WLC Radio
وعد الرؤيا
الحلقة 285
وعد الرؤيا
رغم أن سِفر الرؤيا قد كُتب للمؤمنين في القرن الأوّل، إلا أنه يحتوي على تشجيع هائل للمؤمنين في عصرنا هذا.
أهلًا بكم الى راديو فرصة العالم الأخيرة، التابع لخدمة راديو فرصة العالم الأخيرة وورلدز لاست تشانس، وهو خدمة مخصّصة لتعلّم كيفيّة العيش في استعداد دائم لعودة المخلّص.
طوال ألفي عام، والمؤمنون من كل جيل يتوقون إلى أن يكونوا الجيل الأخير. ولكن، خلافًا للاعتقاد الشائع، لم يعطِ المسيح المؤمنين «علامات الأزمنة» لينتبهوا إليها، بل على العكس، حذّر يهوشوا مراراً من أن مجيئه سيفاجئ حتى المؤمنين. وأوصاهم بإلحاح بأن يكونوا مستعدين دائمًا إذ قال:
" لِذَلِكَ كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا مُسْتَعِدِّينَ، لِأَنَّهُ فِي سَاعَةٍ لَا تَظُنُّونَ يَأْتِي ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ." (متى٢٤: ٤٤)
راديو فرصة العالم الأخيرة: نُعلّم العقول ونُعدّ القلوب لعودة المسيح المفاجئة.
الجزء الأوّل
سامي صابر: عندما كنت صغيرًا، كنت أحبّ سماع أخبار المجيء الثاني. لا تُسئ فهمي: كنت أكره كلّ ما قيل لي إنه سيحدث قبل عودة المسيح: ففكرة "الترك خلْف الركب" بعد "الاختطاف السري" كانت تُرعبني. و"الضيقة العظيمة" كانت تخيفني. لكنّ عودة المخلص الحقيقيّة؟ كانت تروقني. في مدرسة الأحد، كانت قصص الكتاب المقدس تُظهر يهوشوا جالسًا على سحابة محاطًا بالملائكة. وأحد المعلمين المغامرين أضفى عليها لمسة سحريّة. كانت رائعة الجمال! كنت أحب تأمّل لوحات فنيّة مختلفة تُظهر تصوّر فنانين مختلفين لعودته. دائمًا ما كان المسيح يُصوَّر جالسًا على سحابة مُشرقة، محاطًا بالملائكة. كان وعدًا بعودة يهوشوا، وكنت متشوقًا للغاية.
مرحبًا، أنا سامي صابر وأنتم تستمعون إلى راديو فرصة العالم الأخيرة حيث نغطي مواضيع متعلّقة بالكتاب المقدس، والنبوءة، والتقوى العمليّة، والمعتقدات الكتابيّة، والعيش في استعداد دائم لعودة المخلص غير المتوقّعة.
لطالما أحببتُ تصوّر عودة المسيح في "سحب السماء"، لكنني فوجئتُ مؤخرًا عندما أخبرني يوسف أن عبارة "المجيء مع السحاب" هي في الواقع رمزٌ يتكرّر مرات عديدة في العهدين القديم والجديد. اليوم، سنتناول معنى هذه العبارة في سياق الرؤيا الأوّل والوعد الذي يتضمّنه.
لاحقًا، في فقرة "البريد اليومي"، سيجيب يوسف عن سؤال حول ما قصده المسيح بقوله: "وَإِنْ أَعْثَرَتْكَ عَيْنُكَ فَاقْلَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ. خَيْرٌ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ أَعْوَرَ مِنْ أَنْ تُلْقَى فِي جَهَنَّمِ النَّارِ وَلَكَ عَيْنَانِ". بما أن الكتاب المقدس لا يُعلِّم عن جحيمٍ دائم الاشتعال، ماذا قصد المسيح بقوله هذا؟ ثم ستخصّص ناديا يعقوب وعدًا خاصًّا لكلِّ من يُكافح للشفاء بعد الصدمة.
فلنبدأ بدراسة اليوم. يوسف؟ يبدو أننا دائمًا ما نرمز لما يجب فهمه حرفيًا، ونترجم حرفيًا ما أراد يهوه أن نفهمه رمزيًا. هل هذا ما يحدث هنا؟ ألن يعود يهوشوا كما صوّره الفنانون؟
يوسف راضي: أنا لا أقول إن يهوشوا لن يأتي مع السحاب. فنحن نَعلم أنه، وجميع الملائكة القديسين، سيأتون إلى الأرض. على حدّ إدراكنا البشري، لا أرى أي دليل يوحي بأنه سيعود بطريقة أخرى.
ومع ذلك، تحمل هذه العبارة "المجيء مع السحاب" معنى أعمق.
سامي صابر: إذن… عندما ندرس الكتاب المقدس، كيف نعرف ما إذا كان علينا تفسير العبارة حرفيًا أم رمزيًا؟
يوسف راضي: السياق. عند دراسة الكتاب المقدس، السياق مهم دائمًا. اليوم، سنتناول هذه العبارة كما وردت في سفر الرؤيا الأوّل. فهذا السفر في الواقع رسالة. رسالة طويلة جدًا، لكنها مع ذلك مجرد رسالة، وتبدأ بأسلوب رسائل القرن الأول.
إنتقل الى الرؤيا الأول واقرأ الآيات الثلاثة الأولى. هذه الآيات مهمة لأنها تعطينا الإطار الذي علينا استخدامه لتفسير بقيّة السفر.
سامي صابر:
إِعْلاَنُ يهوشوا الْمَسِيحِ، الَّذِي أَعْطَاهُ إِيَّاهُ ياه، لِيُرِيَ عَبِيدَهُ مَا لاَ بُدَّ أَنْ يَكُونَ عَنْ قَرِيبٍ، وَبَيَّنَهُ مُرْسِلاً بِيَدِ مَلاَكِهِ لِعَبْدِهِ يُوحَنَّا، الَّذِي شَهِدَ بِكَلِمَةِ يهوه وَبِشَهَادَةِ يَهوشوا الْمَسِيحِ بِكُلِّ مَا رَآهُ. طُوبَى لِلَّذِي يَقْرَأُ وَلِلَّذِينَ يَسْمَعُونَ أَقْوَالَ النُّبُوَّةِ، وَيَحْفَظُونَ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِيهَا، لأَنَّ الْوَقْتَ قَرِيبٌ.
يوسف راضي: أوّل ما نتعلّمه هو أن هذا السفر يكشف ما كان مخفيًا. إنه إعلان مُذهل. هذه ثنائية مثيرة للاهتمام، إذ بينما يكشف هذا السفر ما كان مخفيًا، هو نفسه مكتوبٌ بالرموز. وهذا مهمٌ لأن الرموز تُعلّمنا أننا نواجه تحقيقًا حرفيًا لحدثٍ تاريخي. لذا، من المهم فهم ما تُشير إليه الرموز، وعدم التركيز على الرمز نفسه.
سامي صابر: وهذا ما فعلتُه قبلًا!
يوسف راضي: وأنا كذلك! جميعًا فعلنا ذلك، من دون أن نفهم أن سفر الرؤيا يتناول بالأساس أمرًا حدث.
ثالث ما تؤكده الآيات الافتتاحيّة هو أن السفر يُنذر بأحداث "لا بد أن تقع قريبًا". وهذه نقطة مهمة. فهو لا يُشير إلى حدثٍ ما بعد ألفي عام من نزول الوحي، بل هو تحذيرٌ من أمرٍ مُريع في المستقبل القريب لجمهوره في القرن الأول.
لذا، علينا البحث عن حدث لم يكن قد وقع وقت كتابة السفر، ولكنه وقع بعده بوقت قصير. وكما ذُكر في حلقات أخرى، هذا الحدث هو في دمار أورشليم عام سبعين ميلادي.
الآية الرابعة من الآيات التي نتخطاها عادةً، لكنها مهمةٌ. هلا تقرأها لنا؟
سامي صابر: " يُوحَنَّا، إِلَى السَّبْعِ الْكَنَائِسِ الَّتِي فِي أَسِيَّا: نِعْمَةٌ لَكُمْ وَسَلاَمٌ…"
يوسف راضي: هذا يكفي.
بأسلوب القرن الأول المُعتاد، تبدأ الرسالة ببيان مُرسِلها، يليه المرسل إليه، ثم تحية. ونرى هذا الأسلوب نفسه في رسائل بولس.
سامي صابر: إنها رسالة طويلة جدًا!
يوسف راضي: أراد أن تستحق تكلفة إرسالها!
هذه نقطة مهمة لأنه بمعرفة المرسل إليه، يمكننا أن نعرف أن هذه الكنائس حرفية.
أعرف! كثير من المسيحيين يقولون إن الكنائس السبعة ترمز إلى سبعة عصور مختلفة في تاريخ الكنيسة. كنت أؤمن بذلك أنا شخصيًا.
سامي صابر: وأنا أيضًا.
يوسف راضي: لكن، هذا غير صحيح. فمعرفة أن الكنائس السبعة الحقيقية هي الجمهور المستهدف لهذه الرسالة تعلِمنا أنه ليس من واجبنا أن نرمز إلى الكنائس، فهي حقيقية.
سامي صابر: هذا منطقي. نقع في أخطاء كثيرة عندما نحاول ترميز ما يجب أن يُفهم حرفيًا.
يوسف راضي: أو ترجمة أمر رمزيّ حرفيًا. كلتا الطريقتين مضلّلتان.
فلنكمل. اقرأ بقية الآية الرابعة والآيتين الخامسة والسادسة.
سامي صابر:
نِعْمَةٌ لَكُمْ وَسَلاَمٌ مِنَ الْكَائِنِ وَالَّذِي كَانَ وَالَّذِي يَأْتِي، وَمِنَ السَّبْعَةِ الأَرْوَاحِ الَّتِي أَمَامَ عَرْشِهِ، وَمِنْ يَهوشوا الْمَسِيحِ الشَّاهِدِ الأَمِينِ، الْبِكْرِ مِنَ الأَمْوَاتِ، وَرَئِيسِ مُلُوكِ الأَرْضِ: الَّذِي أَحَبَّنَا، وَقَدْ غَسَّلَنَا مِنْ خَطَايَانَا بِدَمِهِ، وَجَعَلَنَا مُلُوكًا وَكَهَنَةً لياه أَبِيهِ، لَهُ الْمَجْدُ وَالسُّلْطَانُ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ. آمِينَ.
يوسف راضي: تحتوي هذه التحيّة على تفاصيل كثيرة رائعة. فالكائن "والذي كان والذي يأتي" يشير بوضوح إلى يهوه. يهوشوا ليس إلهًا، لأن يهوه يُشار إليه في الآية السادسة بأنه إله يهوشوا. يهوشوا نفسه له إله، وهو يهوه.
سامي صابر: لاحظتُ موضوعًا مشابهًا في تحيات رسائل بولس: "نعمة لكم وسلام". يا لها من طريقة رائعة لتحية شخص ما! أن تتمنى لهم بركات يهوه.
من هم "الأرواح السبعة"؟ هذا مُربك بعض الشيء.
يوسف راضي: أعتقد أن هذه إشارة إلى الروح القدس. ليس لأن الإشارة إلى الأرواح السبعة تأتي مباشرة بعد ذكر الآب وقبل ذكر الابن فحسب، بل لأن كل نعمة – وهذه التحيّة الافتتاحية تُعلن نعمة على القارئ – تتحقّق بفضل يهوه. لا يمكننا، بقدرتنا البشريّة، أن نخلق "بركات". هذه عطايا نتلقاها من مصدر إلهي.
سامي صابر: هذا منطقي. لكن لماذا سبعة؟ لماذا لا نسميها الروح القدس؟
يوسف راضي: يكمن ذلك وراء سببين. الأوّل هو أنّ الرقم سبعة يرمز إلى الكمال.
كان الأسبوع الأصلي سبعة أيام. وكان وعد يهوه لإسرائيل القديمة وعدًا سباعيًا. عندما طاف يشوع حول أريحا، طاف سبعة أيام، وفي اليوم السابع، طافوا سبع مرات.
هنا في الرؤيا، نلاحظ أن هذا الرمز يُستخدم بكثرة. فبالإضافة إلى أرواح ياه السبعة، هناك الكنائس السبعة، والجامات السبعة، والمنارات السبعة، والملائكة السبعة، والنجوم السبعة، والأختام السبعة، والأبواق السبعة.
سامي صابر: والرعود السبعة.
يوسف راضي: أجل. لذا، الرسالة التي ينقلها هذا الرمز دائمًا هي أن هذا هو الكمال. غالبًا ما يرتبط بالعدالة الإلهيّة، لأن عدالة يهوه مُرضية تمامًا.
هناك سبب آخر، مثير للاهتمام. انتقل إلى سفر زكريا الرابع.
الرؤيا سفر مليء بالرموز. لكن ما يفكّ اللغز هو إدراك ظهور هذه الرموز في مقاطع أخرى من الكتاب المقدس! عندما يعكس مقطع من العهد القديم استخدام الرموز عينه، يمكنك مقارنة المقطعين، وسيظهر كلا المقطعين بوضوح.
اقرأ زكريا الرابع الآيتين الثانية والعاشرة. وسنفصّل ذلك لاحقًا، ولكن في الوقت الحالي، اقرأ هاتين الآيتين فقط.
سامي صابر: الآية الثانية تقول:
وَقَالَ لِي: «مَاذَا تَرَى؟» فَقُلْتُ: «قَدْ نَظَرْتُ وَإِذَا بِمَنَارَةٍ كُلُّهَا ذَهَبٌ، وَكُوزُهَا عَلَى رَأْسِهَا، وَسَبْعَةُ سُرُجٍ عَلَيْهَا، وَسَبْعُ أَنَابِيبَ لِلسُّرْجِ الَّتِي عَلَى رَأْسِهَا.
يوسف راضي: إذن لدينا هنا سبعة مصابيح بسبعة أنابيب، تُوَصِّل الزيت إلى المصابيح. ماذا تقول الآية العاشرة؟
سامي صابر: "لأَنَّهُ مَنِ ازْدَرَى بِيَوْمِ الأُمُورِ الصَّغِيرَةِ. فَتَفْرَحُ أُولئِكَ السَّبْعُ، وَيَرَوْنَ الزِّيجَ بِيَدِ زَرُبَّابِلَ. إِنَّمَا هِيَ أَعْيُنُ يهوه الْجَائِلَةُ فِي الأَرْضِ كُلِّهَا.؟"
يوسف راضي: هذا لا يعني أن لياه القدير سبع عيون حرفيًا، مثل ذبابة الفاكهة. هذا يرمز إلى تحليه ببصر تام، فهو يرى ويفهم كل شيء بحكمة تامة. هذا إشارة إلى عِلم يهوه المطلق، ويُرمز إليه بالرقم سبعة.
حسنًا. سنعود إلى زكريا لاحقًا. الآن، اقرأ الرؤيا الأول الآية الخامسة مجددًا. يُقدّم الينا يوحنا أوصافًا عديدة ليهوشوا، أودّ الاطلاع عليها.
سامي صابر: آه… "الشَّاهِدِ الأَمِينِ، الْبِكْرِ مِنَ الأَمْوَاتِ، وَرَئِيسِ مُلُوكِ الأَرْضِ".
يوسف راضي: انتقل الآن إلى المزمور التاسع والثمانين. واقرأ الآية السابعة والعشرين.
سامي صابر: "أَنَا أَيْضًا أَجْعَلُهُ بِكْرًا، أَعْلَى مِنْ مُلُوكِ الأَرْضِ.
يوسف راضي: هذا هو وصف المسيح في الرؤيا الأول الآية الخامسة. ولهذا هو "ملك الملوك".
انتقل الآن إلى الآيات الخامسة والثلاثين حتى السابعة والثلاثين.
سامي صابر:
مَرَّةً حَلَفْتُ بِقُدْسِي، أَنِّي لاَ أَكْذِبُ لِدَاوُدَ: نَسْلُهُ إِلَى الدَّهْرِ يَكُونُ، وَكُرْسِيُّهُ كَالشَّمْسِ أَمَامِي. مِثْلَ الْقَمَرِ يُثَبَّتُ إِلَى الدَّهْرِ. وَالشَّاهِدُ فِي السَّمَاءِ أَمِينٌ». سِلاَهْ.
يوسف راضي: يستمر نسل داود إلى الأبد من خلال المسيح الذي يُشبَّه بالقمر "شاهدًا أمينًا". هذه هي الكلمات نفسها المستخدمة في الرؤيا الأول.
سامي صابر: كل الأسفار تنتهي في الرؤيا، أليس كذلك؟
يوسف راضي: صحيح. كان يوحنا يكتب لجمهورٍ مُلِمٍّ بأسفار العهد القديم. كان وقتًا عصيبًا لإرسال مراسلاتٍ تُشير إلى السلطات الرومانية. بتطويره مواضيعَ أُدخِلت لأوّل مرة في العهد القديم، استطاع إيصال رسالته بأمان.
بل أكثر من ذلك، يُظهر يوحنا، من خلال الإشارة إلى الرموز الواردة في المزمور التاسع والثمانين، أن الوعود التي قُطعت لداود قد تحققت في المسيح. علاوة على ذلك، وهذا لا يقل أهمية، تُمهد هذه الإشارة الطريق لبقية سفر الرؤيا.
سامي صابر: كيف ذلك؟
يوسف راضي: ما عدا الأصحاحين الأخيرين، يُحذّر سفر الرؤيا في معظمه من الدمار الوشيك لأورشليم عندما سحق ثقل الإمبراطوريّة الرومانيّة للمرّة الأخيرة المقاومةَ والتمرداتِ المستمرّة لليهود. لذا، فإنّ نظرةً إلى وعود المزمور التاسع والثمانين تُمهّد الطريقَ لصراعٍ بين يهوشوا، نسل داود المُمجّد، والحكام الدنيويين. إنها مُقارنةٌ مُشجّعة لأنها تُظهر أن وعود يهوه تتحقق. يهوشوا هو المُسيطر، ويحكم من عرش يهوه. لديه كلُّ السلطة، حتى عندما ينفّذ حكام هذه الأرض أعمالًا تُسبّب معاناةً للمؤمنين.
سامي صابر: "يهوه في سمائه – كل شيء على ما يرام في العالم!"
يوسف راضي: بالضبط.
كان تدمير أورشليم مروعًا، فقد فُقِد عدد كبير من الأرواح، والمعاناة كانت كبيرة- رغم أن أي مؤمن لم يلقَ حتفه، إلا أن المعاناة كانت هائلة – كل هذا كان مروعًا للغاية، لدرجة أنه كُتب سفر لتحذير المؤمنين من الكارثة القادمة ويبدأ بالتذكير بمحبة يهوه ورعايته.
سامي صابر: جميل.
يوسف راضي: لهذا، ترد في الآيتين الخامسة والسادسة عبارة تمجّد يهوشوا. فحبه لنا هو ما دفعه للتضحية بحياته. ولن يُغيّر أي قدر من المعاناة على الأرض حبه الأبدي لنا.
تقول الآية السادسة إن يهوشوا "وَجَعَلَنَا مُلُوكًا وَكَهَنَةً ليهوه أَبِيهِ،". هذا يعني أننا مواطنو مملكته! هل تظن أنه سيقبل حقًا الإساءة الموجّهة إلى مواطنيه من دون تردّد؟
سامي صابر: قطعًا لا. فكونهم مواطنين في ملكوت يهوشوا هو حماية حقيقية للمؤمنين، أليس كذلك؟
يوسف راضي: نعم، إنها هبة.
سامي صابر: يروقني ذلك: إنها هبة. وكوننا مملكة كهنة ليهوه هو في حد ذاته هبة أخرى. بطريقة واقعية جدًا، يمنحنا ذلك وصولاً فوريًا ومباشرًا إلى يهوه. إنه يمنحنا وصولاً كهنوتيًا إليه.
وهذا جميل.
سنأخذ استراحة قصيرة، ابقوا معنا. استراحاتنا قصيرة جدًا. سنعود بعد قليل.
إعلان
يقول الكتاب المقدّس إن المحبّة الكاملة تطرد كلّ خوف. والسبب في نجاح هذا هو أن محبة شخص ما حبًا كاملًا تتطلّب معرفته معرفة كاملة وصادقة بالآخر. عندما لا نعرف شخصًا ما، ما نحبه هو الافتراضات الإيجابية التي كونّاها عنه، أو الصورة التي رسمناها عنه في أذهاننا. إن محبة الشخص الحقيقي تتطلّب المعرفة.
ويُطبق الأمر نفسه على يهوه ويهوشوا. لكي نحبهما حبًا حقيقيًا، ونثق بشخصياتهما ثقةً راسخةً، يجب أن نعرفهما جلّ المعرفة. ليس كما روى لنا راعٍ ما، بل كما هما بالنسبة إلينا كأفراد.
كيف يصف الكتاب المقدس الآب والابن؟ هل تعرف ذلك أصلًا؟ هل قرأته بنفسك؟ لمعرفة المزيد، ابحثوا عن الحلقة مئتين واثنين وثمانين بعنوان "معرفة الآب والابن". إنها دراسة شيّقة لا تُفوّت على موقع WorldsLastChance.com/arabic.
الجزء الثاني
يوسف راضي: فلنتابع في الرؤيا الأول. بلغنا الآية السابعة. هذه الآية زاخرة بالدلالات الرمزية. وهي رمزية، لكننا لم نُدرك أننا ترجمناها حرفيًا. اقرأ لنا الآية السابعة، ثم سنفكّك الرموز.
سامي صابر:
هُوَذَا يَأْتِي مَعَ السَّحَابِ، وَسَتَنْظُرُهُ كُلُّ عَيْنٍ، وَالَّذِينَ طَعَنُوهُ، وَيَنُوحُ عَلَيْهِ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ. نَعَمْ آمِينَ.
هل هذا رمزي؟ لطالما ظننت أن هذا يشير إلى عودة المسيح الفعليّة.
يوسف راضي: ربما. أعني، في وقت ما سيعود يهوشوا وسنراه. لكنّ السياق – الوارد في الرؤيا، الذي يُنذر بدمار أورشليم الوشيك عام سبعين ميلادي – يُشير إلى أن لهذا معنى رمزيًا.
سامي صابر: ما هو؟ لا أفهم ما هو الرمز؛ يبدو لي حرفيًا.
يوسف راضي: "أن يأتي مع السحاب" له معنى رمزي. إنه يرمز إلى الدينونة. يرد مقطع وثيق الصلة بهذا المقطع في دانيال السابع. فلننتقل إليه. واقرأ الآيتين الثالثة عشرة والرابعة عشرة.
سامي صابر:
«كُنْتُ أَرَى فِي رُؤَى اللَّيْلِ وَإِذَا مَعَ سُحُبِ السَّمَاءِ مِثْلُ ابْنِ إِنْسَانٍ أَتَى وَجَاءَ إِلَى الْقَدِيمِ الأَيَّامِ، فَقَرَّبُوهُ قُدَّامَهُ.
فَأُعْطِيَ سُلْطَانًا وَمَجْدًا وَمَلَكُوتًا لِتَتَعَبَّدَ لَهُ كُلُّ الشُّعُوبِ وَالأُمَمِ وَالأَلْسِنَةِ. سُلْطَانُهُ سُلْطَانٌ أَبَدِيٌّ مَا لَنْ يَزُولَ، وَمَلَكُوتُهُ مَا لاَ يَنْقَرِضُ.
يوسف راضي: كما تعلم، كانت عبارة "ابن الإنسان" المفضّلة لدى يهوشوا للإشارة إلى نفسه. وهي مشتقة من العبارة الآرامية: بارْ عِناش. وتعني حرفيًا "إنسان". يرى دانيال يهوشوا مُتوّجًا على العرش. حدث هذا عند صعوده إلى السماء بعد قيامته. على الجميع خدمة يهوشوا.
"أن تأتي مع السحاب" هي عبارة مرتبطة دائمًا بالحكم القادم على أعدائه.
تبدو مشككًا بعض الشيء! سنلقي نظرة على بعض المقاطع وستفهم ما أقصده. فلنبدأ بـ إرميا الرابع الآية الثالثة عشر. هذا ليس مقطعًا عن المجيء الثاني. إنه إرميا يُحذّر يهوْذا من أن سقوطها في أيدي البابليين سيكون دينونة يهوه عليهم بسبب عبادة الأصنام. تفضّل.
سامي صابر:
هُوَذَا كَسَحَابٍ يَصْعَدُ، وَكَزَوْبَعَةٍ مَرْكَبَاتُهُ. أَسْرَعُ مِنَ النُّسُورِ خَيْلُهُ. وَيْلٌ لَنَا لأَنَّنَا قَدْ أُخْرِبْنَا.
يوسف راضي: انتقل الآن إلى صَفَنْيا الأوّل واقرأ الآيات الرابعة عشرة حتى السادسة عشرة.
سامي صابر:
قَرِيبٌ يَوْمُ يهوه الْعَظِيمِ. قَرِيبٌ وَسَرِيعٌ جِدًّا. صَوْتُ يَوْمِ يهوه. يَصْرُخُ حِينَئِذٍ الْجَبَّارُ مُرًّا.
ذلِكَ الْيَوْمُ يَوْمُ سَخَطٍ، يَوْمُ ضِيق وَشِدَّةٍ، يَوْمُ خَرَابٍ وَدَمَارٍ، يَوْمُ ظَلاَمٍ وَقَتَامٍ، يَوْمُ سَحَابٍ وَضَبَابٍ.
يَوْمُ بُوق وَهُتَافٍ علَى الْمُدُنِ الْمُحَصَّنَةِ وَعَلَى الشُّرُفِ الرَّفِيعَةِ.
يوسف راضي: يبدو وكأنه نبوءة عن نهاية العالم. لكن في جوهره، نبوءة دينونة على يهوْذا لتمردها المستمر على يهوه. اقرأ الآية التالية. الآية السابعة عشرة تضع ما قرأته للتو في سياقه.
سامي صابر:
وَأُضَايِقُ النَّاسَ فَيَمْشُونَ كَالْعُمْيِ، لأَنَّهُمْ أَخْطَأُوا إِلَى يهوه، فَيُسْفَحُ دَمُهُمْ كَالتُّرَابِ وَلَحْمُهُمْ كَالْجِلَّةِ.
يوسف راضي: لماذا هذا الضيق؟
سامي صابر: لأنهم أخطأوا إلى يهوه.
يوسف راضي: صحيح. إذًا، يُحكم عليهم. يُرمز إلى ذلك في الآية الخامسة عشرة التي تصف يوم الدينونة بأنه "يَوْمُ ظَلاَمٍ وَقَتَامٍ، يَوْمُ سَحَابٍ وَضَبَابٍ."
فلنلقِ نظرةً على حزقيال الثلاثين. مرةً أخرى، يبدو هذا وكأنه حديثٌ عن المجيء الثاني، ولكنه ليس كذلك. بل هو في الواقع نبوءةٌ بدينونةٍ قادمةٍ على مصر.
اقرأ الآيتين الثانية والثالثة.
سامي صابر:
«يَا ابْنَ آدَمَ تَنَبَّأْ وَقُلْ: هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ يهوه: وَلْوِلُوا: يَا لَلْيَوْمِ! لأَنَّ الْيَوْمَ قَرِيبٌ، وَيَوْمٌ لِيهوه قَرِيبٌ، يَوْمُ غَيْمٍ. يَكُونُ وَقْتًا لِلأُمَمِ.
يوسف راضي: لم نفهم بعد صورة الدينونة. إنَّ قدومه مع السحاب رمزٌ للدينونة الوطنية. إنه يشير إلى أنَّ دينونة يهوه، وإنْ طال أمدها، ومانحةً الجميع فرصةً للتوبة، ستتحقق في النهاية، وعندما تتحقق، لن يكون هناك مفرٌّ منها.
لكننا لم نفهم ذلك. لذا، أخذنا رمزًا وترجمناه حرفيًا. يظهر هذا الرمز نفسه في العهد الجديد عندما يتحدث يهوشوا عن الدينونة القادمة على إسرائيل.
فلننتقل إلى متى الرابع والعشرين. هنا أيضًا، افترض المسيحيون – وافترضتُ أنا – أن لهذا الأصحاح تطبيقًا مزدوجًا على كلٍّ من دمار أورشليم في القرن الأوّل وما ظننتُ أنه علامات عودة يهوشوا قبل المجيء الثاني. ولكن كما علِمنا لاحقًا، يُركّز متى الرابع والعشرون بشكل أساس على دمار أورشليم. وما قاله عن عودته هو ببساطة: "كونوا مستعدين، لأنه لن تكون هناك أي علامات تحذير. عودتي ستفاجئكم".
سامي صابر: حتى المؤمنين.
يوسف راضي: صحيح.
اقرأ الآيات التاسعة والعشرين حتى الواحدة والثلاثين.
سامي صابر:
«وَلِلْوَقْتِ بَعْدَ ضِيقِ تِلْكَ الأَيَّامِ تُظْلِمُ الشَّمْسُ، وَالْقَمَرُ لاَ يُعْطِي ضَوْءَهُ، وَالنُّجُومُ تَسْقُطُ مِنَ السَّمَاءِ، وَقُوَّاتُ السَّمَاوَاتِ تَتَزَعْزَعُ.
وَحِينَئِذٍ تَظْهَرُ عَلاَمَةُ ابْنِ الإِنْسَانِ فِي السَّمَاءِ. وَحِينَئِذٍ تَنُوحُ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ، وَيُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ آتِيًا عَلَى سَحَاب السَّمَاءِ بِقُوَّةٍ وَمَجْدٍ كَثِيرٍ.
فَيُرْسِلُ مَلاَئِكَتَهُ بِبُوق عَظِيمِ الصَّوْتِ، فَيَجْمَعُونَ مُخْتَارِيهِ مِنَ الأَرْبَعِ الرِّيَاحِ، مِنْ أَقْصَاءِ السَّمَاوَاتِ إِلَى أَقْصَائِهَا.
يوسف راضي: افترضنا أن هذا وصفٌ لمجيء المسيح الثاني، ولكنه ليس كذلك. فهي تتطرّق إلى الدينونة القادمة على أورشليم، لأنه بعد ذلك، في الآية الرابعة والثلاثين، يقول المسيح: "اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ يَمْضِي هذَا الْجِيلُ حَتَّى يَكُونَ هذَا كُلُّهُ.
ومن المقاطع الأخرى التي استخدم فيها يهوشوا هذا الرمز هو في محاكمته، بعد أيام قليلة من مناقشته في متى الرابع والعشرين، حيث حذّرهم من الدينونة التي ستحل على أورشليم.
انتقل إلى متى السادس والعشرين واقرأ الآيات الثانية والستين حتى الرابعة والستين.
سامي صابر:
فَقَامَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ وَقَالَ لَيهوشوا: «أَمَا تُجِيبُ بِشَيْءٍ؟ مَاذَا يَشْهَدُ بِهِ هذَانِ عَلَيْكَ؟»
وَأَمَّا يهوشوا فَكَانَ سَاكِتًا. فَأَجَابَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ وَقَالَ لَهُ: «أَسْتَحْلِفُكَ بِيهوه الْحَيِّ أَنْ تَقُولَ لَنَا: هَلْ أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ يهوه؟» قَالَ لَهُ يهوشوا: «أَنْتَ قُلْتَ! وَأَيْضًا أَقُولُ لَكُمْ: مِنَ الآنَ تُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ جَالِسًا عَنْ يَمِينِ الْقُوَّةِ، وَآتِيًا عَلَى سَحَاب السَّمَاءِ».
يوسف راضي: لا يعني عودته، بل يقول إن الدينونة ستحل على الأمة كلها بسبب رفضهم له، للمسيح. وقد فهموا ما كان يقوله! فهؤلاء الشيوخ الواحد والسبعون كانوا من أكثر الرجال تعليمًا في إسرائيل. وتقول التقاليد إنه لكي يُنظر في ترشيحهم لمنصب السنهدرين، كان عليهم حفظ جميع أسفار موسى في سن الثانية عشرة.
سامي صابر: هذا مذهل.
يوسف راضي: فهموا هذا الرمز وأن الدينونة ستأتي عليهم بسبب رفضهم للمسيح.
ما تبقى من الرؤيا الأول الآية السابعة، هو إشارة إلى زكريا الثاني عشر الآية العاشرة حتى زكريا الثالث عشر الآية الأولى. أتمنى لو كان لدينا وقت لقراءتها كاملة، لكن ليس لدينا الوقت الكافي، لذا اقرأ الآية العاشرة فقط.
سامي صابر: حسنًا…
وَأُفِيضُ عَلَى بَيْتِ دَاوُدَ وَعَلَى سُكَّانِ أُورُشَلِيمَ رُوحَ النِّعْمَةِ وَالتَّضَرُّعَاتِ، فَيَنْظُرُونَ إِلَيَّ، الَّذِي طَعَنُوهُ، وَيَنُوحُونَ عَلَيْهِ كَنَائِحٍ عَلَى وَحِيدٍ لَهُ، وَيَكُونُونَ فِي مَرَارَةٍ عَلَيْهِ كَمَنْ هُوَ فِي مَرَارَةٍ عَلَى بِكْرِهِ.
يوسف راضي: أجد هذه الآية مثيرة للاهتمام لأن يهوه يقول إنه سيفيض روح النعمة والتضرعات على اليهود. ترجمات أخرى تقول "النعمة والرحمة".
اليهود في حزن. لماذا؟ لأنهم أدركوا أخيرًا أنهم طعنوا المسيح المنتظر! تُسكب عليهم النعمة والدعاء، أو الرحمة، ليتوبوا. إنها هبة عظيمة، ولها تأثيرها. اقرأ زكريا الثالث عشر الآية الأولى الآن.
سامي صابر: "فِي ذلِكَ الْيَوْمِ يَكُونُ يَنْبُوعٌ مَفْتُوحًا لِبَيْتِ دَاوُدَ وَلِسُكَّانِ أُورُشَلِيمَ لِلْخَطِيَّةِ وَلِلْنَجَاسَةِ."
يوسف راضي: هذا ما تهدف إليه أحكام يهوه دائمًا: حثّ الخطأة على التوبة. عبارة "الذين طعنوه" إشارة واضحة إلى اليهود الذين، كأمة، كانوا مسؤولين عن موت المسيح. سيُمنحون فرصة للتوبة، وسيفعل الكثيرون.
عُد إلى متى الرابع والعشرين. في الآية الثلاثين، نقرأ كيف أن "جميع قبائل الأرض ستنوح" عندما "يُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ آتِيًا عَلَى سَحَاب السَّمَاءِ بِقُوَّةٍ وَمَجْدٍ كَثِيرٍ". لا يزال يتحدث عن الدينونة القادمة على إسرائيل لأنه لم ينتقل إلى الحديث عن عودته إلا في الآية السادسة والثلاثين عندما قال إنه لن تكون هناك علامات!
سياق الآية الثلاثين موجود في الآيات الأولى حتى الثالثة. أتقرأها لنا؟
سامي صابر:
ثُمَّ خَرَجَ يَهوشوا وَمَضَى مِنَ الْهَيْكَلِ، فَتَقَدَّمَ تَلاَمِيذُهُ لِكَيْ يُرُوهُ أَبْنِيَةَ الْهَيْكَلِ. فَقَالَ لَهُمْ يَهوشوا: «أَمَا تَنْظُرُونَ جَمِيعَ هذِهِ؟ اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ لاَ يُتْرَكُ ههُنَا حَجَرٌ عَلَى حَجَرٍ لاَ يُنْقَضُ!».
وَفِيمَا هُوَ جَالِسٌ عَلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ، تَقَدَّمَ إِلَيْهِ التَّلاَمِيذُ عَلَى انْفِرَادٍ قَائِلِينَ: «قُلْ لَنَا مَتَى يَكُونُ هذَا؟ وَمَا هِيَ عَلاَمَةُ مَجِيئِكَ وَانْقِضَاءِ الدَّهْرِ؟»
يوسف راضي: نلاحظ أن هذا الأصحاح سيكون مناقشة للحكم الذي سيُنزَل على الأمة اليهودية والذي سيبلغ ذروته بسقوط أورشليم عام سبعين ميلادي.
سامي صابر: حتى عندما يتحدث عن إظلام الشمس والقمر؟ بالنسبة إلي، هذا تلميح إلى الضيق العظيم.
يوسف راضي: نعم، لأننا افترضنا أن هذا يطبق على المجيء الثاني، لكن هذا ليس نهاية العالم، بل الدينونة القادمة على أمتكم.
سامي صابر: ماذا عن الآية الواحدة والثلاثين؟ تقول: "فَيُرْسِلُ مَلاَئِكَتَهُ بِبُوق عَظِيمِ الصَّوْتِ، فَيَجْمَعُونَ مُخْتَارِيهِ مِنَ الأَرْبَعِ الرِّيَاحِ، مِنْ أَقْصَاءِ السَّمَاوَاتِ إِلَى أَقْصَائِهَا.".
يوسف راضي: تردّد الرسالة عينها التي نقرأها في الرؤيا الأول الآية السابعة و زكريا الثاني عشر الآيات العاشرة حتى الرابعة عشرة. إنها دعوة إلى التوبة ستستجيب لها نفوس كثيرة.
ارجع إلى الرؤيا الأول واقرأ الآية السابعة مرة أخرى. يرد فيها تفصيل صغير لم يذكره زكريا ومتى. لنرَ إن استطعتَ تحديده.
سامي صابر:
هُوَذَا يَأْتِي مَعَ السَّحَابِ، وَسَتَنْظُرُهُ كُلُّ عَيْنٍ، وَالَّذِينَ طَعَنُوهُ، وَيَنُوحُ عَلَيْهِ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ. نَعَمْ آمِينَ.
اممم. "كل عين ستراه"؟
يوسف راضي: أجل! لطالما تكهن المسيحيون بكيفية رؤية كل عين للمسيح قادمًا إلى الأرض الكروية. لكن هذا ليس ما نتحدث عنه. مرة أخرى، هذا يتحدث عن الدينونة. فالقول إن كلّ عين ستراه يعني أن لا أحد معفى من الدينونة. الكل سيُدان.
هذا هو مفتاح سفر الرؤيا. فكما أدين الجميع آنذاك، سيُدان جميع الناس في العالم أجمع. إن دعوة يهوه، برحمته، الناس إلى التوبة أولًا، أمرٌ بالغ الأهمية، لأنه يعني أن من يرفض هذه الدعوة يُترك بلا عذر. وهذا ما نراه في الرؤيا.
إقرأ الآن الرؤيا التاسع، الآيتين العشرين والواحدة والعشرين:
سامي صابر:
وَأَمَّا بَقِيَّةُ النَّاسِ الَّذِينَ لَمْ يُقْتَلُوا بِهذِهِ الضَّرَبَاتِ، فَلَمْ يَتُوبُوا عَنْ أَعْمَالِ أَيْدِيهِمْ، حَتَّى لاَ يَسْجُدُوا لِلشَّيَاطِينِ وَأَصْنَامِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالنُّحَاسِ وَالْحَجَرِ وَالْخَشَبِ الَّتِي لاَ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُبْصِرَ وَلاَ تَسْمَعَ وَلاَ تَمْشِيَ، وَلاَ تَابُوا عَنْ قَتْلِهِمْ وَلاَ عَنْ سِحْرِهِمْ وَلاَ عَنْ زِنَاهُمْ وَلاَ عَنْ سَرِقَتِهِمْ.
يوسف راضي: والرؤيا السادس عشر الآيات التاسعة حتى الحادية عشرة.
سامي صابر:
فَاحْتَرَقَ النَّاسُ احْتِرَاقًا عَظِيمًا، وَجَدَّفُوا عَلَى اسْمِ يهوه الَّذِي لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى هذِهِ الضَّرَبَاتِ، وَلَمْ يَتُوبُوا لِيُعْطُوهُ مَجْدًا. ثُمَّ سَكَبَ الْمَلاَكُ الخَامِسُ جَامَهُ عَلَى عَرْشِ الْوَحْشِ، فَصَارَتْ مَمْلَكَتُهُ مُظْلِمَةً. وَكَانُوا يَعَضُّونَ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ مِنَ الْوَجَعِ. وَجَدَّفُوا عَلَى إِلهِ السَّمَاءِ مِنْ أَوْجَاعِهِمْ وَمِنْ قُرُوحِهِمْ، وَلَمْ يَتُوبُوا عَنْ أَعْمَالِهِمْ.
يوسف راضي: لن يتوب الجميع. هذه هي الحقيقة المُحزنة. لكنّ الوعد الجميل في الرؤيا هو أن يهوه يريد خلاص الجميع. يُرسل دعوةً للتوبة، واعدًا بقبول كلّ من يلجأ إليه.
الجزء الأخير من تحية يوحنا الافتتاحية هو الآية الثامنة. أتقرأها؟
سامي صابر: "أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبَدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ» يَقُولُ يهوه الْكَائِنُ وَالَّذِي كَانَ وَالَّذِي يَأْتِي، الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ.."
يوسف راضي: ألْفا أو الألف بالعربية، بالطبع، هو أول حرف في الأبجدية اليونانية، وأوميجا أو الياء بالعربية هو آخر حرف. يقول يهوه إنه الألف والياء؛ البداية والنهاية. هو المسيطر. مهما حدث على الأرض، فهو يمسك بزمام الأمور. وله القدرة على قبول ومغفرة كل من يتوب إليه.
سامي صابر: آمين!
التالي: حقيبة بريدنا اليومي. إبقوا معنا.
وقفة منتصف البرنامج
أنتم تستمعونَ إلى راديو "فرصةُ العالمِ الأخيرة".
راديو "فرصةُ العالمِ الأخيرة": نُعلّم العقول ونُعدّ القلوب لعودة المسيح المفاجئة!
إعلان
القتال أو الفرار؟ الجمود أو الخضوع؟ ماذا تفعل عندما تُفاجأ؟ بحسب الظروف، يمكن لأي شخص أن يختبر أيًا من ردود الفعل الأربعة هذه. لكنك لن ترغب في الجمود عندما تكون كلماتك ضرورية، ومتى تكون كلماتك ضرورية أكثر من الوقت الذي تكون فيه قرب صديق أو عزيز يحتضر؟
قد تكون مواجهة نهاية الحياة الوشيكة مُرهِقةً للغاية، بل مُخيفةً. هل تعرف ماذا تقول لشخصٍ يُحتضر؟ هل تعرف كيف تُعزيه وتُرشده إلى المسيح؟
لمعرفة ما يجب قوله، قم بزيارة موقع WorldsLastChance.com/arabic وابحث عن مقال بعنوان "ماذا تقول لصديقك المحتضِر". يمكنك أن تكون كسند ليهوه عند حاجة شخص ما القصوى. اقرأ هذا المقال لمعرفة ما يمكنك قوله عند الحاجة القصوى.
البريد اليومي
سامي صابر: سؤال اليوم من بريدنا اليومي من … بلد الربيع الأبدي.
يوسف راضي: الإكوادور!
سامي صابر: لا! قلت أرض الربيع الأبدي. أبحثُ عن أرض الربيع الأبدي.
يوسف راضي: أوه. آه… بيرو؟ كولومبيا؟ فنزويلا؟ البرازيل؟
سامي(ضاحكًا): هل ستذكر جميع الدول القريبة من الإكوادور؟ إنها كولومبيا، موطن أطول شجرة نخيل في العالم. يصل ارتفاع نخلة كوينديو Quindío الشمعية إلى مئتي قدم، أي ستين مترًا!
يوسف راضي: مذهل! إنه مبنى بارتفاع عشرين طابقًا!
سامي صابر: أعرف! إنها شجرةٌ طويلةٌ جدًا. تُعطيك لمحةً عن العالم البدائي قبل الطوفان.
على أي حال، كتبت Viviana: "أنا ممتنة جدًا لدراساتكم وحلقاتكم حول الجحيم. فقد نشأتُ خائفةً من الجحيم، وأنا ممتنةٌ جدًا لمعرفة أن الكتاب المقدس لا يُعلّم في الواقع عن جحيمٍ أبديّ مُشتعل. شاركتُ أختي البشارة، وكانت مهتمةً جدًا بالموضوع. تُريد أن تُؤمن بذلك لكنها تخشى أن تُخطئ. وهي تُريد أن تعرف، إن لم يكن هناك جحيم، فلماذا أشار إليه المسيح في متى الثامن عشر الآيتين الثامنة والتاسعة؟ كيف تُفسّرون هذا المقطع إن لم يكن هناك جحيمٌ أبديّ دائم الاشتعال؟"
يوسف راضي: هل يمكنك قراءة هذا المقطع لنا؟
سامي صابر: بالتأكيد. يقول:
فَإِنْ أَعْثَرَتْكَ يَدُكَ أَوْ رِجْلُكَ فَاقْطَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ. خَيْرٌ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ أَعْرَجَ أَوْ أَقْطَعَ مِنْ أَنْ تُلْقَى فِي النَّارِ الأَبَدِيَّةِ وَلَكَ يَدَانِ أَوْ رِجْلاَنِ. وَإِنْ أَعْثَرَتْكَ عَيْنُكَ فَاقْلَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ. خَيْرٌ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ أَعْوَرَ مِنْ أَنْ تُلْقَى فِي جَهَنَّمِ النَّارِ وَلَكَ عَيْنَانِ.
يوسف راضي: حسنًا، تكمن مشكلة استخدام هذه الآية لإثبات جحيم أبدي دائم الاشتعال في ضرورة التناقض. هذه هي المشكلة الأولى.
سامي صابر: ماذا تقصد؟
يوسف راضي: لا أحد يُصرّ على أن يهوشوا قصد أنه إذا تعثرتَ بقدمك، فعليك قطعها حرفيًا ورميها بعيدًا! إنه يتحدّث مجازيًا هنا. إذًا، من غير المنطقي تفسير الجزء الأوّل من كلامه مجازيًا بينما يُفسّر الجزء الثاني حرفيًا.
وهذا يقودني إلى المشكلة الثانية في استخدام هذا المقطع لإثبات وجود جحيم حقيقي: كان يهوشوا يشير إلى مكان حقيقي خارج أورشليم، وكان يُفهم مجازيًا على أنه رمز للدينونة الإلهية. ومرة أخرى، كل هذا مجازي.
سامي صابر: ما كان هذا المكان؟
يوسف راضي: جهنم. في الواقع، إذا بحثتَ عن الكلمة المُترجمة "جحيم" في الآية التاسعة، فستلاحظ أن الكلمة الأصلية هي "جهنم". وهي إشارة إلى وادي هِنوم جنوب أورشليم. كان هذا ما نُشير إليه اليوم بمكب نفايات المدينة. كانوا ينقلون نفاياتهم إليه. وكانت النيران تُحرق باستمرار القمامة المُجمعة هناك.
لم يستخدم المسيح نفسه كلمة "جهنم". كان هذا تطورًا لاهوتيًا لاحقًا. الكلمة التي استخدمها يهوشوا هي "جهنم". باختصار، كان يقول: "لا تدع سلوكياتك المدمرة للذات تدفعك إلى مزبلة الحياة. ستشعر بالندم والتأنيب، لكنك لن تتمكن من العودة وتغيير ما قادك إلى هنا". إنه يقول: "لا تضيع حياتك بهذه الطريقة". وتماشيًا مع الطبيعة المجازية لهذا المقطع، أشار إلى مزبلة مدينة أورشليم التي كانت تُفهم على أنها استعارة للدينونة الإلهية.
في الإسلام، جهنم أو " جَهَنّان" هي مكان متعدد المستويات لعذاب الأشرار. ولكن مجددًا، هذا استقراء. لا يُعلّم الكتاب المقدس في الواقع عن جحيم دائم الاشتعال، واستخدام إشارات المسيح إلى مزبلة مدينة أورشليم كـ"دليل"، لا معنى له بمجرد معرفة الكلمة التي استخدمها حقًا.
سامي صابر: هذا مثير للاهتمام. ظننتُ أن "جهنم" هي الكلمة اليونانية التي تعني الجحيم. لم أكن أعلم أنها في الواقع مجرد مكب نفايات المدينة. هذا مثير للاهتمام.
حسناً! لدينا وقت لسؤال أخير. كتب توبْياس من Bremen، ألمانيا: " استمعتُ إلى بعض حلقاتكم عن طبيعة يهوه ويهوشوا. لديكم بالتأكيد أدلة كثيرة على طبيعة يهوه. سؤالي يتعلّق بطبيعة يهوشوا. أعلم أن الطبيعة الإلهية/البشرية المزدوجة يصعب فهمها، ولكن أليس هذا سبب تسميتها "سرًا"؟"
يوسف راضي: سؤال رائع، وأنا ممتن لفرصة الإجابة عنه. أولًا، أشيد بك يا توبياس، لاستعدادك للنظر في الأدلة التي تُناقض اعتقادًا قيل لك سابقًا إنه صحيح. يتطلب ذلك شجاعةً والتزامًا كبيرين في الحقيقة.
أما بالنسبة إلى وصف طبيعة المسيح بأنها سر، فأنت محق. كثيرًا ما يُشار إليها بهذه الطريقة. لكنّ النقطة الخلافية هي أن هذا ما أطلقناه عليها نحن البشر. لم تُشر كلمة ياه أبدًا إلى ثالوث؛ ولم تدّعِ قط أن ليهوشوا طبيعة مزدوجة. وبالتأكيد لم تُصرّح بأن طبيعة المخلّص "سر". وجاء هذا لاحقًا كوسيلة للإجابة عن الأسئلة التي لا جواب لها والتي نشأت عندما تناقَض هذا الخطأ مع الكتاب المقدس.
سامي صابر: نعم، الخطأ دائمًا يسبّب ارتباكًا، أليس كذلك؟
يوسف راضي: هناك كلمة تُترجَم أحيانًا في نُسخ الكتاب المقدس الحديثة إلى "سر". مثلًا، تتحدث كُولُوسِّي الأوّل، الآية السادسة والعشرون عن "السِّرِّ الْمَكْتُومِ مُنْذُ الدُّهُورِ وَمُنْذُ الأَجْيَالِ، لكِنَّهُ الآنَ قَدْ أُظْهِرَ لِقِدِّيسِيهِ،".
سامي صابر: أفكر في آية أخرى. همم… امنحني بعض الوقت لأنتقل إليها…
أفسس الثالث الآية الرابعة تقول: "الَّذِي بِحَسَبِهِ حِينَمَا تَقْرَأُونَهُ، تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْهَمُوا دِرَايَتِي بِسِرِّ الْمَسِيحِ.".
يوسف راضي: آية أخرى مفيدة. ورغم أنها تبدو للوهلة الأولى إشارةً إلى طبيعته، إلا أنها ليست المقصودة.
انتقل إلى كورنثوس الأولى، الثاني، واقرأ الآيتين السابعة والثامنة. هذا موضع آخر تُستخدم فيه كلمة "سر"، وربما ينبغي عدم استخدامها.
سامي صابر: "بَلْ نَتَكَلَّمُ بِحِكْمَةِ ياه فِي سِرّ: الْحِكْمَةِ الْمَكْتُومَةِ، الَّتِي سَبَقَ ياه فَعَيَّنَهَا قَبْلَ الدُّهُورِ لِمَجْدِنَا، الَّتِي لَمْ يَعْلَمْهَا أَحَدٌ مِنْ عُظَمَاءِ هذَا الدَّهْرِ، لأَنْ لَوْ عَرَفُوا لَمَا صَلَبُوا رَبَّ الْمَجْدِ..
لماذا تقول إنه ينبغي عدم استخدام كلمة "سر"؟
يوسف راضي: الكلمة اليونانية هي mustērion. لكنّها لا تعني "سرًا" بالمعنى الحديث.
طبعتُ تعريف السر من قواميس حديثة عديدة. أتقرأه لنا؟
سامي صابر: " السر هو أمر يحيّر فهمنا ولا يمكن تفسيره ." هذا من Vocabulary.com.
يقول قاموس كولينز: السر هو أمر غير مفهوم أو معروف".
ويقول قاموس Merriam-Webster إن السر هو "أمر غير مفهوم أو يتجاوز الفهم: لغز".
ويقول قاموس أكسفورد أن السر هو " أمر يصعب أو يستحيل فهمه أو تفسيره".
يوسف راضي: كلمة "سر" تحمل في طياتها معنىً يستحيل فهمه. ستلاحظ أن هذا ليس ما تعنيه كلمة " mustērion ".
أحضرتُ نسختي من قاموس سترونغ الموسّع. إنتقل إلى الرقم ثلاثة آلاف وأربع مئة وست وستين في القسم اليوناني واقرأ ما فيه؟
سامي صابر: لنرَ… يا إلهي! هذا تعريف طويل. أتريدني أن أقرأه كاملاً؟
يوسف راضي: أجل، تفضل إبدأ.
سامي صابر: حسنًا.
mustērion: سر أو "غموض" … في العهد الجديد يشير، ليس إلى الغامض (كما هو حال الكلمة الإنكليزيّة)، ولكن إلى ما هو خارج نطاق الفهم الطبيعي غير المدعوم، ولا يمكن معرفته إلا من خلال الوحي الإلهي، ويتم معرفته بطريقة وفي وقت يحدده يهوه، ولأولئك الذين أنارهم روحه فقط.
بالمعنى العادي، يُشير "السر" إلى معرفةٍ مكبوتة. أما معناه الكتابي، فهو كشف الحقيقة. ولذلك، المصطلحات المرتبطة بهذا الموضوع تحديدًا هي: "أُعلن"، "أُظهر"، "أشار"، "كرز"، "فهم"، "تدبير". ولعلّ أفضل ما يُوضّح التعريف المذكور آنفًا هو المقطع التالي: "السِّرِّ الْمَكْتُومِ مُنْذُ الدُّهُورِ وَمُنْذُ الأَجْيَالِ، لكِنَّهُ الآنَ قَدْ أُظْهِرَ لِقِدِّيسِيهِ" (كولوسي ١: ٢٦).
ويُستخدم هذا المصطلح للإشارة إلى الحق الروحي عمومًا، كما هو مذكور في الإنجيل.
يوسف راضي: هذا يكفي. فهمنا الفكرة العامة. "السر" في لغتنا المعاصرة هو ما يستحيل تفسيره أو فهمه.
على النقيض من ذلك، فإن " mustērion " هو ما يُكشف ويُتجلى ويُفهم.
سامي صابر: لذا ربما تكون الكلمة الأفضل هي "سر".
يوسف راضي: بالضبط! في الكتاب المقدس، ليس من المستحيل معرفته، بل هو حق لا يكشفه إلا يهوه بروحه.
هذه ليست طبيعة المسيح المزدوجة المزعومة. نُسمّيها "سرًا" لأن هذا هو تعريفها الحديث: لا نستطيع فهمها لأنها، بصراحة، مستحيلة! وهي ليست من الكتاب المقدس.
ومع ذلك، إذا كان الثالوث أو يهوشوا ثنائي الطبيعة صحيحين، فمن المؤكد أننا نتوقع أن نجدهما مذكورين في الكتاب المقدس كجزء من mustērion يهوه – "الأسرار" التي كشفها للمؤمنين من خلال روحه.
لديّ هنا اقتباسٌ أودّ أن تقرأه. هو من مقالٍ بعنوان "يسوع ابن الله، وليس الله الابن" على موقع BiblicalUnitarian.com
تفضل..
سامي صابر:
"يعود سبب استمرار ترجمة كلمة " mustērion " إلى "سر" في الكثير من نسخ الكتاب المقدس الإنجليزية، رغم إدراك العلماء ورجال الدين أنها ترجمة غير دقيقة، في جزء كبير منه إلى الكثير من العقائد غير الكتابية، بل والمتناقضة، التي تسلّلت إلى الكنيسة مع مرور الزمن. عندما عجز رجال الدين أنفسهم عن تفسير أو فهم هذه العقائد، أصبحت ترجمة "سر" مقبولة على نطاق واسع، لأن مفهوم "السر" وسيلة سهلة لعرض عقائد غامضة على المسيحي العادي. وسرعان ما وُصف من عارضوا هذه التقاليد وغيرها من تقاليد الكنيسة بالهرطقة والاضطهاد، لذا لم يُطعن في ترجمة "سر" في الغالب."
هذا مذهل! ومهم.
يوسف راضي: مرة أخرى، الترجمة الأفضل هي "غموض"، لأن كل أسرار يهوه تم الكشف عنها في المسيح.
هذا واضح في رومية السادس عشر. هلا تنتقل إليه وتقرأ لنا الآيات الخامسة والعشرين حتى السابعة والعشرين؟
سامي صابر:
وَلِلْقَادِرِ أَنْ يُثَبِّتَكُمْ، حَسَبَ إِنْجِيلِي وَالْكِرَازَةِ بيهوشوا الْمَسِيحِ، حَسَبَ إِعْلاَنِ السِّرِّ الَّذِي كَانَ مَكْتُومًا فِي الأَزْمِنَةِ الأَزَلِيَّةِ، وَلكِنْ ظَهَرَ الآنَ، وَأُعْلِمَ بِهِ جَمِيعُ الأُمَمِ بِالْكُتُبِ النَّبَوِيَّةِ حَسَبَ أَمْرِ الإِلهِ الأَزَلِيِّ، لإِطَاعَةِ الإِيمَانِ، لياه الْحَكِيمِ وَحْدَهُ، بِيَهوشوا الْمَسِيحِ، لَهُ الْمَجْدُ إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ.
يوسف راضي: إذًا، هذه الترجمة تستخدم كلمة "سر"، ولكن كما ترى، كان من الأفضل استخدام كلمة "سري" لأنها لا تتحدث عن أمرٍ يستحيل فهمه – وهو تعريف "غموض". بل تتحدث عن سرٍّ، كما في الآية السادسة والعشرين، "قد كُشِفَ الآن"! لقد كُشِفَ! إنه ليس سرًا.
ازدواجية طبيعة المسيح ليست لغزًا فحسب، بل هي تناقض! وكذلك فكرة الثالوث الإلهي: إنها تناقض. عبارات مثل "يهوشوا إنسان كامل وإله كامل" أو "ثلاثة أقانيم في إله واحد" هي تناقضات. وهذا مُسلّم به منذ زمن طويل.
كان William G. Eliot راعيًا ومربيًا أميركيًا في القرن التاسع عشر. لدي اقتباس من كتابه "محاضرات في عقائد المسيحية". هلا تقرأه لنا؟
سامي صابر: حسنًا.
"الغموض والتناقض أمران مختلفان تمامًا. الأوّل أمر بعيدٌ عن رؤيتنا، أو يُرى بشكل ناقص. أما الثاني، فيُرى على أنه غير صحيح. … نَعلم ما يكفي لنرى أنه لا يمكن أن يكون كلا القولين المتناقضين صحيحين. … لذا، عندما يؤكد المسيح أنه لم يكن يَعلم بحدثٍ مستقبليٍّ مُعين (راجع مرقس ١٣: ٣٢)، فإن التأكيد على أنه كان كليّ العلم، هو بوضوح إنكارٌ لما قاله."
هذا بيان رائع!
يوسف راضي: صحيح. وفكرة العقائد التي تُعتبر أسرارًا إلهية لن نفهمها أبدًا ليست من صميم الكتاب المقدس. يتحدث الكتاب المقدس عن "أسرار"، ولكنه يقول أيضًا إن يهوه قد كشف هذه الأسرار، ولم تُوصف طبيعة المسيح بأنها أحد هذه الأسرار. عندما لا تستطيع تفسير الخطأ، تصفه بأنه سر.
الحق ليس غامضًا.
سامي صابر: وهل يسرّك ذلك؟!
إذا كان لديكم سؤال ترغبون في أن يجيب عنه يوسف، قوموا بزيارة موقعنا الإلكتروني WorldsLastChance.com/arabic وانقروا على رمز راديو فرصة العالم الأخيرة. يسرنا دائمًا التواصل مع مستمعينا.
التالي: ناديا يعقوب ووعد اليوم.
وعد اليوم
مرحبا! هنا راديو فرصة العالم الأخيرة، معكم ناديا يعقوب في وعد اليوم من كلمة ياه.
كتب المؤلف Roy Bennett، أقتبس: "الموقف هو خيار. والسعادة خيار. والتفاؤل خيار. واللطف خيار. والعطاء خيار. والاحترام خيار. فخيارك يحدد شخصيتك وهويتك. لذلك، كن حكيمًا بخياراتك."
قرأتُ مؤخرًا قصة عن امرأة رائعة اسمها Wendy Wallace. رغم معاناتها من مشكلات وصعوبات لا تصدق، اتّخذت Wendy خيارًا وهو مواصلة الوثوق بيهوه. اختارت أن تظل إيجابية ومتفائلة. إليكم قصتها.
عام ألفين وأحد عشر، شعرت Wendy بأنها مصابة بالأنفلونزا. وسرعان ما ساءت حالتها. وفي غضون ثلاثة أيام، ساءت حالتها أكثر وأصبحت حياتها في خطر. فقد أصيبت بطريقة ما ببكتيريا آكلة اللحم. وأخبر الأطباء عائلتها أن فرصة شفائها هي أقل من واحد في المئة. ولكنّ عائلة Wallace مسيحيون مؤمنون. عندما قال الأطباء لزوج Wendy، مايك، إنه عليه الاستعداد لموتها، أجابه، "أنت لا تعرف إلهي وماذا يمكنه أن يفعل!"
لمدة ثلاثة أسابيع، كانت Wendy في غيبوبة طبية. وخلال تلك الأسابيع الثلاثة، صلّى مايك بخشوع من أجل شفائها. وكذلك، أولادها. والعائلة. وصلى الأصدقاء. وأصدقاء الأصدقاء وأصدقاؤهم.
خضعت Wendy لعمليات جراحية، واحدة تلو الأخرى، لكنّ العدوى انتشرت. ولم يعد الدم يتدفق إلى أطرافها وبدأت كليتاها بالتعطّل. ثم بُترت كلتا القدمين واليدين. بدا المستقبل قاتمًا، لكن عائلة Wendy وأصدقاؤها واصلوا الصلاة. بعد ثلاثة أسابيع في غيبوبة، استيقظت Wendy لتجد حياة مختلفة تمامًا عن تلك التي كانت تعرفها. كان التعافي طويلًا وصعبًا، لكنّ Wendy رفضت الاستسلام. وكان الأمثال الثالث الآيتان الخامسة والسادسة تطمئنانها بشكل خاص. تقولان:
تَوَكَّلْ عَلَى يهوه بِكُلِّ قَلْبِكَ،
وَعَلَى فَهْمِكَ لاَ تَعْتَمِدْ.
فِي كُلِّ طُرُقِكَ اعْرِفْهُ،
وَهُوَ يُقَوِّمُ سُبُلَكَ.
هذه الكلمات زودت Wendy بالقوة. وكانت تؤمن بأن يهوه وضع خطة لحياتها. اليوم، تشهد Wendy ليهوه من خلال مدونتها المسماة حياة حصرية أو One Exclusive Life.
وتشرح، أقتبس، "النساء اللواتي يواجهن الصدمة لفترة طويلة يشعرن بالثقة والسلام في مسيرتهن مع [ياه]. لتنفيذ ذلك، يحتجن إلى معرفة أنهن يسرن في مشيئته ويخضعن له. المشكلة تكمن في أن الخوف والارتباك يعيقان تمييز درب [الأب]. بعد الصدمة، غالبًا ما يسيطر على النساء الشك واليأس. إنهن يتساءلن لماذا الحياة التي عشنها في الإيمان لا تسهل عليهن تجاربهن". نهاية الاقتباس،
مهمتها هي "دعم [النساء] لإعادة اكتشاف فرح [يهوه] وسلامه وسط محن الحياة".
تقول الآية الحادية عشرة من المزمور أربعة وثمانين:
لأَنَّ يهوه، الإله، شَمْسٌ وَمِجَنٌّ.
يهوه يُعْطِي رَحْمَةً وَمَجْدًا.
لاَ يَمْنَعُ خَيْرًا عَنِ السَّالِكِينَ بِالْكَمَالِ.
لقد مُنحنا وعوداً عظيمة وثمينة. إبدأوا بالمطالبة بها.
الجزء الثالث
سامي صابر: كما تعلم، قبل بضعة أشهر عندما طرحتَ عليّ لأوّل مرة فكرة أن سفر الرؤيا، بعيدًا عن كونه نبوءة عن الأيام الأخيرة، هو في المقام الأوّل تحذير من تدمير أورشليم—
يوسف راضي: – وقد تحقّق ذلك!
سامي صابر: صحيح! كان ذلك صادمًا لي. ثم بعد الاطلاع على الأدلة والاتفاق على أن معظم الكتاب لا يتناول الأيام الأخيرة، تساءلتُ عن المغزى الذي يسعى إليه المؤمنون اليوم.
بالتأكيد! الأصحاحان الأخيران قيّمان. لكن ماذا عن بقيّة الكتاب؟ بعد أن تحقّق منذ ما يقارب الألفي عام؟ ما فائدة أن يقضي المؤمنون وقتًا في دراسة هذا؟ لكنّ دراسة اليوم أوضحت لي قيمة هذا الكتاب. إنها مُطمئنة. تُخبرنا أنه بغض النظر عن المصائب، يهوه يمسك بزمام الأمور. وبعِلمه المُسبق، سيعتني بنا. وكما تذكّر المؤمنين في أورشليم ووفر لهم مخرجًا، سيعتني بنا أيضًا.
يوسف راضي: أنت محق تمامًا. يقول المزمور مئة وتسعة عشرة، الآية تسعون: "إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ أَمَانَتُكَ. أَسَّسْتَ الأَرْضَ فَثَبَتَتْ.". علينا أن نتمسك بهذا الوعد. حتى لو دُعينا إلى "السير في النار"، إن صح التعبير، يمكننا أن نطمئن إلى أنه يسير معنا.
إنتقل إلى المراثي الثالث. إنه أصحاح مؤثرٌ للغاية. لعقودٍ من الزمن، تنبأ إرميا بسقوط أورشليم في يد بابل. وقد سخر منه الناس، بل وسُجن. ومع ذلك أصرّ على تحذير بني إسرائيل من الدمار القادم.
ولكن عندما وقع أخيرًا، كان مروّعًا للغاية، لدرجة أن إرميا نفسه ارتعد خوفًا من هول المعاناة والدمار. اقرأ الآيات الأولى حتى الثالثة.
سامي صابر:
أَنَا هُوَ الرَّجُلُ الَّذِي رأَى مَذَلَّةً بِقَضِيبِ سَخَطِ يهوه. قَادَنِي وَسَيَّرَنِي فِي الظَّلاَمِ وَلاَ نُورَ. حَقًّا إِنَّهُ يَعُودُ وَيَرُدُّ عَلَيَّ يَدَهُ الْيَوْمَ كُلَّهُ.
يوسف راضي: كان قلب إرميا ينفطر. وهذا ما يجعل ما قاله في الآيات التاسعة عشرة إلى السادسة والعشرين مؤثرًا للغاية. تفضل واقرأها لنا.
سامي صابر:
ذِكْرُ مَذَلَّتِي وَتَيَهَانِي أَفْسَنْتِينٌ وَعَلْقَمٌ. ذِكْرًا تَذْكُرُ نَفْسِي وَتَنْحَنِي فِيَّ.
أُرَدِّدُ هذَا فِي قَلْبِي، مِنْ أَجْلِ ذلِكَ أَرْجُو: إِنَّهُ مِنْ إِحْسَانَاتِ يهوه أَنَّنَا لَمْ نَفْنَ، لأَنَّ مَرَاحِمَهُ لاَ تَزُولُ.
هِيَ جَدِيدَةٌ فِي كُلِّ صَبَاحٍ. كَثِيرَةٌ أَمَانَتُكَ.
نَصِيبِي هُوَ يهوه، قَالَتْ نَفْسِي، مِنْ أَجْلِ ذلِكَ أَرْجُوهُ.
طَيِّبٌ هُوَ يهوه لِلَّذِينَ يَتَرَجَّوْنَهُ، لِلنَّفْسِ الَّتِي تَطْلُبُهُ.
جَيِّدٌ أَنْ يَنْتَظِرَ الإِنْسَانُ وَيَتَوَقَّعَ بِسُكُوتٍ خَلاَصَ يهوه.
يوسف راضي: عندما تذكّر إرميا أن الدمار بحد ذاته كان تحقيقًا لعدالة يهوه الموعودة، منحه ذلك أملًا. أدرك أنه كما وفى يهوه بوعوده بالعقاب، سيفي أيضًا بوعوده بالخلاص. ماذا تقول الآيات الواحدة والثلاثون إلى الثالثة والثلاثين؟
سامي صابر:
لأَنَّ يهوه لاَ يَرْفُضُ إِلَى الأَبَدِ.
فَإِنَّهُ وَلَوْ أَحْزَنَ يَرْحَمُ حَسَبَ كَثْرَةِ مَرَاحِمِهِ.
لأَنَّهُ لاَ يُذِلُّ مِنْ قَلْبِهِ، وَلاَ يُحْزِنُ بَنِي الإِنْسَانِ.
يوسف راضي: هذه هي قيمة دراسة سفر الرؤيا. في عالمٍ تسوده الخطيئة، ستكون المعاناةٌ هائلة. لا مفرّ منها.
حتى بالنسبة إلى المؤمنين الذين نجوا، لم يكن الأمر سهلاً! اضطروا إلى الفرار بأموالٍ زهيدة، وأسسوا، بطريقةٍ ما، حياتهم وكسبوا رزقهم في بلدٍ غريب. لم يكن الأمر سهلاً.
ولكن في خضمّ كل هذا، كان يهوه معهم. وسيكون معنا نحن كذلك. هذا هو الوعد العظيم في سفر الرؤيا.
سامي صابر: لأننا نخدم إلهًا يحفظ العهد.
شكرًا لانضمامكم إلينا في حلقة اليوم بعنوان "وعد الرؤيا". إذا رغبتم في مشاركتها مع أحد أصدقائكم أو أقاربكم، فيمكنكم العثور عليها على موقعنا الإلكتروني. ما عليكم سوى النقر على رمز راديو فرصة العالم الأخيرة والبحث عن الحلقة مئتين وخمسة وثمانين، بعنوان "وعد الرؤيا".
نأمل أن تتمكنوا من الاستماع إلينا غدًا من جديد. وحتى ذلك الحين، تذكروا: يهوه يحبكم. . . وهو جدير بثقتكم!
تسجيل الخروج
كنتم تستمعون إلى راديو فرصة العالم الأخيرة.
هذه الحلقة والحلقات السابقة من راديو فرصة العالم الأخيرة متاحة للتنزيل على موقعنا. إنها رائعة للمشاركة مع الأصدقاء ولاستخدامها في دراسات الكتاب المقدس! كما أنها مصدر ممتاز لأولئك الذين يعبدون يهوه بمفردهم في المنزل. للاستماع إلى الحلقات التي بُثّت سابقًا، زوروا موقعنا WorldsLastChance.com/arabic وانقروا على رمز راديو فرصة العالم الأخيرة المعروض على صفحتنا الرئيسية.
في تعاليمه وأمثاله، لم يقدّم المخلّص أي "علامات للأزمنة" يجب الانتباه إليها. بدل ذلك، فحوى رسالته كان… اليقظة المستمرة. إنضموا إلينا مرة أخرى غدًا للحصول على رسالة أخرى مليئة بالحق بينما نستكشف مواضيع مختلفة تركّز على عودة المخلّص وكيفية العيش في استعداد دائم للترحيب به بحرارة عندما يأتي.
راديو فرصة العالم الأخيرة: نُعلّم العقول ونُعدّ القلوب لعودة المسيح المفاجئة.