معلومات سريّة حول النظام الغذائي
حين تُقرأ مقاطع العهد الجديد المستخدمة لتبرير انتهاك قوانين يهوه الغذائية في سياقها، نلاحظ أنها لا تتطرّق إلى النظام الغذائي على الإطلاق!
أهلًا بكم الى راديو فرصة العالم الأخيرة، التابع لموقع وورلدز لاست تشانس، وهو خدمة مخصّصة لتعلّم كيفية العيش في استعداد دائم لعودة المخلّص.
طوال ألفي عام، والمؤمنون من كل جيل يتوقون إلى أن يكونوا الجيل الأخير. ولكن، خلافًا للاعتقاد الشائع، لم يعطِ المسيح المؤمنين «علامات الأزمنة» لينتبهوا إليها، بل على العكس، حذّر يهوشوا مراراً من أن مجيئه سيفاجئ حتى المؤمنين. وأوصاهم بإلحاح بأن يكونوا مستعدين دائمًا إذ قال:
" لِذَلِكَ كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا مُسْتَعِدِّينَ، لِأَنَّهُ فِي سَاعَةٍ لَا تَظُنُّونَ يَأْتِي ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ." (متى٢٤: ٤٤)
راديو فرصة العالم الأخيرة: نُعلّم العقول ونُعدّ القلوب لعودة المسيح المفاجئة.
الجزء الأوّل
سامي صابر: آدم وحواء سقطا بسبب المعصية… ونحن نتحمل العواقب منذ ذلك الحين.
لذا، غريب أن يبحث مسيحيون كثيرون اليوم عن طرق "لتبرير" استمرار عصيانهم. والطريقة الأكثر شيوعًا لفعل ذلك هي محاولة الادعاء بأن الناموس "تم إلغاؤه". ولكن عندما ندرك أنه لو كان ممكنًا تغيير الناموس أو إلغاؤه، لما كان المسيح مات ، وهذه الحجة تفقد ثقلها.
إذا لم تنضموا إلينا من قبل، فأنا سامي صابر، وهذه إذاعة فرصة العالم الأخيرة حيث نغطي مواضيع متعلّقة بالكتاب المقدس، والنبوءة، والتقوى العمليّة، والمعتقدات الكتابيّة، والعيش في استعداد دائم لعودة المخلص غير المتوقّعة، في أيّ موعد كان. أحد أكثر المجالات شيوعًا التي يتجاهل فيها المؤمنون المعاصرون القانون الإلهي هو النظام الغذائي.
يشير المسيحيون المعاصرون إلى فقرات من الكتاب المقدس كدليل على أن قوانين الطعام في العهد القديم لم تعد ملزمة. اليوم، سيقودنا يوسف في دراسة الفقرات لنتمكن من معرفة ما قيل بالتحديد وما إذا كان المؤمنون يتمتّعون بالحريّة الكاملة لتناول اللحوم النجسة أو لا.
ولاحقًا، في فقرة البريد اليومي، سيناقش يوسف مشكلة الخزي والحزن. وهما غالبًا ما يترافقان، ويكون صعبًا معرفة كيفيّة التعامل مع هذه المشاعر عندما تجد نفسك محاصرًا في دوامة. وأخيرًا، ستقدم ناديا يعقوب وعدًا الى أي شخص لديه صديق أو شخص عزيز غير مؤمن.
يوسف؟
يوسف راضي: شكرًا سامي. يسهل الالتزام بالقانون الإلهي عندما يتعلق الأمر بالقتل. فالأشخاص بغالبيتهم لا يتمتعون بالرغبة في قتل شخص آخر. لذا، لا يطرح الالتزام بهذا القانون أي مشكلة.
لكنّ الأمر يختلف إذا كان ما يأمر به القانون هو أمر لا نريد القيام به، أو أمر نعتبره غير مريح أو مزعجًا.
سامي صابر: أليس هذا من طبيعة الإنسان؟ توصّل الفريسيون إلى طرق عديدة تمكّنهم من الالتزام بالقانون رغم مخالفة جوهره.
يوسف راضي: بالتأكيد! إنها طبيعة بشريّة ساقطة. لكنّ المؤمنين لديهم دعوة أسمى. وإذا كنت تعتبر أنه من المزعج أن تحترم قانون يهوه، وإذا كنت تبحث عن أعذار تتيح لك انتهاك القانون بإقناع نفسك بأن القانون لم يعد ملزمًا، فكيف تتوقّع أن تعيش في جوّ بلا خطيئة في مملكة يهوه؟
فلنبدأ بمقطع من تيموثاوس الأولى، الرابع. هذا المقطع يُستخدم غالبًا لتبرير تناول اللحوم النجسة: الآيتان الرابعة والخامسة.
سامي صابر: "لأَنَّ كُلَّ خَلِيقَةِ يهوه جَيِّدَةٌ، وَلاَ يُرْفَضُ شَيْءٌ إِذَا أُخِذَ مَعَ الشُّكْرِ، لأَنَّهُ يُقَدَّسُ بِكَلِمَةِ يهوه وَالصَّلاَةِ.".
يوسف راضي: يمكنك أن ترى لماذا هذه الآية شعبية بالنسبة إلى أولئك الذين يريدون تناول لحم الخنزير المقدد مع البيض في الصباح.
سامي صابر: أو تلك الساندويشات المكوّنة من لحم الخنزير المقدد والخس والطماطم!
يوسف راضي: ولكن كما تَعلّمنا، من المهم وضع كل الأمور في سياقها. عندما نُخرج الأمور من سياقها، نخرج عن الموضوع؛ وهذا ما حدث هنا.
اقرأ الآيات الثلاثة الأولى حتى يتضح لنا سياق الآيتين الرابعة والخامسة.
سامي صابر: وَلكِنَّ الرُّوحَ يَقُولُ صَرِيحًا: إِنَّهُ فِي الأَزْمِنَةِ الأَخِيرَةِ يَرْتَدُّ قَوْمٌ عَنِ الإِيمَانِ، تَابِعِينَ أَرْوَاحًا مُضِلَّةً وَتَعَالِيمَ شَيَاطِينَ، فِي رِيَاءِ أَقْوَال كَاذِبَةٍ، مَوْسُومَةً ضَمَائِرُهُمْ، مَانِعِينَ عَنِ الزِّوَاجِ، وَآمِرِينَ أَنْ يُمْتَنَعَ عَنْ أَطْعِمَةٍ قَدْ خَلَقَهَا يهوه لِتُتَنَاوَلَ بِالشُّكْرِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَعَارِفِي الْحَقِّ.
يوسف راضي: يرد مفتاح فك رموز الآيتين الرابعة والخامسة في الآية الثالثة حيث يأمر هؤلاء المخادعون المؤمنين، على حدّ تعبيرهم، "بالامتناع عن أطعمة خلقها [يهوه] لِتُتَنَاوَلَ بِالشُّكْرِ".
الأطعمة الوحيدة التي خلقها يهوه لتناولها بالشكر هي النباتات واللحوم الطاهرة. هذا كل ما في الأمر. وردت هذه الأطعمة في التكوين التاسع، واللاويين الحادي عشر، والتثنية الرابع عشر. ولن نخصّص الوقت للحديث عن هذه الأطعمة. ولكن في الأساس، لتكون الحيوانات نظيفة، يجب أن تجترّ وأن تكون حوافرها مقسومة. فالأبقار والماعز والأغنام جميعها تجتر وحوافرها مقسومة.
الإبل تجتر، ولكنّ حوافرها غير مقسومة. والخنازير لها حوافر مقسومة ولكنها لا تجترّ. الأسماك، لتكون نظيفة، يجب أن يكون لديها زعانف وقشور. وهناك أيضًا تفسيرات للحشرات والطيور.
كل اللحوم النظيفة صنعها يهوه لتُقبل بالشكر.
سامي صابر: هل كان بولس يقصد النباتيين؟ عندما كنتُ مراهقًا، كانت أفضل صديقة لأختي نباتية. وكانت تصر علينا لنتوقف عن تناول اللحوم.
يوسف راضي: إنها العقلية القديمة عينها التي تقول "إذا كان القليل جيدًا، فالكثير أفضل". إذا كان علينا تناول الطعام باعتدال، فيجب أن نكون نباتيين. ولكن، يأتي شخص آخر ويقول، "أوه، لا! أن تكون نباتيًا ليس جيدًا بما يكفي. ياه يتوقّع منا أن نكون نباتيين صرفين!"
لا أظن أن هذا هو ما كان بولس يشير إليه على الإطلاق. يمكننا أن نوضح ما كان يقصده بالضبط من خلال قراءة ما كتبه إلى أهل كورنثوس. عد إلى كورنثوس الأولى، الثامن واقرأ الآيات الرابعة حتى الثامنة.
سامي صابر:
فَمِنْ جِهَةِ أَكْلِ مَا ذُبحَ لِلأَوْثَانِ: نَعْلَمُ أَنْ لَيْسَ وَثَنٌ فِي الْعَالَمِ، وَأَنْ لَيْسَ إِلهٌ آخَرُ إِلاَّ وَاحِدًا. لأَنَّهُ وَإِنْ وُجِدَ مَا يُسَمَّى آلِهَةً، سِوَاءٌ كَانَ فِي السَّمَاءِ أَوْ عَلَى الأَرْضِ، كَمَا يُوجَدُ آلِهَةٌ كَثِيرُونَ وَأَرْبَابٌ كَثِيرُونَ. لكِنْ لَنَا إِلهٌ وَاحِدٌ: الآبُ الَّذِي مِنْهُ جَمِيعُ الأَشْيَاءِ، وَنَحْنُ لَهُ. وَرَبٌّ وَاحِدٌ: يَهوشوا الْمَسِيحُ، الَّذِي بِهِ جَمِيعُ الأَشْيَاءِ، وَنَحْنُ بِهِ. وَلكِنْ لَيْسَ الْعِلْمُ فِي الْجَمِيعِ. بَلْ أُنَاسٌ بِالضَّمِيرِ نَحْوَ الْوَثَنِ إِلَى الآنَ يَأْكُلُونَ كَأَنَّهُ مِمَّا ذُبِحَ لِوَثَنٍ، فَضَمِيرُهُمْ إِذْ هُوَ ضَعِيفٌ يَتَنَجَّسُ. وَلكِنَّ الطَّعَامَ لاَ يُقَدِّمُنَا إِلَى يهوه، لأَنَّنَا إِنْ أَكَلْنَا لاَ نَزِيدُ وَإِنْ لَمْ نَأْكُلْ لاَ نَنْقُصُ.
يوسف راضي: كلمات بولس في رسالتيه الأوليين إلى تيموثاوس وكورنثوس موجهة إلى أولئك الذين كانوا يحاولون شق طريقهم إلى الخلاص من خلال كونهم أكثر صرامة أو أكثر تحفظًا من أي شخص آخر. لا يقول إنه يجب أن يتبنّى الجميع أسلوب حياة نباتيًا وإن اللحوم النجسة باتت مقبولة لنتناولها.
ولكن كلماته كانت موجهة إلى أولئك الذين زعموا أن اللحوم الطاهرة كانت نجسة طقوسياً إذا ما قُدِّمَت الى الأصنام. ويمكنك أن ترى كيف كان هذا الأمر ليسبب صعوبات للمؤمنين، إذ كانوا محاطين بالوثنيين. وإذا ذهبوا إلى بائعي اللحوم أو الأسماك أو أينما اشتروا لحومهم واكتشفوا أن البائع، كعادة، كان يقدم كل اللحوم حسب الطقوس الى الأصنام، فماذا كان يُفترض أن يفعلوا؟ هذا هو نوع الأمور التي تسبب صعوبات، والتي لم يأمر بها يهوه في الواقع. ولكنها تجعلنا نشعر بأننا مسيحيون متفوقون.
سامي صابر: لاحظتُ كذلك أنه لم يكن يتحدث عن الأطعمة الطاهرة والأطعمة غير الطاهرة. بل تحديدًا عن الأطعمة المقدمة الى الأصنام. حسنًا، ربما كانت التفاح! أو الخبز أو البيض!
يوسف راضي: صحيح. لذا، إخراج هذا عن سياقه والادعاء بأن كل اللحوم النجسة مسموح بها الآن هو تطبيق خاطئ تمامًا لما قاله بولس وهو إنه لا يمكن لأي قدر من الطقوس أو أي احتفال بتقديم الطعام الى الأصنام أن يجعل ما أعلنه يهوه طاهرًا نجسًا.
سامي صابر: بعبارة أخرى، لا بأس من أكل اللحوم المقدمة الى الأصنام.
يوسف راضي: بالتأكيد! لأن الأصنام ليست حقيقية، وليس لها أي قوة.
علينا أن نذكر عقلية اليهود في القرن الأول. كان اليهود يعتقدون أن أي شيء نظيف يلامس شيئًا نجسًا يجعل ذلك الشيء النظيف نجسًا. وكان هذا جزءًا من الإضافات الفريسيّة إلى الشريعة الإلهيّة.
سامي صابر: نعم، اعتقدوا أنه إذا تواصلوا مع الأمم، فسيصبحون نجسين!
يوسف راضي: لهذا السبب، أدّبهم يهوه عندما أمر بطرس بالذهاب إلى بيت القائد الوثني كورنيليوس.
أتتذكر كيف أظهر لبطرس ملاءة عليها كل هذه الحيوانات النجسة، وفي الرؤية، قيل لبطرس أن يقوم ويذبح ويأكل؟ أصيب بطرس بالرعب! ولكن عندما احتج بأنه لن يأكل أي شيء نجس، ماذا قيل لبطرس؟ هل تتذكر؟ أعمال الرسل العاشر الآية الخامسة عشرة.
سامي صابر: "فَصَارَ إِلَيْهِ أَيْضًا صَوْتٌ ثَانِيَةً:« مَا طَهَّرَهُ [يهوه] لاَ تُدَنِّسْهُ أَنْتَ!".
يوسف راضي: لا يمكن استخدام ذلك لإثبات أنه يمكنك تناول لحم الخنزير المقدد مع البيض، لأن يهوه لم يعلن أبدًا أن الحيوانات النجسة تصبح طاهرة فجأة. علاوة على ذلك، كان هذا درسًا لإعداد قلب بطرس لرسل كورنيليوس الذين كانوا، في تلك اللحظة بالذات، عند البوابة.
سامي صابر: أفهم وجهة نظرك بشأن عدم التسبب في مشقة متعمدة لمجرد الشعور بتحسن تجاه أنفسنا. ولكن ماذا عن مراعاة المؤمنين الأضعف في الإيمان؟
يوسف راضي: بولس يتحدث عن ذلك. اقرأ كورنثوس الأولى، الثامن الآيتين التاسعة والعاشرة.
سامي صابر: "وَلكِنِ انْظُرُوا لِئَلاَّ يَصِيرَ سُلْطَانُكُمْ هذَا مَعْثَرَةً لِلضُّعَفَاءِ. لأَنَّهُ إِنْ رَآكَ أَحَدٌ يَا مَنْ لَهُ عِلْمٌ، مُتَّكِئًا فِي هَيْكَلِ وَثَنٍ، أَفَلاَ يَتَقَوَّى ضَمِيرُهُ، إِذْ هُوَ ضَعِيفٌ، حَتَّى يَأْكُلَ مَا ذُبِحَ لِلأَوْثَانِ؟"
يوسف راضي: قد يجد المتحولون الجدد صعوبة في تناول اللحوم التي قُدِّمَت الى الأصنام. فقد غُرس في عقولهم الاعتقاد بأنهم عندما يأكلون هذه اللحوم فإنهم يأكلون شيئًا قُدِّم الى الأصنام. وقد يذهبون إلى أبعد من ذلك، إذ يفترضون أنك إذا كنت تأكل طعامًا قُدِّم الى الأصنام، فهذا لأنك قد تؤمن بالآلهة التي تمثلها الأصنام. هذا ما يتحدث عنه عندما يقول إنهم قد "يشجعون".
كان بولس يحذّر من هذا الاتجاه. تابع القراءة: الآيات الحادية عشرة إلى الثالثة عشرة.
سامي صابر: "فَيَهْلِكَ بِسَبَبِ عِلْمِكَ الأَخُ الضَّعِيفُ الَّذِي مَاتَ الْمَسِيحُ مِنْ أَجْلِهِ. وَهكَذَا إِذْ تُخْطِئُونَ إِلَى الإِخْوَةِ وَتَجْرَحُونَ ضَمِيرَهُمُ الضَّعِيفَ، تُخْطِئُونَ إِلَى الْمَسِيحِ. لِذلِكَ إِنْ كَانَ طَعَامٌ يُعْثِرُ أَخِي فَلَنْ آكُلَ لَحْمًا إِلَى الأَبَدِ، لِئَلاَّ أُعْثِرَ أَخِي.".
يوسف راضي: لا يقول إنه لا يجوز لك أبدًا أن تأكل لحمًا ذُبِح للأصنام. بل ما يحث عليه هو الرحمة والاهتمام بأولئك الأضعف في الإيمان. إذا تعثّروا بسبب رؤيتك تأكل طعامًا ذُبِح للأصنام، – والأسوأ من ذلك – إذا "تشجعوا" بذلك واعتقدوا أن هذه الآلهة الأخرى حقيقية، فالحل بسيط: ببساطة لا تأكله أمامهم!
هذا ليس ازدواجية. بل إظهار للرحمة لأولئك الأضعف في الإيمان. وهو يطور هذا التسلسل من الأفكار بشكل أكبر في الإصحاح العاشر. انتقل إليه واقرأ الآيات الثالثة والعشرين حتى التاسعة والعشرين.
سامي صابر: "كُلُّ الأَشْيَاءِ تَحِلُّ لِي"، لكِنْ لَيْسَ كُلُّ الأَشْيَاءِ تُوَافِقُ. «كُلُّ الأَشْيَاءِ تَحِلُّ لِي»، وَلكِنْ لَيْسَ كُلُّ الأَشْيَاءِ تَبْنِي. لاَ يَطْلُبْ أَحَدٌ مَا هُوَ لِنَفْسِهِ، بَلْ كُلُّ وَاحِدٍ مَا هُوَ لِلآخَرِ. كُلُّ مَا يُبَاعُ فِي الْمَلْحَمَةِ كُلُوهُ غَيْرَ فَاحِصِينَ عَنْ شَيْءٍ، مِنْ أَجْلِ الضَّمِيرِ، لأَنَّ «لِيهوه الأَرْضَ وَمِلأَهَا». وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ مِنْ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ يَدْعُوكُمْ، وَتُرِيدُونَ أَنْ تَذْهَبُوا، فَكُلُّ مَا يُقَدَّمُ إلَيْكُمْ كُلُوا مِنْهُ غَيْرَ فَاحِصِينَ، مِنْ أَجْلِ الضَّمِيرِ. وَلكِنْ إِنْ قَالَ لَكُمْ أَحَدٌ:« هذَا مَذْبُوحٌ لِوَثَنٍ» فَلاَ تَأْكُلُوا مِنْ أَجْلِ ذَاكَ الَّذِي أَعْلَمَكُمْ، وَالضَّمِيرِ. لأَنَّ «لِيهوه الأَرْضَ وَمِلأَهَا». أَقُولُ «الضَّمِيرُ»، لَيْسَ ضَمِيرَكَ أَنْتَ، بَلْ ضَمِيرُ الآخَرِ.
يوسف راضي: يقدم بولس نصيحة عمليّة. عندما تذهب للتسوق، لا تسأل عما إذا كان الطعام قد تم تقديمه الى الأصنام! إذا كنت ضيفًا في منزل شخص ما، تناول ما يقدمه اليك.
ومع ذلك، إذا قال أحدهم إن الطعام الذي يُقدَّم قد قُدّم الى الأصنام، فارفض بأدب حتى لا يساء فهم كلامك.
سامي صابر: لاحظتُ أنه في كل هذا لا يشير إلى اللحوم النجسة، بل كما أشرتَ قبلًا، لا يزال يتحدث عن اللحوم المقدمة الى الأصنام.
يوسف راضي: إذا استخلصنا من ذلك وقلنا: "يا للأمر الرائع. الآن يمكنني تناول شطيرة برغر بالجبن ولحم الخنزير المقدد من مطعمي المفضل للوجبات السريعة"، هذا يعني تجاهل ما يقوله بولس هنا تمامًا. فهو لا يتحدث عن الأطعمة غير النظيفة على الإطلاق! بل عن الأطعمة التي تُقدم الى الأصنام وكيفية مواجهة هذا الموقف.
ينطبق الأمر عينه على تيموثاوس الأولى. أعد قراءتها لنا. تيموثاوس الأولى، الرابع الآيتان الرابعة والخامسة. وتذكر السياق. يقول إن البعض سيزعمون أن الأطعمة التي خلقها يهوه لتناولها بالشكر ينبغي ألا تؤكل. تفضل.
سامي صابر: "لأَنَّ كُلَّ خَلِيقَةِ يهوه جَيِّدَةٌ، وَلاَ يُرْفَضُ شَيْءٌ إِذَا أُخِذَ مَعَ الشُّكْرِ، لأَنَّهُ يُقَدَّسُ بِكَلِمَةِ يهوه وَالصَّلاَةِ.".
يوسف راضي: مرة أخرى، يشير "كل مخلوق" إلى الحيوانات الطاهرة لأن يهوه أعطانا إياها لاستهلاكها. لا يتحدث عن الروبيان والكركند ولحم الخنزير المقدد.
سامي صابر: ولكن… ألا يقول إنه يمكن تطهيرها بالصلاة؟
يوسف راضي: أتقصد أنه يمكنك تناول شطيرة البرغر بالجبن ولحم الخنزير المقدد طالما أنك تباركها؟
سامي (يضحك): نعم!
يوسف راضي: وهل الصلاة على كأس من الكلور تحوله إلى شراب صالح للشرب؟ يهوه خالقنا. ويَعلم ما هو الأفضل لأجسادنا وأعطانا تعليمات في شريعته عن الأفضل لنا.
إقرأ الأمثال الثامن والعشرين الآية التاسعة.
سامي صابر: يا إلهي! استمع إلى التالي. تقول: "مَنْ يُحَوِّلُ أُذْنَهُ عَنْ سَمَاعِ الشَّرِيعَةِ، فَصَلاَتُهُ أَيْضًا مَكْرَهَةٌ.."
يوسف راضي: لا يمكننا توقع بركة يهوه عندما نخالف تعليماته الواضحة. وهذا يشمل ما ندخله الى أجسادنا.
إعلان
يبدأ إنجيل يوحنا بالكلمات الشعريّة الجميلة: "في البدء كان الكلمة. والكلمة كان عند [ياه]، والكلمة كان [ياه]". ولفترة طويلة، فُسّرت هذه الفقرة على أنها دعمٌ لثالوث إلهيّ. افترضنا أن "الكلمة" التي يتم التحدث عنها هي إشارة إلى يهوشوا وأن "البداية" تشير إلى خلق عالمنا.
لكنّ الحقيقة مختلفة ومثيرة للغاية. فـ "البداية" في يوحنا الأول الآية الأولى تشير إلى بداية جديدة. وما يحاول يوحنا التعبير عنه بالكلمات هو تجربة. تجربة وجود يهوه فيك وعمله من خلالك، تمامًا كما فعل في ومن خلال يهوشوا. هذه التجربة متاحة لكل مؤمن! يمكنك الحصول عليها أنت أيضًا!
انضموا إلى سامي ويوسف فيما يلقيان نظرة ثانية على يوحنا الأول. يمكنكم الدخول في علاقة جديدة وأعمق مع يهوه أكثر من أي وقت مضى في ظل البداية الجديدة المتاحة الآن للجميع. ابحثوا عن "دعوتنا السامية: نظرة جديدة على يوحنا الأول " [الحلقة مئتان وإثنان] على WorldsLastChance.com/arabic أو على اليوتيوب!
الجزء الثاني
سامي صابر: إذن يوسف، هل نشأتَ وأنت تتّبع قوانين العهد القديم الغذائية؟
يوسف راضي: لا، في الواقع، لم أكن أؤمن بها. فأمي ترعرعت في أوقات عصيبة كان المرء خلالها يأكل المتاح ويشعر بالامتنان إذ وجد ما يأكله. وكان الطعام المفضل لدى والدي هو المأكولات البحرية. كان يحب الروبيان وسرطان البحر. لذا، لا. خُصّصت فئات الطعام "النظيفة" و"غير النظيفة" لإله الرعد والبرق في العهد القديم. أما بالنسبة إلى العهد الجديد، فالنعمة تلفّنا الآن! يمكننا أكل ما نريد!
سامي صابر:. ولكن فلنكن منصفين، هناك سابقة لذلك. نظرنا إلى ما قاله بولس، ولكن ألم يعلن المسيح أن كل الأطعمة طاهرة؟
يوسف راضي: أين؟
سامي صابر: في مرقس السابع الآية التاسعة عشرة. تقول: "لأَنَّهُ لاَ يَدْخُلُ إِلَى قَلْبِهِ بَلْ إِلَى الْجَوْفِ، ثُمَّ يَخْرُجُ إِلَى الْخَلاَءِ،»." (بقوله هذا، أعلن يهوشوا أن كل الأطعمة طاهرة.)
يوسف راضي: أين وجدت هذه النسخة ؟
أميال: في النسخة الدولية الجديدة.
يوسف راضي: إقرأها في عدة إصدارات أخرى.
سامي صابر: سأعرضها على شاشتي هنا…
تقول النسخة الإنجليزية القياسية: "لأنَهُ لا يَدْخُلُ قَلْبَهُ بل مَعِدَتَه، ثم يَخْرُج؟" (وبالتالي أعلن أن كل الأطعمة طاهرة.)
وتقول النسخة القياسية المنقحة الجديدة: "لأنَهُ لا يدخلُ القلبَ بل المَعِدَةَ ويَخْرُجُ إلى المَجارِي؟" (وبالتالي أعلن أن كل الأطعمة طاهرة.)
وتقول ترجمة الكتاب المقدس القياسية الأمريكية الجديدة: "لأنَهُ لا يَدْخُلُ إلى قَلْبِهِ بلْ إلى جَوْفِهِ ثم يَخْرُج؟" (وبهذا أعلن أن كل الأطعمة طاهرة).
يوسف راضي: حسنًا، يكفي.
هل لاحظتَ أي شيء غير عادي أو مختلف في هذه النصوص؟
سامي صابر: لا، ليس حقًا.
يوسف راضي: حسنًا، إقرأ هذه الآية في ثلاث من أقدم الترجمات التي لدينا. في نسخة وايكليف Wycliffe للكتاب المقدس، ونسخة الملك جيمس، ونسخة Geneva للكتاب المقدس. ماذا تقول هذه الآية؟
سامي صابر: يقول Wycliffe: "لأنه لم يدخُلْ إلى قلبِهِ، بل إلى الرَحِمِ، ومن تحتِهِ يَخْرُج، فيُطَهِّرُ كلَّ الأَطْعِمَة".
يقول الملك جيمس: "لأنه لا يدخل إلى قلبه، بل إلى البطن، ويخرج إلى الهواء، فيطهر كل الأطعمة"، وترجَمَتها ترجمة كتاب Geneva المقدس على النحو التالي: "لأنه لم يدخل إلى قلبه، بل إلى البطن، ويخرج إلى الهواء الذي هو تطهير لكل الأطعمة".
يوسف راضي: ألاحظتَ شيئا الآن؟
سامي صابر: نعم! أين الجزء الذي يتحدث عن إعلان يهوشوا عن أن كل الأطعمة طاهرة؟
يوسف راضي: ليس موجودًا لأنه غير موجود في النص اليوناني الأصلي.
سامي صابر: لذا، في الترجمات التي تضيفها، تظهر بين قوسين.
يوسف راضي: صحيح. أضاف المترجمون هذه العبارة. ولن أشكك في دوافعهم. سنمنحهم فرصة الشك ونقول إنهم كانوا يحاولون توضيح هذا النص.
ولكن ما انتهى إليه الأمر هو أنهم ضلّلوا المعنى. ولنفهم المعنى الحقيقي، كما هي العادة، يتعين علينا أن نقرأ هذه الآية في سياقها.
فلنبدأ القراءة من الآية الأولى.
سامي صابر: وَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ الْفَرِّيسِيُّونَ وَقَوْمٌ مِنَ الْكَتَبَةِ قَادِمِينَ مِنْ أُورُشَلِيمَ. وَلَمَّا رَأَوْا بَعْضًا مِنْ تَلاَمِيذِهِ يَأْكُلُونَ خُبْزًا بِأَيْدٍ دَنِسَةٍ، أَيْ غَيْرِ مَغْسُولَةٍ، لاَمُوا. لأَنَّ الْفَرِّيسِيِّينَ وَكُلَّ الْيَهُودِ إِنْ لَمْ يَغْسِلُوا أَيْدِيَهُمْ بِاعْتِنَاءٍ، لاَ يَأْكُلُونَ، مُتَمَسِّكِينَ بِتَقْلِيدِ الشُّيُوخِ. وَمِنَ السُّوقِ إِنْ لَمْ يَغْتَسِلُوا لاَ يَأْكُلُونَ. وَأَشْيَاءُ أُخْرَى كَثِيرَةٌ تَسَلَّمُوهَا لِلتَّمَسُّكِ بِهَا، مِنْ غَسْلِ كُؤُوسٍ وَأَبَارِيقَ وَآنِيَةِ نُحَاسٍ وَأَسِرَّةٍ. ثُمَّ سَأَلَهُ الْفَرِّيسِيُّونَ وَالْكَتَبَةُ:« لِمَاذَا لاَ يَسْلُكُ تَلاَمِيذُكَ حَسَبَ تَقْلِيدِ الشُّيُوخِ، بَلْ يَأْكُلُونَ خُبْزًا بِأَيْدٍ غَيْرِ مَغْسُولَةٍ؟» فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ:« حَسَنًا تَنَبَّأَ إِشَعْيَاءُ عَنْكُمْ أَنْتُمُ الْمُرَائِينَ! كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: هذَا الشَّعْبُ يُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ، وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيدًا، وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ. لأَنَّكُمْ تَرَكْتُمْ وَصِيَّةَ يهوه وَتَتَمَسَّكُونَ بِتَقْلِيدِ النَّاسِ: غَسْلَ الأَبَارِيقِ وَالْكُؤُوسِ، وَأُمُورًا أُخَرَ كَثِيرَةً مِثْلَ هذِهِ تَفْعَلُونَ." [مرقس 7: 1-8]
يوسف راضي: إذن، لدينا السياق. النقطة التي نناقشها ليست الأطعمة المقبولة للأكل، بل ما إذا كنت ستصبح "نجسًا" أو لا إذا تناولت الطعام من دون غسل يديك أولاً.
سامي صابر: إنه أمر مثير للاهتمام إذ تتوافر لدينا رؤية واضحة لجميع الإضافات الفريسية للقانون الإلهي.
يوسف راضي: نعم، وقد اغتنم المسيح الفرصة لتوضيح الأمر. فوضع الأمر في صميم الموضوع، وأظهر أن تقاليدهم لا معنى لها، وأنها في الواقع تنتهك القانون الإلهي الذي يتباهون بالحفاظ عليه.
تابع القراءة. الآية التاسعة.
سامي صابر:
"ثُمَّ قَالَ لَهُمْ:« حَسَنًا! رَفَضْتُمْ وَصِيَّةَ يهوه لِتَحْفَظُوا تَقْلِيدَكُمْ! لأَنَّ مُوسَى قَالَ: أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ، وَمَنْ يَشْتِمُ أَبًا أَوْ أُمًّا فَلْيَمُتْ مَوْتًا. وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَقُولُونَ: إِنْ قَالَ إِنْسَانٌ لأَبِيهِ أَوْ أُمِّهِ: قُرْبَانٌ، أَيْ هَدِيَّةٌ، (هبة ليهوه) هُوَ الَّذِي تَنْتَفِعُ بِهِ مِنِّي فَلاَ تَدَعُونَهُ فِي مَا بَعْدُ يَفْعَلُ شَيْئًا لأَبِيهِ أَوْ أُمِّهِ. مُبْطِلِينَ كَلاَمَ يهوه بِتَقْلِيدِكُمُ الَّذِي سَلَّمْتُمُوهُ. وَأُمُورًا كَثِيرَةً مِثْلَ هذِهِ تَفْعَلُونَ».." [مرقس 7: 9-13]
يوسف راضي: في هذه المرحلة من الزمن، الطبيعة البشرية كانت الطبيعة الساقطة. لذا، كان الفريسيون يبحثون عما يمكنهم الحصول عليه. وبإظهارهم للقداسة، ابتكروا قواعد بدت جيدة، لكنها في الواقع كانت تنتهك القانون الإلهي. مرة أخرى، كل هذا هو سياق النص الذي يستخدمه كثيرون لمحاولة "إثبات" إلغاء قوانين النظام الغذائي.
هل تلاحظ أي أمر عن النظام الغذائي في هذا المقطع؟
سامي صابر: لا.
يوسف راضي: حسنًا، واصل القراءة، لديه المزيد. الآية الرابعة عشرة.
سامي صابر:
"ثُمَّ دَعَا كُلَّ الْجَمْعِ وَقَالَ لَهُمُ:« اسْمَعُوا مِنِّي كُلُّكُمْ وَافْهَمُوا. لَيْسَ شَيْءٌ مِنْ خَارِجِ الإِنْسَانِ إِذَا دَخَلَ فِيهِ يَقْدِرُ أَنْ يُنَجِّسَهُ، لكِنَّ الأَشْيَاءَ الَّتِي تَخْرُجُ مِنْهُ هِيَ الَّتِي تُنَجِّسُ الإِنْسَانَ. إِنْ كَانَ لأَحَدٍ أُذْنَانِ لِلسَّمْعِ، فَلْيَسْمَعْ».!" (مرقس7: 14الى16)
يوسف راضي: كما في تصريحات بولس بأن أكل اللحوم المذبوحة للأصنام لا يجعل الشخص نجسًا من الناحية الطقسية، يشرح المسيح هنا أن تناول الطعام من دون غسل اليدين الطقسي لا يجعلك نجسا من الناحية الطقسية أيضًا.
ولكنّ التلاميذ كانوا في حيرة من أمرهم. كانت فكرة التطهير الطقسي والتدنيس الطقسي راسخة في عقولهم الى حدّ أنهم لم يفهموها. تابع القراءة.
سامي صابر:
"وَلَمَّا دَخَلَ مِنْ عِنْدِ الْجَمْعِ إِلَى الْبَيْتِ، سَأَلَهُ تَلاَمِيذُهُ عَنِ الْمَثَلِ. فَقَالَ لَهُمْ:« أَفَأَنْتُمْ أَيْضًا هكَذَا غَيْرُ فَاهِمِينَ؟ أَمَا تَفْهَمُونَ أَنَّ كُلَّ مَا يَدْخُلُ الإِنْسَانَ مِنْ خَارِجٍ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يُنَجِّسَهُ، لأَنَّهُ لاَ يَدْخُلُ إِلَى قَلْبِهِ بَلْ إِلَى الْجَوْفِ، ثُمَّ يَخْرُجُ إِلَى الْخَلاَءِ، وَذلِكَ يُطَهِّرُ كُلَّ الأَطْعِمَةِ». ثُمَّ قَالَ:« إِنَّ الَّذِي يَخْرُجُ مِنَ الإِنْسَانِ ذلِكَ يُنَجِّسُ الإِنْسَانَ. لأَنَّهُ مِنَ الدَّاخِلِ، مِنْ قُلُوبِ النَّاسِ، تَخْرُجُ الأَفْكَارُ الشِّرِّيرَةُ: زِنىً، فِسْقٌ، قَتْلٌ، سِرْقَةٌ، طَمَعٌ، خُبْثٌ، مَكْرٌ، عَهَارَةٌ، عَيْنٌ شِرِّيرَةٌ، تَجْدِيفٌ، كِبْرِيَاءُ، جَهْلٌ. جَمِيعُ هذِهِ الشُّرُورِ تَخْرُجُ مِنَ الدَّاخِلِ وَتُنَجِّسُ الإِنْسَانَ".
يوسف راضي: يرد هذا التفاعل في متّى الخامس. إقرأ الآيات السابعة عشرة حتى العشرين. يشرح يهوشوا ما يعنيه للتلاميذ.
سامي صابر: أَلاَ تَفْهَمُونَ بَعْدُ أَنَّ كُلَّ مَا يَدْخُلُ الْفَمَ يَمْضِي إِلَى الْجَوْفِ وَيَنْدَفِعُ إِلَى الْمَخْرَجِ؟ وَأَمَّا مَا يَخْرُجُ مِنَ الْفَمِ فَمِنَ الْقَلْب يَصْدُرُ، وَذَاكَ يُنَجِّسُ الإِنْسَانَ، لأَنْ مِنَ الْقَلْب تَخْرُجُ أَفْكَارٌ شِرِّيرَةٌ: قَتْلٌ، زِنىً، فِسْقٌ، سِرْقَةٌ، شَهَادَةُ زُورٍ، تَجْدِيفٌ. هذِهِ هِيَ الَّتِي تُنَجِّسُ الإِنْسَانَ. وَأَمَّا الأَ كْلُ بِأَيْدٍ غَيْرِ مَغْسُولَةٍ فَلاَ يُنَجِّسُ الإِنْسَانَ.
يوسف راضي: مرة أخرى. لا يرد هنا أي أمر عن الإرشادات الغذائية. يتعلق الأمر هنا بـ "تقاليد الشيوخ"، وشرح الدوافع الخفية التي كان الفرّيسيون يعتزمون من خلالها وضع معاييرهم الزائفة. وتم الحفاظ على هذه المعايير في التلمود والمِشْناه Mishnah ، وهي تحتوي على بعض أكثر الانحرافات شراسة التي يمكنك تخيلها.
مثلًا، هناك مقاطع تُعلّم اليهود صراحةً أن يستغلوا الأمم أينما ومتى استطاعوا. وتقول مقاطع أخرى إنه بما أن الناموس خاص باليهود فقط، فليس من الخطيئة قتل الأمم.
سامي صابر: حقًا؟!
يوسف راضي: كالنوبة القلبية. تقاليد الشيوخ هي رجس محض.
سامي صابر: لا عجب في أن يقضي يهوشوا خدمته العامة في محاربة هذه التقاليد!
يوسف راضي: هذا يلقي نورًا جديدًا على متّى الثالث والعشرين. طبعتُ بعض الآيات من هذا الأصحاح لتقرأها.
حصلَتْ قبل صلبه بفترة وجيزة. كانت تلك آخر زيارة مسجلة له إلى الهيكل قبل خيانته، وبذل محاولة أخيرة يائسة للوصول إلى قلوب الكتبة والفرّيسيين المتصلبة بالخطيئة.
هذه مجرد نقاط بارزة من الأصحاح. ولكن أريدك أن تقرأها، لأن هؤلاء هم الأشخاص نفسهم الذين واجههم في مرقس السابع. تفضل.
سامي صابر: حِينَئِذٍ خَاطَبَ يَهوشوا الْجُمُوعَ وَتَلاَمِيذَهُ قَائِلاً:« عَلَى كُرْسِيِّ مُوسَى جَلَسَ الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ، فَكُلُّ مَا قَالُوا لَكُمْ أَنْ تَحْفَظُوهُ فَاحْفَظُوهُ وَافْعَلُوهُ، وَلكِنْ حَسَبَ أَعْمَالِهِمْ لاَ تَعْمَلُوا، لأَنَّهُمْ يَقُولُونَ وَلاَ يَفْعَلُونَ. فَإِنَّهُمْ يَحْزِمُونَ أَحْمَالاً ثَقِيلَةً عَسِرَةَ الْحَمْلِ وَيَضَعُونَهَا عَلَى أَكْتَافِ النَّاسِ، وَهُمْ لاَ يُرِيدُونَ أَنْ يُحَرِّكُوهَا بِإِصْبِعِهِمْ،" [متى 23: 1-4]
يوسف راضي: إذن عندما يتحدثون عن القانون، نعم. استمع وأطع ما يقولونه. ولكن لا تقلّد مثالهم، لأن مثالهم – مسار عملهم – تمليه كل هذه التقاليد الغريبة.
ثم يخاطب الفريسيين مباشرة، تابع القراءة لنرى ماذا يقول.
سامي صابر:
لكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ قُدَّامَ النَّاسِ، فَلاَ تَدْخُلُونَ أَنْتُمْ وَلاَ تَدَعُونَ الدَّاخِلِينَ يَدْخُلُونَ.
وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تَطُوفُونَ الْبَحْرَ وَالْبَرَّ لِتَكْسَبُوا دَخِيلاً وَاحِدًا، وَمَتَى حَصَلَ تَصْنَعُونَهُ ابْنًا لِجَهَنَّمَ أَكْثَرَ مِنْكُمْ مُضَاعَفًا (متى 23: 13و 15)
يوسف راضي: اقرأ الآن الآيتين الخامسة والعشرين والسادسة والعشرين. إنها متابعة للمفهوم عينه الذي كان يحاول تعليمه في مرقس السابع.
سامي صابر: "وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تُنَقُّونَ خَارِجَ الْكَأْسِ وَالصَّحْفَةِ، وَهُمَا مِنْ دَاخِل مَمْلُوآنِ اخْتِطَافًا وَدَعَارَةً. أَيُّهَا الْفَرِّيسِيُّ الأَعْمَى! نَقِّ أَوَّلاً دَاخِلَ الْكَأْسِ وَالصَّحْفَةِ لِكَيْ يَكُونَ خَارِجُهُمَا أَيْضًا نَقِيًّا.." (متى 23: 25و26)
يوسف راضي: نحن نتحدث هنا عن الدافع. ما الذي يحويه القلب؟ واضح أننا جميعًا ما زلنا نتمتع بطبيعتنا الساقطة. ولكن هل في قلبنا ما يكفي من الحب والإكرام ليهوه كما طلب منا أن نكرمه؟
أي آيات إضافية؟
سامي صابر: نعم. الآيتان السابعة والعشرون والثامنة والعشرون تقولان:
وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تُشْبِهُونَ قُبُورًا مُبَيَّضَةً تَظْهَرُ مِنْ خَارِجٍ جَمِيلَةً، وَهِيَ مِنْ دَاخِل مَمْلُوءَةٌ عِظَامَ أَمْوَاتٍ وَكُلَّ نَجَاسَةٍ. هكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا: مِنْ خَارِجٍ تَظْهَرُونَ لِلنَّاسِ أَبْرَارًا، وَلكِنَّكُمْ مِنْ دَاخِل مَشْحُونُونَ رِيَاءً وَإِثْمًا.
يوسف راضي: إذن، مع هذه الإدانات الواضحة، ومع العلم أن هؤلاء هم الأشخاص نفسهم الذين يشتكون للمسيح في مرقس السابع، هل سنستخدم ذلك حقًا كذريعة لتناول ما حرّمه القانون بشدة؟ لم يكن يتحدث عن النظام الغذائي! بل عن الطقوس الاحتفالية وكيف أن الفشل في الحفاظ على تقاليد الشيوخ لن يجعلك نجسًا.
سامي صابر: هذا يذكرني بمقطع شاركتَه منذ فترة. ما زلت أتذكره لأنه كان واضحًا. سأنتقل إليه بسرعة…
التثنية الرابع الآيتان الأولى والثانية. تقولان:
فَالآنَ يَا إِسْرَائِيلُ اسْمَعِ الْفَرَائِضَ وَالأَحْكَامَ الَّتِي أَنَا أُعَلِّمُكُمْ لِتَعْمَلُوهَا، لِكَيْ تَحْيَوْا وَتَدْخُلُوا وَتَمْتَلِكُوا الأَرْضَ الَّتِي يهوه إِلهُ آبَائِكُمْ يُعْطِيكُمْ. لاَ تَزِيدُوا عَلَى الْكَلاَمِ الَّذِي أَنَا أُوصِيكُمْ بِهِ وَلاَ تُنَقِّصُوا مِنْهُ، لِتَحْفَظُوا وَصَايَا يهوه إِلهِكُمُ الَّتِي أَنَا أُوصِيكُمْ بِهَا..
اعتدنا قراءة هذا في الرؤيا. ولكن، هذه نبوءة سبق وتحققت: لا تغيّر كلمات هذه النبوءة. فهذا يبدو منطقيًا، أليس كذلك؟
ولكن هنا يقول موسى: "لا تَزيدوا أو تُنْقِصوا من ناموس يهوه الذي أوصيكم به!" وهذا هو بالضبط ما فعله الفرّيسيون.
يوسف راضي: وهذا ما نفعله عندما نقول إن الناموس "أُلغِي" على الصليب. وهذا ما نفعله عندما نفسر الفقرات من خارج سياقها لتبرير انتهاك الناموس الإلهي.
الناموس أبديّ ولا يتغير. لم تعد هناك ذبائح دم. فهذه الذبائح تحققت على الصليب لأنها كانت مجرد نماذج – رموز – تشير إلى المسيح الذي كان النموذج المضاد العظيم.
ولكن ماذا عن قوانين الطعام؟ وُضعت قبل فترة طويلة من قيام دولة إسرائيل. وفي وقت مبكر من الطوفان. لذا، القول إنها لم تعد ملزمة هو تجاهل للثقل الهائل من الأدلة فقط من أجل إرضاء حاسة التذوق لديك.
يضحك سامي صابر: وجهة نظر جيدة!
في ما يلي: كيف تعرف أنك سامحت شخصًا حقًا؟ وكيف تتعامل مع الحزن والعار؟ في فقرة البريد اليومي.
وقفة منتصف البرنامج
أنتم تستمعونَ إلى راديو "فرصةُ العالمِ الأخيرة"!
راديو "فرصةُ العالمِ الأخيرة": نُعلّم العقول ونُعدّ القلوب لعودة المسيح المفاجئة!
إعلان
يسهل أن نشعر بالخجل والحرج عندما نقع بالخطيئة، خصوصًا إذا كانت هذه الخطيئة هي التي ناضلنا مرارًا لتخطيها، عندئذٍ قد يعمل الشيطان على أن نشعر بالخجل الشديد من اللجوء إلى الآب. وقد نشعر بأنه يجب أن "نثبت" ندمنا عبر الابتعاد عن يهوه لنقاوم الإغراء لعدة مرات. حتى آدم وحواء في عدن اختبآ من يهوه عندما شعرا بالذنب!
ولكنّ الحقيقة هي أننا لا نستطيع أن نتحسن بعيدًا عن يهوه وهو يَعلم ذلك. فهو لا يتوقع منا أن نبتعد عنه عندما نخطئ. بل يريدنا أن نلجأ إليه. وقد وعدَنا أنه إذا عدنا إليه، فسوف "يشفي كل خطايانا".
تُشارك الحلقة مئة وثمانية وأربعون "مِفتاحَ النصر على الخطيئة". انضموا إلى سامي ويوسف وهما يدرسان ماهية "مفتاحِ النصر على الخطيئة". يمكنكم العثور عليها على WorldsLastChance.com/arabic. أكرر، الحلقة مئة وثمانية وأربعون: "مفتاحُ النصر على الخطيئة". لن ترغبوا في تفويتها!
البريد اليومي
سامي صابر: سؤال اليوم يأتي من الدولة التي قدمت الى العالم أوّل تقويم مكوّن من ثلاث مئة وخمسة وستين يومًا.
يوسف راضي: روما؟ إيطاليا؟ أَعلم أن جميع التقويمات القديمة كانت تستخدم القمر لتحديد الأشهر، لكنّ السنة القمرية تتكون من ثلاث مئة وأربعة وخمسين يومًا فقط بدل ثلاث مئة وخمسة وستين يومًا في السنة الشمسية.
سامي صابر: أنت على الطريق الصحيح. لكنّ الرومان لم يقدموا الينا أول تقويم مكون من ثلاث مئة وخمسة وستين يومًا. بل قدماء المصريين! كان لديهم اثنا عشر شهرًا يتكوّن كلّ منها من ثلاثين يومًا. ولأن هذا العدد لم يتجاوز ثلاث مئة وستين يومًا، أضافوا خمسة أيام إضافية ليصبح العدد الإجمالي ثلاث مئة وخمسة وستين يومًا.
يوسف راضي: المعرفة التي اكتسبها القدماء عن التحركات السماويّة لطالما كانت رائعة. إذًا، ما هو سؤالنا اليوم؟
سامي صابر: أظن أن الكثيرين منا يمكن أن يتعاطفوا مع هذا الموقف. كتبَت امرأة تدعى نور: "كان منزل طفولتي تعيسًا للغاية. فقد توفيت والدتي عندما كنت في السابعة من عمري وكانت زوجة أبي مسيئة للغاية بينما كان والدي بعيدًا وغير مبالٍ. لا أظنني أحمل ضغينة لهما. لكن منذ سنوات، اتخذت قرارًا واعيًا بمسامحتهما، مع ذلك أشعر بالخجل لأنني ما زلت أشعر بالأذى من أقوالهما وأفعالهما – أو افتقارهما إليها. كان علي تجاوز الأمر الآن، لكنه لا يزال يؤثر علي. أشعر بالخجل الشديد من التحدث عن الأمر مع أي شخص. أيمكنكم مساعدتي؟"
يوسف راضي: يا إلهي. العار والحزن. إنه مزيج قاتل، غير أنه في كل مكان! هل يعاني الناس الحزن؟ في أغلب الأحيان، سيكافحون أيضًا، وسيشعرون بالخزي.
فلنفترض أنك تعاني مشكلة صحيّة. في البداية، يكون الناس متعاونين للغاية، ولكن بعد فترة، يستأنفون حياتهم ويعبرون عن إحباطهم من حقيقة أنك لم تعد إلى "طبيعتك". إذن، ماذا تفعل؟ تخفي معاناتك لأنك تشعر بالخجل من أنك لا تزال تعاني.
سامي صابر: أو ربما فقدت صديقًا أو أحد أفراد أسرتك. بعد مرور عام على وفاته، لا تزال تفتقده، ويقولون لك إنك بحاجة إلى "المضي قدمًا"، لذا تشعر بالخجل لأنك لم تتمكن من تجاوز الأمر حتى الآن.
يوسف راضي: بالضبط. العار والحزن مزيج رهيب. ومؤسف أن هذا المزيج شائع للغاية.
ولكن، من المفارقات أن العار بحكم تعريفه هو الإذلال أو الألم الذي تشعر به نتيجة لفعلك أمرًا خاطئا. مثلاً، هل يرتكب أحد الوالدين الذي فقد أحد أطفاله خطأً حقيقياً إذا لم يتغلب على الأمر بعد مرور عام على وفاة الطفل؟
سامي صابر: لا. لا، بالطبع لا.
يوسف راضي: ومع ذلك، ، نحكم مرارًا على أنفسنا بقسوة ونشعر بالخجل.
فلنلق نظرة على تجربة نور. فقدت والدتها في سن مبكرة. وكانت زوجة أبيها تسيء معاملتها ووالدها غير مبالٍ. نستنتج من ذلك أنه لم يحمِ نور من زوجته.
هذا أمر يستحق الحزن الشديد. هل هناك أي جزء من الأمر يستحق أن تشعر بالخجل منه؟ هل ارتكبَت خطأً ما؟
سامي صابر: لا، لكن هذا ليس ما قالته. أظنها تقول إنها تشعر بالخجل لأنها لا تزال متأثرة بتربيتها. لأنها لم تتغلب على تربيتها حتى الآن.
يوسف راضي: تربيتنا تؤثر علينا! فنحن جميعًا نحمل أعباءً من طفولتنا بطريقة أو بأخرى. هل ارتكبَت نور خطأً ما – هل ارتكبت هي نفسها خطيئة ما – لأنها لا تزال متأثرة بتربيتها البائسة؟ هي سامحتهما. إذن، هل ترتكب خطيئة ما؟
سامي صابر: لا أرى ذلك.
يوسف راضي: هذا مصدر ارتباكنا. لدينا الحق في الحزن! أراد يهوه أن يحمينا من نتائج الخطيئة، لكننا ما زلنا نعيش في عالم خاطئ. سنمر بتجارب ولقاءات تترك فينا جروحًا وحتى ندوبًا. ندوبًا عميقة. لكن هذا ليس خطيئة!
التعرض للأذى، والتأثر بعواقب الخطيئة – خطيئتنا أو خطيئة الآخرين – بعد فترة طويلة من وقوعها، ليس خطيئة. ليس أمرًا أخطأنا فيه.
إقرأ لنا الرؤيا الواحد والعشرين الآيات الأولى حتى الرابعة، لأن هذا المقطع يوضح لنا أن الشعور بالأذى والجرح والحزن ليس مثل الخطيئة.
سامي صابر: تقول …
"ثُمَّ رَأَيْتُ سَمَاءً جَدِيدَةً وَأَرْضًا جَدِيدَةً، لأَنَّ السَّمَاءَ الأُولَى وَالأَرْضَ الأُولَى مَضَتَا، وَالْبَحْرُ لاَ يُوجَدُ فِي مَا بَعْدُ. وَأَنَا يُوحَنَّا رَأَيْتُ الْمَدِينَةَ الْمُقَدَّسَةَ أُورُشَلِيمَ الْجَدِيدَةَ نَازِلَةً مِنَ السَّمَاءِ مِنْ عِنْدِ يهوه مُهَيَّأَةً كَعَرُوسٍ مُزَيَّنَةٍ لِرَجُلِهَا. وَسَمِعْتُ صَوْتًا عَظِيمًا مِنَ السَّمَاءِ قَائِلاً:« هُوَذَا مَسْكَنُ يهوه مَعَ النَّاسِ، وَهُوَ سَيَسْكُنُ مَعَهُمْ، وَهُمْ يَكُونُونَ لَهُ شَعْبًا، وَيهوه نَفْسُهُ يَكُونُ مَعَهُمْ إِلهًا لَهُمْ. وَسَيَمْسَحُ ياه كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِمْ، وَالْمَوْتُ لاَ يَكُونُ فِي مَا بَعْدُ، وَلاَ يَكُونُ حُزْنٌ وَلاَ صُرَاخٌ وَلاَ وَجَعٌ فِي مَا بَعْدُ، لأَنَّ الأُمُورَ الأُولَى قَدْ مَضَتْ»."
يوسف راضي: واضح أن هذا سيحدث في المستقبل الأزلي. ولكن لا تزال هناك آلام تحتاج إلى التعزية. ولا تزال هناك دموع تحتاج إلى مسحها، وسيوفر يهوه نفسه هذه التعزية. لذا، مرة أخرى، الحزن ليس سببًا للخجل، رغم أنه غالبًا ما يختلط في أذهاننا.
الأمر الذي يجب أخذه في الحسبان هو أن الحزن ليس هو المشكلة، فالحزن أمر طبيعي، بل وصحي.
سامي صابر: نعم، أتذكر أنني قرأت شيئًا ظل عالقًا في ذهني. في أثناء الحديث عن الحزن الذي نشعر به بسبب فقدان صديق ما، كان التعليق هو: "لا يُفترض أن يكون الأمر سهلاً". لطالما أذكر هذا. هناك خطأ ما إذا حدث أمر سيئ حقًا ولم نحزن عليه!
يوسف راضي: بالضبط. تكمن المشكلة عندما نخلط بين الخجل والحزن. فالحزن جزء مهم من عملية الشفاء، ولكنّ الخجل قد يبقينا محبوسين فيه. والجزء الأكبر من المشكلة هو أن الخجل غير مرئي. ولأننا نشعر بالخجل، نحاول دفنه، ثم نكافح بمفردنا مع هذه المشاعر الساحقة. وكثيراً ما تكون العبارات المبتذلة التي نتبادلها، مثل "انظر إلى الجانب المشرق"، أو "إنها في مكان أفضل"، أو … أياً كان، كلها عبارات مبنية على الخجل. إنها تجعل الشخص يشعر وكأنه لا يملك الحق في الحزن، وهذا ما يمنع الشخص من المضي قدماً نحو الشفاء.
سامي صابر: نقطة سديدة. فقد أخي وزوجة أخي طفلاً عندما كانت حاملاً في الشهر السادس. ومن أكثر الأمور المؤلمة والأقل فائدة التي قيلت لهما هو عندما قال لهما والد زوجة أخي، لا أمزح، "انظرا إلى الجانب المشرق: ستنجبان طفلاً آخر!!"
يوسف (مرتعبًا): هل قال ذلك فعلاً؟
سامي صابر: أجل. قال ذلك.
يوسف راضي: أمر فظيع. هل ترى كيف حرمهما ذلك حقهما في الحزن؟ يتمتع معظم الناس بوعي اجتماعي أكبر من أن يقولوا شيئًا سيئًا كهذا. ولكن هناك الكثير من الأمور الأخرى غير المفيدة وغير المؤكدة التي نميل إلى قولها والتي تحرم الشخص حقه في الحزن. مرة أخرى، الحزن ليس المشكلة. فالحزن أمر طبيعي. المشكلة هي العار والخجل.
سامي صابر: إذن، ماذا يفترض بنا أن نفعل؟ نجد أنفسنا في موقف نحزن فيه، ونشعر بالخجل، ماذا نفعل حيال ذلك؟
يوسف راضي: فهْم تعريف العار خطوة أولى جيدة. إذا تمكنتَ من تحليل موقفك وإدراك أنك لم تفعل أمرًا يستحق الخجل منه – وأن الحزن ليس سببًا للخجل – فيمكن أن يساعدك ذلك على تحليل مشاعرك بوضوح أكبر. من السهل الخلط بين الحزن والعار.
أظن أن أهم ما في الأمر هو أن تسمح لنفسك بالحزن. سواء كان ذلك بسبب فقدان وظيفة، أو صداقة، أو خسارة طفولة سعيدة وآمنة كما حالة نور… أياً كان السبب، اسمح لنفسك بالحزن. لديك الحق في هذه المشاعر، ولن يؤدي قمعها إلى شفائها.
سامي صابر: أذكر أنك قلتَ ذات مرة إن يهوه خلقنا ليكون لدينا مشاعر، لذلك ليس من الخطيئة أن نشعر بها.
يوسف راضي: الأمر ليس كذلك. صرخ يهوشوا بنفسه على الصليب قائلاً: "إلهي! إلهي! لماذا تركتني؟" كم منا، عندما يشعر بمثل هذا اليأس العميق، يشعر بالذنب لمجرد شعوره بهذه الطريقة؟
سامي صابر: ربما معظمنا.
يوسف راضي: ربما. ومع ذلك، واضح أن شعور يهوشوا والتعبير عن هذه المشاعر لم يكونا خطيئة.
مرة أخرى، اسمحوا لأنفسكم بالحزن. عندما يظهر الخجل، لا تقمعوه. بل كونوا على دراية به. قوموا بتحليله. اسألوا أنفسكم ما إذا ارتكبتم خطأً حقًا. وإذا لم يكن كذلك، اسمحوا لأنفسكم بالتخلص من الشعور بالخجل. عندما تفعلون ذلك، يصبح الأمر أسهل.
يمكنكم كذلك أن تقولوا عندما يراودكم شعور مماثل: "هذا ليس خطئي". قولوا لأنفسكم: "هذا ليس خطئي". من المهم أن نتحمل المسؤولية عندما نخطئ. ولكن لدينا أيضًا الحق في رفض مشاعر العار والخجل التي لا نستحقها.
سامي صابر: ماذا عن العلاج؟
يوسف راضي: يمكن أن يساعدنا. في السنوات الأخيرة، تم تطوير طرق مختلفة لمساعدة المحاربين القدامى الذين يعانون اضطرابًا ما بعد الصدمة. وساعدت الطرق نفسها الأشخاص الذين يعانون مشكلات أخرى.
أعْلم أن المسيحيين غالبًا ما يشعرون بأنه عليهم عدم طلب المساعدة في ما يتعلق بالصحة العقلية. ولكن إذا كان ممكنًا لأجسادنا أن تمرض، أفلا تعتقد أن أدمغتنا يمكنها أن تمرض أيضًا؟ من الاختلالات الكيميائية التي تسبب الاكتئاب إلى اتباع عادات التفكير الضارة بعد الصدمة أو الخسارة، يجب طلب المساعدة وينبغي ألا نخجل منها.
هل سمعتَ بـ Elisabeth Kubler-Ross؟
سامي صابر: نعم! إنها طبيبة نفسانية سويسرية أميركية، أليس كذلك؟ نشرَت كتابًا بعنوان "عن الموت والاحتضار".
يوسف راضي: صحيح. حدّدت المراحل الخمسة للحزن على أنها الإنكار والغضب والمساومة والاكتئاب والقبول. وطبقت ذلك على الأشخاص المحتضرين، ولكنّ ذلك يطبَّق على الحزن أيضًا. لدي هنا اقتباس لها أود منك قراءته. إبدأ من موقع العلامة.
سامي صابر: "الحقيقة هي أنك ستحزن إلى الأبد. لن "تتجاوز" فقدان أحد الأحباء؛ بل ستتعلّم كيف تتعايش مع الأمر. ستتعافى وستعيد بناء نفسك حول الخسارة التي عانيتها. ستعود إلى حالتك الطبيعية مرة أخرى، لكنك لن تكون كما كنت أبدًا. وينبغي ألا تكون كما كنت ولا تريد أن تكون كذلك".
يوسف راضي: ما زلنا في عالم من الخطيئة والحزن. ما زال لدينا الكثير من الأمور والجروح والتجارب التي يجب أن نحزن بسببها وسنستمر في ذلك حتى يمسح يهوه نفسه كل الدموع. لكنّ الوعد هو أنه سيفعل ذلك. حتى ذلك الحين، إذا وجدت نفسك حزينًا، فاعلم أنه جيد أن تحزن. يهوه لا يحكم عليك بسبب ذلك. كن لطيفًا مع نفسك؛ اسمح لنفسك بالحزن وستدرك أن ذلك يشكل خطوة كبيرة في رحلة شفائك.
سامي صابر: حسنًا. لدينا الوقت لسؤال سريع آخر. يقول سيباستياو Sebastião من Alvorada في البرازيل: "أعمل لساعات طويلة وليس لدي الكثير من الوقت للدراسة. لا يمكنني الجلوس أمام جهاز الكمبيوتر لقراءة مقالات طويلة أو مشاهدة فيديوهات على اليوتيوب. هل لدى فرصة العالم الأخيرة خيارات أخرى للبقاء على اتصال ومعرفة الحق؟"
يوسف راضي: نعم. يمكنكم تنزيل أي مقال على هاتفكم لقراءته خلال التنقل – إذا لم تكن تقود سيارتك بنفسك للذهاب إلى العمل – ولكن بالنسبة إلى أولئك الذين يعيشون في بلدان حيث تتوفر وسائل التواصل الاجتماعي، لدينا أيضًا مجموعة تعليمية على Facebook بعنوان World's Last Chance. كما ننشر بعض المواضيع على Twitter
مرة أخرى، أعلم أن هذه المنصات ليست متاحة في جميع البلدان. ولكن، بالنسبة إلى الدول التي تتوفر فيها هذه المنصات، يمكنك مشاركة أفكارك بسرعة بهذه الطريقة. ومرة أخرى، يملك معظم الناس هواتف ذكية. يمكنكم دائمًا تنزيل موضوع ما لقراءته عندما يكون لديكم وقت فراغ ما.
سامي صابر: يعتبر الكثيرون أن حفظ الكتاب المقدس يعد وسيلة رائعة لتحسين الوقت خلال التنقل من وإلى العمل.
يوسف راضي: هذا جيد.
سامي صابر: هذه كل الأسئلة التي لدينا الوقت للإجابة عنها اليوم. إذا كان لديكم سؤال أو تعليق أو طلب صلاة، لا تترددوا في إرسال رسالة إلينا. ما عليكم سوى الانتقال إلى موقعنا على WorldsLastChance.com/arabic والنقر على رمز راديو فرصة العالم الأخيرة. نحن نتطلع دائمًا إلى تلقي رسائلكم.
ترقبوا الآن وعد ناديا يعقوب اليومي!
وعد اليوم
مرحباً! هنا راديو فرصة العالم الأخيرة، معكم ناديا يعقوب في وعد اليوم من كلمة ياه.
عندما أرسل يهوه صموئيل إلى منزل يَسَّى لمسح ملك إسرائيل القادم، تأثّر صموئيل بطول قامة الابن
البكر، أَلِيآبَ وبوسامته. لكنّ يهوه رفض أليآب. وفي شرحه للسبب، أعطانا يهوه وعدًا مشجعًا.
صموئيل الأوّل السادس عشر الآية السابعة تقول: فَقَالَ يهوه لِصَمُوئِيلَ:
«لاَ تَنْظُرْ إِلَى مَنْظَرِهِ وَطُولِ قَامَتِهِ لأَنِّي قَدْ رَفَضْتُهُ. لأَنَّهُ لَيْسَ كَمَا يَنْظُرُ الإِنْسَانُ. لأَنَّ الإِنْسَانَ يَنْظُرُ
إِلَى الْعَيْنَيْنِ، وَأَمَّا يهوه فَإِنَّهُ يَنْظُرُ إِلَى الْقَلْبِ».
هذه ليست آية نظن أنها وعد، لكنها كذلك. سأخبرك لماذا.
قبل أربعة أسابيع، توفي أحد الجيران الذي كان صديقًا وفيًّا بشكل مفاجئ. لم يكن طاعنًا في السن،
ولكن فيما كان يتحدّث إلى زوجته، سقط فجأة ميتًا بنوبة قلبية. توفي حرفياً قبل أن يبلغ الأرض. بعد أقل
من أسبوع، توفي صديق آخر يعيش عبر الوادي بشكل مفاجئ. كان أكبر سناً وكان تحت ضغط كبير
لكنه لم يكن يعاني أي مرض يوحي بأن موته وشيك. بعد عشرة أيام، قُتل صديق وفيّ وأم شابة عندما
اقتحم لصوص مسلحون منزلهما. حيث أعيش، يُعد امتلاك الأسلحة غير قانوني. لكن واضح
أن المجرمين لا يمانعون خرق القانون. فقد أطلقوا عليها الرصاص عندما حاولت محاربة أحد
المتسللين الذي كان يطعن والدها المسن. وقبل يومين، تلقّيت مكالمة هاتفيّة في الساعة الثالثة صباحًا.
كان صديق على الهاتف يبكي ويخبرني أن زوجته ماتت لتوها خلال نومها. كانت في السبعينات من
عمرها ولم تكن بصحة جيدة، ولكن ما من أمر يشير إلى أن موتها وشيك. كانت شخصًا محبوبًا
وصديقة عزيزة. لقد هزت هذه الوفيات، التي تلت الواحدة الأخرى، مجتمعنا.
كان الصديق والجار الذي سقط ميتًا بشكل غير متوّقع بنوبة قلبيّة منذ أربعة أسابيع، أكثر الرجال
كرمًا الذين عرفتهم في حياتي. فخلال الوباء، طُبّق حظر التجوّل والإغلاق هنا. وكان الكثيرون
عاطلين عن العمل وبلا طعام. ولم يُسمح لمن كانت لديهم سيارات بالقيادة إلا يومًا واحدًا
في الأسبوع. فاستغل صديقي يومه في القيادة لتوصيل الطعام للأسر المحتاجة، بالإضافة إلى طعام من
حدائقه الواسعة. في الواقع، السبب الرئيس الذي دفعه إلى زرع مثل هذه الحدائق الكبيرة هو مشاركة
الآخرين.
أما الرجل الأكبر سناً الذي توفي بعد أقل من أسبوع فقد كان لطيفًا وبليغ الكلام ويتمتّع بمهارات قيمة
التي استخدمها بسخاء لمساعدة الآخرين. والأم التي قُتلت فكان مرحها وتفاؤلها يجذبان الناس إليها.
أطفالها أيّ أصدقاء أطفالي، يعكسون روح والدتهم اللطيفة والحنونة وتفاؤلها.
وأخيرًا السيدة العجوز التي توفيت خلال نومها منذ ليلتين حصلت على هدية لتشجيعها الآخرين. كانت
تحس عندما يعاني شخص ما وكلماتها الحكيمة وروح التعاطف لديها مدّت قلوبًا متألمة كثيرة بالقوة.
من بين هؤلاء الأصدقاء الأربعة ، الأم المقتولة وحدها كانت مسيحيّة. وجاري الكريم؟ كان ملحدًا.
الصديق الأكبر سنًا صاحب المهارات القيمة: كان بوذيًا. فيما المرأة المسنة التي تشجّع الآخرين كانت
وثنية. ومع ذلك، أظهر كلّ فرد، بطريقته الخاصة، اللطف والكرم والاهتمام بالآخرين.
غالبًا، عندما يموت شخص محبوب غير مسيحي، يُترك المؤمنون في نوع من الحزن وعدم اليقين.
إذا لم تكن المحبوبة مسيحية، فهل هذا يعني أننا لن نراها مرة أخرى؟ هل هذا يعني أنه سقط؟
مثل هذه الأفكار تزيد من الحزن. إذا فقدتَ أحد أفراد أسرتك ولم يشاركك معتقداتك، فمحتمل
أنك تعرف بالضبط ما أتحدث عنه.
لكنني أحمل لك أخبارًا سارة! يهوه … يقرأ … القلب! البعض ليسوا مسيحيين إذ لم تتح لهم
الفرصة للتعلّم. وآخرون رفضوا المسيحية لأنهم، بضمير حي، لم يستطيعوا قبول الأخطاء التي تَعلّموها
عن يهوه، أخطاء مثل الإله المنتقم الذي يعاقب المذنبين في جحيم دائم الاحتراق.
لا يمكننا قراءة قلوبهم. لكنّ يهوه يمكنه! الوعد هو: لأَنَّهُ لَيْسَ كَمَا يَنْظُرُ الإِنْسَانُ. لأَنَّ الإِنْسَانَ يَنْظُرُ إِلَى
الْعَيْنَيْنِ، وَأَمَّا يهوه فَإِنَّهُ يَنْظُرُ إِلَى الْقَلْبِ».
لقد مُنحنا وعوداً عظيمة وثمينة. إبدأوا بالمطالبة بها!
الجزء 3
سامي صابر: علي القول: إن أحد الأمور التي لفتت انتباهي في نقاش اليوم هو أهمية النظر إلى كل الأمور في سياقها. لا يمكننا ببساطة أخذ آية تقول ما تريد أن تقوله خارج سياقها وتحويلها إلى مبدأ يمكن تطبيقه على مواقف أخرى.
يوسف راضي: لا، لا يجوز ذلك. وعندما نفعل ذلك، نبتعد عن المسار الصحيح. نبدأ بتصديق أمور غير حقيقية، ثم بارتكاب أفعال تتعارض مع إرادة يهوه.
أنا لا أقول إن أيًا منا سيكون كاملاً ما دامت طبيعتنا ساقطة. فالكمال لا يأتي إلا عندما نحظى بطبيعة أعلى عند عودة يهوشوا. ولكن هذا ليس عذرًا للعصيان المتعمد. وهو عصيان متعمد. العصيان هو عندما نخالف التعليمات التي تم توضيحها بوضوح.
سامي صابر: صحيح.
شكرًا لكم على حسن استماعكم إلى حلقة اليوم. إذا استمتعتم بها وترغبون في مشاركتها، فعنوانها: "معلومات سريّة حول النظام الغذائي" ورقمها مئتان وست وستون. يمكنكم العثور عليها على موقعنا WorldsLastChance.com/arabic. كما لدينا حلقات إذاعية أخرى حول مجموعة كبيرة ومتنوعة من الموضوعات. لذا، تحققوا منها. ما عليكم سوى النقر على رمز راديو فرصة العالم الأخيرة على صفحتنا الرئيسة.
نأمل أن تتمكنوا من الاستماع إلينا غدًا من جديد، وحتى ذلك الحين، تذكروا: يهوه يحبكم. . . وهو جدير بثقتكم!
تسجيل الخروج
كنتم تستمعون إلى راديو فرصة العالم الأخيرة.
هذه الحلقة والحلقات السابقة من راديو فرصة العالم الأخيرة متاحة للتنزيل على موقعنا. إنها رائعة للمشاركة مع الأصدقاء ولاستخدامها في دراسات الكتاب المقدس! كما أنها مصدر ممتاز لأولئك الذين يعبدون يهوه بمفردهم في المنزل. للاستماع إلى الحلقات التي بُثّت سابقًا، زوروا موقعنا WorldsLastChance.com/arabic وانقروا على رمز راديو فرصة العالم الأخيرة المعروض على صفحتنا الرئيسية.
في تعاليمه وأمثاله، لم يقدّم المخلّص أي "علامات للأزمنة" يجب الانتباه إليها. بدل ذلك، فحوى رسالته كان… اليقظة المستمرة. إنضموا إلينا مرة أخرى غدًا للحصول على رسالة أخرى مليئة بالحق بينما نستكشف مواضيع مختلفة تركّز على عودة المخلّص وكيفية العيش في استعداد دائم للترحيب به بحرارة عندما يأتي.
راديو فرصة العالم الأخيرة: نُعلّم العقول ونُعدّ القلوب لعودة المسيح المفاجئة.