 2: 25-27).
لقد مُنحنا وعوداً عظيمة وثمينة. إبدأوا بالمطالبة بها.
الجزء 3
سامي صابر: علي أن أقول إن حلقة اليوم ساعدتني على رؤية "غضب" يهوه من منظور مختلف. وهو أمر مريح ومطمئن!
عندما كنت طفلاً، تعلمت أنه من الخطأ أن أفقد أعصابي. وقد تم تفسير هذا على أنه "من الخطأ أن أغضب". لذا، فإن "الغضب" لطالما كان أمرًا مخيفًا.
يوسف راضي: هل كان من الآمن أن تغضب في منزلك عندما كنت طفلاً؟
سامي صابر: إنها طريقة مثيرة للاهتمام للتعبير عن الأمر.
لا. عندما أفكر في الأمر، أرى أنه ليس آمنًا أن نغضب. كان يحق لوالدي أن يغضب. وكان يغضب أحيانًا كثيرة ـ ولكن إذا غضب باقي أفراد الأسرة، فهذا كان يجعل الأمور أسوأ بكثير. لذا، تَعلّمنا ألا نغضب أبداً. أو على الأقل أن نكبح غضبنا.
يوسف راضي: وهذا ليس صحيًا من الناحية العقلية أو العاطفية.
سامي صابر: ليس كذلك حقًا.
يوسف راضي: ما لم يفهمه كثير من المؤمنين هو أن الغضب بحد ذاته ليس خطيئة. بل ما تفعله حين تغضب. هل تهاجم؟ إذا صرخ رئيسك في وجهك، فهل تذهب إلى المنزل وتصرخ في وجه زوجتك، أو تصفع طفلك، أو تركل الكلب؟ تفريغ غضبك على الآخرين هو ردّ فعل لقلب ساقط.
ولكنّ الغضب بحد ذاته قد يكون استجابة صحية للغاية للظلم. وحان الوقت لننظر إلى الأمر من هذا المنظور. يهوه لا يفقد أعصابه أبدًا.
سامي صابر: ألا يروقنا ذلك؟!
يوسف راضي: بلى وهذا أمر جيد! لكنّ غضب يهوه جزء من عدالته. والعدالة أمر طيب! ينبغي للمؤمنين ألا يخافوا من عدالة يهوه. وشعور يهوه بالعدالة، عدالته ـ هو الذي يطمئننا إلى أننا بأمان.
لستَ كاملاً. لا يمكنك أن تكون كاملاً ما دمت تمتلك طبيعة ساقطة. لكنّ يهوه يعرف هذا. ولأن عدالته قد تحققت في يهوشوا. أنت بمأمن من مرحلة العقاب في غضبه. فهو يحبك وأنت مقبول في الحبيب.
سامي صابر: آمين! الحمد لله على ذلك.
حسنًا، أشكركم على الانضمام إلى حلقة اليوم. إذا استمتعتم بما سمعتم وترغبون في مشاركته مع شخص آخر، فالبرامج التي بُثّت سابقًا متاحة على موقعنا: WorldsLastChance.com/arabic. ما عليكم سوى النقر على رمز راديو فرصة العالم الأخيرة والبحث عن الحلقة مئتين وسبعة وستين وعنوانها: "أخبار سارة عن الغضب الإلهي!"
نأمل أن تتمكنوا من الاستماع إلينا غدًا من جديد، وحتى ذلك الحين، تذكروا: يهوه يحبكم. . . وهو جدير بثقتكم!
تسجيل الخروج
كنتم تستمعون إلى راديو فرصة العالم الأخيرة.
هذه الحلقة والحلقات السابقة من راديو فرصة العالم الأخيرة متاحة للتنزيل على موقعنا. إنها رائعة للمشاركة مع الأصدقاء ولاستخدامها في دراسات الكتاب المقدس! كما أنها مصدر ممتاز لأولئك الذين يعبدون يهوه بمفردهم في المنزل. للاستماع إلى الحلقات التي بُثّت سابقًا، زوروا موقعنا WorldsLastChance.com/arabic وانقروا على رمز راديو فرصة العالم الأخيرة المعروض على صفحتنا الرئيسية.
في تعاليمه وأمثاله، لم يقدّم المخلّص أي "علامات للأزمنة" يجب الانتباه إليها. بدل ذلك، فحوى رسالته كان… اليقظة المستمرة. إنضموا إلينا مرة أخرى غدًا للحصول على رسالة أخرى مليئة بالحق بينما نستكشف مواضيع مختلفة تركّز على عودة المخلّص وكيفية العيش في استعداد دائم للترحيب به بحرارة عندما يأتي.
راديو فرصة العالم الأخيرة: نُعلّم العقول ونُعدّ القلوب لعودة المسيح المفاجئة.