الحلقة 275
خمس مغالطات منطقيّة في عقيدة الثالوث
تحتوي عقيدة الثالوث الوثنيّة على مغالطات غير منطقيّة تثبت خطأها.
أهلًا بكم الى راديو فرصة العالم الأخيرة، التابع لخدمة راديو فرصة العالم الأخيرة وورلدز لاست تشانس، وهو خدمة مخصّصة لتعلّم كيفيّة العيش في استعداد دائم لعودة المخلّص.
طوال ألفي عام، والمؤمنون من كل جيل يتوقون إلى أن يكونوا الجيل الأخير. ولكن، خلافًا للاعتقاد الشائع، لم يعطِ المسيح المؤمنين «علامات الأزمنة» لينتبهوا إليها، بل على العكس، حذّر يهوشوا مراراً من أن مجيئه سيفاجئ حتى المؤمنين. وأوصاهم بإلحاح بأن يكونوا مستعدين دائمًا إذ قال:
" لِذَلِكَ كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا مُسْتَعِدِّينَ، لِأَنَّهُ فِي سَاعَةٍ لَا تَظُنُّونَ يَأْتِي ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ." (متى٢٤: ٤٤)
راديو فرصة العالم الأخيرة: نُعلّم العقول ونُعدّ القلوب لعودة المسيح المفاجئة.
الجزء الأوّل
سامي صابر: أسمعتَ بكتاب "التفنيدات السفسطائية"؟ إنه كتابٌ لأرسطو. يبدو أنه كان أوّل من وضع قائمةً مُحددةً للأخطاء المنطقيّة. وكان هدفه تسهيل دحض حجج الخصم والفوز في حرب الكلام. وقد حدّد في كتابه ثلاث عشرة مما نُسميه اليوم "مغالطة منطقيّة".
مرحبًا، أنا سامي صابر وأنتم تستمعون إلى راديو فرصة العالم الأخيرة حيث نغطي مواضيع متعلّقة بالكتاب المقدس، والنبوءة، والتقوى العمليّة، والمعتقدات الكتابيّة، والعيش في استعداد دائم لعودة المخلص غير المتوقّعة، بغض النظر عن موعدها.
اليوم، سيشاركنا يوسف خمسة جوانب محدّدة تعجز فيها عقيدة الثالوث عن أن تكون منطقيّة، أو على الأقل متسقة. لاحقًا، أعدّت ناديا يعقوب وعدًا آخر من وعودها اليوميّة. وسيكون هذا الوعد ذا معنى خاص لكلّ من شعر يومًا بالوحدة أو الإرهاق من الحياة، أو المشكلات، أو… أي أمر قد يُسبب لك التوتّر.
حسنًا، سأترك الكلام لك. يوسف؟
يوسف راضي: شكرًا سامي!
هل سمعتَ بالأمراض المصاحِبة؟
سامي صابر: أجل، أليست… عندما يُصاب الشخص بمرضين أو أكثر؟ مثلاً، يُصاب بالالتهاب الرئوي والتهاب الزائدة الدوديّة ومشكلات في الغدّة الدرقيّة في آنٍ واحد.
يوسف راضي: نوعًا ما. إنها الفكرة الأساس. مع ذلك، غالبًا ما يكون الأمران مترابطين. مثلًا، إذا كان الشخص مصابًا بداء السكري، فمرجّح أن يكون مصابًا بالسمنة، لأنه إذا عانى جسمه صعوبة في التخلّص من السكر في الدم، فسيُخزّن السكر الزائد على شكل دهون.
لذا، يكون الوزن الزائد عرضًا مصاحبًا لمرض السكري. وهذا بدوره يؤدي إلى مشكلات أخرى، كارتفاع ضغط الدم. كما يسبّب انقطاع النفَس خلال النوم. وهذه كلّها أعراض شائعة لمرض السكري.
سامي صابر: فهمت. الأمر لا يتعلّق – فلنقل- بقشرة الرأس وظفر القدم الناشب، أو التهاب الحلق العقدي والتهاب الملتحمة. يجب أن يكون هناك ارتباط بينهما لتُعتبر حالة مرضية مشتركة.
يوسف راضي: نعم، في الأساس. تحدث هذه الأعراض في الوقت عينه لدى الشخص نفسه، وغالبًا ما تكون مترابطة، وقد تكون مزمنة.
أشرحُ هذا لأن عقيدة الثالوث تحمل في طياتها خمسة "أمراض مشتركة"، إن صح التعبير، تُظهِر مدى خلل هذا الاعتقاد برمته في المنطق. لا يمكن فصل عقيدة الثالوث الإلهي عن هذه الأمراض، فهي جزء لا يتجزأ منها. سأتحدث عن هذه الأمراض المشتركة الخمسة. وستجدون أنها جميعها أخطاء منطقية.
ولدينا الكثير للنظر فيه، لذا استعدوا.
سامي صابر: نعم، أرى أن لديك حزمة لا بأس بها من الأوراق هناك.
يوسف راضي: أجل، فطباعتي لبعض هذه العناصر أسرع من البحث عنها.
أول مشكلة سنتناولها تتعلق بطبيعة المسيح. إذا كنتَ من أتباع الثالوث وتؤمن بأن يهوشوا إله ولكنه مولود من مريم، فأنتَ تؤمن بأن له طبيعتين: طبيعة إلهيّة وطبيعة بشريّة.
سامي صابر: كمؤمن بالثالوث، علّموني أنه كان إلهًا بالكامل وإنسانًا بالكامل.
يوسف راضي: وهذا غير منطقي بتاتًا. فما هو؟ وبالتأكيد؟ حسنًا. الفكرة هي… إن كنت تؤمن بأن يهوشوا هو الله الابن، العضو الثاني في الثالوث الإلهي، فأنت تؤمن أيضًا بأن طبيعته البشريّة ليست جزءًا من الثالوث.
سامي صابر: لا، هذا هو السبب في أنه إنسانٌ كاملٌ وإلهٌ كاملٌ، على ما يبدو.
يوسف راضي: لكن هذا مستحيل. لا أحد يتمتع بطبيعة مزدوجة: لا البشر، ولا الملائكة، ولا الخالق تحديدًا. لا أحد يتمتع بها.
خذ… اقرأ الاقتباس الأوّل في الأعلى. ماذا يقول؟
سامي صابر: تمّ افتراض "الطبيعة البشريّة ليسوع. … فهو يملك طبيعتين… [واحدة] أبدية… وواحدة مخلوقة. … والأزليّة هي أحد أقانيم الثالوث… الطبيعة البشريّة ليست من الناحية الفنيّة جزءًا من الثالوث الذي يؤكد أن ثلاثة أقانيم لديهم طبيعة جوهرية واحدة… أما الطبيعة الإلهيّة ليهوشوا، فهي جزء من الثالوث."
يبدو مثل المستذئب!
يوسف(ضاحكًا): إنه اعتقاد مربك، هذا مؤكد.
ما هو الاقتباس التالي؟
سامي صابر: " الثالوث هو الآب والابن والروح القدس. يظن بعضهم أن "الابن" يعني الإنسان يسوع، وبالتالي فإن الإنسان جزء من الثالوث. وهذا غير صحيح."
يوسف راضي: إذًا، ليس مفترَضًا أن يكون ليهوشوا طبيعة مزدوجة فحسب، بل إن جزءًا من طبيعته منفصل. ليس جزءًا من الثالوث.
لكن إن لم تكن طبيعته البشريّة جزءًا من الثالوث، فماذا سيحدث لها؟ هل يأخذ إجازة من العمل؟ هل ينعزل في زاوية؟
سامي صابر: هل الطبيعة البشريّة للمسيح تُعرف بأنها ليست جزءًا من الثالوث؟
يوسف راضي: سؤال جيد! لا يمكن الفصل بينهما. وهذا أمرٌ لا يستطيع الثالوثيون تفسيره: كيف يُمكن أن يكون يهوشوا عضوًا في الثالوث… وفي الوقت نفسه، ليس عضوًا فيه؟ الحقيقة هي أنهم لا يستطيعون تفسيره.
سامي صابر: "إنه لغز أعظم من أن يستوعبه العقل البشري".
يوسف راضي: هذا بالضبط ما يدّعونه. يضعون أنفسهم في موقفٍ مُحرج، وعندما يعجزون عن معالجة التناقضات التي يثيرها ذلك منطقيًا، يسارعون إلى القول: "يا إلهي، هذا سرٌّ إلهي".
لكنّ الأمر ليس سيان في ما يتعلق بيهوه. ماذا يخبرنا التثنية التاسع والعشرون الآية التاسعة والعشرون؟
سامي صابر: أمهلني وقتًا للانتقال إليها.
يقول: "السَّرَائِرُ لِيهوه إِلهِنَا، وَالْمُعْلَنَاتُ لَنَا وَلِبَنِينَا إِلَى الأَبَدِ، لِنَعْمَلَ بِجَمِيعِ كَلِمَاتِ هذِهِ الشَّرِيعَةِ.".
يوسف راضي: طبيعة يهوه، وكذلك طبيعة يهوشوا، ليستا سرّين إلهيين. حتى مجرد إخبارنا بطبيعتهما يعني أنهما ليستا سرّين.
لا نعرف أي أسرار إلهية لأنها لم تُكشف بعد! هذا واضح تمامًا: الأسرار الإلهية لم تُكشف بعد. لذا، إذا كان موضوعًا للنقاش، فهو موضوع مكشوف. هذا يعني أنه ما من عقيدة غامضة جدًا ليتعذر على البشر فهمها. هذه مجرد محاولة لتبرير المغالطات المنطقيّة لهذا الخطأ السخيف.
ما الاقتباس التالي؟
سامي صابر: "من الصعب العثور على مصطلحات إنسانية تعبّر عن كيف يكون الله واحد وثلاثة أشخاص متميّزين في الوقت عينه".
يوسف (يضحك): هذا لغز بالتأكيد!
سامي صابر: يقول التالي: "التجسد هو لغز، لأنه في حين يمكنك أن تؤمن بأن الله أصبح إنسانًا، لا تستطيع أن تفهم الوحدة العميقة بين الطبيعة الإلهيّة والطبيعة البشريّة".
يوسف راضي: إذًا، أهناك وحدة بين الطبيعة الإلهيّة والطبيعة البشريّة؟ أو انفصال؟ أيهما صحيح؟ لا يمكن أن تكون كلتيهما. وكيف تعرف أن هذا صحيح إذا لم تستطع تفسيره أو استيعابه؟
سامي صابر: نقطة جيدة.
يوسف راضي: انتقل إلى كورنثوس الأولى، الرابع عشر واقرأ الآية التاسعة، لأننا إذا لم نتمكن من فهم أمر ما، أو إن لم يُفسَّر منطقيًا، فأنا أقول: ينبغي عدم تدريسه.
تفضّل.
سامي صابر: هكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا إِنْ لَمْ تُعْطُوا بِاللِّسَانِ كَلاَمًا يُفْهَمُ، فَكَيْفَ يُعْرَفُ مَا تُكُلِّمَ بِهِ؟ فَإِنَّكُمْ تَكُونُونَ تَتَكَلَّمُونَ فِي الْهَوَاءِ!
حقًا! هذا صحيح تمامًا. الخطأ فوضى عارمة. الحقيقة واضحة ومنطقيّة ومتسقة دائمًا.
يوسف راضي: لا يرد في الكتاب المقدس ما يشير إلى أن ليهوشوا قسمين مختلفين ومتميزين. في الواقع، طريقة المخلص المفضلة للإشارة إلى نفسه كانت… ماذا؟
سامي صابر: "ابن الإنسان".
يوسف راضي: صحيح. لطالما أشار يهوشوا إلى نفسه على أنه: "ابن الإنسان".
- لوقا التاسع عشر الآية العاشرة: "لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ لِكَيْ يَطْلُبَ وَيُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ»."
- مرقس الثاني الآية العاشرة: "وَلكِنْ لِكَيْ تَعْلَمُوا أَنَّ لابْنِ الإِنْسَانِ سُلْطَانًا عَلَى الأَرْضِ أَنْ يَغْفِرَ الْخَطَايَا»."
- متى السادس والعشرون الآية الرابعة والستون: "مِنَ الآنَ تُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ جَالِسًا عَنْ يَمِينِ الْقُوَّةِ"
سامي صابر: أعمال الرسل السابع الآية السادسة والخمسون: «هَا أَنَا أَنْظُرُ السَّمَاوَاتِ مَفْتُوحَةً، وَابْنَ الإِنْسَانِ قَائِمًا عَنْ يَمِينِ ياه».
يوسف راضي: إنها رائعة، وهي من محاكمة إستفانوس.
سامي صابر: ظننتُه قال هذا عندما مات حين كانوا يرجمونه.
يوسف راضي: لا. قال ذلك في المحاكمة، وهذا ما أغضبهم كثيرًا لدرجة أنهم سدوا آذانهم وهرعوا به إلى خارج المدينة وقتلوه.
ما أقصده هو أن هذه العبارة تُستخدم كثيرًا في العهد الجديد. وماذا تعني؟ إنها مشتقة من الكلمة اليونانية anthrōpǒs.
سامي صابر: تشبه كلمة anthropology أي "عِلم الإنسان".
يوسف راضي: إنها الكلمة الأصلية التي اشتُقت منها كلمة "أنتروبولوجيا"، وتعني حرفيًا الإنسان . لذا، أكّد يهوشوا بكل الطرق الممكنة على طبيعته البشرية، ولم يدّعِ أبدًا أنه إله. كان بإمكانه ذلك. إذ كانت لديه المفردات اللازمة لفعل ذلك، لكنه لم يفعل.
في إشعياء الأول الآية الثامنة عشرة، نقرأ "هلمَّ نتحاجَّج يقول يهوه". إذا بحثتَ عن كلمة "تحاجَّ" في القاموس العبري، فستجدها " ياكاش ". في الواقع، لمَ لا تفعل ذلك؟ إنه الرقم ثلاثة آلاف ومئة وثمانية وتسعون. واقرأ لنا التعريف.
سامي صابر: حسنًا… تقول: "أن تكون على حق… أن تجادل؛ أن تتسبب في اتخاذ قرار، أو تبرير، أو إدانة… ياكاش تعني، "أن تقرر، أن تثبت، أن تقنع، أن تحكم"."
يوسف راضي: تروقني هذه الآية لأنها تُظهر أن يهوه مستعدٌّ لمخاطبة العقل. ليس علينا أن نؤمن إيمانًا أعمى؛ فإيماننا مبنيٌّ على الأدلة! ويهوه مستعدٌّ وقادرٌ على توفير كل المنطق الذي نحتاج إليه لنقتنع بذلك!
لا يتوافر أي من هذا في عقيدة الثالوث. يا له من إيمان أعمى! لا يمكنك حتى فهمه. بالتأكيد لا يمكنك تعليم ما لا تفهمه. حتى لو تجاهلتَ جميع الأدلة الكتابية التي تثبت الطبيعة الوحدانية الحقيقية ليهوه والطبيعة البشرية الحقيقية ليهوشوا، فهذا يُمثل علامة تحذيرية كبيرة، لأن الحقيقة منطقية. دائمًا ما يكون الخطأ هو المُربك.
سامي صابر: ما يُثير استغرابي هو أنه من يُسمّون "بالخبراء"، أي علماء الكتاب المقدس، يدركون هذا! يدركون أن عقيدة الثالوث مُبهمة ولا يُمكن إثباتها من الكتاب المقدس. ومع ذلك يُعلّمونها.
استمع إلى هذا: إنه الاقتباس التالي في قائمتك هنا. وهو من المجلد الخامس عشر من موسوعة الدين. يقول: "يتفق علماء اللاهوت على أن العهد الجديد لا يتضمن أيضًا عقيدة صريحة عن الثالوث".
يوسف راضي: ألا ترى أنه من الغريب عدم ذكر عقيدة الثالوث صراحةً في الكتاب المقدس؟ مع أن هذا الاعتقاد الذي يدّعيه أتباع الثالوث هو أساس المسيحية، لماذا لا ترد رسالة مطولة لبولس عنه؟ أو على الأقل بيانًا واضحًا جدًا من المسيح؟
سامي صابر: أجل. لا يرد أي أمر كهذا في الكتاب المقدس.
وإذا قال أحد مستمعينا: "أجل، ولكن ماذا عن الآية السابعة في يوحنا الأولى الخامس التي تقول: "فَإِنَّ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي السَّمَاءِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الآبُ، وَالْكَلِمَةُ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ. وَهؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ."، حسنًا… أحمل خبرًا سيئًا لكم. لم يكتب يوحنا هذه الكلمات أبدًا. في الواقع، لم تظهر في أيٍّ من أقدم المخطوطات. لم تظهر في أيٍّ من المخطوطات القديمة إلا بعد ألف عام من ميلاد المسيح! لذا، لا يُمكنكم استخدام ذلك كدليل على ورود عقيدة الثالوث في الكتاب المقدس.
يوسف راضي: معك حق سامي. شكرًا لك على توضيح ذلك.
في الحقيقة إن هذه عقيدة وثنية. ليست كتابية. وعلماء العهد الجديد يَعلمون أن عليك البحث في مصادر خارج الكتاب المقدس إذا أردت أي دليل. ولكن ما هو هذا الدليل إذا كان من خارج الكتاب المقدس؟ أعني، إذا أردت البحث في مصادر خارج الكتاب المقدس لتأكيد أحداث تاريخية مختلفة، فلا بأس. لكنّ العقيدة؟ لا…. لا وألف لا..
لم يُشدّد يهوشوا على إنسانيّته فحسب، بل فعل ذلك أيضًا كُتّاب العهد الجديد الآخرون. انتقل إلى العبرانيين العاشر وإقرأ لنا الآيتين الحادية عشرة والثانية عشرة. تتحدثان عن يهوشوا.
سامي صابر: "وَكُلُّ كَاهِنٍ يَقُومُ كُلَّ يَوْمٍ يَخْدِمُ وَيُقَدِّمُ مِرَارًا كَثِيرَةً تِلْكَ الذَّبَائِحَ عَيْنَهَا، الَّتِي لاَ تَسْتَطِيعُ الْبَتَّةَ أَنْ تَنْزِعَ الْخَطِيَّةَ. وَأَمَّا هذَا فَبَعْدَمَا قَدَّمَ عَنِ الْخَطَايَا ذَبِيحَةً وَاحِدَةً، جَلَسَ إِلَى الأَبَدِ عَنْ يَمِينِ اللهِ…"
يوسف راضي: إليك بعض النقاط. أولًا: يُشار إلى يهوشوا كإنسان. وبعد أن قدّم نفسه ذبيحة عن الخطايا، ماذا فعل؟
سامي صابر: جلس عن يمين يهوه.
يوسف راضي: لا، ليس هذا ما ورد. بل ورد أنه جلس عن يمين… من؟
سامي صابر: الله.
يوسف راضي: هذا صحيح. من البديهي أن يهوه هو الإله الحقيقي الوحيد. لكن استخدام هذا اللقب العام هنا مثير للاهتمام، على الرغم من وضعه إلى جانب الإشارة إلى يهوشوا كإنسان. يُبرز كاتب رسالة العبرانيين فرقًا واضحًا. لو كان يهوشوا إلهًا، فهل كان ليقول إنه "جلس عن يمين الله"؟
سامي صابر: لا!
يوسف راضي: انتقل الآن إلى يوحنا الثامن واقرأ الآيتين التاسعة والثلاثين والأربعين. هذه إحدى المرات العديدة التي هاجم فيها الفريسيون المسيح لفظيًا. لنرَ كيف يُشير إلى نفسه.
سامي صابر:
أَجَابُوا وَقَالُوا لَهُ: «أَبُونَا هُوَ إِبْرَاهِيمُ». قَالَ لَهُمْ يَهوشوا: «لَوْ كُنْتُمْ أَوْلاَدَ إِبْرَاهِيمَ، لَكُنْتُمْ تَعْمَلُونَ أَعْمَالَ إِبْرَاهِيمَ!
وَلكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي، وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللهِ. هذَا لَمْ يَعْمَلْهُ إِبْرَاهِيمُ.
يوسف راضي: من الواضح أن يهوشوا – وهو إنسان – منفصل عن "الله" لأنه سمع الحقيقة من "الله"! هل سمع الحقيقة من نفسه أو من يهوه؟
سامي صابر: من يهوه.
يوسف راضي: لأن يهوه وحده هو الله.
يتفق كُتّاب العهد الجديد الآخرون على هذا الرأي، والأوضح هو قول بولس في رسالته الأولى إلى تيموثاوس. فلننتقل إليها.. تِيمُوثَاوُس الأُولَى، الثاني، الآية الخامسة.
سامي صابر: "لأَنَّهُ يُوجَدُ إِلهٌ وَاحِدٌ وَوَسِيطٌ وَاحِدٌ بَيْنَ اللهِ وَالنَّاسِ: الإِنْسَانُ يَهوشوا،".
نعم، الأمر واضح وضوح الشمس.
يوسف راضي: أعلم أن شخصًا يؤمن بالثالوث سيقول، "أوه، كان بولس يتحدث عن طبيعته البشريّة".
لا، لم يكن كذلك. كان بولس مثقفًا وذا تعليم عال. فرّيسي من عائلة ثرية. والمرء لا يُصبح مثقفًا إلى هذا الحد إلا إذا كان ثريًا. كان يتمتع بكل المفردات لشرح الطبيعة الإلهية الثالوثية، لكن هذا لم يكن ما فعله. بدل ذلك، أكّد أن يهوشوا إنسان، وأنه كائن منفصل ومتميز، وليس إلهًا .
سامي صابر: يعجبني قولك: إن كُتّاب الكتاب المقدس امتلكوا "مجموعة واسعة من الكلمات" لشرح فكرة الثالوث. كانوا يتمتعون بالقدرة على صياغة هذا المفهوم بالكلمات. لكن كل ما يفعلونه مرارًا وتكرارًا هو القول إن يهوشوا إنسان، إنسان، "ابن الإنسان"، ولكنه مع ذلك مجرد إنسان، على عكس "الله" الذي هو، بالطبع، يهوه.
يوسف راضي: صحيح. وعندما يقول الكتاب المقدس إن يهوشوا كان إنسانًا، فهذا يعني أنه كان كذلك بكلّيته. وعندما يقول إن الآب أعظم منه، صدّق! الآن، لو كان يهوشوا "إلهًا" في أي جزء منه، لما استطاع أن يقول (كما فعل مرارًا) إن يهوه أعظم منه. لكان ذلك غير دقيق، ناهيك عن كونه مُخادعًا.
ليس للمخلص طبيعة مزدوجة. لا أحد كذلك! كل ما فعله وكل ما قاله كان ككيان متكامل، ولكنه شخص واحد. لم يكن أي أمر فعله أو قاله كيانًا ذا طبيعة منفصلة ومختلفة تمامًا.
سامي صابر: أجل، أعطيتَ الأمر تفسيرًا واضحًأ، ولو كان ليهوشوا طبيعة إلهية بأي شكل من الأشكال، لكان كذب في أقواله، مثل "أبي أعظم مني" و"لا أستطيع أن أفعل شيئًا من تلقاء نفسي". لو كان إلهًا كاملًا، حتى مع كونه إنسانًا كاملًا، لكانت هذه التصريحات غير صحيحة وغير دقيقة. ونعم: مخادعة وغير أمينة.
يوسف راضي: يؤكد الكتاب المقدس مرارًا وتكرارًا على أن يهوه وحده الإله. هذا يعني أن يهوشوا لا يملك، ولا يستطيع، أن يملك جزءًا منه ذا طبيعة إلهية. ويعني هذا، بالتالي، أن فكرة تمتّع يهوشوا بطبيعتين خاطئة تمامًا.
أودّ أن أستعرض بعض العبارات الواضحة جدًا في العهد الجديد التي تُصرّح بأن يهوه وحده هو الله. يرد ذلك في جميع أقسام العهد القديم، وكذلك في العهد الجديد. فلنبدأ بكُورِنْثُوسَ الأُولَى، الثامن الآيتين الخامسة والسادسة.
سامي صابر: حسنًا.
لأَنَّهُ وَإِنْ وُجِدَ مَا يُسَمَّى آلِهَةً، سِوَاءٌ كَانَ فِي السَّمَاءِ أَوْ عَلَى الأَرْضِ، كَمَا يُوجَدُ آلِهَةٌ كَثِيرُونَ وَأَرْبَابٌ كَثِيرُونَ. لكِنْ لَنَا إِلهٌ وَاحِدٌ: الآبُ الَّذِي مِنْهُ جَمِيعُ الأَشْيَاءِ، وَنَحْنُ لَهُ. وَرَبٌّ وَاحِدٌ: يَهوشوا الْمَسِيحُ، الَّذِي بِهِ جَمِيعُ الأَشْيَاءِ، وَنَحْنُ بِهِ.
يوسف راضي: "و" حرف عطف. يربط شيئين مختلفين. بولس يقول إنه بالنسبة إلى المؤمنين، لا يوجد سوى إله واحد حقيقي، وهو الآب.
… وهناك رب واحد: وهو يهوشوا. أي أن يهوشوا ليس إلهًا.
ويكرّر الأمر عينه في أفسس الرابع، الآية السادسة. إقرأها لنا.
إنها منتصف الجملة. اقرأ الآيات من الرابعة إلى السادسة.
سامي صابر: حسنًا، هذا أفضل. تقول: "جَسَدٌ وَاحِدٌ، وَرُوحٌ وَاحِدٌ، كَمَا دُعِيتُمْ أَيْضًا فِي رَجَاءِ دَعْوَتِكُمُ الْوَاحِدِ. رَبٌّ وَاحِدٌ، إِيمَانٌ وَاحِدٌ، مَعْمُودِيَّةٌ وَاحِدَةٌ، إِلهٌ وَآبٌ وَاحِدٌ لِلْكُلِّ، الَّذِي عَلَى الْكُلِّ وَبِالْكُلِّ وَفِي كُلِّكُمْ."
يوسف راضي: مرة أخرى: هناك إله واحد فقط، وهو ليس يهوشوا!
وهذا كله يتوافق مع تعاليم العهد القديم. فلنلقِ نظرة على ملاخي الثاني. اقرأ الجزء الأوّل من الآية العاشرة. يطرح ملاخي فيها بعض الأسئلة الاستقصائية.
سامي صابر: "أَلَيْسَ أَبٌ وَاحِدٌ لِكُلِّنَا؟ أَلَيْسَ إِلهٌ وَاحِدٌ خَلَقَنَا؟"
يوسف راضي: مواضع عدة في الكتاب المقدس كان من الممكن فيها شرح الطبيعة الثالوثية، أو على الأقل ذكرها صراحةً. لكن يمكنك البحث من التكوين إلى الرؤيا، ولن تجدها لأنها غير موجودة. لم يذكروها لأنها غير صحيحة.
هناك مغالطة منطقية سخيفة أخرى في عقيدة الثالوث وهي أنه لو كان ليهوشوا طبيعة مزدوجة، فإنه كان ليعرف وقت عودته … ولم يكن (ليعرفها) في الوقت عينه.
سامي (يضحك): لم أفكر في هذا من قبل، ولكنك محق!
يوسف راضي: نَعلم جميعًا أن "الله" عليم بكل شيء. إنه يَعلم كل شيء. لكنّ المؤمن بالثالوث سيحاول القول إن طبيعة يهوشوا الإلهية كان عليمة بكل شيء، لكنّ طبيعته البشرية لم تكن كذلك.
ولكن كيف ذلك؟ ما معنى ذلك؟ هل يعاني جانبه الإلهي فقدان الذاكرة؟ أو أن جانبه البشري يمثّل وحسب، متظاهرًا بأنه يجهل أي جزء من دماغه يعرف ذلك؟
سيقول الثالوثي إن معرفة يهوشوا كانت محدودة في طبيعته البشرية.
سامي صابر: حسنًا… أعني، ماذا يمكن أن يقولوا أيضًا؟
يوسف راضي: لكن هذا يُبرز سخافة هذه العقيدة. لو كان الجزء "الإلهي" من طبيعته يَعلم وقت عودته، فكيف أخفى تلك المعلومة عن الجزء "الإنساني" من طبيعته؟ ألا يُخاطب الجزء الإلهي الجزء البشري أو يتواصل معه؟ هل يُخفي الجزء الإلهي أسرارًا عن الجزء البشري؟ كيف لا يَعلمُ الجزءُ البشري؟ نحن نتحدث عن طبيعة المسيح بذاتها. هذا جزء لا يتجزأ من هويتك.
سامي صابر: أجل. اللغز العظيم الذي لا يفهمه أحدٌ منا!
يوسف(ضاحكًا): لغزٌ لأنه هراءٌ غير مفهوم! لكن جديًا: كيف يُمكن لشخصٍ أن يعرف أمرًا، وفي الوقت نفسه لا يعرفه؟ هذا ما يُريدنا الثالوثيون أن نصدقه عن المسيح.
من السخافة الادعاء بأن يهوشوا كان كليّ العِلم ومحدود المعرفة في آنٍ واحد. لو كان هذا صحيحًا، لكان كيانين منفصلين. لا يمكن تقسيم طبيعة أي شخص إلى قسمين بهذه الطريقة. هذا ببساطة غير ممكن. لا يمكنك حجب المعرفة عن نفسك، ولم يكن لدى يهوشوا عقلان مختلفان يتنقل بينهما.
سامي(ضاحكًا): ربما كان لديه صمام إغلاق خاص مخفيّ تحت شعره.
يوسف راضي: أنت تعرف ما أعنيه.
سامي صابر: أجل، وأنت محق. من هذا المنظور، يصعب تصديق أنني فكرت يومًا في أن طبيعة الثالوث الإلهية منطقية. هذا غير صحيح. لكن هذا خطأ. الحقيقة وحدها هي المنطقية.
وقفة منتصف البرنامج
أنتم تستمعونَ إلى راديو "فرصةُ العالمِ الأخيرة"
راديو "فرصةُ العالمِ الأخيرة": نُعلّم العقول ونُعدّ القلوب لعودة المسيح المفاجئة!
إعلان
هل تعرف ما تعينه كلمة "النائب"؟ فهي ليست مصطلحًا نستخدمه عادةً. في الواقع، أظن أن المرة الوحيدة التي سمعته يُستخدم فيها كان لوصف البابا. فالروم الكاثوليك يدّعون أن البابا هو خليفة المسيح.
"والنائب" هو أكثر من مجرد لقب كنسيّ. في الواقع، هو أكثر من مجرّد ممثل لشخص آخر. للنائب الحق القانوني في أن ينوب عن غيره. وتُعتبر كلماته صادرة عمن ينوب عنه. أفعال النائب هي، من الناحية القانونية، أفعال من يمثّله. وكما تتخيل، هذا دور بالغ الأهمية!
يُعلّم الكتاب المقدس أن ليهوه ممثلًا، ولكنه ليس البابا! يهوشوا هو النائب الشرعي ليهوه. هذا يعني أن كل فعل يقوم به المخلص، وكل كلمة ينطق بها، تُعتبر بمثابة فعل الآب وكلامه.
لتعلّم المزيد عن هذا الموضوع الرائع، استمعوا إلى الحلقة مئتين وثمانية وخمسين وعنوانها: "نائب يهوه (ليس البابا!)". أكرر، الحلقة مئتان وثمانية وخمسون: "نائب يهوه (ليس البابا!)" يمكنكم العثور عليها على موقعنا WorldsLastChance.com/arabic.
الجزء الثاني
يوسف راضي: "المرض المشترَك المنطقي الثالث" لعقيدة الثالوث، إن أردتَ تسميته هكذا، هو أنك إذا كنت تؤمن بأن يهوشوا كان إنسانًا بالكامل وفي الوقت عينه كان إلهًا بالكامل، فعليك بطريقة ما أن تؤمن بأن يهوشوا مات على الصليب … وفي الوقت نفسه، لم يمت على الصليب.
سامي صابر: ماذا؟ كنتُ مؤمنًا بالثالوث. ولم أنكر أبدًا موته على الصليب. لستُ متأكدًا من أنني أفهم ما تقوله.
يوسف راضي: حسنًا. اتّبع المنطق التالي. نَعلم أن "الله" خالد، أليس كذلك؟ سواء أكنت تؤمن، مثلنا، بأن يهوه وحده هو الله، وبالتالي فهو وحده من يتمتّع بالخلود الطبيعي وغير المكتسب، أو كنت تُعرّف الله بأنه الآب والابن والروح القدس، فإن "الله" خالد.
سامي صابر: بالتأكيد. إنها إحدى صفات الألوهية. الألوهية، بحكم طبيعتها، لا يمكن أن تموت.
يوسف راضي: إذًا، إن كنت مؤمنًا بالثالوث، فمَن – أو ماذا – مات على الصليب؟
سامي صابر: فهمتُ قصدك. إنها طبيعة المسيح البشرية فقط. لأن الألوهية، مجددًا، لا يمكن أن تموت.
يوسف راضي: إذًا… هل مات المسيح حقًا؟ لو أن طبيعته البشرية هي التي ماتت فقط، فهل يُفترض بنا أن نؤمن بأن طبيعته الإلهية بقيت حيةً وسليمةً؟ هذا هو التزامن المنطقي: أنه كان حيًا وميتًا في آنٍ واحد.
يبدو هذا سخيفًا.
سامي صابر: هذا لأنه كذلك!
يوسف راضي: – ولكن هذا ما يؤمن به الثالوثيون حقًا.
انتقل إلى الصفحة التالية. جمعتُ عددًا من العبارات من مصادر ثالوثية مختلفة تتناول هذه النقطة. اقرأها بسرعة. تخطَّ مصدرها هذه المرة. أريد قراءة أكبر عدد ممكن منها.
سامي صابر: اممم…
- "إن الجزء البشري من يسوع هو الذي مات على الصليب، وليس الجزء الإلهي."
- " الطبيعة البشرية ليسوع فقط هي التي ماتت على الصليب."
- " ألوهية المسيح لم تمت على الصليب، إنسانيته فقط هي التي ماتت على الصليب."
- "عندما مات يسوع ماتت الطبيعة البشرية، وليس الإلهية."
- " الجزء الإلهي من يسوع لم يمت، لأن الله لا يموت."
- "لم يمت حسب طبيعته الإلهية، بل حسب طبيعته البشرية."
- "خلّصنا يسوع حقًا من خلال الأعمال التي قام بها في طبيعته البشرية."
- "ذهب إلى الصليب كإنسان ليدفع ثمن خطايانا."
- صحيحٌ أن الله لا يموت، وصحيحٌ أن الإنسان يموت. لكننا نرى أن ليسوع طبيعتين، وليس طبيعة واحدة. الجانب البشري من يسوع هو الذي مات على الصليب، لا الجانب الإلهي.
- "عانى المسيح ومات في طبيعته البشرية."
- مات يسوع البشري، أما يسوع الإله، فلم يمت.
يوسف راضي: يتفق الجميع على أن الله لا يموت. هذه هي المغالطة المنطقية للثالوث الإلهي، ولهذا، كنت أقول إن المخلّص كان لا بد أن يكون إنسانًا كاملًا. وإلا، لما كان ليموت حقًا من أجل خطايانا.
هذه نقطةٌ عقائديةٌ بالغةُ الأهمية. ألا تظن أن هذا، لو كان صحيحًا، وكان ليهوشوا طبيعةٌ مزدوجة، لَكانت وردت في مكانٍ ما في الكتاب المقدس؟ في أيِّ مقطع كان؟
سامي صابر: بالتأكيد.
يوسف راضي: لكنّ الأمر ليس كذلك. ماذا حدث للجزء الإلهي من يهوشوا عندما مات جزؤه البشري؟ هل عاد إلى السماء؟ هل كان في غيبوبة؟ هل كان واعيًا خلال وجوده في القبر؟ ماذا؟
سامي صابر: أجل، وكيف يمكن لجزء واحد فقط من الإنسان أن يموت؟ إذا مات جزء من الإنسان، ولم يمت جزء آخر، لفا نعتبر الشخص ميتًا.
يوسف راضي: كما لاحظتَ، يقول الثالوثيون إن للمسيح طبيعتين، ولكنه كان شخصًا واحدًا فقط: طبيعتان في جسد واحد. لكنهم يتعاملون مع هاتين "الطبيعتين" كشخصين مختلفين. هذا ما تفعله عندما تقول إن أحدهما مات والآخر لم يمت. هل تفهم ما أقصده؟
سامي صابر: نعم. لأن الشخصين يقومان بأمرين مختلفين. إذًا، نعم. شخصان مختلفان.
يوسف راضي: المسيح ليس شخصًا واحدًا، إذا مات يهوشوا واحد، وثاني يهوشوا لم يمت. فهذان شخصان.
انتقل إلى… نعم. هناك. إقرأ لنا هذه الفقرة.
سامي صابر:
"لكن هنا السؤال الصعب بالنسبة إليّ. أُعدِم يسوع على صليب روماني ومات. هل يعني هذا أن الله مات؟ حتى السؤال يبدو تجديفًا. هل مات الله؟ … هل مات الله على قطعتين من الخشب، بمسامير في يديه وقدميه؟ يقدّم المنطق إجابة جاهزة. يسوع هو الله. مات يسوع على الصليب. لذلك، مات الله على الصليب. قياس منطقي بسيط. لكنني لا أعرف ما الذي يمكن أن يُخضع الكتاب المقدس لهذا النوع من التحليل؟ ليس في ما يتعلق بأمر مثل التجسد. … يمكننا التعامل معه بشكل مختلف. لم يمت الله على الصليب. بل الطبيعة البشرية التي لبسها الله نفسه. مات الإنسان ولكن ليس الله. لكنني أرى أن هذا غير مرضٍ على الإطلاق. يبدو أنه إنكار للتجسد؟ فهو يقسم الطبيعتين البشرية والإلهية ولم يعد من الممكن اعتبار يسوع شخصًا واحدًا."
يوسف راضي: حتى الثالوثيون يعانون من هذا.
هل سمعت بـ نِسْطور؟
سامي صابر: لا!
يوسف راضي: كان نسطور من أوائل رجال الدين المسيحيين. وكان رئيس أساقفة القسطنطينية من عام أربع مئة وثمانية وعشرين حتى عام أربع مئة وواحد وثلاثين. اشتهر بتعليمه أن إنسانية المسيح، لا ألوهيته، هي التي ماتت على الصليب. وُصف بالمهرطق وعُزل من منصبه لتعليمه هذا. ومع ذلك، يُعلّم الثالوثيون الأمر نفسه!
اقرأ الاقتباسات القليلة التالية.
سامي صابر:
- "عندما نختزل أفعال المسيح في طبيعته وليس في شخصه، نفقد وحدة شخصه وننتهي بالمسيح النِسْطوري."
- لا يجوز لنا فصل الطبيعة البشرية عن الطبيعة الإلهية، كما لو كان بإمكانه، في طبيعته البشرية، أن يتصرف بمعزل عن ألوهيته. وكان هذا، جزئيًا، خطأ الهراطقة النِسطوريين القدماء.
- "عندما نحصر أفعال المسيح في إحدى طبيعتيه وليس في شخصه، ندمّر وحدة شخصه وننتهي بالمسيح النسطوري."
- يُقال عادةً عن يسوع إن له "جانبًا إلهيًا" و"جانبًا بشريًا"، أو إنه كان تصرّف أحيانًا كإله، وأحيانًا أخرى كإنسان. ويُفسَّر ذلك على أنه كإنسان، كان يسوع يصلي ويأكل وينام. وبصفته إلهًا، شفى المرضى وأقام الموتى وهدّأ العواصف. ويبدو أن هذا يوحي بنوع من الثنائية في يسوع، كأنه شخصان في جسد واحد. هذا هو تعليم النسطورية.
يوسف راضي: علّم نِسْطور ما يُعلّمه الثالوثيون اليوم: أن طبيعة المسيح البشرية ماتت على الصليب، لكنّ طبيعته الإلهية لم تمت. واتُّهم نسطور بتقسيم المخلّص إلى شخصيتين مختلفتين لهما تجربتان مختلفتان بسبب تعليمه هذا.
هذا بالضبط ما يُعلّمه الثالوثيون! القسم التالي من الاقتباسات مأخوذ من الثالوثيين. اقرأ بعضًا منها.
سامي صابر:
- وحده "الشخص البشري ليسوع، وليس الشخص الإلهي له، هو الذي مات على الصليب."
- "موت المسيح كان نتيجة لطبيعته البشرية فقط."
- "من الواضح أن يسوع، الإنسان الذي بطبيعته البشرية، قُدِّم على الصليب."
- عندما عُلِّق يسوع على الصليب، كان، في طبيعته البشرية، ذبيحة الخطيئة الحقيقية عن شعبه، ولذلك كان من الضروري أن يتألم وحده. لا يمكن لله أن يكون له أي علاقة بالخطيئة.
يوسف راضي: لا يتوقف الثالوثيون عند هذا الحد. فهم يُعلّمون أن يهوشوا، في طبيعته المزدوجة، كان له عقلان، وإرادتان، وروحان، ووعيان، وأن هذين الإثنين كانا جنبًا إلى جنب، لكنهما منفصلان.
سامي صابر: أظن أنه عليك تعليم ذلك. الكتاب المقدس ينص صراحةً على أن الله لا يُجرَّب، ومع ذلك، خضع يهوشوا لتجارب عديدة.
هذا غريب جدًا. أتساءل لماذا لم أفكر في هذا أبدًا عندما كنتُ مؤمنًا بالثالوث؟
يوسف راضي: هذه هي مشكلة الخطأ. إنه يحاصرك، فتضطر إلى التفكير مليًّا لمحاولة الخروج من الفخ الذي وقعتَ فيه.
تابع القراءة. ماذا يقول القسم التالي من الاقتباسات؟
سامي صابر:
- كيف يُمكن لشخصٍ واحدٍ أن يكون في الوقت نفسه لانهائيًا ومحدودًا، جاهلًا وعالمًا بكل شيء، قادرًا وعاجزًا؟ كيف يُمكن لروحين كاملتين أن تتّحدا في شخصٍ واحد؟ كيف يُمكن لوعيين، وفهمين، وذاكرتين، ومخيلتين، وإرادتين، أن يُشكّلا شخصًا واحدًا؟ كل هذا مُتضمَّن في عقيدة شخص المسيح في الكتاب المقدس والكنيسة. ومع ذلك، لا يُمكن لأحدٍ تفسيره.
- "للمسيح عقلان وإرادتان"
- "هناك وعيان في المسيح."
- "يسوع المسيح يملك إرادتين واحدة إلهية وأخرى بشرية."
- "المسيح له طبيعتان وإرادتان"
- "يسوع المسيح لديه إرادتان وطبيعتان أيضًا."
- "لديه عقلان، وإرادتان، وروحان."
- "يسوع المسيح يملك طبيعتان، وبالتالي عقلان."
- "إن طبيعتي يسوع وإرادته تتحدان في شخص واحد."
- " لا يمكنك أن تفهم كيف يمكن أن تكون هناك طبيعتان وإرادتان في شخص واحد، لأن هذا هو أحد الأسرار العظيمة؛ ولكن عليك الإيمان بذلك."
- "يسوع المسيح هو شخص واحد له طبيعتان، يسوع لديه طبيعتان متميزتان في شخص واحد."
- يسوع إنسان. لم يفقد لاهوته عندما أصبح إنسانًا، ولم يصبح شخصين أو شخصية منقسمة. يسوع شخص واحد بطبيعتين: طبيعة إلهية وطبيعة بشرية.
- "يسوع المسيح في التجسد: طبيعتان متميزتان ومتضادتان متحدتان في شخص واحد."
- "يسوع المسيح هو شخص واحد من الثالوث الإلهي بطبيعتين متميزتين متحدتين بشكل دائم."
- "إن الطبيعتين تتواجدان في المسيح كاملتين ومتمّيزتين، بلا اختلاط، وتحتفظان بصفاتهما الخاصة، بلا تغيير."
يوسف راضي: إذًا الثالوثيون سيُعلّمون كل هذا، ثم يتفوهون بأمور مثل، "النسطورية هي الخطأ القائل إن يهوشوا هو شخصان متميزان" أو "النسطورية هي بدعة مسيحية اعتبرت يهوشوا شخصين متميزين، متحدين بشكل وثيق لا ينفصل".
يستخدمون مصطلحات مختلفة قليلاً. يقول النسطوريون إن المسيح هو شخصان متمايزان، إنسان وإله، وكلاهما المسيح. أما الثالوثيون، فيقولون إن ليسوع "طبيعتين".
لكن لا فرق جوهريًا بينهما. كلاهما يصب في النقطة عينها: ينقسم يهوشوا إلى كيانين منفصلين، لكل منهما عقله وإرادته وخبرته الخاصة.
سامي صابر: نعم، أيا كانت المصطلحات التي تريد استخدامها، فإن كلاهما يفصل يهوشوا إلى كيانين مختلفين.
يوسف راضي: سواءً أردتَ تسميتها نسطوريةً أو ثالوثيةً، فهي هرطقة وضلال.
يشبه الفشل المنطقي الرابع في الثالوث ما تطرقنا إليه قبل دقيقة واحدة، وهو أنه إذا كان لدى يهوشوا طبيعة مزدوجة، يجب أن تؤمن بأنه، في الوقت نفسه، كان يخضع للتجربة ولا يخضع لها.
سامي صابر يضحك: نعم… كيف ذلك؟
يوسف راضي: لا أعرف. لكن هذا ما يُفترض بك أن تؤمن به.
فلنبدأ بما يقوله الكتاب المقدس، لأن هذا هو جوهر المشكلة. يعقوب الأول الآية الثالثة عشرة..
سامي صابر: إنه أحد تلك الأسفار الصغيرة التي يصعب العثور عليها… امنحني بعض الوقت…
ها نحن ذا. تقول: "لاَ يَقُلْ أَحَدٌ إِذَا جُرِّبَ: «إِنِّي أُجَرَّبُ مِنْ قِبَلِ اللهِ»، لأَنَّ اللهَ غَيْرُ مُجَرَّبٍ بِالشُّرُورِ، وَهُوَ لاَ يُجَرِّبُ أَحَدًا..."
يوسف راضي: هذه مشكلة إن كنتَ مؤمنًا بالثالوث، كيف ستُفسّر حقيقة أن يهوشوا قد جُرّب؟ يقول الكتاب المقدس نفسه إنه "جُرّب في كل شيء مثلنا، ولكن بلا خطيئة".
سامي صابر: دعني أخمن: طبيعته البشرية هي التي تعرضت للتجربة، وليس طبيعته الإلهية.
يوسف راضي: فهمت الأمر، نعم. انتقل إلى القسم التالي من الاقتباسات. لنرَ ما يقوله الثالوثيون عن هذه الثنائية.
سامي صابر:
- كان يسوع قابلاً للتجربة في طبيعته البشرية، ولكن ليس في طبيعته الإلهية. ففي شخص المسيح الواحد، طبيعتان: الله والإنسان. … وكإنسان، كان قابلاً للتجربة.
- جُرِّب كإنسان، في طبيعته البشرية، لا كإله. فالله لا يُجرَّب.
- "كإنسان، كان مُجَرَّبًا."
- "جُرِّب يسوع في طبيعته البشرية، وليس في طبيعته الإلهية."
- يسوع المسيح، في بشريته، جُرِّب. أما الله، فلا يُجرَّب.
يوسف راضي: لديّ بعض الأسئلة. تبدو هذه أسئلةً مُحرجة، لكن فكّروا فيها. لو كان علينا أن نقبل أن المسيح كان إلهًا، لكان عليه أن يكون ذا طبيعة مزدوجة، ولو كان كذلك، فهذه أسئلةٌ وجيهة.
أولاً، إذا كان جزء من يهوشوا قد جُرِّب، فماذا حدث للجزء الذي لم يُجرَّب؟ هل كان في حالة غيبوبة؟ هل كان واقفًا يراقب؟ ماذا؟
سامي صابر: هل يمكن للجزء الإلهي أن ينفصل عن الجزء الإنساني؟
يوسف راضي: لا، لأن الثالوثيين يقولون إن الطبيعتين متحدتان ولا يمكن فصلهما. وإذا كانتا متحدتين، فكيف تُجرَّب إحداهما والأخرى لا؟ هل كان هناك تغيير في تفكير يهوشوا عندما كان يُجرَّب؟ هل انقطعت ألوهيته من ولادته إلى مماته؟
سامي صابر: لا. لأن هذا سيُؤدي إلى فصل الطبيعتين. إنها مشكلة حقيقية.
يوسف راضي: أجل. هل كان الشيطان يَعلم أنه يُغري جزءًا واحدًا من المسيح؟ هذه في الواقع نقطة عقائدية بالغة الأهمية. سأُلقي نظرة على ما يقوله الكتاب المقدس عن تجارب المسيح.
إقرأ لنا العبرانيين الرابع الآية الخامسة عشرة.
سامي صابر : "لأَنْ لَيْسَ لَنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ غَيْرُ قَادِرٍ أَنْ يَرْثِيَ لِضَعَفَاتِنَا، بَلْ مُجَرَّبٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ مِثْلُنَا، بِلاَ خَطِيَّةٍ."
يوسف راضي: ذكَرْنا ذلك للتو. متى الرابع الآية الأولى.
سامي صابر: "ثُمَّ أُصْعِدَ يهوشوا إِلَى الْبَرِّيَّةِ مِنَ الرُّوحِ لِيُجَرَّبَ مِنْ إِبْلِيسَ."
يوسف راضي: جميعنا نعرف القصة. حاول الشيطان أن يدفع يهوشوا إلى الخطيئة بطرق مختلفة. حتى إن الآية الثالثة تُشير إلى الشيطان بـ"الْمُجَرِّبُ". الآن، سيقول الثالوثيون، الذين يعتبرون يهوشوا "إلهًا-إنسانًا"، إن طبيعته البشرية هي التي جُرِّبت، بينما طبيعته الإلهية لم تُجرَّب.
اقرأ القسم التالي من الاقتباسات.
سامي صابر: «جُرِّب كإنسان، في طبيعته البشرية. لا كإله. الله لا يُجرَّب».
يوسف راضي: إذن، يعترفون بأن الله لا يمكن أن يُجرَّب، ولكنهم لا يقدّمون أي معنى.
تابع القراءة.
سامي صابر:
- "جُرِّب يسوع في طبيعته البشرية، وليس في طبيعته الإلهية."
- "لكن يسوع المسيح، في بشريته، جُرِّب. أما الله فلا يُجرَّب."
- كان يسوع قابلاً للتجربة في طبيعته البشرية، ولكن ليس في طبيعته الإلهية. ففي شخص المسيح الواحد، توجد طبيعتان: الله والإنسان. وكإنسان، كان قابلاً للتجربة.
يوسف راضي: المشكلة هي أن يهوشوا جُرّب كشخص كامل، ولم يُجرّب جزئيًا.
يقول العبرانيون إنه جُرِّب في كل شيء مثلنا. عندما تُجرَّب، هل يُجرَّب جزء منك فقط؟ أو يُجرَّب كلُّك؟
سامي صابر: كلي. فأنا… أنا! لا أستطيع تقسيم نفسي إلى أجزاء، لذا عندما أُجرَّب، أُجرّب بكل كياني.
يوسف راضي: لا يُمكن أن تُجرّب ولا تُجرّب في آنٍ واحد. إما أن يُجربك أمر ما أو لا يُجربك.
مثلًا، التدخين لا يُغريني. ولم يُغرني أبدًا. هناك أمور أخرى كثيرة تُغريني، لكنّ التدخين ليس كذلك. ليس الأمر أن جزءًا مني يُجرَّب وجزءًا آخر لا يُجرب، بل إنه لا يُغريني إطلاقًا. لأنني شخص واحد. لو كان يهوشوا شخصين مختلفين، لكان جزء منه يُجرّب والآخر لا يُجرّب.
سامي صابر: هذا لا معنى له.
يوسف راضي: غير صحيح! هذه هي الغباوة التي نكتشفها مرارًا وتكرارًا عندما نحاول تطبيق المنطق على الخطأ.
عندما جُرِّب يهوشوا، جُرِّب بكليّته. وإلا، لما كان قد جُرِّب في كل الأمور مثلنا. وبما أننا نَعلم أنه جُرِّب، فهذا أثبت أنه لا يمكن أن يكون "إلهًا"، لأن الكتاب المقدس نفسه ينص على أن "الله لا يُجرَّب".
سامي صابر: أجل، إنها معضلة حقيقية. إذا قلتَ إن طبيعة المسيح البشرية فقط هي التي جُرِّبت، فقد قسَّمتَه إلى كيانين متمايزين ومختلفين تمامًا. لكن لا يمكنك القول إنه كان الله إذا كنتَ تعتقد أنه جُرِّب، لأن الله لا يُجرَّب.
يوسف راضي: صحيح. وهذا من أكبر الأدلة القاطعة على أن يهوشوا كان إنسانًا كاملًا. وكما ذكرنا سابقًا، كان لا بد للمخلّص أن يكون إنسانًا كاملًا ليُجرَّب ويموت من أجل الخطأة، لأن التجربة والموت أمران يستحيل على "الله" أن يفعلهما.
يهوشوا شخص واحد، وهذا ما يُعلّمه الكتاب المقدس. لنرَ ما تقوله كورنثوس الأولى، الخامس عشر، الآيات عشرون حتى الثانية والعشرين. هلا تقرأها لنا؟
سامي صابر: بالتأكيد، اه…
وَلكِنِ الآنَ قَدْ قَامَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ وَصَارَ بَاكُورَةَ الرَّاقِدِينَ. فَإِنَّهُ إِذِ الْمَوْتُ بِإِنْسَانٍ، بِإِنْسَانٍ أَيْضًا قِيَامَةُ الأَمْوَاتِ. لأَنَّهُ كَمَا فِي آدَمَ يَمُوتُ الْجَمِيعُ، هكَذَا فِي الْمَسِيحِ سَيُحْيَا الْجَمِيعُ.
يوسف راضي: ليس بولس فقط، بل بطرس أيضًا آمن بإنسانية المسيح الكاملة. ماذا قال في يوم الخمسين؟ أعمال الرسل الثاني، الآية الثانية والعشرون.
سامي صابر: "أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ اسْمَعُوا هذِهِ الأَقْوَالَ: يَهوشوا النَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ بِقُوَّاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا اللهُ بِيَدِهِ فِي وَسْطِكُمْ، كَمَا أَنْتُمْ أَيْضًا تَعْلَمُونَ."
يوسف راضي: مرة أخرى، استخدام الألقاب مُلفتٌ للغاية. يُوصف يهوشوا بأنه "إنسان" بدلًا من "إله". يهوه وحده هو الله. لو كان يهوشوا إلهًا، لما كان هذا القول منطقيًا.
وقد أكّد يهوشوا نفسه أنه مجرد إنسان. اقرأ يوحنا الخامس عشر الأية الرابعة والعشرين.
سامي صابر: "لَوْ لَمْ أَكُنْ قَدْ عَمِلْتُ بَيْنَهُمْ أَعْمَالاً لَمْ يَعْمَلْهَا أَحَدٌ غَيْرِي، لَمْ تَكُنْ لَهُمْ خَطِيَّةٌ، وَأَمَّا الآنَ فَقَدْ رَأَوْا وَأَبْغَضُونِي أَنَا وَأَبِي.."
يوسف راضي: المسيح نفسه يُبيّن هنا الفرق بينه وبين الآب. لم يدّعِ أنه إله. لو كان كذلك، لكان ذلك واضحًا في الكتاب المقدس، لأن وجود كائن ثنائي الطبيعة أمرٌ لم يكن موجودًا. وبصراحة، لن يكون أبدًا.
سامي صابر: صحيح. هذا يجعلني أتساءل كيف كنا نصدق هذا.
التالي: ناديا يعقوب تُقدّم وعدها اليومي. تابعونا.
إعلان
رجاءُ كل مسيحي هو رؤية عودة المخلّص. وقد جعل هذا الرجاء من متى الرابع والعشرين أحد أكثر نصوص الكتاب المقدس دراسةً. إذ تأمّل جماهير المؤمنين العلامات الواردة في هذا الأصحاح، وقارنوها بأحداث العالم من حولهم، متسائلين عما إذا كانت عودة المخلص قريبة.
صحيح أن بعض آيات متى الرابع والعشرين تتحدث عن المجيء الثاني، ولكنّ معظم الإصحاح وكل "علامات الأزمنة" المذكورة فيه، هي في الواقع علامات تشير إلى تدمير أورُشليم.
هذا يعني أن كل "علامة" أخيرة في هذا الأصحاح قد تحققت! هل يبدو هذا الأمر مُذهلاً؟
أعطوا سامي ويوسف فرصةً ليُرياكم ذلك. استمعوا إلى الحلقة مئتين واثنتين وستين بعنوان " متى الرابع والعشرون وتدمير أورشليم". على موقع WorldsLastChance.com/arabic
وعد اليوم
مرحبا! هنا راديو فرصة العالم الأخيرة، معكم ناديا يعقوب في وعد اليوم من كلمة ياه.
أنعم الله على Lauri بأربع بنات وكان حبّها لكلّ منهن حبًا لا يمكن أن يعرفه سوى الأم التي تكرس نفسها لأولادها. لكنها، من اللحظة الأولى، أدركت أن Farema، بنتها الصغرى مختلفة. فبدأت بالبحث على الإنترنت. ثمة أمر مختلف في ما يتعلق بـ Farema وأرادت معرفته.
قبل أن يتمكّن الأطباء من تحديد إصابة Farema وتشخيصها بالتوحّد، عرفت Lauri ذلك. ماذا يحمل المستقبل لابنتها الصغيرة؟ ما هي العقبات التي على ابنتها العزيزة التغلّب عليها؟
بما أن بناتها الأكبر سنًا كن مستقلات، تمكّنت Lauri و Farema من قضاء متسع من الوقت معًا.
في صباح أحد أيام شهر تشرين الأول/ أكتوبر الممطرة، كانت Farema مضطربة. إذ شعرت بالملل. وأرادت اللهو!
فألبستها Lauri سترتها وتحضرتا لتقوما بنزهة في السيارة. عندما مرّتا في وسط المدينة، رأت Lauri حلبة للتزلج على الجليد. فقالت "مهلا!". "هل ندخل ونشاهد المتزلجين على الجليد؟"
وافقت Farema بفرح ودخلت الاثنتان. حسبت Lauri أن الزيارة ستكون ممتعة، ولكن قصيرة. لكنّ الوضع تغيّر عندما رأت وجه ابنتها. كانت عينا Farema تتلألآن فرحًا وهي تشاهد المتزلجين يطوفون حولها.
سألتها Lauri "هل تريدين أن تجربي؟" فهزّت Farema رأسها بحماسة، وأمسكت بيد والدتها وجرّتها نحو الموظف. كانت Lauri قلقة بعض الشيء على Farema، لأن إصابتها في الورك حالت دون تزلجها مع ابنتها، لكنّ الموظف طمأنها قائلاً لها إن بعض المدربين هم على الجليد وسيقدمون إليها المساعدة.
ساعدت لوري Farema على انتعال حذاء التزلج، وطلبت منها أن تسير ببطء وتستند إلى الحائط. قادتها إلى الجليد، وتلت صلاة بصمت من أجل سلامة ابنتها، وتركتها. فسارت الفتاة وحدها. وبعد برهة، لم تعد تستند إلى الحائط. دارت مرة في الحلبة، ثم انطلقت وانضمت إلى المتزلجين المتمرسين وسط حلبة التزلج.
بينما كانت Lauri تجلس مندهشة وهي تراقب تحوّل ابنتها، بدأ إحساس بالسلام يغمر قلبها. لقد تحلت بالقوة والتشجيع إذ عرفت بأن يهوه يدرك كل شيء، وبأنه كان هناك معها، يسهر على Farema ويحميها.
من ذاك اليوم، أصبحت Farema تترد بانتظام إلى حلبة التزلج. سجّلتها والدتها في الدروس، حتى إنها كانت تتنافس والمتزلجين الآخرين وتكوّن صداقات وتحقق نجاحات لم تتوقّعها والدتها.
عندما تتذكر الأمر، تقول لوري:" هذا الشعور الملموس بأن [ياه] يقف إلى جانبي، ويراقب ابنته … لم يتركني أبداً. بغض النظر عن المشاكل التي تلقينا بها الحياة، أعْلم اليوم كما علمْت آنذاك أننا لا نقطع هذا الطريق بمفردنا. [يهوه] يرافقنا حتى النهاية ".
في فيليبي الرابع الآيات السادسة حتى الثامنة، يحثنا بولس، أقتبس:
لاَ تَهْتَمُّوا بِشَيْءٍ، بَلْ فِي كُلِّ شَيْءٍ بِالصَّلاَةِ وَالدُّعَاءِ مَعَ الشُّكْرِ، لِتُعْلَمْ طِلْبَاتُكُمْ لَدَى ياه. وَسَلاَمُ ياه الَّذِي يَفُوقُ كُلَّ عَقْل، يَحْفَظُ قُلُوبَكُمْ وَأَفْكَارَكُمْ فِي الْمَسِيحِ يهوشوا.
أَخِيرًا أَيُّهَا الإِخْوَةُ كُلُّ مَا هُوَ حَق، كُلُّ مَا هُوَ جَلِيلٌ، كُلُّ مَا هُوَ عَادِلٌ، كُلُّ مَا هُوَ طَاهِرٌ، كُلُّ مَا هُوَ مُسِرٌّ، كُلُّ مَا صِيتُهُ حَسَنٌ، إِنْ كَانَتْ فَضِيلَةٌ وَإِنْ كَانَ مَدْحٌ، فَفِي هذِهِ افْتَكِرُوا.
لقد مُنحنا وعوداً عظيمة وثمينة. إبدأوا بالمطالبة بها!
الجزء الثالث
يوسف راضي: جزء أخير من السخافة عليك قبوله إذا كنت تؤمن بأن المسيح كان يملك طبيعة مزدوجة، وهو أنه عليك أن تؤمن بأنه صلى ولم يصلِّ في الوقت عينه.
سامي صابر يضحك: ماذا؟؟
يوسف راضي: نَعلم أن المسيح صلى كثيرًا.
سامي صابر: بالتأكيد. كان قدوتنا.
يوسف راضي: اقرأ مرقس الأول الآية الخامسة والثلاثين. ماذا تقول؟
سامي صابر: "وَفِي الصُّبْحِ بَاكِرًا جِدًّا قَامَ (يهوشوا) وَخَرَجَ وَمَضَى إِلَى مَوْضِعٍ خَلاَءٍ، وَكَانَ يُصَلِّي هُنَاكَ،."
يوسف راضي: واضح أنه يُصلي لله. فإذا كان هو الله، هل يعني ذلك أنه كان يُصلي لنفسه؟
وهنا يأتي دور الصلاة وعدم الصلاة في الوقت عينه.
اقرأ القسم الأخير من الاقتباسات. لنرَ كيف يحاول الثالوثيون تفسير هذا.
سامي صابر: "صلى يسوع في إنسانيته، وليس في لاهوته".
يوسف راضي: ماذا يعني هذا أصلًا؟ جديًا! ماذا يعني هذا أصلًا؟
سامي صابر: لا أعلم.
يوسف راضي: أكمل.
سامي صابر: التالي يقول: "كان يسوع إلهًا وإنسانًا. عندما صلّى لأبيه كان إنسانًا."
يوسف راضي: إذًا، هل يعني هذا أنه لم يعد إلهًا عندما صلى؟ كيف يُعقل هذا أصلًا؟ تابع.
سامي صابر:
- يسوع، إذًا، له طبيعتان. هو إله وإنسان. … يسوع إنسانٌ كامل، لكن لديه أيضًا طبيعة إلهية. كإنسان، كان يسوع بحاجة إلى الصلاة.
- ما تفسير صلوات المسيح إذًا؟ لا بد من أن طبيعة يسوع البشرية صلت إلى روح الله الأزلي. لم تكن الطبيعة الإلهية بحاجة إلى عون؛ بل كانت الطبيعة البشرية هي من احتاجت إليه.
يوسف راضي: هذا هراءٌ تمامًا. ولهذا، عندما يتعمق الثالوثيون في دراسة هذه العقيدة، ينتهي بهم الأمر إلى رفض جميع المغالطات المنطقية، زاعمين أن الثالوث لغزٌ أعمق من أن تدركه العقول البشرية.
سامي صابر: كما قال القديس أوغسطينوس، "أنكرِ الثالوث وستفقد روحك، ولكن حاول تفسيره وستفقد عقلك".
يوسف راضي: نعم… لست متأكدًا إن كان قد قالها بالفعل، لكنها تُقتبس على نطاق واسع لأنها تُقدم نقطة وجيهة: لا يمكنك فهم هذه العقيدة. ما أقصده هو أن سبب عدم فهمك لها هو أنها خاطئة.
كما هو الحال في ما يتعلق بكون يهوشوا إلهًا ومع ذلك يُجرَّب، ينطبق الأمر نفسه هنا. لو كانت طبيعة المسيح البشرية وحدها هي التي تحتاج إلى الصلاة، فماذا فعل الجانب الإلهي من طبيعته؟ هل:
- ابتعد؟
- استمع إلى الصلاة؟
- أجاب الدعاء من جانبه البشري؟
سؤالٌ وجيه: كيف يُمكن أن تُصلي ولا تصلي في آنٍ واحد؟ يقول الثالوثيون إن يسوع كان شخصًا كاملًا. يقولون إن هذين الجزأين المنفصلين كانا مُتحدين.
حسنًا، كيف يصلي جزء منه ولا يصلي الجزء الآخر؟
مرة أخرى: هذا، لا معنى له.
سامي صابر: حسنًا، ولو استطعتَ فعل ذلك بطريقةٍ ما، ولو كان جزءٌ منه يصلي بينما لا يصلي جزءٌ آخر، فستظل مشكلةُ صلاته لنفسه قائمة. الجزء البشري يصلي للجزء الإلهي.
أنا أعْلم أن الثالوثيين سيقولون إنه كان يصلي للآب، ولكن إذا كان الله الآب والله الابن واحد، وكلاهما الإله نفسه، ففي الواقع كان يصلي لنفسه.
يوسف راضي: صحيح. هذه هي المشكلة التي تواجهها عندما تحاول فهم هذه العقائد المستمدة مباشرةً من الوثنية القديمة. إنها غير منطقية.
لكنّ الحقيقة منطقية. حان الوقت لنتخلى عن كل هذه الأخطاء غير الكتابية ونقبل الكتاب المقدس وحده دليلاً لنا. حينئذٍ نتأكد من أن معتقداتنا راسخة وحقيقية.
سامي صابر: صحيح جدًا.
أشكركم على انضمامكم إلينا في حلقة اليوم المعنونة: "خمس مغالطات منطقية في عقيدة الثالوث"، الحلقة مئتين وخمسة وسبعين. إنه موضوع مهم، وينبغي على كل مؤمن فهمه. إذا رغبتم في مشاركة حلقة اليوم مع أحد أصدقائكم، زوروا موقع WorldsLastChance.com/arabic وانقروا على رمز راديو فرصة العالم الأخيرة. انتقلوا للأسفل للوصول إلى الحلقة.
بعد الاستماع إلى عرض يوسف، أقول إنني سعيد جدًا لأن الحقيقة منطقية.
نأمل أن تتمكنوا من الاستماع إلينا غدًا من جديد. وحتى ذلك الحين، تذكروا: يهوه يحبكم. . . وهو جدير بثقتكم!
تسجيل الخروج
كنتم تستمعون إلى راديو فرصة العالم الأخيرة.
هذه الحلقة والحلقات السابقة من راديو فرصة العالم الأخيرة متاحة للتنزيل على موقعنا. إنها رائعة للمشاركة مع الأصدقاء ولاستخدامها في دراسات الكتاب المقدس! كما أنها مصدر ممتاز لأولئك الذين يعبدون يهوه بمفردهم في المنزل. للاستماع إلى الحلقات التي بُثّت سابقًا، زوروا موقعنا WorldsLastChance.com/arabic وانقروا على رمز راديو فرصة العالم الأخيرة المعروض على صفحتنا الرئيسية.
في تعاليمه وأمثاله، لم يقدّم المخلّص أي "علامات للأزمنة" يجب الانتباه إليها. بدل ذلك، فحوى رسالته كان… اليقظة المستمرة. إنضموا إلينا مرة أخرى غدًا للحصول على رسالة أخرى مليئة بالحق بينما نستكشف مواضيع مختلفة تركّز على عودة المخلّص وكيفية العيش في استعداد دائم للترحيب به بحرارة عندما يأتي.
راديو فرصة العالم الأخيرة: نُعلّم العقول ونُعدّ القلوب لعودة المسيح المفاجئة.